12 - 10 - 2014, 12:31 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة القديسة فيرونيكا جولياني
دور مريم الكليّة القداسة الذي لا غنى عنه سؤال يطرح نفسه؟ تُرى هل ثمّة مبالغة في ما ختمنا به الفصل السابق؟ قد يكون مفيدَا أن نذكر أنّ الرسالة الأولى للعذراء في فاطما التي جاء فيها: "العديد من النفوس تذهب إلى جهنّم لأنّ ليس هنالك من يصلّي لأجلها"، هذه الرسالة أتبعتها العذراء بأخرى، وفيها "للحدّ من ذهاب النفوس إلى جهنّم، يريد الثالوث الأقدس أن يوطّد في العالم أن يوطّد في العالم التعبّد لقلبي الطاهر". لا شكّ أنّنا نجد الجواب الشافي إذا تعمّقنا في مضمون هذا الفصل المريمي الذي يُعتبر ذروة رسالة القدّيسة النبويّة، متأمّلين كيف أنّ البتول فيرونيكا كانت قد أدركت التكرّس الشخصيّ والجماعي الكامل لمريم الكليّة القداسة، وعاشته بشكل نبويّ، لدرجة أصبحت معها علامة ورسولة. إلاّ أنّ موضوعًا آخر يشير اليوم جدلاً كبيرًا حول مكانة مريم الكليّة القداسة ودورها في الكنيسة وفي تاريخ الخلاص. بعضهم يزعم أنّ هذا الدور مبالغ فيه، والبعض الآخر يعتقد أنّه يحوجنا الكثير من البحث والتقصّي لاكتشاف حقيقة هذا الدور وتقديره حقّ قدره. ليس المطلوب أن يكون المرء كثير العلم والذكاء ليدرك أنّ أزمنتنا هذه تحمل ختمًا مريميًّا واضحًا لم يُعرَف له مثيل في التاريخ، إنّه أمر لا يخفى حتّى على الصغار والبسطاء. فمن خلال ظهورات العذراء المتلاحقة، بدءًا من شارع باك (Rue du Bac) والأيقونة العجائبيّة، لورد، لاساليت، فاطما، وظهورات أخرى أثبتتها الكنيسة أو لا تزال قيد الدراسة والتمحيص، كذلك من خلال عدّة حركات مريميّة وحقائق كنسيّة استنبطها الروح القدس والعذراء نفسها، يرتسم بوضوح ما قد أصبح تعبيرًا متداولاً: "الأزمنة المريميّة"، إنّه تعبير نسمعه أو نقرأه مرارًا، حتّى في خطب لبابوات ولمسؤولين رفيعي المستوى في الكنيسة المقدّسة. ويبدو أنّ الأزمنة المريميّة هي الأزمنة التي يقود خلالها الروح القدس الكنيسة، وبالتالي العالم، لكي يفهم، ومن ثمّ يعلن، الحقيقة كلّها (يوحنّا 14/17) حول مريم، حول دورها الحاسم: دور "المرأة التي ستسحق رأس الحيّة القديمة، "سأضع عداوة بينك وبين المرأة" (تكوين 3/15)، "المرأة الملتحفة بالشمس التي تصارع التنين (رؤيا 12)؛ "المرأة التي أوكل الربّ إليها، من على الصليب وقبل أن يعلن أنّ "كلّ شيء قد تمّ" (يوحنّا 19/30)، البشريّة بأسرها كأبناء لها تلدهم مع المخلّص عند أقدام الصليب، وهي "تصرخ من ألم المخاض" (رؤيا 12/2)؛ امرأة" عرس قانا الجليل التي تتوسّط لدى ابنها للبشرّية التي فقدت خمر النعمة (يوحنّا 2)؛ "المرأة" التي لا يستطيع الله أن يرفض لها شيئًا لأنّها لم ترفض له شيئًا، حتّى التضحية بابنها الوحيد، الذي هو الله، وقد أصبحت نظير إبراهيم، أمًّا لشعوب عديدة. هذا "الاجتياح" المريمي" وعلى مستوى كنسيّ شامل، بتقدّم على جبهتين متوازيتين: الأولى لاهوتيّة وعقائديّة، الثانية شعبيّة وتقويّة. فعلى الجبهة الأولى، نلمس بداية ظهور "براعم" عقائد مريميّة: الأولى هي عقيدة الحبل بلا دنس (1854) التي أثبتتها فورًا السماء، والعذراء مريم نفسها في لورد بعد أربع سنوات: "أنا الحبل بلا دنس" (1858)؛ ثمّ عقيدة الانتقال إلى السماء بالنفس والجسد (1950) مع البابا بيوس الثاني عشر، مع كلّ ما تحمل هاتان العقيدتان في طيّاتهما من معانٍ جوهريّة بالنسبة للإنسان ولتاريخ الخلاص؛ ولا مجال هنا لشرحها والتوسّع بها بمثل هذه العجالة. وفي نهاية المطاف: إلى أين ستصل هذه الجبهة المريميّة؟ لقد أجابت العذراء مريم عن هذا التساؤل في ظهوراتها في أمستردام كـ "سيّدة جميع الشعوب" وهو ظهور أثبته الأسقف قبيل سنة 2000، حيث تعلن أنّها "وسيطة كلّ النِّعَم السماويّة وشريكة الفداء". ها هي إذًا نقطة الوصول! فمريم ليست اختيارًا إضافيًّا ضمن الكنيسة، وكم ما في ذلك من أهميّة. لا غنى عن مريم في الفداء التاريخيّ، والشخصيّ لكلّ إنسان. فمريم، لا بقدرتها ونعمتها الخاصّة، بل بإرادة الله، هي شريكة حقيقيّة في فداء العالم والبشريّة كلّها. وهذا ما يبدو واضحًا في ما ترمز إليه الأيقونة العجائبيّة التي أعطتها مريم بنفسها للقدّيسة كاترين لابوريه في ظهورها سنة 1830 في باريس: الحبل بلا دنس على الوجه الأمامي للأيقونة، و"شركة الفداء" التي يُرمَز إليها بحرف الـ "م" المرتبط بشكل لا ينفصم بالصليب، على الوجه الخلفيّ؛ إنّها مسيرة لا تمرّ فقط من خلال قلب يسوع، بل أيضًا من خلال قلب مريم الطاهر المتألّم، المتواجدين كليهما في الأيقونة؛ بالفعل، فإنّ العذراء قد أعلنت بعد ذلك: "يريد الثالوث الأقدس توطيد التعبّد لقلبي الطاهر في العالم" (فاطما 1917) أمّا وقد بلغنا بذلك نطاق الجبهة الثانية، أي التقوى والتعبّد الشخصيّ لمريم الكليّة القداسة، فإنّ هاتين الجبهتين متكاملتان فيما بينهما. فالتعبّد يجب أن يبلغ ذروته، بحسب التعليم المريمي الأسمى للقدّيس "لويس ماري غرينيون دي مونفورت"، في كتابه الشهير "التعبّد الحقيقيّ..."، من خلال التكرّس الشخصيّ والجماعي الكامل للعذراء مريم الكليّة القداسة: أ – تعليم هو ثمرة النضوج والتعمّق المستمرّ للمدرسة الروحيّة الفرنسيّة المؤسّسة على سرّ التجسّد؛ ب – استسلام وثقة كاملة بتلك التي تعرف يسوع أكثر من الجميع، بتلك النعمة التي تستطيع أن تقودنا إلى الطريق الأكثر أمانة واختصارًا، نحو ابنها المبارك، والتي أسلم يسوع ذاته بكليّتها إليها. والجدير بالذكر، أنّ البابا يوحنّا بولس الثاني، توقّف مجدّدًا عند ها التعليم، فتشرّبه، وتعمّق فيه ساعيًا إلى تحقيقه، وأهداه إلى العالم بأسره في ندائه الشهير "كلّي لك"، وبتكريسه العالم بأسره والألفيّة الثالثة لقلب مريم الطاهر، داعيًا الجميع مرارًا لقراءة علامات الأزمنة، ولفهم هذا التكرّس وتطبيقه بحسب طلب العذراء مريم في فاطيما. وبفضل العناية الإلهيّة، وبشكل يدعو للعجب، احتلّ شخص مريم ودورها الإلهيّ الفاعل، مكانة بارزة في اختبارات القدّيسة فيرونيكا، حيث نعثر في كتاباتها على الكثير ممّا يصحّ قوله في هذا الشأن. وبذلك استحقّت أن تُدعي "رسولة مريم" وليس فقط "تلميذة مريم"، وفق ما ورد في "يوميّاتها". كان لمريم العذراء دور "كاسح" في حياة فيرونيكا. فكلّما أوغلنا في تصفّح تلك "اليوميّات"، يتأكّد لنا أنّ مريم الكليّة القداسة، كانت في نظرها، وبشكل واضح لا يرقى إليه الشكّ، وسيطة كافّة النِّعَم وشريكة الفداء، وقد أوحي لها ذلك من السماء بوضوح تامّ. فليس عجبًا أن تبلغ قدّيستنا الذروة في التكرّس لمريم العذراء، على المستوى الشخصيّ كما الجماعي. فقد رأينا كيف أنّها وهي لا تزال طفلة، كانت تتوجّه بإلفة نحو العذراء مريم، عندما كانت تبتغي الطفل يسوع، أو تبتغي إطعامه، فتنال مرارًا ما كانت تطلبه؛ وكيف أنّها قد سمعت من فم العريس الإلهيّ، كما من فم مريم الكليّة القداسة: "أنت المفضّلة لديّ". واستنادًا إلى ما جاء في الفصلين الثالث والرابع، تبيّن لنا أنّ علاقة فيرونيكا بمريم كانت تنمو باطّراد، خاصّة بعد نيلها السمات، لدرجة أنّ تعبّدها لمريم "احتلّ أو كاد، المكانة نفسها التي هي ليسوع" على حدّ قول الأب لازارو ايريارت"، وهو أحد الباحثين المعروفين برصانتهم، وبتوخّيهم الدقّة والموضوعيّة، بعيدًا عن العاطفة والهوى. والأب نفسه، يسرع إلى توبيخ ما يرمي إليه، قائلاً إنّ هذا "الاحتلال" هو حالة إيجابيّة لصالح "الوصول" إلى يسوع بطريقة أكثر أمانة وسهولة. في هذا الكتيّب، لا يسعنا القيام بدروس وتحاليل موسّعة، لنستخرج منها نتائج لاهوتيّة، لكنّنا نبغي الحثّ على ذلك، لكوننا متأكّدين أنّه يوجد في "يوميّاتها"، هذا "الكنـز الخفيّ"، مواد تعليميّة أكيدة، وربّما فريدة، ستكون ضروريّة جدًّا للمساعدة على بلوغ الأهداف التالية البالغة الأهميّة في تاريخ الخلاص: - مريم وسيطة كافّة النِّعَم وشريكة الفداء. - ضرورة التكرّس لقلب مريم الطاهر. ونحن، إذ نختار بعض المقاطع من "يوميّات" القدّيسة، كلّنا أمل أن توقظ فينا هذه المقاطع فضولاً مقدّسًا، ورغبة في البحث عن مقاطع أخرى جوهريّة. وإليك، عزيزي القارئ، هذه المقاطع المختارة: - في 1 تشرين الثاني 1702، تلقّت فيرونيكا بالفعل وشاحًا عجائبيًّا، لا يزال يُحتفظ به في دير شيتا دي كاستلّو، أثناء دعوتها إلى أن تضيف إلى اسمها الرهبانيّ: فيرونيكا ليسوع ومريم، ليسوع المصلوب ولمريم العطوف. لقد كُتب لفيرونيكا أن تختبر عذابات الفادي، و"أوجاع شريكة الفداء". - كانت تُملي على فيرونيكا ما يجب أن تسجّله في كتاباتها. وكانت تعطيها المناولة كلّ أيّام سجنها، طوال فترة الامتحان المفروض من محكمة التفتيش... وكانت تناولها في الأيّام التي كان يُحظّر على الجماعة أن تتناول منها. بواسطة مريم كانت تشفي الأخوات المرضى... وبإيحاء من مريم يوم عيد التقدمة سنة 1708، كرّست ذاتها احتفاليًّا للعذراء... في 28 تشرين الأول سنة 1711، بحضور القدّيس فرنسيس والقدّيسة كلارا، أعطتها العذراء خاتمًا مطبوعًا عليه اسم مريم ودعتها "ابنتي الأعزّ بين كلّ بناتي". ثمّ قدّمت لها كأسين: إحداهما تحتوي دم يسوع، والأخرى مليئة بدموع مريم. كأسان قدّمتهما القدّيسة للآب الأزليّ حاصلة منه على كافّة أنواع النِّعَم، فأشركتها مريم بالآلام التي اختبرتها على أقدام الصليب، وبالسيوف التي اخترقت قلبها... (أنظر الآلام المتجدّدة، ص 126 – 127). - "... كان يبدو لي بأنّ الحبّ اللامتناهي كان يختطف قلبي إلى قلب مريم الكليّة القداسة، الذي هو نبع وبحر يحتوي نارًا من الحبّ الحقيقيّ؛ وبأنّ نفسي غارقة في الحبّ الإلهيّ، من خلال قلب مريم الكليّة القداسة... الذي كان يجعلني أدرك من خلال التواصل، أنّها كانت تبثّ فيّ شيئًا من الذي كانت تشارك هي به، عندما كان الكلمة الإلهيّة يتواجد في أحشائها. آه! يا لمحبّة مريم الكبيرة!" (25 أيار 1717: اليوميّات، III، 922-924). - "... تغلغلت النفس واختبرت أنّ مريم الكليّة القداسة قد فعلت هي أيضًا الشيء نفسه. فتقواها هي متطابقة بالتمام حتّى الانصهار مع الرحمة الإلهيّة؛ وكلاهما بكاملهما لصالح نفسي؛ والنفس تُضحي ثابتة وواثقة بكليّتها بالله وبمريم الكليّة القداسة. وقد تمّ هنا اتّحاد القلوب الثلاثة في واحد، واتّحاد الإرادات الثلاثة في إرادة واحدة فقط، إرادة الله..." (12 تشرين الأول 1712: اليوميّات، IV، 112). - يا ابنتي أريد أن تدوّني النِّعَم التي منحناها لك، الله وأنا، بمناسبة عيد تطهيري... تذكّري بأنّ الطاعة المقدّسة أرسلتك عند قدميّ؛ ومنحتك عناقًا حارًّا. حين ذاك، نلت في قلبك، من خلال الاتصالات، تذوّقًا من الحبّ، منحَ نفس نفسي شعورًا بالطهارة الملائكيّة، وقد كان ذلك من خلال طهارتي عينها. لقد جعل قلبي ونفسي "قلب قلبي" تشعر بشكل عميق بقيمة طهارتي. يا ابنتي، اعتبري جيّدًا هذه النعمة المُرضية جدًّا لدى الله. فإنّ النفس البسيطة والطاهرة هي منظورة دومًا من الله، الذي ينعم عليها بنعمه وهباته الإلهيّة. يا ابنتي، إنّ نظرة الله الإلهيّة تقدّس وتحيي الأنفس البريئة والطاهرة" (شباط 1726: اليوميّات، IV، 829-834). وفيما كنت أقاسي العذابات نفسها، كان قلب قلبي يتّحد بقلبي، وتجدّدت في ذلك اليوم عدّة مرّات آلامي في ذلك القلب، فكانت مؤلمة، لكن بأسلوب حبّ خارق، كنت تتعلّمين التألّم. فحياة ابني المعذّبة وحياتي كانتا تخدمانك في أن تتعلّمي كيف تحبّين... وكنت أبقى إلى جانبك، وأعلّمك وأضعك في الممارسة الأكثر كمالاً" (5 نيسان 1726: اليوميّات، V، 840). - "لدى هذا التثبيت، شاركت نفسي لأجلك بفعل شكر لله، وقد منحك الله الفاعل الدعوة أثناء ذلك، وثبّت نفسك كمختارة بين المختارين. فتمّ إقامة عيد في الفردوس لأجل هذا التثبيت الذي تمّ، وأنت بقيت مرتبطة بإرادة الله. فبدأ فيك تذوّق الفردوس مسبقًا..." (25 آذار 1727). - ... لقد ذرفت لثلاث مرّات دموعًا من دم... لقد بذل الشيطان كلّ ما بوسعه لانتزاعك من الإرادة الإلهيّة، وإسقاطك في خطايا وأخطاء، لكنّي كنت أدافع عنك وأجعله يهوي في جهنّم، مانحةً إيّاك قوّة تتفوّقين بواسطتها على جهنم بأسرها. كان يتحرّك، ويجد سبيلاً ليجعلك تضطّربين بواسطة الخلائق؛ فكنت أدرّبك على ما تستطيعين القيام به للتمرّس بالفضيلة والسلام..." (25 كانون الأول 1725: يوميّات IV، 815). - "... حينئذٍ، شعرتُ بألم جديد من آلام مريم، كما في العادة أن يحدث معي ليلاً... وقد تمّ تجديد الصلب، وبالنهاية، تجدّدت آلام مريم... وكانت مريم الكليّة القداسة تشير نحو الختم، فكنت أدرك بأنّ كلّ خير كان يتواجد هناك، حيث السجلّ، أي أنّ في قلب مريم يتواجد نبع كلّ النِّعَم..." (يوميّات III، 584). - "... جعلتك ترين بوضوح أباك الساروفيمي (القدّيس فرنسيس)، فرجوته بأن يستحصل لك على نعمة ما، وأوصيته برهبانيّتك، بالأنفس المطهريّة، بالخطأة، وبعدّة أمور أخرى. فهو حينئذٍ قال لك وهو يشير إليّ: أركضي، أركضي إلى ها هنا، حيث نبع النِّعَم؛ وأشار إليك نحو قلبي..." (يوميّات IV، 315). - "... كانت تشير إليّ نحو قلبها الذي تخترقه سبعة سيوف، وتقول لي: هنا نبع النِّعَم" (يوميّات III، 1232). - "... بلحظةٍ، بدا لي أنّ تلك المرآة قد أضحت من جديد كختم مكتوب عليه: نبع النعم، ورأيت سبعة سيوف منقوشة في قلب مريم" (يوميّات III، 442). - "... تستطيعين كلّ شيء، إن أردت، لأنّك فيك ومنك تخرج النِّعَم؛ فأنت نبع النِّعَم، وفي يدك النِّعَم كلّها، ويبدو لي أنّنا نرى، في قلبك، آلامك التي تعلن كلّها كختم: "نبع كلّ النِّعَم". إذًا، فإنّ قلبك هو نبع كلّ النِّعَم، ونحن كلّنا متذلّلون وساجدون أمامه..." (يوميّات V، 836). من له أذنان سامعتان فليسمع ما يقوله الروح للكنائس! (رؤيا 2/7) ولتدوِّ في العالم كلّه هذه الصلاة القلبيّة الجميلة للغاية: "يا قلب يسوع الأقدس، إجعلني أحبّك دومًا أكثر. يا قلب مريم الحلو، كن خلاصي نفسي!" وبهذه الصلاة نحضّر أنفسنا للقسم الثالث. |
||||
12 - 10 - 2014, 12:32 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة القديسة فيرونيكا جولياني
أيّتها القدّيسة فيرونيكا ، صلّي معنا و لأجلنا مقدمة يهدف هذا القسم الثالث إلى أن يكون دعوة لأن نصبح متعبّدين وأصدقاء للقدّيسة، ناشري رسالة هذه "العملاق في القداسة"، يساهمون بصلواتهم وجهودهم في البلوغ برسالة القدّيسة إلى تمامها، لإزالة الكثير من الظلمات، بسطوع النور الناجم عن كتاباتها وسيرتها، وملتجئين بالصلاة إلى قوّة شفاعتها. لذا ندعو القرّاء، في هذا القسم الأخير، وقد تأثّروا كما نرجو بسيرتها وتعاليمها، ألاّ يظلّوا "مشاهدين" ولو منذهلين، بل أن يصبحوا "معاونين"، بالتجائهم إلى الصلاة، لكيما "تتجسّد " فيهم البذور التي أُلقيت في قلوبهم من خلال قراءة هذا الكتيّب، وبإيصاله للآخرين. وإنّ الصلوات التي نقدّمها، والتي تمّ الموافقة عليها من السلطة الكنسيّة، خاصّة المسبحة والطلبة، تشتمل على ألقاب أُعطيت من السماء للقدّيسة أثناء الانخطافات. بينما تهدف التساعية إلى تحويل بعض النواحي التعليميّة لديها إلى صلاة، لكي تنتصر الحقيقة على الظلمات، وعلى روح الالتباس المسيطر اليوم. ونختم كلّ ذلك بتوسّل يهدف إلى رفع القدّيسة إلى مصاف "معلّمة الكنيسة". "اسألوا تعطوا، اقرعوا يُفتح لكم" (لو 11/9). لذا، فإنّنا ندعو أصدقاء القدّيسة المتعبّدين لها ليأخذوا على عاتقهم هذا الالتزام: - تلاوة المسبحة يوميًّا، التي تردّد الكلمات الموجّهة في اليوميّات من القدّيسة إلى ربّها، كما تبرز أيضًا دور قلب مريم المتألّم والطاهر. - تلاوة الطلبة أسبوعيًّا، إن أمكن يوم الأربعاء. - تلاوة التساعية ثلاث مرّات في السنة، خاصّة بمناسبة الأعياد الأهم للقدّيسة (9 تمّوز، 28 تشرين الأول، 5 نيسان...). كما ندعوهم أيضًا لإعادة اكتشاف أهميّة المسيرات الرعائيّة والأبرشيّة، لا كتقوى سطحيّة وتقليديّة تقتصر على بعض المشاعر، بل منظّمة ومُعاشة بعمق، كما تُعلّم القدّيسة، كأفعال توبة يمكنها تهدئة العدل الإلهيّ المُهان، مستمطرًا على العالم النِّعَم، وكتعبير طبيعيّ خارجيّ عن إيمانهم وحبّهم لله، للعذراء وللقدّيسين. وبذلك نتوخّى تشكيل اتّحاد روحيّ بين "أصدقاء القدّيسة فيرونيكا"، ينتج قوّة صلاة موجّهة خاصّة لنيل النِّعَم الثلاث الآتية: 1. إعلان العقائد المريميّة لشريكة الفداء ووسيطة كلّ النِّعَم. 2. رفع القدّيسة فيرونيكا إلى شرف معلّمة الكنيسة جمعاء. 3. تشكيل معطف من الحبّ والحماية للحبر الأعظم، مع ذكر خاص لأسقف شيتا دي كاستيلّلو ومركاتيلّلو وإكيروسهما والإكليروس المحلّي. وإذْ نحن أضحينا بذلك متعبّدين، وأصدقاء لهذه القدّيسة التي توجّهنا باستمرار نحو المسيح المصلوب والإفخارستيّ، سنتمكّن من أن نضيف صوتنا الوضيع إلى الأصوات العديدة التي ارتفعت لصالح القدّيسة ولنشر عبادتها؛ كما نرجو تقديم إكرام زيارتها مرّة إلى شيتا دي كاستلّو، مقبّلين الأرض التي شهدت بطولاتها، ومقبّلين أدوات التوبة التي كانت بالتأكيد سبب ارتداد أنفس عديدة، ربّما نحن من عديدها، فنظهر بذلك عرفان جميلنا لتلك التي استحقّت أن تسمع من السماء لقب "مولدة المختارين في الفردوس". |
||||
12 - 10 - 2014, 12:34 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة القديسة فيرونيكا جولياني
تساعية القدّيسة فيرونيكا + أيّتها القدّيسة فيرونيكا المجيدة، يا من تمّ تثبيتك مرارًا وتكرارًا كـ "ابنة الآب، عروسة الابن، تلميذة الروح القدس"، أنت التي ضحّيت بذاتك للغاية لكيما يستطيع العالم أن يقدّم المجد والمديح وعرفان الجميل الذي يليق بالثالوث الأقدس، استحصلي، نرجوكِ، لبشريّة اليوم الناكرة الجميل والمتناسية لله، توبة صادقة، وانتزعي باستحقاقاتك أكبر عدد ممكن من الأنفس من درب الهلاك، لكيما، مؤمنين برحمة الله اللامتناهية، يستطيعون أن يتذوّقوا، ويرتّلوا ويمدحوا صلاحه الآن ومدى الأبديّة آمين. (لحظة صمت... أبانا، سلام، مجد) + يا محاميتنا، يا من أراد المسيح أن تُعرَف حياتك وكتاباتك في العالم لتثبيت الإيمان، أنظري بحنوّ إلى الكنيسة المقدّسة وأبعدي عنها سرطان الإيديولوجيّات والأفكار اللاهوتيّة الخاطئة، معيدة إيّاها إلى طاعة واحترام الأب الأقدس وتعليم الكنيسة الكاثوليكيّة الرسميّ، متوسّلةً إلى عريسك وربّك بأن يرحمها، مانحًا النور للعديد من الرعاة والمؤمنين المصابين بعدوى التساهل والنسبيّة، لكيما يعودوا عن غيّهم ويعزّوا قلب يسوع الأقدس بخضوعهم المتواضع واتحادهم المسالم. (لحظة صمت... أبانا، سلام، مجد) + يا ابنة الطاعة المقدّسة، يا من كنت تصلّين دومًا لحاجات الأب الأقدس الذي كنت تدعينه "المسيح على الأرض" دافعي وحامي، نوّري وشدّدي، نرجوكِ، الأب الأقدس وكافّة الأساقفة والكهنة الأمناء المتّحدين به، لكيما يستطيع، وقد تعزّى وتقوّى بصلاتهم واتحادهم، أن يقود سفينة بطرس الموكلة إليه، ويحملها سليمة إلى شاطئ قلب يسوع الأقدس الآمن، بواسطة قلب مريم الطاهر، يا ملجأ الخطأة ومعونة المسيحيّين. (لحظة صمت... أبانا، سلام، مجد) + يا كليّة الشجاعة والسخاء، يا مُحبّة الكمال، نرجوك، بكنـز استحقاقاتك الكبيرة، أن تستنبطي دعوات رهبانيّة مقدّسة، كما علمانيّين حارّين يتحلّون بحياة صلاة عميقة، إماتة، تجرّد، رفض للملذّات العالميّة، أمناء لمواعيد المعموديّة، يعرفون أن يغتذوا بتقوى وعبادة على مائدة جسد المسيح وكلمته، عاشقي الطهارة، التواضع، العفّة، التوافق، أبناء حقيقيّين وتلاميذ ورسل لمريم، مكرّسين كليًّا لها كما قد كنتِ أنتِ بشكل رائع. (لحظة صمت... أبانا، سلام، مجد) + يا ابنة مريم وتلميذتها، يا من أدركت بعمق دورها الجوهريّ كأمّ ومعلّمة في مسيرة النفس نحو العودة إلى إلهها والاتحاد به، تشفّعي لدى عريسك الإلهيّ، لكي يفتح عيون العالم على الحقيقة كلّها حول مريم، لكيما يتمّ تطبيق تكريس العالم، وكلّ جماعة وفرد لقلب مريم المتألّم والطاهر، سفينة العهد الجديد، ولكي يتمّ إعلان العقيدة الحاسمة لدورها الحقّ كوسيطة كلّ النِّعَم وكشريكة الفداء. (لحظة صمت... أبانا، سلام، مجد) |
||||
12 - 10 - 2014, 12:35 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة القديسة فيرونيكا جولياني
صلاة لإعلان القدّيسة فيرونيكا معلّمة الكنيسة أيّها الربّ القدّوس، الديّان العادل، نتوسّل إليك أن تنظر إلى هذا "الكنـز المخفي" الذي أردت بنفسك أن تدوّنه عروستك المختارة فيرونيكا لانتصار المحبّة وتثبيت الإيمان، وأن توحي إلى المسؤولين الكنسيّين بأن يعطوا الاستحقاق المتوجّب لهذه "المختارة بين المختارين"، رافعينها إلى شرف معلّمة الكنيسة الجامعة، لكي يستطيع هذا النور الساطع أن يشعّ علينا ويساهم في تبديدي الظلمات المحيطة بالكنيسة والعالم، بشفاعة قلب أمّك مريم المتألّم والطاهر. آمين. |
||||
12 - 10 - 2014, 12:36 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة القديسة فيرونيكا جولياني
طلبة القدّيسة فيرونيكا كيرياليسون – كريستياليسون – كيرياليسون يا ربّنا يسوع المسيح استجب لنا أيّها الآب السماوي الله إرحمنا يا ابن الله مخلّص العالم إرحمنا أيّها الروح القدس الله إرحمنا أيّها الثالوث القدّوس الإله الواحد إرحمنا يا مريم القدّيسة البريئة من الدنس تضرعي لأجلنا يا مريم المحامية عن رهبانيّة القدّيس فرنسيس تضرعي لأجلنا أيّها القدّيس فرنسيس الساروفيمي تضرع لأجلنا يا قدّيسة فيرونيكا تضرعي لأجلنا يا نسخة طبق الأصل عن يسوع تضرعي لأجلنا يا موسومة بجراح يسوع الخمسة تضرعي لأجلنا يا ابنة العذراء المفضّلة تضرعي لأجلنا يا معزّية قلب يسوع الأقدس تضرعي لأجلنا يا عربون الوفاء العجيب تضرعي لأجلنا يا لجّة التواضع تضرعي لأجلنا يا ابنة الطاعة المقدّسة تضرعي لأجلنا يا مثال الكمال الرهبانيّ تضرعي لأجلنا يا مرآة جمال الله تضرعي لأجلنا يا لهيب الحبّ الإلهيّ تضرعي لأجلنا يا نار الغيرة الرسوليّة تضرعي لأجلنا يا مزيّنة بالعطايا الفائقة تضرعي لأجلنا يا شفافيّة البساطة المقدّسة تضرعي لأجلنا يا نفسًا أثيريّة يتآكلها الحبّ تضرعي لأجلنا يا فرح السماء والأرض تضرعي لأجلنا يا مولّدة المختارين في السماء تضرعي لأجلنا يا شعلة في كنيسة الله تضرعي لأجلنا يا شهيدة التوبة تضرعي لأجلنا يا خاصيّة الجنب الأقدس تضرعي لأجلنا يا ضحيّة العدالة الإلهيّة تضرعي لأجلنا يا خبز وخمر مائدة الثالوث الأقدس تضرعي لأجلنا يا نبرة شجاعة المسيح تضرعي لأجلنا يا محرّرة الأنفس المطهريّة تضرعي لأجلنا يا مسيطرة على أركان جهنم تضرعي لأجلنا يا سيفًا أرعب الشياطين تضرعي لأجلنا يا عطر جراح المسيح تضرعي لأجلنا يا عروسة عريس الدم تضرعي لأجلنا يا مالكة علم القدّيسين تضرعي لأجلنا يا فخر بنات القدّيسة كلارا تضرعي لأجلنا يا أحبّ عرائس المسيح على الإطلاق تضرعي لأجلنا يا مكلّلة بالمجد تضرعي لأجلنا يا شفيعتنا القديرة تضرعي لأجلنا يا حمل الله الحامل خطايا العالم أنصت إلينا يا حمل الله الحامل خطايا العالم إستجب لنا يا حمل الله الحامل خطايا العالم إرحمنا كيرياليسون – كريستياليسون – كيرياليسون صلاة أيّها الربّ يسوع المسيح الذي زيّنت بأعجوبة القدّيسة البتول فيرونيكا بسمات آلامك، تعطّف واجعلنا نصلب أجسادنا لنصل إلى الأفراح الأبديّة، أنت الذي تحيا وتملك مع الآب والروح القدس إلى الأبد. آمين. |
||||
12 - 10 - 2014, 12:36 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياة القديسة فيرونيكا جولياني
مسبحة القدّيسة فيرونيكا بدل الأبانا : أيّها الآب الأزليّ إنّي أقدّم لك الدم الكريم والماء اللذين انفجرا من جرح قلبك الأقدس وفاءً عن خطايانا، ولأجل احتياجات الكنيسة المقدّسة بأسرها بدل السلام : افتح قلبك لأدخل فيك من هذا الباب فأصير واحدًا معك. بدل المجد : يا قلب مريم الحلو كن هدايتنا لنور وجه المسيح. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حياة القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني |
حياة القديسة” فيرونيكا جولياني “ |
سيرة حياة القديسة فيرونيكا جولياني |
حياة القديسة فيرونيكا جولياني |
القديسة فيرونيكا جولياني حياة الله اللامتناهي |