13 - 09 - 2014, 02:45 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ المعموديّة بين التاريخ واللاهوت
في مرحلةٍ لاحقة، تمّ نشر كتاب رتب التدرج المسيحي للبالغين باللغة اللاتينية عام 1972م ثم كان له طبعة موقّتة باللغة الفرنسيّة عام 1974م وطبعة فرنسيّة مصدقة عام 1997.
إعتمد المجمع الفاتيكاني الثاني مفهوم التدرُّج المسيحي الذي اكتشفه مُجدداً ل . دوشان في نهاية القرن التاسع عشر وهو، أي المفهوم، موجودٌ في مقدّمة كتب الرتب جميعها. نعود الآن إلى كتاب رتب التدرُّج المسيحي فهو مؤلّفٌ ضخمٌ يحتوي، إلى جانب الملاحظات العقائديّة والرعائيّة، على رتبة طلب العماد الذي يمكن أن يمتدّ على مدى ثلاث سنوات وعلى رتبة أسرار التدرّج. يُقسم الكتاب موضوعنا إلى أربعة أزمنة ( التبشير الأول، طلب العماد، الصوم الأخير، مستاغوجيّة) وثلاثة إحتفالات (ولوج طلب العماد، نداء قاطع وتسجيل الإسم، الأسرار). يحتفل الأسقف عادةً بالأسرار إبّان السهرة الفصحيّة أو يحتفل به الكاهن الذي يمكنه، في هذه الحالة، أن يُثبتَ هو نفسهُ المعمَّدين الجدد. (رقم228،انظر نور الأمم رقم 26 الذي ينصّ على أنّ الأسقف هو الخادم الأصلي لسرّ التثبيت). تتعارض هذه التعليمات تماماً مع تعليمات القرون الوسطى السحيقة وتُلغي إذاً السبب الرئيس لتفرّق أسرار التدرّج المسيحي. |
||||
13 - 09 - 2014, 02:45 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ المعموديّة بين التاريخ واللاهوت
ب) يبدو جليّاً أنّ الحركة المسكونيّة إهتمت بالعماد. فمنذ المؤتمر الأوّل في لوزان عام 1927م أدرجت وثيقة "إيمان ودستور" على جدول الأعمال البحثَ عن نصِّ تلاقٍ عقائدي حول العماد وقد عرف هذا الأخير طبعات عديدة قبل أن يتمّ نشره في ليما عام 1982م تحت عنوان "عماد،إفخارستيا،خدمة" حتى يُعمل على دراسته من قِبل الكنائس المختلفة. أدّت أجوبة الكنائس بعد الدراسة إلى صدور تقريرٍ نُشر عام 1991م.
سمحت هذه الخطوات للكنائس بالاعتراف المتبادل بالعماد الذي يُمنح في داخل كلٌ منها. يصحّ هذا خصوصاً في بلجيكا (عام1971م) وفي فرنسا (1972م) والمانيا (وفاق لوينورغ،1973م) (سيكار1991م). يولي الحقّ القانوني اللاتيني (cic) اليوم الحماية لصلاحيّة عماد غير كاثوليكي فينصّ على ما يلي: " لا يجب على الأشخاص المعمَّدين في إطار جماعةٍ كنسيةٍ غير كاثوليكية أن يُعمّدواُ بشرط، إلّا إذا وجدَ سببٌ وجيه للشك بصلاحية عمادهم، بالنظر إلى الطريقة والصيغة المستعملتين لمنح السرّ وإلى نيّة المعمَّد البالغ والخادم الذي عمّد (قانون 869 &2). |
||||
13 - 09 - 2014, 02:45 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ المعموديّة بين التاريخ واللاهوت
iii- لاهوت العماد.
يشكّل التدرّج المسيحي للبالغين نموذج العماد وهو يُظهر بأفضل طريقة التحقيق الرتبي للسرّ ويقدّم أحسن أساسٍ للتفكير اللاهوتي. في الواقع، يمكننا أن نفهم فرادة عماد الأطفال إنطلاقاً من هذا التدرج. |
||||
13 - 09 - 2014, 02:45 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ المعموديّة بين التاريخ واللاهوت
1- العماد والمصير الشخصي.
يشكل العماد أساس الهوية الشخصية للمسيحي أمُنحَ للأطفال أم للبالغين . وتظهر العلامة الأبرز له عند الأطفال في إعطاء الإسم حيث يبدأ الإجراء الرتبي. أمّا البالغون فيكتسبون هذه الهويّة في خضمّ وجودهم، في الخيار الذي يقومون به ليرفضوا الشرّ الذي اختبروه في حياتهم السابقة ( الجحود) وليختاروا الله ومسيحهُ والروح القدس الذي حبهُ أقوى من أي شكلٍ مِن أشكال الموت ( إعلان الإيمان) . |
||||
13 - 09 - 2014, 02:46 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ المعموديّة بين التاريخ واللاهوت
2-معنى عماد البالغين.
لا يتحقّق أيّ عماد من دون وساطة جماعة مسيحيّة ولكن ليست هذه هي الغاية القصوى أنّما الغايةُ هي الإيمان بالله الثالوث وهذا الإيمان هو موضوع الأسئلة التي تُطرح مباشرة قبل حركة الماء. الغاية هي تأكيد القيمة الأسرارية للحدث، لفعل الله الذي تؤدّيه كنيسته والذي لا يقتصر على رتبة إنتماء. ويدعو هذا المنطق الأسراري للنظر أوّلاً إلى العلاقات الكنسيّة التي يبنيها العماد للنظر في ما بعد في العلاقات الثالوثية التي فيها تكمن نعمة هذا السرّ. |
||||
13 - 09 - 2014, 02:46 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ المعموديّة بين التاريخ واللاهوت
3-العماد وإقامة علاقات كنسيّة.
بحسب سفر أعمال الرسل 2/41 "وانضمّ في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس"، وبما أنّ لا مفعول فيه للفعل، يمكننا أن نفهم أنّ المعمَّدين الجدد انضمّوا إلى المسيح الذي باسمه قبلوا العماد، كما انضمّوا أيضاً إلى الجماعة. وتأتي الآية 47 لترجّح التفسير الأخير، وهناك بعض الطبعات التي تسمّي الكنيسة. يتمّ كلّ عماد عن طريق الكنيسة وأحد خدّامها (الأسقف أو الكاهن أو الشمّاس)، في الكنيسة، لأن، "لا يستطيع أحد أن يكون الله أباه إن لم تكن الكنيسة أمّه" (قبريانوس، رسالة 74، 7)، وذلك بغية تشكيل الكنيسة. بأي كنيسة يلتحق العماد؟ لا يلتحق هذا السرّ فقط بالجماعة المحليّة لأنّنا لا نتعمّد مجدّداً إذا ما تردّدنا إلى جماعةٍ أخرى. يدعو البعد الأسراري للعماد وتدعو الإتّفاقات الأخيرة للاعتراف المتبادل بالعماد بين الكنائس إلى التأكيد على أنّ المعمَّدين ينضمّون إلى كنيسة الله. ولكنّهم ينضمّون إليها بالضرورة عبر وساطة كنيسةٍ محليّة. وبما أنّ الكنائس ليست جميعها في شراكة، يجب الاعتراف بأنّ المعمَّدين هم في آنٍ معاً منضمّين إلى كنيسة الله وأعضاء في كنيسة خاصّة بطائفة معيّنة. حتّى لو، على مثال الكنيسة الكاثوليكيّة، اعتبرت أنّها جامعة. |
||||
13 - 09 - 2014, 02:46 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ المعموديّة بين التاريخ واللاهوت
جاء في كتاب العماد والإفخارستيّا والخدمة ما يلي، تحت عنوان "الانضمام إلى جسد المسيح": "يشكّل العماد الذي نحتفل به طاعةً لربّنا، علامةً وختماً لالتزامنا المشترك كتلاميذ." في الواقع، يؤول عماد المسيحيّين إلى اتّحادهم بالمسيح، وبكلّ واحدٍ من المسيحيّين الآخرين وبالكنيسة في كلّ زمانٍ ومكان. هكذا، يشكّل عمادنا المشترك الذي يوحّدنا بالمسيح في الإيمان، رابطَ وحدةٍ أساسيّاً. نحن شعبٌ واحدٌ ومدعوّون للاعتراف بربٍّ واحد ولخدمته في كلّ مكانٍ في العالم أجمع. وتحمل وحدتنا هذه بالمسيح التي نشترك فيها، إرتداداتها على وحدة المسيحيّين، "هناك....عمادٌ واحد وإلهٌ واحد أبٌ للجميع..." (أف 4، 4-6) وعندما تتحقّق وحدة العماد في الكنيسة الواحدة، المقدَّسة الجامعة الرسوليّة، تتحقّق شهادةٌ مسيحيّةٌ حقيقيّة لحبّ الله الذي يشفي ويصالح.
لهذا السبب، عمادنا الواحد في المسيح، هو نداءٌ للكنائس حتّى تتعالى على إنقساماتها وتظهر شراكتها بشكلٍ جدّيّ (رقم 6). العماد هو، في الواقع، أساس وحدة المسيحيّين، إن داخل كنيسةٍ نصير أعضاء فيها بفعل المسيح (وليس بفعل اختيار الأعضاء الآخرين)، أو بين الكنائس التي تجد في هذا علّة جهودها المسكونيّة. |
||||
13 - 09 - 2014, 02:46 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ المعموديّة بين التاريخ واللاهوت
يقيم العماد علاقةً بالله بواسطة كنيسةٍ ما ولكنّه لا ينفي سبلَ خلاصٍ أخرى بالمسيح "الذي فيه ومن أجله خُلق الكلّ" (كو 1، 16)، والذي "يريد أنّ الناس جميعاً يخلصون" (1 تيم 2,4)، لأن، إن صحّ القول إنّ العماد بالإيمان يخلّص، يصحّ أكثر التأكيد على أنّ الله هو الذي يخلّص بالعماد، أو بطرقٍ أخرى من رحمته. ويحدّد اللاهوت الكلاسيكي ضرورة العماد في أنّه تعليمٌ وليس واسطة، لأنّ "الله لم يربط قدرته بالأسرار" (توما الأكويني الخلاصة اللاهوتيّة، 7 .a, 64 .q, aIII ) وتفرض هذه الضرورة ذاتها على كلّ شخص يرى في العماد تحقيق العهد مع الله.
|
||||
13 - 09 - 2014, 02:46 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ المعموديّة بين التاريخ واللاهوت
ت) العماد كإقامة علاقات ثالوثيّة.
تظهر العلاقة بالمسيح، وهي زمنيّاً الأولى (أع 2، 38/ 1 كور 1، 13) أنّها أيضاً الأبرز وهذا ما يؤيّده الفعل الأوّل في الاحتفال بالسرّ اي الختم على شكل الصليب والتقليد الغربي بمنح العماد في الفصح. يعني العماد، في الواقع، من وجهة نظر المعمَّدين، أوّل ما يعنيه، العبور في موت المسيح للقيام معه و"السير معه في جدّة الحياة" (رو 6، 4). ويعني بالنسبة إلى المسيح، الحركة التي بها يلتزم تجاه من أعطوه إيمانهم وهذا ما تؤكّده بعباراتٍ أخرى عقيدة الطابع العمادي (خدمة الكهنة الراعويّة وحياتهم 1609). هكذا نرى بنية تبادلٍ تتحكّم بمنطق الفعل الأسراري، فنيّة الله في المسيح، يتلقّاها أشخاصٌ يجيبون عليها بالروح بغية بناء الكنيسة. وينال المسيحيّون دعوتهم في العماد كما تشهد على ذلك الصلاة التي ترافق الدهن بالميرون المقدَّس: "من الآن فصاعداً، أنتم من شعبه (الآب)، أنتم أعضاء في جسد المسيح وتشاركون في كرامته ككاهنٍ ونبيٍّ وملك". نجد هذه الدعوة موسَّعةً في نور الأمم 34-36. فإذا ما نظرنا إليها من هذا المنظار، نرى الحياة المسيحيّة بكاملها حياةً عماديّة. |
||||
13 - 09 - 2014, 02:47 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ المعموديّة بين التاريخ واللاهوت
من جهته، يؤكّد العهد الجديد العلاقة بالروح القدس، إمّا بخطّ القدّيس لوقا الإنجيلي أي خطّ قوّة الله التي ينالها المعمَّد للقيام بالرسالة، إمّا بخطّ القدّيس بولس أي خطّ التحوّل الداخلي أو التقدُّس.
ولا يمكننا أن نستنتج غياب هبةٍ خاصّةٍ للروح، في العماد، بسبب أنّها موجودةٌ في سرّ التثبيت بما أنّنا ننال العماد باسم الآب والإبن والروح القدس علماً أنّ هبة الروح هي مغفرة الخطايا (يو 20، 22s). ينال الإنسان في المعموديّة روحاً غير روحه وهو مدعوٌّ ليحمل ثمار هذا الروح الجديد (غل 5، 22) في حياةٍ "روحيّة" "لأنّ كلّ الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله" (رو 8، 14). تنتهي المسيرة العماديّة عند العلاقة بالله المُعتَرف به أباً وخالقاً بالإضافة إلى الثقة التي تحملها معها لأن "إن كان الله معنا فمن علينا؟" (رو 8، 31-39). |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مريم في العقيدة واللاهوت |
موت المؤمن قبل المعموديّة |
سرّ المعموديّة |
الكنيسة القبطية واللاهوت الغربي |
الكنيسة القبطية واللاهوت النسائي |