منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10 - 06 - 2014, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أموناس: رسائله الروحية

الرسالة التاسعة

اعلم أنكم تجاهدون بقلبكم وقد دخلتم تجربة عظيمة، لكن إذا احتملتموها برجولة وصبر، فسوف يأتيكم الفرح، لأنه إن لم تأت عليكم التجارب، سواء علانية أو سراً، لن تستطيعوا أن تتقدموا أكثر من درجتكم الحالية، لأن القديسين جميعاً عندما طلبوا أن يزداد إيمانهم دخلوا في تجارب، إذ عندما ينال إنسان بركة من الله، تزداد في الحال تجربة العدو له، لأنه يريد أن يحرمه من البركة التي باركه الله بها، لأن الشياطين، إذ يعرفون أن النفس تنمو وتتقدم عندما تنال بركة، يصارعون ضدها سواء في الخفاء أو علانية، وهكذا عندما أعطى يعقوب بركة من أبية، جُرب في الحال بتجربة عيسو، لأن الشرير حرك قلبه (قلب عيسو) ضد يعقوب، مريداً أن ينتزع منه البركة، لكنه بلا قوة أمام البار، لأنه مكتوب "لاَ تَسْتَقِرُّ عَصَا الأَشْرَارِ عَلَى نَصِيبِ الصِّدِّيقِينَ" (مز125: 3) وكانت النتيجة أن يعقوب لم يفقد البركة التي حظي بها، بل كان ينميها يوماً بعد يوم.
لذلك أنتم ابذلوا قصارى جهدكم كي تنتصروا في تحاربكم، فهؤلاء الذين ينالون بركات لابد أيضاً أن يحتملوا التجارب، وأنا أبوكم تحملت أيضاً تجارب عظيمة، في العلن وفي الخفاء, واحتملتها متضرعا في رجاء والرب خلصني.

كتاب القديس أموناس: رسائله الروحية
كذلك الحال أيضاً معكم أنتم يا أحبائي، طالما قد نلتم بركة الله، كونوا مستعدين للتجارب حتى تعبروها، وعندئذ سيكون لكم تقدم ونمو عظيم في كل فضائلكم، وسيُعطى لكم فرح عظيم من السماء لم تعرفوه قبلاً.
ووسيلة عبور التجارب هي أن لا تخوروا، بل تضرعوا إلى الله من كل قلبكم شاكرين وصابرين في سائر الأشياء، وعندئذ ستعبر عنكم التجربة، لأن إبراهيم جُرب هكذا، وظهر أنه مصارع مَجيد، لأنه مكتوب "كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ، وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ" (مز34: 19) ويعقوب يقول في رسالته"أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ" (يع5: 13). انظروا كيف التجأ جميع القديسين إلى الله عند دخولهم في تجارب، وأيضاً مكتوب: "اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ" (1كو10: 13).
وبسبب استقامة قلبكم، يعمل الله فيكم، فلو لم يحبكم، لما جربكم "لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَكَأَبٍ بِابْنٍ يُسَرُّ بِهِ" (مز 3: 12؛ عب 12: 6) فالتجارب نافعة للمؤمن، وبينما يرتدون الزى الرهباني، ينكرون معناه، لأن الانبا انطونيوس اعتاد أن يقول لنا: "بدون تجارب لن يدخل أحد ملكوت الله"، والمبارك بطرس يقول في رسالته: "الَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ ­إِنْ كَانَ يَجِبُ­ تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ" (1بط1: 6، 7) ويقال عن الأشجار أنه كلما عصفت بها الرياح، كلما تأصلت جذورها ونمت، وكذلك الحال مع احتمال البار (للتجارب)، لكن في هذا الأمر وفي الأمور الأخرى، استمعوا وأصغوا إلى معلميكم كي تتقدموا وتنموا.
وفي بداية الحياة الروحية يجب أن تتعلموا كيف يهب الروح القدس الفرح للناس عندما يرى قلوبهم تنقى، لكن بعدما يهبهم الروح فرحاً وحلاوة (تعزية)، يرحل ويتركهم، وهذه علامة على عمله وتحدث مع كل نفس تطلب وتخاف الله، فهو يتركهم ويظل بالقرب منهم حتى يعرف هل سيستمروا في طلبه أم لا،فالبعض عندما يبتعد عنهم، يتثقلون ويجلسون في ثقلهم بلا حراك، لأنهم لا يسألون الله أن يزيل عنهم هذا الثقل وأن يهبهم ثانية الفرح والحلاوة التي عرفوها قبلاً، لكن نتيجة لإهمالهم ومشيئتهم الخاصة، يتغربون عن حلاوة الله، ولذلك يصيرون جسدانيين يلبسون زى الرهبان بينما ينكرون معناه، فهؤلاء هم العميان الذين لا يدركون عمل الله فيهم.
أما إذا لاحظوا الثل غير المعتاد بالمقارنة مع الفرح الذي كان لهم قبلاً، وطلبوا من الله بدموع وصوم، عندئذ، متى رأى الله أنهم يطلبون باستقامة من كل قلوبهم وأنهم يتركون مشيئتهم الخاصة، يهبهم بنعمته فرحاً أعظم من الأول، ويثبتهم أكثر.
هذه هي العلامة التي يعطيها (الروح القدس) لكل نفس تطلب الله.
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 06 - 2014, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أموناس: رسائله الروحية

الرسالة العاشرة

بعد أن كتبت رسالتي، تذكرت كلمة معينة دفعتني أن أكتب إليكم عن التجربة إلى تواجه نفس الإنسان المتقدم، والذي يهبط (بسببها) من رتبة الكمال الروحي إلى أعماق الهاوية، وعن مثل هذا يصرخ النبي قائلاً: "وَقَدْ نَجَّيْتَ نَفْسِي مِنَ الْهَاوِيَةِ السُّفْلَى." (مز86: 13).
إن التجارب تلازم كل من يتمسك بروح الله، لكن النتيجة هي أنه ينال إفرازاً ونوعاً مختلفاً من السمو، وهكذا عندما رًفع النبي ووصل إلى السماء الأولى تعجب من ضيائها، لكي عندما وصل للثانية ازداد تعجبه جداً لدرجة أنه قال: "اعتبرت أن ضياء الأولى ظلام" (صعود إشعياء 8: 21، وهو كتاب مسيحي يهودي من القرن الثاني، وهو يصف رحلة أشعياء النبي إلى السماء بعد استشهاده) وهكذا حتى بلغ أخر درجة من الكمال، لذلك نفس الإنسان الكامل في البر تتقدم وتنمو حتى سماء السموات ومتى بلغتم ذلك، تكونون قد اجتزتم كل التجارب، وحتى الآن هناك أناس على الأرض بلغوا هذه الدرجة.

كتاب القديس أموناس: رسائله الروحية
هذا أكتبه إليكم كي تدركوا بثبات أن التجارب تأتى للمؤمن ليس من اجل هلاكه بل لأجل نفعه، وبدون أن تأتى التجارب على النفس، لا يمكنها أن ترتفع إلى موضع الحياة، أي إلى موضع ذاك الذي خلقها.
"الروح يهب حيث يشاء" (يو3: 8) وهو يهب في النفوس النقية القديسة البارة والصالحة، وإذا أطاعوا الروح، يهبهم مخافة الله مع حرارة وذلك في البداية، ومتى بذر بذرته فيهم تجعلهم يبغضون العالم كله، سواء كان ذهب أو فضة أو زينة، أو أب أو أم أو زوجة أو أبناء، وتجعل كل عملاً أو صوماً أو سهراً أو صمتاً أو أعمال الرحمة، ويصير كل شيء يُصنع من أجل الله حلواً لهم، حتى يعلمهم (الروح) كل شيء (قارن يو14: 26) وعندما يتعلم (الإنسان) كل هذه الأمور، يصبح معرضاً لأن يًجرب، وعندئذ، جميع الأشياء التي كانت تبدو له حلوة قبلاً، تصير ثقيلة عليه، وهذا هو السبب في أن كثيرين، عندما يُجربون يظلون في ثقل ويصبحون جسدانيين، وهم الذين قيل عنهم ببولس الرسول: "أَبَعْدَمَا ابْتَدَأْتُمْ بِالرُّوحِ تُكَمَّلُونَ الآنَ بِالْجَسَدِ؟ أَهذَا الْمِقْدَارَ احْتَمَلْتُمْ عَبَثًا" (غلا3:3)، وإلى لا هدف؟
لكن إذا قاوم الإنسان الشيطان في التجربة الأولى وهزمه، عندئذ يهبه الله حرارة وغيرة مملوءة سلاماً وتعقلاً ومثابرة، لأن الحرارة الأولى مضطربة وغير متعقلة،أما الثانية فهي أفضل وتولد في الإنسان القدرة على رؤية الأمور الروحية، بينما هو يصارع في قتال عظيم، وله صبر بلا قلق ولا تشويش، فكما هو الحال مع السفينة عندما تكون الرياح طيبة، تعمل مجاديفها أكثر، وهكذا هو الحال مع الحال مع الحرارة الثانية، إذ تجلب الهدوء والسكينة في كل شيء.
يا أبنائي الأعزاء، اقتنوا لأنفسكم هذه الحرارة الثانية كي تثبتوا في كل شيء، لأن الحرارة التي يكون الله مصدرها تبدد شهوات المدح والتملق، وتهلك عتاقة (الإنسان العتيق) وتجعل الإنسان هيكلاً لله كما هو مكتوب "إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ" (2كو6:16).
فإن أردتم أن تعود إليكم ثانية هذه الحرارة التي أُبعدت عنكم وأردتم أن تأتى إليكم، ها هو ما ينبغي على الإنسان عمله: يجب أن يقيم عهداً بين نفسه وبين الله، ويصرخ بحرارة قلب ويقول له: "اغفر لي ما فعلته في إهمال، لن استمر في عصياني" وعندئذ يجب أن لا يسير بعد بحسب هواه لكي يشبع إرادته، سواء في الجسد أو في النفس، بل يجب أن يطرح أفكاره أمام الله، بينما يبكت نفسه ويوبخها قائلاً: "كيف رذلتِ الصلاح واسهنتِ ببطالتك وعدم أثمارك كل هذه الأيام؟".
يجب أن تتذكر كل العذابات والملكوت الأبدى، موبخاً نفسك كل حين قائلاً: "انظري أيه كرامة أعطاكِ الله، وأنت أهملتيها واحتقرتيها" وعندما يخاطب الإنسان نفسه بهذا الكلام موبخاً إياها ليلاً ونهاراً، تأتيه فجأة حرارة الله، وهذه الحرارة الثانية أعظم من الأولى، فعندما رأى المبارك داود الهم والتثقل الذي كان عليه قال: "تَفَكَّرْتُ فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ، السِّنِينَ الدَّهْرِيَّةِ" (مز77: 5) و"لَهِجْتُ بِكُلِّ أَعْمَالِكَ. بِصَنَائِعِ يَدَيْكَ أَتَأَمَّلُ. بَسَطْتُ إِلَيْكَ يَدَيَّ، نَفْسِي نَحْوَكَ كَأَرْضٍ يَابِسَةٍ." (مز143: 5، 6) وأشعياء أيضاً يقول: "عندما تنحني وتنوح، عندئذ تخلص وتدرك كيف يتم هذا نحوك" (أش30: 15 – سبعينية) (في الترجمة العربية المتداولة: "بِالرُّجُوعِ وَالسُّكُونِ تَخْلُصُونَ. بِالْهُدُوءِ وَالطُّمَأْنِينَةِ تَكُونُ قُوَّتُكُمْ".
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 06 - 2014, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أموناس: رسائله الروحية

الرسالة الحادية عشر

الآن يا أخوتي، يا أحبائي في الرب، الذي أحبهم من كل قلبي، اسمع أن التجربة تضايقكم، وأخشى أن تأتى من أنفسكم، لأني سمعت أنكم تريدون أن تتركوا موضعكم وحزنت لسماعي هذا، رغم أن الحزن لم يتملكني منذ وقت طويل، لأني أعلم يقيناً أنكم إذا رحلتم من موضعكم الآن، لنتقدموا على الإطلاق لأن هذه ليست إرادة الله، فإذا خرجتم وتصرفتم معتمدين على ذواتكم، لن يعمل الله معكم ولن يخرج معكم، وأخشى أننا سنسقط في كثير من الشرور.
إذا تبعنا مشيئتنا، لن يرسل الله قوته التي تُنجح وتثبت طرق الإنسان جميعها، إذ متى فعل المرء شيئاً متخيلاً أنه من الله، بينما تكون حقيقة الأمر أنه نابع من إرادته الخاصة، عندئذ لا يعينه الله، وستجدون قلبه ملئ بالمرارة وضعيف في كل شيء يمد إليه يده، وبحجة التقدم والنمو الأفضل، يضل المؤمن وينتهي به الأمر إلى أن يصير موضوع للسخرية والهزء، لأن حواء لم تُخدع إلا بحجة الخير والتقدم، إذ حين سمعت "وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ" (تك3: 5) وفشلت في تمييز صوت المتكلم، خالفت وصية الله، وهكذا ليس فقط لم تنتفع، بل وصارت أيضاً تحت اللعنة.

كتاب القديس أموناس: رسائله الروحية
يقول سليمان الحكيم في الأمثال: "تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ" (أم14: 12) وهو يقول هذا عن هؤلاء الذي لا يفهمون إرادة الله، بل يتبعون إرادتهم الخاصة، فإذ لا يعرفون مشيئة الله، يعطيهم الشيطان في البداية حرارة تشبه الفرح لكنها ليست فرحاً، وبعد ذلك يتحول إلى كآبة ويكشفهم، أما ذاك الذي يتبع إرادة الله فيتحمل كد عظيم في البداية، لكنه بعد ذلك يجد راحة وابتهاج، لذا لا تفعلوا شيئاً من ذواتكم حتى احضر لأتكلم معكم.
هناك ثلاث دوافع تصحب الإنسان أينما كان، وأغلب الرهبان يجهلونها، عدا فقط هؤلاء الذين بلغوا الكمال، الذين يقول عنهم الكتاب المقدس: "وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ" (عب5: 14) ما هذه الدوافع إذاً؟
دافع يقدمه العدو
دافع يلده القلب
أما الثالث فيبذره الله في الإنسان
ومن ثلاثة هذه الدوافع، لا يقبل الله إلا الذي له (أي الثالث).
لذا امتحنوا أنفسكم وتبينوا أياً من هؤلاء الثلاث يدفعكم لكي تغادروا موضعكم، ولا ترحلوا حتى يسمح لكم، وأنا أعرف ما هي إرادة الله لكم، لكن من الصعب عليكم أن تعرفوا ما هي إرادة الله، فإذا لم ينكر الإنسان ذاته ومشيئته الخاصة ويطيع آبائه الروحيين، لن يستطيع أن يعرف مشيئة الله، وحتى إذا عرفها، يحتاج أن يسنده الله ويعينه على تنفيذها.
وهكذا ترون أنه أمر عظيم أن تعرفوا مشيئة الله، وأمر أعظم أن تنفذوها، لكن يعقوب كانت له هاتان القوتان، لأنه أطاع والديه، فعندما قالا له أن يذهب إلى فدان آرام حيث لابان (قارن تك28: 2) أطاعهم في التو، رغم أنه لم يكن يريد أن يفترق عن والديه، وبسبب طاعته ورث البركة، ولو لم أطع أنا -أبوكم الروحي- قبلاً آبائي الروحيين، لما كشف الله إرادته لي، لأنه مكتوب"بركة الأب بنى بيوت الأبناء" (سيراخ 3: 9)وإن كنت أنا قد تحملت تعب وكد كثير في البرية والجبال، طالباً من الله نهاراً وليلاً حتى أعلن إرادته لي، استمعوا أنتم أيضاً الآن إلى أبيكم في هذا الأمر كي يصير لكم راحة ونمو.
لكنى سمعت أنكم كنتم تقولون "أبونا لا يعرف تعبنا، وكيف هرب يعقوب من عيسو" لكننا نعرف أنه لم يهرب من نفسه بل أرسله والداه، فاقتدوا أنتم بيعقوب، وانتظروا حتى يرسلكم أبوكم، كي يبارككم عندما تذهبون، وعندئذ سيُنجح الله جميع طرقكم.
وداعاً في الرب آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 06 - 2014, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أموناس: رسائله الروحية

الرسالة الثانية عشر

أنتم تعلمون يا أولادي الأعزاء، أنه منذ أن زال التعدي، لا تستطيع النفس أن تقترب من الله إلا إذا ابتعدت عن الناس وعن كل تشتيت،إذ عندئذ سوف ترى النفس العدو الذي يخاربها، ومتى رأت العدو وهزمته في كل مرة يُدخلها في حرب معه، حينئذ يسكن الله في هذه النفس، عندئذ يطغيها حزن وضجر وأنواع أخرى كثيرة من الهم والثقل، لكن لا تخف، لأنهم لن يقووا عليها إذا سارت في هدوء وسكينة.

كتاب القديس أموناس: رسائله الروحية
لذلك توجد الآباء القديسون أيضاً في البرية وحدهم، مثل إيليا التشبيتى ويوحنا المعمدان، فلا تفترض انه بسبب وجود الأبرار وسط الناس أنهم اقتنوا هذا البر وسط الناس، بل بعد أن اقتنوا أولاً الكثير من السكون، نالوا بعد ذلك قوة سكنى الله فيهم، ثم أرسلهم الله وسط الناس، بعد أن اقتنوا مل فضيلة ليعملوا وهم مملؤون من الله ويشفوا الناس من ضعفاتهم، لأنهم كانوا أطباء للنفس وقادرين على شفاء ضعفات الناس، ولهذا الاحتياج اُخرجوا من سكونهم وهدوئهم وأُرسلوا إلى الناس، لكنهم لا يُرسَلوا إلا بعد أن تُشفى أمراضهم هم جميعاً، لأن النفس لا يمكن أن تُرسل وسط الناس لتهذيبهم إن كان بها هي نفسها عيب أو علة، ومن يذهب قبل أن يبلغ الكمال، يذهب متبعاً إرادته الخاصة وليس بحسب إرادة الله، والله يقول مبكتاً هؤلاء: "لَمْ أُرْسِلِ الأَنْبِيَاءَ بَلْ هُمْ جَرَوْا" (أر23: 21) ولذا لا يستطيعون أن يحرسوا أنفسهم ولا أن يهذبوا نفساً أخرى.
أما هؤلاء المُرسلون من قبل الله، فلا يريدون أن يخرجوا من سكونهم، إذ يعملون أنه بسكونهم نالوا القوة الإلهية، ولكن لكي لا يخالفوا الخالق، يذهبون من أجل التهذيب الروحي للناس، متمثلين به (أي بخالقهم)، فكما أن الآب أرسل ابنه من السماء ليشفى كل ضعفات وأمراض الناس (كما هو مكتوب: "أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا" (أش 53: 4)،كذلك يتبعون مثال خالق الكل، وهذا حتى يُوجدوا مستحقين للتبني كأبناء لله، زكما الآب والابن، كذلك يجب أن يكون هؤلاء (أى في طاعة الإرسالية) إلى دهر الدهور آمين.
أيها الأحباء، لقد عرفتكم بقوة السكون، وكيف تشفى في جميع الأحوال، وكيف أنها مرغوبة من الله، لذلك اكتب إليكم حتى تثقلوا في ما تصنعونه وتعلمون أنه في السكون تقدم ونما جميع القديسين، ولهذا طرحوا بعيداً عتاقة oldness (الإنسان العتيق) هذا العالم، والذي يكتب إليكم هذا قد نال بهذه الوسيلة (السكون) تلك القامة (أي درجة الرؤية الروحية والإعلانات).
إن الكثير من الرهبان في الزمان الحاضر لم يستطيعوا أن يثبتوا في السكون لأنهم لم يستطيعوا أن يهزموا إرادتهم ومشيئتهم، لهذا يعيشون وسط الناس على الدوام، لأنهم عاجزون عن أن يخوضوا في معارك، وهكذا يتركون السكون ويظلون في رفقة أقاربهم، ويجدون في ذلك راحتهم كل أيام حياتهم، لذلك لم يُوجدوا مستحقين للحلاوة والتعزية الإلهية، ولم ينالوا سكنى القوى فيهم، إذ عندما تنظر إليهم هذه القوة، تجدهم يستريحون في العالم الحاضر وفي الشهوات التي للنفس والجسد، والنتيجة هي أنها لا تستطيع أن تظللهم بعد، لأن محبة المال أو المجد البشرى الباطل، وكل أمراض النفس والتشتيت تمنع تلك القوة الإلهية من تظليلهم.
كونوا أقوياء في ما تعملون. هؤلاء الذين يخرجون من السكون لا يستطيعون أن يهزموا شهواتهم أو أن يحاربوا ضد عدوهم، لأنهم خاضعون لأهوائهم، أمل أنتم فتهزمون شهواتكم وقوة الله كائنة معكم.
وداعاً في الروح القدس.
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 06 - 2014, 05:23 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أموناس: رسائله الروحية

الرسالة الثالثة عشر

أحييكم في روح الوداعة المحب للسلام والذي يهب مذاقاً حلواً في نفوس الأبرار، لأن الروح (القدس) لا يحل في أي نفس، بل فقط في هؤلاء الذين تطهروا تماماً من أهوائهم، لأنه قدوس ولا يحل في أي نفس غير طاهرة.
وهكذا، لم يعط الرب هذا الروح للرسل إلا بعدما تطهروا، لذلك اعتاد أن يقول لهم: "وإن ذهبت أرسل لكم الروح المعزى روح الحق الذي يرشدكم كل شيء" (يو16: 7، 13)، لأن هذا الروح منذ هابيل ونوح وحتى هذا اليوم، لا يهب نفسه إلا لنفوس هؤلاء الذين تطهروا تماماً، لأن الروح الذي يظلل النفوس الأخرى، ليس هو الروح (القدس)، بل هو روح التوبة، ومتى ظلل روح التوبة على النفوس، يدعهم ويغسلوا من كل أدناسهم، ويطهرهم تماماً، ثم يقدمهم إلى الروح القدس الذي لا يكل بدوره عن أن يسكب عليهم شذا وحلاوة وتعزية كما هو مكتوب (من عرف مسرة الروح إلا أولئك الذين جعلهم مسكناً له؟" وقليلون هم الذي حُسبوا مستحقين لروح التوبة، أما روح الحق فيسكن فقط في بضعة نفوس في كل جيل.
كتاب القديس أموناس: رسائله الروحية

وكما أن اللؤلؤة الكثيرة الثمن لا توجد في كل بيت، وقد لا توجد حتى في قصور الملوك، كذلك أيضاً الروح لا يوجد غلا في نفوس الأبرار المكملين (الذين نالوا الكمال)، لذلك هؤلاء الذين حُسبوا مستحقين له، يشكرون الله شكراً عظيماً قائلين: "نسبحك يا الله لأنك منحتنا الروح الذي تهبه لخدامك"، وجميع الأبرار الذين أُرسل إليهم الروح شكروا الله، لان هذه هي اللؤلؤة التي يحدثنا عنها الإنجيل (مت13: 44) التي باع الرجل كل مل له واشتراها، هذا هو الكنز المخفى في الحقل الذي وجده إنسان وفرح جداً، ويتساوى لديهم النهار والليل، ويملأ أرواحهم بينما لا يزالون بعد في هذه الخيمة (الجسد).
لقد عرفتكم بعطية الروح، وأريدكم أن تعرفوا أنه منذ اليوم الذي رحلت فيه عنكم، أنجحني الله في كل شيء حتى أتيت إلى موضعي، والآن أنا في وحدتي، يُنجح طريقي أكثر ويسندني سواء علانية أو في الخفاء، وكنت أتمنى أن تكونوا بجواري لأجل الاستعلانات المُعطاة لي، فكل يوم تختلف عن التي قبلها.
لكنى أريدكم أن تعرفوا ما هي التجربة:
انتم تعلمون أن التجربة لا تأتى على الإنسان إلا إذا أُعطى الروح، ومتى أعطى الروح يُسلم إلى الشيطان ليجربه، لكن من الذي يسلمه؟ روح الله (هو الذي يسلمه) لأنه من المستحيل أن يجرب الشيطان إنساناً مؤمناً إلا إذا أسلمه الله ليُجرب، لذلك، عندما تجسد ربنا وصار مثالاً لنا في كل شيء، وبعدما -من أجل تعليمنا وتهذيبنا في البر- اعتمد وحل عليه الروح في هيئة حمامة، قاده الروح إلى البرية ليُجرب، ولم يقو الشيطان عليه.
وقوة الروح تقوى الإنسان أكثر بعد التجارب وتضيف إلى قامته، وهكذا كانت تجربتي، فتماماً كما أنه عندما نزل ربنا من السماء، وجد جواً مظلماً، وعندما كان على وشك النزول إلى الجحيم، رأى جواً آخر أثقل من الأول وأكثر إظلامًا،قال: "نَفْسِي حَزِينَةٌ" (مت26: 38) كذلك انا أيضاً، كنت في ذلك الوقت منزعجا متألماً من شتى أنواع التجارب، وحزنت، لكنى أمجد الله الذي أخدمه منذ شبابي بكل قلبي، لأنه رفعني من ذلك الجو المظلم ورفعني فوق العلو الأول (أي صار في ارتفاع أكثر مما كان قبل التجربة)، وأنا اعتقد أن هذه التجربة الأخيرة.
ويوسف عندما بلغ أخباره الأخير في السجن (قارن تك29: 20) انزعج أكثر من انزعاجه في كل التجارب السابقة، أما بعد السجن، الذي هو صورة للجحيم، فقد أعطى كرامة عظيمة لأنه صار ملكاً (تك41: 40) ومنذ ذلك الوقت لم تتعبه أي تجربة أخرى، وهكذا عرفتكم في أي تجربة كنت أنا، وفي أي حال أنا هذه الأيام.
بعد أن كتبت هذه الرسالة، تذكرت كلمة مكتوبة في حزقيال تتضمن مثالاً للإنسان الكامل، فقد رأى مخلوقاً حياً عند نهر خابور له أربعة أوجه وأربعة أقدام وأربعة أجنحة، ووجوهه كانت وجه كروب، وجه إنسان، وجه ثور (وردت في الترجمة العربية المتداولة: أسد، ولكننا هنا ترجمنا نص الرسالة كما هو.)، وجه نسر (حز10: 14).
وجه الكروب يُرى عندما يحل روح الله في النفس ويحثها على التسبيح بصوت عذب جميل، أما عندما يريد الروح أن ينهض ويسعى وراء إنسان، يتخذ وجه إنسان، ما هو الثور إذا إلا الروح عندما يساعد النفس المؤمنة في حربها ويعينها كثور قوى يستطيع أن يهزم الشيطان؟ وما هو وجه النسر؟ أن النسر يحلق عالياً كما لو كان لها وجه نسر، يحل الروح (القدس) فيها ويجعلها تظل عالية بالقرب من الله.
إن هناك الكثير عن هذا المخلوق الحي الذي لم أقل عنه إلا القليل فقط، لكن إذا صليتم، سأحضر إليكم، وستدخلون بيت لحم، وهناك نوفى نذورنا ونصعد محرقاتنا التي وهدت بها شفاهنا (مز66: 13) وبعد ذلك سنفسر هذا المخلوق الحي بحسب قدرتنا، لأن "بيت لحم" يُفسر "بيت الله"، لذلك يُسر الله ببيته المدعو باسمه، وحزقيال هو كل من يرى هذا المخلوق الحي.
حيوا كل من له شركة في تعب وعرق آبائهم في التجربة، كما يقول يوحنا أيضاً في موضع ما: "بعرق النفس يتمجد الله" وهكذا ببذور عرقها، تصير النفس شريكة مع الرب، ومثل هؤلاء يصيرون أيضاً شركاء في ثماره، لأنه مكتوب "إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ" (رو8: 17) وما بعدها. والرب قال لتلاميذه: "أَنْتُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي، وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتًا، لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي، وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ" (لو22:28 -30).
أنتم ترون أن هؤلاء الذين كانوا شركاء معنا في الأتعاب، قد جُعلوا أيضاً شركاء ف الراحة، والشريك في الخزي هو شريك أيضاً في المجد، لذلك قيل أيضاً في كتب الآباء: "الابن الصالح يرث البكورية وبركة آبائه"، فالأمر يتعلق بما نبذره، إنه بذر الله، والأبناء الصالحون هم الذين يرثون بكوريتنا وبركتنا... لكن اهتموا أنتم جداً كمعلمين صالحين بهؤلاء المسئولين منكم، إذ صالحة. نحن نعلم أنكم معلمون ومربيون بارعون، لكن تذكروا أنه من أجل هذه البذرة، ترككم الله في هذه الخيمة.
وداعاً في ربنا. في روح السلام الوديع الذي يسكن في نفوس الأبرار.
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 06 - 2014, 05:24 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أموناس: رسائله الروحية

الرسالة الرابعة عشر

كتاب القديس أموناس: رسائله الروحية
ها هي الورقة التي كتبتها -أنا أبوكم- إليكم،هذا هو ميراث الآباء والأبرار الذي يسلمونه لأبنائهم ويتركونه لهم ليرثوه في البر، فالآباء بحسب الجسد يتركون لأبنائهم ميراثاً من ذهب وفضة، لكن الأبرار يتركون هذا الميراث لأبنائهم، ألا وهو البر، وبينما كان البطاركة (آباء العهد القديم) أغنياء جداً في الذهب والفضة، إلا انه عندما شارفوا على النياح، لم يعطوا أية وصية أخرى لأبنائهم عدا البر، لأن هذا يدوم إلى الأبد آمين.
إن الذهب والفضة فانيين، يخصان هذه الخيمة القليلة الأيام، أما البر فيخص ذاك المسكن الذي يدوم للإنسان إلى دهر الدهور، لذلك الميراث الذي يعطيكم إياه آباؤكم هو البر.
وداعاً في ربنا وفي الإرادة الصالحة بالبر التي يهبها الله لكم يوماً فيوماً حتى تخرجون من هنا.
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 06 - 2014, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أموناس: رسائله الروحية

المصادر والمراجع


1 THE LETTERS OF AMMONAS, Succesor of Saint Antony; tr. Derwas J. Chitty ;Revised and Introduced by Sebastian Brock; SLG Press.
2 THE SAYINGS OF THE DESERT FATHERS,The Alphabetical collection, tr. Bendicta Ward SLG; AMMONAS, P.22-24
3 PATROLOGY; by Johannes Quasten , vol.III, p.153-154.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس أغناطيوس وسمات رسائله
سيرة القديس الأب أموناس
رسائل القديس أموناس
القديس كيرلس الكبير - رسائله ضد النسطورية
مدخل عن رسائل القديس أموناس


الساعة الآن 11:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024