د - المتفرقات:
* هذا العمل مفقود، إلا شذرات قليلة منه اقتبسها جيروم باللاتينية. وقد أشار المؤرخ يوسابيوس إليه، أنه يحوى عشر كتب سجلها في الإسكندرية قبل رحيله منها.
* يشير العنوان إلى موضوعات متنوعة لم تناقش بترتيب خاص.
أعماله الدفاعية:
* أهم أعماله الدفاعية هو "ضد كلسس"، وهو مقال مكون من ثمان كتب في إجابة مطولة ضد كلسس - كتبه في أواخر حياته حوالي عام 248 م.
* كلسس هذا في نظر أوريجانوس كان أبيقوريًا، لكنه كانت له أفكار أفلاطونية وهو صديق الخطيب لوقيان (حوالي 120-200 م).
* كتب عمله "True Discourse" حوالي عام 178 م.، مستخدمًا كل وسيلة تعلمها للهجوم على المسيحية، هذا العمل مفقود، لكن مقال أوريجانوس حفظ الكثير من نصوص الهجوم.
أ - هاجم شخص يسوع المسيح، متهمًا القديسة مريم بالزنا، كما أستخدم إنكار بطرس وخيانة يهوذا وموت يسوع كمتناقضات للاهوته، فقد رفض التجسد والصلب، كما جعل من القيامة خدعة.
ب - هاجم اليهودية والمسيحية معًا، فسخر بفكرة المسيا، كما اتهم السيد المسيح أنه تعلم السحر في مصر.
ج - هاجم فكرة "ما فوق الطبيعة" التي تقوم عليها المسيحية واليهودية معًا، ويرى أن الصراع بين المسيحية واليهودية نوعًا من الغباء.
د - هاجم فكرة "الوحي الإلهي" وأنكر العقاب الأبدي متهمًا المسيحيين أنهم ورثوا الجهل والقسوة عن آبائهم اليهود، ودعاهم غير متعلمين وعبيد ونساء وأطفال وسخفاء.
ه في رأيه أن الله لا يهتم بالإنسان أكثر من اهتمامه بالقرود والحشرات... وفي مجمله لم يحمل مشاعر دينية قوية.
و - مدح التعاليم المسيحية السلوكية وتعاليم اللوغوس، وفي رأيه أن يترك المسيحيون يعيشون بشرط أن يتخلوا عن عزلتهم السياسية والدينية ويخضعوا لتقاليد الدولة الدينية. فقد كان متخوفًا من عزلتهم أن تسبب شقاقًا في الدولة وانهيار للإمبراطورية الرومانية. لهذا دعاهم لمساندة الملك والعمل معه في تحقيق العدل، والمحاربة من أجله، وإن استدعى الأمر أن يكونوا في الحرب تحت قيادته أو من ينيبه عنه، وذلك لتدعيم شرائع الدولة ودينها.
* لم يقرأ أوريجانوس هذا العمل، الذي كان أثره على مصر وفلسطين لا يذكر. ولولا أن أمبروسيوس صديقه قرأ الكتاب وشعر بخطورته فأرسل إليه يطلب أن يفنده لما علمنا شيئًا عنه.
* في البداية كان رأيه أنه لا حاجة لتفنيده فأن حياة السيد المسيح وسلطانه يعرفها الجميع، وهو خير شاهد ضد ما كتبه كلسس، وأن هذا العمل لم يهز إيمان أي مسيحي. لكنه عاد واستجاب لطلب صديقه فكتب الرد بنظرة روحية ثاقبة ومهارة عظيمة وفكر ناضج يحمل قوة. وجاء رده يحوى اقتباسات كثيرة من الكتاب الوثنيين، ولعله بهذا أثبت أنه كان من حيث علمه منافسًا كبيرًا لخصمه الوثني كلسس.
* وجه أوريجانوس مقاله لا للمؤمنين تمامًا، بل للذين ليس لهم معرفة بالإيمان المسيحي أو الذين قال عنهم الرسول بولس (رو 1:14) أنهم ضعفاء في الإيمان.
فى هذا العمل أوضح الأتي:
أ - لو قرأ كلسس النبوات ودرس الكتاب المقدس بعهديه كما يجب لما قال أنه يعرف " كل شئ"... "نحن الذين درسنا هذه الأمور دراسة عن قرب لا نستطيع أن نجرأ ونقول أننا نعرف كل شيء لأننا نحب الحق".
ب - أجاب على اعتراض كلسس بأن المسيحية إيمان البسطاء، بأن هذا الإيمان البسيط يحمل نوعًا من المعرفة أكده كلمة الله، وحمل ثمارًا حية في حياة المسيحيين أنفسهم الذين تركوا رذائلهم القديمة. هذا وأن المسيحية تقدم بساطة الإيمان للبسطاء، كما تقدم سمو المعرفة العالية للكاملين، الله في محبته للبشر قدم لبنًا للأطفال وطعامًا قويًا للبالغين. لقد أراد أن يرفع بالضعفاء إلى " معرفة الله في حكمة الله".
ج - أنتقد أوريجانوس كلسس لأنه عبر عن النبوات الخاصة بالسيد المسيح دون مناقشتها كما ينبغي، فقد شهد الأنبياء قبل مجيئه عن ميلاده في بيت لحم وآلامه ومجيئه الأول والأخير وقيامه والتحول الذي يصنعه.
د - أكد صدق الأناجيل بما تحمله الرسل من أجل الكرازة به، كما تحدث الإنجيليون عن ضعفاتهم الخاصة وعن تركهم للسيد أثناء الصلب وإنكار بطرس... فلو أن الأناجيل من عملهم الذاتي لما ذكروا شيئًا من هذا.
* أكد أوريجانوس كيف أن وعود السيد المسيح قد تحققت، فالعالم قبل رسالته والإنجيل انتشر في كل المسكونة، ومن أجله أحتمل الكثيرين الاستشهاد.
ه أما عن قيامة السيد المسيح فقد أوضح أوريجين أنه ُصلب علانية، ومات أمام الكثيرين، فإذا ظهر بعد ذلك كانت قيامته حقيقة لا شك فيها. وقد شهد الرسل عنها حتى الموت. "لو أنهم اخترعوا رواية القيامة، كيف كانوا يبشرون بها بعد ذلك بقوة حتى إنهم ليس فقط قادوا الآخرين إلى احتقار الموت بل هم أولًا احتقروه".
* قد يعترض: لماذا لم يظهر بعد قيامته للجميع؟ أجابه ليس الكل كان مستحقًا لرؤيته ولا كان قادرًا على التفرس فيه، فليشرح لنا ظهوره لتوما وللتلميذين اللذين كانا في طريقهما لعمواس... الخ.
* تأكدت القيامة أيضًا بالنبوات وبالمعجزات وفوق الكل بثمار الخلاص التي قدمتها للجنس البشرى.
و- تحدث عن التحول الذي حدث في العالم، وكيف قدمت المسيحية حياة فضلى فعالة في حياة الناس،يحول السيد الخطاة إلى قديسين... ويغير النفس البشرية ويجدد طبيعتها.
ز- أكد أوريجانوس طاعة المسيحيين للحكام، لكنها ليست طاعة مطلقة، إنما في الرب... فلا يقبلون العبادات الوثنية.