|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* ويربط إيريناؤس بين عدد الأناجيل الأربعة وبين المخلوقات الأربعة الحاملة عرش الله "الشاروبيم لهم أربعة وجوه، ووجوههم هي أيقونات لتدبير ابن الله، لأن "الحيوان الأول شبه أسد (أي القديس يوحنا) مما يدل على عمله (أي عمل المسيح) وأثره الحقيقي وقوته المرشدة وملوكيته، "والحيوان الثاني شبه عجل" (القديس لوقا) يدل على مكانته ككاهن ومقدم للذبيحة، و"الحيوان الثالث له وجه مثل وجه إنسان" (القديس متى) يرسم بوضوح شديد حضوره (أي المسيح) كإنسان، و"الحيوان الرابع شبه نسر طائر" (القديس مرقس) يوضح عطية الروح المرفرفة والنازلة على الكنيسة". * وإيريناؤس هنا يختلف عن التطور الذي حدث في الرمزية المسيحية فيما بعد، إذ أنه ينسب الأسد هنا إلى القديس يوحنا، والنسر إلى القديس مرقس، بينما صار الأسد فيما بعد رمزًا للقديس مرقس والنسرللقديس يوحنا المحلق في سماء اللاهوتيات. * وفي تحديد قانونية الأسفار، يؤكد إيريناؤس على ضرورة وأهمية السمة الرسولية لهذه الأسفار، للكنيسة الصوت القاطع الحاسم في تفسير الكتاب المقدس، لأن كتابات وأسفار العهد القديم والجديد هي مثل أشجار في حديقة الكنيسة التي تغذينا بثمارها: "يجب علينا إذن أن نتجنب عقائدهم (الهرطوقية) ونحذر لئلا نجرح منهم، ونهرب إلى الكنيسة ونتربى في حضنها وتتغذى بكتاب الرب، لأن الكنيسة غُرست كفردوس في هذا العالم، لذا يقول روح الرب "من جميع شجر الجنة تأكل أكلًا" أي كُل (أنت) من كل كتاب الرب، لكن لا تأكل مع أي فكر أو عقل منتفخ مغرور أو تقرب أي انشقاق هرطوقي". * ويحدد القديس إيريناؤس طريقة التفسير الإنجيلي وشرح الأسفار وتقديم المنهج الإيماني، فيقول: "إن العقل الراجح الذي لا يعرض صاحبه للخطر، المكرس للتقوى ومحبة الحق، يتأمل بشغف في الأشياء التي جعلها الله في حدود قدرة البشر وفي متناول إدراكنا، ويمكنه أن يحرز تقدمًا فيها جاعلًا معرفتها سهلة عليه بالمثابرة اليومية على دراستها، هذه الأشياء هي التي تضعها الأسفار المقدسة أمام عيوننا بوضوح وتعرضها لنا بلا غموض في كلمات معبرة، فلا ينبغي إذن أن تفسر الأمثال بتعبيرات غامضة، حتى لا يعرض الشارح نفسه للخطر، وتحظى الأمثال بشرح واحد من الجميع ويظل جسد الحقيقة سليمًا بواسطة تفسير متجانس لكل أعضائه وبلا أي تعارض، ولكنه أمر يتنافى مع العقل أن تُستخدم تعبيرات غير واضحة في تفسير الأمثال حسب هوى كل واحد وكما يراءى له، لأنه لن يقتنى أحد بهذه الطريقة قاعدة الحق بل على قدر تعدد الشارحين ستتعدد صور الحق وتتعارض مع بعضها البعض وينتج عن ذلك خليط من عقائد متضاربة، كالمسائل التي تتردد بين فلاسفة الأمم". * وخلال كتابات القديس إيريناؤس نلمس استعماله الكثيف لآيات الكتاب والاقتباسات الكتابية مع تقييم شديد لنبوات العهد القديم وتأثره بفكر معلمنا بولس الرسول. * استخدم القديس إيريناؤس في تفسيره للكتاب الأسلوب التصوفي المجازى، على اعتبار أن الوحي مشحون بالإعلان الإلهي خلال الرمز والمثال، كما يعتبر أن الأفعال التي ورد ذكرها في الأسفار المقدسة، يلزم أن نبحث لها عن مغزى. |
29 - 05 - 2014, 04:07 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس إيريناؤس
6- الكنيسة "الإكلسيولوجى":
* يرتبط الإكلسيولوجى عند إيريناؤس بمبدأ الإنجماع الكلى، فالله يجمع في المسيح ليس فقط الماضي بل وأيضًا المستقبل، لذلك جعله رأسًا للكنيسة كلها كي يستمر عمله في التجديد من خلالها حتى نهاية العالم: "لذلك هناك إله آب واحد، ويسوع المسيح ربنا الواحد، الذي يأتي بتدبير مسكوني ويجمع كل الأشياء في نفسه، لكن في "كل الأشياء" الإنسان متضمن أيضًا، إذ أنه خليقة الله، لذلك فهو (المسيح) يجمع الإنسان فيه، الغير منظور يصير منظورًا، غير المدرك يصير مدركًا، والمستحيل يصير ممكنًا، واللوغوس إنسانًا مُجمعًا ومُعيدًا كل الأشياء فيه، وهكذا، كما أنه الأول في الأمور السمائية الروحية غير المنظورة، هو أيضًا الأول في الأمور المنظورة المحسوسة، وجعل نفسه رأسًا للكنيسة وسيجمع كل الأمور فيه في الوقت المعين". * ويرى إيريناؤس أن الكنيسة حفظت التقليد المسلم من الرسل حيًا بلا تغيير وتسلمه لأطفالها، وهذا التقليد هو نبع ومعيار الإيمان، هو قانون الإيمان، ويبدو أن قانون الإيمان هذا بالنسبة لإيريناؤس هو القانون الذي يتلى عند المعمودية لأنه يقول أننا نستلمه في المعمودية. * ورأى أن التقليد المقدس تقليد حي "أن تقليد الرسل الذي صار واضحًا في العالم كله يمكن لهؤلاء الذين يريدون أن يعرفوا الحق أن يروه في كل كنيسة، ويمكننا أن نعدد هؤلاء الذين أقامهم الرسل أساقفة في الكنيسة، ونعدد خلفائهم حتى وقتنا هذا، وسنجد أن أيًا منهم لم يعلم ولم يفكر مثل هذه الأفكار المجنونة، وحتى لو كان الرسل قد احتفظوا بمعرفة الأسرار في الخفاء وعلموها للكاملين سرًا بعيدًا عن الآخرين، لكانوا سلموها خاصة لهؤلاء الذين استأمنوهم على الكنائس ذاتها، لأنهم أرادوا بالتأكيد أن يكون هؤلاء الذين سيخلفونهم والذين سيستلمون مركزهم التعليمي كاملين بلا لوم، إذ أن سلوكهم الصحيح منفعة عظيمة، أما فشلهم فهو كارثة كبيرة". |
||||
29 - 05 - 2014, 04:07 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس إيريناؤس
وأوضح إيريناؤس نقطتين هامتين:
1. التسلسل الأسقفي الغير منقطع الذي يعود للرسل هو الذي يحفظ ويحرس تطابق وتماثل التقليد الشفاهي مع الاستعلان الأصلي بلا تغيير. 2. الروح القدس هو أيضًا حارس لهذا التماثل لأن الرسالة سُلمت في الكنيسة، والكنيسة هي بيت الروح، وأساقفة الكنيسة هم رجال مملؤون من الروح القدس وقد أُعطوا "نعمة الحق التي لا تخطئ". * وقدم أبو التقليد الكنسي وصفًا لإيمان الكنيسة يتبع فيه تمامًا قانون إيمان الرسل. * هذا التعليم وهذا الإيمان تحفظه الكنيسة بعناية وحرص بالرغم من انتشارها في العالم كله كما لو كانت تسكن في بيت واحد، وتؤمن كما لو كان لها عقل واحد وتعلم كما لو كان لها فم واحد، ورغم أن هناك لغات كثيرة في العالم، إلا أن معنى التقليد هو هو واحد لأن نفس الإيمان تتمسك به وتسلمه الكنائس التي في ألمانيا وأسبانيا والتي بين قبائل ال Celts، والتي في الشرق، في مصر، في ليبيا والتي في مركز الأرض، إذ كما أن الشمس، خليقة الله، هي واحدة في العالم كله، كذلك أيضًا كل نور تعليم الحق يسطع على كل هؤلاء الذين يرغبون في معرفة الحق". * لذا لا يمكن الاعتماد على الكنائس المؤسسة على الرسل، من أجل التعليم الإيماني الصحيح ومن أجل الحق، لأن التسلسل والتتابع الأسقفي الغير منقطع في هذه الكنائس يحرس ويحفظ حقيقة وصدق عقيدتها، ففي الكنيسة: "أستودع الرسل وديعتهم كما يصنع الأغنياء، إذ سلموها كل ما يتعلق بالحق حتى إن كل من يريد يستطيع أن يأخذ منها ماء الحياة، فالكنيسة هي باب الحياة، والآخرون هم سراق ولصوص، لذا يجب علينا أن نتجنبهم ونحب بغيرة عظيمة كل شيء في الكنيسة وبذا نتمسك بتقليد الحق". * وأكد القديس على أننا ننال حياة داخل الكنيسة، لأن فيها يوجد روح الله وكل نعمة: "لقد أؤتمنت الكنيسة على عطية الله، تمامًا مثل النفس في خليقة الله، حتى إن كل الأعضاء الذين يستلمون هذه العطية ينالون حياة، وفيها نجد شركة مع المسيح، أي الروح القدس عربون الأبدية، ثبات إيماننا، سلم الصعود إلى الله، فالرسول يقول "وضع الله أناسًا في الكنيسة أولًا ورسلًا، ثانيًا أنبياء، ثالثًا معلمين" (1و28:12)... وهؤلاء الذين لا يأتون إلى الكنيسة لا يتشاركون في النعمة بل يحرمون أنفسهم من الحياة بعقائدهم وأعمالهم الشريرة، لأنه حيثما توجد الكنيسة يوجد روح الله وحيثما يوجد روح الله توجد الكنيسة وكل نعمة. * ولأن الروح هو الحق، لذلك هؤلاء الذين لا يتشاركون في الروح لا يتغذون على صدر الأم الكنيسة إلى الحياة، ولا ينالون غذاء من نبع صافى ينبع من جسد المسيح بل يحفرون لأنفسهم " أبارًا مشققة" (أر13:2). * لأن فداء الفرد تحققه الكنيسة وأسرارها باسم وفي اسم المسيح، فالسر هو للطبيعة، مثل ما يكون آدم الجديدللعتيق، فالمخلوق ينال كماله في الأسرار، لأن السر هو ذروة إنجماع الخليقة في المسيح. * وحث إيريناؤس شعبه على التمسك بالتسلسل الرسولي والهيرارخية في كنيسة الله، والتعلم من هؤلاء الذين أقامهم الروح في الكنيسة: "يجب أن نستمع ونصغى لهؤلاء الشيوخ في الكنيسة " الذين لهم التسلسل من الرسل، مع تتابع الأسقفية واستلموا نعمة الحق الخاصة، أما الباقون، هؤلاء الذين يبتعدون عن التتابع الأصلي ويجتمعون بعيدًا، فيجب أن نشك فيهم إما أنهم هراطقة أو أن لهم أفكارًا خاصة أو أنهم منشقون متكبرون ومكتفون بذواتهم، أو أنهم منافقون يعملون من أجل المال أو من أجل الشهرة، وهؤلاء جميعهم ضالون عن الحق. * يجب أن تبتعدوا عن كل من هم مثل هؤلاء، وتظلوا قريبين من هؤلاء الذين يتمسكوا بالتتابع الرسولي في طقس الكهنة، الذين لهم تعليم صحيح وسلوك بلا عيب كمثال وقدوة صالحة لتقويم الآخرين". |
||||
29 - 05 - 2014, 04:07 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس إيريناؤس
ثالثًا: أقواله:
* "لا يستطيع أحد أن يعرف الآب إلا إذا أعلنه له كلمة الله الذي هو الابن، كما لا يمكن لأي إنسان أن يعرف الابن إلا بحسب مسرة الآب الصالحة حيث أن الابن يفعل مسرة الآب الصالحة". ^ والابن من خلال الخليقة يعلن الآب كخالق: ^ " من خلال العالم، يعلنه كرب صنع العالم ^ ومن خلال صنعة يديه، يعلنه كفنان مبدع ^ ومن خلال الابن، يعلنه كآب ولده منذ الأزل" _____ (*) المرجع: سلسلة آباء الكنيسة - القديس إيريناؤس (أسقف ليون) - أنطون فهمي جورج |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|