الحكيم يتعلم من الأخطاء السابقة والحوادث السابقة
يعنى قيه قديس اسمه أغاثون لًما كان يغلط كان لا يبكت نفسه كثيرًا علي الخطأ، إنما كان يقول لنفسه بمعونة ربنا لن يكون لها ثانيا، يعنى مش هتتكرر ثاني. إنسان بيتعلم من الأخطاء. والأخطاء السابقة متحزنش عليها كثيرًا وتقدم توبة وندم بس مش زيادة عن اللازم. وإنما تقول ممكن درس لي دي تعلمني أن أكون حريص أكثر. تعلمني إني ابقي مش متسرع، تعلمني أفكر. تعلمني أن افتح قلبي وأصلي، تعلمني أن اتجنب المكان ده، تعلمني أن أكون مع الشخص ده حريصًا في كلامي. الأخطاء السابقة..الإنسان الحكيم يستفيد منها والحوادث السابقة سواء في حياتي أنا أو في حياة الآخرين. يعني مثلًا تسمعوا أنه فيه كنيسة كانت طالعة رحلة فيها شبان وشابات وحدث أن عربية بمقطورة خبطت الأتوبيس وحصل أن عدد كبير من الشباب والشابات انتقلوا. دي حادثة ما حصلتش في حياتي، حصلت في حياة الناس الآخرين، مفروض نستفيد من الحادثة، وتقول معناه إيه الحادثة دي؟ طب نستفيد إيه من الحادثة دي؟ كان فيها شبان مش عواجيز. وطبعا الشبان دول في لحظة تواجهوا مع الله وانتهت حياتهم وقال لكل واحد أعطي حساب وكالتك، فالإنسان يستفيد من الأخطاء السابقة والحوادث السابقة، سواء في حياتي أو في حياة الآخرين. كل حاجة بتحصل ما تقولش دي بتحصل صدفة. لا نشوف ممكن أن يد الله وراء الموضوع ده، الله ضابط الكل، وخصوصًا الحوادث الكبيرة، لكن الإنسان اللي عنده حسن روحي كل حاجة بيترجمها لسبب روحي. ليه الحاجة الفلانية التي تضيع مني. إذ تتسرق مني ليه اتسرقت. أقولك شوف يمكن أنت مش أمين في فلوس ربنا. يمكن العشور لا تدفعها لربنا، كل حاجة ترجمها، ليه حصل كده؟ فكر أو صلي، قوله ليه يا رب كده. لا تأخذ الأمور بتفكير بشري. افحص الموضوع بطريقة روحية، وإن معرفتش صلي، قوله يا ربي عايز اعرف ليه حصل كده؟! ليه سمحت بكده؟! يبقي الإنسان يأخذ موعظة من الحوادث والأخطاء اللي بتحصل في حياته أو في حياة الآخرين،.
فيه قصة.. كان فيه إنسان فلاح أو بستاني قال إن ربنا أداني الصحة وأديني باشتغل، فاشتغل في الأرض، قال يا رب أنا باكسب أو كده أنا هأعيش بأد كده، وأوعدك الباقي ده ليك أنت. وعاش بالعهد ده فترة ويأخذ الإيراد يوم بيوم عايش احتياجاته الضرورية، وجه في يوم الشيطان وسوس في ودانه وقال له أنت دلوقت بتضيع كل اللي بيجيلك أول بأول، إنت دلوقتي ربنا مديك صحة وبتشتغل، افرض بكره وبعده لما تبقي كبير في السن متقدرش تشتغل، هتتسول؟ أو إفرض إن جالك مرض من الأمراض ولم تقدر أن تشتغل، هتعمل إيه؟ مين يصرف عليك؟ هتعيش إزاي؟ مش لازم القرش البيض ينفع في اليوم الأسود؟ وأنت بتبعثر، مش لازم تشيل علشان بكره ومحدش ضامن الزمن والكلام ده. قال.. فعلا الكلام ده مضبوط، أنا لازم أوفر وكفاية يا رب متزعلش مني. اللي أنا اعطيته للفقراء قبل كده كفاية، أنت مش هتطلب مني ثاني ونحوش لبكره. وذات يوم بيغزق دخلت في رجله شوكه ورجله بقي فيها جرح والميكروب اشتغل بسرعة وبعد كده أخذوه للطبيب. الراجل رجله متورمة. قال الطبيب، للأسف دي معدش ينفع فيها علاج مفيش مضاد حيوي. مفيش مطهر. قال لهم دي دلوقتي مينفعش فيها غير القطع. دي بقت غرغرينه في رجلك خلاص. تنقطع طبعًا وقد يصرف كل اللي حوشه علي الأطباء والعلاج.
مفيش فايده وبالليل صابح يقطعوا رجله. وبعدين وهو بيصلي ليه يا رب حصل كده، رجلي تنقطع ليه يا رب. قاله ما أنت بتحوش علشان العلاج، أنت بتحوش علشان بكره وبعده، إنت كنت في الأول متكل عليً وكنت بتلقي همومك عليً ومكنتش بتفكر في بكره وكنت عامل الآية اللي بتقول (لا تهتموا بما للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه) أنت دلوقتي بتفكر وتقول نفسك بكره وبعده، علشان كده اللي حصلّك أنت تعرف سببه. قاله أخطأت يا رب وبعدين أُخذ في غفوة وجد واحد من القديسين عمل له العملية في رجله، وفي الصباح جاء الدكتور ومعاه المنشار علشان يقطع رجله. لقي رجله سليمة و24 قيراط ومعالجة. قال أنت فيه دكتور غيري جالك وعملًك عملية؟ قال له أيوه، فيه دكتور غيرك عمل لي العملية. وقال أشكرك يا رب أنك رحمتني وصححت أفكاري ونجيتني من الشرير. ورجع لطقسه الأول زي ما كان في الأول. فالواجب علينا أننا نستفيد من الحوادث والأخطاء اللي في حياتنا وحياة الآخرين، صحيح بتقدم توبة عن الأخطاء، لكن الأخطاء مفروض تدينا درس وموعظة نقتني فيها زيادة في المعرفة والحكمة وخبرة روحية علشان يزداد تمسكنا بربنا وخضوعنا له، ويزداد إيماننا وطاعتنا للرب.
ولربنا المجد دائما أبديًا آمين..