منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 04 - 03 - 2014, 02:55 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

جرأة الشيطان على المسيح!
عبارة " أخلي ذاته " لم تنطبق عليه في فترة ميلاده فحسب، بل صاحبته طوال حياته على الأرض في الجسد...
ومن أجل أنه أخلي ذاته، تجرأ الشيطان ليجربه.

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
ووصل الرب في إخلائه لذاته، إلى حد أنه ترك الحرية للشيطان، يختار الزمان والمكان ونوع التجربة... ما أشد على النفس قول الكتاب: "ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدسة، وأوقفه على جناح الهيكل " وأيضًا " ثم أخذه إبليس إلى جبل عال جدًا" (مت4: 5، 8).
إبليس "يأخذه"، "ويوقفه" حيثما يشاء!! يا للهول!...
ما أشد هذا الإخلاء للذات... من يحتمله؟!
وإذا بهذا الإله الكامل في معرفته المخبأة فيه كل كنوز العلم والمعرفة، يقول عنه الكتاب أن الشيطان: "أراه" جميع ممالك الأرض ومجدها!!... "أراه"؟! وهو الذي يري الخفيات والمكنونات، ويعلم حتى أعماق الفكر وبواطن القلوب...
وهذه الممالك، التي كلها من صنعه، وكلها له، والتي بيده بقاؤها وانحلالها، يقول له الشيطان: "لك أعطي هذه جميعها"... وتصل الجرأة بالشيطان أن يقول له: "إن خررت وسجدت لي "!! هل إلى هذه الدرجة تصل الجرأة؟!
ما أعجبك يا رب! من يقدر على مثل هذا الإخلاء؟!
وأخيرًا
يعوزنا الوقت إن تحدثنا عن كل نواحي إخلاء الرب لذاته... الأمثلة عديدة، لا تحصي... وإخلاء الرب لذاته له جذور ممتدة في العهد القديم، أتركها حاليًا لتأملاتك الخاصة....
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 03 - 2014, 02:55 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

أخلى ذاته ورفع شأن أولاده
العجيب أن المسيح إلهنا بقدر ما كان يخلي ذاته، كان من الناحية الأخرى يرفع شأن أولاده...
أخذ شكل العبد، وأعطانا أن نصير شركاء الطبيعة الإلهية! (2بط1: 4). حقًا كما تقول تسابيح الكنيسة " أخذ الذي لنا، وأعطانا الذي له". وهكذا صارت لنا شركة معه (1يو1: 6). وصرنا "شركاء الروح القدس" (عب6: 4)، (2كو13: 14)، وشركاء في الميراث (أف3: 6)... وصرنا جسده، وأعضاءه، ثابتين فيه، كالأغصان في الكرمة...
وصار الرب يقربنا إليه باستمرار، ويرفعنا قدامه...
ومع أنه إبن الله الوحيد، الكائن في حضن الآب منذ الأزل، يمسي نفسه في غالبيه الأوقات: "إبن الإنسان". ونحن بني الإنسان يدعونا أولاد الله، ويكررها مرات عديدة...
ويقول عنا أننا نور العالم، ويطلب إلينا أن يضئ نورنا قدام الناس (مت5: 14، 16). ويدعونا أصدقاء له، وأحباء، وخاصته التي يحبها حتى المنتهي. ولكن الأكثر من هذا كله أن يسمح الرب بأن ندعي أخوته! ويقول الكتاب: "ومن ثم كان ينبغي أن يشبه أخوته في كل شيء" (عب2: 17) ويقول أيضًا:"... ليكون هو بكرًا بين أخوة كثيرين" (رو8: 29).

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
من هم أخوته هؤلاء؟! هم نحن التراب والرماد...
لو أن أحد الآباء الكهنة في أيامنا، أرسل خطابا إلى واحد من أولاده، يقول له فيه: "أيها الأخ العزيز "، لصاح الناس: ما هذا التواضع العجيب وإخلاء الذات؟! كيف يدعو ابنه أخًا له ؟! فماذا نقول إذن عن رب الأرباب عندما يدعونا إخوته؟!
بل أكثر من هذا أن الرب كثيرًا ما يختفي لنظهر نحن. فعندما ظهر الرب لشاول الطرسوسي ودعاه، فاستجاب وقال: "ماذا تريد يا رب أن أفعل" (أع9: 6). حوله الرب إلى القديس حنانيا في دمشق قائلًا له: "قم وأدخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل" (أع9: 6). وظهر الرب في رؤيا لحنانيا، وكلمة من جهة شاول، فشفاه وعَمَّده ونقل إليه رسالة الرب.
إن عمل الكهنوت كله، وكل أعمال الخدمة والرعاية، هي أعمال للرب، يعمل فيها الله في اختفاء، ويجعلنا نحن ظاهرين في الصورة. هو يعمل فينا، وهو يعمل بنا، وهو يعمل معنا، ولكنه غير ظاهر، أما نحن فنبدو للناس، كأننا نعمل. بينما " ليس الغارس شيئًا ولا الساقي، بل الله الذي ينمي" (1كو3: 7). ولكن الله كثيرًا ما يعطي السلطان لأولاده، دون أن يستخدمه مباشرة...
والمطلوب من الخدام الذين يعمل فيهم الله في اختفاء، أن يختفوا هم ليظهر الله.
فمجد الله لا يجوز أن يعطي لآخر. أما الخدام فعليهم أن يصلوا قائلين: "ليس لنا يا رب ليس لنا، ولكن لاسمك القدوس أعط مجدًا" (مز115: 1).
وعمل المعجزات يعمله الله أيضًا في اختفاء عن طريق أولاده فيظهرون هم في الصورة، أما الرب فيقول لهم في حب "من يكرمكم يكرمني"... الله يرسل السيدة العذراء، أو الملاك ميخائيل أو مارجرجس أو غيرهم من القديسين، فيعملون معجزات، ويمجدهم الناس، ويفرح الرب بأن أولاده يتمجدون... بل كثيرًا ما يقع إنسان في ضيقة، فيصرخ مستغيثًا "يا مارجرجس"، ويسمع الرب، فيرسل مارجرجس، فينقذه... أو ينذر إنسان نذرًا للعذراء... ويفرح الرب ويستجيب...
بل أن الكنائس وهي كنائس الله سمح أن تبني على أسماء أولاده. فنقول كنيسة العذراء، وكنيسة مارجرجس، وكنيسة الأنبا أنطونيوس، وكنيسة مارمرقس... وكلها بيوت للرب. ولكن الرب يفرح بأولاده...
بل حتى شريعة الرب ينسبها أيضًا لأولاده أحيانًا، فيقول:- "ناموس موسي" أو "شريعة موسى"، بينما هي شريعة الرب لا غيره. ويقول الرب للأبرص: "قدم القربان الذي أمر به موسي" (مت8: 4) ويقول أيضًا: "موسى من أجل قساوة قلوبكم أذِن لكم أن تطلقوا نساءكم" (مت19: 8)، بينما الذي أذن هو الله، والذي أمر هو الله. ولكن الله يرفع من شأن موسي، ويضع اسمه بدلًا من نفسه!...
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 03 - 2014, 02:57 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

تواضع الله في رفع قديسيه
من هم هؤلاء يا رب الذين تريد أن تظهرهم؟ إنهم تراب ورماد، عدم وليس لهم وجود... ولكنهم أحباؤك، قديسوك...
هناك عبارة عجيبة في العهد القديم، وقفت أمامها منذهلًا لحظات طويلة... في قصة الله مع موسى النبي. عندما ثقلت المسئولية على موسي، قال له الرب: "اجمع إلى سبعين رجلًا... فأنزل وأتكلم معك هناك. وآخذ من الروح الذي عليك وأضع عليهم، فيحملون معك ثقل الشعب" (عد11: 16، 17).

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
تصوروا، الله يأخذ من الروح الذي على موسى ويضع عليهم! وما هو الروح الذي على موسى؟ أليس من عندك يا رب؟! كيف تأخذ منه؟ وكيف تأخذ منه أمام كل هؤلاء؟ أعطهم أنت من عندك مباشرة كما أعطيت لموسى، أنت يا مصدر كل عطية صالحة، أنت مصدر الحكمة والتدبير والفهم... كلا، إنني آخذ أمامهم من الروح الذي على موسى، وأضع عليهم، وأرفع شأن موسى في أعينهم... مبارك أنت يا رب في كل تدبيرك الصالح.
الله يحب أولاده، ويريد أن يكرمهم، في السر والجهر.
بل أن الله كثيرًا ما كان يسمي نفسه بأسماء أولاده.... فيقول: "أنا إله إبراهيم، وإله إسحق، وإله يعقوب" (خر3: 6). ما هذا يا رب؟! إنهم هم الذين ينبغي أن ينتسبوا إليك... الله يختفي ويظهر أولاده. وهم بالمثل يختفون لكي يظهر هو.. أنها محبة متبادلة.
ومن المظاهر العجيبة في إخلاء الرب لذاته، ورفع شأن أولاده، قصة عماد الرب من عبده يوحنا بن زكريا...
يوحنا الذي لم يكن مستحقًا أن ينحني ويحل سيور حذائه، يوحنا الذي قال له في صراحة: "أنا محتاج أن أعتمد منك"، يقف أمامه رب المجد قائلًا: "اسمح الآن"... فسمح له، واعتمد الرب منه... يا للعجب... رئيس الكهنة الأعظم، وراعي الرعاة، الكاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق يأتي ليعتمد من يوحنا، بينما تنفتح السماء، ويسمع صوت الآب قائلًا: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (مت3: 13-17).
كانت معمودية يوحنا للتوبة... ولم يكن السيد المسيح محتاجًا إلى التوبة مطلقًا لأنه قدوس بلا عيب. فلماذا أعتمد؟! الذين جاءوا إلى يوحنا ليعتمدوا جاءوا معترفين بخطاياهم (مت3: 6). ولم تكن للرب خطايا يعترف بها، ويتوب عنها ويعتمد بسببها، حاشا... فلماذا اعتمد إذن؟!
إنه من أجلنا أخلي ذاته وأخذ شكل العبد... وبنفس الوضع، من أجلنا اعتمد. من أجلنا أخذ شكل الخطاة، إذ وضع عليه إثم جميعنا، ووقف يطلب عنا معمودية التوبة، كنائب عن البشرية الخاطئة...
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 03 - 2014, 02:59 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

أخلى الرب ذاته لكي نستطيع أن نتمتَّع به ونوجد معه
كثيرة هي الأسباب التي لأجلها أخلي ذاته، نذكر منها:
1- لكي نستطيع أن نتمتع به ونوجد معه:

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
لو أنه احتفظ بجلال لاهوته، ما كان إنسان يستطيع أن يقترب إليه... ما كان تلميذه يوحنا يجرؤ أن يتكئ على صدره، وما كان الأطفال يستطيعون أن يجروا نحوه ويحيطوا به ويهرعوا إلى حضنه، وما كانت المرأة الخاطئة تستطيع أن تتقدم نحوه وتمسح قدميه بشعرها. بل ما كانت العذراء تستطيع أن تحمله على كتفها أو ترضعه من ثديها.
لو كان قد نزل في قوة لاهوته، لكان الناس يرتعبون منه ويخافون... إن الرب عندما نزل على الجبل ليعطي الوصايا العشر. "أرتجف كل الجبل جدًا، وصار كل الجبل يدخن، وصعد دخانه كدخان الأتون" (خر19: 18) و"أرتعد الشعب ووقفوا من بعيد. وقالوا لموسى: تكلم أنت معنا فنسمع. ولا يتكلم معنا الله لئلا نموت" (خر 20: 18، 19). وهكذا رأي الرب أن يخلي ذاته، حتى يمكن للناس أن يختلطوا به دون أن ترعبهم هيبته، أو يصدهم جلاله.
إن موسى النبي، عبد الرب، عندما قضي معه أيامًا على الجبل لأخذ اللوحين نزل فإذا وجهه يلمع لم يستطيع الناس أن يحتملوه: "فخافوا أن يقتربوا إليه" (لذلك كان يضع على وجهه برقعًا حتى يحتمل الشعب أن ينظروا إليه (خر34: 29 ، 35).
فإن كان هذا هو الجلال الذي أخذه موسى من عشرته للرب، فماذا يكون جلال الرب نفسه؟! وإن كان الناس لم يحتملوا النور الذي على وجه موسى وهو نازل من عند الرب، فكيف تراهم كانوا يحتملون نور مجد الرب الذي قال عنه القديس يوحنا الرسول في رؤياه أن: "وجهه كالشمس وهي تضئ في قوتها" (رؤ1: 16)؟!
إنه عندما ظهر لشاول الطرسوسي، عميت عيناه من قوة النور. وظل فترة لا يبصر والقشور تغطي عينيه. فمن كان يحتمل أن يرى الرب في مجده... من يرى الرب ويعيش؟!
وعندما أظهر الرب شيئًا من مجد لاهوته على جبل التجلي، كان التلاميذ مرتعبين، ولم يكن بطرس يعلم ما يتكلم به (مر9: 6). ولما سمعوا الصوت من السحابة: "سقطوا على وجوههم، وخافوا جدًا" (مت17: 6). كيف كان ممكنًا إذن أن يحتمل الناس مجد الرب لو لم يخل ذاته؟ وهو أيضًا من أجل إنكاره لذاته، لم يأخذ معه كل تلاميذه إلى جبل التجلي، ولم يعلن هذا المجد للجميع. وحتى الذين شاهدوا مجده: "أوصاهم أن لا يحدثوا أحدًا بما أبصروا إلا متى قام..." (مر9: 9).
إن إخفاءه لأمجاده مظهر آخر من إخلاء الذات...
كان الرب يستطيع باستمرار أن يكون في مجد التجلي بين الناس، ولكنه لم يفعل. كان يريد أن يتمتعوا به، ويختلطوا به، لا أن يرهبوه.
ولماذا أيضًا أخلي ذاته؟
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 03 - 2014, 03:16 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

إخلاء الرب لذاته لأنه أراد أن يصحح فكرة الناس عن الألوهية

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
لقد اقترب إلينا حتى لا تظل فكرة الناس عن الألوهية أن الله جبار ومخيف فأراد أن يجذبنا بالحب لا بالخوف.
أراد أن يدخل قلوبنا عن طريق محبته، لا عن طريق مخافته. وهكذا نري أنه عندما رفضت إحدى قرى السامرة أن تقبله، رفض أن يسمع لتلميذيه اللذين طلبا أن تنزل نار من السماء وتفني تلك القرية، ووبخهما قائلًا: "لستما تعلمان من أي روح أنتما" (لو9: 55). إنه لم يشأ أن يرهب أهل السامرة بقوته، بل أن يكسبهم بمحبته. وصبر معلمنا الصالح إلى أن جاء الوقت الذي دخل فيه أهل السامرة بالمحبة والترحاب لا بالنار النازلة من السماء...
الله لا يريد أن يكون مخيفًا بل محبوبًا. الناس بطبيعتهم ينفرون ممن يخافونه. وقد يخضعون له في ذل، لكنهم ينفرون منه في قلوبهم...
كان التلاميذ يريدونه قويًا جبارًا مهابًا، بحسب فهمهم البشري، لذلك انتهروا الذين قدموا الأطفال إليه. أما هو، فقال لهم: "دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم...". وأخذ الأولاد: "واحتضنهم، ووضع يديه عليهم وباركهم" (مر10: 13-16). وكذلك عندما انتهر التلاميذ الأعميين الصارخين نحوه، وقف المسيح وناداهما، وتحنن، ولمس أعينهما فأبصره وتبعاه (مت20: 30-34).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 03 - 2014, 03:17 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

أخلى الرب ذاته ليُعالِج السقطة الأولى
ماذا كانت السقطة الأولي سوي الكبرياء، سواء سقطة الشيطان أو سقطة الإنسان؟! فالشيطان قال في قلبه: "أصعد إلى السموات، أرفع كرسي فوق كواكب الله... أصير مثل العلي" (إش14: 13، 14). وعندما أسقط أبوينا الأولين أغراهما بقوله: "تنفتح أعينكما، وتكونان مثل الله..." (تك3: 5).
أخلي الله ذاته آخذًا صورة العبد، لكي يعطي درسًا للعبد الذي أراد أن يرفع ذاته ويصير إلهًا. وهكذا صار إبن الله الوحيد ابنًا للإنسان، ليعالج كبرياء الإنسان ويجعله ابنًا لله، بالاتضاع الذي اتضع به إبن الله، وليس بكبرياء السقطة الأولي...

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
وهكذا في إخلائه لذاته قيل إنه شابه: "أخوته" في كل شيء... (عب2: 17).
إن الرب عندما يسمي عبيده ومخلوقاته أخوة له، إنما يبكت الذين يعاملون إخوتهم كعبيد لهم، أولئك الذين يؤلهون أنفسهم كلما ينالون مركزًا أعلي من إخوتهم... أما السيد المسيح إلهنا فلم يفعل هكذا... لقد أخلي ذاته، حتى استطاع بطرس أن يأخذه إليه وينتهره قائلًا: "حاشاك يا رب..." (مت16: 22). وسمح لكثيرين أن يجادلوه ويناقشوه، بعكس كثرين من البشر الذين لا يقبلون جدالًا من أحد وكان تلاميذه يحاورنه حسبما يريدون حتى سموهم "الحواريين"...
وهكذا أخلي السيد المسيح ذاته، وصار كواحد منا... أراد الإنسان أن يرتفع ويصير مثل الله. فنزل الله وصار مثل الإنسان... لكي ينيله بغيته، ولكن بطريقة سليمة، باتضاع الله لا بارتفاع الإنسان....
الإنسان كان يريد أن يقف مع الله في صف واحد... فبدلًا من أن يرتفع الإنسان ليقف مع الله، نزل الله ليقف مع الإنسان. لكيما بنزوله يخجل الإنسان وتنسحق نفسه ويتضع قلبه. وباتضاعه يقترب إلى صورة الله المتضع. لقد أخذ الرب صورة العبد، لكي يخفض من تشامخ السادة...
فليتنا نتضع كلما تأملناه إخلاء الرب لذاته. ليتنا نتضع نحن الذين كلما أعطينا سلطانًا في أيدينا، نريد أن تميد الأرض تحت أقدامنا، وترتعش السموات من فوق...
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 03 - 2014, 03:19 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

كيف نُخلي ذواتنا؟

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
إن كان السيد المسيح قد أخلي ذاته -وفيه كل الملء- فنحن الفراغ، كيف نخلي ذواتنا؟! السيد المسيح الذي فيه كل ملء اللاهوت، أخلي ذاته وصار في الهيئة كإنسان. وهو الإله أخذ شكل العبد، فالعبد عندما يخلي ذاته أي شيء يكون؟ إن سرنا بنفس النسبة في إخلاء الذات، تُرى إلى أين نصل..؟!
عمق الاتضاع هو أن يسأل الإنسان ذاته: ما هي ذاتي حتى أخليها؟! وعندما يشعر الإنسان أنه فراغ، لا يوجد فيه شيء يخليه، يكون حينئذ قد وصل إلى كل الملء...
* النزول إلى فوق
* خطوات عملية
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 03 - 2014, 03:19 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

النزول إلى فوق

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
إن السيد المسيح إلهنا عندما أخلي ذاته نزل من السماء إلى الأرض، وما أبعد المدي بين الإثنين! ونحن الذين على الأرض إن أردنا أن ننزل منها فإلي أين ننزل، وإلى أين نهبط؟ هل تعلمون إلى أين ننزل وإلى أين نهبط؟ لا شك أننا في هبوطنا، وإنما نهبط من الأرض إلى السماء. وفي نزولنا إنما ننزل من تحت إلى فوق...!!
وهكذا نري أن السيد الرب قد غير المقاييس البشرية، مقاييس العلو والهبوط...
ألغاها كلها، وغيرها إلى العكس فقال: "من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع" (مت23: 12). وقال في نفس المعني: "من أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكن خادمًا. ومن أراد أن يكون فيكم أولًا، فليكن عبدًا" (مت20: 26). وقال أيضًا: "إذا أراد أحد أن يكون أولًا، فليكن آخر الكل وخادمًا للكل" (مر9: 35).
فالشخص الذي يرفع نفسه، إنما يهبط بمستواها الروحي. كلما انتفخ، ويتضاءل حتى يصبح لا شيء... مثل هذا شبهه القديس أوغسطينوس بالدخان الذي كلما يرتفع، تتسع رقعته. وكلما تتسع رقعته يتلاشى حتى يصبح لا شيء. وقد أخذ القديس أوغسطينوس هذا التشبيه عن داود النبي عندما قال: "لأن الأشرار يهلكون فنوا كالدخان فنوا" (مز37: 20) " كما يذري الدخان تذريهم" (مز68: 2).
إن الذين يظنون أنهم يرفعون ذواتهم، إنما (يرفعونها) إلى أسفل، لا إلى فوق وهذا هو ما قصده الرب بقوله: "من يرفع نفسه يتضع"...
أما المتواضعون فكلما يهبطون إلى أسفل يرتفعون إلى فوق أو أن صح التعبير يهبطون إلى فوق... هم باستمرار ينزلون إلى الأعالي الكائنة في الأعماق، لأن السيد الرب أعطانا فكرة جديدة عن العلو والعمق، عندما أخلي ذاته.. لقد علمنا أن العلو هو العمق، وأن العلو يوجد تحت لا فوق... وأعطانا مقاييس للعظمة لم تعرفها البشرية من قبل.
إن المتضعين يرتفعون من قبل في هبوطهم، والمتكبرين يهبطون في صعودهموكل من يريد أن يصعد إلى فوق، ويلتصق بالله، علية أن ينزل إلى الأرض ويقول مع داود: "لصقت بالتراب نفسي" (مز119: 25). وإلهنا الناظر إلى المتواضعات "يقيم المسكين من التراب، ويرفع البائس من المزبلة، ليجلس مع رؤساء شعبه" (مز113: 7).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 03 - 2014, 03:20 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

كيف تخلي ذاتك؟
والآن، كيف تخلي ذاتك أيها الأخ:
إن لم تتمكن من إخلاء ذاتك بالتمام، فعلي الأقل:

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
· إخفض نفسك درجة عما تستحقه، أو عما تظن أنك تستحقه، في نظر نفسك، وفي نظر الناس. في إحدى المرات رسم كاهن جديد، وقضي فترة الأربعين يومًا في الدير. وفي تلك الفترة -وهو في الدير سألني- نصيحة له في خدمته المقلبة، فقلت له:
"كن ابنًا وسط إخوتك، وأخًا وسط أولادك".
"انزل درجة باستمرار، أو درجات... وباستمرار أسلك بالبساطة في معاملة تلاميذك، وأولادك، وأخوتك الصغار...". واليك تدريب آخر:
· جرب كيف تتنازل عن حقوقك، وعما يليق بك من كرامة. وفي كل وقت ضع أمامك الآية التي تقول: "المحبة لا تطلب ما لنفسها" (1كو13: 5)... فلا تطلب أن تأخذ كل حقوقك، ولا تطلب أن تدافع عن نفسك في كل شيء... ولا ترد التصرف بمثله...
· في إخلائك لذاتك ألق عنك الأشياء التي تضخمك في نظر نفسك أو في نظر الناس. سواء كانت داخل نفسك أو من الخارج. عليك أن تتخلي عن مظاهر العظمة، وتعيش بسيطًا...
· واعلم أن السيد المسيح في إخلائه لذاته، أعطانا فكرة أن العظمة لا تنبع من مظاهر خارجية، ولا من رفعة تحيط وإنما العظمة الحقيقية تنبع من الداخل، من كنه الذات النقية. كلما يصير القلب نقيًا، يأخذ صورة الله، ويصير حقًا على مثال الله حسبما خلق في البدء على صورة الله وشبهه (تك1: 26، 27).
· وفي كل نقاوتك وفضائلك، أنسِب الفضل كله لله لا إلى نفسك. أشعر دائمًا أن الله هو العامل فيك، وليس أنت. وأنك بدونه لا تستطيع أن تعمل شيئًا.
وإذا اشتركت مع إنسان في عمل، قدمه على نفسك في كل شيء. أعطه التفوق، وأعطه الفضل، وانسب إليه ما تحاول بأن تنسبه إلى نفسك من العظمة. وتحاول أن تختفي ليظهر الله، وليظهر أخوتك...
· وإن لم تستطع أن تخلي ذاتك، فعلي الأقل لا تضع فوقها ثقلًا جديدًا من الارتفاع، حتى لا تنوء نفسك تحت ثقل ارتفاعك..
على الأقل... لا تكبر ذاتك. لا تتحدث عن نفسك، لا تشرح للناس فضائلك لا تسرد قصصًا يفهمون منها شيئًا عاليًا عنك...
ضع أمامك صورة المسيح في إخلائه لذاته..
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 03 - 2014, 03:22 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

ملء الزمان

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
"ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من إمرأة تحت الناموس" (غل4: 4).
إن انتظاره "ملء الزمان" the fullness of the time هو درس روحي عميق نستفيده في حياتنا، عندما نتأمل قصة التجسد وكيف حدد الله ميعادها.
وعندما أخطأ آدم وحواء وعدهما الله بالخلاص، قائلًا لهما إن نسل المرأة سيسحق رأس الحية. وأنجبت المرأة قايين وهابيل وشِيث... ولم يحدث أن أحدًا منهم سحق رأس الحية. بل ظلت الحية رافعة رأسها في خطر، حتى كادت تهلك العالم كله في أيام نوح...
فإلى متي يا رب ننتظر؟ متى تحقق وعدك بالخلاص؟
" ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه (أع1: 7). فاصبروا وانتظروا خلاص الرب. وكل شيء سيتم في حينه، في ملء الزمان.
إن الله يعمل في الوقت المناسب، حين يري العمل والظروف كلها تساعد على هذا العمل. الله طويل الأناة في تفكيره وفى تدبيره. ومعالجته للمشاكل ربما تأخذ وقتًا ولكنها تكون قوية ونافعة.
متى نفذ الرب وعده بالخلاص؟ نفذه بعد آلاف السنين...
والحكمة في ذلك سنوضحها فيما بعد. ولكننا نقول الآن "إن يومًا عند الرب كألف سنة، وألف سنة عنده كيوم واحد" (2بط3: 8) كل تلك الآلاف عند الله كأنها لحظة أو طرفة عين. أما البشرية فإنها شغوفة بأن تنهي كل شيء بسرعة... حمي الإسراع هي حمي تنتاب البشر جميعًا. تريد التعجل في كل شيء، ولا تستطيع صبرًا على شيء. الناس يجرون وراء حاجاتهم جريًا بدون تفكير في غالبية الأوقات.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأملات في قصة الميلاد لقداسة البابا المعظم الانبا شنودة الثالث
تأملات فى أسبوع الآلام كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
تأملات فى العظة على الجبل كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
تأملات فى حياة القديس أنطونيوس كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
تأملات فى حياة داود النبى كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 03:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024