منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 02 - 2014, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث

الغيرة المقدسة لا تقف تتفرج
كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث
نحن لا نستطيع الفرجة على العالم وهو يهلك!
بل لابد أن نعمل عملًا من أجله، مادام بإمكاننا أن نعمل.. لا يمكنك أن تبصر نارًا تحرق بيتًا وتقف تتفرج. ولا يمكنك أن تبصر أعمى سيقع في حفرة، وتقول مع قايين: "أحارس أنا لأخى" (تك 4: 9) انظر هوذا القديس يعقوب الرسول يقول: "من يعرف أن يعمل حسنًا، ولا يفعل، فتلك خطية له" (يع 4: 17).
ما تعرف أن تعمله، إعمله. وكنت لا تعرف، إسال الذين يعرفون، أو حول الخدمة إلى الذين يعرفون. ولا تقف فى سلبية كاملة. فالسلبية لا تتفق مع المحبة، ولا مع الغيرة.. كأن خلاص الناس لا يعنيك!!
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 02 - 2014, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث

أهمية تخليص النفوس

كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث

الذى يدرك أهمية توصيل خلاص المسيح إلى الناس، يلتهب قلبه بالغيرة للمساهمة في هذا العمل العظيم الذي قال عنه القديس بطرس الرسول:

"نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس" (1بط 1: 9).

واستطرد الرسول قائلا " الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء.." (1بط 1: 10). ويقول القديس بولس الرسول " كيف ننجو نحن، إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره" (عب 2: 3).

وقد اعتبر السيد المسيح أن من يجاهد في هذا المجال، إنما يعمل معه. فقال:




"من لا يجمع معى فهو يفرق" (متى 12: 30).

فهل أنت تجمع مع المسيح أم أنت تفرق؟

هل أنت تجمع هذه النفس الضائعة، وتحملها على منكبيك فرحًا، لتضمها إلى المكوت؟ إن الله يريد مثل هؤلاء الذين يجمعون معه، لأن الحصاد كثير والفعلة قليلون. لذلك أمرنا الرب أن نجعل هذه الطلبة جزءًا من صلواتنا، فقال:

"اطلبون من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده" (متى 9: 38).

فهل تكون أنت من هؤلاء الفعلة؟ تسعى جاهدًا لكة تهيئ مكانًا للرب في قلب كل إنسان، واضعًا أمامك أن العالم له كثيرون يخدمونه، بل يتنافسون في خدمته. أما الذين يخدمون عمل الرب فهم قليلون. وحتى إن وجد أحيانًا كثيرون، قد لا تكون نوعيتهم صالحة.

إن خلاص النفس أهم عندالله من عمل الخلق:

لأنه ما فائدة الخليقة، إن كانت تذهب إلى جهنم؟! ولعلنا نتذكر أن عمل الخلق لم يكلف الله سوى اصدار أمر، كقوله مثلًا " ليكن نور " فكان نور (تك 1: 3)0 أما عمل الخلاص فقد كلفه التجسد واخلاء الذات، الآلام والصلب والموت وكل ما استلزمه عمل الكفارة والفداء..

وهكذا كانت راحة الرب بعد تخليص العالم من الخطية والموت، أهم من راحتة بعد عملية الخلق. فكان الأحد أهم من السبت. واصبح هو يوم الرب.

العمل في خلاص النفس، أهم من معجزة اقامة ميت.

بل هو اقامة ميت. ولكنه اقامة الروح الميتة، التي هى أهم من إقامة الجسد الميت ألم يقل الآب في رجوع الابن الضال " ابنى هذا كان ميتًا فعاش. وكان ضالا فوجد" (لو 15: 24). وفي هذا المجال قال القديس يعقوب الرسول:

" من رد خاطئا عن ضلال طريقه، يخلص نفسًا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا" (يع 5: 20).

إن الشيطان يبذل كل جهده، ليقود
النفوس إلى الموت، بكل الحيل والاغراءات، وبكل الشباك المنصوبة.. أفلا نقف من الناحية المضادة، لكي نخلص النفوس من الموت. ونكون فى هذه الحالة عاملين مع الله، كما قال القديس بولس (1كو 3: 9).

هذا العمل من أهميته، هو عمل الله والملائكة والقديسين إنه عمل الرسل والرعاة والمعلمين، وعمل كل رتب الكهنوت، وعمل جميع الخدام في كرم الرب، وعمل ارواح الأبرار في شفاعاتهم. الكل يعملون لأجل ملكوت الله وانتشاره، ومن أجل خلاص كل نفس. بل هو عمل مطالب به كل أحد على قدر امكانياته. وفي هذا يقول القديس يعقوب الرسول:

من يعرف أن يعمل حسنًا ولا يعمل، فتلك خطية له" (يع 4: 17).

إذن فكل ما تستطيع أن تعمله لأجل الملكوت، إعمله، واثقًا أن الله يعمل معك. وإن لم تعمل فتلك خطية تحسب عليك..

ولعل من أهمية هذا العمل، المكافأة الموضوعة لأجله.

انظروا إلى الآباء الرسل مثلا، يقول لهم السيد الرب " متى جلس ابن الإنسان على كرسى مجده، تجلسون أنتم أيضًا على إثنى عشر كرسيًا تدينون أسباط إسرائيل الإثنى عشر" (متى 19: 28).. فإن قلت إن درجة الرسل درجة عظيمة، أقول لك أمامك نبوءة دانيال النبي عن كل العاملين في هداية الخطاة. وقد رود فيها:

" الفاهمون يضيئون كضياء الجلد. والذين ردوا كثيرين إلى البر، كالكواكب إلى أبد الدهور" (دا 12: 3).

يضيئون كالكواكب.. ما أعظم هذا المجد. ولهذا نجد الربفى بداية سفر الرؤيا، وقد رآه يوحنا في وسط المنائر السبع التي هى السبع الكنائس، وفي يده اليمنى سبعة كواكب هى ملائكة الكنائس السبع (رؤ 1: 13، 16، 20).

ومن أهمية خلاص النفس، أنه سبب فرح للرب.

ففى قصة الخروف الضال، نجد أن الرب لما وجده " حمله على منكبية فرحًا" (لو 15: 5). وفى قصة الابن الضال، لما رجع ذبح الآب العجل المسمن وأقام وليمة وقال لعبيده نأكل ونفرح..

فابتدأوا يفرحون" (لو 15: 23، 24). وقال للأخ الآخر " كان ينبغى أن نفرح ونسر، لأن أخاك هذا كان ميتًا فعاش وكان ضالًا فوجد" (لو 15: 23). وفي مثل الدرهم المفقود يقول الكتاب إن الأرملة لما وجدته، لم تفرح وحدها، وإنما دعت الصديقات والجارات قائلة افرحن معى لأنى وجدت الدرهم الذي أضعته (لو 15: 9)

فإن كنت قد أحزنت الله قبلًا بخطاياك، حاول أن تفرحه الآن بتوبتك، وبسعيك لخلاص الآخرين.

وإن كان يحدث فرح في السماء " بخاطئ واحد يتوب" (لو 15: 10)، فكم يكون الفرح بمن يردون كثيرين إلى البر؟ أليس عملًا عظيمًا أن تفرح قلب الله وقلوب ملائكته، وتعوض الله عن السنين التي أكلها الجراد (يؤ 2: 5) في حياتك وحياة الناس..

إن أبانا إبراهيم أقام حفلة لثلاثة (تك 18).. أما أنت فتقيم حفلة لكل ملائكة السماء بغيرتك المقدسة التي تساهم في خلاص آخرين، وفي هدايتهم وانقاذهم من الخطية، أو من الجهل والإلحاد والاباحية..
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 02 - 2014, 05:36 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث

عوائق أمام الغيرة
هناك عوائق قد يضعها البعض أمام الخدمة، تمعنه من أن يلتهب بالغيرة المقدسة.. والعجيب أن هذه العوائق يلبسها ثوبًا روحيًا، حتى يستؤيح ضميره وهو بعيد عن الغيرة وعملها. فما هى هذه العوائق؟
1- قد يعتذر العبض بأن اهتمامه بخلاص نفسه، يعطيه فرصة للاهتمام بخلاص الآخرين.
ونحن نقول إنه لا تعارض. فمن الأشياء التي تساعدك على خلاص نفسك، أن تكون لك محبة نحو الآخرين وخلاصهم إذ كيف تخلص، إن كنت لا تحب غيرك، ولا تبذل لأجله ولا اقصد بذلك أن ترتئى فوق ما ينبغى (رو 12: 2ى)، وتقيم نفسك واعظًا ومعلمًا لكل أحد، وأنت لا تعرف!! بل ترتئى للتعقل، في حدود إمكانياتك، وفي حدود مواهبك..
كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث
و الذي لا تستطيع أن ترشده، صل لأجله..
و الصلاة من أجل خلاص الناس، من الأمور الممكنة لكل أحد، ولا تحتاج إلى مواهب وقدرات..! صارع مع الله في هذا الأمر، وضع نفسك أيضًا مع الذين يحتاجون إلى خدمة وإلى صلاة..
نقول أيضًا أن هناك فرقًا بين الراهب الذي اغلق على نفسه في حياة وحدة وصمت وعبادة، وبين الإنسان الذي يعيش في العالم، ويشعر بما يحتاج إليه الناس، ولا يستطيع أن يغلق احشاءه أمامهم (1يو 3: 17).
2- وقد يعتذر البعض بأن الغيرة تفقده وداعته وتواضعه:
كما لو كانت الوداعة أن يكون الإنسان راكدًا لا يتحرك، أو أن يكون باردًا لا يسخن أبدًا!! هل فقد القديس بولس الرسول وداعته حينما احتدت روحه فيه لما رأى مدينة أثينا مملوءة أصنامًا (أع 17: 16). إنه تصرف في غيرة مقدسة، وفي نفس الوقت ظل مختفظًا بوداعته.
و السيد المسيح الذى نتعلم منه الوداعة والتواضع (متى 11: 29)، بكل غيرة مقدسة فتل حبلًا وطهر الهيكل.. وبخ الناس، واخرج البهائم، وقلب موائد الصيارفة. وقال لهم " بيتى بيت الصلاة يدعى، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص (متى 21: 12، 13)
إن الحياة الروحية ليست حياة سلبية، إنما هى قوة ايجابية تتكامل فيها لفضائل ولا تتعارض ولا تتناقص.
فيمكن أن يكون الإنسان عنده التواضع والوداعة، وفي نفس الوقت عنده الغيرة والشجاعة والحزم. ويستخدم كل فضيلة من هذه الفضائل في وقتها المناسب، باسلوب لا يتعارض مع الفضائل الأخرى. كالأب الذي يعطى إبنه الحنان حينًا، والتأديب في حين آخر، دون أن يتناقص مع نفسه.
وكمثال للغيرة والوداعة معًا، نذكر داود النبى.
كان داود النبي وديعًا بلا شك، إذ قيل في المزمور " اذكر يا رب داود وكل دعته " ومع ذلك قيل في نفس المزمور إن داود " نذر لإله يعقوب: إنى لا ادخل إلى مسكن بيتى، ولا أصعد على سرير فراشى، ولا اعطى لعينى نومًا، ولا لأجفانى نعاسًا.. إلى أن أجد موضعًا للرب ومسكنًا لإله يعقوب" (مز 132: 3). وهذا هو عمق الغيرة المقدسة مع الوداعة..
وكمثال آخر للغيرة والوداعة معًا، نذكر أيضًا موسى النبى:
من جهة الوداعة، قيل عن موسى النبي " وكان الرجل موسى حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (عدد 12: 3). وموسى هذا الوديع، لما رأى الشعب يعبد العجل الذهبي، بكل غيرة أحرق هذا العجل وسحقه وذرى ترابه، وانتهر هارون رئيس الكهنة (خر 32: 19، 20).
3- وقد يعتذر البعض بأنه لم يدع إلى الخدمة:
ونحن نقول في ذلك إن التكريس الكامل للخدمة، لاشك يحتاج إلى دعوة، كالكهنوت مثلًا، إذ قال الرسول: "لا يأخذ أحد هذه الوظيفة (أو هذه الكرامة) من نفسه، بل المدعو من الله كما هرون أيضًا" (عب 5: 4).
ومثل ذلك أيضًا النبوة والرسولية..
هناك أشخاص يدعوهم الرب لخدمته دعوة واضحة، مثل دعوته لموسى النبي (خر 3)، ودعوته لإشعياء (إش 6)، ودعوته لإرمياء (إر1)، ودعوته لصموئيل (1صم 3: 10). وبالمثل دعوة الرب للإثنى عشر تلميذًا (مت 10).
على أن هناك نوعًا آخر، يجد نفسه ملتهبًا بمحبة الخدمة إلتهابًا لا يملك له مقاومة ويكون هذا الإلتهاب الداخل دعوة إلهية بعمل النعمة فيه. ويكون قد حركة الرب من الداخل.
ويشترك في ذلك، أن يكون الغرض سليمًا، وأن تكون الوسيلة روحية، ولا يكون الخادم في خدمته مستقلًا الكنيسة..
مثل هذا الشخص، حتى لو أخطأ في سيلته، يصلح له الرب هذه الأخطاء أثناء الطريق، ويرسل له من يعلمه، بشرط سلامة الهدف والبعد عن التمركز حول الذات
وهكذا تكون الغيرة المقدسة عملًا من أعمال النعمة داخل القلب والغيرة في حد ذاتها لا تحتاج إلى دعوة، بل شعور مقدس سنبغى أن يكون في قلوب الكل.
إنما الصورة التي تتخذها هذه الغيرة في العمل، هى التي قد تحتاج إلى دعوة في بعض الأحيان. والذي يعيش تحت إرشاد أب روحى، يمكن لهذا الأب أن يرشده فيما يعمل. وهكذا تكون غيرته ويكون عمله تحت إرشاد وإشراف.
هناك حالات تعتبر دعوة بحكم الوصية، أو بحكم المحبة الأخوية:
هل إذا كنت سائرًا، ومررت بغريق، أو بمبنى في حريق، أو أعمى في الطريق.. هل تحتج عن ارشاد الأعمى، أو انقاذ الغريق، أو الاتصال بالمسئولين لاطفاء الحريق.. بحكم أنه لم تصلك دعوة؟! كلا بلاشك. لأن القلب الملتهب بالمحبة، يلتهب بالغيرة للانقاذ. وتكون كلمة الدعوة هنا مجرد شكليات.. فالدعوة التي في داخل القلب هى فوق الرسميات..
وهنا نذكر مثال السامرى الصالح (لو 10):
هل احتج هذا السامرى بأنه لم يتلق دعوة، أو بأنه ليست له وظيفة رسمية مثل الكاهن واللاوى؟! أم أنه لما رأى الجريح " تحنن، ونقدم زضمد جراحاته.." (لو10: 33، 34). هكذا في كثير من أنواع الخدمة. وهنا نذكر ضمنًا:
4-البعض قد يقول أن العمل الروحي هو مسئولية رجال الأكليروس على مختلف درجاتهم، ولا شأن لي بذلك.
نعم، إنما مسئولية الإكليروس. ولكن رجال الأكليروس لا يستطيعون أن يعلموا وحدهم، ولابد من تعاون الكل معهم. كما أن منهج القاء المسئولية على الغير، إنما يتجاهل المسئولية الشخصية النابعة من الحب، ومن الخوف على الناس من الهلاك. هل مسئولية الآخرين تعفيك من عمل المحبة، إن كان في مقدرتك؟!
لذلك اهتم بسلامة أخوتك. واعمل كل ما تستطيع لكي تربح نفوسًا للرب. وإياك أن تردد عبارة قايين القائل. "أحارس أنا لأخي" (تك 4: 19)...
نعم أنت حارس لأخيك. تحرسه بالحب والرعاية. تحرسه بقلبك وبلسانك، وبجهدك وبصلواتك، وبتعبك وذلك من أجله. لا تترك واحدًا من أخوتك يضل، إن كان بأمكانك أن تنقذه. لأن الله سوف يطالبنا بأنفس أخوتنا في اليوم الأخير وبخاصة الذين لم يجدوا أحدًا يقف إلى جوارهم، الذين نصلى عنهم في تحليل نصف الليل ونقول: اذكر يا رب العاجزين والمنطرحين، والذين ليس لهم أحد يذكرهم"..
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 02 - 2014, 05:40 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث

غيرة حسب المعرفة
ليست كل غيرة، هى غيرة مقدسة، فهناك ألوان خاطئة من الغيرة، منها الغيرة التي ليست حسب المعرفة، والغيرة غير المتدينة والغيرة غير المثمرة، والغيرة الهدامة، والغيرة الشتامة.. ولذلك نذكر من شروط الغيرة المقدسة أن تكون: حسب المعرفة.
قال بولس الرسول ينتقد الغيرة الخاطئة التي لبنى إسرائيل: "أشهد أن لهم غيرة لله، ولكن ليس حسب المعرفة" (رو 10: 3).
إذن هناك غيرة خاطئة. فما هى؟ وما أسبابها ومظاهرها؟ ولعله من أهم أمثلة الغيرة الخاطئة:
1-غيرة شاول الطرسوسى في اضطهاده للكنيسة المقدسة:

كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث
وهو قال عن نفسه "من جهة الغيرة: مضطهد للكنيسة" (فى 3: 6). وقال أيضًا " أنا الذي كنت قبلا مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا. ولكننى رحمت، لأنى فعلت ذلك بجهل في عدم إيمان" (1تى 1: 13). كان بنية طيبة يضطهد المسيحية، في جهل بالإيمان السليم. وهكذا قال لليهود " وكنت غيورًا لله كما أنتم.. واضطهدت هذا الطريق حتى الموت، مقيدًا ومسلمًا إلى السجون رجالًا ونساء" (أع 22: 3، 4). ومن أمثلة الغيرة التي ليست حسب المعرفة أيضًا:
2-غيرة اليهود ورؤسائهم ضد الأثنى عشر بولس الرسول:
وفى ذلك يقول الكتاب " فقام رئيس الكهنة وجميع الذين معه، الذين هم شيعة الصدوقيين، وامتلأوا غيرة، ألقوا أيديهم على الرسل، ووضعوهم في سجن العامة" (أع 5: 17).
وقيل أيضًا " فلما رأى اليهود الجموع، امتلأوا غيرة، وجعلوا يقاومون ما قاله بولس مناقضين ومجدفين" (أع 3: 45). ولما بدأ بولس وسيلا التبشير من بيت ياسون في تسالونيكى، يقول سفر الأعمال " فغار اليهود غير المؤمنين، واتخذوا رجالًا أشررًا من أهل السوق، وتجمعوا وسجسوا المدينة، وقاموا على بيت ياسون طالبين. أن يحضروهما للشعب " وقالوا إنهما " يعملان ضد أحكام قيصر، قائلين إنه يوجد ملك آخرهو يسوع. فأزعجوا الجمع وحكام المدينة إذ سمعوا هذا" (أع 17: 5- 7)
وهنا نجد غيرة، ليست حسب المعرفة، مصحوبه بالادعاء الكاذب، وبالسجس، ومقاومة الإيمان، ومحاولة الإيذاء..
ولكنها غيرة وراءها دافع دينى، يظن أصحابها أنهم يقومون بعمل مقدس. بينما هم يسيرون ضد الحق، ويستخدمون وسائل خاطئة وأكاذيب. ولعل من هذا النوع أيضًا ما قاله السيد المسيح لتلاميذه:
3-" تأتى ساعة، فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله" (يو 16: 1).
ويدخل في هذا البند كل تاريخ الاضطهاد اليهودى للمسيحية، وأيضًا الاطهاد الرومانى، وأنواع الاضطهادات الأخرى الأجيال، حيث يقول السيد المسيح " سيسلمونكم إلى مجالس، وفى مجامعهم يجلدونكم، وتساقون أمام ملوك وولاة من أجلى" " وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمى" (متى 10: 17، 18، 22).. ومن أمثلة هذه الغيرة الخاطئة أيضًا:
4- نذر الصوم الذي نذره اليهود حتى يقتلوا بولس:
إذ حدث أن أكثر من أربعين شخصًا من اليهود صنعوا تحالفًا " وحرموا أنفسهم قائلين إنهم لا يأكلون ولا يشربون حتى يقتلوا بولس" (أع 23: 12). وهذا بلاشك نوع من النذر الخاطئ ومن الغيرة الخاطئة.
وهناك أمثلة من الغيرة الخاطئة، التي وقع فيها بعض الرسل والأنبياء، نذكر من بينها:
5- غيرة بطرس الرسول في قطع أذن العبد:
ففى أثناء القبض على السيد المسيح تملكته الغيرة بدافع من الرجولة والحب، وهكذا " مد يده واستل سيفه، وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه. فقال له يسوع: رد سيفك إلى مكانه، لأن كل الذين يأخذون بالسيف، بالسيف يؤخذون" (متى 26: 51، 52). غيره بطرس هنا، كان دافعها طيبًا ووسيلتها خاطئة.
6- تشبه هذه الغيرة الخاطئة، غيره موسى النبى أولًا:
فى أول عهده ن قبل أن يروضه الله على الوداعة والحلم، حدث أن موسى لما كبر " أنه خرج لأخوته لينظر في اثقالهم، فراى رجلا مصريا يضرب رجلا عبرانيًا من أخوته. فالتفت إلى هنا وهناك وراى انه ليس أحد، فقتل المصرى وطمره في الرمل" (خر 2: 11، 12).. كانت غيرة بقصد طيب، وهو الدفاع عن المظلوم0ولكن وسيلته كانت خاطئة، استخدم فيها العنف والقتل.
7-ومن أمثلة الغيرة الخاطئة أيضًا غيرة يعقوب ويوحنا الرسولين، لما رفضت احدى قرى السامرة قبول الرب، فقالا له:
أتريد يا رب أن تقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم، كما فعل إيليا" (لو 9: 52 – 45).
لذلك انتهرهما الرب وقال لهما " لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس، بل ليخلص". إنها غيره دافعها الحب والاحترام للمعلم الصالح والسيد الرب. ولكنها كانت خاطئة من جهة الوسيلة والانتقام للنفس
8-ومثالها أيضًا غيرة يشوع لمعلمة موسى النبى:
عرف أن ألدواد وميداد يتنبآن في المحلة. فغار يشوع لنبوة معلمه، واستأذن في أن يردعها، فعاتبة موسى قائلا " هل تغار أنت لى؟ يا ليت كل شعب الله كانوا انبياء إذا جعل الله روحه عليهم" (عد 11: 29).
لكل هذا نضع أمامنا قول الرسول لأهل غلاطية: "حسنة هى الغيرة في الحسنى" (غل 4: 18). من صفات الغيرة المقدسة أيضًا أنه لابد: تصحبها سيرة صالحة.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 02 - 2014, 05:42 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث

سيرة صالحة
إن الغيرة المقدسة لا تؤثر في الناس، ما لم تصحبها حياة صالحة تكون قدوة لهم ومثالًا.
وهكذا نجد أن بولس الرسول كان ملتهبًا بالغيرة لخلاص النفوس. وفي نفس الوقت يقول لهم " اطلب إليكم أن تكونوا متمثلين بي" (1كو4: 16) وقال أيضًا "كونوا متمثلين بي، كما أنا أيضًا بالمسيح"(1كو11: 1). وهو يطوِّب تلميذه تيموثاوس على أنه سار بنفس سيرته، فيقول له "وأما أنت فقد تبعت تعليمي وسيرتي وقصدي وإيماني ومحبتي وصبري" (2تى 3: 10).
حقًا إن العين تتأثر في الروحيات أكثر من الأذن.
فما يراه الناس في حياتك وفي قدوتك، يؤثر فيهم أكثر مما يسمعونه من عظاتك وإرشاداتك. ووصية الله التي تدافع أنت عنها بغيرة شديدة، إن لم تكن منفذة في حياتك، فباطلة هى كل غيرتك في الدفاع عنها..!
فلابد أن نحب الله، لكي نجعل الناس يحبونه.

كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث
لابد أن نقدم لهم الحياة، وليس مجرد الإرشاد. نقدم الوصية في الحياة العملية، وليس في مجرد تعليم نظري. يلمس الله قلوبنا أولًا، وحينئذ تستطيع قلوبنا أن تؤثر في قلوب الناس..
وحذار أن نكون مجرد علامات في الطريق الروحي.
الذي يسير في الطريق الصحراوي من القاهرة إلى الأسكندرية، يرى علامات في الطريق ترشده إلى الإسكندرية، وكم بقى من الكيلومترات عليها. هذه العلامات ترشد إلى المدينة، دون أن تدخلها. فلا تكن مثلها: ترشد الناس إلى الحياة مع الله، دون أن تحيا أنت معه.
لا تكن كالأجراس التي تدعو إلى دخول الكنائس، ولا تدخل هى مطلقا إليها.
لا تقف في الطريق ترشد الناس إلى الاتجاه السليم الذي يتبعونه لكي يصلوا إلى الله. إنما سر في الطريق، أو أركض نحو الله. والذين يريدون فليسيروا معك وليركضوا لكي يصلوا. ولاتكتفي بأن تكون علامة مرشدة.
الكتبة ورؤساء الكهنة كانوا أيضًا علامات في الطريق.
أرشدوا المجوس إلى بيت لحم حيث ينبغى أن يولد المسيح. فتشوا في الكتب. وقالوا " هكذا مكتوب بالنبى.." (متى 2: 5، 6). وذهب المجوس إلى بيت لحم ورأوا المسيح، وسجدوا له وقدموا له هدايا. أما الكتبة الذين أرشدوهم، فلم يذهبوا، ولا رأوا ولا قدموا هدايا...!.
نحن نريد أشخاصًا وصلوا إلى الله، لكي يوصلوا الآخرين معهم...
نريد أشخاصًا رأوه ولمسوه وذاقوه وأحبوه واختبروا حلاوة الحياة معه، لكي يقولوا للناس "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز 34: 8). أو على الأقل تكون لهم خبرة السامرية حينما رأت المسيح وتحدثت معه، ثم قالت للناس " تعالوا وانظروا.." (يو 4: 29).
إن كنت لم تأكل من المن، فكيف تستطيع أن تصف طعمه للناس؟!
وإن كان قلبك خاليًا من الله، فكيف تدعو الناس إلى محبته ؟! وإن كانت عينك جافة، فكيف تحدثهم عن الدموع؟! وكيف تشرح حياة الانتصار، إن كنت لا تزال ساقطًا في الخطية؟! كيف ستكون لكلماتك قوة لكي تؤثر في غيرك. استمع إذن إلى قول السيد الرب
"ومن عمل وعلم، فهذا يدعى عظيمًا في ملكوت السماوات" (متى 5: 19).
وجعل الرب العمل يسبق التعليم. وبنفس الأسلوب كتب بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس يقول له: "لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك. لأنك إذا فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا" (1تى 4: 16). وهكذا أمره أن يلاحظ نفسه قبل التعليم..
اقتن ثمار الروح، فيذوق الناس ثمرك ويحبونه.
وبدلا من أن تحدثهم عن "المحبة والفرح والسلام" وباقي الثمار (غل 5: 22) اجعلهم يرون ثمار الروح في حياتهم. قدم لهم المسيحية بقدوتك كحياة فرح وسلام..
لأنه من العثرات التي تحدث أحيانًا، أن بعض الخدام يظنون أن الجدية في الحياة الروحية، معناها أن يعيشوا في عبوسة دائمة. لا يضحكون، ولا حتى يبتسمون، ويتكلمون فى شدة وحزم. وهكذا يعثرون الناس الذين يرونهم فيقولون في نفوسهم
هل إذا سرنا في طريق الله، نتحول إلى هذه الصورة؟!
وهل حياتنا مع الله معناها أن نعيش في كآبة دائمة، رافعين أمامنا هذا الشعار " بكآبة الوجه يصلح القلب" (جا 7: 3).
وهل هذا هو المفهوم السليم لهذه الآية؟!
أما إن رأوك إنسانًا قديسًا وبارًا، ومع ذلك فأنت سعيد "تفرح في الرب كل حين" (في 4:4)، في سلام قلبي، تتحدث مع الناس في بشاشة وبغير تأزم.. فحينئذ يتشجعون ويحبون الحياة الروحية ولا يخافونها..
إن نقاوة السيرة تجعل الغيرة لها ثمر.
نقطة أخرى في شروط الغيرة المقدسة، تنبع أيضًا من السيرة الصالحة وهى أن تكون الغيرة: بناءة وليست هدّامة.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 02 - 2014, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث

بنّاءة وليست هدّامة
يظن البعض أن الغيرة المقدسة هى ثورة لأجل الاصلاح. وأن هذه الثورة تكون بالصخب والضجيج والشتائم والتحطيم..!
وفى الواقع أن هذه غيرة ولكن بغير تدين.. غيره خالية من الروحانية، وخالية من الحكمة الإلهية.
ويوبخها القديس يعقوب الرسول فيقول " ولكن إن كان لكم غيرة مرة وتحزب في قلوبكم، فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق. ليست هذه الحكمة نازلة من فوق، بل هى أرضية نفسانية شيطانية. لأنه حيث الغيرة والتحزب، هناك التشويش وكل أمر ردئ" (يع 3: 14-16).
إن الإصلاح مطلوب، لكن لا يصح أن يتم بطريق الشوشرة.
وإنما يكون بحكمة وروحانية، وبطريقة إيجابية. ولذلك يصف القديس يعقوب هذه الحكمة والروحانية بقوله " وأما الحكمة التي من فوق فهى أولا طاهرة ثم مسالمة، مترفقة مذعنة، مملوءة رحمة وأثمارًا صالحة.. وثمر البر يزرع في السلام، من الذين يحبون السلام" (يع 3: 17، 18).

كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث
لذلك فالمسيحية تدين الغيرة الهدامة والشتامة:
ليست غيرتك للحق، معناها أن تشتم المخطئين وتشبعهم تجريحًا وتوبيخًا. لأنه من الممكن أن تدافع عن الحق بطريقة إيجابية بناءة. فنحن لا نتكلم عن مجرد الغيرة، وإنما عن الغيرة المقدسة. القداسة لا تتفق مع الأسلوب الشتام الهدام.
والغيرة المقدسة هى أن تنقذ الخاطئ من خطيته، لا أن تحطمه..
فالإنقاذ خير من الانتقاد. وبناء النفس بالفضيلة، خير من تحطيمها بالنقد الجارح وإساءة السمعة وخدش الشعور.. وباقي وسائل التعيير والتحقير، تحت اسم الغيرة!!
الغيرة المقدسة ليست هى الغيرة الصخابة العصبية الانفعالية!
ليست هى الصياح والصراخ والضجيج، وليست مجرد الكلام. إنما هى عمل إيجابي نافع، من أجل الخير، ومن أجل الغير، مع الالتزام بالوسائل المقدسة. إنها تنشر الحق بطريقة حقانية، لا خطأ فيها، بغير ضوضاء، بغير شجار، بغير خصام.
تشبه النار التي تنضج وليست النار التي تحرق.
إنها ليست عاصفة هوجاء ن تجرف كل ما في طريقها، بقسوة لا ترحم. وليست "غيرة مرة" حسبما وصفها يعقوب الرسول فالخادم المتصف بالغيرة، يكون "غيورًا في أعمال حسنة (تى 2: 14). وهكذا أيضًا:
تكون الغيرة متواضعة، لا تتكبر ولا تتعالى...
تشعر بآلام المخطئين، وتعمل على إنقاذهم منها، في حب، وفي وداعة واتضاع. مثلما قال بولس الرسول لقادة أفسس " متذكرين أنى ثلاث سنين ليلا ونهارًا، لم افتر عن أن أنذر بدموع كل أحد" (أع 20: 31).. كان ينذر بدموع، وليس بصلف ولا بكبرياء ولا بقسوة..
الغيرة تبذل ذاتها لأجل الغير لا أن تحطم الغير.
مثلما فعل السيد المسيح الذى قال إنه جاء ليدين العالم، بل ليخلص العالم (يو 3: 17). وقال أيضًا "لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص" (لو 9: 56). لذلك فالغيرة المقدسة هى غيرة رحيمة منقذة، هدفها الخلاص..
إنها غيرة إذا افتقدت تقنع وتتابع، وتزيل العوائق، وتحل المشكلات.
وبدلا من أن تلوم الخطاة على عدم السير في الطريق السليم، تسهل لهم السير في الطريق، وتحببهم فيه، وتقوى عزائمهم وإرادتهم.. نقطة أخرى في صفات الغيرة المقدسة وهى أنها: غيرة قوية وشجاعة.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 02 - 2014, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث

غيرة قوية وشجاعة
قد يحب البعض الوداعة والتواضع، ولكن للأسف الشديد.
ربما يرون التواضع والوداعة يتعارضان مع القوة والشجاعة!
وهذا خطأ واضح. فالفضائل المسيحية تتمثل في الشخصية المتكاملة، التي لا ينقصها شيء. والسيد المسيح كان وديعًا ومتواضعًا، كان أيضًا قويًا وشجاعًا. وما أجمل قول داود النبى في غيرته المقدسة: "تكلمت بشهادتك قدام الملوك ولم أخز" (مز 119). الغيرة المقدسة هى نار. والنار لها قوتها وحرارتها:
والخادم المتصف بالغيرة، إذا تكلم بكلمة الرب، فكلمته نار "لا ترجع فارغة" (أش 55: 11) بل تكون "حية وفعالة، وأمضى من كل سيف ذى حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح" (عب 4: 12).
وإذا صلى لأجل الخدمة، تكون صلاته نارًا تلتهب.

كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث
" تقتدر كثيرًا في فعلها" (يع 5: 16). تستطيع أن تقف أمام الله، تصارع وتغلب.. وتأخذ منه قوة تشعل الخدمة وتنجحها.
والخادم الغيور إذا وبخ فكأنه نار، وإذا نصح فكأنه نار. وإذا تناول موضوعًا، يكون ذلك بقوة ونعمة، وليس بتراخ ولا تهاون. هو شخص ملتهب في قلبه، وفي أفكاره وفي ألفاظه، وفي مشاعره. وعمله قوى في نتائجه.
ليست الغيرة مجرد روتين أو تأدية واجب، إنما هى قوة.
هى شعور وعاطفة، وحماس وحرارة وشجاعة تتخطى كل العقبات، ونشاط دائم ومنتج. وهذه القوة التي للغيرة، تظهر في أمور عديدة:
قوة في الإقناع، وفي التأثير، وقوة في الدفاع عن الإيمان والحق، وقوة في العمل
إن دخل في الخدمة خادم من هذا النوع، يشعر الكل أن طاقة كبيرة قد دخلت في الخدمة، وأن كل فروع الخدمة قد بدأت تتحرك وتسخن، والثمار أصبحت وفيرة.. أخذوا قوة من الروح أصبحت ميزة لهم تلازمهم في كل موضوع وفي كل مناسبة.
العجيب أن أهل العالم قد تكون لهم جرأة في استهتارهم، بينما أولاد الله قد يخجلون من برهم.
كما لو كانت (الوداعة) خاتمًا على شفاهم!! فلا تكون لهم قوة في الدفاع عن مبادئهم وعن عقائدهم وعن سلوكهم الروحي.. كما لو كان الواحد منهم خجلًا من سلوكه الروحي!!
انظروا إلى وصف الكتاب للملائكة القديسين إذ يقول:
سبحوا الله يا ملائكته، المقتدرين قوة" (مز 103).
إنها تذكرني بالقوة التي تكلم بها بولس الرسول عن والتعفف والدينونة. فارتعب فيلكس الوالى (أع 24: 25).
امتلأ بولس بالروح، فامتلأ بالقوة الروح الذي قيل عنه "ستناولون قوة متى حل الروح القدس عليكم".
من شروط الغيرة المقدسة أيضًا أنها تكون: غيرة مثمرة ونشيطة.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 02 - 2014, 05:45 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث

غيرة مثمرة ونشيطة
إن الغيرة هى عمل إيجابى، وليست مجرد كلام..
والعمل الايجابى لابد أن يكون له ثمر في ملكوت الله. وقد طلب الكتاب منا أن يكون لنا ثمر.. وقال " كل شجرة لا تعطى ثمرًا جيدًا، تقطع وتلقى في النار" (متى 3: 10).
والغيرة المقدسة إذا ملكت قلب إنسان، إنما تدفعه بقوة نحو خلاص نفسه ونحو خلاص الآخرين. فلتكن لك هذه الغيرة. وليكن لك معها الحب نحو الآخرين والسعى في ضمهم إلى الملكوت.
فإن لم تكن لك الغيرة الغيرة التي تدفعك إلى العمل على خلاص الناس، تصير حينئذ شجرة جدباء غير مثمرة.
هل تقبل أن تذهب إلى الله بدون ثمر روحى، بدون أن تكسب ولا نفسًا واحدة للمسيح؟! هل تقبل أن تكون شجرة جدباء عقيمة؟!

كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث
إن الكرمة إن كان فيها عنقود واحد مثمرًا، فلا تزال تحمل بركة. والعنقود إن كانت فيه حبة واحدة، فلا يزال يحمل بركة! (اش 65: 8)، وأنت ماذا تحمل؟! لعلك تستطيع أن تقف في الملكوت وتقول:
" هانذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب" (اش 8: 18).
إذن كن مثمرًا في حياتك. فالإثمار وضع طبيعى للشجرة مادامت فيها حياة.. كن منتجًا ولا تكن سلبيًا..
هل أنت في كل يوم تضيف حصيلة جديدة إلى المكوت؟ وتسطيع أن توصل كلمة الله إلى غيرك؟
إن الأيام المباركة في حياتك، هى الأيام المثمرة.
هناك أيام عجيبة في حياة القديسين كانت بركة، وكانت لملكوت الله. ينطبق عليها قول الكتاب " يوم واحد عند الرب كألف سنة" (2بط 3: 8)..
لعل جيلنا الذي نعيش فيه، يصرخ ويصلى قائلا:
إننا يا رب لم نكن مستحقين أن نعيش في الجيل الذي رآك في الجسد ورأى كيف تعمل ولم نكن مستحقين كذلك أن نحيا في جيل بولس الرسول مثلا. ولكنها طلبة عزيزة نطلبها: امنحنا يومًا واحدًا فقط من حياة بولس.
أويومًا من حياة بطرس، أو من حياة أسطفانوس..
إن بطرس الرسول استطاع في يوم واحد أن يضم ثلاثة آلاف نفس إلى الإيمان (أع 2: 41). واسطفانوس بسببه "كانت كلمة الله تنمو، وعدد التلاميذ يتكاثر جدًا.." (أع 6: 7). د
وبولس الرسول كان يربح على كل حال قومًا (1كو 9: 22).
كان يعمل في كل ميدان، مع كل أحد، مع كل أحد، مع اليهود، مع اليونانى، مع الذين بلا ناموس.. باسلوب إنسان خبير في خلاص النفس.. كم هى النفوس التي ستسير وراء بولس الرسول في الملكوت؟ أو ما هو الانتاج العظيم الذي كان له في ملكوت الله. يقينا أن هذا الإنسان لم يكن خادمًا عاديًا. حقا إنه على بولس وأمثال بولس، قال الكتاب: "ألم اقل أنكم ألهة، بنى العلى تدعون" (مز 82: 6)
بل كان بولس أعلى من هؤلاء (مز 82: 7)
انظر إلى الجبابرة في ملكوت الله، واشته أن تسير في طريقهم، واسأل نفسك في كل يوم: ما الذي فعلته أنا من أجل الملكوت؟
هل كنت أمينًا في كل خدمتى، وفي كل الوزنات التي وهبنى الله إياها؟ ومع كل الأنفس التى أقامنى الله خادمًا لها؟ وهل سأسمع صوته الحاني في اليوم الأخير يقول لي " نعمًا أيها العبد الصالح والأمين. كنت أمينا في القليل. فسأقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيدك" (متى 25: 21). يعجبنى ذلك العبد الشاطر الذي قال لسيده: "مناك يا سيد ربح عشرة أمناء" (لو 19: 16).
هذه هى الغيرة الحقة المثمرة في ملكوت الله. لعلنا بالمقارنة معها نسأل أنفسنا:
ما الذي فعلناه نحن من أجل هذا الجيل الذي عشنا فيه؟ والذي هو أمانة في أعناقنا أمام الله وأمام الأجيال المقبلة..! ماذا كانت غيرتنا العملية على خلاصه؟!
ما هو العمل الخلاصي الذي ساهمت به الكنيسة؟ أم هل نظرنا وإذا حياتنا عميقة، وبلا قيمة، وغير منتجة!!
ما الذي عملنا من أجل جيل انتشرت فيه الإباحية والمادية والإلحاد؟ واصبح هناك واجب على أولاد الله:
أن يكونوا أنوارًا ساطعة في جبل مظلم.
هل قامت الكنيسة بهداية العالم، أم تشكل بعض أولادها بشكل العالم؟! هل أعطينا العالم الذي فينا، أم أخذنا منه شره هل عملنا وعلمنا العالم طرقنا الروحية، أم أخذنا من العالم أساليبه وحيله وسبله؟!
هل بغيرتنا صار العالم روحيًا، أم صور الروحيون كأهل العالم؟! ما الذي فعلناه لأجل الرب؟ هل نستطيع أن نقول مع السيد المسيح " العمل الذي اعطيتنى قد أكملته" (يو 17: 4). هل في زيارتنا وافتقادنا لأى بيت، نستطيع أن نرفع تقريرًا لله نقول فيه: "اليوم حصل خلاص لهذا البيت" (لو 19: 9)..
انظروا إلى يوحنا المعمدان، وماذا فعل لأجل جيله:
فى فترة قصيرة جدًا، استطاع أن " يهئ للرب شعبًا مستعدًا" (لو 1: 17) وأن يقود جماهير الشعب كله إلى معمودية التوبة " معترفين بخطاياهم " من أورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة بالأردن (متى 3: 5، 6). واستطاع أن يسلم العروس للعريس، ويقف فرحًا (يو 3: 29).. هذا هو الثمر العجيب لغيرة ملتهبة.
إن كان هؤلاء القديسون دروسًا لنا، فالطبيعة أيضًا كذلك:
فى إحدى المرات، وقفت في الدير أمام شجرة كافور ضخمة، شجرة ارتفاعها حوالى العشرين مترًا، وفيها فروع تحمل عشرات الآلاف من البذور، إن لم يكن مئات الآلاف. وتأملت بذرتها، فإذا هى صغيرة جدًا. وقد استطاعت هذه البذرة
الدقيقة، أن تنمو هذا النمو الهائل، وأن تطرح مئات الآلاف من البذور! وشعرت بضآلة نفسى أمام شجرة الكافور هذه، بل أمام فرع واحد منها، بل أمام هذه البذرة الدقيقة الصغيرة.
والدرس الذي نأخذه من شجرة الكافور، نأخذ مثله من النخلة.
نواة بلحة، تنمو كل هذا النمو، وتعلو كل هذا العلو، وتعطى هذا القدر العظيم من البلح، بآلاف عددها.. ثم أجلس وأعد عدد سنوات حياة هذه النخلة، ومقدار الثمر الذي اعطته في حياتها كلها. واشعر أيضًا بصغر نفسى أمامها.. ولعل داود خطر بنفسه هذا الخاطر حينما قال:
" الصديق كالنخلة يزهو" (مز 92: 12) ومع ذلك يقول إن الإنسان هو سيد الطبيعة.
وهو كاهن الطبيعة، وهو خليفة الله في أرضه.. هو الذي سلطه الله على النبات والحيوان والطيور.. هل استطاع أن يثمر مثلما تثمر النخلة، أو يزهر مثلما تزهر زنابق الحقل؟ هل استطاع أن يكون في عمله كمجرد نواة لبلحة؟!
اجتماع كإجتماعكم هذا ن لو كل شخص فيه، اتى بعشرة اشخاص معه، في غيرة منه لملكوت الله، كم يكون إذن أبناء الملكوت، لو توالت الأعداد.
لتكن لكم إذن غيرة على الملكوت. وليكن لغيرتكم ثمر، افقى وعمقى..
افقى من جهة العدد والامتداد والأنتشار. وعمقى من جهة النوعية والروح وعمق الصلة بالله..
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 02 - 2014, 05:49 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث

الله نفسه
إن أردنا نأخذ أمثلة عن الغيرة المقدسة، فإن أول مثال لنا هو الله نفسه، سواء في أزليته، أو في تجسده. ثم الملائكة وسائر القديسين، في العهدين القديم والحديث. مع أمثلة من تاريخ الكنيسة. ونبدأها بغيرة الله نفسة:
قرأنا لقبه في مواضع كثيرة أنه " إله غيور".
ورد في سفر الخروج " لأن الرب إسمه غيور. إله غيور هو" (خر 34: 14). وفي سفر التثنية " الرب إلهك هو نار آكلة. إله غيور" (تث 4: 24). وقيل عنه في سفر يشوع " إله قدوس وإله غيور هو". (يش 24: 19). وفي سفر ناحوم " الرب إله غيور" (نا 1: 2). ويتحدث السيد الرب عن غيرته الإلهية، فيقول:".. أغار على إسمى القدوس" (حز 39: 25).

كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث
وغيرة الرب تظهر في معاقبته للشر، سواء صدر من شعبه أو من الأمم. فمن جهة أهل أورشليم الذين نجسوا مقادسه، يقول " أنا الرب تكلمت في غيرتى.. أتممت سخطى فيهم" (خر 5: 13). كذلك تكلم عن غيرته ونار سخطه في اجتياح جوج لإسرائيل (حز 38: 19). أما عن الأمم فيقول الكتاب " هكذا قال السيد الرب: إنى في نار غيرتى تكلمت على بقية الأمم الذين جعلوا أرضى ميراثًا لهم.." (حز 36: 5) مع " غضب عظيم على الأمم" (زك 1: 14)
وفى غيرة الرب التي تضرب الأشرار، قيل:
"لا فضتهم ولا ذهبهم يستطيع أن ينقذهم في يوم غضب الرب. بل بنار غيرته تؤكل الأرض كلها" (صف 1: 18).
ومن الناحية الأخرى، في غيرته ينقذ شعبه:
فيقول "الآن أرد سبى يعقوب، وأرحم كل بيت إسرائيل، وأغار لاسمى القدوس" (خر 39: 25). وأيضًا " هكذا قال رب الجنود إلى أورشليم، فيبنى بيتى فيها" (زك 1: 14). " لأنه من أورشليم تخرج بقية، وناجون من جبل صهيون. غيرة رب الجنود تصنع هذا" (إش 37: 32).
لذلك كان الناس يصرخون إلى غيرة الرب لإنقاذهم:
فيقولون له " تطلع من السماء، وانظر من مسكن قدسك ومجدك. أين غيرتك وجبروتك" (إش 63: 15). وهكذا نرى أن يؤئيل النبى نادى بصوم وتذلل وتوبة، وبأن يبكى الكهنة أمام الرب " فيغار الرب لأرضه، ويرق لشعبه" (يؤ 2: 18).
بل أن غيرة الرب على خلاص شعبه، كانت سبب التجسد
وهكذا قيل في سفر اشعياء النبي " لأنه يولد لنا ولد، ونعطى إبنا، وتكون الرياسة على كتفه. ويُدعى اسمه عجيبا مشيرًا، إلها قديرًا، أبا أبديًا رئيس السلام لنمو رياسته وللسلام لا نهاية.. غيرة رب الجنود تصنع هذا" (إش 9: 6، 7)
هذه الغيرة على خلاص وعلى القداسة والملكوت نجدها في تجسد السيد المسيح:
غيرة الرب هذه واضحة في تطهيره للهيكل، إذ " وجد في الهيكل الذين كانوا يبيعوا بقرًا وغنما وحمامًا، والصيارفة جلوسًا، فصنع سوطًا من حبال، وطرد الجميع من الهيكل، الغنم، والبقر. وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم. وقال لباعة الحمام ارفعوا هذه من ههنا. لا تجعلوا بيت أبى بيت تجارة" (يو 2: 14 – 16). ويعلق القديس يوحنا الانجيلى على تطهير الهيكل فيقول:
" فتذكر تلاميذه أنه مكتوب: غيرة بيتك أكلتنى" (مز 69 : 9). وفي غيرة السيد المسيح لخلاص الناس، بذل ذاته عنهم.
كانت غيرة عملية بكل عمق الكلمة. لم تكن مجرد رغبة في أن تخلصوا. وإنما جمل خطاياهم، ودفع ثمنها على الصليب، ومات عنها.. إنها الغيرة التي فيها الحب والبذل. وليس مجرد بذل شيء خارجى، إنما بذل الذات والحياة. وهكذا ضرب لنا المثل الأعلى في الغيرة العملية.
وفى فترة خدمته على الأرض، كانت له الغيرة المملوءة حبًا.
كان من أجلهم " يطوف المدن كلها والقرى، يعلم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفى كل مرض وكل ضعف في الشعب " وماذا أيضًا؟ يقول الكتاب " ولما رأى الجموع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومطرحين كغنم لا راعى لها" (متى 9: 35، 36). وقال عنه القديس بطرس الرسول إنه كان يجول يصنع خيرًا (أع 10: 38).
وكان الله – من غيرته على خلاص الناس – يكلف ملائكته بأن يكونوا خدامًا لهذا الخلاص.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 02 - 2014, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث

الملائكة
هؤلاء هم الذين قال عنهم القديس بولس الرسول:
" أليسوا جميعهم أرواحًا خادمة، مرسلة للخدمة، لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب 1 : 14).

كتاب الغيرة المقدسة - البابا شنوده الثالث
ولعل من أروع الأمثلة التي تروى عن غيرة الملائكة، ما رواه الكُتّاب لنا عن غيرة السارافيم لأجل الخدمة وخلاص الناس، مع أنهم ملائكة للتسبيح، هؤلاء لما سمعوا اشعياء النبي يقول "ويل لي قد هلكت، لأنى إنسان نجس الشفتين" (أش 6: 5)، لم يتباطأ أبدًا، ولا انتظروا أمرًا ولا دعوة. إنما اشتغلوا بكل سرعة وبكل غيرة. وهنا يقول اشعياء:
" فطار إلى واحد من السارافيم وبيده جمرة أخذها بملقط من على المذبح، ومس بها فمى، وقال " قد انتزع إثمك، وكفر عن خطيئتك" (أش 6: 6، 7).
لاحظ هنا كلمة (طار) إذ تدل على السرعة، وكلمة (جمرة) تدل على الحرارة. وكلاهما من خواص الغيرة: الحرارة السرعة.
ويعوزنا الوقت إن تحدثنا عن عمل الملائكة من أجل خلاص الناس، سواء في تبشيرهم، أو خدمتهم، أو حلولهم حول خائفى الله وتنجيتهم (مز 34: 7) أو نقلهم رسائل الله إلى خدامه.. إنهم الذين قيل عنهم في المزمور " المقتدريت قوة الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" (مز 103: 20).
ومن أمثلة خدمة الملائكة، أنقاذ أحدهم ليهوشع الكاهن.
كان الشيطان قائما عن يمين يهوشع الكاهن العظيم ليقاومه. كان يهوشع لابسًا ثيابًا قذرة. وتدخل ملاك الرب وقال للشيطان " لينتهرك الرب يا شيطان، لينتهرك الرب.. أفليس هذا شعلة منتشلة من النار" (زك 3: 2). وهكذا نزعوا عن يهوشع الملابس القذرة، ألبسوه ملابس مزخرفة. وأشهده ملاك الرب على السلوك في طريق الله (زك 3: 3- 7).
ومن أمثلة غيرة الملائكة، مما فعله الملاكان اللذان انقذا لوط من حريق سادوم.
قيل إن الملاكين قالا للوط " من لك أيضًا ههنا؟ أصهارك وبنيك وبناتك، وكل من هو لك في المدينة. اخرج من المكان، لأننا مهلكان هذا المكان.. ولما طلع الفجر، كان الملاكان يعجلان لوطًا.. ولما توانى أمسكا بيده وبيد إمراته وبيد بنتيه، لشفقة الرب عليه، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة.." (تك 19).
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من كتاب من هو الإنسان؟ البابا شنوده الثالث القلب
كتاب ثمر الروح - البابا شنوده الثالث
كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
كتاب التلمذة - البابا شنوده الثالث
كتاب من هو الإنسان؟ - البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 07:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024