31 - 01 - 2014, 03:13 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
أنت نفخة قدسية قد خرجت من فم الله
أنت يا أخي لست حفنه من تراب كما يظن البعض.. أنت نفخة قدسية خرجت من فم الله وحلت في التراب. وهكذا صرت "نفسًا حية" (تك 2: 7). ولست مجرد تراب أو طين.. يليق بك إذن أن تغني في فرح ونقول: ما أنا طين ولكن أنا في الطين سكنت لست طينًا أنا روح من فم الله خرجت وسأمضي راجعًا لله أحيا حيث كنت إن وجودك في هذا التراب -أيها الأخ المبارك- هو مجرد فتره غربه قصيرة ترجع بعدها إلي الله، وتثبت فيه إلي الأبد. فاعرف غربتك، وعش كروح، تسمو عن المادة والعالم وأعمال الجسد.. |
||||
31 - 01 - 2014, 03:14 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
أنت ابن الله، أنت صورته ومثاله أنت -يا أخي- صورة الله. فهكذا قال الكتاب في قصة الخلق "وقال الله نعمل الإنسان علي صورتنا كشبهنا.. فخلق الله الإنسان علي صورته. علي صورة الله خلقه" (تك 1: 26،27). فإذا كنت أنت صورة الله وشبهه، فكيف تخطئ؟! هل إذا تدنست بالخطية تظل محتفظًا بصورتك الإلهية؟! كلا، طبعًا. إذ لا يمكن أن يراك إنسان في النجاسة والسقوط ويقول "هذا صورة الله"..! لذلك فإن القديس أثناسيوس الرسولي في كتابه "تجسد الكلمة"، يقرر أن الإنسان عندما سقط، تشوه، وفقد صورته الإلهية. وأتي السيد المسيح ليعيد إلينا صورتنا الأصلية.. لو عرفت أيها الأخ صورة اله لا يمكن أن تخطئ.. ولو عرفت أنك ابن الله، فلن تخطئ كذلك، لأن الابن يجب أن يشبه أباه.. ما أسهل أن نفتخر افتخارًا باطلًا ونقول إننا أولاد الله، وأعمالنا لا تدل علي ذلك.. كما كان اليهود يفتخرون باطلًا بأنهم أولاد إبراهيم، وأخجل الرب كبرياءهم بقوله "لو كنتم أولاد إبراهيم، لكنتم تعملون أعمال إبراهيم" (يو 8: 39). فإن كان أولاد إبراهيم يجب أن يعلموا أعمال إبراهيم، فكم يجب أن يكون أولاد الله الذين علي صورته ومثاله..؟ هل نحن كأولاد لله، حتى ندعي أولادة؟ ما أسهل أن نخاطب الله في صلواتنا قائلين "أبانا الذي في السموات"، ونحن لا نسلك كبنين لذلك الأب السماوي!! تذكر يا أخي باستمرار أنك ابن الله، واسلك في حياة البر حتى تستحق أن تدعي ابنًا لذلك البار، واضعًا أمام عينيك قول الكتاب "إن علمتم أنه بار هو، فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه" (1 يو 2: 29). فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه" (1 يو 2: 29). إذن إن كنت لا تصنع البر، فلست تستحق أن تدعي ابنًا لله.. أخاف أن تكون عبارة "أولاد الله" سبب تبكيت لنا، ههنا وفي اليوم الأخير.. من أجل هذا يشرح لنا القديس يوحنا الرسول هذا الأمر فيقول "أيها الأولاد، لا يضلكم أحد. من يفعل البر فهو بار كما أن ذاك بار. من يفعل الخطية فهو من إبليس من البدء يخطئ" (1 يو 3: 7، 8)، أي أن من يفعل الخطية، هو ابن للشيطان، هو من إبليس وليس من إله.. يا للهول! ثم يسجل لنا الرسول قاعدة جوهرية يقول فيها: "كل من هو مولود من الله لا يفعل الخطية، لأن زرعه يثبت فيه. ولا يستطيع أن يخطئ لأنه مولود من الله" (1 يو 3: 9). بهذا المقياس يمكنك أن تقيس أيها الأخ نفسك عندما تقول إنك إبن الله وهكذا فإن الرسول يختم كلامه بقوله "بهذا أولاد الله ظاهرون، وأولاد إبليس (ظاهرون).." (1 يو 3: 10). إن شعورك بأنك ابن لله، يذكرك بالطبيعة السامية التي وضعها الله فيك، والتي عناها الرسول، بقوله عن المولود من الله أن "زرعه يثبت فيه". لذلك قال أيضًا "المولود من الله يحفظ نفسه، والشرير لا يمسه" (1 يو 5: 18). ففي كل مرة تخطئ، ينبغي أن تنسحق في أعماقك، شاعرًا انك غير مستحق للقلب ابن الله. لذلك فإن الكنيسة المقدسة تجعل المصلي يقول للرب كل يوم في صلاة الغروب "أخطأت إلي السموات وقدامك، ولست مستحقًا أن أدعي لك ابنًا". ولماذا "لست مستحقًا إن أدعي لك ابنًا"..؟ لأني أخطأت، والمولود من الله لا يخطئ.. لابد أن نفهم جيدًا المعني العملي لبنوتنا لله.. ندخل إلي أعماق هذا اللقب. ونسأل أنفسنا في كل عمل نعمله، وفي كل كلمه نقولها، وفي كل فكر نرضي به..هل نحن نعمل ونتكلم ونفكر، كما يليق بأولاد الله..؟ إن بنوتنا لله ليست مجرد لقب. وإنما يجب أن نسلك بما تتطلبه هذه البنوة من مشابهة الابن لأبيه.. إن "الله روح" (يو 4: 24). "والمولود من الروح هو روح (يو 3: 6). فإن كنت أيها الأخ إنسانًا جسدانيًا، تسلك حسب الجسد وليس حسب الروح، فكيف تكون ابنًا لله الذي هو روح؟! وكيف تكون مولودًا من الروح..؟ إن الذي يعيش في الخطية، لا يستطيع مطلقًا أن يقول إنه ابن الله، بل لا يستطيع أن يدعي أنه يعرف الله، مجرد معرفه.. وهذا يوضحه الرسول في عبارته المخيفة التي يقول فيها: "كل من خطئ، لم يبصره ولا عرفه" (1 يو 3: 6).. لأنه "من قال قد عرفته -وهو لا يحفظ وصاياه- فهو كاذب وليس الحق فيه" (1 يو 2: 4) هل في حياة الخطية يمكنك أن تقول: أنا أعرف الله؟! كلا، إنه يجيبك ويقول: اذهب عني، لا أنا أعرفك، ولا أنت تعرفني.. لذلك يا أخي، إن تذكرت انك ابن الله، فينبغي أن تسلك كما يليق بالدعوة التي دعيت إليها (أف 4: 1). أسلك مثله، في طريقة "كما سلك ذاك تسلك أنت أيضًا" (1 يو 2: 6). كما عاش المسيح علي الأرض، تعيش أنت.. في ملء القداسة، في ملء الطهارة في ملء البركة.. لأنه ترك لك مثالًا تحتذيه (يو 13: 15) أما أن عشت في الخطية، فتأكد في أعماقك انك لا تستحق البتة لله، لأن صورة أولاد الله ليست هكذا.. وفي كل مرة تقول له "أبانا الذي في السموات"، ينبغي أن يوبخك ضميرك، وتنسحق في داخلك، وتقول له: إن كان من تواضعك يا رب من محبتك، قد دعوتني ابنًا لك.. إلا أنني بأعمالي برهنت علي أنني لا أستحق أن أدعي لك ابنًا.. اجعلني كأحد أجرائك.. إن أبوتك لي -وإن كانت تشرفني جدًا- إلا أنها تستحقني سحقًا، وتشعرني بالفارق الكبير بين ما أنا كائن فيه وما ينبغي أن أكونه. |
||||
31 - 01 - 2014, 03:15 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
أنت مسكن لله، وهيكل للروح القدس أنت يا أخي لست فقط ابن الله، ونفخه قدسية قد خرجت من فم الله، وإنما أنت أيضًا هيكل لله، والله يسكن فيك. وهكذا يقول لنا الرسول "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله ساكن فيكم. إن كان أحد يفسد هيكل اله، فسيفسده الله. لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو"(1 كو 3: 16، 17). "أنتم هيكل الله الحي. كما قال الله إني سأسكن فيهم وأسير بينهم" (2 كو 6: 16).. شهوة الله منذ البدء أن يسكن فيك، ينظر إلي قلبك، ويقول "ها هو موضع راحتي إلي الأبد. ههنا أسكن لأني اشتهيته" (مز 132: 14).. تقول له "عندك يا رب الكنائس، عندك الهياكل والمذابح. سكناك في السماء وسماء السموات هي عرشك"، فيقول لك: ولا واحدة من هذه تعجبني مثل سكناي في قلبك "يا ابني أعطني قلبك" (أم 23: 26).. أنت أيها الأخ المبارك أهم عند الله من كنيسة مبنية.. إن تهدمت إحدى هذه الكنائس فما أسهل علي البشر أن يعيدوا بناءها، بجمع المال تبني.. إما إذا تهدم إنسان مثلك، فلا يمكن أن يعاد بناؤه إلا بدم المسيح. لا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا رئيس آباء ولا نبيًا، يقدر أن يردك إلي رتبتك الأولي، ليس غير دم المسيح، فبدونه لا يكون لك خلاص.. أنت يا أخي أهم عند الله من كنيسة مبنية. أنت كنيسة حية، أهم من الطوب والحجارة، أنت هيكل للروح القدس.. لقد سمح الله أن يتحطم هيكل سليمان، ولا يترك فيه حجر إلا وينقض.. أما أنت هيكل للروح القدس.. لقد سمح الله أن يتحطم هيكل سليمان، ولا يترك فيه حجر إلا وينقض.. أما أنت فمن أجلك أرسل الله الرسل الأنبياء والملائكة، وعين الرعاة والكهنة والمعلمين، ورتب كل وسائط النعمة، وقدم استحقاقات الفداء العظيم "لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16). إن كنت إذن بيتًا لله، والله يسكن فيك، فتذكر قول الكتاب "ببيتك يا رب تليق القداسة" (مز 93: 5). واعرف أنك بالخطية تنجس بيت الله، الذي هو أنت.. أذكر إذن قول الرسول: " كونوا انتم أيضًا مبنيين -كحجارة حية- بيتًا روحيًا، كهنوتًا مقدسًا، لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح (1 بط 2:5).. إن السيد المسيح يبحث عن مكان يسكن فيه وهذا المكان هو أنت. وعندما قال الرب عن نفسه انه "ليس له أين يسند رأسه" (لو 9: 58)، لم يكن يقصد فقط البيوت المادية، وإنما بالأكثر قلوب الناس.. إن قلبك هو المكان الذي يريد الرب أن يسند فيه رأسه.. حقًا عن لذته في بني البشر..((أم 8: 31) وهو ما يزال يقرع علي بابك لتفتح له.. وفي اشتياقه إلي قلبك يقول "إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا" (يو 14: 23). وهكذا يأتي الآب والابن ويسكنان في قلبك، وأنت من قبل هيكل للروح القدس.. فيصير قلبك بهذا الوضع مسكنًا للثالوث القدوس.. هنا ويعقد الصمت لساني، هيبة، وإجلالًا، لهذا القلب المقدس.." ما أرهب هذا المكان!!! ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء" (تك 28: 17).. هذا هو المسكن الإلهي العجيب الذي يأتي إليه الله من بعيد "طافرًا علي الجبال، قافزًا علي التلال" (نش 2:8)، ينادي نفسك العزيزة في حب "افتحي يا أختي، يا حبيبتي يا حمامتي، يا كاملتي، لأن رأسي قد امتلأ من الطل، وقصصي من ندي الليل" (نش 5: 2). فإلي متى تنتظر يا أخي ولا تفتح..! تصور يا أخي أن الله الذي لا تسعه السموات كلها، ولا الكون أجمعه، الله الذي قال عنه داود "للرب الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها" (مز 24: 1)، الله هذا يقرع علي بابك، ويشتهيك مسكنًا له.. هو يريد أن يعيش أنت في قلبه، يثبت فيك وأنت فيه، وتصير كنيسة مقدسة له..أذكر أنني في يوم ما أرسلت خطابًا إلي أحد الأخوة المباركين، قلت له فيه "سلم علي الكنيسة المقدسة التي في قلبك". لأني كنت أعرف أن في قلبه كنيسة تصعد منها رائحة بخور، وتخرج منها ألحان وتسابيح، وترتفع فيها ذبائح روحية...ألم يقل المرتل "فلتستقم صلاتي كالبخور قدامك وليكن رفع يدي ذبيحة مسائية" (مز 141: 2). أن عرفت يا أخي هذا، أنك هيكل للروح القدس، فلا تخطئ، لئلا تحزن روح الله فيك وتطفئ حرارته.. بل أن أتاك الشيطان يومًا بخطية، تقول له: اذهب عني بعيدًا، فلست أنا لك.. أنا بيت الله، أنا مسكن لله.. أنا موضع مقدس للرب.. أنا الذي يقرع الله علي بابي لكي أفتح له.. أنا هيكل للروح القدس، أنا كنيسة مقدسه. إنا الذي يأتي إلي الآب والابن، وعنده يصنعان منزلًا.. أنا مسكن للثالوث القدوس.. هل أنا شيء هين، يمكن أن ينجسه الشيطان؟! كلا، أنا سماء ثانية.. عرش لله يجلس عليه.. أنت يا أخي لست هذا كله فقط، بل أيضًا: أنت أخ للمسيح، شريك للمسيح، ووارث معه.. |
||||
31 - 01 - 2014, 03:16 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
أنت أخ للمسيح، شريك للمسيح، ووارِث معه تواضع عجيب من الرب أن يدعونا أخوة له.. نحن لا نجرؤ أن نناديه بهذا اللقب، لأننا لم نصل إلي مستواي العبيد البطالين الذين فعلوا كل ما أمروا به (لو 17: 10). ولكننا أمام تشريفه لنا، يجب أن نسلك كما يليق بالدعوة التي دعينا إليها.. عجيب أن يقال عن الرب الإله إنه "بكر وسط أخوة كثيرين" (رو 8: 29).. أخوة كثيرين؟! يا للعجب..! والعجيب أيضًا أنه "لا يستحي أن يدعوهم أخوه" (عب 2: 11). وأعجب من الكل أن يقال عنه أنه "يشيه أخوته في كل شيء" (عب 2: 17).. وهكذا نري السيد المسيح يقول للمريمتين "اذهبا قولا لأخوتي أن يمضوا إلي الجليل، هناك يرونني" (متي 38: 10). ويكرر نفس العبارة للمجدلية "اذهبي وقولي لهم" (يو 20: 17). ولم يقل هذا التعبير عن الرسل فقط، بل قاله عن الكل.." من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي، وأختي وأمي" (متي 12: 48). وقال عن الخير الذي يعمل مع الفقراء والمساكين "الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم" (متي 25: 4). إذن فأنت يا أخي أخ للمسيح، وأنت أيضًا وريث معه.. للمواعيد، وللمجد العتيد. عن كان قد قيل عنه في مثل الكرامين الأردياء إنه هو الوارث (متي 21: 38)، فقد قيل كذلك "إننا ورثه أيضًا، ورثه الله، ووارثون مع المسيح" (رو 8: 17). اعرف يا أخي إذن مقدارك من أنت أخ للمسيح، وأنت وريث معه وليس هذا فقط بل أنت شريك له كذلك.. "إن لنا شركة معه" (1 يو 1: 6). إنه اشترك معنا في اللحم والدم (عب 2: 14). ونحن إنما نؤدب "لكي نشترك في قداسته" (عب 12: 10). نشترك معه في آلامه، لكي نشترك في الفرح باستعلان مجيئه (1 بط 4: 13). قد دفنا معه (فى المعمودية) لكي نقوم معه (رو 6: 4، 5). وسنعيش حياتنا عاملين معه (1 كو 3: 9). ونتألم معه، لكي نتمجد معه (رو 8: 17). وسنأتي معه على السحاب (يه 14) ونكون معه في كل حين (1 تس 4: 17) وحيثما يكون هو نكون نحن أيضًا (يو 17: 24). إنها شركة لك مع المسيح تبدأها الآن أيها الأخ المبارك وتستمر معك إلى الأبد. فاحرص على هذه الشركة المقدسة لأنك بالخطية تفقدها. إنك لا تستطيع أن تستمر شريكًا للمسيح إن تسير في الخطية.. لأن الكتاب حينئذٍ سيوبخك بقوله "أية خلطة للبر والإثم؟! وأية شركة للنور مع الظلمة؟! وأي اتفاق للمسيح مع بليعال..؟!" (2 كو 6: 14، 15) إنك عندما تفعل الخطية تكون كمن يقول للرب: لقد فككت الشركة للشيطان، ولم أعد شريكًا لك بعد..! أنظروا أي مجد يكون لنا عندما نسير في طريق الله، وأي نزول وانحدار وسقوط عندما نبعد عنه..فكيف يمكن أن تفعل الخطية، أنت يا شريك المسيح، شريكه في العمل وفي الآلام وفي المجد؟! أنت تلبس المسيح في المعمودية (غل 3: 27)، وتحيا لا أنت، بل المسيح الذي يحيا فيك (غل 2: 20).. وأنت لست فقط شريكًا للمسيح إنما أيضًا: أنت شريك للروح القدس، شريك للطبيعة الإلهية. |
||||
31 - 01 - 2014, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
أنت شريك للروح القدس، شريك للطبيعة الإلهية وهكذا فإنه من البركة التي يعطينا إياها بولس الرسول أن تكون "شركة الروح القدس، مع جميعنا" (2 كو 13: 14). هذه البركة التي نأخذها من الكنيسة في آخر كل اجتماع، وفي بداية القداس أيضًا. أنت شريك للروح القدس، ليس في الجوهر، وإنما في العمل. إنه يعمل فيك، ويعمل معك، ويعمل بك، من أجل خلاص نفسك، ومن خلاص الناس، في نشر ملكوت الله، وفي بنيان جسد المسيح. أنت لا تعمل وحدك وإلا كنت معتمدًا على ذراعك البشرى، "وإن لم يبن الرب البيت، فباطلًا تعب البناؤون" (مز 127: 1) الروح القدس هو يشترك معك في العمل.. وهو لا يعمل وحده، وإنما يشركك معه، لتأخذ بركة.. أنت شريك للروح القدس، شريك للطبيعة الإلهية، في العمل.. والروح القدس يعمل معك دائمًا للخير. وعندما تعمل الشر أو الخطية، إنما تعمل وحدك، وتكون قد رفضت شركة الروح القدس.. لذلك يقول الكتاب عن حالة الخطية "لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم" (أف 4: 30) ويقول أيضًا "لا تطفئوا الروح" (1 تش 5: 19) وإذا استمر الإنسان في حالة الخطية، فربما يتعرض لما خاف منه داود النبي حينما قال "روحك القدوس لا تنزعه منى" (مز 50: 11)..!! يا أخي ما أعجب أن يُقْاَل عنك إنك "شريك الطبيعة الإلهية" (2 بط 1: 4).. بل ما أعجب أن يعاتبنا الرب بقوله أنكم آلهة، وبنمو العلي كلكم" (مز 82: 6).. يا لهذا المركز الكبير، ويا لهذه الشهادة العظيمة..! أو بعد هذا كله نخطئ؟ أيصح إله؟! ويتمرغ في الدنس، وفي التراب، وفي النجاسة..! هل عندما تخطئ تكون شريكًا للطبيعة الإلهية؟!، بل شريكًا للشيطان لأن الكتاب يقول "الذي يفعل الخطية هو من إبليس، لأن إبليس من البدء يخطئ.بهذا أولاد الله ظاهرون، وأولاد إبليس (ظاهرون)" (1 يو 3: 10). إننا عندما نخطئ ننسي مجدنا العظيم، ونفقد مراكزنا.. ولذلك فإن الله بعد أن قال لنا "أنا قلت إنكم ألهه.." أكمل قائلًا "ولكنكم مثل البشر تموتون، وكأحد الرؤساء تسقطون" (مز 82: 7).. ومن هو هذا الرئيس الذي سقط؟ إنه الشيطان، الذي كان قبلًا رئيس ملائكة..! أن الإنسان الذي يخطئ؟ هو إنسان لا يعرف مقدار ذاته. لذلك قيل عن الخاطئ إنه جاهل. عجيب أنه بعدما أكل من شجرة المعرفة صار جاهلًا! لأنه التمس المعرفة بعيدًا عن الله، أو ألتمس معرفه تفصله عن الله. فلا يعرف ما هي ذاته ولا من هو الله، ولا ما هي العلاقة بينهما.. يا أخي، اعرف ذاتك، من أنت، حينئذ لا تخطئ.. |
||||
31 - 01 - 2014, 03:18 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
أنت عضو في جسد المسيح، من لحمه وعِظامه إن الكنيسة هي جسد المسيح، والمسيح رأسها. ونحن -جماعة المؤمنين- هم الكنيسة. إذن فنحن جسد المسيح (أف 4: 11). بل إننا "أعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه" كما يقول الرسول (أف 5: 30). كل عضو فيك، هو عضو المسيح. ولذلك ففي كلام الرسول عن خطية الزنى قال "ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح. أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية؟! حاشا.." (1 كو 6: 15). فكيف نخطئ ونحن جسد المسيح؟! كيف نخطئ إلي الرب الذي يعتبرنا كشخصه تمامًا، كل ما يمسنا يمسه..؟! أليس أنه عندما عاتب شاول الطرسوسي، لم يقل "لماذا تضطهد المؤمنين". وإنما قال له "لماذا تضطهدني" (أع 9: 4)، لأنه يعتبرنا كشخصه تمامًا وعندما يطوِّب الرحماء في اليوم الأخير، سوف لا يقول لهم: أنتم أطعمتم الجياع وسقيتم العطاش، وإنما سيقول لهم "كنت جوعانًا فأطعمتموني، وعطشانًا فسقيتموني" (مت 25: 35). إلهنا هذا المحب، الذي يعتبرنا كشخصه تمامًا، كيف يمكن أن نخطئ إليه، ونجرح قلبه الحساس الحنون؟! إن الشخص الخاطئ، إنما يقطع ذاته المسيح، لأن جسد المسيح مقدس كله.. وعضويتنا في جسد المسيح يوضحها قوله "أنا هو الكرمة، وأنتم الأغصان" (يو 15: 5)، فعصارة الكرمة تصعد وتسري إلي الأغصان فتمنحها الحياة.. وكل غصن في الكرمة تكون له صورة الكرمة، وله ثمر الكرمة، وله طبيعة الكرمة، فهم صورة مصغره من الكرمة نفسها، وهو والكرمة شيء واحد. فهل أنت غصن حقيقي في هذه الكرمة الإلهية؟ وهل أنت تصنع ثمرًا يليق بغصن حي؟ إن المفروض في أغصان الكرمة أن تعطي ثمارًا تماثلها، أن تثمر عنبًا يفرح الرب به ويشرب من نتاجه جديدًا في ملكوته الآب (مت 26: 29). ماذا تظنه كان يقصد عندما قال للمرأة السامرية "أعيني لأشرب" (يو 4: 7). أتراه كان يريد منها ماءًا، أم كان يريد أن يشربها هي، كان عطشانًا إلي نفسها ليضمها إلي ملكوته.كان يريد أن يشرب من نتاج الكرمة، من عصيره الذي سكبه في قلب تلك المرأة.. فهل تسري فيك عصارة الكرمة أيها الأخ المبارك؟ هل تتمشي عصارتها في كل عروقك، وتجعلك تورق وتثمر عنبًا أم شوكًا؟ فإن كنت تعطي شوكًا، فلست إذن عضوًا في الكرمة. ويقينًا أن العصارة التي تسري فيك ليست هي من الكرمة.. اعلم إذن أن الغضب الذي لا يصنع ثمارًا، لا ينفع ولا يصلح بل يقطع ويلقي في النار (يو15: 6).. وإذا قطع، لا يصبح بعد عضوًا في الكرمة.. لقد انتهي أمره!! إن الإنسان السائر في الخطية، هو غصن معاند، قد رفض عصارة الكرمة، رفض أن تسري في عروقه، فجف وسقط، أو قطع وألقي في النار. أما الصالح، فهو علي العكس يفتح شرايينه جيدًا لكي تدخل فيها عصارة الكرمة، وبهذا ينتج ثمرًا فينقيه السيد الرب ليأتي بثمرًا أكثر.. ما هو نتائج الكرمة الذي تريد أن تشربه منا يا رب؟ هو تمركم، أريد أن تغذي بثماركم، بثمر الروح فيكم (غل5: 22). هذا الثمر هو عمل الله فيكم. هو نتجه تمشي عصارتي في عروقكم. من أجل هذا إن تذكرتم علي الدوام أنكم أغصان في كرمتي، وأعضاء في جسدي، فليس فقط سوف لا تخطئون، وغنما بالأكثر سوف تثمرون، وأفرح بثمركم. هل عرفت يا أخي مقدارك العظيم، أنت لست فقط عضوًا في جسد المسيح إنما أيضاَ: أنت الذي تتناول جسد الرب ودمه.. |
||||
31 - 01 - 2014, 03:22 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
أنت الذي تتناول جسد الرب ودمه أنت تأكل جسد المسيح وتشرب دمه، فتثبت فيه، ويجري في عروقك دم المسيح الطاهر النقي القدوس. ما أسماك وما أطهرك..! كتب أحد الأشخاص في مذكرته بعد تناوله: هذا الفم المقدس الذي تناول جسد الرب ودمه: كلمه زائدة لا تخرج منه، ولقمة زائدة لا تدخل فيه.. تذكر يا أخي باستمرار أن فمك يتناول جسد الرب ودمه، حينئذ لا يمكن أن تخرج منه شتيمة، أو أغنية عالمية، أو مزاح باطل، أو كذب، أو قسم، أو غضب، أو باقي خطايا اللسان.. وتذكر أن جسدك هذا يحل فيه جسد المسيح، حينئذ تخاف أن تنجس هذا الجسد أو تجعله أداه للخطية.. أيها الأخ المبارك، لا تنس نفسك، أذكر من أنت، وماذا يليق بك فلا تخطئ.. قال أحد القديسين: " يسبق كل خطية: إما الغفلة. وأما الشهوة. وإما النسيان.. وفعلًا، يسبق الخطية النسيان.. فنحن ننسي أنفسنا أننا صورة الله، وأننا شبهه ومثاله، وأننا أولاده، وأننا مسكن لله، وهياكل للروح القدس. وننسي أننا أخوة المسيح، وشركاء الروح القدس، وشركاء الطبيعة الإلهية، وننسي أننا أعضاء في جسد المسيح، وأننا نتناول جسده ودمه.. لذلك نخطئ.. وإن تذكرنا حقيقتنا، ما أخطأنا.. إنك في حاله الخطية، تكون قد نسيت كل أمجادك هذه أو تكون قد فقدن كل أمجادك.. وضعت.. |
||||
31 - 01 - 2014, 03:24 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
إن عرفت ما هي الخطية، تهرب من الخطية لكي يتوب الإنسان، لا يكفي أن يعرف من هو.. إنما يجب أن يعرف أيضًا ما هي الخطية.. ما هي طبيعتها الخاطئة، وعقوبتها، ونتائجها، وأضرارها.. لذلك نقول لك: أن عرفت ما هي الخطية، تهرب من الخطية.. |
||||
31 - 01 - 2014, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
الخطية هي موت حقيقي أن "أجرة الخطية هي موت" (رو 6: 23)، "والخطية إذا كملت تنتج موتًا" (يع 1: 15). ولكن بالإضافة إلي أن عقوبة الخطية هي الموت، نقول عن الخطية ذاتها هي حاله موت، موت أدبي وروحي. و الشواهد علي ذلك كثيرة: ففي مثال الابن الضال، قال الآب "لأن ابني هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد" (لو 15: 24). فوصفه بأنه في حالة الخطية "كان ميتًا". ولم يصبح إلا بعد رجوعه.. والقديس بولس الرسول يقول عن الأرملة المتنعمة إنها "ماتت وهي حية (1 تي 5: 6). كما يقول عنا جميعًا "كنتم أمواتًا بالذنوب والخطايا" (أف 2: 5). وعندما اخطأ ملاك (راعي) كنيسة ساردس، أرسل إليه الرب رسالة علي فم القديس يوحنا الرائي يقول له فيها "أنا عارف أعمالك، أن لك اسمًا انك حي وأنت ميت" (رؤ 3: 1). فالإنسان الخاطئ هو شخص ميت، لأنه انفصل عن الحياة الحقة بانفصاله عن الله، والله هو الحياة.. ألم يقل السيد المسيح "أن هو القيامة والحياة" (يو 11: 25). "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6). حقًا "فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس" (يو 1: 4). فالذي ينفصل عن المسيح بالخطية، إنما ينفصل عن الحياة فيعد ميتًا، مهما كانت فيه أنفاس تتردد. لذلك صدق القديس أوغسطينوس عندما قال: موت الجسد، هو انفصال الروح عن الجسد، وموت الروح، هو انفصال الروح عن الله. فالخاطئ إذن هو إنسان ميت، مهما ظن أنه حي وانه يتمتع بالحياة!! إن الخطاة لا يفهمون فهمًا سليمًا. يظنونها مجرد تمتع بالعالم ولذاته. وهكذا عندما تتحدث إلي أحد الخطاة عن التوبة، يجيبك قائلًا "أتركني أتمتع بالحياة يظن هذه المتعة الجسدية حياة وهي موت! كما قيل عن الأرملة المتنعمة إنها ماتت وهي حية. فإن كانت الخطية موتًا، ألا يجدر بنا أن نسأل أنفسنا. أحقًا نحن أحياء؟! كم هي إذن سنو حياتنا علي الأرض؟ غالب الظن أننا سنجيب علي هذا السؤال بنفس إجابة أبينا يعقوب، عندما قال لفرعون "أيام سني غربتي.. قليله وردية.. ولم تبلغ إلي أيام سني حياة آبائي" (تك 47: 9). حياتنا تقاس فقط بالأيام التي قضيناها مع الرب ثابتين في محبته. أما فترات الخطية في حياتنا فهي فترات موت. لا تقل إذن "أنا في الأربعين من عمري"! فربما حياتك كلها لم تبلغ عشر سنوات مع الله. يا أخي اسأل نفسك: هل أنت حي أم ميت؟! أخشي ما أخشاه أن تنطبق علي أحد فينا العبارة التي قالها الرب لملاك كنيسة ساردس: "أن لك اسمًا إنك حي وأنت ميت"..! (رؤ 3: 1). تري إن نزل ملاك الآن ليعد الأحياء الموجدين في الكنيسة، من منا يجده حيًا، ومن منا يجده ميتًا؟! يا للخجل، عندما نعرف حقيقتنا، أحقًا نحن أحياء أم أموات بالخطية؟ بهذا يحكم كل منا علي نفسه: كل يوم مثمر وثابت في الرب، هو يوم حي وكل يوم مر في الخطية، هو يوم ميت. وبهذا يمكن أن تعرف عمرك وكم سنة لك.. فلا تسمح يا أخي أن يضيع يوم من أيام حياتك، ويموت ويدفن إلي الأبد لأن الأيام التي تذهب لا يمكن أن تعود. أما الأيام الحية فهي خالدة..هناك لحظات في حياة الإنسان تقتدر كثيرًا في فعلها. الدقيقة تساوي سنوات أو قد تساوي أجيالًا.. لذلك عش حياتك كاملة، دسمة، غنية، مثمرة.. تصور ساعة في حياة بولس الرسول، لها ولا شك قيمتها وقوتها، وربما تكون هذه الساعة أطول من حياة إنسان آخر بأكملها. يا أخي، لا تفتخر باطلًا، ولا تقل بغير حق: أنا ابن الله، أنا صورته ومثاله. أنا هيكل للروح القدس، أنا شريك للطبيعة الإلهية، أنا عضو في جيد المسيح..!! كلا، إن كنت خاطئًا فأنت ميت، ولست شيئًا من هذا كله.. تقول لله "أنا ابنك"، فيقول لك "اذهب عني.. لا أعرفك".. إن الخطية هي موت.. وهي أيضًا ضلال، وضياع، وتوهان.. |
||||
31 - 01 - 2014, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
الخطية ضلال وضياع في الأصحاح الخامس عشر من الإنجيل لمعلمنا لوقا البشير، توجد ثلاثة أمثال تشرح لنا كيف أن الخطية هي ضلال ضياع وتوهان". مثال الابن الضال، ومثال الخروف التائه، ومثال الدرهم المفقود.. الابن الضال، ضل نتيجة لشهوات قلبه، بقصد ومعرفة وتدبير.. والخروف الضال، تاه عن غباء وعدم معرفة وقله خبرة.. والدرهم المفقود، أضاعه غيره، أو وقع وظل واقعًا لا يتحرك.. إنه أمر مؤسف حقًا، أن ينظر الله في كيسة، فلا يجدك.. أمر مؤسف، أن يعد الله دراهمه وفلا تكون في وسطها.. ويظل الله يبحث عنك في كيسه وفي كل موضع، أين تراك وقعت، فلا يعثر عليك.. وأخيرًا يعلنها حقيقة مؤلمه: لقد كان لي درهم، ولكنه ضاع.. نعم، ضاع وفقد ولم يعد له وجود.. أخشي عندما يحصي الله شعبه، ألا توجد أسماء مكتوبة في سفر الحياة، لأن الخطية قد أضاعتها. أتعرف هذا يا أخي، أنك عندما تسير في طريق الخطية، تكون ضعت ولم تعد في يد الله..! نعم، أن الخطية هي ضياع، هي ضلال، هي توهان.والخاطئ هو إنسان تائه، سواء تاه بإرادته، أم بجهله، أم أتاهه غيره.. إن الابن الضال عندما خرج من بيت أبيه، ظن انه قد وجد نفسه وقد وجد حريته، وقد وجد ثروته ومتعته وأصحابه.. ولكنه في الواقع، لم يكن قد وجد بل أضعها.. والخروف الضال ربما شعر أنه قد ترك الحظيرة الضيقة المغلقة، إلي الفضاء الرحب الواسع المفتوح. وأخيرًا وجد أنه تاه، وابتعد عن راعيه وعن أحبائه.. إن الخاطئ يفهم الحرية والمتعة فهما خاطئًا.. وبنفس الوضع فيما يظن الخطية نصرة تكون له هزيمة.. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|