منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 11 - 2012, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 1971 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلو كل حين ولا تملوا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فى العهد القديم ربنا اعطى الشعب الوصايا كلها راجع سفر التثنيه لكن وصيه واحده لم يعطيهم وهى الصلاه , الشعب قال لربنا احنا هانفز كل اللى انت هاتقول عليه يعنى هاينفزو مشيئته
لكن القديسيين والانبياء فى العهد القديم وصلو للنقطه دى انهم يصلوا ويطلبوا من ربنا من غير ما يطلب منهم صلاه زى ابونا ابراهيم وقت اما ربنا كان عاوز يحرق سدوم وعموره
"و انصرف الرجال من هناك و ذهبوا نحو سدوم و اما ابراهيم فكان لم يزل قائما امام الرب فتقدم ابراهيم و قال افتهلك البار مع الاثيم"(تك22:18-23)
فكان لم يزل قائما امام الرب حتى بعد ما ربنا مشى هو والملاكين فضل امام الرب بيصلى عشان سدوم وعموره ومش عاوزو يحصل خراب وفضل يطلب من ربنا بلجاجه وينزل فى عدد الابرار لحد ما وصلوا لعشره
, ربنا كان عارف ابراهيم يقصد مين ابراهيم كان عاوز ينجى لوط واسرته عشان كده ربنا انقذ لوط وهو الوحيد اللى طلع بار من اجل لجاجة ابراهيم "فقال الرب هل اخفي عن ابراهيم ما انا فاعله"(تك17:18) ربنا ماقلش عبدى ابراهيم قال عن ابراهيم عشان الصلة اللى وصلها ابراهيم بسبب الصلاه
حتى عبد ابراهيم كبير بيته اتعلم من ابراهيم الصلاه "و قال ايها الرب اله سيدي ابراهيم يسر لي اليوم و اصنع لطفا الى سيدي ابراهيم* 13 ها انا واقف على عين الماء و بنات اهل المدينة خارجات ليستقين ماء* 14 فليكن ان الفتاة التي اقول لها اميلي جرتك لاشرب فتقول اشرب و انا اسقي جمالك ايضا هي التي عينتها لعبدك اسحق و بها اعلم انك صنعت لطفا الى سيدي"(تك12:24-14)
وهو بيختار زوجه لاسحق ابن ابراهيم وفى كتير من امثال الصلاه فى العهد القديم

فى العهد الجديد بنلاقى المسيح نفسه صلاه بيعلم تلاميذه كيفية الصلاه ويصلوا ازاى ويقولوا ايه
السيد المسيح قال امثله على الصلاه زى مثل قاضى الظلم "كان في مدينة قاض لا يخاف الله و لا يهاب انسانا* 3 و كان في تلك المدينة ارملة و كانت تاتي اليه قائلة انصفني من خصمي* 4 و كان لا يشاء الى زمان و لكن بعد ذلك قال في نفسه و ان كنت لا اخاف الله و لا اهاب انسانا* 5 فاني لاجل ان هذه الارملة تزعجني انصفها لئلا تاتي دائما فتقمعني"(لو2:18-5)
ومثل تانى صديق نصف الليل "من منكم يكون له صديق و يمضي اليه نصف الليل و يقول له يا صديق اقرضني ثلاثة ارغفة* 6 لان صديقا لي جاءني من سفر و ليس لي ما اقدم له* 7 فيجيب ذلك من داخل و يقول لا تزعجني الباب مغلق الان و اولادي معي في الفراش لا اقدر ان اقوم و اعطيك* 8 اقول لكم و ان كان لا يقوم و يعطيه لكونه صديقه فانه من اجل لجاجته يقوم و يعطيه قدر ما يحتاج"(لو5:11-8)
مثل اخر"و اذا امراة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود ابنتي مجنونة جدا* 23 فلم يجبها بكلمة فتقدم تلاميذه و طلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا* 24 فاجاب و قال لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة* 25 فاتت و سجدت له قائلة يا سيد اعني* 26 فاجاب و قال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب* 27 فقالت نعم يا سيد والكلاب ايضا تاكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها* 28 حينئذ اجاب يسوع و قال لها يا امراة عظيم ايمانك ليكن لك كما تريدين فشفيت ابنتها من تلك الساعة"(تك22:15-28)

المسيح قال"كل من يسال ياخذ و من يطلب يجد "
ماراسحق بيقول ان الانسان لما بيقف ويصلى فى مخدعه من اجل طلبه او نوال فضيله بعد لما بيخرج من المخدع العقل بيكون شغال وكل فكره هو نوال هذه الفضيله هى دى الصلاه بلجاجه هى دى الصلاه كل حين

فى تشبيه صعب عن الصلاه

الجزار لما بيدى العظمه لكلب الكلب بياخدها ويمشى لكن بعد كده مش بيرضه يديله عظم عشان يستنى معاه شويه
لما بنطلب من ربنا حاجه ربنا بيأخرها علينا عشان نفضل معاه اكبر وقت هو ممكن يدينا اللى عاوزينه لكن بناخد اللى عاوزينه ونمشى ربنا مش عاوز كده ربنا عاوزنا نفضل معاه
 
قديم 30 - 11 - 2012, 05:06 PM   رقم المشاركة : ( 1972 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تصبح أخ للجميع
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إذا ما انتابك الشوق يوماً
ليجعل من حياتك فوزاً،
إذا ما انفك قلبك يحلم
بالمسافات الشاسعة اللامتناهية

إن كان ما عندك لا يكفيك
وترغب أن تزداد غنى
من قوة الحب، والجمال الأزلي

إن أردت أن تُدرك لغة السماوات المغمورة بالضياء،
وأمانة الشمس لمطلع النهار.

إن كانت نفسك عطشى
وتود ان تعبّ من الينبوع رأساً...

أخرج من ذاتك
وابذلها بذلاً سخياً

لا تحتفظ بشيء
من غير ان تتقاسمه
واصنع من حياتك
عطيّة كاملة للكل،
دون مقابل.

وحينما لا يبقى لك شيء.
حتى ولا ذكرى عطائك،
حتى ولا الغبطة من الخير المصنوع،
ستشعر إذ ذاك ينبوع ماءٍ صافٍ
يتفجر في أعماقك،
ويخصب حياتك إلى الأبد.
 
قديم 30 - 11 - 2012, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 1973 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف أصير شخصية قوية؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ليست القوة هـى قـوة شمشونيـة فـى الجسد والعضلات، وليست هى قوة العنف والسيطرة وإخضاعها الآخرين، وليست هى قوة المنصب والسلطان والجاه.ولكنها هى قوة الروح فى الداخل تعبر عن ذاتها فى الخارج بأسلوب روحى.
ومن ثم فمن أهم سمات الشخصية القوية :
1- القدرة على ضبط النفس "مالك نفسه خيرً ممن يملك مدينـة" (أم 32:16).
أى له القدرة على ضبط الفكر أمام الشهوات، ضبط الحواس (العين - الأذن) ضبط اللسان، ضبط الإنفعالات وعدم الغضب، ضبط العاطفة، ضبط الغريزة.

2- القدرة على إعلان الحق بشجاعة ففى الوقت الذى قال فيـه الرب يسوع: "تعلمــوا منــى لأنـى وديــع ومتواضــع القلــب" (مت 29:11) أمسك السوط، وطرد
باعة الحمام من الهيكل، وأعلن الحق بوضوح "بيتى بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة للصوص" (مت 13:21).
ولنا فى مواقف يوحنا المعمدان وإيليا النبى وغيرهم فى التصدى للظلم، وإعلان الحق بشجاعة أمثلة حية نتمثل بها.

3- القدرة على إتضاع الفكر
عدم العناد وتصلب الرأى، قبول الحوار مع الآخـر، الإعتراف بالخطأ، الإستعداد للطاعة والتنازل عـن الرأى الشخصى، تقديم الآخرين فى الكرامة.

4- القدرة على المثابرة وتجاوز الفشل
"انسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام" (فى 13:3).
أمثلة : هيللين كيلر - بيتهوفن - اسحق نيوتن..

5- القدرة على الإحتمال والحب
مثلما أحتمل الرب يسوع صالبيـه "إغفــر لهــم يا أبتاه لأنهم لا يعلمون مــاذا يفعلــون" (لو 34:23)، ومثل الشهيد استفانـوس "يـــارب لا تقـم لهــم هـذه
الخطية" (أع 60:7).
ختاماً..
إن مصدر القوة الحقيقية هو الله نفسه "قوتى وتسبحتى هو الرب، وقد صار لى خلاصاً" (مز 14:118).
 
قديم 30 - 11 - 2012, 08:08 PM   رقم المشاركة : ( 1974 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هذا المكان، مقدّس!
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يعتقد كثيرون ان هنالك اماكن مقدسة في العالم، كجبل سينا مثلا او مدينة ما مقدسة او ارض مقدسة او شجرة مقدسة او مبنى مقدس او اي مكان او شيء تحيطه هالة من القداسة... وهذه العقيدة هي جزء هام في كل طريقة عبادة او ديانة، وتمنح شعورا دينيا رائعا.... لكن يسوع قال انه هو الحق، وقد اتى الى العالم ليكشف الحقيقة التي، اذا قبلناها، تحررنا من الخرافات والشعوذات التي لها حكاية حكمة، لكنها لا تفيد البشرية بشيء..


والكتاب المقدس هو كتاب الحق الذي يعلن لنا الحقيقة عن الله، وعن الطريقة للاقتراب الى الله والقبول امامه... وعلينا ان نترك افكار البشر، حتى الجميلة منها، والرجوع الى كلمة الله لنعرف الحقيقة التي من دونها، نضل ونتيه وبالنهاية نهلك الى الابد....

في ايام يسوع على الارض، كان اليهود يعبدون جبل صهيون في مدينة اورشليم واعتبروه مقدّسا، اما السامريون فقد عبدوا جبلا اخر اعتبروه مقدّسا، وهو جبل جرزيم في مدينة السامرة.. كلٌ كان له جبله المقدس الخاص به.. وبينما يتصادم اليهود مع السامرين بخصوص جبلهم المقدس الخاص بهم، اذا بيسوع يصرّح امرا يصدم كليهما.. اعلن الرب يسوع في انجيل يوحنا 4 ان الله روح، اي ليس مادة او شيء ملموس او محدود، وعلى الانسان ان يعبد الله بالروح ايضا.


ثم وضّح يسوع الحقيقة ان الانسان يمكنه ان يعبد الله القدير في اي مكان، وليس فقط في مكان محدد كجبل او سهل ما.. ما اعلنه يسوع كان حقا جديدا وكان وما زال صدمة لكثيرين... كان يعلن يسوع بكل بساطة انه لا يوجد مكان او جبل ما مقدس حيث يمكن الاقتراب الى الله، لان الانسان لديه روح والله روح، لذا يمكن للانسان ان يقترب الى الله ويعبده لا يهم المكان الذي هو فيه... بالنسبة لليهود المتدينين كانت تلك الحقيقة التي فجّرها يسوع، تجديفا.. لم يستطيعوا ان يفهموا او يدركوا كيف يجرؤ يسوع الانسان الشاب الفقير على الغاء فكرة وجوب وجود مكان مقدس للعبادة، وكان لسان حالهم صارخا، مَن كان يسوع حتى يجرؤ على اجراء هذا التعديل الاساسي!...


ومن البديهيات الروحية اليوم التي هي غير قابلة للتفسير او التعديل، هي وجود اماكن مقدسة في العالم.. وما زال صوت يسوع يدوي في كل مكان، متحدّيا التقليد البشري المسيطر... "لا يوجد مكان مقدس"... مع انه كانت في العهد القديم وفي ايام موسى وداود اماكن مقدسة كمدينة اورشليم مثلا والهيكل... اما رسالة العبرانيين وهي جزء من كلمة الله فتعلن ان كل امور العهد القديم كانت مجرد رموز لامور حقيقية وروحية تحققت في العهد الجديد (عبرانيين 7/ غلاطية 4/ رومية 15). فمثلا يقول الرسول ببولس، وكتاباته جزء من الوحي المقدس، ان الانسان الذي يقبل يسوع ربا على حياته ومخلّصا شخصيا له، يجعله الله هيكلا لروحه ليسكن فيه (1 كورنثوس 3)، لان الله لا يسكن في مسكن من حجارة مصنوع بيد بشر ..


ان الله القدير لا يسكن في مبنى من اخشاب واحجار (اعمال 7)، لكنه يريد ان يسكن في داخل قلب الانسان، والله يريد شركة وعلاقة حية مع الانسان..
في سفر الخروج 3، قال الله لموسى النبي :" هنا مكان مقدس، اخلع نعليك من رجليك" .. كانت هناك صحراء مقفرة، حيث لم يكن شيء، مجرد برية قاحلة.... مكان صغير ومحدد، ولم يذكر الكتاب المقدس اين كان ذلك المكان، ولا يستطيع احد اليوم ان يعرف اين كان ذلك المكان بالتحديد.. لماذا كان ذلك المكان مقدّسا؟ فقط بسبب ان الله ظهر له هناك... ما دام الله كان يتكلم مع موسى، كان ايضا المكان مقدسا. وفي اللحظة التي انتهى الله من الظهور لموسى والحديث معه، لم يعد المكان مقدسا، بل اصبح مكانا عاديا جدا... حيث وحين يظهر الله، يكون هناك مكان مقدس... عند توقف ظهور الله، لا يكون المكان مقدسا بعد..ان الله القدوس يجعل اي مكان مقدس اذا لامسه واستخدمه...


لماذا لم يذكر الكتاب المقدس اين كان ذلك المكان المقدس الذي ظهر الله فيه لموسى النبي؟! أ لعل الوحي نسي؟ حاشا... بحكمة الهية لم يذكر ذلك... لو ذكر اين كان ذلك الموضع، لحوّله البشر الى مكان عبادة... ان الله يريد ان نعبده هو ولا نعبد اماكن او اشياء من خليقته.
كان موسى نبيا مهما جدا ويعتبر من اهم الانبياء، بواسطته اعطى الله ناموسه او شريعته للبشر.. وهو الذي حرر واعتق الشعب من العبودية واستخدمه الله بشكل معجزي.. ولما مات، دفنه الله بنفسه.... وقد اكرمه الله جدا، لكن الكتاب المقدس لم يذكر اين دفنه الله.. لا احد اليوم يعرف اين يقع قبر موسى النبي.. علم الله ان الشعب سيعبد قبر موسى وسيصنعون منه مزارا مقدسا.. لو كان مهما المكان حيث دفن موسى، لاخبرنا الله بذلك.. يحب الانسان ان يكون مرتبطا بأماكن ملموسة، لكن الله يبغض ذلك، لان الله لا يريد ان تتحول الاماكن والاشياء الى مقدسة يعبدها الانسان.. يكره الله ذلك، اما الانسان فيحب ذلك ولا يقدر ان يستمر من دون ذلك.. وأ ليس التاريخ يشهد ان ذلك بالتحديد كان سببا لهدر انهار من الدماء في اماكن كثيرة...


اخذ يسوع يوما ثلاثة من تلاميذه، وصعد بهم الى جبل عال (متى 17) وحدث التجلي حيث ظهر الرب يسوع بمجد مع النبي موسى والنبي ايليا... وبحكمة بالغة، لم يذكر الكتاب المقدس اين حدث ذلك، ولا نقرأ عن اسم ذلك الجبل...كثيرا ما يذكر الكتاب المقدس تفاصيلا دقيقة واسماء مدن واسماء جبال، لكن هنا صمت الوحي بقصد ولم يذكر اسم ذلك الجبل.. أ لعل الله نسي ان يذكر ذلك؟؟.. بالتأكيد لا يريدنا الله ان نعبد ذلك الجبل ونحوّله الى مكان مقدس..


هنالك امثلة كثيرة تؤكد الفكر الالهي الصحيح، لكن البشر لا يريدون ان يسمعوا ويقبلوا.. في سفر العدد 21 نجد مثلا اخر. أمر الله موسى ان يصنع حية نحاسية ويرفعها امام الجميع لتكون وسيلة للشفاء للذين لدغتهم الحيات.. لكن بعد سنوات طويلة (سفر الملوك الثاني 18: 4)، صنع الشعب حية نحاسية مشابهة للتي صنعها موسى النبي وعبدوها. اعلن الله في هذا المرة انها كانت صنما ويجب سحقها الى التمام. ما طلبه الله في احد الظروف، رفضه ايضا في ظرف اخر..

يقول الكتاب المقدس ان جسد المؤمن الحقيقي هو هيكل لسكنى الله بالروح. واورشليم هي رمز لكنيسة المسيح .. وعلينا ان نفهم كل امور العهد القديم روحيا ورمزيا وفي ضوء العهد الجديد وليس حرفيا(2 كورنثوس 3: 6).
وفي انجيل متى 18، حسم يسوع الامر اذ صرح انه حيث اجتمع اثنان او ثلاثة باسمه، هناك يكون في الوسط وهناك يكون مكان مقدس ما دام هو هناك.. كلمة "حيث" تعني انه لا تحديد للمكان، بل في اي مكان اجتمع اقل عدد، وهدفهم تمجيد الرب يسوع وعبادته، يكون الرب هناك في وسطهم... ويتحول ذلك المكان حتى ولو كان بيتا او حديقة او واديا، ما دام هدف اللقاء هو عبادة الرب..


ان الكتاب المقدس اي كلمة الله لواضح في هذا الامر. لا يوجد مكان مقدس في هذا العالم... اذن لماذا يتحدث الناس عن اماكن مقدسة؟! ببساطة لانه وجود مكان مقدس والدخول اليه والحديث عنه، تعطي شعورا دينيا رائعا، حتى ولو لم يطلبه الله من البشر!.. كثيرا ما نبحث عن شعور ديني خاص، وليس اطاعة الرب وصنع رضاه...ان الشعور الديني الجميل كثيرا ما لا يتعلق بالله بتاتا... ربما العبادة لدى البعض هي لارضاء الذات، وليس لارضاء الله... ان الاقتراب او الابتعاد عن الله ليس امرا عاطفيا او شعوريا او حسيّا او شكليا او خارجيا... يمكنك ان تشعر انك في السما، وفي ذات الوقت تكون بعيدا عن الله الحي.

والسؤال الاهم هو، هل يبحث الانسان عن تجربة عاطفية او اختبار روحي ذي طابع ديني، ام يبحث عن عبادة الله الحقيقي وطلب الشركة الحية مع خالقه؟! .. كثيرا ما يهم الانسان مجرد حس ديني او اشباع للمشاعر الداخلية، ولا يهمه ارضاء الله ام لا.. والمشكلة ان كثيرين من القادة الدينيين يعرضون على الشعب الواثق بهم مناخا دينيا عاطفيا وليس طعاما روحيا حقيقيا.. يقدّمون ما يشبع المشاعر، وليس ما يغذي الروح... يقولون ما يعجب الناس وليس ما يغيّرهم ويخلّصهم ويقرّبهم الى الله الحقيقي.. ان استخدام الماء والزيت والبخور والالحان الدينية مثلا يمنح شعورا جميلا. بعض القادة يقولون كلاما يهزّ المشاعر مما تسبب ذرف الدموع بغزارة، دون ان تقرب احد الى الله الحقيقي ذرة واحدة...


ان الكتاب المقدس يعلّم اننا نقترب الى الله من خلال صليب يسوع فقط بالايمان بالنعمة بشفاعة الرب يسوع المسيح ( عبرانيين 10). اما بواسطة بالناموس او الاعمال او المشاعر، فلا احد يقدر ان يرضي الله، ولا يمكن ان يكون مقبولا لدى الله.. ان الايمان المسيحي ليس رموزا او مجرد حس ديني جميل... ان ايماننا هو نور ووضوح.. فقط يسوع ارضى الله على الصليب، وعلى هذا الاساس يقبلنا الله بالنعمة. اذا كانت الاماكن المقدسة هي التي تقربنا الى الله، فلماذا اذن مات المسيح على الصليب متألما ومهانا؟!.. لكن يسوع مات وانجز كل ما يحتاجه الانسان لكي يعبد الله ويكون مقبولا لديه. كثيرا ما يحذرنا الكتاب المقدس من اناس يحاولون ان يخدعوننا كالنبي بلعام الذي استخدم كلمة الله فقط لربح المال، مع ان اقواله تمّت وتحققت!.. في سفر الاعمال 20، قال بولس الرسول انه سيكون اشخاص يخرجون من بين اعضاء الكنيسة، سيعلّمون امورا خاطئة ومضللة لكي يجذبوا التلاميذ وراءهم، الذين يستخدمون كلمة الله لاجل مصلحة ذاتية باحثين عن مجد انفسهم. ليت الرب يزيل القشور عن العيون ويفتح القلوب، فتستنير وتتعرف على الحق الكتابي، فنتحرر من العبادة الوهمية والقداسة الحسية والتدين الشكلي، فيسوع هو الحق والحقيقة وهو الطريق الى الله الحقيقي وبه نصل الى الحياة الابدية..
 
قديم 01 - 12 - 2012, 08:34 AM   رقم المشاركة : ( 1975 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرؤية الروحية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إن الرؤية الروحية هي قدرتنا على أن نرى بوضوح ما يريدنا الله أن نفعله في هذا العالم. ولكن هذه البصيرة الروحية يمكن أن يكتنفها الضباب من أفكارنا ورغباتنا. فما يخدم الذات من رغبات ومنافع وأهداف، يحجب هذه الرؤية. وخدمة الله هي أفضل الطرق لاستعادة القدرة على الرؤية.
+++ اسأل نفسك كيف ينظر المسيح إلى الامور لو كان مكانك ،حتى تستطيع أن تراها على حقيقتها بدون أغراض شخصية، او أقكار خاطئة فلا تضلل نفسك، ابحث عن كل ما هو حسن فيما حولك و اشكر الله عليه، وإن رأيت اخطاء في الآخرين، صل لاجلهم حتى يصلح الله ما فيهم، ويكمل نقائصهم وهكذا لاترى إلا الله يحيط بك، سواء كان خيرًا فيكون منه او شرًا فيصلحه.

يقول الرب يسوع إنه لا يمكن أن نخدم إلا سيدا واحدا. ونحن نعيش في مجتمع تسوده المادية، حيث يعبد الكثيرون المال، فيصرفون كل حياتهم في جمع المال واكتنازه، ليموتوا ويتركوه وراءهم. فشهوتهم للمال وما يمكن أن يشتريه، تفوق بكثير التزامهم لله وللأمور الروحية. فما تكنزه، تظل تفكر فيه كل وقتك وبكل طاقاتك، فاحذر الوقوع في شرك الماديات، لأن "حب المال أصل لكل الشرور" . فهل تستطيع أن تقول بأمانة إن الله، وليس المال، هو سيدك؟ والمحك لمعرفة ذلك هو أن تعرف من الذي يشكل مكانة أكبر في أفكارك ووقتك وجهدك.
كان الرب يسوع يقارن بين القيم السماوية والقيم الأرضية، عندما قال إن ولاءنا الأول يجب أن يكون للأمور التي لن تضمحل أبدا، ولا يمكن أن تسرق أو تفنى أو تبلى.
+++ يجب ألا نعتز بما نملك، لئلا يمتلكنا هو، ومعنى هذا أننا يجب أن نراجع أنفسنا متى أصبحت ممتلكاتنا هي الشغل الشاغل لنا. فالمسيح يطلب منا أن نعزم أن نحيا مكتفين بما لنا، لأننا قد اخترنا ما هو أبدي ودائم.

يطلب منا الرب يسوع ألا نهتم بالأعواز التي وعد الله أن يمدنا بها، وذلك لنتائج القلق السيئة، فكم من النتائج السيئة تعاني. فالقلق : (1) يؤذيك جسديا، فيحرمك من النوم والأكل. (2) يجعل موضوع قلقك يشغل كل أفكارك. (3) يعطل إنتاجك. (4) يؤثر سلبيا في أسلوب معاملتك للآخرين. (5) يقلل من قدرتك على الاتكال على الله. وهذا هو الفرق بين القلق والاهتمام السليم المجدي، فالقلق يشل الإنسان، أما الاهتمام السليم فيدفعك للعمل
+++ انظر كم من الوقت تقضيه في الاهتمام بالماديات، وكم من الوقت تنشغل بالوجود مع الله؟
لا تنس ان هدفك هو الله، فرتب يومك ليكون لله الاولوية بل في كل شيء
تعمله ، انظر ان يكون مرضيًا لله، وكذا كلامك و أفكارك، وليكن لك الطموح الروحي والافكار البناءة واثقا ان تدبير الله لاحتياجاتك و حمايته لك.
 
قديم 01 - 12 - 2012, 08:38 AM   رقم المشاركة : ( 1976 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طـــــريق الصــلــــيـب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


حمْل الصليب




تمّت عملية تسليم المتهم مكتوفاً، لكنَّ الحُب والرحمة كانا عن يمينه ويساره، كأنَّهما جناحان يطير ويُحلّق بهما في السحاب، وأصبح يسوع بين أيدي أعدائه كحمل وسط ذئاب وكحمامة بين الجوارح! وبقسوة ووحشية يُمزّقون الرداء القرمزيّ عن جسده المُلطّخ بالدماء والدموع، ويُلبسونه ثيابه من جديد (مت31:27).



وبعد أن قام العسكر بترتيباتهم الوحشية ظهر الصليب الرهيب، الذى أصبح الوقت رمز خلاصنا، نرسمه على معصمنا، ونضعه فوق صدورنا، ونُزيّن به بيوتنا وكنائسنا لأنَّه علم مملكتنا الذي لولاه ما تم الخلاص ولا تأسست مملكة المسيح.
وقد جرت العادة عنـد الرومان أنَّ المحكوم عليهم بالصلب يحملون كل واحد صليبه، إلى مكان الصلب، فحمل مُخلّصنا البار خشبة الصليب على ظهره الجريح، وكأنَّه يحمل راية النصر كملك عائد من الحرب منتصراً، وأتوا بمجرمين آخرين يحمل كل منهما صليباً مماثلاً لكي يُنفّذ فيهما نفس الحكم.




ويتحرك الموكب ببطئ شديد، تلفّه سحابة من الغبار الكثيف، ويسير ملك الملوك مُطأطئ الرأس يتبعه حصانه الكئيب بين أضلع وادى قدرون، وعدد ليس بقليل من الجمع الغفير، فالعسكر يُحيطون بهم من كل ناحية، وفى أشعة الشمس تلمع حرابهم وسيوفهم المسلولة وخوذاتهم، وها هم الكهنة والكتبة، وجمع من الكبار يصرخون، ومن الأطفال يصيحون، وقوم من اليهود، وآخرون أُمميّون..



جموع غفيرة التقت لتشاهد آلام المسيح !! وقد تموّجت أنفاسهم المسمومة حوله، أمَّا يسوع فكان يسير كطيف الحب جاراً أجنحته المكسورة، وقد يبّس التعب مفاصله، وانتـزع الجوع قواه، وأخفت الدماء ثيابه وملامحه كأنَّها تُريد أن تُكفّنه قبل أن تُميته، فكان يتقدم إلى الأمام ورياح الأشرار تصدّه تارة، وتقذف به إلى الأمام تارة أُخرى، كأنَّها أبت أن تراه فى منازل الأحياء، وها هى تُعجّل به إلى الموت.



وتمسك الطريق الوعرة بأقدامه فيسقط ثم يقوم، وبين سقوطه وقيامه كان يصرخ مستغيثاً، ثم يُسكته الألم فيعود صامتاً مرتجفاً، كأنَّه عصفور مجروح الجناحين، سقط فى النهر فحمله التيار إلى الأعماق، أو كطائر ظاميء يحوم مرتفعاً فوق ينبوع ماء حفره ثعبان مُخيف، ولكنَّ الطائر ظل مرفرفاً فوق الينبوع حتى أضعفه العطش، فما أن سقط حتى قبض عليه الثعبان!



وهكذا ظل الموت يتبع يسوع رافضاً أن يتركه حتى خارت قواه، فارتمى على الطريق وصرخ بصوت عظيم هو بقيّة الحياة فى جسده، صـوت مؤلم كما لو كان قد رأى خيال الموت وجهاً لوجه، صوت مُنازع فى النفس الأخير، أتلفته الظلمة وقبضت عليه العاصفة لترمى به فى أحضان الهاوية! ففتشوا عن رجل لكي يضعوا عليه صليب يسوع ليحمله ما تبقى من الطريق، فوقعت عيونهم على شخص غريب، فلاحاً كان عائداً من الحقل يحمل على منكبيه نير الحياة، فسخَّروه ليحمل الصليب وقد كان هذا الشخص هو سمعان القيروانيّ.



سمعان القيراونيّ





أمَّا سمعان فكان عبداً من القيروان، لذلك سُخّر ليحمل الصليب خلف يسوع، فأداة العار هذه لا يحملها إلاَّ العبيد، وقد حمل سمعان الصليب وهو لا يدري، أنَّ من يحمل صليبه هو القدوس الذى أخلى نفسه " آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ " (في7:2)، ليعتقنا " مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ " (رو21:8).



وليس بغريب إن كان سمعان قد حمل الصليب في البداية مُجبراً، لكنَّه سرعان ما فرح لأنَّه اقتنع أنَّ حمل الصليب، هو تخفيف عن رجل بريء، لم يعمل شراً فى حياته، التي كانت مثالاً للتقوى وأعمال المحبة.. وهو بذلك يُمثّل النفوس التي تهرب من حمل الصليب عندما يُلقى عليها، ولكن ما أن تضعه على منكبيها وتحمله عن رضى تفهم فى الحال قيمته الخلاصية، وتشكر الله الذى رآها جديرة لحمله، وعندما تستمر فى حمله تعرف معنى قول الرب: " اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي.. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيف " (مت30:11)، وقد كان الصليب المقدس كجناحي الطير على كتفي سمعان!



وها الصليب يصل إلى تلّة الجمجمة حيث أعدوا كل شئ لصلب البار، لكنَّ يسوع لم يتفوه بكلمة عندما سمروه.. ويخيل إلىّ أن يدى يسوع ورجليه قد ماتت من شدة الآلام، وهى ترجع آنئذ إلى الحياة مخضّبة بالدماء، لأنَّ يسوع كان يرغب المسامير كما يرغب الملك تاجه أو صولجانه، وكان يُريد أن يرتفع إلى الأعالي، فالبلبل اشتاق إلى عشّه لأنَّه مل الكهوف والمستنقعات.. ولو أنَّهم قالوا لسمعان ثانية: أحمل صليب يسوع لحمله بملء الرضا ليسير به هذه المرّة لا إلى الجلجثة، بل إلى قبره لكي يموت ويرتاح من عناء الحياة وظلم البشر!






إنَّ يسوع الذي حمل سمعان صليبه


قد صار هو نفسه لسمعان صليباً !!





فلا يظن أحد أنَّه يستطيع أن يحيا بدون صليب، ومن العبث أن يهرب الإنسان من حمل الصليب، لأنَّ السيد المسيح قد قال: " إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي " (مت24:16)، لهذا يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: " إن أردت أن تتخلص من الصليب لن يفارقك أبداً، بل سيتبعك حتى إلى جهنم هذا ما حدث مع اللص الأيسر"، أمَّا القديس أغسطينوس فقال: " إن كنت تريد أن تطرح صليبك، الذى وضعه مُخلّصنا على ظهرك فذاك برهان على أنّك بدأت تتخلى عن مسيحيتك.



لكنَّ الصليب ليس من نصيب أولاد الله فقط كما يظن البعض، فالأشرار هم أيضاً لهم صليب حمله ثقيل، هو خطاياهم التى تلتهم أرواحهم وأجسادهم، وتمتص دماءهم ودموعهم، دون أن تشبع أو ترتوي، لكن بين صليب المؤمنين وصليب الأشرار فرقاً:



+ صليب المؤمنين من أجل البر، أمَّا صليب الأشرار فمن أجل الشر الذي يعيشون فيه.
+ هذا من أجل تبعيتنا لله والعيش بوصاياه، وأمَّا ذاك فمن أجل تبعيتهم للشيطان.
+ صليب المؤمنين بداية المجد السماويّ، ويقود إلى النعيم الأبديّ، أمَّا صليب الأشرار فيقودهم للهلاك الأبديّ حيث النار لا تُطفأ والدود لا ينام.




بنات أورشليم




لقد كان منظر يسوع وهو يسقط على الأرض رهيباً! وهو يكشف عن ثقل خطايا البشرية، ويؤكد أنَّه لا شيء يوقع حامل الكون بكلمة قدرته، لاشئ يوقعه على الأرض إلاَّ خطايانا، ومن هول المنظر أخذت النساء اللواتي كن يتبعن يسوع من بعيد ينحن، إذ شعرن بالإثم الفظيع الذى ارتكبه رجالهن في حق يسوع.





ها قلوبهن تذوب فتجرى كالدم دمعاً، لأنَّ الملك لم يبقَِ منه سوى شبح إنسان فقد هجم عليه الخنزير الوحشى فى الغابة المُظلمة ومزّق جسده بأنيابه السامة، والآن هو يسير ملطّخاً على أوراق السنين المتساقطة، إنَّ صوته لن يأتي مع الفجر إلى نوافذهن ليوقظهن مع نسيم الصباح، لقد أفلت منهن ذاك الذى تكلّم كما تتكلّم الأنهار، الذى كان صوته وقيثارته توأمين، يسوع الذي كانت المرارة تتحوّل على شفتيه إلى عسل.



لقد بكت النسوة لأنَّ الحياة فى نظرهن قد مات! أمَّا الرب فيرفض دموع النائحين عليه، ويعتبره عملاً خاطئاً، ويعد دموعهن بلا جدوى، لأن يسوع لم يكن ضرساً مسوساً فى فم البشرية، ولا سبيل إلا استئصاله لترتاح من أوجاعها وتُريح معها الآخرين، فهو الذى استطاع فى كل المواقف وتحت وطأة الآلام الشديدة أن يُظهر هدوءاً تاماً، ورغم ما حدث لم يفقد وعيه أو محبته، ولم يتخلَ لحظة عن إظهار حنانه وعنايته بخراف إسرائيل الضالة ولهذا يلتفت إليهن وهن يشاهدن آلامه ودماءه فى إشفاق ويقول: " يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ " (لو28:23).



وفى هذه الكلمات توبيخ لكل الذين ينحصر تعظيمهم للصليب، فى مجرد إظهار للعواطف الطبيعية التى نصيبها الرفض، فالمسيح لا يقبل النوح لأجله لأنَّه يجتاز الألم بإرادته، ففى استطاعته لو أراد أن يقف أمامنا بتاج مجد بدلاً من الصليب، فالأفضل أن نبدأ بالبكاء على أنفسنا، معترفين بأننا مستوجبون الموت الأبدي الذي شاء الرب برحمته أن يرفعه عنِّا.



كما أنَّ هذه الكلمات تُشير إلى المصير الرهيب، الذي ينتظر الجمع الثائر، وإشارة أيضاً إلى جريمة إسرائيل الكُبرى، التى كانت السبب الرئيسى في البلاء الذى حل عليهم فيما بعد، فها الجبابرة تحوّلت الحياة أمامهم إلى حبس ضيق، لا يروا فى جوانبه غير أنوال العنكبوت، ولا يُسمع فى زواياه سوى دبيب الحشرات.



ويستطرد الرب قائلاً: " لأنَّهُ هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُونَ فِيهَا: طُوبَى لِلْعَوَاقِرِ وَالْبُطُونِ الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَالثُّدِيِّ الَّتِي لَمْ تُرْضِعْ " (لو29:23)، فما كان من قبل يُسبب حزناً وألماً، وكان يُعد عاراً عظيماً فى إسرائيل - العقم وعدم إنجاب البنين - سيُكون فيما بعد امتيازاً يُحسد عليه، ويمتد بصر المُخلّص إلى ما بعد خراب أورشليم، ويصل إلى دينونة اليوم العظيم، فأولئك الذين بإصرارهم على عدم الإيمان بالمسيح، واستمرارهم فى عدم التوبة، سيجدون أنفسهم فى وضع يُفضّلون عليه الموت من الاسـتمرار فى الحياة، فيقول: "حِينَئِذٍ يَبْتَدِئُونَ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ اسْقُطِي عَلَيْنَا وَلِلآكَامِ غَطِّينَا " ( لو30:23).



ويختم الرب كلامه لبنات أورشليم بقوله: " لأَنَّهُ إِنْ كَانُوا بِالْعُودِ الرَّطْبِ يَفْعَلُونَ هَذَا فَمَاذَا يَكُونُ بِالْيَابِسِ ؟ " (لو31:23)، وهنا يدعو حامل الصليب نفسه " العود الرطب "، من حيث أنَّه هو البر والحياة الذى له كل إكرام ومع ذلك تحّمل عذاباً لا مثيل له!





كواكب مُضيئة فى ليلة مُظلمة




فى طريق الصليب سار جمع كثير، منهم الكافرون الظالمون والحاقدون، وبين هؤلاء الأشرار سارت جماعة قليلة، كانت مثل كواكب مضيئة فى ليلة مظلمة، وكان الجمع ينظر إليهم كمن شاركوا الأرواح الشريرة في بث السموم فى فضاء مدينتهم، ولم يُدركوا أنَّ هذه الجماعة كانت تسير مع يسوع لتحمل دمائه إلى بلاد بعيدة!


جماعة صغيرة اشتهت أن تُعرّض نفسها لأشعة آلامه المقدسة لتحترق فى هذا الموقد – موقد الحب – فتتطهّر مثل الملائكة وتسبّحه بقلبٍ خالٍٍ من الغش، طاب لها المر والخل وقد شبعت من الإسفنجة، نبع لها القوت من ضرباته، وفتحت فاها لتشرب من الدم الذى يجرى منه، وأخذت الماء من جنبه وملأت به بطنها، خبَّأت نفسها فى العش المضفور على رأسه ولم تؤذها الجوارح المتربّصة أتى الصيادون من كل مكان وأحاطوا بها، ضربوها بحجارة الهزء لتفر وتخرج من داخل عشها، رجموها كثيراً وهى لم تسقط على أيديهم، بدأت تُرتل من داخل عشها بأصوات شجية أُنشودة الحُب الإلهيّ، وضعت فمها بأُذني يسوع ورتلت بإيمان قوى وألم عظيم، قالت:



لا تتركنى أفر منك إلى الأشرار، ها جميع الرياح قد هبت علىّ حتى ابتعد عنك ولكننى احتقرتها وصعدت إلى علو عشك، نفخ فىّ قيافا كشبه الحية لكن سمومه لم تقتلنى، وطلب منى حنّان التنين العظيم أن أنزل، لكني رفضت وكنت أؤمن أنَّه لن يصل إلىّ لأنّى فى حضنك أختبئ، ها الشيطان الماكر خرج خلفي لكنه لم يمسكني، لأنَّ ريشى جيد وأستطيع الطيران لأحلق فى سماء حُبّك.
فبينما تنفخ رياح الزور بشدة، اشتعل سراج الأبرار دون أن ينطفئ نور إيمانهم، وحيث تتخبّط الأمواج لتغرق سفينتهم، عبروا البحر بخشبة الصليب ولم يغرقوا، وحيث الإهانات والتعييرات، خرجت الطيور من عشها وطارت، وصعدت إلى فوق بعيداً عن فخاخ الصيادين الأشرار، ووضعت عشها فى إكليل الشوك الموضوع على رأس يسوع لتحتمي هناك فى العش بين الأشواك، فهناك لا تؤذيها أظافر الجوارح لأنَّ من يقترب منها سيُهرق دمه.




من بين هؤلاء أم ابني زبدي، إنّها تريد أن تقدم لابنيها اللذين اشتهت فى يوم أن يجلسا عن يمين ويسار المسيح فى ملكوته مثالاً للأمانة، وقد تعلَّما بحق أن يكونا أُمناء حتى الموت، وأظهرا فيما بعد أنَّهما جديران بأم قديسة طاهرة كهذه .. ولابد أنَّها خاطبت يسوع وإن كانت بلغة صامتة! وهل يحتاج الإنسان إلى لغة ليخاطب عموداً من النور أو جبلاً من البلور؟! فالقلب لا يعرف مالا ينطق به اللسان وما لم تسمع به الآذان!



لقد خاطبها يسوع عن القوة في لحظات ضعفه، ولمّا خاطبها عن المحبة بدمائه ودموعه، شعرت كأنَّ الدم توقّف عن السير، والوجود انحجب واضمحل، وأحسّت بأنَّ صوت لحن سماوي يخترق أُذنيها ويتملك على مشاعرها، فاتضعت روحها أمام نظراته الطاهرة، وأدركت في أعماق نفسها أنَّ الذي تسير بجانبه هو إله وإن كان يرتدي زي البشر!!



ومنذ تلك اللحظات وصورة يسوع ترافقها في وحدتها عندما لم يزرها أحد، وعيناه تنظران إلى أعماقها هي مغمضّة العينين، وقد كان صوته سيداً في هدوء لياليها، وهكذا صارت سجينة حُبّه إلى الأبد، وأدركت أنَّ السلامة في آلامه، والحرية في قيوده، والفرح في دموعه، وإن كان يسوع قد اختفى بعد صلبه عن حواسها، إلاَّ أنَّه اقترب بالروح أكثر فأكثر إلى قلبها! ولكن كيف تركت الأم ابنيها، حليب ثدييها، في طريق ينبوع لم يذق بعد؟! كيف احتملت ولديها، حرارة ذراعيها، يبعدان عنها من أجل بلاد باردة سيذهبان إليها؟!





وبالقرب من أم ابني زبدي كانت تسير مريم أم يعقوب ويوسى، وقد صار لها الشرف هى الأُخرى أن ترى ابنيها ضمن رفقاء يسوع يُحدّثون بعجائبه ويتكلّمون بأمثاله الحيّة وتعاليمه المُحيية، فقد كانت قوة خفية تُرافق كلماته فتستأثر القلوب، وتُزيل الصدأ من معادن النفوس، لأنَّه كان ينسج أمثاله وقصصه من خيوط الفصول وإليك مثالاً من طريقته:
" خرج الزارع ليزرع "، أو " كان لرجل غني كرم " أو " راعٍ عد خرافه "، فكلمات مثل هذه لابد أن تؤثر في سامعيه، لأنَّ كلنا عند التحقيق زارع، وجميعنا نُحِب الكرمة، وفي مراعي ذكرياتنا راعٍ وقطيع وخروف ضال وهناك أيضاً محراث ومعصرة وبيدر..



لقد عرف يسوع نوع الخيوط الذي صنع الخالق منها ثوب حياتنا، ولهذا استطاع أن يخترق بتعليمه الإلهية أعماق قلوبنا، ولأنَّه رأى الحياة بنور الله الذي هو أنقى من نور عيوننا، خاطب مشاعر البشر لا عقولهم، وعواطفهم لا أفكارهم فقط، أمّا كلامه فقد حمل قوة لم تصل إليها حكمة الفلاسفة، وكثيراً ما كان في كلماته يمتزج صوت البحر والريح وصوت الأشجار والنسيم والورود.. فإذا تكلّم كأنَّ الحياة تتكلّم مع الموت!



لقد كانت مريم تمشي بين الجمع كأنَّها روح انفصل عن الجسد، تتوجّه حيثما توجه، وإن سقط كانت تبكي بمرارة، ولأنَّ عظامها كانت من صُلب النحاس فهي لهذا لم تنثنِِ، وكانت عيناها كالسماء اتساعاً وشجاعة، فلم ترهب الجند أو الكهنة الذين ترأوا لها كأطفال! فصارت رمزاً للوفاء، وقد تمنت أن تموت لتُعطي حياتها للحياة الذي مات لأجلها، ولو استطاعت لحاكت من خيوط حُبّها ثوباً لتستر به عرى يسوع، الذي أحبّته وأحبّها، فعادت إلى بيتها وقد جلست إلى نولها لتصنع ثوباً لم تلبسه، لأنَّه لابنيها قد صنعته، إنه ثوب الشجاعة والوفاء.



وها هى مريم المجدليةالتى أخرج منها الرب سبعة شياطين، تنتحب فى صراخ شديد وتريد أن تتقدم لتُقبّل وجه الحبيب، ولكنَّها خافت من الذئاب البشرية المحيطة به، أو قل تجنبتهم إلى أن تنتهي مأساة الصليب.



لقد كانت المجدلية إنسانة ميتة، ملعونة من السماء والأرض، أذلتها شياطين الشر، وأيضا شياطين البشر، ولكن لمّا نظر فجر عينى يسوع إلى عينيها غابت جميع كواكب الشر من ليل حياتها المظلم، لأنَّ حب يسوع ذبح الوحش الذي كان يسكن أعماقها، فصارت امرأة فاضلة، قدمت ذاتها بخوراً طاهراً لإله الحُب، ولكن حكمة مريم قد تجلت عندما احتضنت حُبه في قلبها، فما الذي دفعها إلى حُبه؟ هل مجاعة عينيها الراغبة في الجمال، أم جماله الذي يفتش عن النور في عينيها؟





إن يسوع استطاع أن يدخل إلى هيكل المجدلية، وقد رأى الأرواح الشريرة التي تتآمر عليه وعليها، كما رأى الأرواح الطاهرة، التي تغزل خيوط الحُب بين البشر، ولكن الطريقة التي اتّخذها لشفاء المرضى لم تكن معلومة لدى أطباء وفلاسفة البشر، فقد كان بكلمة يأمر الشياطين أن تخرج فتفر هاربة! لقد عرف المسيح الفولاذ الصحيح تحت الصدأ؟!



أمَّا مريم أم مُخلّصنا فكانت تسير فى خطوات هادئة من شدة التعب، وهى تُغطي وجهها الذابل من الحزن، وكانت تتفرس فى ابنها وهى متوجّعة القلب، لقد بلغها رمح الألم كما قال لها سمعان الشيخ يوم ميلاد يسوع: " وَأَنْتِ أَيْضا ًيَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ " (لو2: 35)، عبر الحزن فى نفس الأم الطاهرة على وحيدها، ولم تقدر أن تتقدّم إليه عندما كانوا يستهزئون به، فصرخت فى قلبها ولم تفتح فاها لئلا يسمع أحد رعد ألمها.



لقد عجزت الأم أن تُخفف آلام ابنها، فما وصل إليه من الإنكار يؤلمها كما يؤلمه، وما احتمله من عذابات حملته هى فى قلبها! لقد كانت عيناها عالقتين به لا تتحولان عنه، كما كانت عيناه الداميتان لا تتحولان عنها، لم يتكلما معاً ولكن كم من أشياء تخاطب بها قلباهما الحزين فى ذلك اللقاء؟! ويبقى السؤال الحائر: كيف احتملت الحمامة الوديعة أن ترى ابنها الوحيد وهو بهذا المنظر العجيب؟ لابد أنها كانت تعرف أن فى عذابه وموته حياة للناس أجمعين ‍‍‍‍‍!


لقد ولدت مريم بكرها شجيرة صغيرة، وكانت تُراقبه بعيون المحبة لأنَّه كان ممتلئاً بقوة الحياة، ومرت الفصول وغابت أقمار وشموس.. فصار الطفل صبياً ينمو كالنخلة في أرضنا القفرة، وعندما بلغ شبابه صار جميلاً كالربيع وكانت عيناه كالعسل ممتلئتين من حلاوة الحياة، وكان على فمه عطش قطيع الصحراء لبحيرة الماء، فهو يريد أن يُعلّم الناس لكي يجتذب إليه أبناءً للملكوت وكانت فصاحته تسمو على قلوب البشر الصامتة، التي كانت تحن إلى تعاليمه كالحنين إلى ضياء النجوم، فما الذي حدث للربيع فتحول فجأة إلى خريف ؟! ما الذي جعل الظلام يطبق بسحابته على النهار ؟!



إنني أرى مريم وقد تضخم قلبها بدماء الألم، لقد كان حزنها على ابنها شديداً، فكانت تُحدّق فيه طويلاً ثم ترفع وجهها إلى أعلى فتتأمل السماء البعيدة منذهلة، وكأنها ترى رؤى سماوية، وقد كان بينها وبين صالبيه، بين قلبها وقلبهم أودية عميقة، أو قل صحراء واسعة من الحزن والألم، لكنّها لم تكن تخشى ظلام الأشرار، لأنَّها كانت تؤمن أنَّ الليل وأشباحه لن تطول إقامتهما معها لأنَّ صباح القيامة قريب، ولهذا مشت مريم وراء ابنها برأس مرتفع، وعندما وصل الجمع إلى الجلجثة ورفعوا يسوع على الصليب، لم يكن وجهها حزيناً بل كان أشبه بمنظر الأرض المثمرة، التي تلد أولادها بغير انقطاع وتقبرهم بلا ملل، طالما أنَّ في موتهم حياة لآخرين، فمريم التي كانت في ربيع حياتها ترأت لي شيخة طاعنة في السن، لأنني رأيت حصاداً في أزهارها وأثماراً يانعة في ربيعها!





يُخّيل إلىّ أن مريم كانت تناجي روحها فخراً بابنها الحبيب، فكانت تقول: أيها الرجل البار، الشجاع الكامل، الذي زار بطني مرّة، لم ولن تتكرر في البطون، أؤمن أن كل نقطة من دمك الطاهر المتساقط ستكون ينبوعاً، لأنَّ منها ستتكون أنهار الحياة الروحية لأمم وشعوب، أنت الآن تموت في هذه العاصفة، ولكني لن أحزن عليك أكثر من هذا لأنَّ في موتك حياة لكثيرين..



أما يسوع فنظر إليها وابتسامة هادئة تعلو شفتيه، وقد كانت هذه الابتسامة دليلاً على أنه قد غلب العالم، فرفعت مريم عينيها نحو السماء وقالت: أُُنظروا الآن، لقد انتهت المعركة، وأعطى الكوكب نوره، قد وصلت السفينة إلى الميناء، ويسوع الذي اتكأ على قلبي الآن يتموج في الفضاء، لقد غلب العالم، ويسرني أن أكون أمَّاً للغالب، ثم رجعت إلى أورشليم متكئة على ذراع يوحنَّا الحبيب، كما لو كانت قد حققت كل آمالها في الحياة!



إنَّها مثال للأم التي تموت لتعطي الحياة لغيرها، تحوك من الخيوط ثوباً لن تلبسه، تلقي الشبكة لتمسك السمك الذي لن تأكله! لقد بكت ورنَّمت، سكبت دموع الحزن ولآلئ الفرح، لأنَّها كانت هى الأخرى في حاجة إلى الخلاص.. فهل رأيت عصفورة ترنم وعشها في الهواء يحترق!


وكان هناك فى طريق الصليب يوحنَّا الحبيب، الذي وهو فى حاجة إلى تعزية، يحاول أن يشدد أم ربّه فى أحزانها، إنَّه التلميذ الوحيد الذى كان يسير فى طريق الصليب، فالرجال هربوا وبقيت النساء، فأين توما الذي قال: " لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضاً لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ؟ " (يو16:11)، وأين بطرس الغيور الذى قال لمعلمه: " وَإِنْ شَكَّ فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَداً.. وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ! " (مت33:26،35) لم نرَ أحداً لا هذا ولا ذاك حتى الذين أقام موتاهم أو فتح أعينهم أو شفاهم.. أنكروا الجميل وتملّك عليهم الجبن، لكي تتم نبوة إشعياء النبى: " دُسْتُ الْمِعْصَرَةَ وَحْدِي وَمِنَ الشُّعُوبِ لَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَد" (إش3:63).



إنَّ هذا القطيع القليل فى عدده والكبير فى محبته، يُعلن لنا أنَّ المحبة نحو المُخلّص المتألم، لم ولن تنقرض من على الأرض، وفى هذه الجماعة الباكية نرى البذور التى دبّت فيها الحياة بلمسة هذا المصلوب، والتى أنبتت فى المستقبل مملكة عظيمة، تتبع ملك الملوك الذي عُلق على الصليب!لقد صاروا كعصافير صغيرة، نثروا حبوبه المقدسة التي وضعها في أيديهم، نثروها على القلوب لكي تنمو وتفيض على الأمم من ثمار الروح التي هى: محبة وفرح وسلام.. فيشبعوا ولا يلجأوا إلى تجار العالم الذين يخلطون الحق بالباطل، وطعامهم المغشوش قد سم كثيرين.



وإن كانوا قد تألموا لموته إلاَّ أنَّهم بعد أيام رفعوا رؤوسهم التى انحنت، واستراحت قلوبهم التى احتملت التعيير من أجله، عندما يرون مجد المصلوب وهو قائم من الأموات، حينئذ ستطلب كل نفس مؤمنة، أن يجذبها خلفه حيثما يذهب، وأن يصعدها معه إلى مساكن الأبرار، ستصرخ متضرعة بالحُب طلبتني، وبالآلام اشتريتني، وبالرمح خلصتنى، والآن خذنى معك لبلد أبيك فى السموات، أنا الذى قبلت العار من صالبيك، وتألمت لمَّا احتقروك ولطموك وحمّلوك الصليب على ظهرك، وبكيت لما وضعوك فى القبر بين الأموات..لقد احتملت آلاماً كثيرة من أجلك.. فخذنى معك لأني مطرودة من أجلك.. خذنى أيها القدوس لأنى أحببتك.. لأنى معك لا أريد شيئاً على الأرض..

 
قديم 01 - 12 - 2012, 08:39 AM   رقم المشاركة : ( 1977 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف يموت الله ؟ وأثناء موته كيف كان يسير الكون ؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طبيعة الله الإلهية غير قابلة للموت ... لذلك كان لابد من التجسد الإلهى , وهنا اتحد بطبيعة قابلة للموت , وهذه الطبيعة البشرية هى التى ماتت على الصليب .. كيف؟

لقد انفصلت فيها الروح الإنسانية عن الجسد , ولكن اللاهوت ظل متحداً , ومتحداً بالجسد , وهو حى لايموت . ولأننا لا نفصل بين الطبيعتين نسب الموت إلى المسيح كله.

فالإنسان مثلاً يأكل ويشرب . الجسد هو الذى يأكل وليس الروح والجسد هو الذى يشرب وليس الروح , ومع ذلك نقول إن الإنسان هو الذى أكل وشرب , ولا نقول بالتحديد أن جسد الإنسان هو الذى يأكل .
كذلك فى الموت , روح الإنسان لا تموت , بل تبقى حية بعد الموت , ولكن الجسد هو الذى يموت بإنفصال روحه عن جسده.

إذن الطبيعة البشرية المتحدة بالإلهية , هى التى ماتت . ولكن طبيعة الله لا تموت . لأن اللاهوت حى بطبيعته لا يموت . كما أنه شاء لناسوته أن يموت كذبيحة محرقة سرور للأب , وأيضاً لفداء العالم.

+ لم يكن موته ضعفاً , وإنما حباً وبذلاً كما يقول الكتاب :

" ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه " (يو 15 : 13).

+ السيد المسيح تقدم الى الموت بإختياره , فهو الذى بذل ذاته لكى يفدى البشرية من حكم الموت , وما أعظم قوله على هذا :

" أنا أضع ذاتى لآخذها أيضاً ليس أحد يأخذها منى بل أضعها أنا من ذاتى . لى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن أخذها أيضاً " (يو 10 : 17 : 18).

+ أما عن ضعف الإنسان العادى فهو :

1- أنه يموت على الرغم منه , وليس له سلطان أن يهرب من الموت . أما المسيح فقد بذل ذاته دون أن يأخذها أحد منه.
2 - الإنسان العادى اذا مات ليس فى إمكانه أن يقوم , إلا إذا أقامه الله , أما المسيح فقام من ذاته وقال عن روحه : " ولى سلطان أن أخذها أيضاً " (يو 10 : 18).

وهذا كلام يقال من مركز القوة , وليس من مركز الضعف . ومن دلائل قوة المسيح فى موته :

+ فى صلبه وموته " إذا حجاب الهيكل قد انشق الى إثنين من فوق إلى أسفل , والأرض تزلزلت , والصخور تشققت , والقبور تفتحت , وقام كثير من أجساد القديسين " .
حتى أن قائد المئة الذى كان يحرسه خاف بسبب هذه المعجزة هو وجنوده وقال : " حقاً كان هذا ابن الله " (مت 27 : 51).

فى موته كان يعمل ليفتح الفردوس , وأدخل فيه آدم وباقى الأبرار , واللص اليمين . " الذى أبطل الموت " (2تى 1 : 10).
وأصبح الموت : هو مجرد قنطرة , يصل بها الناس الى الحياة الأفضل ..
أما السؤال : من كان يدير الكون أذن أثناء موته ؟

فالجواب : كان لاهوته يدير الكون , فاللاهوت الذى لا يموت , والذى لم يتأثر اطلاقاً بموت الجسد . الموجود فى كل مكان , هو الذى كان يدير الكون . لهذا قال السيد المسيح عن نفسه : " ليس أحد نزل من السماء إلا الذى صعد إلى السماء , ابن الإنسان الذى هو فى السماء " ( يو 3 : 13).

نزل الى الأرض , وسوف يصعد الى السماء , وهو كائن فى السماء فى نفس الوقت , لسبب بسيط أن اللاهوت قادر على كل شئ , ولا يخلو منه مكان , لا فى السماء ولا على الأرض . هو بناسوته على الأرض , ولكن بلاهوته فى كل مكان , فى السماء وعلى الأرض.



عن كتاب _ أسئلة حول الإيمان المسيحى
للقس أنطونيوس يونان.
 
قديم 01 - 12 - 2012, 08:41 AM   رقم المشاركة : ( 1978 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العبارات السبعة على الصليب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


سبعة عبارات عظيمة قالها رب المجد وهو معلق على خشبة الصليب لأجلنا
ممزوجة بالألم الكبير, وصرخة البار الذي حمل خطايا العالم في جسده ووقف أمام العدالة الإلهية, ليأخذ عقاب خطايا لم يرتكبها ولكنه قبلها بالنيابة عنا ليعلن محبته للبشرية.

إن رقم 7 هو رقم الكمال أي أن الرب يسوع أكمل كل شيء, الكفارة والفداء والخلاص والغفران والشفاعة.

نطق بثلاث عبارات قبل ساعات الظلمة وأربعة عبارات بعد انتهاء ساعات الظلمة.


1- كلمات الغفران: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 23 :34).

2-كلمات الرفق: "فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا، قال لأمه يا امرأة هوذا ابنك، ثم قال للتلميذ هوذا أمك" (يوحنا 19: 26 - 27).

3-كلمات التعزية: "الحق أقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لوقا 23: 43).

4- كلمات الوحدة: "إيلي إيلي لماذا تركتني", أي إلهي إلهي لماذا تركتني (متى 27: 46) و(مرقس 15: 34).

5- كلمات الألم: "أنا عطشان" (يوحنا 19: 29).

6-كلمات الانتصار: "قد أكمل" (يوحنا 19: 30).

7-كلمات التسليم: "يا أبتاه في يديك استودع روحي" (لوقا 23: 46).


ولما قال هذا أسلم الروح. وإذا رجعنا إلى عباراته السبعة على الصليب لوجدنا أن العبارة الرابعة التي كانت في وسط العبارات, أي ثلاث قبلها وثلاث بعدها من أهم العبارات لأن الله حجب وجهه لأول مرة عن الأبن, حيث كان ممثلا للجنس البشري في خطاياه, والقدوس لا يستطيع أن يعاين الشر والخطية. وهنا أدان الله الخطية وأخذ جزاءها من جسد الإنسان يسوع المسيح نيابة عن البشرية كلها.


يا رب اغفر لنا خطايانا
 
قديم 01 - 12 - 2012, 08:50 AM   رقم المشاركة : ( 1979 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

توجيهات فى الضيقات

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بضيقات كثيره ينبغى ان ندخل ملكوت الله .(اع 14 : 22 )




كي لا يتزعزع احد في هذه الضيقات فانكم انتم تعلمون اننا





و اضيق عليهم لكي يشعروا(ار 10 : 18)




-----------------------------





ترى ما الذى يجب أن يفعله الإنسان فترة اجتيازه بضيقة حتى تكون هذه الضيقة سببا فى تغيره حسب إرادةالله وتدبيرالروح القدس وحتى يستطيع هذا الإنسان أن يخرج منها بسلامة وفائدة ؟



أمور كثيرة يبنغى على الإنسان مراعاتها أثناء الضيقة ، سوف نتناولها تباعا فى صورة توجيهات روحية ، لا غنى عنها لمن يرغب فىالنجاح الروحي وحياة مقدسة كل حين ، وهى كالتالى :





+ لا تدع الضيقة تسلبك الإيمان بمحبة المسيح أو تفسد ذهنك عن كونه عادل ، لانه إن لم يسمح الرب لك بالتجربة سوف لا تسمو أفكارك وتتقدس مشاعرك ، بل وسيصبح كل كيانك فى إنشغال دائم عن ملكوت الله ، كما أن التجربة التى يقصد من خلالها الرب جذبك للإيمان هى شهادة قوية على محبته لك ورغبته العارمة فى خلاصك ودخولك المجد ولكن كثيرا ما نرفض هذه الحقيقة أثناء التجربة ونكذبها ..


+ لا تنظر إلى الذين هم فى راحة الآن وتظن أن محبةالله لهم أعظم من محبته لك ،لأنه مكتوب أنه " ليس عندالله محاباة "" (2: 11). ، .. كما أن هناك أمور كثيرة تبرر عيش هؤلاء فى ظل الراحة التى تراهم فيها الآن ، مثل : النهاية المؤسفة ، أى الأبدية التعيسة ، التى اختاروها لأنفسهم ،اجتيازهم فى القديم بتجارب كانت سببا فى عيشهم الآن فى راحة ومجد ورخاء ، عبادتهم النقية للرب كل حين ،ممارستهم الدائمة لأعمال الرحمة ، تعبهم فى الخفاء مناجل الرب...





+ الضيقة هى فرصة كل نفس بشرية للثبات فى الرب والتعبير عن محبتها له وإصرارها على تبعيته رغم كل الظروف والتحديات التى تعترض سبيلها نحو ذلك ، فإذاكانت حياتك مليئة بالضيقات فاعلم أن لديك فرصة عظيمة للثبات فى الرب والنمو فى النعمة ، وكلما زادت الضيقة زادت التعزية وفرصة النمو أكثر فأكثر فى الحكمة والقامة والنعمة عندالله والناس ، ومتى انعدم فينا الصبر فى الضيقات دل ذلك على قدر ما فى داخلنا من فساد وشر ولامبالاة بعمل المسيح و ميراث ملكوت السموات ..


+ الإنسان الذى يظن أن الضيقة سببا فى تعطيل نموه الروحي إنسان مخدوع من الشياطين ، والإنسان الذى لا يستفيد من الضيقة استفادة مغيره لحياته وأفكاره إنسان لا يبالى بخطة الروح لخلاصة ، والإنسان الذى لا يأخذ من ثمار الروح أثناء الضيقة إنسان لم ينجح فى التعامل معها ، والإنسان الذى لا يفهم قصدالله من وراء الضيقة التى سمح لها بها ويرفض أخذ المشورة لمعرفة ذلك القصد إنسان لا ينجو من عاقبة الذين يسلكون فى الحياة بجهل وحماقة وانحراف ..





+ زمن الضيقة هو زمن امتحان الإيمان وصبر المؤمنين ، والذى لا يعرف كيف يثبت فى الله وقت الضيقة ويتجاهل ذلك يمضى زمانه فى الحزن والتعب بلا طائل أو ثمر ، أما النفس التى تهتم وقت الضيقة كيف ترتقى فى معرفةالله وتثبت فى النعمة فهى التى تنال من روح النعمة والمثابرة والقدرة على الاستمرار فى طريق الجلجثة وإنكار الذات ، ولكن ما أكثرالذين يفشلون وقت الضيقة ويتركون نعمتهم لأنهم يراعون آباطيل كاذبة تعطل عمل النعمة ومليء الحياة بمجد الروح وبركاته .



+ الضيقات ليست محاولة من الله لسلب سعادة الإنسان و حرمانه من العيش فى ظل الفرح والسلام والرجاء ، ولكنها الوسيلة التى يري فيها الله الكفاية والقدرة على جذب الإنسان نحو الصلاح والحق واليقين .. ولو كانت الضيقات هى الوسيلة التى تسلب الإنسان سعادته لما كانت هى نفسها وسيلة الروح القدس لتحرير الإنسان وتنقيته فى الوقت الذى فيه يسعى هذاالروح لملء الإنسان من السعادة والفرح والسلام والرجاء ..





+ مسكينة هى النفس التى لم تتعلمبعد كيف يجب أن تلتصق بالرب وقت الضيقة وتعرف قدر عنايته بها وغيرته عليها، إن الرب يتأسف فى قلبه كل حين علىالذين يجربون ويبتعدون وعلى الذين ظنوا أن زمن الضيقة هو زمن انتهاء رضاء الرب ورحمته .. كثيرا ما ينخدع الضعفاء بمثل هذه الأفكار وبدلا أن تكون الضيقة سببا فى جذبهم للرب تقودهم هذه الأفكار المضلة للابتعاد عنالرب ، وربما للإنكار والجحود و الهرطقة .


+ قال أحدهم أن الضيقات هى مصنع رجال الله ، وهذا قول لا شك فيه إذ أنه لا يمكن لأحد أن يصير بطلا فى الإيمان بدون الضيقات ولا يمكن أن يتحرر الإنسان من الميول الباطلة والتمسك بالزمنيات و عبودية الفساد إلا بالضيقات ، ولا يمكن لإنسان أن يكون آهلا لخدمة الرب بدون الضيقات ، ولا يمكن يزداد ثمر تعبنا من أجل الرب إلا بالضيقات ولا يستحق أحد دخول ملكوت الله إلا بالضيقات ،





+ هناك اعتبارات هامة ومعزية فى الكتاب المقدس لكل نفس تجتاز بضيقة لا يمكن إنكارها لأنها حقيقة وتكفلها كلمة الرب ، بيد أن تجاهل هذه الاعتبارات كثيرا مايكون سببا فى فقدان الإنسان لسلامه وما سوف تتبارك به حياته من عطايا وبركات، وربما يكون هذا التجاهل سببا فىفقدانه للإكليل وأن تلحق به التعاسة الابدية ، لذا فالحكمة ترشدنا دائما إلى التأمل فى وعودالرب والبحث عن المشورة الروحية الصائبة القادرة أن تقودنا فى طرق النجاة ودرب الملكوت .


+ إن سرالحياة المنتصرة والمتهللة كل حين ليس هو نجاحها كل حين فى الهروب من الضيقة والقدرة على تجنب المخاطر ، إنما فى مواجهة الصعاب والتجارب ، لأن الهروب من الضيقة علامة على ضعف النفس وخلوها من الإيمان والتقوى ، أما المواجهة فهى علامة الشجاعة والإيمان والاتكال على الرب .





+ أحد أهم أسباب عدم استفادتنا من التجارب هو عدم انتباهنا لوجود الرب معنا فى التجربة وعنايته بنا كل حين ، فكلما زاد انتباهنا لعمل الرب و تعزياته ومساندته لنا فى الضيقة كلما ساعدنا ذلك على الخروج منها بفائدة وتجديد وانتصار ، وكلما زاد انشغالنا بالضيقة وما تحدثه فى داخلنامن حزن وحرمان كلما ساهم ذلك فى إبعادنا عن النصرة التى يرجوها لنا الروح والتى يشفع من أجل أن نحظى بها بآنات دائمة و لا ينطق بها .



+ إن السلامة فى الضيقات مشروطة بالعيش فى ظل تبعية المسيح كل حين ورغم كلآلم ، أما الذين ارتضوا لأنفسهم الحياة حسب أفكارهم ومبادئهم ، سيما وقت الضيقة والألم ، فهؤلاء هم الذين تباعدت عنهم رحمة الله ومواعيده ، لانه لا يكون آهلا لرحمةالله من فضل تعزيات العالم وفكر الغرباء ورفض تعزيات السماء وتدبير العناية الإلهية ، ولا يحظى بمواعيدالله إلا الذين أطاعوا الوصية المقدسة و احتملوا الألم بكل شكر وصبر وإيمان .



+ لا يمكن فصل النصرة فى الضيقة عن الصلاة كل حين ، فكلما وجدت فينا الضيقة الميل من كل القلب والفكر والإرادة للصلاة كل حين والعيش فى حضرةالرب باستمرار كلما ضعفت قوتها وقل انشغالنا بها والطلب من أجل مفارقتها لحياتنا .. إن الضيقة مقرره لنا لكى نقترب من خلالها للرب ، فإذا لم ننجح فى ذلك تضاعفت علينا إلى الحد الذى معه نفهم قصد الله ونقترب إليه فتسمو حياتنا ويزداد مجدالرب فيها وانتصارنا على مملكة الشر .



+ الذى يريد النصرة فى الضيقة يحظى بها والذى يرفض الضيقة تتباعد عنه النصرة ، لان الذى يريد الانتصار فىالضيقة يسعى فى طريق إتمام المشيئة الإلهية ، ومن ثم فهو قريب من مؤازرة الروح وعنايته ، وبالتالى فهو قريب من النصرة ، أما الذى يرفض الضيقة فلا يكون آهلا لرحمة الله ، من ثم لا يستحق بركات الروح التى تساعد جدا على بلوغ المرام فى حياة الانتصار .





+ الضيقة تحرر الإنسان من كل شر وفساد وكبرياء ، الضيقة وسيلة مباركة تمنح الإنسان مزيدا من السلام والبركة والاحتمال ، الضيقة فرصة مباركة نرى فيها مجد عنايةالله ومحبته وصدق وعوده المباركة ، الضيقة تهب الإنسان الشجاعة والمثابرة والرجاء ، الضيقة تساعد الإنسان على الحياة فى استعداد و اتضاع وهدوء، الضيقة تبعث فى الإنسان اليقين بأهمية تسليم الحياة للمسيح وقبول مشيئته كل حين ، الضيقة فرصة للنمو فى الحكمة و القامة و النعمة عندالله و الناس ، الضيقة تنقذ الإنسان من الكثير والكثير من المصائب والأهوال التى من الممكن ان يقع فيها نتيجة عيشه فى اللذة والرفاهية والرخاء .



+ الضيقة تستطيع أن تخلق فينا الميول المباركة نحو خدمة المسيح وملكوت الله وطاعة الروح القدس ،وهذه هى مسرة الثالوث القدوس أن نخدمه ونتبعه ونخضع له كل حين ، ومتى صارت حياتنا مقدسه للرب ضعفت كل قوة و سلطان للضيقات التى تأتى على حياتناوتحولت كل أوقات آلام الضيقة إلى أوقات عزاء وسلام ، بل فرح وتسبيح للرب .. لك القرار والمصير .


 
قديم 01 - 12 - 2012, 08:55 AM   رقم المشاركة : ( 1980 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كلمات يسوع المسيح على الصليب
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الكلمة الأولى:
لنستمع إلى المعلم المنازع: فمن قلبه الدامي تتفجَّر ينابيع الحبّ والرحمة. جسده البتولي يرتجف ويرتعش. وبنظرات ملؤها الحنان يتطلع إلى العالم الجاني, وسط آلام مبرحة ومؤثرة, يصرخ إلى أبيه السماوي بزفرات كئيبة وتعطفات إلهية:

يا أبتِ, إغفر لهم, لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يا أبتِ, لا تغضبك أشواك إكليلي الحادة. أنا بحثت عنها وطلبتها, وما هي إلا ثمرة مُرة لشقاء الإنسانية التي انفصلت عنك بذنوبها. إنما سامح الكبرياء التي سببتها. واغفر للكثيرين الذين ينكرون أنك أرسلتني. سامح خاصة جبانة الأصدقاء الذين تركوني, وضراوة الجلادين الذين عذبوني. يا أبتِ القدوس, إغفر خطايا العظماء المتسلطين, ولا تذكر خطايا الفقراء المساكين. كن رحوما, يا أبتاه, وسامح هذه النفوس لأنها خاصتي. لا تنتقم منها, بل اشفق وارحم. لا تنظر إلى خطايا العالم, بل إلى دمي المسفوك على الصليب تعويضا عن الإهانات الجارحة التي تلحق بك وبمجدك العظيم.

يا يسوعي المصلوب, دعني أتحد معك بصلاتك. اني أركع أمام صليبك المقدس, مُنْحَنِيَ الرأس, وقلبي يخفق حبًا ويتفطر حزنا لرؤيتي إياك متروكا من نفوس فديتها بدمك ... ولكن, إذا سمحت لي في هذه الساعة, أن أضم دموعي إلى دموعك, أتوسّلُ إليك لأجل الذين لا يصلون ... وأباركك عوض عن الذين يلعنونك ... واسبحك بالإتحاد مع كل النفوس المؤمنة قاطبة ... فاقبل صراخنا هذا من قلوب دامية تسألك المغفرة!

الكلمة الثانية:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما ألطف يسوع, وما عمق محبة قلبه الأقدس! ما كدنا نسأله نعمة التوبة للخطأة, حتى رنَّ صوته الرقيق في آذاننا, كأنشودة السلام تبشِّرُ بانعطاف السماء إلينا. فاللص التائب, المصلوب على يمين فادينا الحبيب, نطق بإسم جميع الخطأة الهالكين: "أذكرني يا ربّ في ملكوتك!" ... فلنستمع معه إلى جواب الفادي:

اليوم تكون معي في الفردوس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن التوبة فتحت سماء قلبي ... فانتظري أيتها النفوس واعملي بمشيئة الآب ... عن قليل تضمحلّ أحلام هذه الحياة, وترتلين مع طغمة التائبين نشيد المراحم الإلهية ... تعالي واحتمي في جراحاتي التي فَتَحَتْهَا معاصيكِ ...لا تخافي! إنّ بابَ رحمتي مفتوحٌ أبدًا للجميع ... فكلميني عمّن تريدين ... تكلّمي ولا تترددي ... فإني تواقّ لصلواتك ومناشداتك.

يا قلب يسوع, حلاوة الخطأة التعيسين, هوذا خاطئ يبتهل إليك. يا قلب يسوع, حبيب الفقراء المنبوذين, هوذا فقيرٌ واقفٌ على بابك. يا قلب يسوع, طبيب النفوس السقيمة, هوذا مريض يأتي لزيارتك. يا قلب يسوع, طريق التائهين النيِّر, هوذا شريدٌ يعود إليك. يا قلب يسوع, بلسم القلوب الباكية, هوذا بائس يقرع بيت قربانك. يا قلب يسوع, صديق النفوس الأمين, هوذا صديق ناكر المعروف يبكي على قدميك. يا قلب يسوع, الراحة الوحيدة في ضيقات الحياة, ها هي نفس تعبة تطلب نجدة ساعدك. يا قلب يسوع المنازع, رجاء المحتضرين الوحيد, إرفق بمن يعالجون سكرات الموت الرهيب. إجعلهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة على ثقة من رحمة قلبك الإلهي. إرحمهم يا يسوع, وعِدهم, كما وعدت اللص التائب, بدخول فردوسك السعيد. أرسل لهم ملاك الجسمانية, وقرِّب من شفاهم كأس دمك المقدّس ليشفي نفوسهم.
الكلمة الثالثة:
ها هي مريم على الجلجلة, واقفة تستند على الصليب. عيونها مسمّرة في المُنازِع الإلهي. مريم هي ذاتها التي أحاطتها الملائكة فيما مضى, وغنَّت لإبنها المضَّجع في حضنها. كم طوَّقَ عنقها بيديه. كم قبَّـلتْ شعره المسترسل على كتفيه ... هو نفسه اليوم, نراه مخضَّبا بدم الخلاص ... هو ابن مريم الذي يحب امه محبة تفوق ألم نزاع الموت. ها هو قبل موته يناجيها بعطف معلنا لها وليوحنا الرسول وصيته الأخيرة:

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا امرأة, هذا هو ابنك ... هذي هي امك

أصبحت البشرية جمعاء بنوك وبناتك. أوصيك بهم, يا أمي, وأتركهم لعنايتك, بعد أن تجدَّدوا بثمن الدم الذي أخذته منكِ. وأنتَ يا يوحنا, أحبِبْهَا مثلما أحببتُها, وعزِّها على فراقي. إحتضِنْهَا كأُمك في بيتك. منذ اليوم ستكون أمَّ المتألمين وتعزية المكتئبين. وأنتِ أيتها النفوس, إعلمي أنّ مريم امي هي أيضا امكِ ... ومن يوم موتي على الصليب, أصبحنا أخوة إلى الأبد.

بماذا أكافئك, يا يسوع, على إعطائك إياي أمك, وأنا الفقير العاجز ... إني أحتضنها بكلِّ ما فيَّ من حُب, وأقدم لها بيتي ... وإقرارًا بفضلك العظيم, أقدِّمُ لك بيديها أوجاع المتألمين. أستحلفك باسم مريم الواقفة تحت الصليب تتجرَّع معك آلام الخلاص, أن تَرُقَّ لهذه النفوس, فتنيرها وتمسح دموعها. بحق مريم الشهيدة التي رافقتك على درب الجلجلة, لطِّف دموع أمهات كثيرات يبكين ولدا عزيزا ... أعضد اللواتي يُقاسينَ الأحزان الخانقة في سبيل أولادهنَّ الشاردين. استمع إلى تضرعات والدتك القديسة لخير الذين افتديتهم على الصليب.
الكلمة الرابعة:
يا عابري الطريق, تأملوا وانظروا ... ما أقسى استشهاد يسوع على الصليب ... تركه الجميع, حتى الذين أجلسهم على مائدته وأشبعهم من خمر حبِّه. لكن هنا ما هو أشدُّ تمزيقا وألمًا! ويسوع يشاركنا مشاعره النابضة بصراخه المتقطع الصاعد من أعماق صدره:
إلهي, إلهي, لماذا تركتني ؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أتيتُ يا أبتاه, إلى من أرسلتني, فلم يقبلوني ... وشئت أن أرفعهم إليك, فرفعوني على الصليب! شئت أن أفتح لهم ملكوتك, ففتحوا عليَّ ألسنتهم ... يا إلهي! لتكن مشيئتك لا مشيئتي! أسألك أن تُخلِّص كلّ منْ أمَّنتني عليهم ليكونوا واحدا فيَّ, كما أنا وأنت واحد ... آه! ما أمرَّ هذه الكأس! إنَّ قلبي يتصدَّع ... فيا أبتاه, لماذا تركتني ؟

يا راعيَّ الصالح, إنَّ صراخك الأليم يتردَّد عبرَ الأجيال, ويلج إلى أعماق النفوس. إنك تتألم لموت الكافر بعيدا عنك. وما أكثر العائشين في الظلمات بلا إيمان ولا رجاء. أذكرهم جميعًا يا من تألَّمتَ من تركِ أبيك. كن مباركا ولا تدعهم يبتعدون عنك. أسألك لأجل فاقدي الإيمان, لأجل مفسدي التعليم وناشري الضلال, لأجل مضطهدي كنيستك, لأجل لاعني صليبك ومذبحك, اجذبهم جميعا إليك, واغفر لهم بحق رحمتك ونزاع قلبك المعبود.
الكلمة الخامسة:

لِمَ هذه النقمةُ على يسوع الناصري ؟ فالشعب ساخط, والعظماء يجدِّفون, والعلماء يتآمرون, والجميع يريدون صلبه والتخلص منه. نُوحي أيتها النفوس وانظري أعداء ربّك القساة يقدِّمون له الشراب المُرّ مذوَّبا بكفران البشر وخياناتهم, تلبية لطلب يسوع على صليب الأوجاع:
أنا عطشان !
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أنا عطشان إلى خلاص نفوسكم, عطشان إلى محبتكم, إلى أن أحيا فيكم واعطيكم السلام والسعادة الأبدية. أنا عطشان إلى دموعكم. أيتها النفوس, اسكبي الدموع بين ذراعيَّ, فأفيض عليكِ من جنبي ينابيع الغبطة والحياة. ما زلت أناديكم وقد انقضى عشرون قرنًا من الزمان. تعالوا إليَّ يا جميع المرهقين والمتعبين وأنا أريحكم, لأني وديع ومتواضع القلب.

يا يسوع, نحن تعبون من اجتياز بريَّة هذا العالم, وعطاش إلى الماء الحي الذي وعدّتَ به. نحن عطاش إليك ... ولا يروي عطشنا هذا إلا إنتصار قلبك المقدس الذي ضحَّى بكل نقطة دم وماء, عندما طعنه المبغضون الحاقدون, لنروي به نفوسنا الظمأة. يا يسوع الحبيب, تعال وتمِّم مواعيدك, واملك علينا بجمال ومحبة قلبك وحنانه.
الكلمة السادسة:
لقد أتمّ يسوع مشيئة الآب الذي أرسله, وأتمّ نبوءآت العهد القديم فيه. بموته على الصليب وهب لنا الحياة وأتمَّ سرَّ الفداء المقدس. فلم يبقَ بعد إلا أن يهتف:


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قد تمَّ كلَّ شيء وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فإذا نقص شيء من آلامي, أسألك يا أبتاه, أن تتمِّم عملي الفدائي, برحمة قلبي غير المحدود. لقد حفظت الذين أعطيتني إياهم. وها أنا اليوم أعيدهم إليك بلا لوم. أسألك باسم صليبي ومحبتك لي, أن تزيد عدد المختارين في بيعتي. استكمل عمل ابنك المصلوب, ومجدني كما مجدتك على الأرض التي شربت دمي وتقدست بأنفاسي. يا أبتاه, إني أسلمك نفسي والنفوس التي افتديتها: إدفع لها قلبي, وليكن إرثا للخطأة والمساكين, ولكلِّ من يشتاق أن يعيش بجواري.
يا يسوع الحبيب, إنَّ قلبك هو إرث لنا. فيه كمَّلت عملك, وقدَّست من يسير وراءَك على طريق التضحية. استكملْ عملك بانتصار كنيستك المقدسة. إخزِ القوى التي تناوئها, وشتت بروحك الإلهي جيش الظلام الذي يحاربها. تكلَّم يا رب فيتهلل شعبك على الأرض, ويمجِّدك مؤمنيك من أقصى الكون إلى أقصى أرجاء المعمورة.

يا ربّ, تمم عملك وخفف عذابات النفوس المطهرية. إرحمها وعجّل خلاصها. ترأف بنفوس أهلي وأصدقائي والمحسنين إليّ ... وحتى المبغضين. إنها في هذا الوقت تنتظر سقوط ندى صلواتي على نيرانها الملتهبة. لا تنسَ موتانا يا يسوع, لقد دعوتهم أنت إليك: فأعطهم الراحة الدائمة وليشرق نورك عليهم.
الكلمة السابعة:
إن الطبيعة في حداد, وقد غشيها الظلام الكثيف ... في هذه الساعة من الجمعة العظيمة صمتت أناشيد أورشليم السماوية ... وهبطت السماء بكاملها على الأرض ... وجثا الكون على أقدام المصلوب يقطف خفقان قلبه الأخير. فقد حانت الساعة المقدسة ليُسلِمَ فيها يسوع الروح بصوت عظيم يدوِّي في الأعالي:

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا أبتاه, في يديك أستودع روحي وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فما أسمى هذا الحب الذي أعطى البشرية الحياة! يعتقد الأعداء والمبغضون أنني ميتٌ إلى الأبد. لكنهم لا يدركون أنني مثل بذرة القمح التي لن تثمر إلا إذا دُفنت وماتت في التراب. وعندها فقط تُخرج حياة وثمرا جديدًا. وهكذا أنا قد دُفِنتُ إلى حين, لأكسر شوكة الموت, وأقوم من القبر وأهِبُ حياة جديدة في نفوس المؤمنين.
يا يسوع, يا حُبًا يفوق كلَّ حب, إقبل بقلب القديسة مريم أم الأوجاع, تقدمة ذاتي بأسرها. لست أنا الذي أحيا بل أنت الذي تحيا فيَّ. فتنازل واستمع إلى صلاتي: أن تضعني في قلبك المجروح إلى الأبد, وأسعد بلقائك وجها لجوه في الحياة الأبدية.





 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024