منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 12 - 2017, 03:16 PM   رقم المشاركة : ( 19641 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,648

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مخيف! رأى في الحلم ظلاً أسوداً
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يُحكى أن ملكاً رأى في حلمٍ ظلاً أسود يضع يده على كتفه ويقول له: “لا تقلق أو تخف! نحن عادةً نأتي من دون إخطار، ولكنني جئت إلى هنا لإعلامك لأنك ملكٌ عظيم”.
خاف الملك وسأله: “من أنت؟”. فأجابه الظل ضاحكاً: “أنا الموت. كن مستعداً. أنا قادم غداً عند مغيب الشمس لآخذك”.
استفاق الملك من هذا الكابوس، وكان يرتجف من شدة الخوف. فسارع إلى دعوة الحكماء لإخبارهم عن الحلم واكتشاف معناه.
تباحث الحكماء في الأمر، لكنهم لم يتوصلوا إلى نتيجة. وعندما زاد ارتباك الملك، استدعى رجلاً مسناً كان يعتبره بمثابة أبيه. عند بزوغ الشمس، اقترح العجوز على الملك الرحيل عن القصر لأن البقاء فيه خطير، ونصحه بأن يقصد عاصمة مملكة أخرى ريثما يتوصل الحكماء إلى نتيجة وألا يعود قبل المغيب.
اقتنع الملك وغادر ممتطياً أفضل حصان لديه. لم يتوقف للأكل أو الشرب، ولدى وصوله إلى وجهته، قال لحصانه: “أثبتَّ أنك صديق عظيم. لم تعدُ بهذه السرعة من قبل، فهمتَ وضعي واجتزتَ مئات الأميال بعيداً عن قصري”.
وعند مغيب الشمس، أحسّ بيدٍ على كتفه كتلك التي لمسته في الكابوس. فرأى الظل الذي قال له مبتسماً: “أنا أيضاً يجب أن أشكر حصانك. كنتُ قلقاً أفكر إذا كنت ستصل إلى هذا المكان في الوقت المناسب أم لا…لهذا السبب، جئتُ أعلمك أن هذا هو المكان الذي ستموت فيه وأن حصانك أوصلك إلى هنا في الوقت المناسب”.
العبرة من هذه القصة: لا أحد يستطيع أن يهرب من الموت… فهو أمر محتّم على الجميع ولا أحد يعرف لا اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الانسان. فلا تكونن كالعذارى الجاهلات بل لنكونن كالعذارى الحكيمات مستعدين دوما للقاء الرب!
 
قديم 23 - 12 - 2017, 03:24 PM   رقم المشاركة : ( 19642 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,648

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما لا تعرفه عن الشهيد غبريال بن نجاح
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حاشا لى ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح
كان المعلم غبريال بن نجاح وكان لقبه يوحنا مقدم الاراخنة الاقباط فى جيله فى القرن العاشر والحادى عشر وعندما قامت هوجة اضطهاد الحاكم بأمر الله الفاطمي ( ٩٩٦- ١٠٢٠) اختار عشرة من رؤساء الكتاب والآراخنة من كبار موظفى الدولة وعرض عليهم الإسلام وكان أولهم الآرخن غبريال بن نجاح
طلب إليه الحاكم أن يعتنق الإسلام ليجعله وزيرًا،قال له
( أريد منك ان تتخلى عن دينك وتعود الى دينى واجعلك وزيرى وتدبر امور مملكتى )
فقال له امهلنى يوما أشاور روحى وارد عليك فوافق الحاكم بأمر الله وأخلاه الى منزله فجمع غبريال بن نجاح أصدقائه وحكى لهم ما تم وقال لهم :

( انا مستعد ان اموت على اسم السيد المسيح وما كان غرضى فى امهالى مشورة روحى بل قلت هذا حتى اجتمع بكم وباهلى واودعكم وأودعهم وأوصيكم وأوصيهم والآن يا اخوتي لا تطلبوا هذا المجد الفاني فتضيّعوا مجد السيد المسيح الدائم الباقي، فقد أشبع نفوسنا من خيرات الأرض، وهوذا برحمته قد دعانا إلى ملكوت السموات، فقوّوا قلوبكم )

وقوى قلوب أهله وأصدقائه بالكلام المعزى وشجعهم على الموت على اسم السيد المسيح ثم صنع لهم في ذلك اليوم وليمة عظيمة، وأقاموا عنده إلى عشية ثم مضوا إلى منازلهم.

لما كان بالغداة مضى القديس إلى الحاكم بأمر اللّه فقال له الخليفة:
"يا نجاح أترى هل طابت نفسك؟"
أجابه قائلًا: "نعم".
قال الخليفة: "على أي قضية؟"
قال : "بقائي على ديني".
اجتهد الحاكم بكل أنواع الترغيب والترهيب أن يحوله عن الإيمان المسيحى ولكن المعلم نجاح كان قويا كالصخرة ثابتا فى إيمانه رغم انه يعلم ان الموت ينتظره
لما فشل الحاكم أمر بنزع ثياب عنه وأن يشد في الهنبازين ويُضرب الف سوط ! ضربوه خمسمائة سوط على ذلك الجسم المترف حتى انتثر لحمه وسال دمه مثل الماء. وكانت السياط المستعملة في الضرب مصنوعة من عروق البقر !
ثم أمر أن يضرب إلى تمام الألف سوط. فلما ضرب ثلاثمائة أخرى قال مثل سيده: "أنا عطشان". فأوقفوا عنه الضرب وأعلموا الحاكم بذلك فقال: "اسقوه بعد أن تقوّلوا له أن يرجع عن دينه ويعتنق الإسلام".
فلما جاءوا إليه بالماء وقالوا له ما أمر به الخليفة، أجابهم القديس قائلًا:
"أعيدوا له ماءه، فإني غير محتاج إليه، لأن سيدي يسوع المسيح قد سقاني وأطفأ ظمأي".
وذكر شهود عيان أنهم أبصروا ماءً يتساقط من لحيته، ولما قال هذا أسلم الروح. أعلموا الخليفة بوفاته فأمر أن يُضرب وهو جثة هامدة حتى تمام الألف سوط. وهكذا تمت شهادته ونال إكليله المعد له
بركة صلاته تكن معنا أمين

يا ربى يسوع المسيح هبنى ايمان قوى وثابت مثل ايمان هذا الشهيد العظيم
المرجع Reference (الذي استخدمه كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي)
 
قديم 23 - 12 - 2017, 03:40 PM   رقم المشاركة : ( 19643 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,648

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا لم يقتل يوحنا المعمدان مع أطفال بيت لحم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


طرح على قداسه البابا شنوده فى احد وعظاته سؤال لماذا لم يقتل يوحنا المعمدان مع أطفال بيت لحم ؟وملخص الاجابه من خلال الفيديو عندما أمر الملك هيرودس بقتل الأطفال من عمر سنتين فما دون حتى يقتل الطفل يسوع معهم ،أن اليصابات أم يوحنا المعمدان والذي يكبر المسيح بالعمر ستة أشهر وكان هدفاً للجنود لقتله ، هربت مع ابنها الى جبل خارج المدينة وفتشت على مكان لتختبيء به فلم تجد ،

وعندما اقترب الجند منها صرخت بصوت عظيم قائلة ( يا جبل الله اقبل الأم وطفلها ) حينئذ انشق الجبل ودخلته مع ابنها ،

وأشرق عليهما نور وملاك الرب كان معهم يحرسهم ، وبقوة الله ظهر نبع ماء ونمت شجرة نخيل وأثمرت وقد رقدت أليصابات بعد مدة قصيرة وبقي يوحنا يعيش في الصحراء مهيئاً طريق الرب

وتعيد الكنيسه تعيِّد الكنيسة يوم 3 طوبة بعيد استشهاد أطفال بيت لحم، الذين قتلهم هيرودس الملك ظُلمًا، وهو يريد أن يتخلَّص من المسيح الملك المولود، كما جاء في (مت2: 16)
وتفاصيل القِصّة الموجودة عن هذا الموضوع في بعض الكتب باختصار هي: [أنّ هيرودس أرسل فقتل 144 ألف طِفل في "بيت لحم" وما حولها. وعندما هجم الجنود على بيت زكريا وأليصابات، حمل زكريّا طفله يوحنا وجرى به إلى الهيكل، ووضعه على المذبح، ومِن هناك حمله ملاك الرب إلى البرّيّة حيث عاش هناك أمّا زكريّا ففي خروجه قتله جنود هيرودس بين الهيكل والمذبح!].
والحقيقة أنّ هذه القصّة فيها الكثير من الخيال، والمعلومات غير السليمة وهي تُحاول أن تربط عِدّة أمور ببعضها، مع أنّه ليس لها أي شأن ببعضها البعض!

أرى أنّنا نحتاج أن نناقش أربعة أسئلة على الأقل، متعلِّقة بهذا الموضوع:

السؤال الأول: هل زكريا وأليصابات كانا يعيشان أصلاً في "بيت لحم"، أو في تخومها (حدودها)؟
السؤال الثاني: هل زكريّا الذي قُتِل بين المذبح والهيكل هو زكريّا أبو يوحنا المعمدان؟
السؤال الثالث: ما هو العدد التقريبي للأطفال الذين قتلهم جنود هيرودس في "بيت لحم"؟!
السؤال الرابع: ما هو مصدر هذه القصّة الغريبة؟!

السؤال الأول: هل زكريا وأليصابات كانا يعيشان أصلاً في "بيت لحم"، أو في تخومها (حدودها)؟

الحقيقة أنّ زكريّا وأليصابات لم يكونا يعيشان في "بيت لحم" أصلاً، وبالتالي لم يكُن يوحنّا مُعَرَّضًا للقتل مثل أطفال "بيت لحم" وهناك دلائل قاطعة على ذلك، منها:
1- لم يذكُر الإنجيل أنّ السيِّدة العذراء ذهبت إليهم في بيت لحم، بل ذُكِر أنّ القديسة مريم ذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا (لو1: 39)، وهنا مدينة يهوذا ليست "بيت لحم" بل "أورشليم" والجبال التي حولها!
2- لو كان زكريّا وأليصابات يسكنان في "بيت لحم"، لكانت السيِّدة العذراء بالأوْلَى قد ذهبت إلى بيتهما، وولدَت ابنها الرب يسوع عندهما وما كانت قد ولدته في مذود للبهائم، كما حدث بالفِعل، لعدم وجود مكان بالمنازل، وعدم وجود أقارب أو معارف في "بيت لحم" ينزل يوسف النجّار والسيِّدة العذراء عندهم وهذا الدليل وحده هو دليل قاطع لا يقبل الجَدَل يؤكِّد أنّ زكريّا وأليصابات لم يكُن مسكنهما في "بيت لحم".
3- لو كان مَسكن زكريّا وألصابات في قرية قريبة من "بيت لحم" لكان من السهل أن تذهب إليهما العائلة المقدّسة، ولو بعد الولادة بأيّام قليلة ولكن هذا لم يحدث أيضًا بل عندما حضر المجوس بعد ولادة الرب يسوع بعدّة أسابيع كان القديس يوسف والسيّدة العذراء ومعهما الطفل يسوع لا يزالون في "بيت لحم"، وإن كانوا قد انتقلوا إلى بيت بدلاً من المذود (مت2: 11)!
4- بالرجوع للمصادر العِلميّة الجغرافيّة، والتاريخيّة، والآثار الحالية نجد أنّ زكريّا وأليصابات كانا يعيشان في قرية صغيرة مجاورة لأورشليم، وتُسَمّى حاليًا "عين كارم" وهي تقع على بُعد حوالي 7 كم غرب أورشليم (مع ملاحظة أنّ "بيت لحم" تبعد حوالي 10 كم من أورشليم ولكن من جهة الجنوب) والمسافة الحالية بين مدينة "بيت لحم" وقرية "عين كارم" حوالي 11 كيلومتر وقرية "عين كارم" هذه تقع في منطقة جبليّة [كما وصفها الإنجيل (لو1: 39)] وترتفع نحو 650 مترًا فوق سطح البحر، وكان تعداد سكّانها قبل عام 1948م حوالي 3000 ثلاثة آلاف نسمة فقط وتقع حاليًا داخل حدود دولة إسرائيل
يوجَد بقرية "عين كارم" الآن مزاران مسيحيّان مشهوران؛ الأول هو كنيسة "الزيارة" أو أحيانًا تُسمَّى كنيسة "تعظِّم نفسي الرب"، وهي مبنيّة في مكان لقاء السيِّدة العذراء مع القدِّيسة أليصابات والمزار الثاني هو كنيسة على اسم "القدِّيس يوحنّا المعمدان" وعمومًا القرية بها سبعة من الأديرة والكنائس وكان بها في القرن الخامس مزار للقديسة أليصابات، وكان يتقاطَر عليه الكثيرون.
أخيرًا، لماذا يتمّ الزّجّ باسم القديس يوحنا المعمدان ضمن حادثة مقتل أطفال "بيت لحم"؟! هل مجرّد ميلاده في توقيت مُقارِب لميلاد السيِّد المسيح يجعله ضمن الذين تعرّضوا لخطر القتل؟! أم أنّ البعض يحاولون رسم سيناريو بشع ومؤثِّر لحادثة قتل الأطفال، لتحقيق مزيد من الإثارة والمطاردات البوليسيّة الدراميّة، على حساب الحقيقة؟!!

السؤال الثاني: هل زكريّا الذي قُتِل بين المذبح والهيكل هو زكريّا أبو يوحنا المعمدان؟!

كلّنا نذكُر أنّ السيّد المسيح قال في توبيخه للكتبة والفرّيسيين، أنّه ستأتي عليهم عقوبة الدماء الزّكيّة التي سُفِكَت من دم "هابيل الصِّدِّيق" إلى دم "زكريا بن براخيا" الذي قُتِل بين الهيكل والمذبح (مت23، لو11) فهل هذا هو زكريا والد يوحنا المعمدان؟! ولاسيّما أنّ هناك قصّة مذكورة في بعض الكتب يقول ملخّصها:
[أنّ زكريا الكاهن عندما فاجأه جنود هيرودس في بيته، طالبين قتل طفله يوحنا، حمل الطفل على يديه وهرب به إلى أورشليم، وكان جنود هيرودس يطاردونه فأسرع زكريّا إلى الهيكل، ووضع يوحنّا على المذبح قائلاً: من هنا استلمته وهنا أتركه وفي خروجه لاقاه الجنود الذين كانوا يركضون بسرعة وراءه، فعندما لم يجدوا الطفل معه ذبحوه بين الهيكل والمذبح أمّا يوحنا فقد حمله ملاك الرب إلى البرّيّة؛ حيث عاش هناك إلى يوم ظهوره وبداية خدمته لشعب إسرائيل]
هذه القصّة في الحقيقة هي قصّة خياليّة تمامًا، وبها الكثير من التلفيق، وتخلو تمامًا من المَنطِق وذلك للأسباب التالية:
1- زكريا وأليصابات لم يكونا يسكنان في "بيت لحم" جنوب أورشليم، ولا في تخومها، بل كانا يقطنان في بلدة "عين كارم" غرب أورشليم، كما أكّدنا بإثباتات واضحة في إجابتنا على السؤال السابق.
2- كيف يمكن لزكريّا الكاهن الشيخ، المتقدِّم في الأيام، أن يركض مُسرِعًا من "بيت لحم" (المزعوم إقامته فيها)، ويسبق الجنود وهو يجري حاملاً ابنه لمسافة عشرة كيلومترات متواصلة، عبر الجبال والسهول في المنطقة، حتّى يصل إلى الهيكل بأورشليم وفي كل هذه المسافة لا يلحق به الجنود؟!!
3- ما هو المذبح الذي وضع زكريا يوحنا عليه؟ هل هو مذبح البخور وهو لم يكُن مُصَرَّحًا له بالدخول إليه إلاّ بالقُرعة فقط، في دوره وسط إخوته الكهنة (لو1: 9)؟!! أَم هو مذبح المحرقة الذي كانت النار ترتفع عليه بشكل متواصل ليلاً ونهارًا ولا يوضَع عليه إلاّ المحرقات اليوميّة والذبائح فإذا وُضِعَ عليه الطفل يوحنا فسوف يُشوَى بالنار في الحال، ويحترق ويموت في ثوانٍ قليلة.؟!!!
4- كيف يستطيع الطفل الرضيع يوحنا أن يعيش في البرّيّة، دون أيّة رعاية من أحد؟!! فإذا كان قد قيل عنه أنّه عاش في البراري (لو1: 80)، فهذا صحيح، ولكن ليس منذ تلك السِّن المبكّرة، التي لا يؤيِّدها المنطق العاقل، ولا تؤكِّدها أيّة شواهد إنجيليّة!!

نعود لشخصيّة زكريّا الكاهن لنتعرّف على الحقيقة بخصوص القصّة المتداولة عن قتله بين المذبح والهيكل ويمكن تلخيص المعلومات السليمة عن هذا الموضوع في النِقاط التالية:

+ هناك حوالي 32 شخصًا في الكتاب المقدّس حملوا اسم "زكريا" أشهرهم ثلاثة، هم:
1- زكريّا بن يهوياداع الكاهن (القرن 8 قبل الميلاد)، الذي عاش في عصر يؤاش ملك يهوذا، وقد رجمه الشّعب بالحجارة في دار بيت الرب بين المذبح والهيكل، بعد أن وبّخهم على خطاياهم، وقال وهو يموت: "الرب ينظر ويطالب" (2أخ24: 20-22).
2- زكريّا بن براخيا بن عِدُّو النبي (القرن 5 قبل الميلاد)، وهو كاتب سِفر زكريّا، وأحد الأنبياء الصغار، ولكن لم يذكر الكتاب المقدَّس شيئًَا عن سفك دمه بين الهيكل والمذبح، خاصّةً أنّ الهيكل في عصره كان مجرّد حطام وقد عاش طويلاً، ومات ودُفِن بجوار حَجَّي النبي صديقه ورفيق خدمته
3- زكريّا الكاهن والد يوحنّا المعمدان وهو من فِرقة أبيّا (لو1: 5)، وتنبّأ عن المسيح المُخَلِّص نبوّة جميلة بعد مولِد ابنه يوحنا (لو1: 67-79)، ولم يذكر الكتاب المقدّس شيئًا عن ظروف وفاته إلاّ أنّه كان شيخًا متقدِّمًا في الأيام وقت ميلاد ابنه (لو1: 18).
+ يُجمِع معظم آباء الكنيسة والمفسِّرين أنّ زكريّا الذي أشار السيِّد المسيح في حديثه إلى مقتله بين المذبح والهيكل في (مت23، لو11) هو زكريّا بن يهوياداع (بن براخيا)، وليس زكريّا بن عِدُّو النبي ولا زكريّا والد يوحنا المعمدان وقد أكّد هذا القدّيس جيروم بعد أن بحث الموضوع بكل تفاصيله.
+ كان زكريّا بن يهوياداع (بن براخيا) رئيسًا للكهنة في زمانه، وكان نبيًّا أيضًا يعظ بالروح القدس عن البرّ والتوبة وقد أمر الملك يؤاش برجمه بالحجارة في داخل بيت الرب (2أخ24: 20-22). وهذه الجريمة يذكرها السيِّد المسيح لِشِدّة بشاعتها، وقد ذُكِرَت في التلمود اليهودي يحوطها الحزن والفزع. وهذه الحادثة كانت أحد أسباب السّبي الذي قام به نبوخذنصّر بعد ذلك والرب يسوع كان يقصد –على الأرجح- أن يَذكُر أول شهيد بار في الكتاب المقدّس الذي هو "هابيل" (تك4: 8)، وآخِر شهيد ذُكِر في آخِر الأسفار التاريخيّة للكتاب المقدَّس العبري، وهو سِفر أخبار الأيّام الثاني
+ كانت الشخصيّتان "هابيل" و"زكريّا" معروفتين تمامًا كشخصيَّات تاريخيّة، لكل الكتبة والفرّيسيين الذين كانوا يسمعون الرب يسوع أمّا "زكريا" أبو يوحنّا فلم يكُن مشهورًا ولا معروفًا عند السّامعين حتّى يذكره السيِّد المسيح في حديثه، بل كان مجرّد كاهن وسط الآلاف من الكهنة كما أنّه إذا كان يقصد "زكريّا" والد يوحنا، فبحسب القصّة المزعومة فإنّ اليهود لم يقتلوه بل جند هيرودس، وبالتالي لا يمكن تحميل اليهود مسئوليّة سفك دمه.!!
هكذا يمكننا تأكيد أنّ "زكريّا" الذي قُتِلَ بين المذبح والهيكل، ليس هو "زكريّا" والد يوحنا المعمدان

السؤال الثالث: ما هو العدد التقريبي للأطفال الذين قتلهم جند هيرودس في "بيت لحم"؟!

بلدة "بيت لحم" تبعد حوالي 10 كم عن مدينة أورشليم من ناحية الجنوب، وهي على ارتفاع 765 متر فوق سطح البحر (أعلى من أورشليم بحوالي 30 مترًا)، وحاليًا يسكنها 16 ألف نسمة تقريبًا (تعداد 2006م)، وإذا أضفنا بعض مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين حولها (عشوائيّات حول المدينة) يصل عدد السّكان إلى ما يقرب من 30 ألف نسمة، ويتبعها بعض المدن والقرى الأخرى مثل (أرطاس – بيت جالا – بيت ساحور – قرى التعامرة.) وهي الآن تحت سيطرة السُّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة مع ملاحظة أنّ الفلسطينيين يتكاثرون في السنوات الأربعين الأخيرة بمعدّلات عالية وسريعة جدًّا، بشكل غير طبيعي، وهم يقصدون ذلك لأسباب سياسيّة!
أمّا في عصر السيِّد المسيح، فكانت بيت لحم مجرّد قرية صغيرة وإذا وضعنا في الاعتبار أنّه في ذلك الزمان لم تكُن هناك عمارات عالية يسكنها العديد من العائلات مثل الآن، بل مجرَّد بيوت صغيرة من دور واحد، وتسكنها أسرة واحدة فإنّ عدد سكّان "بيت لحم" مع كل تخومها كان يقلّ عن ربع العدد الحالي، أي لا يتجاوز أربعة آلاف نسمة على أقصى تقدير!!
وإذا عَلِمنا أنّ متوسِّط الأعمار في عهد السيِّد المسيح كان أقلّ من أربعين سنة، فإنّ الشريحة العُمريّة من صفر إلى سنتين ستمثِّل حوالي واحد على عشرين من عدد السُّكان الذين هم أقل من أربعة آلاف نسمة، أي حوالي أقل من 200 طفلاً وإذا استبعدنا نصفهم الذي سيكون من الإناث، وليس الذكور، سيكون عدد الأطفال الذكور أقل من 100 (مائة) طفلٍ أي بضع عشرات من الأطفال.
+ + +
أمّا ربط عدد الأطفال المقتولين بعدد الشّهداء الذين رآهم يوحنا الإنجيلي في سِفر الرؤيا تحت المذبح (رؤ6: 9)، أو المائة والأربعة والأربعين ألفًا الذين شاهدهم مع المسيح على جبل صهيون السماوي (رؤ14: 1)، فهو ربط غير سليم وغير منطقي بالمرّة، لعِدّة أسباب:
1- أغلبيّة الأرقام التي وردت في سِفر الرؤيا هي أرقام رمزيّة، وليست حرفيّة فمثلاً رقم 144 ألف يشير إلى كنيسة العهد القديم (يمثِّلها 12 سبطًا)، مُلتَحِمة في كنيسة العهد الجديد (يمثِّلها 12 تلميذًا)، وهم يعيشون الحياة السماوية (ويُرمَز لها برقم 1000) 12×12×1000= 144000 وهذا معنى الرقم، وليس بالطبع المعنى الحرفي، إذ أنّ سِفر الرؤيا لا يتحدّث بوجه عام عن أرقام تحديديّة، بل أرقام تحمل رموزًا خاصّة!
2- لم يُذكَر عدد النفوس التي رآها القديس يوحنّا تحت المذبح في (رؤ6) ولكن من سياق الكلام يتّضح أنّهم شهداء ماتوا على اسم المسيح نتيجة شهادتهم أمام العالم للمسيح إلههم وهذا بالطبع لا ينطبق على أطفال "بيت لحم" الذين ماتوا قبل إتمام الفداء على الصليب، ولم يعرفوا المسيح في حياتهم!!
3- لم يَذكُر أيُّ أحدٍ من المفسّرين للكتاب المقدّس أو آباء الكنيسة القدّيسين أنّه يوجَد ارتباط بين أطفال "بيت لحم" والمائة والأربعة والأربعين ألفًا البتوليين الذين لم يتنجّسوا والذين ذُكِروا في (رؤ14)، ويرمزون للنفوس التي كَرّسَت قلوبها وحياتها لله في العهدين القديم والجديد كما شرحنا قبلاً كما أنّ الحديث عن أشخاص بتوليين في السماء لم يتنجّسوا مع نساء لأنهم أطهار، لا يُمكِن أن يكون معناه حرفيًّا أيضًا لأن السماء لن يكون فيها رجال فقط، بل كلّ القدِّيسين من رجال ونساء وأيضًا في السماء سيصير الجميع كالملائكة بدون جِنس مُذكَّر أو مؤنَّث، بل سيكونون كالملائكة لا يتزاوجون وهذا أيضًا يؤكِّد أن رقم 144 ألف هو عدد رمزي كما شرحنا
4- لم يَذكُر الكتاب المقدّس (وهو مرجعنا الأول في كل الأمور) عدد الأطفال بالتحديد الذين قُتِلوا في "بيت لحم"، وأعتقد أنّه لم يكُن هناك إحصاء دقيق لهم في ذلك الوقت، وإلاّ كان قد ذُكِرَ
5- هذه الحادثة كانت حادثة صغيرة، لكون "بيت لحم" وقتها قرية صغيرة، وعدد الأطفال قليل فلم تهتمّ بها أغلبيّة كتب التاريخ، بل أغفلتها أمّا إذا كان عدد الأطفال فِعلاً بالآلاف، فمِن الصّعب أن يتمّ التغاضي عنها ونسيانها في كتب المؤرِّخين!
6- ما يؤكِّد أيضًا أنّ عدد الأطفال كان قليلاً، ردّ الفِعل من أهالي "بيت لحم" تجاه هذه المذبحة فلم نسمع عن ثورة من آلاف العائلات لسبب قتل أطفالهم، بل كان فقط حادثًا مأساويًّا أصاب بعض عائلات قليلة، وانتهى الأمر بسرعة وطواه الزّمن!!

السؤال الرابع: ما هو مصدر القصّة الغريبة الموجودة في بعض الكتب عن قتل عدد هائل من الأطفال، ونجاة يوحنا المعمدان من المذبحة، ومقتل زكريا أبيه في هذه الحادثة؟!

الحقيقة أنّ هذه القصّة الغريبة لها بعض المصادر، أهمّها "إنجيل يعقوب المزيَّف" وهو من ضمن أسفار الأبوكريفا، من إنتاج القرن الثاني (حوالي عام 150م) وقد أشار إليه يوستينوس وإكليمنضس وأوريجينوس على أنّه من الأسفار المزوَّرة وهذا الكتاب له عِدّة أسماء أخرى، منها [ميلاد مريم – تاريخ يعقوب – رواية يعقوب – إنجيل يعقوب التمهيدي – الإنجيل الأوّلي]
يحتوي هذا الكتاب المزوَّر الذي لم تقبله الكنيسة، على الكثير من الأخطاء والخُرافات ولكن ما يهمّنا منها في بحثنا أنّه يحكي قصّة عجيبة عن الأحداث التي وقعت أثناء قتل أطفال بيت لحم، يقول فيها ما ملخّصه:
[أنّ أليصابات عندما هاجمها جنود هيرودس، هربت بالطفل يوحنّا إلى الجبال فانفتح لها جبل لم تكُن تستطيع أن تتسلّقه، فهربت بيوحنا من وجه الجنود وكان ملاك الرب معهما يحرسهما!!
أمّا زكريّا فكان وقتها في الهيكل، فأرسل له هيرودس يسأله: أين خبّأت ابنك؟ فقال: لا أعلم، فأمر الجنود فقتلوه في رواق هيكل الرب، قُرب حاجز المذبح ولم يُعثَر بعد ذلك على جسده، أمّا دمه فكان ككتلة صخر في رواق الهيكل وبكاه كل الشّعب ثلاثة أيّام وثلاث ليالٍ.!!!
وبعدها اجتمعوا لينتخبوا رئيسًا للكهنة مكانه، فحلّت القُرعة على سمعان، وهو الذي قال له الروح القدس أنّه لن يرى الموت قبل أن يعاين المسيح.!!!]
وهذه القصّة الغريبة لا يمكن قبولها، لأسباب كثيرة:
1- زكريا وأليصابات لم يكونا في "بيت لحم" كما شرحنا قبلاً، ولم يتعرّض لهما جنود هيرودس.
2- من الصّعب أن تهرب أليصابات العجوز بالطفل يوحنا، ولا يستطيع أن يلحق بها الجنود الشباب!
3- لا يوجَد أي دليل في الكتاب المقدّس يؤيِّد هذه القصّة.
4- لم يكُن زكريّا والد يوحنّا رئيسًا للكهنة كما تزعم القصّة، بل كان كاهنًا عاديًّا
5- لم نسمع أنّ رؤساء الكهنة في عهد المسيح كانوا يُنتخَبون بالقُرعة!!
6- كيف يكون سمعان الشّيخ حيًّا وقت قتل أطفال بيت لحم؟! وهو الذي قال بعد ميلاد السيّد المسيح بأربعين يومًا: "الآن يا سيّد تُطلق عبدك بسلام، حسب قولك، لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدّام وجه جميع الشعوب." (لو2: 29-31)، وهذا معناه أنّه مات بعد هذه الحادثة مباشرةً، وهو الذي كان عمره يتخطّى ثلاثمائة عامًا كما نعرف جميعًا كما أنّه لم يكُن كاهنًا حتّى يُنتخَب رئيسًا للكهنة!!!
7- القصّة بجملتها يبدو فيها الكثير من التلفيق وعدم المنطقيّة، وأيضًا فيها محاولات لربط بعض الأمور والأحداث ببعضها، وهي لا تمُتّ لبعضها بأيّة صِلة كما أنّه لا توجَد أيّة فائدة روحيّة من ربط هذه الأحداث معًا. والأهمّ من هذا أنّ هذه النوعيّات من القصص تخالف حقيقة ما جرى بالفِعل في التاريخ، ولا توجَد أيّة إثباتات تؤكِّدها!!

أعود فأقدِّم مُلخّصًا لأهمّ الحقائق بخصوص هذا الموضوع:
1- زكريا الكاهن وزوجته أليصابات لم يكونا يعيشان في "بيت لحم" جنوب أورشليم، بل في القرية المُسمّاة حاليًّا "عين كارم" غرب أورشليم وبالتالي لم يتعرّض ابنهما يوحنا المعمدان لخطر القتل مع أطفال "بيت لحم".
2- "زكريّا" الذي قُتِلَ بين المذبح والهيكل ليس هو "زكريّا" والد يوحنا المعمدان، بل هو "زكريّا بن يهوياداع" (بن براخيا) وقصة مقتله مذكورة في (2أخ24: 20-22).
3- عدد الأطفال المقتولين في "بيت لحم" وكل تخومها لا يتجاوز مائة طفل على أقصى تقدير.
4- ما يُسمّى بإنجيل يعقوب المزيّف هو أهمّ مصادر الرواية الخاطئة المتداولة في بعض الكتب عن أطفال بيت لحم.

أخيرًا وفي ختام هذا البحث، أناشد آبائي الكهنة مراعاة تعديل المعلومات التي جاءت في قراءات السنكسار أيّام [8 توت - 3 طوبة – 15 أمشير – 30 بؤونة] إلى حين يتمّ إصدار الطبعة المُنَقّحة الجديدة لهذا الكتاب الكنسي الهام.
القمّص يوحنا نصيف


أهمّ مراجع البحث
1- الكتاب المقدّس.
2- دائرة المعارف الكتابيّة.
3- قاموس الكتاب المقدّس.
4- تفاسير الآباء الأولين للقمّص تادرس يعقوب (سفر زكريا – إنجيل متّى – إنجيل لوقا – سفر الرؤيا).
5- السنكسار.
6- أسفار الأبوكريفا – ترجمة القمّص عبد المسيح بسيط.
7- خرائط جغرافيّة تفصيليّة، لمنطقة أورشليم وبيت لحم، مع تفاصيل تعداد السُّكان، وبعض التفاصيل التاريخيّة، من على شبكة المعلومات الدوليّة (الإنترنت)، وموقع جوجل إيرث

 
قديم 23 - 12 - 2017, 03:40 PM   رقم المشاركة : ( 19644 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,648

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا لم يقتل يوحنا المعمدان مع أطفال بيت لحم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


طرح على قداسه البابا شنوده فى احد وعظاته سؤال لماذا لم يقتل يوحنا المعمدان مع أطفال بيت لحم ؟وملخص الاجابه من خلال الفيديو عندما أمر الملك هيرودس بقتل الأطفال من عمر سنتين فما دون حتى يقتل الطفل يسوع معهم ،أن اليصابات أم يوحنا المعمدان والذي يكبر المسيح بالعمر ستة أشهر وكان هدفاً للجنود لقتله ، هربت مع ابنها الى جبل خارج المدينة وفتشت على مكان لتختبيء به فلم تجد ،

وعندما اقترب الجند منها صرخت بصوت عظيم قائلة ( يا جبل الله اقبل الأم وطفلها ) حينئذ انشق الجبل ودخلته مع ابنها ،

وأشرق عليهما نور وملاك الرب كان معهم يحرسهم ، وبقوة الله ظهر نبع ماء ونمت شجرة نخيل وأثمرت وقد رقدت أليصابات بعد مدة قصيرة وبقي يوحنا يعيش في الصحراء مهيئاً طريق الرب

وتعيد الكنيسه تعيِّد الكنيسة يوم 3 طوبة بعيد استشهاد أطفال بيت لحم، الذين قتلهم هيرودس الملك ظُلمًا، وهو يريد أن يتخلَّص من المسيح الملك المولود، كما جاء في (مت2: 16)
وتفاصيل القِصّة الموجودة عن هذا الموضوع في بعض الكتب باختصار هي: [أنّ هيرودس أرسل فقتل 144 ألف طِفل في "بيت لحم" وما حولها. وعندما هجم الجنود على بيت زكريا وأليصابات، حمل زكريّا طفله يوحنا وجرى به إلى الهيكل، ووضعه على المذبح، ومِن هناك حمله ملاك الرب إلى البرّيّة حيث عاش هناك أمّا زكريّا ففي خروجه قتله جنود هيرودس بين الهيكل والمذبح!].
والحقيقة أنّ هذه القصّة فيها الكثير من الخيال، والمعلومات غير السليمة وهي تُحاول أن تربط عِدّة أمور ببعضها، مع أنّه ليس لها أي شأن ببعضها البعض!

أرى أنّنا نحتاج أن نناقش أربعة أسئلة على الأقل، متعلِّقة بهذا الموضوع:

السؤال الأول: هل زكريا وأليصابات كانا يعيشان أصلاً في "بيت لحم"، أو في تخومها (حدودها)؟
السؤال الثاني: هل زكريّا الذي قُتِل بين المذبح والهيكل هو زكريّا أبو يوحنا المعمدان؟
السؤال الثالث: ما هو العدد التقريبي للأطفال الذين قتلهم جنود هيرودس في "بيت لحم"؟!
السؤال الرابع: ما هو مصدر هذه القصّة الغريبة؟!

السؤال الأول: هل زكريا وأليصابات كانا يعيشان أصلاً في "بيت لحم"، أو في تخومها (حدودها)؟

الحقيقة أنّ زكريّا وأليصابات لم يكونا يعيشان في "بيت لحم" أصلاً، وبالتالي لم يكُن يوحنّا مُعَرَّضًا للقتل مثل أطفال "بيت لحم" وهناك دلائل قاطعة على ذلك، منها:
1- لم يذكُر الإنجيل أنّ السيِّدة العذراء ذهبت إليهم في بيت لحم، بل ذُكِر أنّ القديسة مريم ذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا (لو1: 39)، وهنا مدينة يهوذا ليست "بيت لحم" بل "أورشليم" والجبال التي حولها!
2- لو كان زكريّا وأليصابات يسكنان في "بيت لحم"، لكانت السيِّدة العذراء بالأوْلَى قد ذهبت إلى بيتهما، وولدَت ابنها الرب يسوع عندهما وما كانت قد ولدته في مذود للبهائم، كما حدث بالفِعل، لعدم وجود مكان بالمنازل، وعدم وجود أقارب أو معارف في "بيت لحم" ينزل يوسف النجّار والسيِّدة العذراء عندهم وهذا الدليل وحده هو دليل قاطع لا يقبل الجَدَل يؤكِّد أنّ زكريّا وأليصابات لم يكُن مسكنهما في "بيت لحم".
3- لو كان مَسكن زكريّا وألصابات في قرية قريبة من "بيت لحم" لكان من السهل أن تذهب إليهما العائلة المقدّسة، ولو بعد الولادة بأيّام قليلة ولكن هذا لم يحدث أيضًا بل عندما حضر المجوس بعد ولادة الرب يسوع بعدّة أسابيع كان القديس يوسف والسيّدة العذراء ومعهما الطفل يسوع لا يزالون في "بيت لحم"، وإن كانوا قد انتقلوا إلى بيت بدلاً من المذود (مت2: 11)!
4- بالرجوع للمصادر العِلميّة الجغرافيّة، والتاريخيّة، والآثار الحالية نجد أنّ زكريّا وأليصابات كانا يعيشان في قرية صغيرة مجاورة لأورشليم، وتُسَمّى حاليًا "عين كارم" وهي تقع على بُعد حوالي 7 كم غرب أورشليم (مع ملاحظة أنّ "بيت لحم" تبعد حوالي 10 كم من أورشليم ولكن من جهة الجنوب) والمسافة الحالية بين مدينة "بيت لحم" وقرية "عين كارم" حوالي 11 كيلومتر وقرية "عين كارم" هذه تقع في منطقة جبليّة [كما وصفها الإنجيل (لو1: 39)] وترتفع نحو 650 مترًا فوق سطح البحر، وكان تعداد سكّانها قبل عام 1948م حوالي 3000 ثلاثة آلاف نسمة فقط وتقع حاليًا داخل حدود دولة إسرائيل
يوجَد بقرية "عين كارم" الآن مزاران مسيحيّان مشهوران؛ الأول هو كنيسة "الزيارة" أو أحيانًا تُسمَّى كنيسة "تعظِّم نفسي الرب"، وهي مبنيّة في مكان لقاء السيِّدة العذراء مع القدِّيسة أليصابات والمزار الثاني هو كنيسة على اسم "القدِّيس يوحنّا المعمدان" وعمومًا القرية بها سبعة من الأديرة والكنائس وكان بها في القرن الخامس مزار للقديسة أليصابات، وكان يتقاطَر عليه الكثيرون.
أخيرًا، لماذا يتمّ الزّجّ باسم القديس يوحنا المعمدان ضمن حادثة مقتل أطفال "بيت لحم"؟! هل مجرّد ميلاده في توقيت مُقارِب لميلاد السيِّد المسيح يجعله ضمن الذين تعرّضوا لخطر القتل؟! أم أنّ البعض يحاولون رسم سيناريو بشع ومؤثِّر لحادثة قتل الأطفال، لتحقيق مزيد من الإثارة والمطاردات البوليسيّة الدراميّة، على حساب الحقيقة؟!!

السؤال الثاني: هل زكريّا الذي قُتِل بين المذبح والهيكل هو زكريّا أبو يوحنا المعمدان؟!

كلّنا نذكُر أنّ السيّد المسيح قال في توبيخه للكتبة والفرّيسيين، أنّه ستأتي عليهم عقوبة الدماء الزّكيّة التي سُفِكَت من دم "هابيل الصِّدِّيق" إلى دم "زكريا بن براخيا" الذي قُتِل بين الهيكل والمذبح (مت23، لو11) فهل هذا هو زكريا والد يوحنا المعمدان؟! ولاسيّما أنّ هناك قصّة مذكورة في بعض الكتب يقول ملخّصها:
[أنّ زكريا الكاهن عندما فاجأه جنود هيرودس في بيته، طالبين قتل طفله يوحنا، حمل الطفل على يديه وهرب به إلى أورشليم، وكان جنود هيرودس يطاردونه فأسرع زكريّا إلى الهيكل، ووضع يوحنّا على المذبح قائلاً: من هنا استلمته وهنا أتركه وفي خروجه لاقاه الجنود الذين كانوا يركضون بسرعة وراءه، فعندما لم يجدوا الطفل معه ذبحوه بين الهيكل والمذبح أمّا يوحنا فقد حمله ملاك الرب إلى البرّيّة؛ حيث عاش هناك إلى يوم ظهوره وبداية خدمته لشعب إسرائيل]
هذه القصّة في الحقيقة هي قصّة خياليّة تمامًا، وبها الكثير من التلفيق، وتخلو تمامًا من المَنطِق وذلك للأسباب التالية:
1- زكريا وأليصابات لم يكونا يسكنان في "بيت لحم" جنوب أورشليم، ولا في تخومها، بل كانا يقطنان في بلدة "عين كارم" غرب أورشليم، كما أكّدنا بإثباتات واضحة في إجابتنا على السؤال السابق.
2- كيف يمكن لزكريّا الكاهن الشيخ، المتقدِّم في الأيام، أن يركض مُسرِعًا من "بيت لحم" (المزعوم إقامته فيها)، ويسبق الجنود وهو يجري حاملاً ابنه لمسافة عشرة كيلومترات متواصلة، عبر الجبال والسهول في المنطقة، حتّى يصل إلى الهيكل بأورشليم وفي كل هذه المسافة لا يلحق به الجنود؟!!
3- ما هو المذبح الذي وضع زكريا يوحنا عليه؟ هل هو مذبح البخور وهو لم يكُن مُصَرَّحًا له بالدخول إليه إلاّ بالقُرعة فقط، في دوره وسط إخوته الكهنة (لو1: 9)؟!! أَم هو مذبح المحرقة الذي كانت النار ترتفع عليه بشكل متواصل ليلاً ونهارًا ولا يوضَع عليه إلاّ المحرقات اليوميّة والذبائح فإذا وُضِعَ عليه الطفل يوحنا فسوف يُشوَى بالنار في الحال، ويحترق ويموت في ثوانٍ قليلة.؟!!!
4- كيف يستطيع الطفل الرضيع يوحنا أن يعيش في البرّيّة، دون أيّة رعاية من أحد؟!! فإذا كان قد قيل عنه أنّه عاش في البراري (لو1: 80)، فهذا صحيح، ولكن ليس منذ تلك السِّن المبكّرة، التي لا يؤيِّدها المنطق العاقل، ولا تؤكِّدها أيّة شواهد إنجيليّة!!

نعود لشخصيّة زكريّا الكاهن لنتعرّف على الحقيقة بخصوص القصّة المتداولة عن قتله بين المذبح والهيكل ويمكن تلخيص المعلومات السليمة عن هذا الموضوع في النِقاط التالية:

+ هناك حوالي 32 شخصًا في الكتاب المقدّس حملوا اسم "زكريا" أشهرهم ثلاثة، هم:
1- زكريّا بن يهوياداع الكاهن (القرن 8 قبل الميلاد)، الذي عاش في عصر يؤاش ملك يهوذا، وقد رجمه الشّعب بالحجارة في دار بيت الرب بين المذبح والهيكل، بعد أن وبّخهم على خطاياهم، وقال وهو يموت: "الرب ينظر ويطالب" (2أخ24: 20-22).
2- زكريّا بن براخيا بن عِدُّو النبي (القرن 5 قبل الميلاد)، وهو كاتب سِفر زكريّا، وأحد الأنبياء الصغار، ولكن لم يذكر الكتاب المقدَّس شيئًَا عن سفك دمه بين الهيكل والمذبح، خاصّةً أنّ الهيكل في عصره كان مجرّد حطام وقد عاش طويلاً، ومات ودُفِن بجوار حَجَّي النبي صديقه ورفيق خدمته
3- زكريّا الكاهن والد يوحنّا المعمدان وهو من فِرقة أبيّا (لو1: 5)، وتنبّأ عن المسيح المُخَلِّص نبوّة جميلة بعد مولِد ابنه يوحنا (لو1: 67-79)، ولم يذكر الكتاب المقدّس شيئًا عن ظروف وفاته إلاّ أنّه كان شيخًا متقدِّمًا في الأيام وقت ميلاد ابنه (لو1: 18).
+ يُجمِع معظم آباء الكنيسة والمفسِّرين أنّ زكريّا الذي أشار السيِّد المسيح في حديثه إلى مقتله بين المذبح والهيكل في (مت23، لو11) هو زكريّا بن يهوياداع (بن براخيا)، وليس زكريّا بن عِدُّو النبي ولا زكريّا والد يوحنا المعمدان وقد أكّد هذا القدّيس جيروم بعد أن بحث الموضوع بكل تفاصيله.
+ كان زكريّا بن يهوياداع (بن براخيا) رئيسًا للكهنة في زمانه، وكان نبيًّا أيضًا يعظ بالروح القدس عن البرّ والتوبة وقد أمر الملك يؤاش برجمه بالحجارة في داخل بيت الرب (2أخ24: 20-22). وهذه الجريمة يذكرها السيِّد المسيح لِشِدّة بشاعتها، وقد ذُكِرَت في التلمود اليهودي يحوطها الحزن والفزع. وهذه الحادثة كانت أحد أسباب السّبي الذي قام به نبوخذنصّر بعد ذلك والرب يسوع كان يقصد –على الأرجح- أن يَذكُر أول شهيد بار في الكتاب المقدّس الذي هو "هابيل" (تك4: 8)، وآخِر شهيد ذُكِر في آخِر الأسفار التاريخيّة للكتاب المقدَّس العبري، وهو سِفر أخبار الأيّام الثاني
+ كانت الشخصيّتان "هابيل" و"زكريّا" معروفتين تمامًا كشخصيَّات تاريخيّة، لكل الكتبة والفرّيسيين الذين كانوا يسمعون الرب يسوع أمّا "زكريا" أبو يوحنّا فلم يكُن مشهورًا ولا معروفًا عند السّامعين حتّى يذكره السيِّد المسيح في حديثه، بل كان مجرّد كاهن وسط الآلاف من الكهنة كما أنّه إذا كان يقصد "زكريّا" والد يوحنا، فبحسب القصّة المزعومة فإنّ اليهود لم يقتلوه بل جند هيرودس، وبالتالي لا يمكن تحميل اليهود مسئوليّة سفك دمه.!!
هكذا يمكننا تأكيد أنّ "زكريّا" الذي قُتِلَ بين المذبح والهيكل، ليس هو "زكريّا" والد يوحنا المعمدان

السؤال الثالث: ما هو العدد التقريبي للأطفال الذين قتلهم جند هيرودس في "بيت لحم"؟!

بلدة "بيت لحم" تبعد حوالي 10 كم عن مدينة أورشليم من ناحية الجنوب، وهي على ارتفاع 765 متر فوق سطح البحر (أعلى من أورشليم بحوالي 30 مترًا)، وحاليًا يسكنها 16 ألف نسمة تقريبًا (تعداد 2006م)، وإذا أضفنا بعض مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين حولها (عشوائيّات حول المدينة) يصل عدد السّكان إلى ما يقرب من 30 ألف نسمة، ويتبعها بعض المدن والقرى الأخرى مثل (أرطاس – بيت جالا – بيت ساحور – قرى التعامرة.) وهي الآن تحت سيطرة السُّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة مع ملاحظة أنّ الفلسطينيين يتكاثرون في السنوات الأربعين الأخيرة بمعدّلات عالية وسريعة جدًّا، بشكل غير طبيعي، وهم يقصدون ذلك لأسباب سياسيّة!
أمّا في عصر السيِّد المسيح، فكانت بيت لحم مجرّد قرية صغيرة وإذا وضعنا في الاعتبار أنّه في ذلك الزمان لم تكُن هناك عمارات عالية يسكنها العديد من العائلات مثل الآن، بل مجرَّد بيوت صغيرة من دور واحد، وتسكنها أسرة واحدة فإنّ عدد سكّان "بيت لحم" مع كل تخومها كان يقلّ عن ربع العدد الحالي، أي لا يتجاوز أربعة آلاف نسمة على أقصى تقدير!!
وإذا عَلِمنا أنّ متوسِّط الأعمار في عهد السيِّد المسيح كان أقلّ من أربعين سنة، فإنّ الشريحة العُمريّة من صفر إلى سنتين ستمثِّل حوالي واحد على عشرين من عدد السُّكان الذين هم أقل من أربعة آلاف نسمة، أي حوالي أقل من 200 طفلاً وإذا استبعدنا نصفهم الذي سيكون من الإناث، وليس الذكور، سيكون عدد الأطفال الذكور أقل من 100 (مائة) طفلٍ أي بضع عشرات من الأطفال.
+ + +
أمّا ربط عدد الأطفال المقتولين بعدد الشّهداء الذين رآهم يوحنا الإنجيلي في سِفر الرؤيا تحت المذبح (رؤ6: 9)، أو المائة والأربعة والأربعين ألفًا الذين شاهدهم مع المسيح على جبل صهيون السماوي (رؤ14: 1)، فهو ربط غير سليم وغير منطقي بالمرّة، لعِدّة أسباب:
1- أغلبيّة الأرقام التي وردت في سِفر الرؤيا هي أرقام رمزيّة، وليست حرفيّة فمثلاً رقم 144 ألف يشير إلى كنيسة العهد القديم (يمثِّلها 12 سبطًا)، مُلتَحِمة في كنيسة العهد الجديد (يمثِّلها 12 تلميذًا)، وهم يعيشون الحياة السماوية (ويُرمَز لها برقم 1000) 12×12×1000= 144000 وهذا معنى الرقم، وليس بالطبع المعنى الحرفي، إذ أنّ سِفر الرؤيا لا يتحدّث بوجه عام عن أرقام تحديديّة، بل أرقام تحمل رموزًا خاصّة!
2- لم يُذكَر عدد النفوس التي رآها القديس يوحنّا تحت المذبح في (رؤ6) ولكن من سياق الكلام يتّضح أنّهم شهداء ماتوا على اسم المسيح نتيجة شهادتهم أمام العالم للمسيح إلههم وهذا بالطبع لا ينطبق على أطفال "بيت لحم" الذين ماتوا قبل إتمام الفداء على الصليب، ولم يعرفوا المسيح في حياتهم!!
3- لم يَذكُر أيُّ أحدٍ من المفسّرين للكتاب المقدّس أو آباء الكنيسة القدّيسين أنّه يوجَد ارتباط بين أطفال "بيت لحم" والمائة والأربعة والأربعين ألفًا البتوليين الذين لم يتنجّسوا والذين ذُكِروا في (رؤ14)، ويرمزون للنفوس التي كَرّسَت قلوبها وحياتها لله في العهدين القديم والجديد كما شرحنا قبلاً كما أنّ الحديث عن أشخاص بتوليين في السماء لم يتنجّسوا مع نساء لأنهم أطهار، لا يُمكِن أن يكون معناه حرفيًّا أيضًا لأن السماء لن يكون فيها رجال فقط، بل كلّ القدِّيسين من رجال ونساء وأيضًا في السماء سيصير الجميع كالملائكة بدون جِنس مُذكَّر أو مؤنَّث، بل سيكونون كالملائكة لا يتزاوجون وهذا أيضًا يؤكِّد أن رقم 144 ألف هو عدد رمزي كما شرحنا
4- لم يَذكُر الكتاب المقدّس (وهو مرجعنا الأول في كل الأمور) عدد الأطفال بالتحديد الذين قُتِلوا في "بيت لحم"، وأعتقد أنّه لم يكُن هناك إحصاء دقيق لهم في ذلك الوقت، وإلاّ كان قد ذُكِرَ
5- هذه الحادثة كانت حادثة صغيرة، لكون "بيت لحم" وقتها قرية صغيرة، وعدد الأطفال قليل فلم تهتمّ بها أغلبيّة كتب التاريخ، بل أغفلتها أمّا إذا كان عدد الأطفال فِعلاً بالآلاف، فمِن الصّعب أن يتمّ التغاضي عنها ونسيانها في كتب المؤرِّخين!
6- ما يؤكِّد أيضًا أنّ عدد الأطفال كان قليلاً، ردّ الفِعل من أهالي "بيت لحم" تجاه هذه المذبحة فلم نسمع عن ثورة من آلاف العائلات لسبب قتل أطفالهم، بل كان فقط حادثًا مأساويًّا أصاب بعض عائلات قليلة، وانتهى الأمر بسرعة وطواه الزّمن!!

السؤال الرابع: ما هو مصدر القصّة الغريبة الموجودة في بعض الكتب عن قتل عدد هائل من الأطفال، ونجاة يوحنا المعمدان من المذبحة، ومقتل زكريا أبيه في هذه الحادثة؟!

الحقيقة أنّ هذه القصّة الغريبة لها بعض المصادر، أهمّها "إنجيل يعقوب المزيَّف" وهو من ضمن أسفار الأبوكريفا، من إنتاج القرن الثاني (حوالي عام 150م) وقد أشار إليه يوستينوس وإكليمنضس وأوريجينوس على أنّه من الأسفار المزوَّرة وهذا الكتاب له عِدّة أسماء أخرى، منها [ميلاد مريم – تاريخ يعقوب – رواية يعقوب – إنجيل يعقوب التمهيدي – الإنجيل الأوّلي]
يحتوي هذا الكتاب المزوَّر الذي لم تقبله الكنيسة، على الكثير من الأخطاء والخُرافات ولكن ما يهمّنا منها في بحثنا أنّه يحكي قصّة عجيبة عن الأحداث التي وقعت أثناء قتل أطفال بيت لحم، يقول فيها ما ملخّصه:
[أنّ أليصابات عندما هاجمها جنود هيرودس، هربت بالطفل يوحنّا إلى الجبال فانفتح لها جبل لم تكُن تستطيع أن تتسلّقه، فهربت بيوحنا من وجه الجنود وكان ملاك الرب معهما يحرسهما!!
أمّا زكريّا فكان وقتها في الهيكل، فأرسل له هيرودس يسأله: أين خبّأت ابنك؟ فقال: لا أعلم، فأمر الجنود فقتلوه في رواق هيكل الرب، قُرب حاجز المذبح ولم يُعثَر بعد ذلك على جسده، أمّا دمه فكان ككتلة صخر في رواق الهيكل وبكاه كل الشّعب ثلاثة أيّام وثلاث ليالٍ.!!!
وبعدها اجتمعوا لينتخبوا رئيسًا للكهنة مكانه، فحلّت القُرعة على سمعان، وهو الذي قال له الروح القدس أنّه لن يرى الموت قبل أن يعاين المسيح.!!!]
وهذه القصّة الغريبة لا يمكن قبولها، لأسباب كثيرة:
1- زكريا وأليصابات لم يكونا في "بيت لحم" كما شرحنا قبلاً، ولم يتعرّض لهما جنود هيرودس.
2- من الصّعب أن تهرب أليصابات العجوز بالطفل يوحنا، ولا يستطيع أن يلحق بها الجنود الشباب!
3- لا يوجَد أي دليل في الكتاب المقدّس يؤيِّد هذه القصّة.
4- لم يكُن زكريّا والد يوحنّا رئيسًا للكهنة كما تزعم القصّة، بل كان كاهنًا عاديًّا
5- لم نسمع أنّ رؤساء الكهنة في عهد المسيح كانوا يُنتخَبون بالقُرعة!!
6- كيف يكون سمعان الشّيخ حيًّا وقت قتل أطفال بيت لحم؟! وهو الذي قال بعد ميلاد السيّد المسيح بأربعين يومًا: "الآن يا سيّد تُطلق عبدك بسلام، حسب قولك، لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدّام وجه جميع الشعوب." (لو2: 29-31)، وهذا معناه أنّه مات بعد هذه الحادثة مباشرةً، وهو الذي كان عمره يتخطّى ثلاثمائة عامًا كما نعرف جميعًا كما أنّه لم يكُن كاهنًا حتّى يُنتخَب رئيسًا للكهنة!!!
7- القصّة بجملتها يبدو فيها الكثير من التلفيق وعدم المنطقيّة، وأيضًا فيها محاولات لربط بعض الأمور والأحداث ببعضها، وهي لا تمُتّ لبعضها بأيّة صِلة كما أنّه لا توجَد أيّة فائدة روحيّة من ربط هذه الأحداث معًا. والأهمّ من هذا أنّ هذه النوعيّات من القصص تخالف حقيقة ما جرى بالفِعل في التاريخ، ولا توجَد أيّة إثباتات تؤكِّدها!!

أعود فأقدِّم مُلخّصًا لأهمّ الحقائق بخصوص هذا الموضوع:
1- زكريا الكاهن وزوجته أليصابات لم يكونا يعيشان في "بيت لحم" جنوب أورشليم، بل في القرية المُسمّاة حاليًّا "عين كارم" غرب أورشليم وبالتالي لم يتعرّض ابنهما يوحنا المعمدان لخطر القتل مع أطفال "بيت لحم".
2- "زكريّا" الذي قُتِلَ بين المذبح والهيكل ليس هو "زكريّا" والد يوحنا المعمدان، بل هو "زكريّا بن يهوياداع" (بن براخيا) وقصة مقتله مذكورة في (2أخ24: 20-22).
3- عدد الأطفال المقتولين في "بيت لحم" وكل تخومها لا يتجاوز مائة طفل على أقصى تقدير.
4- ما يُسمّى بإنجيل يعقوب المزيّف هو أهمّ مصادر الرواية الخاطئة المتداولة في بعض الكتب عن أطفال بيت لحم.

أخيرًا وفي ختام هذا البحث، أناشد آبائي الكهنة مراعاة تعديل المعلومات التي جاءت في قراءات السنكسار أيّام [8 توت - 3 طوبة – 15 أمشير – 30 بؤونة] إلى حين يتمّ إصدار الطبعة المُنَقّحة الجديدة لهذا الكتاب الكنسي الهام.
القمّص يوحنا نصيف


أهمّ مراجع البحث
1- الكتاب المقدّس.
2- دائرة المعارف الكتابيّة.
3- قاموس الكتاب المقدّس.
4- تفاسير الآباء الأولين للقمّص تادرس يعقوب (سفر زكريا – إنجيل متّى – إنجيل لوقا – سفر الرؤيا).
5- السنكسار.
6- أسفار الأبوكريفا – ترجمة القمّص عبد المسيح بسيط.
7- خرائط جغرافيّة تفصيليّة، لمنطقة أورشليم وبيت لحم، مع تفاصيل تعداد السُّكان، وبعض التفاصيل التاريخيّة، من على شبكة المعلومات الدوليّة (الإنترنت)، وموقع جوجل إيرث

 
قديم 23 - 12 - 2017, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 19645 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,648

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل زكريا وأليصابات كانا يعيشان أصلاً في "بيت لحم"، أو في تخومها (حدودها)؟

الحقيقة أنّ زكريّا وأليصابات لم يكونا يعيشان في "بيت لحم" أصلاً، وبالتالي لم يكُن يوحنّا مُعَرَّضًا للقتل مثل أطفال "بيت لحم" وهناك دلائل قاطعة على ذلك، منها:
1- لم يذكُر الإنجيل أنّ السيِّدة العذراء ذهبت إليهم في بيت لحم، بل ذُكِر أنّ القديسة مريم ذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا (لو1: 39)، وهنا مدينة يهوذا ليست "بيت لحم" بل "أورشليم" والجبال التي حولها!
2- لو كان زكريّا وأليصابات يسكنان في "بيت لحم"، لكانت السيِّدة العذراء بالأوْلَى قد ذهبت إلى بيتهما، وولدَت ابنها الرب يسوع عندهما وما كانت قد ولدته في مذود للبهائم، كما حدث بالفِعل، لعدم وجود مكان بالمنازل، وعدم وجود أقارب أو معارف في "بيت لحم" ينزل يوسف النجّار والسيِّدة العذراء عندهم وهذا الدليل وحده هو دليل قاطع لا يقبل الجَدَل يؤكِّد أنّ زكريّا وأليصابات لم يكُن مسكنهما في "بيت لحم".
3- لو كان مَسكن زكريّا وألصابات في قرية قريبة من "بيت لحم" لكان من السهل أن تذهب إليهما العائلة المقدّسة، ولو بعد الولادة بأيّام قليلة ولكن هذا لم يحدث أيضًا بل عندما حضر المجوس بعد ولادة الرب يسوع بعدّة أسابيع كان القديس يوسف والسيّدة العذراء ومعهما الطفل يسوع لا يزالون في "بيت لحم"، وإن كانوا قد انتقلوا إلى بيت بدلاً من المذود (مت2: 11)!
4- بالرجوع للمصادر العِلميّة الجغرافيّة، والتاريخيّة، والآثار الحالية نجد أنّ زكريّا وأليصابات كانا يعيشان في قرية صغيرة مجاورة لأورشليم، وتُسَمّى حاليًا "عين كارم" وهي تقع على بُعد حوالي 7 كم غرب أورشليم (مع ملاحظة أنّ "بيت لحم" تبعد حوالي 10 كم من أورشليم ولكن من جهة الجنوب) والمسافة الحالية بين مدينة "بيت لحم" وقرية "عين كارم" حوالي 11 كيلومتر وقرية "عين كارم" هذه تقع في منطقة جبليّة [كما وصفها الإنجيل (لو1: 39)] وترتفع نحو 650 مترًا فوق سطح البحر، وكان تعداد سكّانها قبل عام 1948م حوالي 3000 ثلاثة آلاف نسمة فقط وتقع حاليًا داخل حدود دولة إسرائيل
يوجَد بقرية "عين كارم" الآن مزاران مسيحيّان مشهوران؛ الأول هو كنيسة "الزيارة" أو أحيانًا تُسمَّى كنيسة "تعظِّم نفسي الرب"، وهي مبنيّة في مكان لقاء السيِّدة العذراء مع القدِّيسة أليصابات والمزار الثاني هو كنيسة على اسم "القدِّيس يوحنّا المعمدان" وعمومًا القرية بها سبعة من الأديرة والكنائس وكان بها في القرن الخامس مزار للقديسة أليصابات، وكان يتقاطَر عليه الكثيرون.
أخيرًا، لماذا يتمّ الزّجّ باسم القديس يوحنا المعمدان ضمن حادثة مقتل أطفال "بيت لحم"؟! هل مجرّد ميلاده في توقيت مُقارِب لميلاد السيِّد المسيح يجعله ضمن الذين تعرّضوا لخطر القتل؟! أم أنّ البعض يحاولون رسم سيناريو بشع ومؤثِّر لحادثة قتل الأطفال، لتحقيق مزيد من الإثارة والمطاردات البوليسيّة الدراميّة، على حساب الحقيقة؟!!


 
قديم 23 - 12 - 2017, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 19646 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,648

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل زكريّا الذي قُتِل بين المذبح والهيكل هو زكريّا أبو يوحنا المعمدان؟!

كلّنا نذكُر أنّ السيّد المسيح قال في توبيخه للكتبة والفرّيسيين، أنّه ستأتي عليهم عقوبة الدماء الزّكيّة التي سُفِكَت من دم "هابيل الصِّدِّيق" إلى دم "زكريا بن براخيا" الذي قُتِل بين الهيكل والمذبح (مت23، لو11) فهل هذا هو زكريا والد يوحنا المعمدان؟! ولاسيّما أنّ هناك قصّة مذكورة في بعض الكتب يقول ملخّصها:
[أنّ زكريا الكاهن عندما فاجأه جنود هيرودس في بيته، طالبين قتل طفله يوحنا، حمل الطفل على يديه وهرب به إلى أورشليم، وكان جنود هيرودس يطاردونه فأسرع زكريّا إلى الهيكل، ووضع يوحنّا على المذبح قائلاً: من هنا استلمته وهنا أتركه وفي خروجه لاقاه الجنود الذين كانوا يركضون بسرعة وراءه، فعندما لم يجدوا الطفل معه ذبحوه بين الهيكل والمذبح أمّا يوحنا فقد حمله ملاك الرب إلى البرّيّة؛ حيث عاش هناك إلى يوم ظهوره وبداية خدمته لشعب إسرائيل]
هذه القصّة في الحقيقة هي قصّة خياليّة تمامًا، وبها الكثير من التلفيق، وتخلو تمامًا من المَنطِق وذلك للأسباب التالية:
1- زكريا وأليصابات لم يكونا يسكنان في "بيت لحم" جنوب أورشليم، ولا في تخومها، بل كانا يقطنان في بلدة "عين كارم" غرب أورشليم، كما أكّدنا بإثباتات واضحة في إجابتنا على السؤال السابق.
2- كيف يمكن لزكريّا الكاهن الشيخ، المتقدِّم في الأيام، أن يركض مُسرِعًا من "بيت لحم" (المزعوم إقامته فيها)، ويسبق الجنود وهو يجري حاملاً ابنه لمسافة عشرة كيلومترات متواصلة، عبر الجبال والسهول في المنطقة، حتّى يصل إلى الهيكل بأورشليم وفي كل هذه المسافة لا يلحق به الجنود؟!!
3- ما هو المذبح الذي وضع زكريا يوحنا عليه؟ هل هو مذبح البخور وهو لم يكُن مُصَرَّحًا له بالدخول إليه إلاّ بالقُرعة فقط، في دوره وسط إخوته الكهنة (لو1: 9)؟!! أَم هو مذبح المحرقة الذي كانت النار ترتفع عليه بشكل متواصل ليلاً ونهارًا ولا يوضَع عليه إلاّ المحرقات اليوميّة والذبائح فإذا وُضِعَ عليه الطفل يوحنا فسوف يُشوَى بالنار في الحال، ويحترق ويموت في ثوانٍ قليلة.؟!!!
4- كيف يستطيع الطفل الرضيع يوحنا أن يعيش في البرّيّة، دون أيّة رعاية من أحد؟!! فإذا كان قد قيل عنه أنّه عاش في البراري (لو1: 80)، فهذا صحيح، ولكن ليس منذ تلك السِّن المبكّرة، التي لا يؤيِّدها المنطق العاقل، ولا تؤكِّدها أيّة شواهد إنجيليّة!!

نعود لشخصيّة زكريّا الكاهن لنتعرّف على الحقيقة بخصوص القصّة المتداولة عن قتله بين المذبح والهيكل ويمكن تلخيص المعلومات السليمة عن هذا الموضوع في النِقاط التالية:

+ هناك حوالي 32 شخصًا في الكتاب المقدّس حملوا اسم "زكريا" أشهرهم ثلاثة، هم:
1- زكريّا بن يهوياداع الكاهن (القرن 8 قبل الميلاد)، الذي عاش في عصر يؤاش ملك يهوذا، وقد رجمه الشّعب بالحجارة في دار بيت الرب بين المذبح والهيكل، بعد أن وبّخهم على خطاياهم، وقال وهو يموت: "الرب ينظر ويطالب" (2أخ24: 20-22).
2- زكريّا بن براخيا بن عِدُّو النبي (القرن 5 قبل الميلاد)، وهو كاتب سِفر زكريّا، وأحد الأنبياء الصغار، ولكن لم يذكر الكتاب المقدَّس شيئًَا عن سفك دمه بين الهيكل والمذبح، خاصّةً أنّ الهيكل في عصره كان مجرّد حطام وقد عاش طويلاً، ومات ودُفِن بجوار حَجَّي النبي صديقه ورفيق خدمته
3- زكريّا الكاهن والد يوحنّا المعمدان وهو من فِرقة أبيّا (لو1: 5)، وتنبّأ عن المسيح المُخَلِّص نبوّة جميلة بعد مولِد ابنه يوحنا (لو1: 67-79)، ولم يذكر الكتاب المقدّس شيئًا عن ظروف وفاته إلاّ أنّه كان شيخًا متقدِّمًا في الأيام وقت ميلاد ابنه (لو1: 18).
+ يُجمِع معظم آباء الكنيسة والمفسِّرين أنّ زكريّا الذي أشار السيِّد المسيح في حديثه إلى مقتله بين المذبح والهيكل في (مت23، لو11) هو زكريّا بن يهوياداع (بن براخيا)، وليس زكريّا بن عِدُّو النبي ولا زكريّا والد يوحنا المعمدان وقد أكّد هذا القدّيس جيروم بعد أن بحث الموضوع بكل تفاصيله.
+ كان زكريّا بن يهوياداع (بن براخيا) رئيسًا للكهنة في زمانه، وكان نبيًّا أيضًا يعظ بالروح القدس عن البرّ والتوبة وقد أمر الملك يؤاش برجمه بالحجارة في داخل بيت الرب (2أخ24: 20-22). وهذه الجريمة يذكرها السيِّد المسيح لِشِدّة بشاعتها، وقد ذُكِرَت في التلمود اليهودي يحوطها الحزن والفزع. وهذه الحادثة كانت أحد أسباب السّبي الذي قام به نبوخذنصّر بعد ذلك والرب يسوع كان يقصد –على الأرجح- أن يَذكُر أول شهيد بار في الكتاب المقدّس الذي هو "هابيل" (تك4: 8)، وآخِر شهيد ذُكِر في آخِر الأسفار التاريخيّة للكتاب المقدَّس العبري، وهو سِفر أخبار الأيّام الثاني
+ كانت الشخصيّتان "هابيل" و"زكريّا" معروفتين تمامًا كشخصيَّات تاريخيّة، لكل الكتبة والفرّيسيين الذين كانوا يسمعون الرب يسوع أمّا "زكريا" أبو يوحنّا فلم يكُن مشهورًا ولا معروفًا عند السّامعين حتّى يذكره السيِّد المسيح في حديثه، بل كان مجرّد كاهن وسط الآلاف من الكهنة كما أنّه إذا كان يقصد "زكريّا" والد يوحنا، فبحسب القصّة المزعومة فإنّ اليهود لم يقتلوه بل جند هيرودس، وبالتالي لا يمكن تحميل اليهود مسئوليّة سفك دمه.!!
هكذا يمكننا تأكيد أنّ "زكريّا" الذي قُتِلَ بين المذبح والهيكل، ليس هو "زكريّا" والد يوحنا المعمدان


 
قديم 23 - 12 - 2017, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 19647 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,648

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو العدد التقريبي للأطفال الذين قتلهم جند هيرودس في "بيت لحم"؟!

بلدة "بيت لحم" تبعد حوالي 10 كم عن مدينة أورشليم من ناحية الجنوب، وهي على ارتفاع 765 متر فوق سطح البحر (أعلى من أورشليم بحوالي 30 مترًا)، وحاليًا يسكنها 16 ألف نسمة تقريبًا (تعداد 2006م)، وإذا أضفنا بعض مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين حولها (عشوائيّات حول المدينة) يصل عدد السّكان إلى ما يقرب من 30 ألف نسمة، ويتبعها بعض المدن والقرى الأخرى مثل (أرطاس – بيت جالا – بيت ساحور – قرى التعامرة.) وهي الآن تحت سيطرة السُّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة مع ملاحظة أنّ الفلسطينيين يتكاثرون في السنوات الأربعين الأخيرة بمعدّلات عالية وسريعة جدًّا، بشكل غير طبيعي، وهم يقصدون ذلك لأسباب سياسيّة!
أمّا في عصر السيِّد المسيح، فكانت بيت لحم مجرّد قرية صغيرة وإذا وضعنا في الاعتبار أنّه في ذلك الزمان لم تكُن هناك عمارات عالية يسكنها العديد من العائلات مثل الآن، بل مجرَّد بيوت صغيرة من دور واحد، وتسكنها أسرة واحدة فإنّ عدد سكّان "بيت لحم" مع كل تخومها كان يقلّ عن ربع العدد الحالي، أي لا يتجاوز أربعة آلاف نسمة على أقصى تقدير!!
وإذا عَلِمنا أنّ متوسِّط الأعمار في عهد السيِّد المسيح كان أقلّ من أربعين سنة، فإنّ الشريحة العُمريّة من صفر إلى سنتين ستمثِّل حوالي واحد على عشرين من عدد السُّكان الذين هم أقل من أربعة آلاف نسمة، أي حوالي أقل من 200 طفلاً وإذا استبعدنا نصفهم الذي سيكون من الإناث، وليس الذكور، سيكون عدد الأطفال الذكور أقل من 100 (مائة) طفلٍ أي بضع عشرات من الأطفال.
+ + +
أمّا ربط عدد الأطفال المقتولين بعدد الشّهداء الذين رآهم يوحنا الإنجيلي في سِفر الرؤيا تحت المذبح (رؤ6: 9)، أو المائة والأربعة والأربعين ألفًا الذين شاهدهم مع المسيح على جبل صهيون السماوي (رؤ14: 1)، فهو ربط غير سليم وغير منطقي بالمرّة، لعِدّة أسباب:
1- أغلبيّة الأرقام التي وردت في سِفر الرؤيا هي أرقام رمزيّة، وليست حرفيّة فمثلاً رقم 144 ألف يشير إلى كنيسة العهد القديم (يمثِّلها 12 سبطًا)، مُلتَحِمة في كنيسة العهد الجديد (يمثِّلها 12 تلميذًا)، وهم يعيشون الحياة السماوية (ويُرمَز لها برقم 1000) 12×12×1000= 144000 وهذا معنى الرقم، وليس بالطبع المعنى الحرفي، إذ أنّ سِفر الرؤيا لا يتحدّث بوجه عام عن أرقام تحديديّة، بل أرقام تحمل رموزًا خاصّة!
2- لم يُذكَر عدد النفوس التي رآها القديس يوحنّا تحت المذبح في (رؤ6) ولكن من سياق الكلام يتّضح أنّهم شهداء ماتوا على اسم المسيح نتيجة شهادتهم أمام العالم للمسيح إلههم وهذا بالطبع لا ينطبق على أطفال "بيت لحم" الذين ماتوا قبل إتمام الفداء على الصليب، ولم يعرفوا المسيح في حياتهم!!
3- لم يَذكُر أيُّ أحدٍ من المفسّرين للكتاب المقدّس أو آباء الكنيسة القدّيسين أنّه يوجَد ارتباط بين أطفال "بيت لحم" والمائة والأربعة والأربعين ألفًا البتوليين الذين لم يتنجّسوا والذين ذُكِروا في (رؤ14)، ويرمزون للنفوس التي كَرّسَت قلوبها وحياتها لله في العهدين القديم والجديد كما شرحنا قبلاً كما أنّ الحديث عن أشخاص بتوليين في السماء لم يتنجّسوا مع نساء لأنهم أطهار، لا يُمكِن أن يكون معناه حرفيًّا أيضًا لأن السماء لن يكون فيها رجال فقط، بل كلّ القدِّيسين من رجال ونساء وأيضًا في السماء سيصير الجميع كالملائكة بدون جِنس مُذكَّر أو مؤنَّث، بل سيكونون كالملائكة لا يتزاوجون وهذا أيضًا يؤكِّد أن رقم 144 ألف هو عدد رمزي كما شرحنا
4- لم يَذكُر الكتاب المقدّس (وهو مرجعنا الأول في كل الأمور) عدد الأطفال بالتحديد الذين قُتِلوا في "بيت لحم"، وأعتقد أنّه لم يكُن هناك إحصاء دقيق لهم في ذلك الوقت، وإلاّ كان قد ذُكِرَ
5- هذه الحادثة كانت حادثة صغيرة، لكون "بيت لحم" وقتها قرية صغيرة، وعدد الأطفال قليل فلم تهتمّ بها أغلبيّة كتب التاريخ، بل أغفلتها أمّا إذا كان عدد الأطفال فِعلاً بالآلاف، فمِن الصّعب أن يتمّ التغاضي عنها ونسيانها في كتب المؤرِّخين!
6- ما يؤكِّد أيضًا أنّ عدد الأطفال كان قليلاً، ردّ الفِعل من أهالي "بيت لحم" تجاه هذه المذبحة فلم نسمع عن ثورة من آلاف العائلات لسبب قتل أطفالهم، بل كان فقط حادثًا مأساويًّا أصاب بعض عائلات قليلة، وانتهى الأمر بسرعة وطواه الزّمن!!


 
قديم 23 - 12 - 2017, 03:45 PM   رقم المشاركة : ( 19648 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,648

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

heartcross رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو مصدر القصّة الغريبة الموجودة في بعض الكتب عن قتل عدد هائل من الأطفال، ونجاة يوحنا المعمدان من المذبحة، ومقتل زكريا أبيه في هذه الحادثة؟!

الحقيقة أنّ هذه القصّة الغريبة لها بعض المصادر، أهمّها "إنجيل يعقوب المزيَّف" وهو من ضمن أسفار الأبوكريفا، من إنتاج القرن الثاني (حوالي عام 150م) وقد أشار إليه يوستينوس وإكليمنضس وأوريجينوس على أنّه من الأسفار المزوَّرة وهذا الكتاب له عِدّة أسماء أخرى، منها [ميلاد مريم – تاريخ يعقوب – رواية يعقوب – إنجيل يعقوب التمهيدي – الإنجيل الأوّلي]
يحتوي هذا الكتاب المزوَّر الذي لم تقبله الكنيسة، على الكثير من الأخطاء والخُرافات ولكن ما يهمّنا منها في بحثنا أنّه يحكي قصّة عجيبة عن الأحداث التي وقعت أثناء قتل أطفال بيت لحم، يقول فيها ما ملخّصه:
[أنّ أليصابات عندما هاجمها جنود هيرودس، هربت بالطفل يوحنّا إلى الجبال فانفتح لها جبل لم تكُن تستطيع أن تتسلّقه، فهربت بيوحنا من وجه الجنود وكان ملاك الرب معهما يحرسهما!!
أمّا زكريّا فكان وقتها في الهيكل، فأرسل له هيرودس يسأله: أين خبّأت ابنك؟ فقال: لا أعلم، فأمر الجنود فقتلوه في رواق هيكل الرب، قُرب حاجز المذبح ولم يُعثَر بعد ذلك على جسده، أمّا دمه فكان ككتلة صخر في رواق الهيكل وبكاه كل الشّعب ثلاثة أيّام وثلاث ليالٍ.!!!
وبعدها اجتمعوا لينتخبوا رئيسًا للكهنة مكانه، فحلّت القُرعة على سمعان، وهو الذي قال له الروح القدس أنّه لن يرى الموت قبل أن يعاين المسيح.!!!]
وهذه القصّة الغريبة لا يمكن قبولها، لأسباب كثيرة:
1- زكريا وأليصابات لم يكونا في "بيت لحم" كما شرحنا قبلاً، ولم يتعرّض لهما جنود هيرودس.
2- من الصّعب أن تهرب أليصابات العجوز بالطفل يوحنا، ولا يستطيع أن يلحق بها الجنود الشباب!
3- لا يوجَد أي دليل في الكتاب المقدّس يؤيِّد هذه القصّة.
4- لم يكُن زكريّا والد يوحنّا رئيسًا للكهنة كما تزعم القصّة، بل كان كاهنًا عاديًّا
5- لم نسمع أنّ رؤساء الكهنة في عهد المسيح كانوا يُنتخَبون بالقُرعة!!
6- كيف يكون سمعان الشّيخ حيًّا وقت قتل أطفال بيت لحم؟! وهو الذي قال بعد ميلاد السيّد المسيح بأربعين يومًا: "الآن يا سيّد تُطلق عبدك بسلام، حسب قولك، لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدّام وجه جميع الشعوب." (لو2: 29-31)، وهذا معناه أنّه مات بعد هذه الحادثة مباشرةً، وهو الذي كان عمره يتخطّى ثلاثمائة عامًا كما نعرف جميعًا كما أنّه لم يكُن كاهنًا حتّى يُنتخَب رئيسًا للكهنة!!!
7- القصّة بجملتها يبدو فيها الكثير من التلفيق وعدم المنطقيّة، وأيضًا فيها محاولات لربط بعض الأمور والأحداث ببعضها، وهي لا تمُتّ لبعضها بأيّة صِلة كما أنّه لا توجَد أيّة فائدة روحيّة من ربط هذه الأحداث معًا. والأهمّ من هذا أنّ هذه النوعيّات من القصص تخالف حقيقة ما جرى بالفِعل في التاريخ، ولا توجَد أيّة إثباتات تؤكِّدها!!


 
قديم 23 - 12 - 2017, 03:55 PM   رقم المشاركة : ( 19649 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,648

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من يشتكي من خطاياه

وعدم استمرار توبته وعودته للخطية بطريقة أصعب مما كانت

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سلام في الرب

إخوتي الأحباء كثيرون يشتكون من ضعفهم وكثرة خطاياهم، وذلك لأنهم تابوا توبة خاطئة، لأن كل هدفهم انهم يكفوا عن الخطية ليصيروا أُناس طاهرين مرضيين عند الله، والله بطبيعته قدوس لا يقبل شبه شرّ ولا أي خطية خارجة عن المسار الطبيعي الذي خُلق عليه الإنسان، لكن بسبب السقوط من نعمة الله وتيار الفساد الذي يعمل في أبناء المعصية، الكل زاغ وفسد وصار في أشد الحاجة لمجد الله الحي، وليس الحل في الكف عن الخطية بالرغم من أنه ضروري ولا بُدَّ من أن نهرب منها بأي صورة وبأي شكل، لأنها تجرح النفس وتهبط بالإنسان لمستوى التراب والعزلة عن الله حياة النفس.
لكن الكف عن الخطية وحده لا ينفع،
لأننا سنكون معرضين أن نعود إليها وبصورة أشرس وأعنف من الأول، وبطريقة موسعه عما كانت، ولنلاحظ أن توبة داود النبي لم تكن في إطار سامحني يا رب واغفر لي، ولا انه حتى قدم ذبيحة ولا عطية ولا أي شيء، بل بدأ كلامه ب: "ارحمني يا الله حسب رحمتك حسب كثرة رأفتك امح معاصي" ثم اكمل كلامه وقال أيضاً: "استر وجهك عن خطاياي وامح كل آثامي. قلباً نقياً اخلق فيَّ يا الله، وروحاً مستقيماً جدد في داخلي"
لننتبه يا إخوتي لطريق التوبة الحقيقي،
لأن الخطوة الأولى إني أحس بخطورة الخطية فأبغض ما أفعله واتركه واهرب منه، لكنها خطوة أولية لا تنفع وحدها، لكن أساس التوبة الاتكال على مراحم الله وطلب خلق جديد آخر، لكي يغيرني الله بفعل عمل نعمته، وتغيير الله = خلق جديد، لذلك يقول الرسول: إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً (2كورنثوس 5: 17)
فالتوبة وحدها لن تنفعنا بدون تجديد الروح القدس
وتغيير القلب بقوة نعمة الله، لذلك نحتاج ان نُصلي مزمور داود النبي بوعي عمل المسيح الرب الخلاصي: مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات (1بطرس 1: 3)، لذلك فنحن نحتاج أن نعيش الخليقة الجديدة، وهذه الحياة وحدها هي التي تخرجنا من نطاق الخطية والموت والدينونة، لحرية مجد أولاد الله لكي نصير عتقاء المسيح الرب، اي مثل الذي يتحرر من الأسر ويعتق من العبودية، لأننا قبل المسيح الرب وعمله فينا كنا عبيد للخطية: لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضاً قَبْلاً أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً (تيطس 3: 3)، ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح (أفسس 2: 13)
فحذاري أحد يتوب من خلال آخر غير شخص المسيح الرب،
فتوبتك وتوبتي عزيزي القارئ لا تتم خارج المسيح او بعيداً عنه، فلا يتصور أحد أنه سيفلح في التقوى وحياة البرّ بسبب توبته أو عمل يعمله، بل في المسيح وبالمسيح الرب وحده ننتقل من الموت للحياة، ومن الخطية للبرّ، لأن في المسيح الرب الحياة وبدونه ليس هناك حياة مهما ما كان الإنسان ذو أخلاق رفيعه، لأن الرب حينما أتى في ملئء الزمان لا لكي نعيش حسب الناس ولا أخلاق البشر، بل نأخذ من طبعه الخاص ونكتسي بمجده ونتخلق بأخلاقه السماوية وبذلك نرتفع فوق العالم والموت لندخل الحياة لأننا نسكن في حضن الله بسبب أن الكلمة صار جسداً، وباختصار حسب قول الرسول والتعبير الصحيح: (نلبس المسيح) = بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات (رومية 13: 14)
 
قديم 23 - 12 - 2017, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 19650 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,648

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

غنمٌ وسط ذئاب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غنــمٌ وســط ذئــاب
نستطيع اليوم وبسهولة فائقة أن نعرف ما يجري في أية دولة وحتى أية مدينة وقرية في الكرة الأرضية بشكل سريع وسهل، فوسائل الإعلام المعاصرة جعلت من عالمنا قرية صغيرة. والملاحظ أن الأنباء المتعلقة بالكنيسة في العالم تحمل إلينا أخبارًا مفرحة من جهة، ومقلقة بل ومزعجة جدًا من جهة أخرى:

فمن جهة نسمع أخبار النمو في عدد المؤمنين من خلفيات غير مسيحية في دول آسيا وأفريقيا، وخصوصًا في العالم العربي. ومن جهة أخرى نسمع أخبار الاضطهاد، والقتل، وتدمير الكنائس، وسرقة محلات المسيحيين، واختطاف بناتهم واغتصابهن، وخصوصًا في العراق، وسوريا، ومصر، ونيجيريا، وباكستان، وإندونيسيا، وفلسطين. فالشيطان يعمل باجتهاد ضد الكنيسة في العالم.
تهديد الوجود المسيحي في دول المشرق. فحتى وجود وكينونة الكنيسة المسيحية في بلادنا أصبح في خطر، فالشيطان يعمل بكل قوته على القضاء على المسيحية في البلاد التي نشأت فيها الكنيسة.
سرقة أراضي المسيحيين وبيوتهم وكنائسهم ومتاجرهم في الموصل في العراق، والرقة في سوريا وغيرها، حتى في بلد الرب يسوع.
استشهاد مئات من الشباب والرجال والنساء والأطفال المسيحيين، وخصوصًا مذبحة الشباب المسيحي القبطي في ليبيا حيث قطعت أعناق رجالٍ مسيحيين جاؤوا إلى ليبيا بحثًا عن لقمة خبز لأسرهم الفقيرة في مصر، ولكن أعداء الحياة قتلوهم بجبن ووحشية منقطعة النظير.
هدم الكنائس وحرقها ونسفها والقضاء على الآثار المسيحية، كما يحدث في الموصل في العراق.
اختطاف نساء وصبايا مسيحيات وبيعهن في أسواق النخاسة وإجبارهن على تغيير دينهن.
اللعنات والشتائم والتهديد من دور العبادة غير المسيحية، وحتى من محطات إعلامية وبشكل علني وفج.
وفي بقية دول العالم، فإن الحملة ضد الإنجيل وضد المسيحية وصلت مراحل متقدمة حتى في أوروبا وأمريكا:
مثل منع الصلاة في المدارس، ونشر الكتب وتصوير الأفلام المعادية للرب يسوع مثل شيفرة دافنشي، وأمور سلبية كثيرة ضد الكنيسة المسيحية. وحرق الكنائس المسيحية وقتل المسيحيين بشكل مُمَنْهَج في نيجيريا وغيرها من دول أفريقيا.
باختصار:
العالم الخاطئ لم يعد يستطيع احتمال وجود الكنيسة ودعاة الخلاص والتوبة، ولا يطيق سماع اسم الرب يسوع، وهو مستعد أن يضرب بقوة... وفي نفس الوقت يطالب الناس القسس أن يكونوا إيجابيين في وعظهم، فلا نتحدث عن الخطية ولا عن حياة القداسة المسيحية. يريد الناس الحديث فقط عن الغنى والمال الذي ستناله إن آمنت بالمسيح. وعن البركات الروحية والمادية، وعن الشفاء والبحبوحة والسعادة... ولكن لا تذكر الخطية والقداسة والدينونة وغضب الرب. يريد العالم وعظًا عن المحبة والسلام والنعمة ولا يريدون وعظًا عن العدل والخطية والاضطهاد ودينونة الرب.
أمام الاضطهاد المتزايد على الكنيسة، قد يتساءل بعض المؤمنين:
هل حقًا هذه هي الطريق التي أريد أن أسير فيها؟
هل أنا حقًا مستعد لمواجهة الأخطار وحتى الموت بسبب إيماني بشخص الرب يسوع؟
وهل كنت أعلم أو لم أعلم أن الضيقات والصعوبات ستواجه المؤمنين؟
للإجابة عن هذه الأسئلة دعونا نقرأ ما قاله الرب يسوع قبل أكثر من ألفي عام في إنجيل متى :
"هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسَطِ ذِئَابٍ... وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ... وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي..."
(متى 16:10-23 )
نلاحظ هنا أن الرب يسوع لم يخفِ الحقيقة عن تلاميذه، ولم يقل لهم أن خدمتهم لشخصه القدوس ستكون خالية من المشاكل، أو ستكون فرحًا وابتهاجًا كل يوم، وبأنها ستكون خدمة ناجحة. ما قاله الرب يسوع يختلف كثيرًا عما يقوله بعض الوعاظ في محطات التلفزة بأنهم إن آمنوا فلن تبقى أية مشكلة في حياتهم، وسيصبحون أغنياء ولن يتعرضوا للألم أو المرض أو أي شكل من أشكال القسوة في الحياة. ما قاله الرب يسوع كان العكس تمامًا:
فالرب يسوع هنا يَعِد تلاميذه بالاضطهاد والآلام، بل إنه في مرقس قال:
"مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي. فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا."
(مرقس 34:8-35)
هذا الكلام لا يدور حول حياة مريحة مليئة بالفرح والحفلات والأمن، وخالية من الضيقات والصعوبات. حتى إن الرب يسوع في متى 23:10 يتحدث عن احتمال طرد المؤمنين من قراهم ومدنهم، ويتحدث في الآية 22 عن بُغض الناس لهم بسبب إيمانهم بشخص الرب يسوع.

في الواقع إننا عندما ندرس متى 10، نتعلم أن الرب يسوع لم يأتِ فقط ليعطينا السلام، ولكنه جاء أيضًا بسيف الحق الذي يفرّق حتى أفراد الأسرة الواحدة كما نقرأ في متى :
"... وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ."
(متى 34:10-36)
وفي الآية 37 يقول إن من لا يقدّم حياته للرب فإنه لا يستحق أن يكون من أتباع الرب، فكل شيء لدى المؤمن يجب أن يكون وكأنه لا شيء من أجل الإنجيل.
ومن يدرس سفر أعمال الرسل، سيجد أن هذا الكلام قد تجسد في حياة الرسل والتلاميذ الأوائل في الكنيسة الأولى. فسفر أعمال الرسل مليء بقصص الاضطهاد والتعذيب والرجم بالحجارة والسجون ومختلف أشكال الشر التي عانى منها المؤمنون بسبب وعظهم بالإنجيل. فمثلًا في أعمال 14 نقرأ أن اليهود من أنطاكية وأيقونية جاؤوا إلى مدينة لسترة :
"..وَأَقْنَعُوا الْجُمُوعَ فَرَجَمُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ ظَانِّينَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ."
(أعمال14: 19)
في 2تيموثاوس كانت كلمات بولس الرسول التي يذكر فيها أنواع الآلام التي عاناها وكابدها :
"وَأَمَّا أَنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي، وَسِيرَتِي... وَاضْطِهَادَاتِي... وَمِنَ الْجَمِيعِ أَنْقَذَنِي الرَّبُّ. وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ."
(2تيموثاوس 10:3-12)
أي إن المؤمن الذي لا يتعرّض لأي شكل من أشكال الاضطهاد، حتى ولو كلمة تعيير أو ملاحقة أو مقاطعة من الناس عليه أن يسأل نفسه:
هل أنا حقًا تلميذٌ أو تلميذةٌ لشخص الرب يسوع.
لا بدّ أن بعضنا تعرّض أو يتعرّض الآن لنوع من السخرية، أو الكلمات القاسية، أو العداء المكشوف بسبب إيمانه بشخص الرب يسوع. وإن كان هذا هو الحال، فطوبى لكم. فمن منا يكون شجاعًا ومطيعًا وأمينًا في مسيرته مع الرب، فإنه بالتأكيد سيتألم من أجل اسم يسوع.
دعوني أسألكم سؤالًا مباشرًا:
ما هو رد فعلك إن تعرّضت لأي ضيق بسبب إيمانك بالرب؟
هل تتذمّر؟
هل تحاول تحاشي الناس؟
هل تصمت وتبتعد عن الكنيسة والاجتماعات المختلفة؟
هل تنكر الرب يسوع؟
أم أنك مثل التلاميذ في الكنيسة الأولى الذين نقرأ عنهم في أعمال :
"وَأَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ الْمَجْمَعِ لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ..."
(أعمال 41:5-42)
لقد فرحوا لأنهم سُجنوا وجُلدوا من أجل اسم الرب. وهذا هو منطق الإيمان الذي يخالف منطق العالم الخاطئ. فلا أحد يفرح إن تعرّض للسجن والجلد والضيق، ولكن بسبب محبة الرب يسوع، فإن الفرح يكون طبيعيًا في حياة المؤمن حتى في وسط الضيق والألم.
دعونا نقرأ بعض الآيات التي ستساعدنا بالتأكيد على إدراك حقيقة حياة التلمذة وإتباع المسيح:
"فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا."
(رومية 18:8)
"لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذَلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضًا."
(2كورنثوس 5:1)
"الَّذِي الآنَ أفْرَحُ فِي آلاَمِي لأَجْلِكُمْ، وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي لأَجْلِ جَسَدِهِ: الَّذِي هُوَ الْكَنِيسَةُ."
(كولوسي 24:1)
"أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ... إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ فَطُوبَى لَكُمْ..."
(1بطرس 12:4-14)
هذه مجرّد نماذج من بعض الآيات التي تتحدث عن الآلام والاضطهاد من أجل اسم الرب يسوع. فالرب سبق وأخبرنا بأن مثل هذه الأمور ستحلّ بنا، ومع ذلك فهو يدعونا إلى الفرح وعدم الانزعاج والخوف والقلق.
فأعضاء الكنيسة الأولى كانوا مثلنا اليوم تمامًا، كانوا بشرًا لديهم آمال وأحلام وتوقعات عظيمة لحياة رائعة مليئة بالتعزية والحضور المجيد للرب في حياتهم. وهذه حقيقة، ولكن اختبار حضور الرب لم يكون وما كان يومًا محصورًا في الشفاء وفي تسديد الاحتياجات المختلفة، بل إن المؤمن الحقيقي يختبر حضور الرب وفرح الرب حتى في المرض والألم والضيق والاضطهاد.
في الواقع إننا كمؤمنين نفكر أحيانًا بمنطق يختلف كليًا عن حق الإنجيل:
قد يفكر بعضنا في نفسه قائلًا:
أنا أعيش حياة مقدسة للرب. أنا أمين في الصلاة، وفي قراءة الكتاب المقدس، وفي الحضور إلى اجتماعات الكنيسة. لذلك فإن الله سوف يباركني دائمًا ويحفظني من أي ضيق أو شرّ. في الواقع إن كل شخص منا يتوقع بركة من الرب عندما يبشر بالإنجيل أو يقود شخص إلى الخلاص، ولا يتوقّع الضيق أو الملاحقة أو التعيير. وبالرغم من توقعاتنا، فإن الآلام تأتي والضيقات تزداد، وعندها قد نتساءل:
لماذا يا ربّ؟
أو ما هو الخطأ الذي ارتكبته.
أنا أعتقد أن الوقت قد حان لكي نغيّر أسلوب تفكيرنا، فطرق الرب تختلف تمامًا عن طرق العالم. حتى مفهوم العظمة في المسيحية يختلف عن مفهوم العالم. فالعظيم هو الخادم المتألّم وليس السّيّد المبجّل والمخدوم. نقرأ في رسالة يعقوب :
"اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ."
(يعقوب 2:1-4)
فالتجارب والضيقات لها هدف في حياتنا، والهدف ليس تعذيبنا، ولكن لكي ننمي في أنفسنا فضيلة الصبر، وحتى ننمو ونصبح ناضجين وكاملين في الرب يسوع. دعونا نتذكر أننا منذ لحظة إيماننا لم نعد ملك أنفسنا، بل ملك الرب يسوع الذي اشترانا بدمه الثمين، لذلك لا يوجد أي شيء في العالم يمكن أن يسبب لنا الخوف. نحن ملك الرب الكلي القدرة والغنى والرحمة. ولأننا ملك الرب، فإن له كل الحق أن يصنع بنا ما يشاء، لأن هذا من حقه، لذلك لا نخاف نهائيًا لأن الرب قد وعدنا بالرعاية والحماية والحياة الأفضل.
الفكرة الرئيسية هنا هي أننا ككنيسة مسيحية علينا أن نتوقع أفظع أنواع الاضطهاد الممكنة، ومع ذلك علينا أن نثق بوعود الرب، فلا نقلق ولا نضطرب ولا نخاف، بل علينا أن نؤمن ونتأكد أن الرب معنا، كما كان مع الفتيان الثلاثة وسط أتون النار، وكما كان مع دانيآل في جب الأسود. فالرب سينقذنا من يد الأشرار، ويومًا ما ستنتهي آلام العالم، وسنكون معه في الأمجاد السماوية.
الخلاصة هي أن الموضوع هو موضوع اختيار وليس إجبار. فالرب يسوع له المجد يقول لكل واحد منا اليوم:
"إن أراد أحد أن يأتي ورائي،"
أي إن الخيار والإرادة لك:
إن أردت أن تسير وراء الرب، فعليك أن تتوقع إنكار الذات وحمل الصليب كل يوم. وتذكر أن الرب قد حمل الصليب قبلك، وأنه مات على الصليب حتى يفديك من الموت. ولكنه انتصر على الموت وقام غالبًا وظافرًا بقوى الشر. وأنت لو تعرّضت للضيق حتى الموت، تأكّد تمامًا أنك ستقوم كما قام الرب، وستكون معه في الأمجاد إلى الأبد. هل أنت مستعد أن تتبع الرب إلى النهاية؟
أم ستختار طريق العالم الذي نهايته الانفصال الأبدي عن الرب؟
هل ستكون أمينًا للرب حتى النهاية؟
وتذكر ما كتبه بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية :
"مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟
أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟
... وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ يَهْوَهْ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا."

(رومية 35:8-39)
افحص قلبك وكن صادقًا مع نفسك:
هل أريد العالم وملذاته، ثم أخسر كل شيء، أم أريد الرب وأستعد لمواجهة العالم الشرير، وفي النهاية الفرح والسلام والحياة الأبدية.
أنت المسئول!
ولك كل الحق في الاختيار.
دعوني أذكّركم في الختام بوعد مجيد من الرب يسوع:
"سلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ."
(يوحنا 27:14)
ووعده له المجد في :
"فَحَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ."
(متى 30:10)
إن قتلونا من أجل اسم يسوع

(متى 22:10)،
إن قتلوا حتى أجسادنا
(متى 28:10)،
فنحن واثقون بأن لنا بيتًا سماويًا أبديًا باقيًا مع الآب والابن والروح القدس. تشجّع، لا تخف. يسوع معنا... تقوَّ في الرب وفي شدّة قوّته. يسوع حيّ، وهو باني الكنيسة، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.

* * *
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025