منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10 - 10 - 2017, 02:08 PM   رقم المشاركة : ( 19101 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفرح بسلال أوَّل ثِمار الأرض

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«وَمَتَى أَتَيْتَ إِلى الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا وَامْتَلكْتَهَا وَسَكَنْتَ فِيهَا، فَتَأْخُذُ مِنْ أَوَّلِ كُلِّ ثَمَرِ الأَرْضِ الذِي تُحَصِّلُ مِنْ أَرْضِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ وَتَضَعُهُ فِي سَلةٍ وَتَذْهَبُ إِلى المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيُحِل اسْمَهُ فِيهِ ... وَتَفْرَحُ بِجَمِيعِ الخَيْرِ الذِي أَعْطَاهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لكَ وَلِبَيْتِكَ، أَنْتَ وَاللاوِيُّ وَالغَرِيبُ الذِي فِي وَسْطِكَ» (تث26: 1-11).

إن وجودنا حول الرب وتثبيت عيوننا عليه، بعد أن نكون قد امتلكنا نصيبنا واسترحنا من كل جهة، يُنشئ فينا قلوبًا تُعبِّر عن أنَّ كل ما لنا هو من عنده، وأننا لا نُريد أن نستأثر به لأنفسنا. إن أول ثمر الأرض يُشير إلى أغلى البركات التي تمتعنا بها، وكل ما يُمكننا الحصول عليه نتيجة اتِّساع مداركنا الروحية، فكم من بركات ثمينة لم تكن معروفة لنا من قبل، والله في جوده يُريد ليس فقط كشفها أمام عيوننا، بل أن تتعمَّق في عواطفنا وعقولنا، وبهذه الكيفية نستطيع أن نأتي بها حيث نلتف من حوله ونتكلَّم معه عنها في فرح كامل.


 
قديم 10 - 10 - 2017, 02:08 PM   رقم المشاركة : ( 19102 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفرح في محضر الرب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إذا دقَّقنا النظر في العبادات المتنوِّعة التي ابتدعها الإنسان سنجد أن:

مبعثها إمَّا الخوف من الإله، أو استرضاءه واستجلاب بركاته؛

وطابعها إمَّا المجون والخلاعة، أو الزهد وتعذيب النفس؛

وأسلوبها إمَّا ممارسات شاقة ومضنية، أو ممارسات روتينية جوفاء.

وفي كل هذا لا نجد أيَّة مشاعر فرح حقيقية بين الإنسان والله!

لقد قصد الله أن يُوْجِد الإنسان في علاقة معه طابعها الفرح. من أجل ذلك نجد أول إشارة للعبادة ربطها الرب بكلمة ”عيد“، فقال موسى لفرعون: «هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيُعَيِّدُوا لِي» (خر5: 1)، ثم قال: «أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي» (خر7: 16)، فغرض الرب لا أن يُحرِّر شعبه من قبضة فرعون القاسية فقط، بل أن يعبدوه، ويعبدوه بفرح.

وجدير بنا أن نتعرَّف أكثر على طابع الفرح الذي قصده الرب لشعبه وهم يقتربون إليه ويعبدونه، وسوف نقصر تأملاتنا على ثلاث مناسبات فقط:

أولاً: الفرح أمام الرب في المكان الذي اختاره
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«المَكَانُ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ ... لِيَضَعَ اسْمَهُ فِيهِ، سُكْنَاهُ تَطْلُبُونَ وَإِلى هُنَاكَ تَأْتُونَ، وَتُقَدِّمُونَ إِلى هُنَاكَ: مُحْرَقَاتِكُمْ وَذَبَائِحَكُمْ ... وَتَأْكُلُونَ هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ، وَتَفْرَحُونَ بِكُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ أَيْدِيكُمْ، أَنْتُمْ وَبُيُوتُكُمْ» (تث12: 5-7).

هناك فرح أتمتع به مع الرب في علاقتي الفردية معه، ولكن الفرح في العبادة ونحن مجتمعون معًا لا يعادله أي فرح آخر. لقد ربط الرب فرح شعبه بالمكان الذي اختاره ليحل اسمه فيه، فتتكرَّر في هذه الأعداد القليلة كلمة ”هُنَاكَ“ ثلاث مرات تأكيدًا من الرب أنه لا بديل عن هذا المكان.

«وَتَأْكُلُونَ هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ وَتَفْرَحُونَ». نعم أمام الرب الفرح «أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ» (مز16: 11)، وأمام الرب يشمل الفرح الجميع «وَتَفْرَحُونَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ أَنْتُمْ وَبَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَعَبِيدُكُمْ وَإِمَاؤُكُمْ وَاللاوِيُّ» (تث12: 12).

ثانيًا: الفرح بمشاركة الآخرين بما باركني به الرب
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«لا يَحِلُّ لكَ أَنْ تَأْكُل فِي أَبْوَابِكَ عُشْرَ حِنْطَتِكَ وَخَمْرِكَ وَزَيْتِكَ ... بَل أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ تَأْكُلُهَا، فِي المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ، أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَاللاوِيُّ الذِي فِي أَبْوَابِكَ، وَتَفْرَحُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ بِكُلِّ مَا امْتَدَّتْ إِليْهِ يَدُكَ» (تث12: 17، 18).

ليس هين أن يُفرِّط الإنسان في أمواله، وإن قدَّمها قد يفعل ذلك وهو مضطر. لكن الرب يريد من شعبه، لا أن يُقدموا عشورهم فقط، ولا يقدموها بسماحة قلب فحسب، بل أن يقدِّموها بفرح. وهذا ينطبق علينا نحن، فهكذا يُحرِّض كاتب العبرانيين قائلاً: «لاَ تَنْسُوا فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ، لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هَذِهِ يُسَرُّ اللهُ» (عب13: 16). ونحن الذين تمتعنا بفيض بركات الرب في عهد النعمة، لا يتناسب معنا أن نقدِّم مجرَّد عُشر دخلنا، بل أن نقدِّم بسخاء وسعة حسبما كانت الحاجة التي أمامنا، وعلينا أن ندرك أن ما نقدمه هو ”ذبيحة“، وأنها ”تُسِر الرب“.

كان المؤمنون في مكدونية فقراء جدًّا، وبالرغم من ذلك كانوا أسخياء جدًّا!! كما نلمس بوضوح الفرح الذي كان ظاهرًا فيهم بصورة ملموسة «نُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ نِعْمَةَ اللهِ الْمُعْطَاةَ فِي كَنَائِسِ مَكِدُونِيَّةَ، أَنَّهُ فِي اخْتِبَارِ ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ، فَاضَ وُفُورُ فَرَحِهِمْ، وَفَقْرِهِمِ الْعَمِيقِ، لِغِنَى سَخَائِهِمْ، لأَنَّهُمْ أَعْطَوْا حَسَبَ الطَّاقَةِ، أَنَا أَشْهَدُ، وَفَوْقَ الطَّاقَةِ» (2كو8: 1-3). لقد انطبق عليهم القول: «الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ» (2كو9: 7). هكذا ينبغي أن يكون حالنا، فكما نتصاعد من أفواهنا ”بفرح“ الترنيمات (عب13: 15)، علينا أن نقدم أيضًا ”بفرح“ عطاءنا وتقدماتنا المادية، إذ هي أيضًا ذبيحة يُسر الله بها.

ثالثًا: الفرح بسلال أوَّل ثِمار الأرض:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«وَمَتَى أَتَيْتَ إِلى الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا وَامْتَلكْتَهَا وَسَكَنْتَ فِيهَا، فَتَأْخُذُ مِنْ أَوَّلِ كُلِّ ثَمَرِ الأَرْضِ الذِي تُحَصِّلُ مِنْ أَرْضِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ وَتَضَعُهُ فِي سَلةٍ وَتَذْهَبُ إِلى المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيُحِل اسْمَهُ فِيهِ ... وَتَفْرَحُ بِجَمِيعِ الخَيْرِ الذِي أَعْطَاهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لكَ وَلِبَيْتِكَ، أَنْتَ وَاللاوِيُّ وَالغَرِيبُ الذِي فِي وَسْطِكَ» (تث26: 1-11).

إن وجودنا حول الرب وتثبيت عيوننا عليه، بعد أن نكون قد امتلكنا نصيبنا واسترحنا من كل جهة، يُنشئ فينا قلوبًا تُعبِّر عن أنَّ كل ما لنا هو من عنده، وأننا لا نُريد أن نستأثر به لأنفسنا. إن أول ثمر الأرض يُشير إلى أغلى البركات التي تمتعنا بها، وكل ما يُمكننا الحصول عليه نتيجة اتِّساع مداركنا الروحية، فكم من بركات ثمينة لم تكن معروفة لنا من قبل، والله في جوده يُريد ليس فقط كشفها أمام عيوننا، بل أن تتعمَّق في عواطفنا وعقولنا، وبهذه الكيفية نستطيع أن نأتي بها حيث نلتف من حوله ونتكلَّم معه عنها في فرح كامل.

* * * *

أقول أخيرًا إن كان هذا هو امتياز شعب الرب، أن يفرح أمام الرب بكل ما وهبه له من بركات وخيرات، فهناك أيضًا تحذير علينا أن ننتبه له، عندما يهمل الشعب هذا الامتياز، ولا يكترث بأن يفرح أمام الرب، إذ إن يد الله التأديبية ستقع حتمًا، ويوضح الرب سبب ذلك بالقول: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لمْ تَعْبُدِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِفَرَحٍ وَبِطِيبَةِ قَلبٍ لِكَثْرَةِ كُلِّ شَيْءٍ (في زمن الازدهار والوفرة، بحسب الترجمة التفسيرية)» (تث28: 47).

دعونا إذًا ندرك قصد الله الرائع من نحونا، إنه لا يريد مجرَّد خلائق تخضع له وتطيعه، بل يريد نفوسًا تتعلق به بالمحبة، ولا تجد سرورها إلا في الشركة معه، وكل غايتها أن توجد في المكان الذي يحل اسمه فيه، حيث يختبرون هناك ”الفرح الذي لا يُنطَق به ومجيد“.

 
قديم 10 - 10 - 2017, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 19103 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تعرف علي الاجرءات والأسباب عن محاكمة ربنا يسوع المسيح
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن محاكمات المسيح تمثل أقصى إستهانه بالعدالة.
حوالي الألفي عام وفي عهد الحاكم الروماني بيلاطس البنطي، التأمت المحكمة اليهودية العليا، السنهدريم، ممثلة بأبرز قادة اليهود، وبالإجماع حكمت على الفادي يسوع المسيح بالموت صلباً.
ولكن، من الذي سلم المسيح المخلص ، وكيف تم إلقاء القبض عليه، وكيف كانت مجريات المحاكمة ، وما هي مراحل محاكمة السيد المسيح، وقبل هذا وذاك ماهي الدوافع الحقيقية لمحاكمته؟.
قبل القاء القبض على يسوع كان يسوع والتلاميذ في بستان الزيتون وهو المكان الذي كان يتردد يسوع عليه كثيرًا،[يوحنا 2/18] ثم اصطحب معه الحلقة الداخلية من التلاميذ وهم بطرس ويوحنا ويعقوب ابني زبدي ولاحقًا انفرد عنهم للصلاة؛ وتتفق الأناجيل الإزائية أن حالة يسوع حينها كان يشوبها الخوف والرهبة وأنه خلال الصلاة قد طلب من الآب أن يبعد عنه ما سيلاقيه لكنه أدرف: لتكن مشيئتك لا مشيئتي [لوقا 42/22]. ويضيف إنجيل لوقا تفصيلاً آخر بأن ملاكاً من السماء قد ظهر يشدده بينما صارت قطرات عرقه كقطرات الدم [لوقا 44/22]. وبعد صلاته عاد إلى التلاميذ فوجدهم نائمين لأن النعاس أثقل عيونهم [مرقس 40/14]، لكنه قال لهم: أقبلت الساعة، ها إن ابن الانسان يسلّم إلى أيدي الخاطئين، قوموا لنذهب فقد اقترب الذي يسلمني[مرقس 42/14]. وللحال كما تتفق الأناجيل الإزائية تقدم يهوذا الاسخريوطي يرافقه فرقة من الجند الرومان وهم في الغالب يقيمون منفصلين عن اليهود في محميات خاصة خارج المدن، فلم يكونوا على اختلاط بيسوع وربما استقدموا في إطار حفظ الأمن خلال عيد الفصح لا غير، وقد اتفق مسلموه مع الجند ويهوذا، أن الذي يقبله هو يسوع، فبعد أن قبله قال له يسوع: “يا يهوذا أبقبلة تسلّم ابن الإنسان” [لوقا 48/22].
لا يذكر إنجيل يوحنا شيئًا عن قبلة يهوذا، لكنه يضع التسليم في إطار لاهوتي، فعندما سأل يسوع الجند من تريدون وأجابوه أنهم يريدون يسوع الناصري، قال لهم “أنا هو”، وهو العبارة التقليدية في الديانة اليهودية للإشارة إلى الله فتراجع الجنود بقوة خارجية وسقطوا على الأرض، لكنهم قبضوا عليه بعد ذلك، وبحسب العقائد المسيحية واتفاق الأناجيل الأربعة، فهو من سمح لهم بالقبض عليه. حاول التلاميذ إبداء المقاومة، وقام بطرس بضرب عبد رئيس الكهنة المدعو ملخس فقطع أذنه، لكن يسوع رفض استخدام القوّة وقال: “ردّ سيفك إلى غمده!، فإن الذين يلجأون إلى السيف بالسيف يهلكون. أم تظنّ أني لا أقدر أن أطلب من أبي فيرسل لي اثني عشر جيشًا من الملائكة؟ ولكن كيف يتم الكتاب حيث يقول إن ما يحدث الآن لا بدّ أن يحدث” [متى 52/26-54]. وقام بإعادة أذن ملخس إلى مكانها، ثم وجه كلامه للجند ومرافقيهم: “أكما على لص خرجتم بالسيوف والعصي لتقبضوا علي؟ كنت كل يوم بينكم أعلم في الهيكل، ولم تقبضوا علي ولكن قد حدث هذا كله لتتم كلمات الأنبياء” [متى 55/26]. أما التلاميذ فقد هربوا بعد ذلك جميعًا [متى 56/26]، وتركوه وحيدًا وينقل إنجيل مرقس أن الجند حالوا اعتقال بعض التلاميذ لكنهم فشلوا [مرقس 51/14].
مراحل محاكمة السيد المسيح
طبقاً لما جاء في الكتب فإن المحاكمة دامت أقل من ثماني عشرة ساعة إلا أنها تمت على مرحلتين وأمام سلطتين وخلال ست جلسات مختلفة. مما يعني أن محاكمة سيدنا يسوع المسيح قد تمت في ستة أجزاء؛ ثلاث مراحل في محكمة دينية يهودية، وثلاث مراحل أمام محكمة سياسية رومانية.
وقد كانت السلطة الرومانية تسمح لمحاكم اليهود صراحة بإقرار عقوبة الإعدام وتنفيذها في حالات معينة؛ وهي الزنا والتجديف وانتهاك حُرمة الهيكل. ولعلّه لهذا السبب كان الاتهام الأول هو عزمه على هدم الهيكل كوسيلة غير مباشرة لتسليمه إلى الموت الطقسي أو الشرعي، وكان هذا الموت يتم حسب التقليد اليهودي بالرجم بالحجارة. الا أن موت السيد المسيح لم يتم بالرجم بالحجارة لأن السيد المسيح كان قد توارى عنهم عندما أرادوا رجمه (يو 59:8) ولأنه وفقاً لنبؤات العهد القديم كان لا بد أن يتم ذلك صلباً. وكانت في سِفر إشعياء 53: 12؛ مزمور 22: 18؛ مزمور 69: 21؛ زكريا 12: 10. ولأنه لم يكن ممكنًا للموت بالرجم أن يحقق خلاص العالم. أما عقوبة الصلب فكانت تُطبق حسب القانون الروماني على العبيد وغير الرومانيين. وهو عقوبة بشعة شائنة، وتمثل اللعنة والرجاسة القُصوى في نظر اليهود. لهذا تضامن اليهود مع بعض الرومان على تحقيقها بأسرع ما يمكن في يوم الاستعداد للفصح.
وفما يلي شرحا مفصلا لمراحل المحاكمة:
أولاً: مراحل المحاكمة الدينية بواسطة اليهود، وهي ثلاثة مراحل كالتالي:
المرحلة الأولى : أمام حنان [يوحنا 18: 12-14 ، 24].
المرحلة الثانية : أمام قيافا [متى 26: 57-68].
المرحلة الثالثة : أمام المحمكة اليهودية العليا (السنهدرين) [متى 27: 1-2].
ثانياً: مراحل المحاكمة المدنية بواسطة السلطات الرومانية وهي ثلاثة مراحل أيضاً كالتالي:
المرحلة الأولى : أمام بيلاطس [يوحنا 18: 28-38].
المرحلة الثانية : أمام هيرودس [لوقا 23: 6-12].
المرحلة الثالثة : أمام بيلاطس مرة أخرى [يوحنا 18: 39 إلى يوحنا 19: 16] وحُكم عليه غير مذنب ولكنه سلمه لليهود ليُصلب خضوعاً لرغبتهم وخوفاً من أن يشتكوه لقيصر إذ أوقعوه بحيلة لا يستطع أن يهرب منها وهو قولهم ليس لنا ملك إلا قيصر.
أ‌) المحاكمة أمام السلطات اليهودية
الجلسة الأولى (أمام حنان): بعد أن أوقفت الجماعة المسلحة يسوع، أخذته الى رئيس الكهنة حنّان المعروف بجشعه وخبثه واستغلاله للآخرين، كما كان يتمتع بوزن كبير بين أعضاء المجلس الأعلى لليهود. وهو رئيس كهنة سابق ذو نفوذ. ومع أنه لم يعد رئيساً للكهنة، الا أنه ربما كان له الكثير من السلطة (يو 18: 13-23).
سأل حنّان يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه… أجابه يسوع “علناً تكلمت إلى العالم، ودائماً علمت في المجمع والهيكل حيث يجتمع اليهود كلهم، ولم أقل شيئاً في السر، فلماذا تسألني أنا؟ إسأل الذين سمعوا ما تكلمت به إليهم، فهم يعرفون ما قلته”. هنا تدخل أحد الحراس ولطم يسوع قائلاً له أهكذا تجيب رئيس الكهنة. أجابه يسوع: “إن كنت أسأت الكلام فاشهد على الإساءة، أما إذا كنت أحسنت فلماذا تضربني”. أنهى حنّان الجلسة وردّ يسوع مقيداً إلى قيافا الذي يسكن المكان نفسه.
الجلسة الثانية (أمام قيافا، رئيس الكهنة الحالي آنذاك) : كما حدث في الجلسة أما حنّان، جرت هذه الجلسة أيضاً ليلاً في سرية وكانت مليئة بالمخالفات وباللاشرعية حتى صارت سخرية وهزءاً للعدالة. ويشير بعض الباحثين الى أن المهمة الرئيسية لقيافا كانت هي جمع الادلة حتى ينعقد المجلس الأعلى لليهود للاستجواب (أنظر متى 26 : 57-68 ؛ مر 14: 53-65؛ لو 22: 54‘ 63-65 يو 18: 24). فقبل أن تبدأ المحاكمة، كان قد تقرر أن يسوع يجب أن يموت، كما كانوا قد أعدوا شهود زور للشهادة ضد يسوع ولم يكن هناك دفاع عن يسوع ولم يكن يسمح به، استحلف قيافا يسوعَ، ثم أدانه على ما قاله كانت مثل هذه التهم الخطيرة تحاكم أمام مجلس السنهدريم وليس في بيت رئيس الكهنة قيافا.
الجلسة الثالثة (أمام المجلس الأعلى لليهود، السنهدرين): وهي المحاكمة الدينية الرسمية والادانة بالموت. فعند طلوع النهار اجتمع السبعون عضواً في المجلس الأعلى لا للمحاكمة العادلة وإنما ليسجلوا موافقتهم وتصديقهم على الجلستين السابقتين حتى تكتسبا ثوب الشرعية، ولتبرير رأيهم في إدانة يسوع تقدم اثنان من شهود الزور وقالا هذا وأشارا إلى السيد المسيح: (قال أنه يقدر أن يهدم الهيكل ويبنيه في ثلاثة أيام) وقف رئيس الكهنة وسأل يسوع: أما تجيب بشيء على ما يشهد به هذان عليك؟ ولكن يسوع ظل صامتاً، فعاد رئيس الكهنة يسأله: أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا، هل انت المسيح ابن الله؟، أجابه يسوع: “أنت قلت! وأقول لكم أيضاً إنكم منذ الآن سوف ترون ابن الإنسان جالساً عن يمين القدرة، ثم آتياً على سحب السماء”. فشق رئيس الكهنة ثيابه وصرخ: قد جدّف، لا حاجة بنا بعد إلى شهود، وها أنتم سمعتم تجديفه فما رأيكم؟. اجابوا: يستحق عقوبة الموت. فبصقوا في وجهه وضربوه، ولطمه بعضهم قائلين: تنبأ لنا أيها المسيح من ضربك؟. (متى 27: 1؛ مر 15: 1؛ لو 22: 66-77). وتشير أحداث هذه المحاكمة أنها كانت قصيرة جداً ومستعجلة ولم تراع فيها حرمة الاجراءات القانونية. وتشير الاناجيل الى أن هذه المحاكمة كانت نسخة ملخصة عن الاستجواب الذي تمَ أمام قيافا. وفيها أسقطت عن يسوع تهمة التحريض عن الفتنة، اذ لم تثبت عليه أنه أراد هدم الهيكل.
اذا سيق يسوع أولاً إلى منزل حنّان رئيس الكهنة السابق. فعلى الرغم من أن رئاسة الكهنوت في الشريعة اليهودية لا تزول، إلا أن الرومان قد تخطوا هذه القاعدة وعينوا صهره قيافا بدلاً منه، فما كان من سنهدرين وهو أعلى سلطة تنفيذة وتشريعية في المجتمع اليهودي القديم مكون من سبعين حاخامًا إلا أن اعترف برئاسة كليهما.
وبعد جلسة حنّان السريعة سيق يسوع إلى منزل قيافا وهو مقر المجلس أيضًا، وقد حضر الجلسة عدد من رجال السنهدرين؛ وبحسب ما ذكر في الأناجيل فإن الجلسة الثانية في محاكمة يسوع لا يمكن أن تعتبر شرعية في الديانة اليهودية إذ تمت بسرية وتحت جنح الظلام وبحث بها الراغبون بإدانة يسوع وعلى رأسهم قيافا عن شهود زور، وقاموا بلطمه وشتمه وتعييره، ولم يرد يسوع على الاتهامات الموجهة له. أخيراً، سأله رئيس الكهنة: “أأنت المسيح ابن المبارك؟ فقال يسوع: “أنا هو، وسوف ترون ابن الانسان جالسًا عن يمين القدرة على سحب لسماء” [مرقس 62/14]، ما يشكل اعترافاً صريحاً بكون يسوع هو المسيح وابن الإنسان. فقام قيافا بشق ثيابه وهي حركة رمزية، إذ إنه بحسب الشريعة اليهودية لا يجوز لرئيس الكهنة أن يشق ثيابه، لكنه فعل ذلك كإشارة إلى خطيئته الصغيرة مقابل خطيئة يسوع العظيمة.
ومن الجدير ذكره أن التقليد الكنسي قد نقل لنا أن عددًا من أعضاء المجلس مثل نيقوديومس ويوسف الرامي قد رفضا المصادقة على هذا القرار.
وكان يوحنا بن زبدي وبطرس خارج بيت قيافا ينتظران أخبار يسوع، وخلال وقوفهما هناك، سُئل بطرس ثلاث مرات هل تعرف يسوع فأنكر، وفي المرة الثالثة: ابتدأ بطرس يلعن ويحلف قائلاً: إني لا أعرف ذلك الرجل! وفي الحال صاح الديك فتذكر بطرس كلمة يسوع إذ قال له: قبل أن يصيح الديك تكون قد أنكرتني ثلاث مرات. فخرج إلى الخارج وبكى بكاءً مرًا [متى 74/26-75].
ونظراً لأن الإمبراطورية الرومانية كانت قد سحبت تنفيذ الإعدام من أيدي اليهود وقصرته على الحاكم الروماني، ولذلك كان يجب تقديم يسوع للحاكم الروماني على اليهودية بيلاطس البنطي المعيّن عليها كما كشفت السجلات التاريخية منذ عام 26. وفي الواقع فإنه كان من الممكن تأجيل محاكمة يسوع ريثما ينهي العيد ويغادر بيطلاس القدس إلى يافا، عاصمة الولاية، بحيث تخف سطوة الرومان على المدينة ويمكن بالتالي التغاضي عن تنفيذ حكم إعدام. غير أن القادة الدينين وكما يقترح عدد من مفسري الكتاب المقدس، كانوا يرمون الإسراع في التنفيذ لانشغال الناس في العيد من ناحية، وخوفًا من تحرك أنصار يسوع في حال طال أمد اعتقاله وسوى ذلك فإن تنفيذ الرومان للحكم، يرفع عنهم مسؤولية قتله أمام الجماهير. ولكون التهمة التي حوكم على أساسها يسوع بالإعدام وفق الشريعة اليهودية هي “التجديف” لا يأخذ بها القانون الروماني، كان عليهم أن يقدموا تهمة سياسية لقتله، لذلك عمدوا خلال لقائهم مع بيلاطس للتأكيد على كون يسوع إنما هو ثائر ومعادي للقيصر، مما يعني أنهم قد بدلوا تهم التجديف وهدم الهيكل بتهم ثلاث أخرى ذات لون سياسي، فهو يحرض على الفتنة، ويمنع أداء الجزية، ويدعي الملك، وكلها بالطبع تهم باطلة.
ب‌) المحاكمة أمام السلطات الرومانية
لماذا قُدم لبيلاطس الوالي لمحاكمته؟ هنالك مجموعة من الاسباب التي دعت الى تقديم يسوع الى بيلاطس ومن اهمها:
1- حتى يصدر الحكم بموته بطريقه شرعية حسب دستور البلد كمستعمرة رومانية.
2- خوفاً من أن يتحول الأمر إلى شغب ولم يكن يصلب، إذ هذا من حق الوالي وحده، وإنما لرجمه المشاغبون ولم تتحقق النبوات.
3- ربما خشيت القيادات اليهودية الدينية من ثورة الشعب عليهم، لذلك حسبوا أن محاكمته الرسمية تعطيهم شيئًا من الشرعية، وضبط الشعب إن انقلب عليهم.
4- لكي يصبغوا موته بصبغه العار والفضيحة، فكان الصلب مستخدمًا عند الرومان، وهو أكثر أنواع الموت خزيًا. فقد أرادت القيادات أن تفسد سمعته تمامًا وتطمس كل شهرته.
علاوة على أنه في الاستعمار الروماني كان ما يشغل روما الجزية التي تقدم للإمبراطور، والسلطة العسكرية لضمان قوة الإمبراطورية وسلطانها، لهذا لم تُلزم المستعمرات بتغيير اللغة والثقافة والدين وممارسة الشئون الداخلية. فكانوا يتركون المستعمرات تمارس المحاكمات المدنية والجنائية حسب تقاليدها، مع حق الحاكم الروماني في التغيير إن استوجب الأمر. كما كان للحاكم أن يقضي في الشئون التي تمس سلام الدولة، خاصة أن أثار أحد شغبًا عامًا، أو فتنة ضد الدولة الرومانية، لهذا كانت محاكمة يسوع المسيح أمام رؤساء الكهنة وفي مجمع السنهدرين أمرًا طبيعيًا، أما إن صدر الحكم بالقتل، فكان يلزم تثبيت الحكم بواسطة الحاكم الروماني. لقد خشيت القيادات الدينية أن يرفض الحاكم الروماني قتل يسوع المسيح لسببٍ دينيٍ، لذلك قدمت الشكاية من جانبين: ديني كمجدفٍ، وجنائي كمثير فتنة ضد الدولة الرومانية.
وقد تمت محاكمة يسوع أمام السلطات الرومانية من خلال ثلاث جلسات أيضاً وهي:
الجلسة الأولى (أمام بيلاطس): بعد جلسة سريعة أمام السنهدريم، أدان رؤساء اليهود يسوع بالموت لأسباب دينية، ولكن، ليس سوى الحكومة الرومانية يمكنها أن تصدق على عقوبة الموت، من أجل هذا، أوثقت يدا يسوع بالحبال، واقتيد مشياً على الأقدام مسافة 1500م إلى قلعة أنطونيا حيث يقيم الحاكم الروماني بيلاطس، بعد أن اتهموه بالخيانة العظمى وبالعصيان خلال الاستجواب، فهم بيلاطس أن يسوع بري، ولا يشكل خطورة على روما، وارتأى: بما أن يسوع جليلي، فإن مسألته تعود إلى السلطة المحلية في الجليل إلى حاكمها هيرودوس أنتيباس.
الجلسة الثانية أمام هيرودوس: انطلق يسوع وحارسه نحو قصر الأشمونيين الذي يبعد حوالي قرابة 700م كان هيرودوس قد سمع الكثير عن يسوع وعن عجائبه، وكان يرغب جداً في مشاهدته لكن يسوع كان يحتقره ولا يعترف بسلطته ويصفه بالثعلب، لهذا فقد لزم الصمت أثناء المثول أمامه، في هذه الأثناء قام هيرودس وحراسه بتحقير يسوع والاستهزاء به، وألبسوه ثوباً أرجوانياً وأعادوه إلى بيلاطس.
الجلسة الأخيرة أمام بيلاطس: لم يكن بيلاطس يحب رؤساء اليهود، كما لم يكن مهتماً بإطلاق يسوع لعلمه بأنه بريء، سأله بيلاطس: أأنت ملك اليهود؟ أجابه يسوع: أنت قلت، إني ملك… استمر بيلاطس في استجوابه، ولما رأى أنه لا فائدة، وأن فتنة تكاد تنشب، أخذ ماء وغسل يديه أمام الجميع وقال: (أنا بريء من دم هذا البار) فانظروا أنتم في الأمر. ردوا جميعاً: ليصلب، ليصلب. وليكن دمه علينا وعلى أولادنا.
ورغم قناعة بيلاطس بالبراءة ورغم إلحاح زوجته بأن يطلق سراحه، ولّما فشلت جميع محاولاته مع أحبار اليهود بالاكتفاء بالجلد، أذعن أخيراً وسلّم يسوع إليهم ليقتل، فقد كان اهتمام بيلاطس بنفسه أقوى عنده من سير العدالة.
الإجراءات غير القانونية في المحاكمة الدينية
أظهرت المحاكمات الدينية أمام القادة اليهود مدى كراهية قادة اليهود للمسيح لأنهم أهملوا الكثير من قوانين الناموس. فقد شابت هذه المحاكمات العديد من الإجراءات غير القانونية بالنسبة لليهود، ومنها نذكر:
1) لم يكن يسمح بالمحاكمات أثناء فترات الأعياد، أما يسوع فقد تمت محاكمته أثناء عيد الفصح.
2) كان يجب أن يصوت كل فرد من المجلس منفرداً فيما يخص الإدانة أو البراءة أما في حالة يسوع فقد تمت إدانته بالإجماع.
3) في حالة الحكم بالموت كان يجب أن تمر ليلة كاملة قبل تنفيذ الحكم؛ ولكن لم تمر ساعات معدودة قبل صلب المسيح.
4) لم يكن لليهود السلطة لتنفيذ حكم الإعدام إلا أنهم أشرفوا على صلب المسيح.
5) لم تكن المحاكمات تنعقد ليلاً، ولكن محاكمة المسيح تمت قبل الفجر.
6) كان يجب تقديم المشورة أو توفير الدفاع للمتهم، ولكن لم يقدم أي منها للمسيح.
7) لم يكن يجب توجيه أسئلة إدانة للمتهم ولكن يسوع سئل عما إذا كان هو المسيح.
كانت المحاكمة أمام بيلاطس هي أول محاكمة أمام السلطات الرومانية (يوحنا 18: 23) بعد جلد المسيح. كانت التهم الموجهة ضده هنا مختلفة تماما عنها أمام المحكمة الدينية. فقد وجه إليه الإتهام بأنه يثير غضب الجماهير ويمنعهم من دفع الجزية ويدعي أنه ملك. لم يجد بيلاطس سبباً ليقتل يسوع فأرسله إلى هيرودس (لوقا 23: 7). سخر هيرودس من يسوع ولكن لأنه أراد أن يتجنب المسئولية القانونية أعاده إلى بيلاطس (لوقا 23: 11-12). كانت هذه آخر محاكمة حيث أراد بيلاطس تهدئة عداء اليهود فقد أمر بتعذيبه. كان التعذيب الروماني عبارة عن الجلد 39 جلدة قاسية. وفي محاولة أخيرة لإطلاق سراح يسوع قدم بيلاطس لليهود الخيار بين صلب باراباس المجرم مقابل إطلاق سراح يسوع، ولكن دون فائدة. فقد طالبت الجماهير بإطلاق سراح باراباس وصلب المسيح. أعطاهم بيلاطس ما طلبوه وسلمهم يسوع ليفعلوا ما يريدون به (لوقا 23: 25). إن محاكمات المسيح تمثل أقصى إستهانه بالعدالة. يسوع أكثر الناس براءة في تاريخ البشرية تمت إدانته وحكم عليه بالموت صلباً.
لماذا الصلب وليس الرجم؟!
أخذ بيلاطس ماءً وغسل يديه أمام الجمع وقال: أنا بريء من دم هذا البار [متى 27/24]، ثم سلّمه ليصلب. لا يختلف باحثان أن يسوع قد أدين من قبل سلطات الإمبراطورية الرومانية بتهمة الثورة وعقوبتها الإعدام. لكن المجلس الأعلى لليهود قد حكم عليه بالموت بتهمة التجديف، وبحسب الشريعة اليهودية فإن الإعدام يجب أن يتم رجمًا بالحجارة، غير أنه ولكون الحكم صادر عن الحاكم الروماني يتعين تنفيذ الطريقة الرومانية في الإعدام وهي الصلب، وذلك نظرا لأنه لم يكن لليهود في أوضاع فلسطين الدستورية أن يصدروا حكماً بالاعدام. ففي التلمود ورد في باب السنهدرين (1،1: 7،2): “اربعين سنة قبل خراب الهيكل رفعت عن الأمة الاسرائيلية حقوقها في أحكام الموت والحياة”.
الخاتمة
في محاكمة يسوع لعبت كل من السلطة اليهودية والسلطة الرومانية دورها. مثّل بيلاطس السلطة الرومانية، والرؤساء السلطة اليهودية. بدأ العالم اليهودي محاكمة يسوع، وأتمّها العالم الروماني. هو جاء من أجل العالم اليهودي ومن أجل العالم الوثني (أي الروماني)، فحكما عليه. قتلا الله. قال اليهود: لا نريد أن يملك هذا علينا (لو 19: 14). وطلب الوثنيون من يسوع أن يتحوّل عن تخومهم (مر 5: 17). أجل، جاء يسوع إلى خاصته، وخاصته لم تقبله. كان النور الاتي إلى العالم (يو 1: 9- 10) فلم يعرفه العالم. أما الذين عرفوه فصاروا أبناء الله. هم اليهود الذين آمنوا به، وكان الرسل منهم. وهم الوثنيون الذين جاؤوا إليه بواسطة بولس. ولكن أيضاً بواسطة كل المرسلين الذين يحملون الإنجيل إلى أقاصي الأرض. محاكمة يسوع قادته إلى الموت. ولكن موته صار حياة حتى للذين قتلوه. فهو ما جاء ليهلك العالم، بل ليخلّص العالم.
بقي أن نقول أنه مهما كانت أسباب المحاكمة ونتائجها، كان لا بد للسيد المسيح أن يحاكم ويصلب ويموت ويقوم من القبر في اليوم الثالث تحقيقا لنبؤات العهد القديم وتحقيقا لخطة الله لخلاص البشرية قاطبة. وكل عام وانتم بألف خير.
 
قديم 11 - 10 - 2017, 10:25 AM   رقم المشاركة : ( 19104 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وصلت سيدة فقيرة الي كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا متأخرة
فمنعها أبونا من التناول لعدم حضورها القداس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وصلت سيدة فقيرة الي كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا متأخرة فمنعها أبونا من التناول لعدم حضورها القداس ، فحزنت جدآ لأنها كانت مشتاقة الي التناول وجلست في أحد أركان الكنيسة تبكي حتي نامت. بعد مدة استيقظت من نومها فوجدت قداسآ أخر ومجموعة من الكهنة تصلي وليس في الكنيسة أي فرد من الشعب فأسرعت في بساطة الي حجرة المناولة وسألت أحد الكهنة الموجودين في الهيكل : " هو أنا ممكن أتناول ؟" فأجاب " نعم " وحضرت القداس وفي نهايته تناولت من الاسرار المقدسة وحدها مع الكهنة الذين صلوا القداس وبعد انتهاؤه خرجت فوجدت أبواب الكنيسة مغلقة ، فأخذت تطرق الباب حتي فتح لها الفراش فتعجب لوجودها داخل الكنيسة فقالت له : " انا كنت حاضرة القداس التاني واتناولت "فقال لها " ماكنش فيه غير قداس واحد وحضر الكاهن وفهم أنها حضرت قداسآ مع الأباء السواح خاصة عندما دخل الكنيسة ووجد الأواني و المذبح الجانبي مبللآ بالماء
 
قديم 11 - 10 - 2017, 10:48 AM   رقم المشاركة : ( 19105 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لهذا السبب يصوم المسيحيون يومي الأربعاء والجمعة!
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



ويقول القديس مار إسحق السرياني: “إن صوم اللسان أفضل من صوم البطن، وصوم القلب عن الأفكار الشريرة أفضل من الاثنين.”
ويقول ذهبي الفم: “لا تقل إني صائم بماء وملح، وأنت تأكل لحوم الناس بالمذمة والإدانة”.كما أن الصوم مرتبط بقوة بالصلاة!
صوم يومي الأربعاء والجمعة تقرر منذ عصر الآباء الرسل.
أهمية هذا الصوم هو لكل مؤمن يطلب خلاصه ويرجو أن يتوطن السماء بعد رحلة الأرض وما فيها من تعب وشقاء، ولأن الكنيسة لا تلزم أولادها إلا بما هو ضروري ومفيد لخلاصهم.

ما هي أهميته؟
وقد يسأل أحد لماذا هذا الصوم وما هي أهميته ليصام على مدار السنة كلها “عدا فترة الخماسين المقدسة” على الرغم من كثرة فترات الصوم الأخرى، لتصبح الأصوام في مجموعها أكثر من نصف أيام السنة.
بالاضافة لفائدة الصوم الروحية كمعين ضروري في جهاد المؤمن لضبط الجسد ليصبح خاضعا للروح: “لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون مالا تريدون” (غلا 17:05)
وبالإضافة إلى فوائد الصوم الأخرى، لصوم الأربعاء والجمعة وجهة خاصة!
– صوم يوم الأربعاء من كل أسبوع هو لتذكار خيانة يهوذا لسيده الرب يسوع المسيح الذي كان قد اختاره واحدا من التلاميذ الإثني عشر وأمين صندوق الجماعة، ورغم أنه تمتع بعشرة السيد المسيح عن قرب وشاهد معجزاته الباهرة وكان يأكل معه إلا انه ذهب واتفق مع اليهود على تسليم سيده لهم وقبض الثمن.
ونحن اذ نصوم يوم الأربعاء نستنكر كل أوجه الخيانة والغدر ونتسلح ضدها بأن نحذر نحن أن نفعل مثل يهوذا الخائن مع الله أو مع الكنيسة أو مع أي شخص آخر، ولأننا في حياتنا قد نتعرض للخيانة ونكران الجميل من الآخرين فى صور مختلفة لذلك فنحن بهذا الصوم نتسلح فتمر علينا هذه الأمور إذا حدثت معنا دون ان تنال منا وتتعبنا نفسيا، ونضع ثقتنا في الله وحده لأن كل البشر تحت الضعف، إذا فنحن في إحتياج أن نصوم يوم الأربعاء لفائدتنا.

– صوم يوم الجمعة من كل أسبوع هو لتذكار آلام السيد المسيح عنا وصلبه على الصليب وتعرضه لكل صنف من الإستهزاء والعار والألم ونحن في حياتنا قد نتعرض للألم والاستهزاء والاحتقار وكل صنوف الاضطهاد، إذ نتذكر سيدنا يسوع المسيح وما قاساه من آلام عنا تهون آلامنا ونقبلها كمشاركة منا في آلامه عنا وتقديرا لحبه الذي جعله يقبل كل هذا لأجلنا وتمر علينا الآلام هينة مهما كانت.

“فاذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد تسلحوا أنتم أيضا بهذه النية” (1 بط 4: 1) أي يكون لديكم الإستعداد لتقبل الألم متى حدث، بل ويكون سبب فرح لنا مثلما شعر آباؤنا الرسل الأطهار.
“وأما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه” (أع 41:5)
وكما كان شهداء الإيمان على مر العصور، فمن يصوم يوم الجمعة يقبل كل اصناف الألم بسهولة، وطبعا كل ألم من أجل الله له بركة، لذلك نحن في احتياج ان نصوم يوم الجمعة لفائدتنا.

الصوم هو لله!
ويجدر الذكر هنا اننا لا نصوم للعذراء كأننا نعبدها بل نقدم كل العبادات لله وهي مرتبة أصلا لفائدتنا الروحية، لأن الله ليس في احتياج لصلاتنا أو صومنا أو … الخ،
ولا يريدنا ان نعبده كأنه محتاج لذلك، انما ينصحنا ان نصلي ونصوم لأنه يعرف فائدة ذلك لنا، وان كنا نسمي الصوم باسم العذراء هذا على سبيل التكريم لها ولأن هذا الصوم كان صوما للعذارى قديما وكانت العذراء تصوم ومعها عذارى جبل الزيتون.
 
قديم 11 - 10 - 2017, 11:46 AM   رقم المشاركة : ( 19106 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ميلاد القديس ونشاته:
ولد هذا القديس في سوزبوليس باسيا الصغري وكان ابواه يعدان من الاعيان وكانا يمتازان بثروتهما وكانا من سلالة ساويرس اسقف المدينة وكان من جملة المائتي اسقف الذين حرموا نسطوريس الشرير وسمي ساويرس صاحب هذه السيرة علي اسمه وبعد وفاةوالده الذي كان في مجلس شيوخ المدينة ارسلته والدته مع اخويه الذين يكبرانه الي الاسكندرية لكي يدرس قواعد اللغة والبيان واليونانية واللاتينية وبعد ان اكمل ساويرس دراساته الفلسفية بالاسكندرية انطلق الي بيروت ليدرس القانون وهناك كان موضع اعجاب كل زملائه من اجل صلابة طبعه والجد في الدرس وايضاً من اجل ذكائه حتي فاق الجميع بمعرفته وتعمقه في دراسته .
ولكن لم يكن قد اخذ المعمودية الالهية بعد وقد ابدي ساويرس اهتمامته بدراسة مقالات القديسين باسيليوس واغريغوريوس.
هـدايتـه:
رتب له الله صديقاً اسمه افاجريوس كان يؤنبه ويقول له (( لماذا تتاخر عن ان تعتمد بعد ما حصلت عليه من علم )) وذكره بانه اذا كان يهتم لخلاص نفسه فلابد من ان يعتمد فوراً .
تاثر القديس ومضي واعتمد وحدث اثناء دهنه بالميرون المقدس ان ظهرت يد فوق المعمودية علي راس ساويرس وسمع الجميع صوتاً يقول ((مستحق مستحق مستحق))
فتعجب الجميع وقالوا ما راينا لمن تعمد مثل هذه الايات.
وبعد عماده تقدم في الروحيات جداً فكان يصوم كل يوم ولايقضي في الكنيسة وقت صلاة المساء فقط لكن يقضى فيها أيضاً معظم الليل حتى ضعف جسده وفى نفس الوقت كان يتعمق فى دراسة القانون ودرس الحقوق .
إنطلق بعد إذ إلى بلده وإشتغل بالمحاماه زماناً ثم قرر أن يمضى إلى أورشليم لزيارة الأماكن المقدسة ، وهناك أخذ يتعبد لله من كل قلبه فأخذ يفكر جدياً فى إستبدال ثوب المحاماه بثوب الرهبنة المقدس .
دخول القديس الدير للرهبنة .
بينما كان القديس يقرأ فى الفلسفة ظهر له القديس لاونديوس وقال له : ( حسبك هذه القراءة هلم إتبعنى لكى تتعمق فى دراسة قوانين الله التى كان يقرأها الآباء حتى أيام نياحتهم ، إنهض يا ساويرس أعد نفسك للعمل الجديد فى الكنيسة وأسلك فى الرهبنة لتعرف الجهاد بقوة وإحمل قوس الإيمان الذى به تطفىء سهام العدو وخذ خوذة الخلاص وسيف الروح الذى هو كلمة الله .. وانك سوف تمضى إلى أنطاكية وتصرخ كأسد زائر ويهرب من أمام وجهك الجموع المقاومة للإيمان ، وعليم بدراسة كتابات القديسين باسيليوس وأغريغوريوس ).
وقليلاً قليلاً رفعته النعمة الإلهية وقرر العزم على الرهبنة والذهاب إلى دير القديس لاونديوس بفلسطين سنة 488م ، كما إنضم إليه فى هذا الدير بعض أصدقائه وسرعان ما تقدم فى الحياة الروحية .
توحد القديس:
وبعد ان مكث زماناً في دير الشهيد لاونديس اشتاق الي التوغل في حياة البر والقداسة واختار طريق التوحد في الصحراء وكان القديس يتعب جسده بالصوم والسهر ودراسة الكتاب المقدس وبالعمل حتي مرض فمضي الي دير رومانوس وهناك اخبر بواب الدير الاباء وقال لهم ((بالباب فيلسوف يدعي ساويرس يريد ان يقيم معكم )) فلنا سمع رومانس اسم ساويرس حتي قام مسرعا وكل من معه وخرجوا للقائه وما ان وقع بصره عليه حتي ابتدره قائلاً (( افرح ياراعي الانفس ومدبر الاجساد انت دعامة للحق تقوي يا ساويرس الرب معك لقد اظهر لي الرب عملك وعلمك في هذه الليلة ومقدار كرامتك )).
رؤية رومانس عن القديس :
راي انه كان في صحراء لازرع فيها ولا حرث مملؤة شوكاً وحسكاً ثم راي امراة جميلة كانت دموعها تجري علي خديها وصدرها وكانت ثيابها مهلهلة وممزقة وهي حزينة باكية وبينما كان واقفاً كان اضطراب عظيم وسمع من يقول لرفيقه: ((هوذا ياتي ساويرس ليقتلع الشوك من هذه الارض ويقدس كرماً للرب)) وخاطبوا المراة قائلين ((لاتخافي ايتها المدينة انطاكية هوذا ساويرس رجل مستقيم وسيبني علي اساس المجامع المقدسة ))
وكان ساويرس حزيناً لما سمع هذا الكلام وقال لهم((ان كلامكم قد اقلقني لان الانسان يجب ان يحزن اذا اكرم اكثر مما يستحق والله عارف بذنوبي اني بائس اكثر من الكل )) فلما سمعوا كلام القديس المملؤة قبلوه بفرح واندمج الاب ساويرس في سلك الرهبنة وراي عمل الاخوة وفرح جداً وكان ينفرد للعبادة والصلاة ولم يكن عليه من السهل ان يمارس عمل الرهبان لانه كان رقيق الجسم وكانت حياة الرهبنة وقتئذ صعبة.
وكان ساويرس منهك القوي بسبب حياة الوحدة القاسية فنصحه رومانس رئيس الدير ان يخفف من نسكه ويهتم بجسده حتي يستطيع ان يمارس الفضائل.
رؤيا :
كان هناك راهب ناسك بينما هو واقف ليصلي راي رجلين يمشيان نحو ساويرس ويعلنان سر الامانة الارذثوكسية وكل كلمة قالاها كان ساويرس يقبلها باتضاع ويشكرهما فقال الراهب للملاك (( من هذان الرجلان)) فقال له باسيليوس الكبير واغريغوريس الناطق بالالهيات وهما يرشدان ساويرس الي قواعد الايمان المستقيم لانه سيكون حارساً للكنيسة ويرعي شعب عظيم في انطاكية وفي المسكونة كلها .
القديس يجاهد في حفظ الايمان المستقيم:
بعد ان تعبد القديس سنينا طويلة في الاديرة والصحاري وراي ماحدث من الانشقاقات والمحاربات الكثيرة للكنيسة من الهراطقة صمم ان يخرج من عزلته وينطلق من وحدته ليدافع عن الايمان المستقبم كما فعل القديس انطونيوس فبدا يقاوم الهرطقات بشدة ويرد علي كل منهم مقنعاً ومهدداً ومبيناًلهم عاقبة افعالهم الرديئة .
كتب رسائل كثيرة للرد علي المبتدعين ولما وصلت رسائله الي الملك احس الجميع انه الشخص الوحيد الذي يستطيع الوقوف امام هولاء المعاندين فارسلوا اليه ان يحضر الي القسطنطينية ليحاجج ولاسيما مقدونيوس الكافر الذي كان ينادي بان الذي صلب هو المسيح الانسان .
لما علم المقامون بقدوم ساويرس انطلقوا من اماكنهم وهربوا منها ولما حضر ساويرس اضطرب مقدونيوس جداً وتوقع انه سوف يحاججة ويظهر هرطقته وانكاره الايمان الصحيح ولم ينطق مقدونيوس ببنت شفه وكان يخشي صياح الجماهير الذي كانت تصرخ وتحي ساويرس البطل اما ساويرس اقناعه بالايمان المستقيم ولما رفض انعقد مجمع وقرورا قطع مقدونيوس ونفيه .
ففرح الشعب جداً وكان يصيح نعم حضورك ياساويرس يانور المسكونة الملح الذي لايفسد .
رسامته بطريركاً:
عاد القديس بعد جهاده في القسطنطينية الي وحدته وحدث ان بطريرك انطاكية وقع في بدعة وهرطقة فاضطروا ان يعولوه فاقر الجميع اساقفة ورهبان وعلمانيون بصوت (( ان ساويرس هو الذي يجلس علي الكرسي )) ووافق الامبراطور علي هذا الاختيار.
أوفدوا إلى القديس أناساً ... ولما علم القديس الأمر فكر فى الهروب وقال : " إنى لا أصلح لهذه الوظيفة العظيمة وكيف أستطيع أنا الصغير أن أجلس على كرسى أغناطيوس الكبير ".
ولكن أقنعه الرهبان وذكرةه بالنبوات التى قيلت عنه فخضع لهم ولما علم سكان المدينة بقدوم القديس خرج الجميع إلى الشوارع لأنهم يريدون أن يروه وكانوا يرتلون تراتيل الفرح ، ولدى وصوله ألقى عظة مليئة بالمعرفة اللاهوتية الرقيقة .
وعند رسامته كانت رائحة تفوح فى كل مكان ، فأيقنوا أن الملائكة شاركت أيضاً بإبتهاج حفل تكريسه سنة 512م.
وفى سنة 513م دعا إلى مجمع فى إنطاكية أدان فيه مجمع خلقيدونية ورسالة لاون ، وتبودلت الرسائل بينه وبين كرسى الأسكندرية و ( البابا يوحنا – البابا ديوسقورس ).
إضطهاد الإمبراطور يوستينوس:
بعد جلوسه على الكرسى حوالى 7 سنين توفى الإمبراطور إلتقى أنسطاسيوس وخلفه يوستينوس أحد قادة الحراس الإمبراطورى الذى بدأسلسلة من الإضطهادات ، وأصدر أمرأ بالإعتراف بمجمع خلقيدومية وخير الأساقفة بين القول بالطبيعتين وبين الطرد ، فأقصى 32 منهم عن كراسيهم وأنزل بالأساقفة المقاومين العذاب الليم واتخذ إإجراءات قاسية لإكراه الرهبان على القول بالطبيعتين ، فطردوا من أديرتهم .
مجىء القديس إلى مصر المرة الأولى :
شدد الامبرطوار الاضطهاد علي القديس ساويرس باعتباره الراس وناله ضيق شديد كان من اثره ان جاء الي مصر وعاش بمصر حوالي 20 عاماً وفي خلالها لم يهمل كنيسته في انطاكية فكان يدبرها بنوابه ورسائله ويكتب الكتب في الدفاع عن الايمان وفي خلالها امر القيصر في سلسلة اضطهادته ان يعقد مجمع بالقسطنطينة لاجبار الارثوذكس علي اعتناق المذهب الخلقدوني ووجه الدعوة بالذات الي الانبا تيموثاوس بطريرك الاسكندرية الذي رفض الحضور الي ساويرس الذي قبل الدعوة وظهر له ملاك الرب وشجعه بالذهاب والاعتراف بالايمان السليم فتوجه القديس الي القيصر ووبخه بشدة فرد القيصر (( هل انت ساويرس الذي تحتقر كنائس الله )) فقال له القديس (( لا بل انت الذي تركت الايمان الحقيقي )) فلاطفه الملك وذكره باسلافه الذين تعرضوا للنفي والتشديد ولكنه رفض بعناد بعد محاولات كثيرة ادت الي احتدام غضب القيصر عليه فامر بالقبض عليه وبقطع لسانه واشار ايضاً احد الضباط بان يامر بقطع رقبته ليكون سلام في الكنيسة ولما علمت الملكة ثيودوره المحبة للمسيح بذلك اوعزت الي القديس بالهرب فلم يقبل وقال انه مستعد ان يموت في سبيل الامانه المستقيمة ولكنه نزل عن رغبته طاعة لاحبائه وابنائه وهرب الي مصر سنة 536م للمرة الثانية اما الامبرطوار فلما طلبه ولم يجده ارسل خيلاً ورجالاً في طلبه ولكن اسدل الله حجاباً علي ابصارهم فلم يروه مع انه كان قريباً منهم وظل في ديار مصر حتي نهاية حياته وكان لشدة اتضاعه يجول متنكراً من مكان لاخر في شكل راهب بسيط .
وامتدد الاضطهاد لمصر ايضاً ولاقي البابا ثيؤدسيوس خليفة تيموثاوس الام النفي واغلقت الكنائس في الاسكندرية وبعد طرد القديس شغل منصبه 3 اساقفة خلقيدونين علي التوالي .
فضائله ومعجزاته :
حدث ان وشي بعض الاشرار به الي الملك يوستيانوس وقالوا له ان ساويرس هو المقاوم الكبير لمجمع خلقيدونيه فاغتاظ الملك وارسل ضابطاً من قبله يدعي روفوس ومعه ستين جندياً المدينة خرج الاب ساويرس من ناحية اخري فجد الضابط في البحث عنه حتي لقيه فكلمه الضابط مستهزئاً (( يا تلميذ الرب المجاهد)) وكان يحرك راسه بسخرية وتعاظم وعند ذلك هبت ريح عاصفة وشب حريق كبير احرق روفوس ومن معه ولم ينج سوي اربعة هربوا الي القديس وصاحوا يارجل الله نجنا ورجع الاب الي انطاكية وكف الملك عن طلبه.
اختفاء القربان وقت القداس:
دخل القديس احدي الكنائس في برية شيهيت ليصلي في زي راهب بسيط غريب وعند رفع القس القربان ووضعه علي المذبح وبعد الرسائل والانجيل صعد القس الي الهيكل ورفع الابروسفارين ليقدس القربان فلم يجده فبكي والتفت الي الحاضرين قائلاً لهم (( ايها الاخوة انني لم اجد القربان ولست اعلم ان كان من اجل خطيتي او خطيتكم فبكي الحاضرون ايضاً وللوقت ظهر ملاك واعلمه ان هذا ليس من اجل خطية احد انما رفع القربان من علي المذبح لان الاب البطريرك ساويرس حاضر القداس واشار الملاك اليه وكان في احدي زوايا الكنيسة فعرف القديس بالنعمة ولما اتي اليه القس امره البطريرك ان يكمل القداس بعد ان ادخلوه الهيكل بكرامه عظيمة فصعد الكاهن فوجد القربان فمجدوا الله جميعاً .
قصة اخري مثلها :
عندما وصل انبا ساويرس مصر عبر علي كنيسة العذراء وقف بالباب وكان الكاهن يقدس علي المذبح وفيم هويرشم الشعب بالصليب اذا الملائكة قدحجبوا الصنية والكاس من علي المذبح من قدامه فلما التفت يريد ان يكمل القداس لم ير الصينية فبكي كثيراً وبقي متحيراً فاتاه صوت قائلاً (( لاجل انك رشمت الصليب علي رئيس الاحباربطريرك انطاكية )) فقال ياسيدي ماعرفت انه حاضر فخرج اليه الكاهن وصنع له مطانيه وطلب اليه ان يدخل ويبارك ويقدس وبذلك زادت المحبة بين القبط والسريان.
نياحته:
في اليوم الرابع عشر من امشير رقد في الرب سنة 538م في بيت دوريثاس حاكم مدينة سخا .
فقام بتكفينه في اكفان ثمينة وحمله الي الدير الذي كان القديس ينزل فيه ويدعي دير الزجاج (مكانه الدخيلة حالياً) وهو غرب الاسكندريةويقال انه عند نقل جسد القديس الي دير الزجاج غرب الاسكندرية ساروا به قليلاً ولم يجدوا ماء يحملهم فاضطربوا ولكن الرب حفظ جسد القديس وسير المركب 6 اميال الي الساحل .
وقيل عنه ايضاً انه بعد نياحته انهم اعدوا له قبراً لم يكن مناسبا لطوله بل كان اقصر منه بكثير ولم يتحققوا من ذلك بل صرفوا صانع القبر الذي كان غريباً ولما حضروا لكي يضعوا جسد القديس لم يستطيعوا فوقفوا متحيرين وبعد ان فكروا وكان البعض يقترح ان يثنوا ركبه والبعض يرفض ويعتبروه شيئاً مكروهاً .
حينئذ كما لو كانت قوة الهية تدفعه ونزل القبر دون ان يكسروا اي عضو او يثني قليلاً فوضعوه باكرام جزيل .
تذكاراته:
تحتفل الكنيسة يوم 2بابة تذكار مجيئه الي مصر.
14 امشير تذكار نياحته .
10 كيهك تذكار نقل جسده الي دير الزجاج.
توجد كنيسة باسمه ضمن كنائس الحصن الاثري القديم بدير السريان ببرية شيهيت.
بركة صلواته فلتكن معنا امين
 
قديم 11 - 10 - 2017, 11:52 AM   رقم المشاركة : ( 19107 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نقل جسد القديس ساويرس الأنطاكي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(10 كيهك / 19 ديسمبر)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
[بالحقيقة أشرق لنا اليوم كالكوكب التذكار المُكرَّم الذي لساويرس البطريرك, هذا الذي من قِبَلِه, قد أَعطى الروحُ القدس حلاوةً لنفوسنا] (دفنار 10 كيهك).
القديس ساويرس الأنطاكي (465-538م) يتمتع بمحبة عظيمة ومكانة جليلة في الكنيسة القبطية. وتحتفل له الكنيسة بثلاثة أعياد: نياحته في (14 أمشير), وتذكار مجيئه إلى مصر (2 بابة), أمَّا التذكار الموافق له في هذا الشهر (ديسمبر) فهو نقل جسده إلى دير الزجاج (10 كيهك). ويذكر السنكسار القبطي ما يلي:
[في مثل هذا اليوم نُقِلَ جسد القديس ساويرس بطريرك أنطاكية إلى دير الزجاج، وذلك أنه تنيح في سخا عند رجل أرخن مُحب للأهل اسمه دوروثيئوس. وهذا أرسله مع قوم في سفينة إلى دير الزجاج غرب الإسكندرية، وأمرهم أن لا يدخلوا الخليج بل يسيروا في البحيرة حتى يصلوا إلى الساحل. ولما وصلوا بحري قرطسا قليلاً، واتجهوا نحو الغرب لم يجدوا ماءً يكفي لسير سفينتهم فحاروا وقلقوا؛ ولكن الله مُحب البشر الذي حفظ بني إسرائيل من أعدائهم، وفتح لهم في البحر الأحمر طريقاً وأجازهم، قد حفظ جسد هذا القديس من مُبغضيه وأظهر آيةً، بأنْ جعل السفينة تسير في ماء قليل مقدار ستة أميال حتى وصلوا إلى الساحل. ومن هناك حملوه إلى دير الزجاج، ووضعوه في المكان الذي بناه له الأرخن دوروثيئوس، وصار بذلك فرح عظيم في مدينة الإسكندرية. وقد أجرى الله آياتٍ وعجائبَ كثيرة من جسده، وعَظَّم اللهُ القديسَ بعد مماته أكثر من حياته. صلاته تكون معنا، آمين].
القديس ساويرس الأنطاكي
في الصلوات الكنسية:
ويُلاحَظ اهتمام الكنيسة بالقديس ساويرس الأنطاكي حتى أنها وضعته في صدارة القدِّيسين الذين يُذكَرون في الصلوات الليتورجية بدايةً من تسبحة نصف الليل في مجمع القدِّيسين, حيث تضعه مع القديس أثناسيوس الرسولي وقبل البابا ديسقورس حامي الإيمان في الربع الـ 63؛ وهكذا تَجْمَع الكنيسة الآباء المُدافعين عن الإيمان، وبالأخص المعترفين الذين تعرَّضوا للنفي عن كراسيهم.
وورد ذِكْره في ذوكصولوجية باكر الآدام: ”البطريرك العظيم أبونا أنبا ساويرس, الذي أنارت تعاليمه المقدسة عقولنا“, ذاكرة إيَّاه قبل القديس البابا ديوسقورس. وفي صلوات القدَّاس يُقال مثلاً في تحليل الخدَّام القديس ساويرس قبل القديس أثناسيوس الرسولي!! وفي مجمع القدَّاس يُذكَر مباشرة بعد القديس مار مرقس الرسول.
وهُنا يطرح السؤال نفسه عن سبب وضع اسم القديس ساويرس الأنطاكي في صدارة أسماء القديسين، بل وقبل قديسين من القرن الرابع، وفي نفس الوقت قبل لاهوتيين عِظام مثل القديس أثناسيوس الرسولي, والقديس كيرلس الكبير, وبالأحرى قبل بطاركة الكرسي السكندري؟!
يرجع ذلك إلى رهبان دير القديس أنبا مقار حيث دوَّنوا أسماء آباء شيهيت العظام في القداس القبطي في الصلاة المعروفة بالمجمع. وإنَّ نوع وكيفية ترتيب أسماء القديسين في المجمع الذي يتلوه الكاهن في القداس يكشف بصورة واضحة عن قصة هذه الترتيبات واتجاهاتها التاريخية. فمثلاً القديس ساويرس يُذكَر في القداس قبل القديس أثناسيوس الرسولي, وهذا يرجع إلى الصلة الوثيقة التي قامت بين القديس ساويرس ودير أنبا مقار(1).
ولكن يُعلِّق الأب متى المسكين على ذلك أسفل صورة لمخطوطة تحوي أسماء البطاركة وتنتهي باسم القديس ساويرس الأنطاكي فيقول: ”المجمع ينتهي بساويرس الأنطاكي, وهذا وضعه السليم وليس قبل أثناسيوس“(2).
رهبان دير القديس أنبا مقار وتكريمهم
للقديس ساويرس الأنطاكي:
هناك ما يُشير إلى رهبان دير أنبا مقار في إضافة اسم البطريرك الأنطاكي, وكان ذلك خلال القرن السابع أو بعده بقليل. ويظهر ذلك بوضوح في احتفال الكنيسة بأكثر من ذكرى للقديس ساويرس كما يُخبرنا السنكسار. ولعل هذا بسبب القديس أنبا يوحنا أسقف ”البُرُلُّس“ (550-640م)، وهو أول مَن جمع سِيَر الشهداء والقديسين لتُقرأ في الكنيسة. وتُشير إليه إبصالية الشهيدة دميانة بصفته جامع سِيَر الشهداء والقديسين فتقول الإبصالية: ”يوحنا أسقف مدينة البرلس أخبرنا باجتهاد بكرامة هذه العذراء قائلاً: "قد ابتهجتُ لمَّا وجدتُ الجهاد الحسن الذي للشهيدة المختارة القديسة دميانة"“(3). وكان هذا الأسقف القديس أحد أبناء دير القديس أنبا مقار.
كما توجد إشارات واضحة وقوية للقديس ساويرس الأنطاكي في كتاب تاريخ مصر ”ليوحنا النقيوسي“، وهو أيضًا من أبناء دير القديس أنبا مقار. ويُسجِّل في تاريخه أحداثاً هامة عن حياة البطريرك ساويرس الأنطاكي مثل: هروبه إلى مصر، ومساعدة الإمبراطورة ثيئودورة له وميلها إلى الإيمان بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح, كما يُشير في أحد الأبواب إلى اتفاق أحد الأساقفة مع إيمان البطريرك ساويرس والبابا ثيئودوسيوس (الـ 33), مُقدِّماً القديس ساويرس على البطريرك السكندري(4). ولقَّبه رهبان الدير في إحدى المخطوطات بـ ”العظيم في البطاركة“(5).
الهروب إلى مصر:
وسبب ارتباط رهبان دير أنبا مقار بالقديس ساويرس الأنطاكي أنه وَفَد إلى مصر هارباً من الإمبراطور يوستينوس الأول (527-565م), والذي كان من المُتعصِّبين لمجمع خلقيدونية, ويَعتبر نفسه رئيساً للدولة والكنيسة في آنٍ واحد. فاتَّخذ لنفسه الحق في عَزْل الأساقفة وتعيين آخرين بدلاً منهم؛ بل كان يدعو لعقد المجامع ويوافق على قراراتها ويلغي البعض منها حسبما يروق له.
أما زوجته الإمبراطورة ثيئودورة (527-548م) فكانت تؤمن بطبيعة المسيح الواحدة، وكانت تُخفِّف وتُهدِّئ من غضب زوجها وتَحدُّ من اضطهاده قدر استطاعتها. وكان لها دورٌ أساسي في هروب القديس ساويرس من ملاحقة الإمبراطور له.
وظل القديس ساويرس فترة حُكْم الإمبراطور يوستينوس الأول في مصر, وكان يُدير شئون الكنيسة عن طريق نوابه، وإرسال الرسائل والكتب لتثبيت الشعب ودحض البدع والهرطقات. وكتب للرهبان (في سوريا)، بعد أن عَلِمَ أنهم كانوا مضطَهَدين: ”أنتم أعمدة وسند مدينة الرب, فإذا كنتم أنتم الأعمدة قد اهتززتم ورُفعتم من مكانكم، فماذا يكون علينا أن نتوقع بعد, إلاَّ أن يكون هناك عقاب الله والأهوال العظيمة التي لا يمكن أن نتفاداها!“(6).
وكانت فترة هروب القديس ساويرس لمصر من بطش الإمبراطور خلال حبرية البابا تيموثاوس الثالث الـ 32 (518-536م). وكان في ذلك الوقت دير القديس أنبا مقار مركزاً للعلوم الكنسية بعد اندثار مدرسة الإسكندرية اللاهوتية واتجاه الكثير من علمائها لحياة الرهبنة, وتأثُّر الرهبان به كمدافع عن الإيمان الأرثوذكسي.
صلاة القديس ساويرس تُحوِّل
بئر الماء المالح إلى ماء عذب:
كما تأثَّر رهبان دير أنبا مقار أيضاً بالمعجزات التي رأوها تجري على يديه. وتروي السيرة أنَّ القديس ساويرس مضى إلى دير القديس أنبا مقار وكان هناك راهبٌ قديس من أهل الصعيد اسمه مكاريوس. وكعادة البطريرك الأنطاكي كان يزور الأديرة متخفِّياً في زِيِّ راهب بسيط, لكن مكاريوس الراهب قد عرفه وقدَّم له الإكرام اللائق, وطلب منه أن يُصلِّي على بئر ماء (يُقال له: ”بئر مكاريوس“) يشرب منه الإخوة ولكنهم يتعبون من ملوحته. فقال الأب البطريرك للشيخ: ”إن صلاتك، يا أبي، قادرة أن تجعل هذا الماء عذباً“. فأجابه الشيخ: ”بل صلواتك أنت، يا سيدي، المقبولة أمام الله قادرة أن تجعل هذا الماء حلواً“. حينئذ طلب منه القديس ساويرس أن يُلقي بالماء الذي يتبقَّى في الصينية بعد غسلها في نهايـة القداس في البئر، فيصير الماء حلواً بـأَمر الله. وببساطة إيمان أطاع هذا الشيخُ القديسَ ساويرس، فصار الماء حلواً (إذا كان فعل الماء المتبقِّي من غسل الأواني المقدسة صيَّر الماء المالح ماءً عذباً، فكم بالحري يكون فعل جسد ودم ربنا يسوع المسيح في النفوس).
البطريرك الأنطاكي يدحض بدعة:
بعدما التجأ القديس ساويرس الأنطاكي إلى مصر بعد نفيه عن كرسيه عام 518م, كان يتنقَّل بين الأديرة متخفِّياً، يُشدِّد الرهبان ويُثبِّتهم على الإيمان الأرثوذكسي.
وحين بلغ دير القديس أنبا مقار، قاومه بعض المنشقِّين وضربوه وقيَّدوه بالحبال(7)، واحتفظ دير أنبا مقار بهذه القيود(8) (لا يوجد أثر لها الآن). وهؤلاء كانوا من أتباع يوليانوس (أسقف يوناني خلقيدوني مطرود من كرسيه)، وتقابَل هذا الأسقف مع القديس ساويرس في دير الزجاج، وهناك اختلفا في طبيعة جسد المسيح, لاعتقاد يوليانوس في قابلية طبيعة جسد المسيح للفساد وإلاَّ ما كانت تقع عليه الآلام.
فقام القديس ساويرس الأنطاكي بمقاومة هذه البدعة, ووضع في الأجبية في صلاة الساعة السادسة جملة تَرُدُّ على هذه الهرطقة: ”نسجد لشخصك غير الفاسد أيها المسيح إلهنا“(9).
بقية أخبار القديس ونياحته:
ذكرنا هنا ما يخصُّ نقل جسد القديس ساويرس, وعلاقة القديس بدير أنبا مقار؛ أما عن نياحته وبقية أخباره, فيمكن الاطِّلاع عليها في السنكسار تحت يوم 14 أمشير, 2 بابة.
بركة صلاته تكون معنا، آمين.
(1) القمص متى المسكين، ”الرهبنة القبطية في عصر = = القديس أنبا مقار“، مطبعة دير القديس أنبا مقار، الطبعة الثانية 1984، ص 542.
(2) القمص متى المسكين، ”الإفخارستيا والقداس“، الجزء الأول، مطبعة دير القديس أنبا مقار، الطبعة الأولى 1977، ملزمة صُور المخطوطات.
(3) الراهب القس أثناسيوس المقاري، ”فهرس كتابات آباء الإسكندرية باللغة القبطية“، مطبعة دار نوبار، الطبعة الأولى: يوليو 2006، ص 332.
(4) دكتور صابر عبد الجليل، ”تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي“، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، بدون رقم للطبعة 2009، من الباب 31-34.
(5) مخطوطة رقم 18 سِيَر - دير أنبا مقار.
(6) يوسف حبيب، ”البطريرك القديس أنبا ساويرس الأنطاكي“، 1969، ص95.
(7) حسب ما ذكره السنكسار الإثيوبي.
(8) د. منير شكري، ”أديرة وادي النطرون - تاريخها وعمارتها“، دير السريان، بدون رقم للطبعة 2008، ص 169.
(9) ”الرهبنة القبطية في عصر القديس أنبا مقار“، مرجع سابق، ص 416.
 
قديم 11 - 10 - 2017, 05:36 PM   رقم المشاركة : ( 19108 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما معنى الشركة مع الآب وابنه؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مع أننا ارتبطنا بالرب يسوع ونُحبه ونُكرمه بقدر طاقتنا، وننمو في معرفته بمعونة الروح القدس، إنما الآب وحده هو الذي يعرف الابن معرفة كاملة، ويُعطيه تقديره الصحيح الجدير به. الآب يتلذذ بمحبة الابن وصفاته المجيدة، ورغبة قلبه أن نفرح نحن أيضًا ونكتفي به وحده. كذلك الابن - الذي هو دائمًا في حضن الآب - يُريد أن يعلن لنا المزيد من مكنونات قلب الآب الذاخر بالمحبة الأبدية، ويُخبرنا عن صلاح أفكاره، ومسرة مشيئته.

في قمم الشركة، نتلذذ بمناظر المجد، فتشبع قلوبنا وتطيب من سمو الأحاديث بين الآب والابن. والأصحاح السابع عشر من إنجيل يوحنا من الفصول الغنية التي تُنشئ فينا أشواقًا للتلذذ بالشركة مع الله. هذا الحديث المجيد يكشف لنا عن مكانتنا ومقدار غلاوتنا على قلب الله. كلما عرفنا عن روعة مقاصده الأزلية، وما فعله في الزمان لأجلنا، والأمجاد الأبدية التي تنتظرنا، يحلو لنا جدًا أن ندخل الى عمق جديد لنمتلئ بالمزيد من الفرح.


 
قديم 11 - 10 - 2017, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 19109 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أفراح الشركة مع الله
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً»
(1يو1: 3، 4)

الشركة مع الله امتياز عظيم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كلمة ”شركة“ تعني التواصل بين اثنين أو أكثر. ولكي يكون هذا التواصل جيدًا لا بد أن يُبنَى على غرض مشترك، والذي يضمن نجاحه ودوامه هو وجود توافق في الفكر والصفات. الشركة في أسمى وأعمق صورها بالنسبة للمؤمن هي الشركة مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح. النصيب المشترك مع الله هو شخص المسيح، موضوع سروره ولذته. بالنسبة لنا نحن المؤمنين، الشركة مع الله هي أثمن وأطيب نصيب في رحلة الحياة المسيحية، والتي بدونها لا نقدر أن ننمو في معرفة الله أو نقدِّم له السجود أو نُتمّم خدمتنا، كما أنها أساس الشركة الصحيحة مع بعضنا البعض.
 
قديم 11 - 10 - 2017, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 19110 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,731

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشركة مع الله هي نبع الفرح الكامل
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن سرور الآب في الابن، وهكذا أيضًا فإن جميع المؤمنين سرورهم العميق فيه وحده بكل ما يحوي من فضائل ومشتهيات. يا له من امتياز ثمين أن يكون من نصيبنا ذلك النبع الحلو الذي هو موضوع شبِع قلب الآب وتلذذه!

صحيح أن المؤمن يبتهج بخلاص الرب، ويفرح بعطاياه وبركاته، ويجد سروره في عبادته وخدمته، لكن قمة التلذذ والفرح الذي لا يضاهيه فرح آخر، يختبره المؤمن عندما يدخل هذه الدائرة المباركة للشركة مع الآب ومع ابنه. فكل الهبات التي أعطاها الله لنا، نتذوق حلاوتها جيدًا، ونفرح بها، عندما نتمتع بهذه الشركة.


بحبك السامي لقد


وهبنا كل البركات

لكن شخصك لنا


أثمن من كل الهبات

 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025