![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 19081 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() فرح الخلاص ![]() «فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلَهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ» (إش61: 10) فرح الخلاص يختلف عن فرح العالم تمامًا: أولاً: لأنه لا يعتمد على مصادر خارجية، فهو داخلي لأنه فرح الرب، وعميق يصل إلى أعماق النفس؛ أما فرح العالم فسطحي لا يصل إلى الأعماق، وسرعان ما ينتهي لأنه يعتمد على مصادر خارجية مثل النجاح الزمني والزواج والممتلكات والملذات والتسليات وغيرها. ثانيًا: لأنه ثابت ومستمر كثبات المسيح الحي فينا، فهو لا يتأثر بالظروف، حلوة أو مرة، بل يسمو فوق كل الظروف حتى ولو كانت بلوى محرقة (1بط4: 12، 13)؛ بينما فرح العالم يتلاشى في الظروف الصعبة والتجارب والضيقات. ثالثًا: لأنه يُمنح من الرب للإنسان بمجرد أن يؤمن به إيمانًا حقيقيًا؛ بينما فرح العالم يبحث عنه الإنسان في الأباطيل، وربما يموت ولا يحصل عليه. رابعًا: لأنه يدوم في المؤمن، ويتزايد بالشركة اليومية مع الرب؛ بينما فرح العالم أناني يعتمد على الأخذ وحب التملُّك، فالشرير يفرح عندما يحصل على شيء، ويصاب بالغم عندما يفقد ما حصل عليه. خامسًا: لأنه فرح روحي مرتبط بالأمور غير المنظورة، الأبدية، ولذلك يتزايد إلى أن يصل إلى كمال الفرح عندما يأتي المسيح لاختطافنا؛ بينما فرح العالم يتمركز في الأشياء المنظورة الزائلة، ويتناقص مع الزمن وتقدُّم العمر، ويتلاشى عند اقتراب شبح الموت. سادسًا: فرح الخلاص هو للمُخلِّص وأيضًا للذي خلص، فالراعي فرح هو وأصدقائه بخروفه الضال عندما وجده، والمرأة فرحت هي وصديقاتها بدرهمها المفقود عندما وجدته، وكذلك الأب فرح مع جميع من في بيته عندما عاد إليه ابنه الضال، فالله مثلث الأقانيم يفرح بخلاص الخطاة؛ وكذلك الملائكة وكل المُخلَّصين «هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ» (لو15: 7). والذي حصل على الخلاص يستطيع أن يقول: «هُوَذَا هذَا إِلهُنَا. انْتَظَرْنَاهُ فَخَلَّصَنَا... نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِخَلاَصِهِ» (إش25: 9). كيف نحصل على الفرح؟ لا يمكن الحصول على الفرح الحقيقي إلا إذا قبلنا المخلِّص يسوع المسيح ربًا وسيدًا على حياتنا. فكم من نفوس كانت تعيش في حزن وشقاء وبؤس ولم يكن لحياتها معنى، لكن بمجرد أن قَبِلوا المسيح المُخلِّص اختبروا الفرح الحقيقي الذي ملأ حياتهم: فزكا رئيس العشارين مع أنه كان غنيًا وذا مركز مرموق، لم يختبر الفرح إلا بعد أن تقابل الرب معه وسمع منه: «الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهَذَا الْبَيْتِ» (لو19: 1-10). والوزير الحبشي مع أنه كان وزيرًا، وذهب إلى أورشليم ليسجد، لكنه لم يختبر طعم السعادة إلا بعد أن قَبِلَ المسيح مُخلِّصًا شخصيًا له واعتمد «وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ فَرِحًا» (أع8: 26-40). وسجان فيلبي رغم أنه كان ذا مركز مرموق، لكنه لم يختبر الفرح إلا بعد أن حصل على الخلاص «وَتَهَلَّلَ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ إِذْ كَانَ قَدْ آمَنَ بِاللهِ» (أع16: 25-34). والذين خلصوا في يوم الخمسين مع أنهم كانوا يهودًا متدينين، جاءوا من كل أمه للعيد، لكنهم لم يختبروا هذا الفرح إلا بعد أن «قَبِلُوا كَلاَمَهُ (كلام بطرس) بِفَرَحٍ وَاعْتَمَدُوا» (أع2: 37-47). والذين آمنوا في السامرة، وكانوا قبلاً يتبعون سيمون الساحر زمنًا طويلاً لكونهم اندهشوا بسحره، لم يختبروا الفرح إلا بعد أن بشرهم فيلبس بيسوع وآمنوا به «فَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ» (أع8: 4-12). هكذا الحال مع الكثيرين. إن الفرح الحقيقي يأتي للذين يقبلون الرب يسوع مخلصًا وفاديًا، ثم يتزايد من يوم إلى يوم من خلال الشركة معه. والفرح الحقيقي مرتبط بالمخلص، ومرتبط أيضًا بالخلاص. فهو مرتبط بالمخلص كقول الملاك للرعاة: «هَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ ... أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ» (لو2: 10، 11)، وكقول المُطوّبة مريم: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِالله مُخَلِّصِي» (لو1: 47). كما أنه مرتبط بالخلاص، كقول إشعياء النبي: «فَتَسْتَقُونَ مِيَاهًا بِفَرَحٍ مِنْ يَنَابِيعِ الْخَلاَصِ» (إش12: 3)، ويقول أيضًا: «فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلَهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ» (إش61: 10). من هنا نقول: لا فرح إلا بالحصول على الخلاص. ما رأيك في شخص محكوم عليه بالإعدام، إذا أخبرناه بأننا قد اشترينا له عمارة وسيارة وأودعنا في البنك لحسابه مبلغًا كبيرًا من المال، هل هذه الأمور تفرحه؟! أعتقد أنك تتفق معي لو قلت إن حزنه يزيد، لأنه لو لم يكن محكومًا عليه بالإعدام لأمكنه أن يتمتع بهذه الأشياء. لكن إذا جاء حكم العفو عنه وأخبرناه بذلك؟ ربما نخاف عليه لئلا يموت من شدة الفرح. هكذا لا يمكن للنفس أن تختبر الفرح الحقيقي إلا بعد أن تنال العفو الأكيد من الدينونة المريعة القادمة على العالم، وتحصل على الخلاص. • أيوب الصدِّيق في تعاسته قال: «قُلْتُ لِلْقَبْرِ: أَنْتَ أَبِي، وَلِلدُّودِ: أَنْتَ أُمِّي» (أي17: 14)، وأما نحن فنقول للنعمة: أنتِ أُمنا، ولله الآب: أنتَ أبونا. وهذا سر فرحنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19082 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تأثير أفراح الخلاص على الشخص نفسه ![]() 1- قبول الخلاص فرحًا (لو19: 6): كان زكا يستقي من ينابيع أريحا الفاسدة «هُوَذَا مَوْقِعُ الْمَدِينَةِ حَسَنٌ ... أَمَّا الْمِيَاهُ فَرَدِيَّةٌ وَالأَرْضُ مُجْدِبَةٌ» (2مل2: 19). وكان يعمل رئيسًا للعشارين، وكان غنيًا. وتمتَّع زكا في مدينة أريحا بمسراتها، لكنه لم يشعر بطعم الفرح في حياته لأن «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا» (يو4: 13). وعندما سمع أن الرب مُزمع أن يمُرّ من هناك «طَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ مَنْ هُوَ». ورغم كل الصعاب التي واجهته، فإنه تخطاها متسلقًا الجميزة لكي يرى نبع الخلاص ومصدر الأفراح الغني، فناداه صوت الرب: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ»، «فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحًا» (لو19: 1-10). ففي زكا نرى صورة للخاطئ الذي يستقي من مياه العالم الرديئة، ويصير غنيًا دون أن يشعر بطعم الفرح، وعندما يلتقي بالرب يسوع، يقبلهُ فرحًا. 2- الذهاب في الطريق فرحًا (أع8: 39): لقد جاء الخصي الحبشي وزير كنداكة ملكة الحبشة إلى أورشليم ليسجد (أع8: 27)، وتمَّم الفرائض، ولم يشعر بالفرح. وفي طريق العودة كان يقرأ في إشعياء 53 عن الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يمنح الفرح الحقيقي، وبشَّره فيلبس من هذا الكتاب بيسوع. والروح القدس يختم القصة بالقول: «وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ فَرِحًا» (أع8: 26-39). والطريق هنا لا يقتصر على الحبشة فقط، ولكنه الطريق إلى بيت الآب. فقد تقابل الخصي مع مانح الفرح، ومضى في الطريق نحو بيت الآب فرحًا. لقد بدأ طريق الفرح الذي لن ينتهي. وفي بيت الآب، يوم عرس الخروف، مكتوب: «لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ» (رؤ19: 7). ففي الخصي الحبشي نرى طريق الفرح الذي بدأ ولن ينتهي. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19083 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تأثير أفراح الخلاص على السماء ![]() «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ» (لو15: 7). يصوِّر لنا الروح القدس في لوقا 15 تأثير أفراح الخلاص على السماء، فلا يقتصر تأثيرها على الشخص نفسه، بل يمتد إلى السماء. ففي قصة الخروف الضال نجد الأفراح تمتد إلى المُخلِّص نفسه، فهو «يَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ. وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحًا» (لو15: 5). فنجد قلب المخلِّص فَرِحًا بمن استقى منه كينبوع الخلاص، داعيًا الأصدقاء والجيران قائلاً لهم: «افْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ!» (لو15: 4-7). وفي مَثَل الدرهم المفقود الذي يُمثِّل لنا نشاط وعمل الروح القدس في الضغط على الخاطئ للرجوع، نجد أقنوم الروح القدس وفرحته برجوع الخاطئ وتوبته. ونجد فرحة الملائكة أيضًا برجوع الخاطئ وتوبته «يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ» (لو15: 8-10). وفي مثل الابن الضال نرى قلب الآب المحب وفرحته برجوع ابنه الضال، راكضًا إليه، فاتحًا له ذراعي المحبة، غامرًا إياه بالقبلات، ونسمع القول: «لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ» (لو15: 24). الشيء الطبيعي أن يفرح من استقى من ينابيع الخلاص، لكن يا للعجب أن يغمر الفرح السماء، بمن استقى من ينابيع الخلاص! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19084 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تأثير أفراح الخلاص على البيت
![]() «وَلَمَّا أَصْعَدَهُمَا إِلَى بَيْتِهِ قَدَّمَ لَهُمَا مَائِدَةً، وَتَهَلَّلَ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ إِذْ كَانَ قَدْ آمَنَ بِاللهِ» (أع16: 34). رأينا في زكا والخصي الحبشي تأثير أفراح السماء على الشخص نفسه، كما رأينا الفرح الذي يغمر السماء بمن استقى من ينابيع الخلاص. لكننا في سجان فيلبي نرى أن الفرح لا يقتصر على الشخص نفسه، ولا على السماء فقط، بل يمتد إلى البيت أيضًا. لقد تحوَّل سجان فيلبي من وحشٍ قاسٍ إلى حملٍ وديع، إذ قد آمن بالله، وتأثير ذلك ظهر في الحال على البيت، فالمبدأ الإلهي «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ... وَكَلَّمَاهُ وَجَمِيعَ مَنْ فِي بَيْتِهِ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ ... وَاعْتَمَدَ فِي الْحَالِ هُوَ وَالَّذِينَ لَهُ أَجْمَعُونَ». وماذا كانت النتيجة؟ «تَهَلَّلَ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ إِذْ كَانَ قَدْ آمَنَ بِاللهِ» (أع16: 25-34). فقد عمت الفرحة جميع من في البيت وتهلَّل الكل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19085 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أفراح الخلاص ![]() «تَسْتَقُونَ مِيَاهًا بِفَرَحٍ مِنْ يَنَابِيعِ الْخَلاَصِ» (إش12: 3) للخلاص فرحتُه وبهجتُه (مز51: 12)، ومن يشرب من ينابيع الخلاص يفرح فرحًا أكيدًا. ولنتأمل الآن في تأثير أفراح الخلاص على الشخص نفسه والسماء والبيت. أولاً: تأثير أفراح الخلاص على الشخص نفسه: ![]() 1- قبول الخلاص فرحًا (لو19: 6): كان زكا يستقي من ينابيع أريحا الفاسدة «هُوَذَا مَوْقِعُ الْمَدِينَةِ حَسَنٌ ... أَمَّا الْمِيَاهُ فَرَدِيَّةٌ وَالأَرْضُ مُجْدِبَةٌ» (2مل2: 19). وكان يعمل رئيسًا للعشارين، وكان غنيًا. وتمتَّع زكا في مدينة أريحا بمسراتها، لكنه لم يشعر بطعم الفرح في حياته لأن «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا» (يو4: 13). وعندما سمع أن الرب مُزمع أن يمُرّ من هناك «طَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ مَنْ هُوَ». ورغم كل الصعاب التي واجهته، فإنه تخطاها متسلقًا الجميزة لكي يرى نبع الخلاص ومصدر الأفراح الغني، فناداه صوت الرب: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ»، «فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحًا» (لو19: 1-10). ففي زكا نرى صورة للخاطئ الذي يستقي من مياه العالم الرديئة، ويصير غنيًا دون أن يشعر بطعم الفرح، وعندما يلتقي بالرب يسوع، يقبلهُ فرحًا. 2- الذهاب في الطريق فرحًا (أع8: 39): لقد جاء الخصي الحبشي وزير كنداكة ملكة الحبشة إلى أورشليم ليسجد (أع8: 27)، وتمَّم الفرائض، ولم يشعر بالفرح. وفي طريق العودة كان يقرأ في إشعياء 53 عن الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يمنح الفرح الحقيقي، وبشَّره فيلبس من هذا الكتاب بيسوع. والروح القدس يختم القصة بالقول: «وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ فَرِحًا» (أع8: 26-39). والطريق هنا لا يقتصر على الحبشة فقط، ولكنه الطريق إلى بيت الآب. فقد تقابل الخصي مع مانح الفرح، ومضى في الطريق نحو بيت الآب فرحًا. لقد بدأ طريق الفرح الذي لن ينتهي. وفي بيت الآب، يوم عرس الخروف، مكتوب: «لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ» (رؤ19: 7). ففي الخصي الحبشي نرى طريق الفرح الذي بدأ ولن ينتهي. ثانيًا: تأثير أفراح الخلاص على السماء ![]() «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ» (لو15: 7). يصوِّر لنا الروح القدس في لوقا 15 تأثير أفراح الخلاص على السماء، فلا يقتصر تأثيرها على الشخص نفسه، بل يمتد إلى السماء. ففي قصة الخروف الضال نجد الأفراح تمتد إلى المُخلِّص نفسه، فهو «يَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ. وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحًا» (لو15: 5). فنجد قلب المخلِّص فَرِحًا بمن استقى منه كينبوع الخلاص، داعيًا الأصدقاء والجيران قائلاً لهم: «افْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ!» (لو15: 4-7). وفي مَثَل الدرهم المفقود الذي يُمثِّل لنا نشاط وعمل الروح القدس في الضغط على الخاطئ للرجوع، نجد أقنوم الروح القدس وفرحته برجوع الخاطئ وتوبته. ونجد فرحة الملائكة أيضًا برجوع الخاطئ وتوبته «يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ» (لو15: 8-10). وفي مثل الابن الضال نرى قلب الآب المحب وفرحته برجوع ابنه الضال، راكضًا إليه، فاتحًا له ذراعي المحبة، غامرًا إياه بالقبلات، ونسمع القول: «لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ» (لو15: 24). الشيء الطبيعي أن يفرح من استقى من ينابيع الخلاص، لكن يا للعجب أن يغمر الفرح السماء، بمن استقى من ينابيع الخلاص! ثالثًا: تأثير أفراح الخلاص على البيت ![]() «وَلَمَّا أَصْعَدَهُمَا إِلَى بَيْتِهِ قَدَّمَ لَهُمَا مَائِدَةً، وَتَهَلَّلَ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ إِذْ كَانَ قَدْ آمَنَ بِاللهِ» (أع16: 34). رأينا في زكا والخصي الحبشي تأثير أفراح السماء على الشخص نفسه، كما رأينا الفرح الذي يغمر السماء بمن استقى من ينابيع الخلاص. لكننا في سجان فيلبي نرى أن الفرح لا يقتصر على الشخص نفسه، ولا على السماء فقط، بل يمتد إلى البيت أيضًا. لقد تحوَّل سجان فيلبي من وحشٍ قاسٍ إلى حملٍ وديع، إذ قد آمن بالله، وتأثير ذلك ظهر في الحال على البيت، فالمبدأ الإلهي «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ... وَكَلَّمَاهُ وَجَمِيعَ مَنْ فِي بَيْتِهِ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ ... وَاعْتَمَدَ فِي الْحَالِ هُوَ وَالَّذِينَ لَهُ أَجْمَعُونَ». وماذا كانت النتيجة؟ «تَهَلَّلَ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ إِذْ كَانَ قَدْ آمَنَ بِاللهِ» (أع16: 25-34). فقد عمت الفرحة جميع من في البيت وتهلَّل الكل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19086 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() «فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحًا» (لو19: 6) ![]() كلما زاد بجيبي المالُ والجيبُ اتسّعْ كلما بالمالِ قد زاد الوَلعْ وكذا ازدَدْتُ له جوعًا وجانبني الشِبَعْ إنّ حبَ المالِ أصلٌ لينابيعَ الشرورْ فلذا قد جاز معْه الظلمُ يوْمًا بعد يومْ جاز إسكاتُ الضميرْ حتى أنّي رغم ما أظهرتُ من شرِّ كثيرْ فوشيتُ وظلمتُ واستبحتُ مالَ قوْم ما تكدّر قطُّ مائي أو جفا عينيّ نومْ ***** غير أني ما سعدتُ بمالي أو ذقتُ الهنا ذا لأنّ المالَ يملأُ جيبَ سروالي غِنى ثم يُخلي قلبي قسرًا سالبًا منه السرورْ بل وينتزعُ أزاهيري ويقتلعُ الجذورْ فخلا بُستاني من عِطرِ المحبةِ والمشاعرْ صار قفرًا ... صار خِلْوًا كالمقابرْ بل وضنّت روضتي برحيقِ وردة لا حبيبَ لي يعاهدُني ولا ينقضُ عهدَه نفرَ الكلُ وولّوا وتبقّى المالُ وحدَه صرتُ كالهالكِ جوعًا وكنوزُ المالِ عِندَه فبسطتُ الكفّ أستجدي قليلا من مودّة ***** ذات يوْم هزّت الضوضاءُ أرجاءَ المدينة وانتفتْ عنها السكينة فسألتُ وأجاب بعضُ قوْم إنه الربُ يسوعُ، فاقبَع اليومَ ببيتِكْ أنت لا شأنَ لك إلا بما يحملُ جيبُكْ ***** نشبتْ في قلبي نارٌ أن أرى الربَ يسوعْ فركضتُ لاهثًا والقلبُ يستبقُ الضلوعْ ما نهاني عن مُرادي هزءُ قومٍ ساخرينْ أو ثناني قِصَرُ القامةَ أو طولُ السنينْ فاعتليتُ قمةَ الجُمّيزةِ كي أنالَ بُغيتي بُغيتي أنّي أراه مَن هو كان ذا جُلَّ طموحي ومُرادي فتوارتْ كبريائي وتلاشتْ كالرمادِ إذ نسيتُ كلَّ شيءٍ في حُمّوِ رغبتيِ أحرقَ الكلَّ لهيبُ لهفتي ***** فجأةً جاء صوتُ السيّدِ عالٍ يقولْ هيا يا زكا وأسرعْ بالنزولْ إنني لا بد أن أمكثَ ذا اليومَ ببيتِكْ فنزلتُ ... غير أنّي لم أصدّق أذنيّ سيدي هل هذا صوتُكْ؟! هل تناديني وهل تأتي إليّ؟! تمكثُ اليومَ ببيتي وهْو عُنوانُ الرداءة ومثالُ الظلمِ والجوْرِ وألوانِ الإساءة؟ يا لها من نعمةٍ لا أستطيعُ حَدَّها ولذا سوف أردُّ فضلَها نصفَ أموالي وهبتُ بسرورْ للمساكينَ وللعاني الفقيرْ وإذا كنتُ ظلمتُ أو وشيتْ سأردّ ما ظلمتُ به وجُرْتْ ليس ضعفانِ ولكن أربعةْ هذا درسُ النعمةِ فيما رأيتُ واختبرتْ إنما نعمةُ ربي رائعةْ ملأتْ قلبي سرورًا دائما وأنارتْ دربي حين كان دربي مظلما مثلُ شمسٍ في سمائي ساطعة ملأتْ أرجاءَ بيتي فرحًا لا يوصفُ وابتهاجًا لم يكن يومًا بقلبي يُعرفُ ومن الأفراحِ سوف أبقى طول عُمري أغرِفُ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19087 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() معطلات الفرح ![]() هناك معطّلات لأفراح المؤمنين، نذكر بعضها لنتحذَّر منها ونتجنبها، فتستمر أفراحنا في الرب: أولاً: تباطؤ القلب في فهم المكتوب وهو ما نراه في تلميذي عمواس، إذ كانا بَطِيئَا الْقُلُوبِ في فهم أقوال الأنبياء عن موت المسيح وقيامته، ودخوله إلى مجده، لذلك لم يفهما ويُصدِّقا خبر قيامة المسيح؛ فلم يفرحا، بل كانا ماشيان عابسين، وهما في حالة خوار وارتباك ومباحثة أمام الحدث العظيم اليقيني، قيامة المسيح (لو24: 1). لو أنهما فهما ”ِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ“ لفرحا وهتفا: «الْفَهْمُ يَنْصُرُكَ» (أم2: 11). ثانيًا: التأخير في مَثَل العذارى العشر (مت25: 1-13)، تأخَّرت الخمس الجاهلات في الحصول على الزيت، وعندما ذهبن إلى الباعة ليبتَعنَ زيتًا، كان الوقت متأخرًا، فلم يجدن الباعة، ولا حصلن على الزيت، وعندما رجعن إلى العرس وجدن الباب مُغلقًا، فضاعت عليهم أفراح العرس. و«الْمُتَأَخِّرُونَ لاَ يَفْرَحُونَ» (جا4: 16). ثالثًا: عدم القداسة على المؤمن أن يتبع القداسة «الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ» (عب12: 14)، ونحن نعلم أن فرحنا مرتبط برؤيتنا للرب، كقول الكتاب: «فَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ» (يو20: 20). فلنحرص على حياة القداسة العملية حتى لا يتعطل فرحنا. إِذْ لاَ أَرَى وَجْهَ الْحَبِيبْ فَالنُّورُ عِنْدِي كَالظَّلاَمْ رابعًا: الكبرياءوَالشَّمْسُ تَبْدُو فِي الْمَغِيبْ مَحْجُوبَةً خَلْفَ الْغَمَامْ في مَثَل الابن الضال، الذي رجع إلى أبيه فقبله، وذبح له العجل المُسمن، وامتلأ البيت من الفرح، نرى أخاه الأكبر المستكبر، خارجًا وبعيدًا عن دائرة الفرح. وعندما خرج إليه أَبُوهُ ودعاه ليدخل ويفرح بعودة أخيه الذي كان مَيِّتًا فعاشَ، وكان ضالاً فَوُجِدَ، رفض في كبرياء وغطرسة، ووقف يُعدِّد فضائله على أبيه، ويُندِّد بأبيه وكأنه رجل ظالم. لقد وقفت كبرياؤه العمياء عائقًا عن وصوله للفرح، أما ”الْوُدَعَاءُ فَيَفْرَحُونَ“ (مز69: 32). خامسًا: السبي (مز137) إن الخطية هي التي تؤدّي بنا إلى السبي الأدبي والروحي، فلنحترص منها ونرفضها في كل صورها، ولنتذكَّر أنه عندما كان الشعب القديم مسبيًا، وجلسوا على أنهار بابل، جفَّت أفراحهم، وعلّقوا أعوادهم، ولم يستطيعوا أن يُرنموا ترنيمة الرب في أرض غريبة. لقد لصقت ألسنتهم، ونسيت أيديهم العزف على الأعواد. ليتنا نتحذر من الخطية! سادسًا: تأخير التوبة لقد دبّر داود بإصرار فعل خطيته المركبة، وسكت عنها طويلاً، فيها فقد فرحه، وغمره الحزن، إذ قال: «أُعَوِّمُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَرِيرِي بِدُمُوعِي. أُذَوِّبُ فِرَاشِي. سَاخَتْ مِنَ الْغَمِّ عَيْنِي». وتَحَوَّلَتْ رُطُوبَتِهِ إِلَى يُبُوسَةِ الْقَيْظِ“ (مز32: 4). لكنه عندما اعترف بخطيته وتاب إلى الرب الذي استجاب له، أمكنه أن يقول: «لِهَذَا يُصَلِّي لَكَ كُلُّ تَقِيٍّ فِي وَقْتٍ يَجِدُكَ فِيهِ. عِنْدَ غَمَارَةِ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ إِيَّاهُ لاَ تُصِيبُ. أَنْتَ سِتْرٌ لِي. مِنَ الضِّيقِ تَحْفَظُنِي. بِتَرَنُّمِ النَّجَاةِ تَكْتَنِفُنِي» (مز32: 5-7). ليتنا عندما نُخطئ نتعلَّم التوبة المُبكرة، فيأتينا الفرح مبكرًا. سابعًا: الغيرة من الأشرار عندما كان آساف خارج مقادس الله، غار من الأشرار فتعَّطل فرحه، وذبلت حياته، وعبَّر عن حزنه فقال: «كُنْتُ مُصَابًا الْيَوْمَ كُلَّهُ، وَتَأَدَّبْتُ كُلَّ صَبَاحٍ ... لأَنَّهُ تَمَرْمَرَ قَلْبِي، وَانْتَخَسْتُ فِي كُلْيَتَيَّ» (مز73: 14، 21). لقد دخل الحزن إلى أعماقه، حتى أدرك أنه في المكان الخطإ، ويُفكر خطأ. ولكنه لما دخل المقادس، رجعت إليه فطنته، فصار يزن الأمور بميزان القدس، وعاد فرحه، وتيقَّن من أنه لا توجد أفراح خارج مقادس الله. أيها الأحباء: ليتنا نصحو ونتعقَّل ونبحث بأمانة ودقة ومحبة لسيدنا، عن الأشياء التي تُعطِّل أفراحنا، ونطرحها بعيدًا كثوبٍ نجسٍ، ونجتهد أن نعيش حياة القداسة ومخافة الرب، فنرى الرب، وبه تفرح قلوبنا، فهو فرحنا الوحيد والكامل والدائم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19088 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أفراحٌ وأحزانٌ. أو رجلان غنيَّان ![]() «رَئِيسٌ ... حَزِنَ، لأَنَّهُ كَانَ غَنِيًّا جِدًّا» (لو18: 23) المال يُعطيه الله للإنسان لبركته وخيره، ولكن كثيرًا ما يجعل منه البشر صنمًا يتعبَّدون في محرابه (مت6: 24). والمال هو أكثر المقتنيات التي لا تُشبع صاحبها؛ إنه يستطيع أن يشتري أي شيء ما عدا الفرح والسعادة وراحة الضمير. إنه، ولا شك، يرفع عن الكاهل بعض الهموم، ويحلّ بعض المشكلات، ولكنه يُجلب معه همومًا أخرى موازية للتي رفعها؛ فالتعب يُرافق عملية الحصول عليه، والقلق يُلازم محاولة الحفاظ عليه، كما أن استخدامه لا يخلو من تجارب، وسوء استعماله يقود إلى الشعور بالذنب، وفي خسارته حزن وأسى، وكيفية إنفاقه واستثماره تصحبها الحيرة. ومحبته أصلٌ لكل الشُّرُورِ (1تي6: 10)، فهي تفجِّر الطمع، والحسد، والأنانية، والتنافس البغيض، والنزاعات والخلافات. والناس في سعيهم المحموم وراء المال يُهملون الأمور الروحية، وتضيع منهم فرصة خلاصهم.«زَكَّا، وَهُوَ رَئِيسٌ لِلْعَشَّارِينَ وَكَانَ غَنِيًّا ... قَبِلَهُ فَرِحًا» (لو19: 1-6) ولكن العجيب أن الناس يهتمون بالمال أكثر بكثير من اهتمامهم بالسماء. صحيح أنهم يرغبون في الوصول إلى السماء بعد الموت، ولكنهم يريدون أن يتمسكوا بهذه الدنيا بقدر إمكانهم ما داموا في الحياة. فهم يتمنون لو أنهم يرثون الحياة الأبدية، دون التفريط في متاع الحياة الدنيا. وفكر كهذا باطل، لأنه من المستحيل الجمع بين السماء والجحيم، المسيح والشيطان، النور والظلمة. وفي أصحاحين متتاليين في إنجيل لوقا نقرأ عن رجلين غنيَّين: رئيسٌ شابٌ غنيٌّ (لو18: 18-27)، ورئيسٌ للعشارين غنيٌّ (لو19: 1-10). وقف المال عثرة قاسية في طريق الرئيس الغنيّ. لقد جاء فرحًا إلى المسيح، ومضى حزينًا «لأَنَّهُ كَانَ غَنِيًّا جِدًّا». فَصَلَت محبة المال بينه وبين المسيح، فظلَّ بعيدًا عن دائرة ملكوت الله. لكننا في لوقا 19 نرى الصورة العكسية لرئيس عشارين غنيّ، يبدو أن كل ماله وثروته لم تحقِّق له البهجة والفرح، حتى التقى بالمسيح «وَقَبِلَهُ فَرِحًا». والرئيس الغنيّ يُعطينا صورة لهذا الفريق من الناس الذين يُريدون أن ينتفعوا بالدين والدنيا في وقت واحد. فقد كان ذلك الرئيس ينظر إلى الدين من الوجهة الناموسية، وفي الوقت نفسه كان مرتبطًا بمحبة المال. كان قلبه يحب العالم، مع وجود مشاعر دينية تُسبب عدم راحة النفس. إنه لم يكن رجلاً فاسدًا يبحث عن الشهوات الجسدية، بل متدينًا، وفي الوقت نفسه يبحث عن المال، ودائم التفكير في ثروته، وأيضًا في مستقبله الأبدي. كان الرجل لا يُدرك عمق تعلقه بالمال، فوضع المسيح أمامه امتحانًا كشف الضعف القاتل فيه: «بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي». ولم يكن عيبه على الأرجح في طريقة تحصيل المال، إذ لا يبدو من القصة أنه لجأ إلى أساليب فاسدة أو شريرة في تحصيله، لكن عيبه القاتل كان في مكانة المال من قلبه. كان عليه أن يُدرك - بالامتحان الذي وضعه المسيح أمامه – أن الله ليس له المكان الأول في قلبه، بل يأتي تاليًا وعلى مسافة بعيدة من المكان الأول الذي يحتله المال! وبناءً على ذلك نطق الرب بتعليم أدبي عظيم «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ! لأَنَّ دُخُولَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ! فَقَالَ الَّذِينَ سَمِعُوا: فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟ فَقَالَ: غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ». أما زكا؛ رئيس العشارين الغني، الذي من أريحا، فهو يبرهن هذا الحق العظيم الذي نطق به الرب «غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ». لم يكن عدم راحة ضمير زكا هو المحرك له، ولكنه كان مُجتذَبًا من الآب إلى الرب يسوع، ولذلك «طَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ مَنْ هُوَ». لم يكن ينظر إلى نفسه بصفته عشارًا غنيًا، بعكس الرئيس الغني الذي لم ينسَ قط أنه غنيٌّ. وزكا في نسيانه لنفسه تمامًا، اخترق الجموع، وتسلق أحد الأشجار، مُستهينًا في ذلك بكل ما تُمليه عليه الكرامة والوقار. كان يُريد فقط أن يرى يسوع. وأعلن له المسيح بشارة الخلاص المُفرحة، رغمًا عن كونه عشارًا، وغنيًا، ومن أريحا. وظهرت نعمة الله العظيمة، أول ما ظهرت، في ذلك التحول العجيب في مشاعر زكا تجاه المال. لقد كان المال معبوده الذي من أجله طُوِّحَ به بعيدًا، لكنه بعدما تقابل مع الرب يسوع، إذ به يذهب إلى النقيض، دون أن يطلب منه الرب شيئًا. لقد ترك نصف أمواله للمساكين، ومن النصف الآخر سدَّد ما كان قد أخذه، بل وعوَّض أربعة أضعاف. فماذا بقيَّ له، وهو يُطوح بالمال بهذا الأسلوب؟! كان له المسيح الكافي لشبع وفرح القلب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19089 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سبب الفرح بالروح القدس ![]() لم يحدث أن كان المنهج الذي يعتمده الروح القدس في إنشاء الفرح في المؤمن هو استخدام المؤثرات النفسية لتتفاعل معها المشاعر الإنسانية، فتنتج في المؤمن مشاعر الفرح. لكن المنهج الذي طالما استخدمه الروح القدس هو مخاطبة روح المؤمن الإنسانية - وهي مركز العقل والإدراك - بكلمة المسيح، التي تستحضر أمجاد المسيح أمام ذهن المؤمن وقلبه (كو3: 16). هذا ما أوضحه يوحنا الرسول عندما تكلَّم عن الفرح الكامل المؤسَّس على الشركة مع الآب ومع ابنه، وأراد أن يشاركه باقي أولاد الله هذا الاختبار (1يو1: 3، 4). وبالطبع لا مجال لشركة المؤمن مع الآب والابن إلا بالروح القدس. فكلّما تجاوب المؤمن مع رغبة الروح القدس، وأخلى ذهنه من الانشغال بذاته، سواء زمنيًا أو حتى روحيًا، وتفكَّر في أمجاد المسيح، كلما تمتع بالفرح الكامل عمليًا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19090 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قوة الفرح بالروح القدس ![]() عندما قال الرب مثل الزارع، كان يتكلَّم عن مسؤولية الإنسان في التجاوب مع كلمة الله، فقال عن المزروع على الأماكن المحجرة: «هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَحَالاً يَقْبَلُهَا بِفَرَحٍ، وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي ذَاتِهِ، بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ. فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ فَحَالاً يَعْثُرُ» (مت13: 20، 21). إن الإنسان الذي يفرح بكلمة الله دون أن يكون مولودًا منها، لن يستمر فرحه بها، خاصةً إذا حدث ضيق أو اضطهاد بسبب كلمة الله. يا لتعاسة الإنسان الطبيعي! فهو يريد أن يفرح بكلمة الله ويظل في توافق مع العالم، وهيهات أن يحدث ذلك. لكننا بحسب رسالة تسالونيكي، نجد أن المؤمنين قبلوا الكلمة «فِي ضِيقٍ كَثِيرٍ، بِفَرَحِ الرُّوحِ الْقُدُسِ» (1تس1: 4-7)؛ فالذي اجتذبهم لابنه يستطيع أن يحفظهم بالروح القدس مرفوعي الرأس، وفرحين بالرغم من الاضطهاد. هذه هي إمكانيات روح الله الساكن فينا، فهو قد ربطنا بالسماء، فجعل ما يحدث على الأرض لا يصلح أن يكون سببًا لأفراحنا، حتى لو كان في صالحنا، ولا يصلح أن يكون سببًا لأحزاننا، حتى لو لم يكن في صالحنا. هذا أيضًا ما نقرأه عن حالة التلاميذ في أنطاكية بيسيدية؛ فبرغم وقوع الاضطهاد عليهم «كَانُوا يَمْتَلِئُونَ مِنَ الْفَرَحِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ» (أع13: 48-52). |
||||