منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم يوم أمس, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 189791 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,960

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لماذا يربط السفران (الاخبار) التاريخ بالعبادة الليتورجية؟

إننا نرتبط بالتاريخ الذي يرجع بنا إلى الإنسان الأول "آدم"، ويعبر بنا خلال الأجيال، لا لشيءٍ إلا لأننا نرى ربَّنا يسوع المسيح ضابط الكل يرفعنا خلال التاريخ إلى ما فوق الزمن، وذلك خلال الحياة التعبدية الحقيقية.
عندما تحدث الرسول بولس عن رجال الإيمان عبر التاريخ (عب 11). قال: "لكنكم لم تأتوا إلى جبلٍ ملموسٍ مُضطرِب بالنار، وإلى ضبابٍ وظلامٍ وزوبعةٍ... بل قد أتيتم إلى جبل صهيون، وإلى مدينة الله الحيِّ أورشليم السماوية، وإلى ربوات هم محفل ملائكة، وكنيسة أبكارٍ، مكتوبين في السماوات" (عب 12: 18-23).
كل رجال الإيمان المُخلِصين والأمناء متى عبدوا الرب يرتبطون بالعبادة السماوية. وكما جاء في سفر الرؤيا: "وجاء ملاك آخر، لكي يُقَدِّمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي أمام العرش، فصعد دُخَان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله. ثم أخذ الملاك المبخرة وملأها من نار المذبح، وألقاها إلى الأرض، فحدثت أصوات ورعود وبروق وزلزلة" (رؤ 8: 3-5).


 
قديم يوم أمس, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 189792 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,960

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بين شخصية شاول وشخصية داود

أشار السفر إلى شخصية شاول كأول ملك لإسرائيل. بدأ بنجاحٍ وبروح التواضع، لكن إذ نال نصرات فائقة سقط في الكبرياء، وحسد الشاب الناجح التقي والشجاع داود، وأراد الخلاص منه بأي ثمنٍ، ولو على حساب الأمة كلها. فكان مثلاً خطيرًا لما يجب ألا يكون على المؤمن، خاصة القائد أو من في مركزٍ قياديٍ.
أما داود، فبدأ صغيرًا بروح التقوى، له أخطاء خطيرة، ربما تبدو أخطر من تلك التي سقط فيها شاول، لكن الفارق بين الشخصيتين هو:
1. كان مركز تفكير شاول نجاحه الزمني ونصراته على الأعداء وتجميع رجال البأس حوله من أجل تكوين شعبية له ليس إلا. أما داود فكان مركز تفكيره الله نفسه كقائدٍ لحياته، وقائدٍ للشعب كله. ما يشغله أن يكون في حضرة الله، يُسَبِّحه ويُمَجِّده ويشكره نهارًا وليلاً.
2. مع كل سقوطٍ في خطية أو خطأ، كان ما يشغل فكر شاول التغطية على الخطأ أمام الشعب، حتى لا يفقد شعبيته، فكان علاج الخطأ أشر من الخطأ نفسه وأسوأ. أما بالنسبة لداود، فكان مع كل خطأ، يُعَوِّم كل ليلة سريره بدموعه. وكان مع كل تأديب استجابته "ما يحسن في عيني الله يفعله". لهذا مع خطورة خطاياه، كان يقوم ولا يستسلم للسقوط. إنه القدِّيس المثالي، ليس بأنه لا يخطئ، وإنما مع كل خطأ يرتكبه يختبر رحمة الله حتى في تأديبات الرب له مهما بدت قاسية.
3. كان شاول يبحث عن قادة جبابرة بأس، لا لحساب مجد الله وملكوت السماوات، بل لحساب مجده الذاتي. أما بالنسبة لداود، إذ كان الله هو غاية حياته كلها، فكان جذَّابًا لجبابرة البأس، حتى الذين كانوا من نسل شاول أو سبطه أو رجاله. فكانوا بكل مسرةٍ وبإرادتهم الحُرَّة يتركون شاول ويلتصقون بداود.
4. كانت العبادة بالنسبة لشاول شكليات، يُتَمِّمها حتى وإن اغتصب عمل الكهنوت، أما بالنسبة لداود فحتى في معاركه وعلاقاته مع الأمم ما يشغله هو سُكْنَى الله وسط شعبه.
5. لم يكن يشغل قلب شاول وحدة إسرائيل، فليس لديه ما يمنعه من أن يُكَرِّسَ كل طاقاته وطاقات القيادات العسكرية لقتل داود ومن هو حوله. أما داود فلم يمد يده على شاول وبنيه. وبروح الحب والوحدة، جمع شمل إسرائيل كله ليس حوله، بل حول الله العامل فيه.
6. في أحاديث داود الأخيرة، لم يتحدَّث عن نصراته وأعماله البطولية، بل كان يحث كل القيادة والشعب على المساهمة في بناء بيت الرب الذي لم يسمح له الله بالقيام به، بل وعده أن يتحقق على يدي سليمان ابنه. هذه الروح لم توجد قط في فكر شاول وقلبه وخطته!

 
قديم يوم أمس, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 189793 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,960

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هل سفر أخبار الأيام الأول كتاب دفاعي عن الملك داود؟

مع اهتمام السفريْن بداود الملك ونسله الملوكي، كما لو كان الموضوع الرئيسي للسفريْن، غير أن السفرين ليسا سفرين دفاعيين عن العرش الملوكي الداودي. إنهما يُقَدِّمان داود الملك من الجانب التعبدي أكثر منه الملكي، وكأن دوره الرئيسي هو خدمة الهيكل الذي كان يشتهي أن يبنيه بنفسه أكثر من خدمته للقصر الملكي. اهتمام السفر بالملك داود ونسله إنما هو اهتمام بقُدْسية شعب الله، كشعب مُتعَبِّد له.
 
قديم يوم أمس, 05:24 PM   رقم المشاركة : ( 189794 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,960

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لماذا سمح الله بالانقسام وبالسبي؟

يتساءل البعض:
لماذا سمح الله بانقسام المملكة إلى مملكتين، شمالية وجنوبية، وفقد كرسي داود عشرة أسباط؟ لماذا يسمح أحيانًا ببعض الملوك الأشرار أن تمتد حياتهم إلى فترة طويلة، وبالتالي جلوسهم على العرش؟ لماذا سمح الله بسبي أشور لمملكة الشمال، وبابل لمملكة الجنوب؟
  1. لماذا سمح الله بتدمير هيكل سليمان ومدينته أورشليم؟
هذه التساؤلات وما على شاكلتها تثور في أفكار الكثيرين، وقد أجاب أخبار الأيام عليها بطريقة غير مباشرة، إذ نلاحظ الآتي:
أ. الله لا يريد أن يُحَرِّك البشرية كقطع الشطرنج، إنما وهب الإنسان حرية الإرادة، وهي هبة إلهية عظمى. فلا يُلزِم الأشرار على السلوك قسرًا بما يليق بهم كخليقة الله.
ب. إذ فسد الشعب، سمح الله بالانقسام لكي يذوق كل من المملكتين مرارة الشر والانقسام والبغضة، لعلَّهم يرجعون إليه.
ج. في وسط هذا الانقسام ساد الشر مملكة الشمال في كل عصور ملوكها، كما ساد الشر من وقتٍ إلى آخرٍ في مملكة الجنوب. غير أن لله بقية باقية مُقدَّسة اختارت الالتصاق بالرب، فنسمع عند ذهاب اللاويين والكهنة الذين كانوا في وسط أسباط مملكة الشمال إلى أورشليم وذهب معهم الأتقياء من بعض الأسباط إلى مملكة يهوذا. في نفس الوقت نعمته لا تتوقَّف عن العمل، لمن يطلبها ويتجاوب معها. فقد قال النبي لآسا الملك: "لأن عيني الرب تجولان في كل الأرض، ليتشدد مع الذين قبولهم كاملة من نحوه" (2 أي 16: 9). وقال نبي آخر ليهوشافاط: "وُجِدَ فيك أمور صالحة، لأنك نزعت السواري من الأرض، وهيّأت قلبك لطلب الرب" (2 أي 19: 3)، وقيل عن ملوك يهوذا الصالحين إنهم عملوا المستقيم في عينيّ الرب (2 أي 29: 2؛ 34: 2).
د. إن كان الخطأ المُشترَك من يربعام ورحبعام أدَّى إلى انقسام المملكة، وسلك الشعب في الشر، فقد انتهت المملكتان بالسبي، وهناك ليس لمملكة أن تفتخر على الأخرى، إذ فقدت المملكتان هويّتهما، ليعودا مملكة واحدة مع الأمم بمجيء ابن داود الذي يُحَرِّر الكل من الخطايا والفساد.
هـ. لم يترك الله المملكتين بلا رعاية، إذ كان في كل العصور في المملكتين يُقِيم أنبياء ينادون بالتوبة والرجوع إليه


 
قديم يوم أمس, 06:21 PM   رقم المشاركة : ( 189795 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,960

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


سبط يهوذا


في الأصحاح الأول قدَّم الكاتب ابني إسحق: عيسو وإسرائيل (1 أخ 1: 34). وفي اختصار شديد قدَّم أنسال عيسو (1 أخ 1: 35-54). هنا يبدأ بنسل إسرائيل، فيشير إلى الاثني عشر ابنًا، ليتتبع أنسالهم. ويلاحظ في عرضه لها الآتي:
1. تجاهل أنسال سبطيّ دان وزبولون.
2. لم يبدأ بسبط رأوبين البكر جسديًا، إذ فقد باكوريته، لأنه دنس مضجع أبيه (تك 35: 22؛ 49: 4). بهذا فقد امتيازين، الأول أن يكون المُتقدِّم على إخوته، والثاني أن ينال نصيبيْن من الميراث. صار سبط يهوذا هو المُتقدِّم في البركة، ونال يوسف النصيبين، نصيب لابنه أفرايم والآخر لمنسى.
3. ركّز بشكلٍ واضحٍ على نسب يهوذا المُتقدِّم في البركة، بكونه يُمَثِّل الخط الملوكي المختار من قِبَل الله. ومنه يخرج داود بن يسّى، ويأتي ملك الملوك، كلمة الله متجسدًا من نسله.
4. احتل سبط يهوذا مكانًا أكثر من بقية الأسباط (1 أخ 2: 3-4: 23)، كما خُصِّصت تسعة عشر أصحاحًا عن داود (1 أخ 10-29) الذي من سبط يهوذا، وتخصص أخبار الأيام الثاني كله في بيت داود يبدأ بسليمان ابنه (1 أخ 1-9)، ويبلغ إلى سبي مملكة يهوذا البابلي ثم العودة من السبي (1 أخ 10- 36)، حيث ضمّت مملكة يهوذا سبطيّ يهوذا وبنيامين ومعهما الأتقياء الذين تركوا مملكة الشمال (إسرائيل)، وانضموا إلى مملكة الجنوب، كما ترك اللاويون مملكة الشمال أو طُرِدوا منها، وانضموا إلى مملكة يهوذا. كانت يهوذا هي السبط البارز بين الأسباط (عز 4:4، 6)، ومنه دُعِي الإسرائيليون "يهودًا"، مشتقة من "يهوذا".
يهوذا له نسلان أحدهما من كالب، وهو غير كالب الوارد في عد 13؛ وداود (1 أخ 3: 1-24).

ملاحظات متناثرة

جاء في وسط سلسلة الأنساب ملاحظات متناثرة هادفة، من بينها معاملات الله مع ثلاثة أشخاص، شخصين شريرين وشخص تقي:
الشخص الشرير الأول هو عير: "وكان عير بكر يهوذا شريرًا في عيني الرب، فأماته" (1 أخ 2: 3).
الشخص الشرير الثاني هو عخار أو عاخان: "وابن كرمي عخار مُكدِّر إسرائيل، الذي خان في الحرام" (1 أخ 2: 7).
أما الشخص التقي فهو يعبيص: "وكان يعبيص أشرف من إخوته، وسمَّته أمه يعبيص قائلةً: لأني ولدتُه بحزنٍ" (1 أخ 4: 9).
سنعود بمشيئة الله إلى هذه الملاحظات في موضعها.




1. أبناء يعقوب (إسرائيل)

هَؤُلاَءِ بَنُو إِسْرَائِيلَ:
رَأُوبَيْنُ، شَمْعُونُ، لاَوِي وَيَهُوذَا، يَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ، [1]
دَانُ، يُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ، نَفْتَالِي، جَادُ وَأَشِيرُ. [2]

يبدأ بأسماء بني يعقوب، الذي دعاه الله إسرائيل، ولكنها ليست بالترتيب حسب تاريخ الميلاد.
ورد بنو يعقوب والاثنا عشر سبطًا أكثر من 20 مرة في الكتاب المقدس، وفي كل مرةٍ بترتيبٍ متباين حسب الهدف من ذكر الأسباط. وقد وردت في أخبار الأيام الأول ثلاث مرات (1 أخ 2: 1-2؛ 2: 3-8: 34؛ 12: 23-27). وإنني أود كتابة مُلحَق خاص بترتيب أسماء هذه الأسباط في أهم المواقع الواردة في الكتاب المقدس.
لم يُشِرْ السفر هنا إلى أي حدث في حياة يعقوب، إنما ما شغله أن يُسَجِّلَ اسمه حسبما وهبه الله "إسرائيل"، إذ يشير هذا الاسم إلى ارتباط الاثني عشر سبطًا به.
وسط الضيق وضع يعقوب رأسه على حجرٍ، واضطجع في الطريق، ليرى السماوات مفتوحة، وسلمًا سماويًا منصوبًا على الأرض رأسه يمسُّ السماء (تك 28: 12-15). في هذا الموقع نال يعقوب وعدًا إلهيًا له ولنسله: "يتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض... لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به" (تك 28: 14-15). ما هو سرُّ البركة التي فيه والتي في نسله، سوى أن في صُلْبِه يهوذا الذي ينجب داود، ومن نسله يتجسد كلمة الله الذي يبارك جميع قبائل الأرض بصليبه وقوة قيامته؟!
v الحجر الذي تحت رأسه هو المسيح، إذ لم يكن له من قبل حجر تحت رأسه، إنما صار له في ذلك الوقت الذي هرب فيه من مضطهده. عندما كان في بيت أبيه مستريحًا حسب الجسد لم ينعم بحجرٍ تحت رأسه. لقد ترك بيته كفقيرٍ وصار كوحيدٍ، ليس لديه سوى عصا، فوجد في نفس الليلة حجرًا يضعه تحت رأسه. وإذ صارت له وسادة من هذا النوع استراحت رأسه خلال الرؤيا التي شاهدها.
القديس جيروم
تحدث فيما بعد عن سلالة الأسباط الاثني عشر في الأصحاحات التالية، ويبدو أن الكاتب يسرع بأقصى ما يمكن إلى انبثاق مملكة داود التي تشغل السفرين، حيث يود الحديث عن بيت داود الجالس على الكرسي، ليَعْبُرَ بفكرنا نحو ابن داود ملك الملوك.
ويُلاحَظ في ذكر أبناء يعقوب (إسرائيل) إنها لم تُذكَر بالترتيب، إنما بدأ بأولاد ليئة ثم ابنيّ راحيل (يوسف وبنيامين) بين دان ونفتالي ابني بلهة، وفي النهاية أولاد زلفة جارية ليئة جاد وأشير.
نلاحظ في الأنساب أنه اهتم بأنساب سبطي يهوذا ولاوي، السبط الملوكي والسبط الكهنوتي. احتلت أنساب يهوذا 102 آية، ولاوي 81 آية، بينما احتلت أنساب كل بقية الأسباط معًا 126 آية.
أراد تأكيد التزام التعاون بين الأسباط مع التبايُن بينها، كل سبط يُكَمِّل بقية الأسباط ويحتاج إليها، وهي تحتاج إليه ولا تستغني عنه، خاصة بين السبط الملوكي والسبط الكهنوتي.
سنرى ذلك بصورة عملية وواضحة، حين تلتقي كل الأسباط معًا في حبرون حول داود ليُملِّكوه عليهم جميعًا. يُقِم كل سبط ما لديه من قدراتٍ ومواهبٍ، لا بروح المنافسة أو الغيرة أو الافتخار أو التعالي، إنما كما قيل: "أتوا بقلبٍ تامٍ إلى حبرون ليُملِّكوا داود على كل إسرائيل... بقلبٍ واحدٍ... لأنه كان فرح في إسرائيل" (1 أي 12: 38-40).
أذكر على سبيل المثال ما امتاز به بعض الأسباط:
ا. سبط يهوذا، المُتقدِّم والملوكي.
ب. سبط لاوي، لا غِنَى عنه، حيث منه جاء الكهنة بنو قهات، واللاويون بتنوع أدوارهم في الخدمة والحراسة والتسبيح.
ج. سبط بنيامين، الذين رافقوا يهوذا أينما وجدوا، وكانوا المُتقدِّمين على غيرهم في اختيار داود ملكًا، مع أنهم إخوة شاول المقاوم والحاسد لداود.
د. يوسف، صاحب النصيبين، الوحيد الذي صار سبطين: أفرايم ومنسّى.
سنعود بمشيئة الله للحديث عن كل الأسباط خاصة يهوذا ولاوي. غير أننا هنا نود تأكيد أن بني يعقوب أو إسرائيل... قد وجدوا في داود الملك القائد، الذي يضم الكل معًا، للعمل لمجد الله!
يحمل بنو يعقوب أو إسرائيل رموزًا، خاصة يوسف الذي كان محبوبًا جدًا لدى أبيه. أكتفي هنا باقتباس القليل من أقوال الآباء عنه كرمز للسيد المسيح:
v أحبَّ يعقوب ابنه، لأن الآب يحب ابنه الوحيد الجنس، إذ يقول: "هذا هو ابني الحبيب" (مت 3: 17).
الأب قيصريوس أسقف Arles
v كان يوسف مُضطَهدًا، وكان إخوته هم المضطهِدِين. يوسف تمجَّد، ومضطِهدوه سجدوا له، فتحققتِ أحلامه ورؤياه.
كان يوسف المُضطَهد رمزًا ليسوع المُضطَهد.
يوسف ألبسه والده قميصًا بألوان كثيرة، ويسوع ألبسه أبوه جسدًا من البتول.
يوسف أحبه أبوه أكثر من إخوته، ويسوع هو العزيز المحبوب لدى أبيه.
رأى يوسف رؤى وحلم أحلامًا، وتحققت الرؤى والأنبياء في يسوع.
كان يوسف راعيًا مع إخوته، ويسوع هو رئيس الرعاة.
عندما أرسله أبوه ليفتقد إخوته، رأوا يوسف قادمًا، وخطَّطوا لقتله، وعندما أرسل الآب يسوع ليفتقد إخوته، قالوا: "هذا هو الوارث، هلم نقتله" (مت 21: 38).
ألقى إخوة يوسف أخاهم في الجُبِّ، ويسوع أنزله إخوته ليسكن بين الموتى.
يوسف صعد من الجب، ويسوع قام من بين الأموات.
يوسف بعد أن قام من الجُبِّ، صار له سلطان على إخوته، ويسوع بعد أن سكن بين الأموات، أعطاه أبوه اسمًا عظيمًا مُمَجَّدًا (في 2: 9) ليخدمه إخوته ويخضع أعداؤه تحت قدميه.
يوسف بعد أن عرفه إخوته، خجلوا وخافوا واندهشوا أمام عظمته، وعندما يأتي يسوع في آخر الزمان، ويعلن عظمته سيخجل إخوته ويخافون ويرتعبون أمامه لأنهم صلبوه.
علاوة على هذا، فإن يوسف بيع إلى مصر بُناءً على مشورة يهوذا، ويسوع سُلِّم لليهود بيدي يهوذا الإسخريوطي.
عندما باعوا يوسف، لم يجب إخوته بكلمةٍ، ويسوع أيضًا لم ينطق ولا أجاب على القضاة الذين حاكموه.
يوسف سلَّمه سيده للسجن ظلمًا، ويسوع أدانه أبناء شعبه ظلمًا.
سَلَّمَ يوسف ثوبيه، واحد في أيدي إخوته، والآخر في يد زوجة سيده، ويسوع سَلَّمَ ثيابه، وقُسِّمَتْ بين الجند.
يوسف إذ كان في الثلاثين من عمره، وقف أمام فرعون، وصار سيدًا لمصر، ويسوع إذ بلغ الثلاثين جاء إلى الأردن ليعتمد وقبل الروح وخرج يكرز.
يوسف عال مصر بالخبز، ويسوع عال العالم كله بخبز الحياة.
يوسف أخذ ابنة الكاهن الشرير النجس زوجةً له، ويسوع خطب لنفسه الكنيسة من الأمم النجسين.
مات يوسف ودُفِنَ في مصر، ومات يسوع ودُفِنَ في أورشليم.
عظام يوسف أصعدها إخوته من مصر، ويسوع أقامه أبوه من مسكن الموت ولبس جسده، وارتفع به إلى السماء في غير فسادٍ.
القدِّيس أفراهاط الحكيم الفارسي

2. من يهوذا إلى داود

3 بَنُو يَهُوذَا: عَيْرُ وَأُونَانُ وَشَيْلَةُ. وُلِدَ الثَّلاَثَةُ مِنْ بِنْتِ شُوعَ الْكَنْعَانِيَّةِ. وَكَانَ عَيْرُ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيرًا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَأَمَاتَهُ. 4 وَثَامَارُ كَنَّتُهُ وَلَدَتْ لَهُ فَارَصَ وَزَارَحَ. كُلُّ بَنِي يَهُوذَا خَمْسَةٌ. 5 اِبْنَا فَارَصَ: حَصْرُونُ وَحَامُولُ. 6 وَبَنُو زَارَحَ: زِمْرِي وَأَيْثَانُ وَهَيْمَانُ وَكَلْكُولُ وَدَارَعُ. الْجَمِيعُ خَمْسَةٌ. 7 وَابْنُ كَرْمِي عَخَارُ مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي خَانَ فِي الْحَرَامِ. 8 وَابْنُ أَيْثَانَ: عَزَرْيَا. 9 وَبَنُو حَصْرُونَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ: يَرْحَمْئِيلُ وَرَامُ وَكَلُوبَايُ. 10 وَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ، وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ رَئِيسَ بَنِي يَهُوذَا، 11 وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُوَ، وَسَلْمُو وَلَدَ بُوعَزَ، 12 وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ، وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى، 13 وَيَسَّى وَلَدَ: بِكْرَهُ أَلِيآبَ، وَأَبِينَادَابَ الثَّانِي، وَشِمْعَى الثَّالِثَ، 14 وَنَثْنِئِيلَ الرَّابعَ، وَرَدَّايَ الْخَامِسَ، 15 وَأُوصَمَ السَّادِسَ، وَدَاوُدَ السَّابعَ. 16 وَأُخْتَاهُمْ صَرُويَةُ وَأَبِيجَايِلُ. وَبَنُو صَرُويَةَ: أَبْشَايُ وَيُوآبُ وَعَسَائِيلُ، ثَلاَثَةٌ. 17 وَأَبِيجَايِلُ وَلَدَتْ عَمَاسَا، وَأَبُو عَمَاسَا يَثْرُ الإِسْمَاعِيلِيُّ.

بَنُو يَهُوذَا: عَيْرُ وَأُونَانُ وَشَيْلَةُ.
وُلِدَ الثَّلاَثَةُ مِنْ بِنْتِ شُوعَ الْكَنْعَانِيَّةِ.
وَكَانَ عَيْرُ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيرًا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَأَمَاتَهُ. [3]
تمركز سفر أخبار الأيام الأول حول سبط يهوذا بالرغم من أن يهوذا هو الابن الرابع ليعقوب، ليسرع بالمؤمن إلى اللقاء مع داود النبي، ويتعرَّف في أخبار الأيام الثاني على بيت داود، خاصة الملوك سواء سليمان قبل الانقسام أو ابنه رحبعام وكل ملوك يهوذا بعد الانقسام حتى السقوط تحت السبي البابلي والرجوع إلى أورشليم. غاية هذين السفرين دخول كل نفسٍ إلى التمتُّع بابن داود، الكلمة المتجسد، الذي يُقِيم مملكته في قلب المؤمن الحقيقي.
كان يهوذا هو المُتقدِّم على إخوته، لأن منه يخرج المسيا، إذ باركه أبوه، قائلاً: "لا يزول قضيب من يهوذا ومُشترِع من بين رجليه، حتى يأتي شيلون، وله يكون خضوع شعوبٍ" (تك 49: 10).
مع هذا كله يكشف الكاتب عن يهوذا الذي احتل مركز البكورية، فيصير سبطه السبط الملكي القائد لإسرائيل، فقد ذكر الكتاب المقدس ضعفات يهوذا، منها الآتي:
أ. تزوج فتاة كنعانية "بنت شوع" (تك 38: 1-3). لم يخفِ الكتاب المقدس هذه الحقيقة، بل كرَّرها في (1 أي 2: 3)، ليؤكد أن اختيار يهوذا كسبط ملكي يتجسد كلمة الله من نسله لا يقوم على برٍّ بشريٍ، ولا استحقاقٍ ذاتيٍ، إنما خلال نعمة الله العجيبة، حوَّل هذا التصرُّف الخاطئ للخير. فبزواجه بالكنعانية فتح باب الرجاء أمام الأمم مُعلِنًا أن الخلاص مُقَدَّم للجميع، لليهودي كما للأممي.
بنت شوع: كلمة "شوع" اسم سامي، معناه "غنى"، وهو رجل كنعاني. ربما تزوجها يهوذا لأجل غنى والدها أو لجمالها. لكن الله بنعمته أعطاه أن يتجسد من نسله خالق السماء والأرض، مصدر الغنى الحقيقي والجمال.
ب. أنجبت ابنة شوع ليهوذا أولاده الثلاثة: عير وأونان وشيلة. قيل عن ابنه البكر: "وكان عير بكر يهوذا شرّيرًا في عيني الربّ، فأماته". عير اسم عبري، معناه "حذّر". لم يذكر سفر التكوين ولا سفر أخبار الأيام الأول عن عير ما هي خطيته، إنما اكتفى بالقول إن الله سمح بموته مبكرًا، لأنه كان شريرًا في عينيّ الرب. غالبًا ما سمح الله بقتله في كنعان في سنٍ مبكرٍ لكثرة شروره. هذا هو بكر يهوذا من الكنعانية!
لقد غطَّى التاريخ على شرِّ عير، لكن إذ أصرَّ عليه عير، ولم يُقدِّم عنه توبة بقي منقوشًا، يُعلَن في يوم الرب العظيم. هكذا يليق بنا ألا نهتم أن نتستَّر على شرورنا، بل أن نغسلها بدم الحَمَلِ خلال التوبة الصادقة، والرجوع إلى حضن الله المفتوح لكل إنسانٍ مهما بلغ شرّه.
ج. إذ مات عير دون أن يكون له ابن، تزوج أخوه أونان ثامار أرملة أخيه لينجب ابنًا يُنسب لأخيه الميت، فمات أونان دون أن ينجب. خشي يهوذا على ابنه الثالث شيلة أن يتزوجها فيموت (تك 38: 6-11). لجأت ثامار إلى حيلة لتنجب ابنًا، فخلعت عنها ثياب ترملها، وتغطَّت ببرقع وتخفت، فظنها يهوذا زانية، وطلب أن يدخل عليها. وحين حملت أمر بحرقها، فكشفت له أن مَنْ ببطنها منه. دخل يهوذا عليها حاسبًا إنها زانية، ولم يخجل أن يسأل عن الزانية بين كثيرين، وحين اكتشف أن ثامار حبلى طلب حرقها! اعترف يهوذا هذا بأن ثامار امرأة ابنه عير الشرير أبرَّ منه.
هذا هو يهوذا الذي صار فيما بعد سبطه السبط الملوكي. اختيار الرب أن يتأنس من هذا السبط الذي على رأسه يهوذا، ويصير في نسبه ثامار أرملة عير الشرير يؤكد لنا مجيئه من أجل الخطاة وكل الأمم، فيفتح أبواب السماء أمام كل إنسان يلتصق به، مهما كان ماضيه أو نسبه أو جنسيته، إنه مُحِبٌ لكل البشرية.
بالرغم من أن رأوبين هو الابن البكر ليعقوب، إلا أن سلسلة الأنساب هنا بدأت بيهوذا مع أنه رابع أبناء يعقوب، وذلك لأن سبط يهوذا تميَّز بأنه السبط الملوكي، وجاء السيد المسيح، الكلمة المتجسد من نسله (تك 38: 2-10، 13-30). تخرج فيه داود الملك، ومنه القديسة مريم التي تجسد في أحشائها ملك الملوك.
إن كان سبط يهوذا قد احتل مركز الصدارة، غير أن الرب أمات بكر يهوذا "عير"، لأنه كان شريرًا في عينيّ الرب.
خطية رأوبين البشعة، والتي لم يذكر الكتاب عنه أنه قدم عنها توبة كلفته الكثير:
1. فقدان امتيازاته كبكرٍ.
2. فقدان إمكانية أن يأتي المسيَّا من نسله.
3. فقدان حياته.
صار اسمه وصمة عارٍ في سِجِلِّ عشيرته. يقول المرتل: "لأن عاملي الشر يُقطعون، والذين ينتظرون الرب هم يرثون الأرض" (مز 37: 9).
v هؤلاء (الأشرار) ألسنتهم حسب شهادة المُرَتِّل سيف ماض، وأسنانهم أسنّة وسهام (مز 57: 4). ولكن الأمر العجيب أنهم بينما يهاجمون الآخرين لا يضرونهم، إنما يتمزَّقون هم أنفسهم بألسنّتهم، لأنهم يحملون في داخلهم الغضب والحنق والحسد والخداع والكراهية والمرارة...
وبالرغم من أنهم يعجزون عن أن يضروا الغير، إذ بها ترتد على أنفسهم هم أولاً وضدهم، وذلك كما يُصلِّي المرتل، قائلاً: "سيفهم يدخل في قلبهم" [15]. وهناك أيضًا عن مثل هذا "الشرير... بحبال خطيته يُمسَك" (أم 5: 22).
البابا أثناسيوس الرسولي
بقي لنا تساؤل: لماذا اختار الله سبط يهوذا ليكون السبط الملوكي بالرغم من الأخطاء السابق ذكرها؟
يبدو لي أن داود الذي من نسل يهوذا اختير ليأتي من نسله كلمة الله المتجسد، للأسباب التالية:
1. من أجل نقاوة قلبه، فقد شهد الله نفسه عنه أنه حسب قلب الله(أع 13: 22).
2. لأنه سما إلى وصية العهد الجديد وهو بعد في ظِلِّ الناموس، فأحبَّ شاول الذي حمل عداوة مُرَّة من نحوه، وحاول بكل قدراته وإمكانياته أن يقتله.
3. لم ينشغل باستلام العرش بالرغم من وعد الله له به وهو بعد صبي صغير، بل ما كان يشغله الملكوت السماوي.
4. كان رجل التسبيح الأول حتى في وسط ضيقاته.
5. لأنه في مواقف كثيرة كان رمزًا للسيد المسيح كما سنرى في مُلحَق الأصحاح العاشر.
6. مع كل سقوط في خطية كان يُعَوِّم كل ليلة سريره بدموعه.
7. كرَّس غيرته وطاقاته لإعداد المواد والتنظيمات لبناء بيت الرب بالرغم من رفض الرب طلبه أن يبنيه، ووهبه أن يقوم ابنه بهذه المهمة.
فمن أجل داود الذي كان في صُلْبِ جده يهوذا اختير هذا السبط ليكون له هذا الامتياز. إن كان لسبط يهوذا أخطاؤه، وأيضًا لداود نفسه، فإن هذا لم يحرم داود من شهادة الله نفسه عنه. لهذا لا نعجب إن قيل عن السيد المسيح إنه ابن داود، بالرغم من أخطائه، بل وصار هذا لقبه حتى يومنا هذا، ولم يحمل السيد لقب ابن يهوذا أو ابن إبراهيم.
يا للعجب لمحبة الله، فإن بركة نقاوة قلب داود ودموع توبته الصادقة، كان لها فاعليتها على أجداده حتى يهوذا بن يعقوب وسبطه، وامتدت إلى نسله كما سنرى في دراستنا لأخبار الأيام الثاني!
v يندهش البعض لأن متَّى استحسن أن يذكر ضمن نسب السيد المسيح اسم "ثامار" هذه التي تبدو كزانية، وراعوث، وتلك التي كانت لأوريا وتزوجها داود بعدما قتل زوجها، ولم يذكر أسماء النسوة القدِّيسات أمثال سارة ورفقة وراحيل...
فإذ كان متَّى يُعلِن عن الرب المولود بالجسد، الذي صار خطية لأجل الجميع، والذي تعرَّض للإهانات والصلب، فقد اعتقد أنه لا يليق أن يظهره أنه يدفع عن نفسه الإهانة بأن يكون من بين أجداده خطاة...
هكذا أيضًا لا تخجل الكنيسة أن تُختَار من بين الخطاة!
القديس أمبروسيوس
أونان: ابن يهوذا الثاني (1 أي 2: 3).
شيلة: اسم عبراني، معناه "طلب"، وكان ثالث أولاد يهوذا (1 أي 2: 3).
وَثَامَارُ كَنَّتُهُ وَلَدَتْ لَهُ فَارَصَ وَزَارَحَ.
كُلُّ بَنِي يَهُوذَا خَمْسَةٌ. [4]
ثامار[5]: سبق لنا الحديث عنها في التعليق على الآية السابقة، ورأينا أنها إذ كانت تشتهي ككل سيدةٍ عبرانيةٍ أن تنجب ابنًا، حتى وإن كان من حماها، لأنها اشتهت أن يأتي من نسلها المسيا المُخَلِّص، وحقَّق لها الله طلبها.
لقد قبلت أن تُعَرِّض حياتها للخطر، فخلعت ثياب ترملها، وارتدت برقعًا على وجهها، ولم تخجل من أن تظهر كزانيةٍ، ليس من أجل شهوة الجسد، إنما من أجل الإنجاب. فقد التصقت بحميها، وهو رجل قد كبر في السن... وتظهر طهارتها أنها إذ كشفت الأمر، لم تطلب بعد الزواج بأخي رجلها، إنما عاشت مع حميها، وقد قيل: "لم يعد يعرفها أيضًا" (تك 38: 26).
من أجل إيمانها اشتهت أن تنجب، أما يهوذا ففي كبر سنه ارتكب الزنا... لذا يقول: "هي أبرّ مني" (تك 38: 26). وقد صارت ثامار مثلاً حيًا يمنعنا من الإدانة مهما كانت علامات الخطية تبدو واضحة وملموسة.
وقد علَّق القديس أمبروسيوس كثيرًا على هذه العبارة "هي أبرّ مني" في حديثه عن التوبة، سائلاً كل إنسانٍ – حتى الأسقف – ألا يدين أحدًا، بل يترفق ويحنو على الخطاة، فمن كلماته:
v يا رب هب لي أن تكون سقطات كل إنسان أمامي، حتى أحتملها معه، ولا أنتهره في كبرياء، بل أحزن وأبكي، ففي بكائي من أجل الآخرين أبكي على نفسي، قائلاً: "هي أبرّ مني".
لنفرض أن فتاة قد سقطت، إذ خدعتها وجرفتها ظروف مثيرة للخطايا، حسنًا! ونحن الأكبر سنًا قد نسقط أيضًا! نحن أيضًا فينا ناموس الجسد يحارب ناموس أذهاننا، ويجعلنا أسرى للخطية، حتى أننا نفعل ما لا نريده (رو 7: 23). قد يكون صباها عذرًا لها، لكن ما هو عذري أنا؟! إنه يجب عليها أن تتعلَّم، أما أنا فيلزمني أن أعلم أنها "هي أبرّ مني"...
ليتنا إذن لا نخجل من أن نعترف بأن خطأنا أبشع من خطأ مَنْ نرى أنه مستوجب الانتهار، لأن هذا هو ما صنعه يهوذا الذي وبَّخ ثامار، فإذ تذكَّر خطيته قال: "هي أبرّ مني"... لقد اتَّهم نفسه قبل أن يتهمه الآخرون.
القديس أمبروسيوس
بهذا العمل الإيماني، تأهلت ثامار أن تكون جدَّة للسيد المسيح، يجري دمها في عروقه، حتى سجَّل الإنجيلي متى اسمها في نسب السيد المسيح (مت 1: 23)، بينما لم يُسَجِّل اسم سارة ولا رفقة ولا غيرهما من الأمهات المباركات.
كانت ثامار رمزًا لجماعة الأمم التي صارت كنيسةً مقدسةً للرب، هذه التي كانت قبلاً بلا ثمر كثامار، أشبه بأرملة مهجورة ليس من يسندها ولا من يُعِينها. لم يتزوجها وليها الأول شيلة، بل التصقت بالولي الثاني يهوذا... هكذا لم تلتصق جماعة الأمم بالوليّ الأول أي بالناموس الموسوي ولا التزمت بالختان والتهود إنما التصقت بالوليّ الثاني أي يهوذا الحقيقي، ربنا يسوع المسيح الخارج من سبط يهوذا.
والعجيب أن تصرُّفات ثامار كما وردت في التكوين أصحاح 38، حملت الكثير من الرموز التي تطابق ما تمتَّعت به كنيسة الأمم نذكر منها:
أ. خلعت ثامار ثياب ترملها، لكي تلتصق بيهوذا (تك 38: 14)، وهكذا خلعت الأمم ثياب الإنسان القديم لتلبس الإنسان الجديد الذي يليق باتحادها مع العريس الأبدي، بل صار السيد المسيح نفسه ثوبها الجديد.
ب. غطت ثامار وجهها ببرقعٍ (تك 38: 15)، والأمم إذ قبلوا الإيمان يعيشون هنا كما في لغزٍ، حتى يلتقوا بالعريس وجهًا لوجه، فيروه في كمال مجده وعظمة بهائه، ويتعرَّفوا على سمو أسراره الفائقة.
ج. جلست ثامار في مدخل عينايم (تك 38: 14)، أي مدخل ينبوعين، وكأنها بكنيسة الأمم التي لم تنعم بينبوع العهد القديم وحده بل وأيضًا بينبوع العهد الجديد معه.
د. تمتَّعت ثامار بخاتم يهوذا وعصابته وعصاه (تك 38: 18)، أي بخاتم البنوة لله والإكليل السماوي مع خشبة الصليب المحيية.
هـ. ظهرت علامات الحمل بعد ثلاثة شهور (تك 38: 24)، وكأنها بكنيسة الأمم التي حملت ثمارًا روحية، خلال إيمانها بالثالوث القدوس (3 أشهر) وتَمَتُّعها بالحياة المُقامة في المسيح يسوع الذي قام في اليوم الثالث.
v اشتاقت (ثامار) أن يكون لها أبناء من حماها عندما رأت أن حماتها قد ماتت... لم يكن ذلك لعدم طهارتها، حاشا! إنما لتتجنَّب أن تبقى بدون ذكرى. في الواقع، ما حدث كان بخطة إلهية، وكانت النتيجة أن خطّتها قد تحققت...
ليت من يسمع هذا لا يلوم ثامار. كما قلتُ قبلاً، كانت تُتَمِّم الخطة الإلهية، فلا يُلقَى عليها لوم، ولا أعلن يهوذا أي اتهام ضدها.
أقصد أنكم تلاحظون هنا أن نسب المسيح يحمل ابنيها.
فإنه على وجه الخصوص كان الطفلان المولودان له يرمزان إلى الشعبيْن، يُمَثِّلان الحياة اليهودية والحياة الروحية.
القديس يوحنا الذهبي الفم
v خافت ثامار لئلا يُلقَى القبض عليها ويقتلها انتقامًا لابنيه، إذ اتُّهِمَت بأنها السبب في موتهما. لقد طلبت علامة... إنها تظهر له في مظهر آخر حتى لا يقتلها، وتُقَدِّم له دعوة أن تضطجع معه من فمه...
بينما كانت تطلب ثامار هذا من الله، خرج يهوذا ورآها.
صلاة ثامار جعلته يميل على غير العادة، ويذهب إلى زانية.
وإذ رأته وضعت حجابًا، لأنها كانت خائفة. وبعد الكلمة الخاصة بوجود علامة كما سألت، عرفت أن الله قد سُرَّ بما فعلته. بعد ذلك كشفت عن وجهها بدون خوفٍ، بل وطلبت مكافأة من سيد المكافأة.
القديس مار أفرام السرياني
في تعليق القديس كيرلس الكبير على هذا الأمر قال: [غاية الكتاب المقدس، لا أن يروي حياة قديسين، فالأمر ليس هكذا بالمَرَّة، بل بالحري أن يُقَدِّم لنا معرفة سرِّ المسيح خلال هذه الحقائق، التي تجعل حديثنا عنه حق وواضح.]
الله بنعمته جعل من ثامار سلفًا لداود، وبالتالي ليسوع المسيح (مت 1: 3).
فارص وزارح: جاء السيد المسيح من نسل فارص الذي ولدته ثامار، وقد اقتحم فارص أخاه زارح وهو بعد في أحشاء أمه لينزع عنه البكورية (تك 38: 27-30). عند ولادتهما، أخرج زارح يده فربطت القابلة يده بخيط قرمزي أحمر، لكنه أدخل يده ليخرج فارص أولاً وبعده زارح. يرى بعض الآباء في زارح رمزًا للشعب اليهودي الذي كان يجب أن يكون البكر، وقد مدَّ يده واستلم الشريعة التي تركَّزت حول الذبيحة (الدم القرمزي)، لكن خلال عدم الإيمان خرج فارص مُمَثِّلاً الأمم الذين صارت لهم باكورية الروح عوض زارح (اليهود).
اِبْنَا فَارَصَ حَصْرُونُ وَحَامُولُ. [5]
إذ مات ابنا يهوذا الأول والثاني دون أن يُنْجِبا، وذُكِرَت أنساب الثالث في 4: 21-23، لهذا اكتفى هنا بهذين الابنين، كما جاء في (تك 46: 12؛ عد 26: 21).
حصرون: اسم عبري، معناه "حصار، حظيرة". وهو ابن فارص البكر، ومؤسس أسرة في يهوذا (1 أي 2: 5).
من قائمة أحفاد يهوذا [5-6] أُعطي الاهتمام لحصرون، وجاء ابنه الثالث كالب، وقد أُعطي له اهتمام خاص [18-20، 42-55]، وقد نال الابن الثاني لحصرون المكان الأول، لأنه من نسله جاءت أسرة داود (1 أخ 2: 10-17).
حامول: اسم عبري، معناه "محمول، يُرثى له، يبقى" وهو الابن الأصغر لفارص، ومُؤسِّس أسرة في يهوذا (1 أي 2: 5).
وَبَنُو زَارَحَ: زِمْرِي وَأَيْثَانُ وَهَيْمَانُ وَكَلْكُولُ وَدَارَعُ.
الْجَمِيعُ خَمْسَةٌ. [6]
"وبنو زارح زمري...": جاء في (يش 7: 1) "زبدي". وفي (1 مل 4: 31). وقيل عن سليمان: "وكان أحكم من جميع الناس من إيثان وهيمان وكلكول ودردع بني ماحول" (1 مل 4: 31). يرى البعض أن زارح هو جدّهم الأعلى وليس أباهم.
دُعي هؤلاء الخمسة بني ماحول Mahol (1 مل 4: 31)، حيث أشير إليهم بشهرتهم بالحكمة، الأمر الذي لم يفقهم فيه أحد سوى سليمان. وإذ وجدت كلمة ماحول بين الآلات الموسيقية (مز 149: 3؛ 150: 4)، وتستخدم أيضًا للرقص، لذلك يرى البعض أن هؤلاء الحكماء هم "بنو الموسيقى". تتجلّى حكمتهم في وضع التسابيح.
إيثان وهيمان: صارا واضعي مزامير مُوحَى بها (مز 88-89). وهما غير الموسيقيين الذين أقامهم داود "هيمان وآساف وإيثان" (1 أي 15: 19)، الذين كانوا من سبط لاوي لا من سبط يهوذا (1 أي 6: 33-44).
وَابْنُ كَرْمِي عَخَار مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ،
الَّذِي خَانَ فِي الْحَرَامِ. [7]
كرمي أيضًا من بني زارح.
يظهر من (يش 7: 1) أن كرمي هو ابن زبدي أو زمري، وعخار هو عاخان الذي كدَّر إسرائيل. اسمه بالعبرية معناه "المكدِّر" أو "كارثة". وردت قصة خيانته في (يش 7). قيل: "وخان بنو إسرائيل خيانة في الحرام، فأخذ عخان بن كرمي بن زبدي بن زارح من سبط يهوذا من الحرام، فحمى غضب الرب على بني إسرائيل" (يش 7: 1). لقد أخفى من الغنيمة ما اشتهاه وكان مُحَرَّمًا: "رأيت في الغنيمة رداءً شنعاريًا ومئتي شاقل ولسان ذهب وزنه خمسون شاقلاً فاشتهيتها وأخذتها، وها هي مطمورة في الأرض في وسط خيمتي والفضة تحتها" (يش 7: 21).
يليق بنا أن نحذر لئلا يتسلل العدو إلينا خلال الصغائر.
يقول القديس مرقس الناسك: [يُقَدِّم لنا الشيطان خطايا صغيرة تبدو كأنها تافهة في أعيننا، لأنه بغير هذا لا يقدر أن يقودنا إلى الخطايا العظيمة.]
أخطأ عخان، فإذا بغضب الرب يسقط على كل الشعب.
يقول العلامة أوريجينوس، مُعَلِّقًا على لسان الذهب المسروق: [يليق بنا ألا نهمل هذه العبارة، فإنه إذ يرتكب شخص واحد خطية، يُجلب الغضب على الشعب كله. كيف تحدث هذه الكارثة؟ عندما يُريد الكهنة - مدبرو الشعب - أن يظهروا متسامحين مع الخطاة، لأنهم يخشون لسانهم لئلا يثور ضدهم، ناسين الحزم اللائق بكهنوتهم. إنهم بهذا يرفضون تنفيذ ما هو مكتوب: "الذين يخطئون وبِّخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف" (1 تي 5: 20)، وأيضًا: "اعزلوا الخبيث من بينكم" (1 كو 5: 13). هؤلاء الكهنة غير مُلْتَهِبين بغيرة الرب، ولا يتمثَّلون بالرسول الذي يأمر: "أن يُسَلَّم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تَخْلُصَ الروح" (1 كو 5: 5). إنهم يسلكون بغير مبالاة لنصائح الإنجيل من جهة الخطاة. عندما نرى خاطئًا فلنذهب إليه بمفردنا، ثم نُحَدِّثه على فم شاهديْن أو ثلاثة، أما إن استهتر حتى بعد لوم الكنيسة له ولم يتب فليُفرَز من الكنيسة ويُحسَب كالوثني والعشار (مت 18: 5).]
v عظيم هو العقاب الذي حلَّ بهم (بسبب عاخان)، لكن عقابًا أعظم سيحلُّ بنا إن لم نرجع إلى رُشْدِنا بتطلعنا إلى مصيرهم.
القديس يوحنا الذهبي الفم
وَابْنُ أَيْثَانَ عَزَرْيَا. [8]
عزريا: اسم عبري، معناه "من أعانه يهوه"، يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم:
1. ابن إيثان، من بني زارح من بني يهوذا (1 أي 2: 8).
2. ابن ياهو بن عوبيد من بني يرحمئيل (1 أي 2: 38-39).
وَبَنُو حَصْرُونَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ: يَرْحَمْئِيلُ وَرَامُ وَكَلُوبَايُ. [9]
ما ورد في الأعداد 8-10 هنا مُقتبَس من (راعوث 4: 19-22).
يرحمئيل: اسم عبري، معناه "الله يرحم"، وهو ابن حصرون بن فارص بن يهوذا (1 أي 2: 4-9، 25، 26، 33، 42).
رام: اسم عبري، معناه "مُرتفِع، سام". يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم:
1. رجل من نسل يهوذا ومن أولاد حصرون (1 أي 2: 9-10).
2. رجل من نسل يهوذا ومن أولاد يرحمئيل (1 أي 2: 25، 27).
كلوباي: ابن حصرون وهو كالب (1 أي 2: 9، 18، 42).
وَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ، وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ رَئِيسَ بَنِي يَهُوذَا، [10]
هذه القائمة بالتأكيد غير كاملة، فبين رام بن حصرون ونحشون بن عمينادات توجد ثلاثة أجيال. فنحشون بن عميناداب كان رأس سبط يهوذا في البرية في أيام موسى النبي (خر 6: 23؛ عد 1: 7؛ 2: 3)، وابنه سلمو تزوج راحاب الزانية بعد سقوط أريحا (مت 1: 5).
وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُو وَسَلْمُو وَلَدَ بُوعَزَ، [11]
أيضًا توجد ثلاثة أجيال أخرى ساقطة قبل البلوغ إلى بوعز زوج راعوث، جد يسّى والد داود.
سلمو [11] وهو سلمون(را 4: 20).
بوعز: اتَّسم بالبساطة مع الحكمة، عندما اكتشف حقيقة راعوث الموآبية، الأرملة الفقيرة الغريبة الجنس، وتمسُّكها بالله الحيِّ، وأمانتها مع حماتها. أخذ خطوات عملية إيجابية. إذ احتضن راعوث مع أنها موآبية، فتأهَّل أن يأتي من نسلهما داود الملك ويسوع (المسيح) ابن داود مُخَلِّص العالم (راجع سفر راعوث).
وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ، وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى، [12]
عوبيد: اسم عبري، معناه "عبد"، يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم:
1. ابن راعوث وبوعز، وهو أبو يسّى أبو داود (1 أي 2: 12). في أنساب يهوذا أعطى اهتمامًا خاصًا بوالد داود، يسّى [10-12]، وبعد ذلك أنساله [13-15].
2. ابن أفلال، من نسل شيشان، من بني يهوذا (1 أي 2: 37).
يسّى: اسم عبري، ربما كان معناه "رجل"، وهو ابن عوبيد وأبو داود وحفيد راعوث وبوعز، وأب سبعة بنين لهم نسل (1 أي 2: 15) والثامن مات دون أن يكون له نسل، وكان له ابنتان من زوجة غير أم داود (1 أي 2: 16).
وَيَسَّى وَلَدَ: بِكْرَهُ أَلِيآبَ وَأَبِينَادَابَ الثَّانِي وَشَمْعَى الثَّالِثَ [13]
ألياب: اسم عبري معناه "الله أب".
أبيناداب: اسم عبري، معناه "الأب كريم أو منتدب".
شمعي: (بفتح العين) اسم عبري، معناه "الله يسمع"، و(بكسر العين) اسم عبري، معناه "يهوه ليسمع".
وَنَثْنِئِيلَ الرَّابِعَ وَرَدَّايَ الْخَامِسَ [14]
نثنئيل: اسم عبري، معناه "قد أعطى الله"، وهو الابن الرابع ليسّى، أي أخو داود (1 أي 2: 2: 14).
ردَّاي: اسم عبري، ربما كان معناه "يهوه أخضع"، وهو أخ داود خامس أبناء يسّى (1 أي 2: 14).
وَأُوصَمَ السَّادِسَ وَدَاوُدَ السَّابِعَ. [15]
أوصم: اسم عبري، ويحتمل أن معناه "غضبان"، يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم:
1. ابن يسّى وأخو داود من سبط يهوذا (1 أي 2: 15).
2. ابن يرحميئيل في سبط يهوذا (1 أي 2: 25).
داود: مع أنه أصغر أبناء يسّى، غير أنه اختير من قِبل الله لكي يبدأ بالخط الملوكي عَبْر الأجيال حتى بلغ الذروة بمجيء ابن داود. ولعله من أشهر شخصيات العهد القديم، كان رجال الإيمان يترقَّبون مجيء المسيّا ابن داود. داود الملك والنبي مثل رائع في نقاوة القلب والحُبِّ المقدس، والتواضع مع الشجاعة، وحبّه للتسبيح، والاتكال على الله، وغيرته على مجد الله، وحبّه وإخلاصه لشعب الله، وشوقه لبناء الهيكل. له سقطاته المُرَّة، لكن مع كل سقوط يقوم بروح التوبة الصادقة في تسليمٍ كاملٍ لتأديبات الرب له. هذا رفعه في عينيّ الله، فجاء يسوع (المسيح) من نسله، وصار مثلاً عظيمًا للتوبة (أع 13: 22؛ 1 مل 16 الخ؛ 1 أي 19 الخ).
في صموئيل الأول ذُكِرَ أن يسّى له ثمانية أبناء (1 صم 16: 6-11)، أما هنا فذكر سبعة فقط، ذلك لأن الثامن مات دون أن يتزوج أو تزوج ولم يُنجِب طفلاً، ولهذا لم يعد يُحسَب في الأنساب، ولا يُعرَف اسمه.
وَأُخْتَاهُمْ صَرُويَةُ وَأَبِيجَايِلُ.
وَبَنُو صَرُويَةَ أَبْشَايُ وَيُوآبُ وَعَسَائِيلُ ثَلاَثَةٌ. [16]
صروية وأبيجايل: اهتمت سلسلة الأنساب ليس فقط بداود الملك، وإنما حتى بأختيه.
صروية اسم عبري، غالبًا معناه "المعطر بالميعة"؛ وأبيجايل اسم عبري، معناه "أبي فرح". هما أختان بنتا ناحاش (2 صم 17: 25)، وهو اسم آخر ليسّى، أو هو اسم امرأة يسّى، أو بعد موت ناحاش أخذ يسّى أرملته فولدت له داود وإخوته، فكانت صروية وأبيجايل أختيهم لأُمّهم وليس لأبيهم.
أبيشاي أو أبشاي: هو وأخواه يوآب وعسائيل من ضمن أبطال خالهم داود البارزين. كان شجاعًا، شديد الاندفاع. أنقذ حياة داود، قتل برمحه ثلاثمائة رجلٍ دفعة واحدة (راجع 2 صم 23: 18-23). أشار على خاله بقتل شاول الملك وهو نائم ليلاً، فقال له: "لا تُهلكه، فمن الذي يمد يده إلى مسيح الرب ويتبرَّأ؟" (1 صم 26: 9). اتَّسم بأمانته وإخلاصه لداود. رافقه عند حروبه من وجه أبشالوم.
عندما سبَّ شمعي بن جيرا من بيت شاول، أراد أبيشاي أن يقتله في الحال، لكن داود منعه (2 صم 16: 5-14).
يوآب: اسم عبري، معناه "يهوه أب" وهو: بكر أولاد صروية أخت داود ورئيس جيشه. كان مُخَطِّطًا بارعًا ومُحارِبًا شجاعًا، ساعد في مصالحة داود مع ابنه أبشالوم. لكنه كان مُنتقِّمًا عنيدًا، نفَّذ خطة داود لقتل أوريّا الحثِّي، كما قتل أبشالوم بالرغم من أوامر داود بعدم قتله، وتآمر مع أدونيّا ضد داود وسليمان. انتقم لمقتل أخيه، فقتل أبنير.
عسائيل: اسم عبري، معناه "الله عمل" وهو ابن صروية (أخت داود) وأخو يوآب وأبيشاي. اشتهر بالسرعة، إذ كان خفيف الرجلين كظبي البرية. وكان أحد الأبطال في جيش داود. اشترك في معركة جبعون، حيث لاحق عدوه أبنير وأراد قتله، إلا أن أبنير هو الذي قتله، وكان ذلك قبل أن يتولَّى داود المُلْكَ (1 أي 2: 16).
وَأَبِيجَايِلُ وَلَدَتْ عَمَاسَا،
وَأَبُو عَمَاسَا يَثْرُ الإِسْمَاعِيلِيُّ. [17]
عماسا: اسم عبري اختصار لاسم عماساي، وهو ابن يثر الإسماعيلي وأبيجايل أخت داود وابن عم يوآب (1 أي 2: 17).
يثر الإسماعيلي[14]: يثر اسم عبري، معناه "فضل". جاء في (2 صم 17: 25) أنه "يثرا الإسرائيلي"، وفي الترجمة السبعينية "يثرا اليزرعيلي". فهل هو إسرائيلي أم إسماعيلي؟ يُقَدِّم لنا التلمود رأيين:
الأول: نادى به ر. صموئيل بار ناخمامي R. Smuel bar-Nachmami أن يثر كان إسماعيلي بالميلاد، ودخل في الإيمان اليهودي، فصار إسرائيليًا كدخيلٍ.
الثاني: أن يثر والد عماسا كان إسرائيليًا، وقد دُعِي يثر الإسماعيلي، لأنه عاش في أرض إسماعيل. وذلك مثل عوبيد أدوم فقد دعي الجتي (2 صم 6: 11).
يُقَدِّم داود كيمشي David Kimchi اقتراحًا أن الإسرائيليين في أرض إسماعيل كانوا يدعون يثر الإسرائيلي من أجل جنسيته، وأما في إسرائيل فكانوا يدعونه الإسماعيلي من أجل إقامته في أرض إسماعيل.

3. عائلة حصرون

18 وَكَالَبُ بْنُ حَصْرُونَ وَلَدَ مِنْ عَزُوبَةَ امْرَأَتِهِ وَمِنْ يَرِيعُوثَ. وَهؤُلاَءِ بَنُوهَا: يَاشَرُ وَشُوبَابُ وَأَرْدُونُ. 19 وَمَاتَتْ عَزُوبَةُ فَاتَّخَذَ كَالَبُ لِنَفْسِهِ أَفْرَاتَ فَوَلَدَتْ لَهُ حُورَ. 20 وَحُورُ وَلَدَ أُورِيَ، وَأُورِي وَلَدَ بَصَلْئِيلَ. 21 وَبَعْدُ دَخَلَ حَصْرُونُ عَلَى بِنْتِ مَاكِيرَ أَبِي جِلْعَادَ وَاتَّخَذَهَا وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً فَوَلَدَتْ لَهُ سَجُوبَ. 22 وَسَجُوبُ وَلَدَ يَائِيرَ، وَكَانَ لَهُ ثَلاَثٌ وَعِشْرُونَ مَدِينَةً فِي أَرْضِ جِلْعَادَ. 23 وَأَخَذَ جَشُورَ وَأَرَامَ حَوُّوثَ يَائِيرَ مِنْهُمْ مَعَ قَنَاةَ وَقُرَاهَا، سِتِّينَ مَدِينَةً. كُلُّ هؤُلاَءِ بَنُو مَاكِيرَ أَبِي جِلْعَادَ. 24 وَبَعْدَ وَفَاةِ حَصْرُونَ فِي كَالَبِ أَفْرَاتَةَ، وَلَدَتْ لَهُ أَبِيَّاهُ امْرَأَةُ حَصْرُونَ أَشْحُورَ أَبَا تَقُوعَ.

وَكَالِبُ بْنُ حَصْرُونَ وَلَدَ مِنْ عَزُوبَةَ امْرَأَتِهِ وَمِنْ يَرِيعُوثَ.
وَهَؤُلاَءِ بَنُوهَا: يَاشَرُ وَشُوبَابُ وَأَرْدُونُ. [18]
كالب بن حصرون [18]، وهو كلوباي في ع 9، وهو غير كالب بن يفنة القنزي المشهور رفيق يشوع بن نون، أحد الجواسيس الاثني عشر الذين أرسلهم موسى ليتجسّسوا أرض كنعان (عد 13: 6؛ يش 14: 6-7).
كان من المُقرَّبين لحور رفيق هرون، وبصلئيل حفيده هو أحد الصنَّاع الماهرين. يرى البعض أن كلاً منهما كان له ابنة اسمها عكسة.
عزوبة: اسم عبري، معناه "متروكة، مهجورة" وهي امرأة كالب بن حصرون (1 أي 2: 18-19). وكان لكالب غيرها من النساء. البنون المذكورون هنا منها، وليس من يريعوث (اسم عبري، معناه "مستقيم") سرّيته.
أردون: اسم عبري، معناه "سنامي الظهر"، وهو اسم ابن كالب بن حصرون من سبط يهوذا (1 أي 2: 18).
وَمَاتَتْ عَزُوبَةُ، فَاتَّخَذَ كَالِبُ لِنَفْسِهِ أَفْرَاتَ،
فَوَلَدَتْ لَهُ حُورَ. [19]
حور: غير حور الذي كان أيضًا معاصرًا له، رافق هرون وسند الاثنان يدي موسى (خر 17: 10، 12؛ 24: 14).
وَحُورُ وَلَدَ أُورِيَ، وَأُورِي وَلَدَ بَصَلْئِيلَ. [20]
أوري: اسم عبري وهو اختصار أوريا، رجل من سبط يهوذا وهو أبو بصلئيل الذي بين من عملوا في بناء خيمة الاجتماع وترصيعها.
بصلئيل: اسم عبري، معناه "في ظل الله"، اشتهر بمهارته وقد قام بعمل خيمة الاجتماع. قال الرب لموسى: "انظر قد دعوت بصلئيل بن أوري بن حور من سبط يهوذا باسمه، وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة، وكل صنعة" (خر 31: 2-3).
وَبَعْدُ دَخَلَ حَصْرُونُ عَلَى بِنْتِ مَاكِيرَ أَبِي جِلْعَادَ،
وَاتَّخَذَهَا وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً، فَوَلَدَتْ لَهُ سَجُوبَ. [21]
بنت ماكير أبي جلعاد [21]، وهي أبياه [24]. كان الجلعاديون أعظم عشيرة من سبط منسَّى، وفي (عد 32: 41) دُعي يائير بن منسّى، أي كان متسلسلاً من منسّى خلال أمه، ومن يهوذا خلال أبيه.
سجوب: اسم عبراني، معناه "مرتفع". من نسل يهوذا، وهو ابن لحصرون ولدته ابنة ماكير، وسجوب ولد يائير الذي كان له ثلاث وعشرون مدينة في أرض جلعاد.
وَسَجُوبُ وَلَدَ يَائِيرَ،
وَكَانَ لَهُ ثَلاَثٌ وَعِشْرُونَ مَدِينَةً فِي أَرْضِ جِلْعَادَ. [22]
يائير: اسم عبري، معناه "ينير". وهو أحد المنتصرين بعد عبور الأردن.
الثلاثة وعشرون مدينة هنا في اللجاة، وهي في منطقة شرقي الأردن، يرى البعض أنها قسم من المدن الستين المذكورة في (ع 23)، وآخرون يرون أنها غير الستين مدينة.
وَأَخَذَ جَشُورَ وَأَرَامَ حَوُّوثَ يَائِيرَ مِنْهُمْ مَعَ قَنَاةَ وَقُرَاهَا، سِتِّينَ مَدِينَةً.
كُلُّ هَؤُلاَءِ بَنُو مَاكِيرَ أَبِي جِلْعَادَ. [23]
الستون مدينة هنا، ربما تضم الثلاثة وعشرين مدينة [22]. مضافًا إليها 27 مدينة في قناة (عد 32: 42).
جشور: اسم عبري، معناه "جسر"، وهي مقاطعة واقعة بين حرمون وباشان تتاخم أرجوب (1 أي 2: 23)، وتقع شرقي معكة داخل نصيب منسّى.
أخذ جشور وأرام: أي يائير أخذ مدن الجشوريين والأراميين التي صارت حووت يائير، أي مدن يائير (تث 3: 14).
أرام حووُّت: "أرام" ولفظه في الأكادية "أرامو"، وربما كان معناه "الأرض المرتفعة".
قناة: هي قنوات الحديثة في حوران.
ماكير أبي جلعاد: اسم عبري، معناه "مبتاع"، وهو أبو جلعاد، وابنه اسمه أبياه (1 أي 2: 21، 24).
وَبَعْدَ وَفَاةِ حَصْرُونَ فِي كَالِبِ أَفْرَاتَةَ،
وَلَدَتْ لَهُ أَبِيَّاهُ امْرَأَةُ حَصْرُونَ أَشْحُورَ أَبَا تَقُوعَ. [24]
أشحور أبو تقوع: اسم عبري، وربما كان معناه "سواد"، وهو ابن حصرون من سبط يهوذا، واسم أمه أبياه (1 أي 2: 24)، ويُدعَى "أبا تقوع" وربما كان سكان بلده تقوع من نسله.
تعبير "أبو تقوع" يعني باني تقوع، وهي تقع في جنوب يهوذا (2 صم 14: 2، 4، 9).

4. عائلة يرحميئيل

25 وَكَانَ بَنُو يَرْحَمْئِيلَ بِكْرِ حَصْرُونَ: الْبِكْرُ رَامَ، ثُمَّ بُونَةَ وَأَوْرَنَ وَأَوْصَمَ وَأَخِيَّا. 26 وَكَانَتِ امْرَأَةٌ أُخْرَى لِيَرْحَمْئِيلَ اسْمُهَا عَطَارَةُ. هِيَ أُمُّ أُونَامَ. 27 وَكَانَ بَنُو رَامَ بِكْرِ يَرْحَمْئِيلَ: مَعَصٌ وَيَمِينُ وَعَاقَرُ. 28 وَكَانَ ابْنَا أُونَامَ: شَمَّايَ وَيَادَاعَ. وَابْنَا شَمَّايَ: نَادَابَ وَأَبِيشُورَ. 29 وَاسْمُ امْرَأَةِ أَبِيشُورَ أَبِيحَايِلُ، وَوَلَدَتْ لَهُ أَحْبَانَ وَمُولِيدَ. 30 وَابْنَا نَادَابَ: سَلَدُ وَأَفَّايِمُ. وَمَاتَ سَلَدُ بِلاَ بَنِينَ. 31 وَابْنُ أَفَّايِمَ يَشْعِي، وَابْنُ يَشْعِي شِيشَانُ، وَابْنُ شِيشَانَ أَحْلاَيُ. 32 وَابْنَا يَادَاعَ أَخِي شَمَّايَ: يَثَرُ وَيُونَاثَانُ. وَمَاتَ يَثَرُ بِلاَ بَنِينَ. 33 وَابْنَا يُونَاثَانَ: فَالَتُ وَزَازَا. هؤُلاَءِ هُمْ بَنُو يَرْحَمْئِيلَ. 34 وَلَمْ يَكُنْ لِشِيشَانَ بَنُونَ بَلْ بَنَاتٌ. وَكَانَ لِشِيشَانَ عَبْدٌ مِصْرِيٌّ اسْمُهُ يَرْحَعُ، 35 فَأَعْطَى شِيشَانُ ابْنَتَهُ لِيَرْحَعَ عَبْدِهِ امْرَأَةً، فَوَلَدَتْ لَهُ عَتَّايَ. 36 وَعَتَّايُ وَلَدَ نَاثَانَ، وَنَاثَانُ وَلَدَ زَابَادَ، 37 وَزَابَادُ وَلَدَ أَفْلاَلَ، وَأَفْلاَلُ وَلَدَ عُوبِيدَ، 38 وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَاهُوَ، وَيَاهُو وَلَدَ عَزَرْيَا، 39 وَعَزَرْيَا وَلَدَ حَالَصَ، وَحَالَصُ وَلَدَ إِلْعَاسَةَ، 40 وَإِلْعَاسَةُ وَلَدَ سِسَمَايَ، وَسِسَمَايُ وَلَدَ شَلُّومَ، 41 وَشَلُّومُ وَلَدَ يَقَمْيَةَ، وَيَقَمْيَةُ وَلَدَ أَلِيشَمَعَ.

وَكَانَ بَنُو يَرْحَمْئِيلَ بِكْرِ حَصْرُونَ:
الْبِكْرُ رَامَ، ثُمَّ بُونَةَ وَأَوْرَنَا وَأَوْصَمَ وَأَخِيَّا. [25]
شغل بنو يرحمئيل منطقة نجب، وهي منطقة صحراوية جنوب يهوذا.
بونة: اسم عبري، معناه "ذكاء"، وهو رجل من نسل يهوذا (1 أي 2: 25).
أورنا أو أورن: اسم عبري، معناه "شجرة الغار" أو ربما "شجرة الكافور"، وتُعرَف هذه الشجرة في اللاتينية باسم Laurus nobilis، وكان اسم بني يرحميئيل من سبط يهوذا.
أوصم: اسم عبري، ويُحتمَل أن معناه "غضبان"، يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم:
1. اسم ابن يسّى وأخي داود من سبط يهوذا (1 أي 2: 15).
2. اسم ابن يرحميئيل من سبط يهوذا (1 أي 2: 25).
أخيَّا: اسم عبري، وربما معناه "أخي".
وَكَانَتِ امْرَأَةٌ أُخْرَى لِيَرْحَمْئِيلَ اسْمُهَا عَطَارَةُ. هِيَ أُمُّ أُونَامَ. [26]
عطارة: اسم عبري، معناه "تاج".
وَكَانَ بَنُو رَامَ بِكْرِ يَرْحَمْئِيلَ: مَعَصٌ وَيَمِينُ وَعَاقَرُ. [27]
معص: اسم عبري، معناه "غضب"، وهو ابن رام من نسل يهوذا (1 أي 2: 27).
يمين: اسم عبري، معناه "يمين نجاح"، وهو رجل من يهوذا من بيت يرحميئيل.
عاقر: اسم عبري، معناه "استئصال"، وهو ابن رام بن يرحميئيل (1 أي 2: 27).
وَكَانَ ابْنَا أُونَامَ: شَمَّايَ وَيَادَاعَ.
وَابْنَا شَمَّايَ: نَادَابَ وَأَبِيشُورَ. [28]
شماي أو شُماتي: إحدى عشائر قرية يهاريم (1 أي 2: 53).
ياداع: اسم عبري، معناه "عالم"، وهو ابن أونام من نسل يهوذا، وعائلته حصرون، من بيت يرحميئيل (1 أي 2: 28، 32).
ناداب: اسم عبري، معناه "كريم"، وهو اسم: ابن شماي من يهوذا، من بني يرحيمئيل بن حصرون.
أبيشور: اسم عبري، معناه "أبي حائط أو حصن"، وهو رجل من يهوذا من عشيرة حصرون من بيت يرحميئيل (1 أي 2: 28، 29).
وَاسْمُ امْرَأَةِ أَبِيشُورَ أَبِيجَايِلُ،
وَوَلَدَتْ لَهُ أَحْبَانَ وَمُولِيدَ. [29]
أبيجايل: اسم عبري، معناه "أبي فرح". وكانت أم عماسا (1 أي 2: 17).
أحبان: اسم عبري، وربما معناه "الأخ فهيم أو ذكي"، وهو ابن أبي شور من سبط يهوذا.
موليد: اسم عبري، معناه "مُولد"، وهو من نسل يهوذا (1 أي 2: 29).
وَابْنَا نَادَابَ: سَلَدُ وَأَفَّايِمُ.
وَمَاتَ سَلَدُ بِلاَ بَنِينَ. [30]
سلد: اسم عبراني، معناه "ابتهاج"، وهو من بني يهوذا، ابن ناداب، وقد مات دون أن يترك نسلاً (1 أي 2: 30).
وَابْنُ أَفَّايِمَ يَشْعِي، وَابْنُ يَشْعِي شِيشَانُ، وَابْنُ شِيشَانَ أَحْلاَيُ. [31]
شيشان: اسم عبري، ربما يكون معناه "مبيض". وهو أحد خلفاء يهوذا، من عائلة حصرون، من بيت يرحميئيل (1 أي 2: 31، 34، 35). لم يكن له أبناء بل بنات زوَّج ابنته لعبده المصري يرحع.
أحلاي: اسم عبري، كان معناه "آه! يا ليت!" وقد ورد اسم شخص من نسل شيشان (انظر 1 أي 2: 31، 34).
وَابْنَا يَادَاعَ أَخِي شَمَّايَ يَثَرُ وَيُونَاثَانُ.
وَمَاتَ يَثَرُ بِلاَ بَنِينَ. [32]
يوناثان: ابن ياداع من نسل يرحميئيل من سبط يهوذا (1 أي 2: 32-33). وهو اسم عبري، معناه "يهوه أعطى".
يثر: اسم عبري، معناه "فضل" وهو رجل من نسل يهوذا من يرحيمئيل. مات بدون خلف (1 أي 2: 32).
وَابْنَا يُونَاثَانَ فَالَتُ وَزَازَا. هَؤُلاَءِ هُمْ بَنُو يَرْحَمْئِيلَ. [33]
فالت: أو فلت: اسم عبري، معناه "مُسرِع"، وهو اسم رجل من يهوذا من نسل يرحميئيل بكر حصرون (1 أي 2: 33).
زازا: اسم عبراني، ربما كان معناه "تحرك" ابن يوناثان وهو من نسل يهوذا (1 أي 2: 33).
وَلَمْ يَكُنْ لِشِيشَانَ بَنُونَ بَلْ بَنَاتٌ.
وَكَانَ لِشِيشَانَ عَبْدٌ مِصْرِيٌّ اسْمُهُ يَرْحَعُ، [34]
"لم يكن لشيشان بنون"، بينما يذكر في ع31 أن ابن شيشان أحلاي، ربما مات أحلاي بلا نسل قبل أن يعطي أبوه ابنته ليرحع عبده.
يرى البعض أن الإشارة إلى تزويجه ابنته الوحيدة لعبد مصري كمديح له، إنما يكشف عن أن هذا العبد قد قبل الإيمان بالله الحيّ، وأنه اتسم بالحكمة والفضيلة. وكأن أصله المصري (الوثني) وعبوديته لم يُفقِداه كرامته، ولم يكونا عائقًا لسموِّه.
فَأَعْطَى شِيشَانُ ابْنَتَهُ لِيَرْحَعَ عَبْدِهِ امْرَأَةً، فَوَلَدَتْ لَهُ عَتَّايَ. [35]
بحسب الشريعة الموسوية لا يجوز للعبرانيات أن يتزوجن من خارج السبط الذي ينتمين إليه، حتى يُحفَظ الميراث داخل السبط. بهذا يبدو أن ما فعله شيشان مُخالِفًا للشريعة (عد 36).
يذكر Harmer أنه وإن بدا هذا التصرُّف مُخالِفًا، لكن كان من عادة الشرق أنه قد يضطر الشخص إلى تزويج إحدى بناته لأحد عبيده، حتى يتسلم الميراث، بل وإن كان في مركز عظيم يحتله[15].
عتاي: اسم عبري، معناه "ملائم"، وهو ابن ابنة شيشان (من بني يهوذا) التي زوَّجها أبوها من عبده المصري الأصل (1 أي 2: 34-36).
وَعَتَّايُ وَلَدَ نَاثَانَ، وَنَاثَانُ وَلَدَ زَابَادَ [36]
ناثان: اسم عبري، معناه "الله قد أعطى"، وهو اسم ابن عاتاي وأبو زاباد، من عائلة يرحميئيل ابن حصرون، من بني يهوذا (1 أي 2: 36)، وهو من نسل كالب.
زاباد: اسم عبري، معناه "الله قد وهب "أو "هبة"، ابن لناثان بن عتاي.
وَزَابَادُ وَلَدَ أَفْلاَلَ، وَأَفْلاَلُ وَلَدَ عُوبِيدَ [37]
أفلال: كلمة عبرية، معناها "فطن"، وهي اسم ابن زاياد من سبط يهوذا (1 أي 2: 37).
عوبيد: اسم عبري، معناه "عبد"، يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم:
1. ابن راعوث وبوعز، وهو أبو يسّي أبو داود (1 أي 2: 12).
2. ابن فلال، من نسل شيشان، من بني يهوذا (1 أي 2: 37).
وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَاهُوَ، وَيَاهُو وَلَدَ عَزَرْيَا [38]
ياهو: اسم عبري، معناه "هو يهوه" وهو رجل من نسب يهوذا من عائلة يرحميئيل (1 أي 2: 38).
عزريا: اسم عبري، معناه "من أعانة يهوه"، يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم:
1. ابن ايثان، من بني زارح من بني يهوذا (1 أي 2: 8).
2. ابن ياهو بن عوبيد من بني يرحميئيل (1 أي 2: 38-39).
وَعَزَرْيَا وَلَدَ حَالَصَ، وَحَالَصُ وَلَدَ أَلْعَاسَةَ [39]
حالص: اسم عبري، ربما كان معناه "قوة أو (الله) قد خلص، خالص". وهو رجل من بني يهوذا من نسل حصرون (1 أي 2: 39).
ألعاسة: اسم عبراني، معناه "قد صنع الله"، وهو اسم رجل من نسل يهوذا ومن نسل يرحميئيل (1 أي 2: 39).
وَأَلْعَاسَةُ وَلَدَ سِسَمَايَ، وَسِسَمَايُ وَلَدَ شَلُّومَ [40]
سسماي: رجل من سبط يهوذا من عائلة حصرون من بيت يرحميئيل (1 أي 2: 40).
شلوم: اسم عبري، معناه "جزاء" وهو رجل من يهوذا (1 أي 2: 40-41).
وَشَلُّومُ وَلَدَ يَقَمْيَةَ، وَيَقَمْيَةُ وَلَدَ أَلِيشَمَعَ. [41]
يقمية: اسم عبري، معناه "يهوه يقوم"، وهو رجل من يهوذا من النسل الملكي.
أليشمع: اسم عبري، معناه "قد سمع الله" وهو ابن يقمية من سبط يهوذا (1 أي 2: 41).

5. عائلة كالب

42 وَبَنُو كَالَبَ أَخِي يَرْحَمْئِيلَ: مِيشَاعُ بِكْرُهُ. هُوَ أَبُو زِيفَ. وَبَنُو مَرِيشَةَ أَبِي حَبْرُونَ. 43 وَبَنُو حَبْرُونَ: قُورَحُ وَتَفُّوحُ وَرَاقَمُ وَشَامَعُ. 44 وَشَامَعُ وَلَدَ رَاقَمَ أَبَا يَرُقْعَامَ. وَرَاقَمُ وَلَدَ شَمَّايَ. 45 وَابْنُ شَمَّايَ مَعُونُ، وَمَعُونُ أَبُو بَيْتِ صُورَ. 46 وَعِيفَةُ سُرِّيَّةُ كَالَبَ وَلَدَتْ: حَارَانَ وَمُوصَا وَجَازِيزَ. وَحَارَانُ وَلَدَ جَازِيزَ. 47 وَبَنُو يَهْدَايَ: رَجَمُ وَيُوثَامُ وَجِيشَانُ وَفَلَطُ وَعِيفَةُ وَشَاعَفُ. 48 وَأَمَّا مَعْكَةُ سُرِّيَّةُ كَالَبَ فَوَلَدَتْ: شَبَرَ وَتَرْحَنَةَ. 49 وَوَلَدَتْ شَاعَفُ أَبَا مَدْمَنَّةَ، وَشَوَا أَبَا مَكْبِينَا وَأَبَا جَبَعَا. وَبِنْتُ كَالَبَ عَكْسَةُ. 50 هؤُلاَءِ هُمْ بَنُو كَالَبَ بْنِ حُورَ بِكْرِ أَفْرَاتَةَ. شُوبَالُ أَبُو قَرْيَةِ يَعَارِيمَ 51 وَسَلْمَا أَبُو بَيْتِ لَحْمٍ، وَحَارِيفُ أَبُو بَيْتِ جَادِيرَ. 52 وَكَانَ لِشُوبَالَ أَبِي قَرْيَةِ يَعَارِيمَ بَنُونَ: هَرُوَاهُ وَحَصِي هَمَّنُوحُوتَ. 53 وَعَشَائِرُ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ: الْيَثْرِيُّ وَالْفُوتِيُّ وَالشَّمَاتِيُّ وَالْمَشْرَاعِيُّ. مِنْ هؤُلاَءِ خَرَجَ الصَّرْعِيُّ وَالأَشْتَأُولِيُّ. 54 بَنُو سَلْمَا: بَيْتُ لَحْمٍ وَالنَّطُوفَاتِيُّ وَعَطْرُوتُ بَيْتِ يُوآبَ وَحَصِي الْمَنُوحِيِّ الصَّرْعِيِّ. 55 وَعَشَائِرُ الْكَتَبَةِ سُكَّانِ يَعْبِيصَ: تَرْعَاتِيمُ وَشَمْعَاتِيمُ وَسُوكَاتِيمُ. هُمُ الْقِينِيُّونَ الْخَارِجُونَ مِنْ حَمَّةَ أَبِي بَيْتِ رَكَابَ.

وَبَنُو كَالِبَ أَخِي يَرْحَمْئِيلَ: مِيشَاعُ بِكْرُهُ. هُوَ أَبُو زِيفَ.
وَبَنُو مَرِيشَةَ أَبِي حَبْرُونَ. [42]
بنو كالب [42]، هو نفس كالب المذكور في ع 18-19، هنا أنساله أكثر تفصيلاً، ربما هم أولاده من يريموت سريته الذين لم يذكرهم سابقًا.
ميشاع: اسم عبري، معناه "خلاص"، وهو ابن كالب (1 أي 2: 42).
مريشة: اسم عبري، ربما كان معناه "مكان الرأس والقمة"، وهو اسم أبو حبرون (1 أي 2: 42)، وهو من ذرية كالب.
وَبَنُو حَبْرُونَ: قُورَحُ وَتَفُّوحُ وَرَاقَمُ وَشَامَعُ. [43]
قورح: اسم عبري، معناه "قرع"، وهو اسم ابن حبرون من نسل يهوذا (1 أي 2: 43).
تفوح: اسم عبري، معناه "تفاحة" وهي اسم ابن حبرون (1 أي 2: 43) من نسل يهوذا.
راقم: اسم عبري، معناه "رقش، تشكيل، تلوين". رجل من نسل يهوذا من بين حبرون.
شامع: اسم عبري، معناه "خبر"، وهو من ابن حبرون من سبط يهوذا.
وَشَامَعُ وَلَدَ رَاقَمَ أَبَا يَرُقْعَامَ. وَرَاقَمُ وَلَدَ شَمَّايَ. [44]
يرقعام: اسم عبري، ربما كان معناه "يوسع الشعب"، وهي قرية في نصيب يهوذا (1 أي 2: 44). وربما كانت قرية رقع بقرب الزيفة، وظن بعضهم أنها نفس يقدعام.
شماي: اسم عبري، معناه "يهوه يسوع"، يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم:
1. ابن أونام من أسرة يرحميئيل من سبط يهوذا (1 أي 2: 28).
2. ابن راقم من بيت كالب من سبط يهوذا (1 أي 2: 44).
وَابْنُ شَمَّايَ مَعُونُ وَمَعُونُ أَبُو بَيْتِ صُورَ. [45]
معون: اسم سامي معناه "سكن"، وهو اسم ابن شماي من سبط يهوذا، ومؤسس بيت صور.
وَعِيفَةُ سُرِّيَّةُ كَالِبَ وَلَدَتْ: حَارَانَ وَمُوصَا وَجَازِيزَ.
وَحَارَانُ وَلَدَ جَازِيزَ. [46]
عيفة: اسم عبري، معناه "ظلمة"، يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم:
1. سرية كالب، ولدت حاران وموصا وجازيز (1 أي 2: 46).
2. ابن يهداي من عائلة كالب من سبط يهوذا (1 أي 2: 46).
حاران: اسم ربما كان من أصل أكادي، معناه "طريق، قافلة"، وهو اسم ابن كالب وعيفة، من أسرة حصرون (1 أي 2: 46).
موصا: اسم عبري، معناه" خروج"، وهو اسم ابن كالب الثاني من سرّيته عيفة (1 أي 2: 46).
جازيز: اسم عبري، معناه "جزاز".
وَبَنُو يَهْدَايَ: رَجَمُ وَيُوثَامُ وَجِيشَانُ وَفَلَطُ وَعِيفَةُ وَشَاعَفُ. [47]
يهداي: اسم عبري، معناه "يهوه يهدي"، وهو رئيس قوم من نسلي يهوذا، ذكر مع نسل كالب (1 أي 2: 47).
رجم: اسم عبري، معناه "صديق" ابن يهداي من نسل يهوذا (1 أي 2: 47).
يوثام: اسم عبري، معناه "يهوه تام أو كامل، وهو اسم رجل من نسل يهوذا (1 أي 2: 47).
جيشان: اسم عبري، معناه "قذر"، رجل من يهوذا، ابن يهداي (1 أي 2: 47).
فَلطَ: اسم عبري، معناه "الله قد اعتق"، وهو أحد أبناء يهداي الكالبي من سبط يهوذا (1 أي 2: 47).
شاعف: كلمة أرامية، معناها "بلسان"، يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم:
  1. أحد أبناء يهداي من بني كالب من سبط يهوذا (1 أي 2: 47).
  2. ابن كالب من جاريته معكة، ومنه جاء سكان مدمنة (1 أي 2: 5).
وَأَمَّا مَعْكَةُ سُرِّيَّةُ كَالِبَ، فَوَلَدَتْ شَبَرَ وَتَرْحَنَةَ. [48]
شبر: اسم عبري، ربما كان معناه "أسد"، ابن كالب من معكة سرّيته (1 أي 2: 48).
ترحنة: اسم عبري، معناه "أنعام"، ابن كالب ابن حصرون، وهو أخو برحيئيل من معكة سرّيته.
وَوَلَدَتْ شَاعَفُ أَبَا مَدْمَنَّةَ وَشَوَا أَبَا مَكْبِينَا وَأَبَا جَبَعَا.
وَبِنْتُ كَالِبَ عَكْسَةُ. [49]
مدمنة: اسم عبري، معناه "مزبلة".
شوا: اسم عبري، معناه "بطل" أو ربما كانت قريبة من الكلمة العربية "سواء"، فيكون معناها "شبيه"، وهو ابن حصرون، من بيت كالب، من سبط يهوذا. من نسله جاء المكبينيون والجبعيون (1 أي 2: 49).
مكبينه: اسم مدينة غير معروف، موقعها في نصيب يهوذا أسسها شوا (1 أي 2: 49).
جبعا: اسم عبري معناه "تل". وهو واحد من نسل كالب (1 أي 2 : 49).
عكسة: اسم عبري، معناه "خلخال"، وهي ابنة كالب بن حصرون (راجع 1 أي 2: 18).
هَؤُلاَءِ هُمْ بَنُو كَالِبَ بْنِ حُورَ بِكْرِ أَفْرَاتَةَ.
شُوبَالُ أَبُو قَرْيَةِ يَعَارِيمَ [50]
كالب بن حور: يرى البعض أن كالب هنا هو كالب ثالث. الأول ابن حصرون [18]، والثاني ابن يفنة.
أفراته: شكل مختلف لاسم زوجة كالب أفرات [19].
وَسَلْمَا أَبُو بَيْتِ لَحْمٍ، وَحَارِيفُ أَبُو بَيْتِ جَادِيرَ. [51]
اهتم الكاتب بأنسال كالب وذلك لأهمية بيت لحم موضع ميلاد السيد المسيح. سلما أحد سلالة كالب، هو مؤسس أو أب بيت لحم.
سلما: اسم عبراني، معناه "لابس"، وهو ابن حور من نسل كالب، وأبو بيت لحم، ويظن بعضهم أنه سلمون (1 أي 2: 51).
حاريف: اسم عبري، معناه "خريف، خريفي، حصاد"، رجل من بني كالب.
وَكَانَ لِشُوبَالَ أَبِي قَرْيَةِ يَعَارِيمَ بَنُونَ:
هَرُواهُ وَحَصِي هَمَّنُوحُوتَ. [52]
شوبال: ابن حور، من بيت كالب، من سبط يهوذا، عائلة حصرون. من نسله جاء سكان قَرْيَةِ يَعَارِيمَ(1 أي 2: 50، 52).
هرواه: اسم عبري، معناه "الرائي"، وهو أحد أبناء شوبال بن كالب أبي قربة يعاريم.
حصي همنوحوت: اسم عبري، معناه "مكان الراحة"، وهي قرية سكنها ابن شوبال وأحد ذرية كالب (1 أي 2: 52).
وَعَشَائِرُ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ:
الْيِثْرِيُّ وَالْفُوتِيُّ وَالشَّمَاتِيُّ وَالْمَشْرَاعِيُّ.
مِنْ هَؤُلاَءِ خَرَجَ الصَّرْعِيُّ وَالأَشْتَأُولِيُّ. [53]
اليثري عائلة سكنت قَرْيَةِ يَعَارِيمَ، أما الفوتي والشماتي والمشراعي فعشائر في القرية.
الصرعي: من صرعيون (1 أي 2: 53-54، 4: 2)، أهل صرعة.
الأشتأولي: اسم عبري، وربما كان معناه "السؤال".
كانت الصرعي والاشتأولي في جنوب يهوذا على حدود الفلسطينيين، وهما مذكورتان في الحديث عن شمشون (قض 13: 25).
بَنُو سَلْمَا: بَيْتُ لَحْمٍ وَالنَّطُوفَاتِيُّ،
وَعَطْرُوتُ بَيْتِ يُوآبَ وَحَصِي الْمَنُوحِيِّ الصَّرْعِيِّ. [54]
النطوفاتي: نطوفة اسم عبري، معناه "منفط"، وهي بلدة في يهوذا بالقرب من بيت لحم.
عطروت: بلدة في اليهودية (1 أي 2: 54)، قرب بيت لحم.
وَعَشَائِرُ الْكَتَبَةِ سُكَّانِ يَعْبِيصَ: تَرْعَاتِيمُ وَشَمْعَاتِيمُ وَسُوكَاتِيمُ.
هُمُ الْقِينِيُّونَ الْخَارِجُونَ مِنْ حَمَّةَ أَبِي بَيْتِ رَكَابَ. [55]
يرى البعض أن واضع السفر أحد الكتبة، لذا كان يهتم بعشائر وأنساب الكتبة، مثل أولئك الذين كانوا يسكنون يعبيص، إذ يرتبطون بمكان سكناهم لأنهم غير معروفين. وهم قينيون انضموا إلى إسرائيل خلال زواج موسى بقينية. أحيانًا يُشار إليهم بالمديانيين (قض 4: 11).
عشائر الكتبة: وهي غير جماعة الكتبة الذين من اللاويين. يبدو أن الكتابة كانت حرفة بعض العشائر يُسَلِّمها الآباء للأبناء.
ترعاتيم: إحدى عشائر الكتبة اللاويين الثلاثة من القينيين من سكان يعبيص.
شمعاتيم: عائلة من الكتبة (1 أي 2: 55).
سوكاتيم: عائلة من الكتبة، كانوا يسكنون مكانًا غير معروف لنا اليوم اسمه يعبيص.
حمة: اسم عبري، معناه "ينبوع ساخن"، مؤسس بيت ركاب، أسرة القينيين.
القينيون: لم يكونوا في الأصل من يهوذا، بل كانوا من الذين أُعطيت أرضهم لبني إسرائيل (تك 15: 19)، لكنهم اتحدوا مع يهوذا خلال الصداقة والزواج. جاء الحديث عن الكتبة القينيين ضمن سلسلة أنساب يهوذا. أيضًا هم مرتبطون بركاب مؤسس خط الإسرائيليين المهتمين بالطاعة لآبائهم (إر 35: 1-9).
كان حوباب حمو موسى أو صهره مع بني إسرائيل في رحيلهم، وسكن في جنوب يهوذا.
أيضًا ياعيل امرأة حابر القيني قتلت سيسرا قائد جيش يابين ملك كنعان عندما حارب إسرائيل في أيام القضاة (قض 4: 7).
بيت ركاب: ذُكروا في (2 مل 10: 15؛ إر 35).

من وحي أخبار الأيام الأول 2

رحلة مُمتعة مع يهوذا وإخوته

v هَبْ لي مع أبي يعقوب أن أنطلق هاربًا!
إلى أين أذهب،
فإن أبي وأمي لا يستطيعان حمايتي.
ليبث عيسو كل سمومه،
فإنها لن تصيبني مادمتُ في أحضانك.
أنطلق مع يعقوب إلى الطريق،
كمن قد تجرَّد من كل شيءٍ!
لكن أنت هو الطريق،
أسلك فيك، فتنفتح لي أبواب السماء.
لا أحتاج إلى وسادة لتستريح رأسي عليها.
أضع مع يعقوب حجرًا تحت رأسي.
أنت هو الصخرة، تسند رأسي، وتُقَدِّس أفكاري.
لا أحتاج إلى سلمٍ أبلغ به إلى السماء،
فصليبك يحملني إلى حضن أبيك.
v فتحتَ أبواب السماء لأبي يعقوب.
فرأى الملائكة صاعدين ونازلين.
بروحك القدوس أقمتَ ملكوتك في داخلي،
فصارت السماء في أعماقي.
تتهلل الملائكة بملكوتك الذي تقيمه فيَّ.
وأنا أفرح بالطغمات السماوية التي تفرح بخلاصي!
v كم تهللتْ نفس أبي يعقوب، هو يسمع صوتك قائلاً:
يتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض.
لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به (تك 28: 14-15).
وأنا أيضًا تتهلل أعماقي بوعودك الصادقة لي.
"ها ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21).
لأفرح بملكوتك الذي يضمُّ الأمم والشعوب.
بك يتَّسع قلبي جدًا إن أمكن لكل البشرية.
أراك في داخلي، تحتضن بالحب كل بني البشر.
v وهبتَ أبي يعقوب اثني عشر ابنًا،
يُقيمون أسباطًا بقلبٍ واحدٍ متهللٍ (1 أي 12: 38-40).
اسمح لي أن ألتصق بمن التصقوا بك!
ليس سبط بلا ضعفات، لكن نعمتك رفعت الكل إليك.
v سبط رأوبين البكر على قائمته رأوبين نفسه.
لقد سقط في الزنا مع سرية أبيه،
انحدر، إذ دنّس مضجع أبيه.
فقد الباكورية والبركة، وحطَّم نفسه بنفسه!
نعمتك سمحت بتأديبه، لكن من بنيه وُجِدَ جبابرة بأس،
التصقوا بداود الملك وعملوا معه!
v انحدر بنيامين حتى كاد يفنى.
وُجِدَ بينهم أشرار رجال دُعوا بني بليعال (قض 19: 22).
صنعوا قباحة لم يُرَ مثلها منذ صعود بني إسرائيل من مصر (قض 19: 30).
كاد بنيامين أن يفنى على أيدي كل الأسباط (قض 20: 21).
من بنيامين ظهر أيضًا شاول أول ملك لإسرائيل.
خان الرب إلهه، وسأل الجان عوض الرب.
ترفّقتَ يا رب بالسبط، فوُجِدَ بينهم جبابرة بأس.
تركوا أخاهم شاول الشرير، والتصقوا بداود أينما وُجِدَ.
وبقي السبط أمينًا لسبط يهوذا إلى النهاية.
وُجِدَ في سبط بنيامين من هم أمناء أكثر من أبشالوم بن داود!
نعمتك تُقِيم الساقطين، وترفع منسحقي القلوب.
ضُمّني إليك يا ابن داود، فألتصق بك ولا أفارقك!
هَبْ لي أن أكون أمينًا معك ولك يا من أنت أمين إلى الأبد،
فلا يشغلني أن أنتسب إلى سبطٍ ما،
ففي مياه المعمودية وهبتني روح التبني للآب!
v إن حسبتني ابنًا ليوسف البار ابن يعقوب،
فلتهبني نصيبًا مع أفرايم أو منسّى!
كثيرون أمناء من السبطين التصقوا بداود.
لا تحرمني أن أكون من بين ورثة الله،
وارثون معك وبه ولك،
فأنت هو ميراثنا الأبدي، ونصيبنا الذي لا يزول!
v لستُ أتجاسر فأحسب نفسي من سبط يهوذا أو سبط لاوي!
أقمتني ملكًا صاحب سلطان،
أدوس على الحيّات والعقارب وكل قوة العدو.
أتحدَّى إبليس والخطية والموت!
لأنك أنت القدوس والقيامة واهب النصرة!
أقمتني كاهنًا لله أبيك في مياه المعمودية،
تتقبَّل كل كلمة شكر أو تسبيح ذبيحة مَرْضية أمامك.
v لست أعدد كل الأسباط لأنتمي لأحدها،
فقد جعلتني عضوًا في جسدك يا أيها القدوس.
صرتَ لي بِرًّا وقداسة وفداءً! (1 كو 1: 30)
v عجيب أنت يا رب في عطفك وحنوِّك!
نساء كثيرات عبرانيات اشتهين أن يُنجبن،
لكي يكون لهن بركة تجسدك من نسلهن.
ثامار الكنعانية كانت مُرَّة النفس لأنها بلا أطفال.
مات رجلها عير بن يهوذا ولم تُنْجِبْ ابنًا.
تزوجَتْ أخوه أونان، لكي تُنْجِبَ ابنًا للميت.
سمعتْ عن تجسدك خلال الظل،
فاشتاقتْ أن تكون لها بركة تجسدك من نسلها.
حرمها حماها يهوذا من الزواج بالابن الثالث شيلة،
فقد ظن أن ثامار هي علة موت ابنيه عير وعنان.
بحيلةٍ حملت صورة العار، واحتلت مركز زانية.
اضطجعت مع حميها، وهو لا يعلم من هي.
حملت وولدت ونالت شهوة قلبها.
فاقت الكنعانية الكثير من المؤمنات العبرانيات.
أنجبت طفلين يُمَثِّلان الأمم القابلة للإيمان بالمسيّا.
أنجبت زارح الفاقد البكورية ممثلاً لليهود رافضي الإيمان بالمُخَلِّص.
وأنجبت فارص المُغتصِب البكورية وهو في بطن أمه،
وصار مُمَثِّلاً للأمم التي قبلت الإيمان بمُخَلِّص العالم.
أِلهب قلبي شوقًا واملأه رجاءً، فأكون عن يمينك.
صوتك يدوي في أعماقي: تعالوا إليَّ يا مباركي أبي!
v هل لي قلب بوعز البسيط وخادم المحتاجين.
لم يحتقر راعوث لأنها موآبية، ولا لأنها فقيرة.
اهتم بها وبحماتها، فنال كرامة فائقة.
صار جدًا لداود العظيم في الأنبياء والملوك.
هَبْ لي قلبًا مُحِبًا لكل محتاجٍ.
فتُشبع احتياجي، وتُنعم عليَّ بشركة أمجادك!

ملحق أخبار الأيام الأول 2[16]


ترتيب الأسباط في الكتاب المقدس

يُقَدِّم لنا الكتاب المقدس ترتيب الأسباط بطريقة متباينة حسب ظروف الموقف. وُضِعَ هذا التباين في ترتيب مُعَيَّن لأجل بنياننا. ففي كل موقفٍ يتلامس المؤمن مع الترتيب بما يمسُّ بنيان نفسه، وما يعلن عن حب الله ورعايته له. وإنني أرجو ما استطعت أن أقدم صورة لهذا التباين، بما يحثنا على الانطلاق بروح القوة والرجاء في رحلتنا في الحياة في صحبة المسيح.
1. الترتيب الطبيعي للأسباط حسب ميلاد بني يعقوب (تك 29-30)

قدَّم لابان بنتيْه ليئة وراحيل ليعقوب. دبَّت الغيرة بينهما، كل منهما تود أن تسحب قلب يعقوب نحوها. اعتمدت راحيل على جمالها وقوة نظرها، بينما لم تكن ليئة جميلة في عينيّ رجلها، كما كانت عيناها ضعيفتين، قدَّمت كل منهما جاريتها ليعقوب لكي يزداد الأبناء المنسوبين إليها.
قدَّم لنا الكتاب أول ترتيب للأسباط حسب الطبيعة، وليس حسب خطة الله مع أبناء يعقوب. كأن الكتاب المقدس يكشف لنا أنه لا يستطيع الإنسان أن ينتفع بشيءٍ خلال الفكر المُجَرَّد.
v بالنسبة للجهلاء والحسِّيين تبدو الأمور الباطلة أكثر جمالاً من تعاليم الحق.
العلامة أوريجينوس



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






2. ترتيب أبناء يعقوب في طريق عودتهم مع أبيهم إلى بيت أبيه (تك 35: 23)

لا نعجب إن وضع الثلاثة أبناء المُذنِبين على رأس القائمة، وهم:
أ. رأوبين، ارتكب خطية بشعة، إذ جاء قبل عرض القائمة: "وحدث إذ كان ساكنًا في تلك أرض أن رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرية أبيه" (تك 35: 22). خطية الزنا بشعة للغاية، تُفقِد الإنسان طهارته واحترامه حتى لنفسه، إذ يشعر أنه عبد لشهوة جسدية تُحَرِّكه كيفما شاءت، فقد إرادته وسلطانه على حواسه وعواطفه، وأحيانًا يفقد كرامته. ومما يُضخِّم من هذه الخطية أنها كانت مصحوبة بالخيانة، إذ دنَّس فراش أبيه (تك 49: 4). ففقد احترامه لأسرته، خاصة لوالده.
مما يزيد من مسئوليته أنه الابن البكر، لذا عاتبه أبوه، قائلاً: "أنت بكري، قوّتي، وأول قدرتي" (تك 49: 3). لو أن هذا صدر من ابنٍ مراهقٍ صغيرٍ لكانت الجريمة أهون.
ب، ج. الأخوان القاتلان شمعون ولاوي (تك 34: 25-26). خرجت دينة أختهما لتنظر بنات الأرض، فاعتدى عليها شكيم بن حمور الأمر الذي أثار الأخوين فقاما بقتل الكثيرين ونهب المدينة وسبي الأطفال والنساء. تكدر يعقوب أبوهما جدًا، وقال لهما: "كدَّرْتماني بتكريهكما إيّاي عند سكان الأرض..." (تك 34: 30).
وضع الثلاثة على رأس القائمة غايته أن كثير من الخطاة بتوبتهم يرجعون إلى الله، ويحتلون مركزًا ساميًا في كنيسة السيد المسيح. أحيانًا يفوقون السابقين، كما حدث مع ديماس اللص اليمين. ومع شاول الطرسوسي الذي يدعو نفسه أول الخطاة.
إن كان الثلاثة قد أخطأوا، وكانوا غير أمناء. غير أن الله أمين في وعده مع إبراهيم أن يهب أولاده أرض الموعد.
كأن هذه القائمة تدفعنا إلى حياة التوبة، التي تنقلنا كما إلى طغمة شبه سماوية، كما تفتح لنا الرجاء والثقة في وعود الله الصادقة. يقول الرسول: "إن كنا غير أمناء، فهو يبقى أمينًا لن يقدر أن ينكر نفسه" (2 تي 2: 13).
v أيها الخاطي، عظيم هو فعلك إن تُبتَ!...
إنك تقيم الخلقة بتوبتك إن شئتَ؛ هذه التي لم يخلق الرب في الخليقة أحسن منها.
افعل الأمور الجديدة، وأظهر خليقة جديدة في العالم؛ وخذ الشرف الذي لا يفوقه شيء...
الخلقة التي هُدِمَتْ يُقِيمها الإنسان بالتوبة؛ ابنِ بغيرتك النفس التي خربت من الصالحات.
المثال العظيم الذي سقط وانكسَّر وصار هزءًا؛ إن أتقنتَ صنعته يُنظَر فيك.
شخصُك العظيم الذي هو صورة الله، هَدَمَته الخطايا؛ أسنده أنت ليقوم بالتوبة.
اقبل نعمة الله وأتقن شبهه، لأنه بحريتك فسد فيك ما أخذته. لولاك لما صار ذاك الفساد عظيمًا.
أخذت صورة الله أيها الإنسان؛ اختر أن تتقنها.
القديس مار يعقوب السروجي
v لأجل خلاصنا، صار "ابن الله" "ابن الإنسان"! عاش تسعة أشهر في أحشاء البتول! الخِرق لفَّتْه!
ذاك الذي يمسك العالم بقبضة يده، ارتضى أن يُولَد في المذود الضيِّق الحقير.
لا أستطيع أن أصف الثلاثين عامًا التي قضاها فقيرًا، ونزل معهما (يوسف ومريم) وجاء إلى الناصرة، وكان خاضعًا لهما، وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها، "أما يسوع فكان يتقدَّم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" (لو 2: 51-52).
عندما جُلِدَ صمت! وعندما صُلِبَ صلَّى لأجل صالبيه! "بماذا أكافئ الرب عن كل ما أعطانيه؟! كأس الخلاص آخذ، وأدعو باسم الرب". "عزيز في عيني الرب موت أتقيائه" (مز 116: 15). العمل اللائق الذي نستطيع أن نعمله نظير ما فعله معنا، هو أن نُقَدِّمَ دمًا بدمٍ. وبما أننا افتُدينا بدم المسيح، فلائق بنا أن نُقَدِّم حياتنا لمن افتدانا.
القدِّيس إيرونيموس


3. عند انطلاقهم إلى مصر للِّقاء مع يوسف (تك 46: 8-25)

إن كان يوسف قد سبق إخوته، فدخل إلى مصر كعبدٍ، وصار سجينًا، وصار مُدَبِّرًا لشعب مصر والبلاد المحيطة، يُقَدِّم لهم حنطة، سُجِّل اسمه في القائمة كواحدٍ منهم دون تمييز عنهم. بعد قول الكتاب: "وهذه أسماء بين إسرائيل الذين جاءوا إلى مصر" (تك 46: 8)، لم يبدأ بيوسف بكونه هو الذي ينقذهم ويعولهم في مجاعة كادت تهلكهم. وهو في هذا رمز للسيد المسيح الذي نزل إلى أرضنا "وحلَّ بيننا" (يو 1: 14) كواحدٍ منّا، شابهنا في كل شيء ماعدا الخطية. هكذا شابه يوسف إخوته في كل شيء ماعدا الكراهية؛ أحبَّهم بالرغم مما قدَّموه له من الشرِّ.
جاء الترتيب كالآتي:
6 أبناء من ليئة: رأوبين ، شمعون، لاوي، يهوذا، يسّاكر، زبولون [8-14].
ابنان من زلفة: جاد وأشير [16-17].
ابنان من راحيل: يوسف وبنيامين [19].
ابنان من بلهة: دان ونفتالي [23-24].
4. حسب الترتيب الرمزي والنبوي (تك 49)

قُبَيْل نياحته "دعا يعقوب بنيه وقال: اجتمعوا لأُنبئكم بما يصيبكم في آخر الأيام" (تك 49: 1). بعد حياة مملوءة بالجهاد خلالها اغتصب يعقوب البركة والباكورية، واستحق رغم ضعفاته المتكررة أن ينال الوعد بمجيء المسيا من نسله، هذا الذي به تتبارك كل الأمم. تطلَّع إلى أولاده كأسباط منهم يخرج شعب الله الذي يتمتَّع بأرض الموعد، ويأتي المسيا المُخَلِّص، فانفتح لسانه ينطق بما يراه خلال روح النبوة أو خلال الظلال. كأنه بموسى الذي ارتفع على جبل نبو يتطلَّع من بعيد إلى أرض الموعد، فيفرح قلبه من أجل الشعب الذي ينعم بتحقيق الوعد الذي حُرِمَ هو منه[19].
رأى في رأوبين الابن البكر والثمر الطبيعي له من ليئة، الإنسان المُتَّكِل على بكورية الجسد أو أعمال الناموس، فيخسر بكورية الروح. لهذا حسبه كمن دنَّس مضطجع أبيه بتدنيسه الكنيسة عروس المسيح خلال برِّه الذاتي.
ورأى في شمعون ولاوي، اللذين منهما جاء الكتبة والكهنة، وقد قاوموا السيد المسيح كلمة الله، يشيران إلى خطية المؤامرات الشريرة ومجالس الإثم المُفسِدة للخدمة وعمل الله.
أما يهوذا، فرآه يُمَثِّل "الحمل" المصلوب، وفي نفس الوقت الأسد الغالب بالصليب. رأى السيد المسيح خارجًا من سبط يهوذا، يهب قوة قيامة لمؤمنيه. وكأنه لا يكفي أن نترك البرَّ الذاتي (رأوبين) ونرفض مجالس الشر (شمعون ولاوي)، وإنما يلزمنا الالتصاق بيهوذا الحقيقي لننعم بقوة قيامته عاملة فينا.
بهذا ينطلق إلى "زبولون" الذي يشير إلى الانطلاق نحو البحر أو الاتجاه إلى الأمم للكرازة لهم. فمن يحمل يهوذا القائم فيه لا يقدر أن يحتمل رؤية الأمم في عدم إيمانهم، طالبًا خلاص كل إنسانٍ.
تحدث بعد ذلك عن جاد بكونه يُهاجَم بجيشٍ لكنه يعود فيغلب، إشارة إلى المؤمن الذي يُحارَب كثيرًا، لكنه في النهاية ينتصر. لذا جاء بعده "أشير" بخبزه السمين أي غلاته متوافرة. فالحروب الروحية وإن كشفت ضعفاتنا، لكنها تعطي النفس قوة وتجعلها أكثر أثمارًا.
بعد أشير تحدث عن نفتالي كإيله (مونث إيل) سريعة الحركة، كلماته عذبة مع الجميع، أما يوسف فيحمل في صُلْبِه سبطيْن منسى وأفرايم، فإن "يوسف" تعني "النمو" وذلك خلال نسيان هموم العالم والتمتُّع بالثمر المتزايد (أفرايم).
أخيرًا يتحدث عن بنيامين "ابن اليمين" الذي ينعم بشركة المجد الأبدي.
يمكننا في إيجاز القول بأن يعقوب رأى بروح النبوة في أولاده صورة حية للكنيسة المجاهدة في المسيح يسوع:


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
























5. ترتيبهم وهم متغرِّبون في مصر (خر 1: 2-3)

أ. سبق أن قُدِّم ترتيبهم في دخولهم مصر (تك 46: 8-25)، وأصرَّ الوحي الإلهي ألا يفصل يوسف عن إخوته، مع أنه سبقهم منذ سنوات طويلة ليُعِدَّه الله كي يستقبل أباه وإخوته ويسندهم. الآن يبدو قد بلغوا مصر، وخرج يوسف يستقبلهم، ففي الترتيب فرز يوسف عنهم. فبكونه رمز للسيد المسيح مُخَلِّصنا وراعينا، فإنه وإن حلَّ بيننا وصار كواحدٍ منَّا، إلا إنه كلمة الله الأزلي الخالق، وهبنا أن نكون أعضاء جسده، خليقته المحبوبة لديه.
ب. جاء جاد وأشير ابنا زلفة في مؤخرة السلسلة.
6. ترتيب الأسباط في التعداد (عد 1: 5-16)

أول إحصاء لبني إسرائيل نسمع عنه، تمّ في البرية بعد الخروج، ويُلاحَظ فيه الآتي:
أ. لم يُذكَر سبط لاوي، لأن هذا السبط مُكرَّس لخدمة خيمة الاجتماع، وبعد ذلك الهيكل مع تنظيم العبادة الخ. كان هذا السبط معفيًا من الجندية، ولا يرث نصيبًا في الأرض خاصًا به عند دخولهم أرض الموعد. إن صحَّ لنا القول إنهم كانوا أشبه بعشور الشعب المُقدَّم هبة من الشعب لله لخدمة بيته، لا يشغل نفسه بشيءٍ إلا بالعبادة والصلاة لحساب الشعب كله.
ب. نُقِلَ أشير وجاد من موضعهما.
ج. حلَّ ابنا يوسف أفرام ومنسّى محل أبيهما، وأخذ أفرايم الأولوية على أخيه الأكبر منسّى، لتأكيد أن الكرامة لا ترتبط بالسن أو البكورية الجسدية، هذا ما أعلنه يعقوب حين باركهما ووضع يمينه على الأصغر، ويساره على الأكبر عن عمدٍ، وليس سهوًا كما ظن يوسف، إذ ساء الأمر في عينيه" (تك 48: 14-22).
7. ترتيب الأسباط أثناء الإعداد للحرب (عد 1: 20-56)

ويلاحظ فيه أن جاد لأكثر من مرة يتغيَّر ترتيبه. هنا يحتل موضع لاوي الذي لم يرد ذكره في التعداد.
8. ترتيب مواضع الأسباط حول خيمة الاجتماع (عد 2)

سبق لنا الحديث عنه في دراستنا لسفر العدد الأصحاح الثاني. يرى العلامة أوريجينوس أن المحلة ككل تُشْبِه الصليب تحت قيادة يهوذا، السبط الذي جاءت منه القديسة مريم والدة الإله، حيث تجسد كلمة الله فيها، وفي وسط المحلة يوجد صليب صغير من الكهنة وموسى النبي وعشائر اللاويين الثلاث. وكأنه يليق بالكنيسة أن تسلك في البرية حاملة الصليب، تُصلَب مع عريسها.
9. ترتيب رؤساء الأسباط أثناء تكريس المذبح (عدد 7)

ذات الترتيب الذي كان لمواضع الأسباط، باستثناء لاوي الذي كان من الطبيعي أن يختفي.
اليوم الأول: قدم رئيس من سبط يهوذا. اليوم الثاني: قدم رئيس من سبط يسّاكر.
اليوم الثالث: قدم رئيس من سبط زبولون. اليوم الرابع: رئيس من سبط بني رأوبين.
اليوم الخامس: قدم رئيس من سبط جاد. اليوم السابع: قدم رئيس من سبط أفرايم.
اليوم الثامن: قدم رئيس من سبط منسَّى. اليوم التاسع: قدم رئيس من سبط بنيامين.
اليوم العاشر: قدم رئيس من سبط دان. اليوم الحادي عشر: من سبط أشير.
اليوم الثاني عشر: قدم رئيس من سبط نفتالي.
10. ترتيب رؤوس الأسباط لتجسس الأرض (عد 13: 5-7).

إذ حدث تذمُّر على موسى وهرون، اختير اثنا عشر جاسوسًا، واحد عن كل سبط.
لم يلتزم بترتيب الأسباط بنظام مُعَيَّن. يكشف هذا الارتباك في ترتيب أسماء الأسباط عن ارتباك الشعب، وارتباك قلوبهم التي فقدت سلامها في الرب.
11. ترتيب الأسماء في التعداد بعد الوباء (عد 6)

يُشْبِه الترتيب الخاص بالحرب، باستثناء أن منسّى يحتل الأولوية على أفرايم حسب ترتيب المواليد. ففي الحرب حيث يطلب الشعب نعمة الله أن تعمل تكون الأولوية لأفرايم، أما في هذا التعداد الذي لم يكن حسب فكر الله، بل أخطأ داود بطلب عمل الإحصاء صارت الأولوية لمنسّى.
12. ترتيب رؤساء الأسباط لتقسيم الأرض (عد 34: 18-29)[20]

إذ صار إسرائيل على أبواب أرض الموعد، جاء ترتيب رؤساء الأسباط في هذه المرة مختلفًا تمامًا عمّا سبق:
أ. صار رأوبين وجاد ونصف سبط منسَّى يُمَثِّلون وحدة واحدة، إذ اختاروا نصيبهم شرق الأردن، فحُذِفوا.
ب. سابقًا كان القائد موسى النبي، الآن قد تمت رسالته عند البلوغ إلى حدود أرض الموعد، وصار القائدان هما يشوع رمز ليسوع المسيح القادر أن يَحْملَنا إلى كنعان السماوية، واليعازر الكاهن، ومعناه "الله مُعِين" ويُشِير إلى كهنوت السيد المسيح واهب الميراث الأبدي.
حَدَّد الرب هيئة التقسيم بالأسماء: رئيس الكهنة أليعازر، يشوع بن نون القائد الأعظم، ورئيسٍ عن كل سبط من الأسباط الوارثة للأرض حدَّدهم بأسمائهم. وكان لابد أن يكون في مُقَدِّمتهم كالب بن يفنه، الذي جاء مع يشوع حاملاً عنقود العنب إلى الجيل السابق منذ سنوات طويلة! الأرض ليست غريبة عنه، فقد سبق فدخلها، وذاق ثمرها، وشهد لها، مُقَدِّمًا عربونًا لثمارها. هذا هو عمل الإنسان المسيحي أن يدخل الملكوت ويعيشه ويتمتَّع بثمره، مُقَدِّمًا عربونًا لإخوته، حتى متى جاء يوم الرب العظيم يتلألأ اسمه ككوكبٍ مُنِيرٍ، ويدخل حضن الله بدالة، لأنه مُتَمتِّع به قليلاً، وليس بغريبٍ عنه.
قلنا إن يشوع رمز ليسوع المسيح، وأليعازر تعني "الله أعان"، أما كالب فمشتقة من "قلب"، وتشير إلى إخلاص القلب وغيرته في التمتُّع بالميراث الأبدي. وهكذا بقية أسماء الرؤساء تحمل معنى وتكشف عن سمات الذين ينعمون بالميراث، ويسندون إخوتهم في التمتُّع به:
"شَمُوئِيل" يعني "الله قد سمع"؛ "أَلِيدَاد" يعني "من يُحِبُّه إلهي"؛ "بُقِّي" يعني "من يختبره الرب"؛ "حَنِّيئِيل" يعني "الله حنان"؛ "قَمُوئِيل" يعني "مجمع الله"؛ "أَلِيصَافَان" يعني "إلهي أخْفَى"؛ "فَلطِيئِيل" يعني "الله قد نَجَّى"؛ "أَخِيهُود" يعني "أخي عظيم"؛ "فَدَهْئِيل" يعني "الله افتدى".
في اختصار، تكشف هذه الأسماء عن سمات الملكوت الأبدي بكونه هو عمل الله الفادي، وثمرة استماع الله لنا في ابنه، وسرّ محبته لنا فيه، وحنانه علينا، الذي يُنَجِّينا. إنه يعطي لمجمع القديسين في الله، المجمع الخفي فيه، فيه يرى كل منا أخاه عظيمًا، فيفرح ويُسَر بأمجاد الآخرين.
13. ترتيب الأسباط على جبلي جرزيم وعيبال (تث 27)[21]

وقف ستة أسباط على جبل جرزيم ينطقون بالبركات، وستة أسباط على جبل عيبال ينطقون باللعنات (1 أخ 27: 12-13).
الأسباط المختارة للبركة كانت من أولاد ليئة وراحيل. أمَّا الأسباط المختارة لإعلان اللعنة على جبل عيبال، فهي جاد وأشير من زلفة أمَة ليئة، ودان ونفتالي من بلهة أمَة راحيل، وزبولون ورأوبين من ليئة، أمَّا اللاويُّون (أي الكهنة المنوطون بهذا العمل وليس كل سبط لاوي) فكانوا غالبًا في منطقة متوسِّطة بين الجبلين (يش 8: 33)، يعلنون البركة واللعنة بصوت عالٍ ليسمعهم الكل.
لم يذكر هنا البركات بل اللعنات، ويرى اليهود أنَّه كان ينطق باللعنة وما يُقابِلها من البركة[22]. يظن البعض استحالة وصول الصوت إلى الشعب حين يعلن كل فريق البركة أو اللعنة، لكن بالتجربة المعاصرة ثبت أنَّه يمكن بسهولة سماع الصوت وبطريقة واضحة، خاصة وأن الناطقين كانوا جماعة كبيرة وليس فردًا واحدًا.
جاءت اللعنات الخاصة بالعصيان أو كسر إحدى الوصايا العشرة والبركات الخاصة بالطاعة للوصيَّة، إنَّما كمفتاح للشعب كي يتمتَّعوا بالأرض، ويمتلئوا رجاءً في السماء عينها!
جاءت اللعنات مبتدئة بالخطايا الموجَّهة ضدّ الله نفسه مباشرة، كعبادة الأوثان [15]، ثم ضدّ الوالدين [16]، وضدّ العدالة الاجتماعيَّة [17]، ثم ضدّ المنكسرين والمحتاجين [18-19]. أي بدأ بالله فالوالديْن فالمجتمع عامة ثم فئة المعوزِّين. يلي هذا اللعنات ضدّ الطهارة والعفَّة [20-23] ثم القتل [24-25]، وأخيرًا قدَّم وصيَّة عامة خاصة بحفظ الوصايا.
v أقول خضع الشعب لهذه اللعنة، لأنَّه لا يوجد إنسان استمرَّ عاملاً كل الناموس أو حافظًا له، لكن المسيح حوَّل هذه اللعنة بلعنةٍ أخرى "ملعون من عُلِّق على خشبة". بهذا كل من عُلِّق على شجرة ومن عصى الناموس صار ملعونًا، وكان من الضروري لذاك الذي يريد أن يُحرِّر من اللعنة أن يكون هو نفسه حرًا منها. لهذا أخذ المسيح على نفسه اللعنة الأخرى ليُحرِّرنا من اللعنة. هذا يُشْبِه إنسانًا بريئًا تعهَّد أن يَقْبَلَ حكم الموت عن آخر، وبهذا خلَّصه من العقوبة. إذ أخذ المسيح على نفسه ليس لعنة العصيان، بل اللعنة الأخرى لينزع اللعنة عن الآخرين. إذ "لم يعمل ظلمًا، ولم يكن في فمه غش" (إش 51: 9؛ 1 بط 2: 22). وبموته خلَّص المائتين من الموت، وبحمله اللعنة خلَّصهم منها.
القديس يوحنا الذهبي الفم
14. ترتيب الأسباط في مباركة موسى لهم (تث 33)

إذ جاءت لحظات انتقال موسى من هذا العالم، لم يقف عند تسليم يشوع عجلة القيادة ومساندته، وتقديم وصية ختامية للشعب الخ، إنما بارك شعبه سبطًا سبطًا، كما سبق فبارك يعقوب أولاده عند نياحته. ويلاحظ في مباركته للأسباط الآتي:
أ. بدأ بسبط رأوبين، فإنه وإن كان قد فقد بكوريته بسبب تدنيسه مضجع أبيه، وهو ابن ليئة المكروهة، غير أن الله لم يتركه. هذا ما يؤكده موسى النبي "ليحيا رأوبين ولا يمت، ولا يكن رجاله قليلين" (تث 33: 6).
ب. سبط يهوذا حيث يصير السبط الملوكي، ينال وعدًا أن بيت داود يملك إلى الأبد.
ج. يبارك سبط لاوي بكونه السبط الكهنوتي المسئول عن قيادة الكل للعبادة، وتقديم التعليم السليم بلا انحراف. وقد اهتم الكتاب بالربط بين العمل القيادي الملكي والعمل الكهنوتي، فإن ربَّ المجد هو ملك الملوك ورئيس الكهنة السماوي.
عند مباركته ليوسف يُقَدِّم البركة لأفرايم ويعطيه "ربوات"، ولأخيه منسّى ويعطيه الألوف.
نجد أن شمعون محذوف.
15. ترتيب الأسباط عند توزيع أرض الموعد غرب الأردن (يش 15-21).

أعطى موسى رأوبين وجاد ونصف سبط منسَّى الضفة الشرقية من نهر الأردن (يش 13: 15-29). الآن أقيمت القرعة لمعرفة مشيئة الله في تقسيم الأرض، وقد تمَّ ترتيب الأسباط في التقسيم هكذا:
أ. بدأ بالقرعة لسبط يهوذا (يش 15: 1)، بكونه السبط الملكي.
ب. القرعة لمنسى وأفرايم، إذ صار ليوسف الذي قابل كراهية إخوته بالحب، ففتح لهم قلبه وعالهم في غربتهم، فصار له سبطان باسميّ ابنيه منسّى البكر (نصف السبط)، وأفرايم (يش 16: 1؛ 17: 1، 17-18).
ج. تقسيم المتبقِّي على سبعة أقسام للأسباط السبعة المتراخين عند الدخول لامتلاك الأرض التي أعطاهم إيّاها الرب (يش 18: 2-5)، فألقى يشوع قرعة في شيلوه أمام الرب، وهناك قسم الأرض لبني إسرائيل حسب فرّقهم (يش 18: 10)، وجاء ترتيبهم هكذا: بنيامين، شمعون (يش 19: 1)، زبولون (يش 19: 10)، يسّاكر (يش 19: 17)، أشير (يش 19: 24)، نفتالي (يش 19: 32)، دان (يش 19: 40).
16. ترتيب الأسباط في أخبار الأيام الأول (1 أخ 2: 1-2)

لم يلتزم بالترتيب حسب الميلاد الطبيعي، إنما يبدو كما لو كان بغير نظامٍ طبيعيٍ، إنما حسب النعمة الإلهية ومقاصد الله، كما رأينا في دراستنا لهذا الأصحاح (1 أي 2).
17. ترتيب الأسباط في كنيسة العهد الجديد السماوية (حز 48)

يلاحظ فيه التالي:
أ. لا يخصص سبط مُعَيَّن لخدمة المدينة (1 أخ 48: 19)، إشارة إلى عدم تكريس أُمَّة مُعَيَّنة وحدها للكهنوت، بل يتمتَّع به كهنة من كل الشعوب والأمم في المسيح يسوع. هذا بجانب الكهنوت العلماني العام في مياه المعمودية.
ب. اللاويون في مركز القدس.
ج. أبناء الزوجتين الشرعيتين قريبون من القدس، والذين من الجواري ففي أقصى الحدود.
يهوذا وبنيامين، أي الملك وابن اليمين، واحد إلى الشمال، والآخر إلى الجنوب.
رأوبين وشمعون اللذان فقدا حقوقهما بحسب الطبيعة، من جانب ومن جانب آخر.
يسّاكر وزلولون ابنا ليئة إلى الجنوب.
منسّى وأفرايم ابنا راحيل إلى الشمال. أفرايم أقرب إلى القدس من منسّى.
جاد بن زلفة إلى الجنوب. ونفتالي بن بلهة إلى الشمال.
دان نصيبه في الأرض آخر الأسباط من جهة الشمال، وهو أبعد ما يكون عن القدس.
أشير بعد جاد إلى الجنوب، بعده دان أقصى الشمال.
18. ترتيب الأسباط في الحديث عن الأبدية (رؤ 7)

يلاحظ فيه الآتي:
أ. نزع كل تمييز بين الأسباط، باستثناء يهوذا الذي يشغل المكان الأول، حيث يضم ابن داود الكنيسة كلها إليه كعروسٍ سماويةٍ.
ب. حذف دان تمامًا، لأنه يشير إلى ضد المسيح.
ج. يُختم لاوي مع بقية الأسباط، لأن الكل يتمتَّع بالرب نصيبه، ولا توجد أرض تُوزَّع على الأسباط.
د. لا ينقسم سبط منسَّى إلى نصف في شرق الأردن ونصف في غربه، إذ لا يوجد انقسام في السماء، بل توجد الكنيسة الواحدة الوحيدة الجامعة!




نسل داود

تستمر جداول الأنساب بخصوص يهوذا، الآن يخصصها لداود ثم ابنه سليمان ثم سلسلة الملوك من بيت داود.
لم يوجد بين كل عائلات إسرائيل أسرة تضاهي عائلة داود. قدَّم لنا هذا الأصحاح قائمة بكل أبناء داود، والملوك الذين خلفوه على العرش حتى تحطَّمت المملكة، وتحدث عن عائلته سواء في السبي أو بعد السبي. أما سرُّ عظمة هذه العائلة فهو تَجَسُّد كلمة الله من مريم ابنة داود.
تُقَدِّم لنا السلسلة تسعة عشر اسمًا من أبناء داود، ستة منهم وُلِدوا في حبرون، وأربعة أبناء له من بثشبع، ويوجد تسعة آخرون. من التسعة عشر الذين بلا شك أقاموا عائلات شريفة، ومع ذلك لم يُشِرْ التاريخ إلا إلى ابن واحد لداود، اختير ليرث العرش وهو سليمان، وخلاله توالى الملوك من نسله ليملكوا على يهوذا، وحُمِلَ بعضهم إلى السبي.
عندما تحدث الأصحاح عن أبناء داود من بثشبع لم يُشِرْ إلى خطيته معها. إنما أُشير إلى أبنائه منها بكونهم أبناء بثشبع. في السفر كله لم تذكر خطاياه سوى إحصاء الشعب.
في الأسفار التي كُتِبَتْ بعد الرجوع من السبي إذ أشاروا إلى وعد الله بإقامة خيمة بيت داود الساقطة، لم يكن المجال مناسبًا للحديث عن خطايا الذين اختارهم الله كأدوات لتحقيق هدفه الإلهي، إنما ما يشغله هو عمل الله خلال هذه الآلات أو القنوات[1].

بيت داود والرجوع من السبي

يمكننا القول بأن الأصحاحين السابقين كانا تمهيدًا للعبور بنا من آدم إلى نوح، ومن نوح إلى إبراهيم، ومن إبراهيم إلى إسرائيل، ومن إسرائيل إلى يهوذا حتى يتحدث عن داود الملك، وهو محور سفريّ أخبار الأيام، لأن من نسله يأتي من يُقِيم خيمة داود الساقطة ويملك إلى الأبد. لذلك يستحضر هذا الأصحاح نسب داود حتى أجيال قليلة قبل يسوع المسيح.
جاء هذا الأصحاح محصورًا في الخط الملوكي الداودي لمدة خمسة قرون تقريبًا من تجليس داود ملكًا إلى عودة إسرائيل من السبي بلا ملك. وقد جاءت نبوة واضحة أنه لا يعود يقوم ملك من بيت داود يحكم في يهوذا، إذ يقول إرميا: "هل هذا الرجل كنياهو وعاء خزف مهان مكسور، أو إناء ليست فيه مسرة؟ لماذا طُرِحَ هو ونسله والقوا إلى أرض لا يعرفونها؟ يا أرض، يا أرض، اسمعي كلمة الرب. هكذا قال الروح الرب: اكتبوا هذا الرجل عقيمًا، رجلاً لا ينجح في أيامه، لأنه لا ينجح من نسله أحد جالسًا على كرسي داود، وحاكمًا بعد في يهوذا" (إر 22: 28-30).
عندما أعاد الفارسيون المجتمع اليهودي من بابل في عام 538 ق. م، سمحوا بوجود قادةٍ وحكامٍ من اليهود مثل زرُبابل ونحميا بجانب القادة الدينيين مثل عزرا الكاهن، لكن لم يُقِيموا عليهم ملكًا يهوديًا من نسل داود. فإن كان زرُبابل من نسل داود، غير أنه لم يكن ملكًا، ولا وجدت نيّة لدى فارس أن تقيمه ملكًا، كما لم يكن الشعب في أورشليم يفكر في إقامة ملك من بيت داود أو من عشيرة أخرى.
كان رجاء الأنبياء سواء قبل السبي أو أثناءه أو بعده هو إقامة خيمة داود الساقطة بمجيء ابن داود، ملك الملوك. فيقول الرب على لسان زكريا النبي: "وأفيض على بيت داود، وعلى سكان أورشليم، روح النعمة والتضرعات، فينظرون إلى الذي طعنوه، وينوحون عليه كنائحٍ على وحيدٍ له" (زك 12: 10). إنه الملك المصلوب المطعون بالحربة، ليملك على العقول ويهبها نعمته وبرَّه!
يُسَجِّل هذا الأصحاح أُسرة داود، ونجد فيه بعض أسماء لأبناء داود لم يُذكَروا في أسفار صموئيل والملوك، على سبيل المثال أول ثلاثة ذُكروا في آية 5: "وهؤلاء وُلِدُوا له في أورشليم. شمعي وشوباب وناثان وسليمان. أربعة من بثشوع بنت عميئيل" (1 أي 3: 5).
إذ نعود إلى نسب ربنا يسوع المُسَجَّل في إنجيل القديس لوقا، نجده يأخذ لقب الدم لعرش داود كذبيحة خلال ناثان، وليس خلال سليمان، فالقديسة مريم والدة الإله منسوبة إلى ناثان.
وفي إنجيل القديس متى نجد أن ربنا يسوع أخذ اللقب القانوني لعرش داود كملكٍ خلال سليمان، فالقديس يوسف منسوب إلى سليمان.
وهذا يهمنا جدًا، لأن في نسب سليمان يظهر يكنيا (مت 1: 11) الذي لقَّبه الله "كنياهو" (إر 22: 28)، والوحي الإلهي يذكر: "هكذا قال الرب. اكتبوا هذا الرجل عقيمًا، رجًلا لا ينجح في أيامه، لأنه لا ينجح من نسله أحد جالسًا على كرسي داود وحاكمًا بعد في يهوذا" (إر 22: 30).
هذا الرجل وحده سبَّب انقطاع في الحلقة المؤدية إلى المسيا، وفي ذلك برهان آخر على الميلاد البتولي من العذراء مريم.

1. نسل داود في حبرون

1 وَهؤُلاَءِ هُمْ بَنُو دَاوُدَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي حَبْرُونَ: الْبِكْرُ أَمْنُونُ مِنْ أَخِينُوعَمَ الْيَزْرَعِيلِيَّةِ. الثَّانِي دَانِيئِيلُ مِنْ أَبِيجَايِلَ الْكَرْمَلِيَّةِ. 2 الثَّالِثُ أَبْشَالُومُ ابْنُ مَعْكَةَ بِنْتِ تَلْمَايَ مَلِكِ جَشُورَ. الرَّابعُ أَدُونِيَّا ابْنُ حَجِّيثَ. 3 الخَّامِسُ شَفَطْيَا مِنْ أَبِيطَالَ. السَّادِسُ يَثَرْعَامُ مِنْ عَجْلَةَ امْرَأَتِهِ. 4 وُلِدَ لَهُ سِتَّةٌ فِي حَبْرُونَ. وَمَلَكَ هُنَاكَ سَبْعَ سِنِينٍ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ مَلَكَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ.

وَهَؤُلاَءِ هُمْ بَنُو دَاوُدَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي حَبْرُونَ:
الْبِكْرُ أَمْنُونُ مِنْ أَخِينُوعَمَ الْيَزْرَعِيلِيَّةِ.
الثَّانِي دَانِيئِيلُ مِنْ أَبِيجَايِلَ الْكَرْمَلِيَّةِ [1]
في حديثه عن نسل داود بدأ بالبكر أمنون [1] وانتهى بثامار [9]. أمنون بكر بحسب الجسد، وهو خزي بيت أبيه، لذلك لزم استبعاده.
كل أبناء داود الذين وُلِدوا قبل التأسيس الكامل للملكية هم تحت دينونة عامة، مثل أمنون وأبشالوم بسبب الفساد والتمرُّد والكبرياء. هؤلاء وقعوا تحت القضاء. ولابد من وصول الملكية بالتحديد إلى أورشليم، وكان الاختيار حسب النعمة (مز 132: 13).
شمعي وشوباب وناثان يُذكَرون كأبناء بثشبع، لكنهم يختفون ليأتي سليمان، الابن الأصغر. ثم إن كل الأبناء الآخرين الذين أتوا بعده لم يكن لهم الحق في المُلْك[2].
في الترجمة السبعينية امتدت القائمة الخاصة بالسبط الملكي إلى حوالي سنة 250 ق.م، وهو زمن الترجمة نفسها.
يشير النص إلى أسماء أمهات لستة أبناء لداود، وُلدوا في حبرون قبل تحويل عاصمته إلى أورشليم (993 ق.م). يبدأ هنا نسل داود بأبنائه في حبرون.
حبرون Hebron: مدينة هامة، كما أُطلِقَ اسم حبرون على أناسٍ كثيرين. هذا ووجدت مدينة صغيرة بهذا الاسم وإن كانت بشكلٍ متغيرٍ بالعبرية.
تبعد هذه المدينة 18 ميلاً جنوب أورشليم، ونفس المسافة شمال بئر سبع، وهي لا تزال قائمة إلى اليوم.
لماذا يبدأ هنا نسل داود بأبنائه في حبرون؟
أ. إذ يركز سفرا أخبار الأيام على ملكوت الله المُفرِح، والذي يتحقق بالخلاص الذي يُقَدِّمه ابن داود، فقد قدَّم سفر أخبار الأيام الأول شخصية داود وأبناءه المُقَدَّسين كرموز للسيد المسيح. فلا نعجب من عدم إشارة السفر للأحداث المجيدة في حياة داود منذ صباه، حيث اختاره الرب له ملكًا وهو بعد كان يرعى غنم أبيه، وكان ذلك في سريةٍ، في بيت أبيه يسّى. كما تجاهل السفر المتاعب التي لاحقت داود، خاصة من شاول الملك، إنما ما شغله هو إقامة داود ملكًا على الأسباط كلها في حبرون لتمليكه على إسرائيل.
"حبرون" اسم عبري، معناه جماعة أو صحبة أو رباط أو اتحاد أو قران أو زواج. فما يود أن يُقَدِّمَه السفر كبداية انطلاق لمملكة إسرائيل تحت قيادة داود الملك، هو أنه كممثل للسيد المسيح ملك الملوك أن يكون جميع المؤمنين جماعة مقدسة واحدة، يربطها الحب والقداسة، في صحبة دائمة معًا في المسيح يسوع. سنرى فيما بعد، خاصة في الأصحاح الثاني عشر أنه "كان فرح في إسرائيل" (1 أخ 12: 40)، سرّه التصاق كل الأسباط، حتى سبط بنيامين الذي منه شاول الملك المقاوم لداود التصق به وبيهوذا حتى بعد انقسام المملكة، إذ لم يفارق بنيامين يهوذا.
تقوم مملكة السيد المسيح على الحب والوحدة والصحبة، لذا يليق بالمؤمن لكي يتمتَّع بالملكوت الإلهي أن ينفتح قلبه بالحب على كل البشرية.
اسم "حبرون" إذن يُقَدِّم لنا إشارة عملية للطريق الحقيقي للعُرْسِ الملوكي السماوي.
v نفوس كل الرجال والنساء تُعرَف أنها عروس المسيح، إن أرادوا حفظ العفة الجسدية وبتولية القلب. ليفهموا أن المسيح هو عريس نفوسهم لا أجسادهم.
الأب قيصريوس اسقف آرل
ب. أخذت حبرون شهرتها بسبب أحداث شهيرة تمَّتْ في أيام البطاركة. كمثال عندما ماتت سارة في حبرون اشترى زوجها إبراهيم حقل عفرون الحثّي الذي في المكفيلة، ودفنها في مغارة بالحقل وصارت قبرًا للأسرة (تك 23: 1)، ولازالت المغارة قائمة. أُقيمَت مدينة في الوادي، وقضى كل من إبراهيم وإسحق ويعقوب فترات طويلة بالمنطقة، ودُفِنَ الثلاثة في حبرون. فإن كانت حبرون هي مكان الموت والقبور، فالحاجة إلى ملك يُقِيم من الأموات، ويتحدَّى الموت.
وكأن ابن داود يعلن مجده بإقامة الراقدين في قبور الخطايا ليختبروا عربون الأبدية، يَقْبَلوا ابن داود بكونه الباب والطريق والحياة والقيامة والإكليل والكنز ومصدر الفرح السماوي.
v ذاق الموت من أجل الكل. وإن كان بالطبيعة هو نفسه الحياة، وهو القيامة، فقد حوَّط جسمه بالموت. وبقوته القادرة وطأ الموت في جسمه، ليصير البكر بين الأموات، وبكر الذين رقدوا... إن كانت القيامة من الأموات يُقَال أنها تتم خلال إنسانٍ، والإنسان الذي نعرفه خلالها هو الكلمة المولود من الله، خلاله تحطَّمت قوة الموت.
القديس كيرلس الكبير
ج. من حبرون انطلق يوسف المرفوض من إخوته يبحث عن إخوته (تك 37: 14)، هكذا كان رمزًا للسيد المسيح الذي وهو ربُّ الجميع، لم يستنكف أن يصير للبشرية أخًا بِكْرًا، يأخذ ما لهم (بشريتهم): ويهبهم ما له شركاء الطبيعة الإلهية (2 بط 1: 4).
v عندما يدعو بولس أهل كورنثوس المسيحيين إخوته، فإنه يضع أساسًا أعظم تأكيدًا. إذ صرنا إخوة خلال عمل المسيح في حياته الأرضية وموته. فوق هذا كله ما هو الإنجيل إلا الرسالة بأن الله صار إنسانًا، صُلِبَ وقام؟ هذا أعلنه الملاك جبرائيل للعذراء مريم (لو 1: 26-38)، وما كرز به الأنبياء للعالم، وما أعلنه الرسل بالحق.
القديس يوحنا الذهبي الفم
د. صارت حبرون مدينة ملجأ (يش 20: 7)، تحمي القاتل خطأ من ولي الدم، فلا يمد يده عليه حتى يموت رئيس الكهنة، فيعيش في كمال الحرية، لا ينتقم منه أحد. وكأن حبرون تشير إلى صليب السيد المسيح.
جاء في شريعة مدن الملجأ على القاتل سهوًا أن يلجأ بسرعة إلى أقرب مدينة ملجأ. ثم يعرض دعواه أمام شيوخ المدينة، فيضمونه إليهم إن رأوه قد اعترف أنه قتل وتحققوا أن القتل قد تم سهوًا، وليس عن عمدٍ أو بقصد الإضرار به. حينئذ يعود إلى مدينة الملجأ، ويبقى داخل أسوارها، فلا يحق للولي، أي من هو أقرب للقتيل أن ينتقم لدم القتيل. يبقى هكذا حتى يموت رئيس الكهنة، فيحق له الخروج من المدينة ولا يحق للولي أن يقترب إليه.
موت رئيس الكهنة، يشير إلى موت السيد المسيح، الذي به عتقنا من أجرة الخطية، ووهبنا الحرية الكاملة فيه. إذ كانت مدينة الملجأ تشير إلى السيد المسيح، فقد كان الإنسان التائب يبقى في أمان ما دام في داخل السيد، أما إن هرب منه فيتعرَّض للموت.
v قل لي لنرى عندما كان يموت الكاهن الأعظم، لماذا كان السجناء يعودون جميعًا إلى تخومهم؟
هذا هو سرُّ رئيس الأحبار الذي مات على الجلجثة، وبه عاد الخارجان من عدن، لأنهما كانا مطروديْن.
القديس مار يعقوب السروجي
هـ. حبرون موضع سُكنَى الكهنة بني هارون، حتى يأتي ربنا يسوع المسيح رئيس الكهنة السماوي على رتبة ملكي صادق (مز 110: 4)، حيث لم يقدم حيوانات، بل قدَّم قلبه وضميره، كما قدَّم خبزًا وخمرًا، كرمزٍ لما يُقَدِّمه رب المجد يسوع، محولاً الخبز والخمر إلى جسده ودمه المبذولين.
v إذ عرف داود هؤلاء (الكهنة) بوضوح في نبوته، لم يُشَبِّه واحًدا منهم بالابن.
رأى أن جميعهم يجلبون الذبائح غير الخاصة بهم وخارجة عنهم ليُقَدِّموها لله.
وتطلع بأن المسيح لما أراد وتوجَّه ليصير كاهنًا، لم يُقرِّب لأبيه شيئًا خارجًا عنه.
إذ نظر داود الملك إلى جميع الكهنة، من يشبه ابن الله ومن لا يشبهه.
وجد أن ملكي صادق قد جُعِلَ كاهنًا بدون ذبائح، ولم يسكب دم الحيوانات قدام الله.
ولم يجلب الأبكار إلى بيت القربان مثل هابيل، ولم يصعد المحرقة من الحيوانات الطاهرة مثل نوح.
ولم يذبح (حيوانات عمرها) ثلاثة سنوات أمام الرب مثل إبراهيم(تك 15: 9)، ولم يُقَرِّب الثيران ولا الكباش مثل اللاويين.
ولم يسكب دم اليمام وأفراخ الحمام، ولم يجعل الثيران والعجول قربانًا (خر 24؛ لا 21: 8؛ لو 2: 24).
لكنه وقف أمام الله بقلبٍ نقيٍ، وأفكارٍ طاهرةٍ تسمو على الذبائح.
فكَّر في نفسه بأن يكون طاهرًا كالقربان، ويذبح عقله لا الحيوانات قدام الله.
ولا يصنع مُحرَقة للرب إلا نفسه، ويكون الضمير الطاهر ذبيحة بلا نتانة.
(قال): إني لا أجلب اللحم لأُقَرِّبه للرب، لأنه لا يأكل أكلاً الذبيحة التي تُقرَّب له.
إنها إهانة أن تصير ذبيحة من الحيوانات للرب، أُطَهِّر نفسي، وأذبح فكري لله.
بهذه التحركات النقية والروحية السامية، صار ملكي صادق المشهور كاهنًا.
جُعِلَ كاهنًا بآلام نفسه بدون الذبائح، ولهذا تشبَّه بابن الله.
القديس مار يعقوب السروجي
و. عُرِفَتْ مدينة حبرون قبل دمشق، وكان اسمها قرية أربع (يش 14: 15؛ 15: 3؛ 21: 11؛ قض 1: 10). جاء في يشوع الأصحاح الرابع عشر أن كالب بن يفنة القنزي طالب بحقه الذي وعده به الرب على لسان موسى، وهو امتلاك الجبل حيث المدن الحصينة وحبرون التي تعني "قران" أو "اتحاد" أو "جماعة". والآن إذ تسلَّم كالب "حبرون" والتي تُدعَى أيضًا "قرية أربع"، "طرد من هناك بني عناق الثلاثة: شيشاي وأخيمان وتلماي أولاد عناق" (يش 15: 14). فإن كان كالب بن يفنة القنزي الذي يُشِير إلى القلب الذي تحوَّل عن الاحتقار ودخل إلى المجد، قد نال حبرون مكافأةً له، فدخل في زواج أو قران مُقَدَّس وروحي، فيه تتحد النفس مع عريسها إلى الأبد، فإن حبرون من جانب آخر تُدعَى قرية أربع. رقم 4 يُشِير إلى العالم باتجاهاته الأربعة: الشرق والغرب والشمال والجنوب، ويُشير أيضًا إلى الجسد المأخوذ من هذه الأرض أو هذا العالم. فصاحب القلب المُقدَّس، الذي تحوَّل إلى عريسه الأبدي، يملك على جسده طاردًا منه بني عناق الثلاثة ليملك الرب أيضًا فيه. لا يكفي أن تكون قلوبنا أو حياتنا الداخلية مقدسة، وإنما يلزم أن نتطلع إلى أجسادنا بنظرة مقدسة، فكما نُقَدِّم للعريس قلوبنا الداخلية، هكذا نُقَدِّم له أجسادنا، فيعمل الإنسان في كليته بنغمٍ متوافق.
يُشَبِّه القديس غريغوريوس النيصي الإنسان في كليته بالقيثارة التي تحمل أوتارًا مختلفة لكنها تُقَدِّم بالروح القدس قطعة موسيقية متناسقة تُفَرِّح قلب الله.
كأن حبرون هنا إذ ترتبط باسمها القديم "قرية أربع" تدعونا أن نتقدَّس بكل كياننا الداخلي كما بأجسادنا لحساب ابن داود ملك الملوك.
في اختصار يمكننا القول إن كان السفران يدفعاننا للتعرُّف على المسيح الفادي والمُخَلِّص، حامل خطايا العالم، فهو يؤكد على وجه الخصوص ملوكيته.
ز. إذ تشير حبرون إلى الاتحاد مع السيد المسيح، فتصير النفس عروسًا ملتصقة بعريسها، تنسى مع داود كل حياتها بأعمالها الخطيرة كالنصرة على جليات الجبار، واستقبال النسوة له بالأغاني لأنه أنقذ وطنه، وإنقاذ شاول من الروح الشرير بالعزف على القيثارة بالتسابيح للرب، ومعارك شاول ضده، وخِطَط شاول المستمرة للخلاص منه. لا يعود يشغل المؤمن إلا التصاقه بملك الملوك، فيرى كل الأسباط قادمة إليه لتُمَّلكه على إسرائيل. بروح التواضع يتطلَّع المؤمن مع داود في حبرون في دهشةٍ كيف يجذب الرب كل الطاقات الجبارة لتعمل معه لحساب ملكوت الله.
في حبرون يزداد داود تواضعًا، إذ يُدرِك أن تنصيبه ملكًا ليس إلا نعمة إلهية مجانية، لا فضل له فيها، إنما هي عمل رب الصباؤوت لمجد اسمه القدوس، لأجل البشرية موضوع حبه الفائق.
دانيئيل: أو دانيال: معناه "الله يدين"، أحد أبناء داود من أبيجايل، وقد وُلِد في حبرون (1 أي 3: 1). جاء اسمه كيلآب في (2 صم 3: 3) ، ويرى البعض أنه كان له اسمان.
أبيجايل: وردت قصتها في (1 صم 25-26). زوجة جميلة وفاضلة اتَّسمت بجانب جمالها بحكمتها، فأدارت ثروة رجلها نابال بحكمة. كانت مُشِيرة ناجحة لرَجُلِها الغبي، كما لداود، إذ منعته من الانتقام من نابال.
لم تشغلها ثروة رجلها الضخمة، ولا ما ورثته منه، لكن وهبت نفسها وما تملكه لداود، إذ أدركت أنه رجل الله. قال لها داود المرتل: "مبارك الرب إله إسرائيل الذي أرسلكِ هذا اليوم لاستقبالي، ومبارك عقلك، ومباركة أنتِ، لأنكِ منعتِني اليوم من إتيان الدماء، وانتقام يدي لنفسي" (1 صم 25: 32-33).
الثَّالِثُ أَبْشَالُومُ ابْنُ مَعْكَةَ بِنْتِ تَلْمَايَ مَلِكِ جَشُورَ.
الرَّابِعُ أَدُونِيَّا ابْنُ حَجِّيثَ.[2]
الْخَامِسُ شَفَطْيَا مِنْ أَبِيطَالَ.
السَّادِسُ يَثَرْعَامُ مِنْ عَجْلَةَ امْرَأَتِهِ. [3]
أبشالوم ابن معكة: لم يُذكَر عنه شيء في أخبار الأيام. كان جميل الصورة، طويل الشعر محبوبًا من أبيه ومن الشعب. إذ اعتدى أخوه أمنون – من أبيه وليس من أمه – على ثامار أخته، ولم يعاقبه والده اغتاظ أبشالوم جدًا، واغتال أمنون بواسطة عبيده. هرب أبشالوم من وجه أبيه عند الملك جشور والد أمه (2 صم 3: 3؛ 13: 37)، وبقي هناك لمدة ثلاث سنوات، ولما عاد إلى أورشليم رفض داود أن يلتقي معه.
استخدم كل وسيلة لجذب الشعب نحوه؛ واستطاع أن يعلن تمرُّدَه على والده واستلام العرش. حدثت معركة بين أبشالوم بجيشه ضد جيش والده. وإذ كان أبشالوم راكبًا على بغلٍ، دخل تحت أغصان شجرة بطم، فتعلق رأسه بغصنٍ، فصار مُعَلَّقًا بين السماء والأرض (2 صم 18: 6-9). صوّب يوآب ثلاثة سهام إلى قلب أبشالوم، مع أن داود أوصى قادة الجيش ألاْ يمسُّوه. ضربه عشرة من فتيان موآب فقتلوه، ودفنوه في حفرة عظيمة، وأقاموا عليه رجمة عظيمة من الحجارة، كنوعٍ من التشهير بالثوّار والمُجرِمين.
حزن عليه داود جدًا ورثاه، لكنه اضطر أن يلتقي بالجيش العائد منتصرًا حتى لا يثور الشعب عليه.
إن كان داود قد مُسِحَ ملكًا على كل إسرائيل في حبرون (1 صم 2: 1-4، 11)، وجعل منها مركزه الملوكي، للأسف ابنه أبشالوم الذي من صُلْبِه، تمرَّد على داود في حبرون!
تلماي ملك جشور: اسم سامي، معناه "خاص بالأخاديد أو الحرَّاث". ويرجع أن تكون مشتقة من الكلمة الحورية "تلمأ" ومعناها "كبير".
شفطيا من أبيطال: اسم عبري، معناه "يهوه أوقع القضاء"، وهو ابن داود الخامس (1 أي 3:3)، الذي وُلِدَ في حبرون من أبيطال.
أدونيا ابن حجيث أو أدونيا: اسم عبري، معناه "يهوه هو السيد" أو "الرب هو السيد".
يثرعام: اسم عبري معناه "العمّ كريم" ابن داود ولد في حبرون (1 أي 3: 3).
وُلِدَ لَهُ سِتَّةٌ فِي حَبْرُونَ.
وَمَلَكَ هُنَاكَ سَبْعَ سِنِينٍ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ،
ثُمَّ مَلَكَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ: [4]



2. نسل داود في أورشليم

5 وَهؤُلاَءِ وُلِدُوا لَهُ فِي أُورُشَلِيمَ: شِمْعَى وَشُوبَابُ وَنَاثَانُ وَسُلَيْمَانُ. أَرْبَعَةٌ مِنْ بَثْشُوعَ بِنْتِ عَمِّيئِيلَ. 6 وَيِبْحَارُ وَأَلِيشَامَعُ وَأَلِيفَالَطُ 7 وَنُوجَهُ وَنَافَجُ وَيَافِيعُ 8 وَأَلِيشَمَعُ وَأَلِيَادَاعُ وَأَلِيفَلَطُ. تِسْعَةٌ. 9 الْكُلُّ بَنُو دَاوُدَ مَا عَدَا بَنِي السَّرَارِيِّ. وَثَامَارُ هِيَ أُخْتُهُمْ.

ينطلق بنا السفر من مدينة حبرون بكونها بداية مملكة داود على كل إسرائيل إلى مدينة أورشليم بكونها مدينة الله أو المدينة المقدسة (نح 11: 1، 16؛ مت 4: 5). ويدعوها العرب المعاصرون القدس. أما أصل الكلمة العبري، فمُختلِف عليها، يرى البعض أنها تعني امتلاك السلام أو أساس السلام. وقد دُعِيت السماء نفسها "أورشليم العليا" (غل 4: 26).
فإن كانت بداية الطريق للتمتُّع بملكوت المسيح هي الاتحاد والصحبة مع الله والناس (حبرون)، فإن نهاية الطريق هي التمتُّع بالسلام الأبدي السماوي. هذا هو الطريق الذي يرمز إليه سفرا أخبار الأيام.
لعل أهم ما يشغلنا في أورشليم الأمور التالية:
أ. دُعِيت قديمًا ساليم وكان ملكها هو ملكي صادق، الذي على رُتْبَتِه ظهر السيد المسيح رئيس الكهنة السماوي الذي بدَمه يحملنا إلى حضن الآب مُبَرَّرين.
ب. ارتبطت أورشليم بجبل المريا الذي بلغ إليه إبراهيم في اليوم الثالث من انطلاقه من بئر سبع مع ابنه اسحق ليُقَدِّمه ذبيحة (تك 22)، ورجع معه حيًّا، إذ يشير رقم ثلاثة إلى قيامة السيد المسيح.
ج. في أورشليم بني سليمان الهيكل إشارة إلى الحضور الإلهي الدائم وسط شعبه. وكأن أورشليم تحثنا على التمتُّع بالسيد المسيح بكونه الملك الكاهن (على رتبة ملكي صادق)، والذبيحة واهبة البرّ والقيامة، والتمتُّع بالشركة مع الله.
وَهَؤُلاَءِ وُلِدُوا لَهُ فِي أُورُشَلِيمَ.
شَمْعَى وَشُوبَابُ وَنَاثَانُ وَسُلَيْمَانُ.
أَرْبَعَةٌ مِنْ بَثْشُوعَ بِنْتِ عَمِّيئِيلَ. [5]
وُلِدَ هؤلاء في أورشليم، وقد ذُكِروا في (2 صم 5: 14-16؛ 1 أي 14: 4-7)، غير أننا نجد اختلافًا في الأسماء.
شمعىShimea، ورد في صموئيل في (1 أي 14) باسم شموع Shammua.
أليشامع [6]: جاء في صموئيل وفي (1 أي 14) اليشوع.
الياداع [8]: جاء في (1 أي 14) يعلياداع، والاسمان يحملان ذات المعنى "الرب يعلم".
لم يذكر سفر صموئيل اليفاط [6] ونوجه [7]، ولعلهما ماتا صغيريْن.
شوباب: اسم عبري، معناه "مرتد". وهو ابن بثشوع من داود، ولد في أورشليم.
ناثان: اسم عبري، معناه "الله قد أعطى".
بثشوعBath-shua: تحريف بثشبع Bathsheba، اسم عبري، معناه "ابنة القسم" أو "ابنة اليوم السابع". وردت قصتها في (2 صم 11-12؛ 1 مل 1). سقط معها داود في الخطية، فاستدعى زوجها أوريّا الحثّي الذي كان قائدًا في الجيش، مُخْلِصًا وأمينًا لداود ولبني إسرائيل، وطلب منه أن يبيت الليلة في بيته، فأبى أن ينام مع زوجته والجيش في المعركة. دبَّر داود قتله في الجيش حتى لا يُفضَح خطأه. أرسل الله لداود ناثان النبي الذي وبَّخه، وأعلن له تأديبات الرب له. تولَّى ابنها سليمان الحكيم العرش بعد والده داود، وقام ببناء الهيكل (1 مل 1-11؛ 2 أي 2-9).
عميئيلAmmiel: كان يُدعَى أيضًا أليعام (2 صم 11: 3).
وَيِبْحَارُ وَأَلِيشَامَعُ وَأَلِيفَالَطُ [6]
يبحار: اسم عبري، معناه "يختار"، أحد أبناء داود، وُلِدَ في أورشليم.
أليشامع: اسم عبري، معناه "قد سمع الله"، جاء في (2 صم 5: 16؛ 1 أي 14) "أليشمع". يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم:
1. ابن داود، وقد وُلِدَ في أورشليم (1 أي 3: 1، 5، 6).
2. ابن آخر لداود (1 أي 3: 8).
أليفالط: اسم عبري، معناه "الله نجاه"، جاء في (2 صم 5: 16؛ 1 أي 14) "أليفلط". يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم:
1. ابن داود وُلِدَ في أورشليم (1 أي 3: 5، 6، 14؛ 14: 5).
2. ابن آخر لداود وُلِدَ في أورشليم أيضًا، وربما بعد موت الابن السابق.
وَنُوجَهُ وَنَافَجُ وَيَافِيعُ [7]
نوجة: اسم عبري، معناه "لمعان"، وهو أحد أبناء داود.
وَأَلِيشَمَعُ وَأَلِيَادَاعُ وَأَلِيفَلَطُ. تِسْعَةٌ. [8]
ألياداع أو أليداع: اسم عبري، معناه "من يعرف الله" ابن لداود ولد في أورشليم.
أليفلط: ابن لداود غير اليفالط، وربما بعد أن مات اليفاط وُلِدَ أخوه ودُعِي باسمه مع تغيير اسمه.
يافيع: اسم سامي، معناه "يضيء".
الْكُلُّ بَنُو دَاوُدَ مَا عَدَا بَنِي السَّرَارِيِّ.
وَثَامَارُ هِيَ أُخْتُهُمْ. [9]
كان لداود سراري، لم يُذكَر أسماء أبنائهن، ولعل علة ذلك أن السراري قمن بنوعٍ من الخيانة لداود في شأن أبشالوم.
ثامار: كان لداود بنات أخريات غير ثامار، ذكرت ثامار من أجل الحادثة الخاصة بأخيها أمنون. اتَّسمت بالجمال، اعتدى عليها أمنون أخوها من والدها، وبقدر ما أحبَّها جدًا حتى مرض بسبب حبه لها، أبغضها بعد اعتدائه عليها، وطردها من أمامه، فلحق العار بها (2 صم 13-14).

3. أنسال سليمان

10 وَابْنُ سُلَيْمَانَ رَحُبْعَامُ، وَابْنُهُ أَبِيَّا، وَابْنُهُ آسَا، وَابْنُهُ يَهُوشَافَاطُ، 11 وَابْنُهُ يُورَامُ، وَابْنُهُ أَخَزْيَا، وَابْنُهُ يُوآشُ، 12 وَابْنُهُ أَمَصْيَا، وَابْنُهُ عَزَرْيَا، وَابْنُهُ يُوثَامُ، 13 وَابْنُهُ آحَازُ، وَابْنُهُ حَزَقِيَّا، وَابْنُهُ مَنَسَّى، 14 وَابْنُهُ آمُونُ، وَابْنُهُ يُوشِيَّا. 15 وَبَنُو يُوشِيَّا: الْبِكْرُ يُوحَانَانُ، الثَّانِي يَهُويَاقِيمُ، الثَّالِثُ صِدْقِيَّا، الرَّابعُ شَلُّومُ. 16 وَابْنَا يَهُويَاقِيمَ: يَكُنْيَا ابْنُهُ وَصِدْقِيَّا ابْنُهُ. 17 وَابْنَا يَكُنْيَا: أَسِّيرُ وَشَأَلْتِئِيلُ ابْنُهُ 18 وَمَلْكِيرَامُ وَفَدَايَا وَشِنْأَصَّرُ وَيَقَمْيَا وَهُوشَامَاعُ وَنَدَبْيَا. 19 وَابْنَا فَدَايَا: زَرُبَّابِلُ وَشِمْعِي. وَبَنُو زَرُبَّابِلَ: مَشُلاَّمُ وَحَنَنْيَا وَشَلُومِيَةُ أُخْتُهُمْ، 20 وَحَشُوبَةُ وَأُوهَلُ وَبَرَخْيَا وَحَسَدْيَا وَيُوشَبُ حَسَدَ. خَمْسَةٌ. 21 وَبَنُو حَنَنْيَا: فَلَطْيَا وَيِشْعِيَا، وَبَنُو رَفَايَا، وَبَنُو أُرْنَانَ، وَبَنُو عُوبَدْيَا، وَبَنُو شَكَنْيَا. 22 وَبَنُو شَكَنْيَا: شِمْعِيَا وَبَنُو شِمْعِيَا: حَطُّوشُ وَيَجْآلُ وَبَارِيحُ وَنَعَرْيَا وَشَافَاطُ. سِتَّةٌ. 23 وَبَنُو نَعَرْيَا: الْيُوعِينِيُّ وَحَزَقِيَّا وَعَزْرِيقَامُ. ثَلاَثَةٌ. 24 وَبَنُو الْيُوعِينِيِّ: هُودَايَاهُو وَأَلْيَاشِيبُ وَفَلاَيَا وَعَقُّوبُ وَيُوحَانَانُ وَدَلاَيَا وَعَنَانِي. سَبْعَةٌ.

للأسف وُجِدَ بين أبناء داود من سبَّبوا له مرارة شديدة، مثل أمنون وأبشالوم وأدونيّا. ولم نسمع عن أحدٍ من أولاده ممن تمثَّلوا بتقواه سوى سليمان، وإن كان سليمان نفسه انحرف بسبب زواجه بالوثنيات.
جلس سليمان وهو الابن الرابع من بثشبع من المولودين في أورشليم، وجاءت أنسال سليمان تتناغم مع ما ورد في سفري ملوك الأول والثاني وما ورد أثناء السبي والرجوع منه.
وَابْنُ سُلَيْمَانَ رَحُبْعَامُ وَابْنُهُ أَبِيَّا وَابْنُهُ آسَا وَابْنُهُ يَهُوشَافَاطُ [10]
رحبعام: استلم الملك بعد موت أبيه، كان ضيِّق التفكير، فتسبَّب في انقسام المملكة إذ أجاب بعنفٍ على الذين طلبوا منه أن يُخَفِّفَ النير الذي حمَّلهم به أبوه. تمَّ ذلك بناء على مشورة الشبان الذين نشأوا معه، ورفض مشورة الشيوخ مستشاري أبيه. استغل يربعام الأمر، فجمع حوله عشرة أسباط باسم مملكة إسرائيل، وبقي مع رحبعام يهوذا وبنيامين باسم مملكة يهوذا.
استمرت الحرب بين المملكتيْن زمانًا طويلاً، وكثيرًا ما تحالفت إحدى المملكتين مع مملكة غريبة مثل أرام أو أشور ضد أختها. تولَّى كثيرون من نسل سليمان الحكم في مملكة يهوذا، وقد سبق لنا الحديث عن هؤلاء الملوك في ملوك الثاني، وأخبار الأيام الثاني.
أبيّا، وهو أبيام (1 مل 14: 31).
يهوشافاط (2 أي 17-20): يبدو أنه تعلَّم من أبيه آسا، واقتدى بأعماله الإيجابية، لكن في مناسبات عديدة نراه يَتَمَثَّل بأبيه في شرِّه. كثيرًا ما رجع إلى الرب يطلب مشورته فينجح، غير أنه سمح لابنه أن يتزوج عثليا ابنة آخاب ملك إسرائيل الشرير، فكانت صورة لأمها إيزابل الشريرة.
وَابْنُهُ يَهُورَامُ وَابْنُهُ أَخَزْيَا وَابْنُهُ يَهُوآشُ [11]
وَابْنُهُ أَمَصْيَا وَابْنُهُ عَزَرْيَا وَابْنُهُ يُوثَامُ [12]
عزريا (عزيّا)، (2 أي 26): كان ملكًا ناجحًا، قام بانجازات كثيرة، نجح في الحروب ووقت السلام، اتَّسم بالتعمير والتخطيط السليم. للأسف دفعته شهوته لا لتقديم الشكر لله بل للسقوط في الكبرياء. حاول اغتصاب العمل الكهنوتي، فأُصيب بالبرص. كما فشل في إزالة الكثير من رموز الوثنية في البلاد.
وَابْنُهُ آحَازُ وَابْنُهُ حَزَقِيَّا وَابْنُهُ مَنَسَّى [13]
حزقيا الملك: سبق لنا الحديث عنه في (2 مل 18-20).
وَابْنُهُ آمُونُ وَابْنُهُ يُوشِيَّا. [14]
يوشيا الملك: سبق لنا الحديث عنه في (2 مل 22-23).
وَبَنُو يُوشِيَّا: الْبِكْرُ يُوحَانَانُ، الثَّانِي يَهُويَاقِيمُ، الثَّالِثُ صِدْقِيَّا، الرَّابِعُ شَلُّومُ. [15]
من عدد 15 فصاعدًا بعد حكم يوشيا المُخْلِص والمؤمن، نجد الملوك في وقت خراب يهوذا النهائي. هذه المجموعة بلغت بالمملكة إلى السبي.
في الأنساب الخاصة بيسوع المسيح (مت 1) لم يُذكَر حننيا وشكنيا ونعريا وأليوعيني وهودياهو. يرى البعض أن حكام بابل قد غيَّروا هذه الأسماء لكي يطمسوا كل أثرٍ للملكية من روح اليهود المسبيين (دا 1: 6-7)[8].
يوحانان: اسم عبري معناه "يهوه حنون"، يوجد أكثر من شخص يحمل هذا الاسم، من بينهم:
1. بكر يوشيا، إلا أنه لم يتبوأ العرش. لم يُذكَر يوحانان إلا هنا، ولعله مات في صباه.
2. ابن اليوعينيّ من نسل داود (1 أي 3: 24).
يهوياقيم: وهو الياقيم (2 مل 23: 34). راجع (إر 22-28، 35-36).
صدقيا: هو الرابع، وكان اسمه الأول متنيا (2 مل 24: 17). راجع (إر 21-39).
شلوم: هو يهوآحاز (2 مل 23: 30)، وهو ثالث الإخوة، وإن ذُكِرَ أخيرًا.
وَابْنَا يَهُويَاقِيمَ: يَكُنْيَا وَصِدْقِيَّا. [16]
يكنيا: وهو كنياهو في (إر 22: 24، 28؛ 37: 1)؛ معناه "يُقِيم" أو "الرب يُقِيم".
صدقيا: يرى البعض أن لفظة ابنه هنا بمعنى "خلفه". صدقيا هنا هو صدقيا بن يوشيا، الملك الذي خلف يهوياكين، ذُكِرَ هنا لأنه لم يذهب إلى السبي.
وَابْنَا يَكُنْيَا: أَسِّيرُ وَشَأَلْتِئِيلُ ابْنُهُ [17]
أسير: كلمة عبرية، معناها "أسير"، وقد ظن بعضهم أن هذا الاسم يعني وصف يكنيا "بالأسير" ولكن يتضح من النص العبري، ومن الترجمات القديمة على أنه لا يدل على وصف، بل على اسم علم.
شألتئيل أو شألئيل: اسم عبري، معناه "سألت الله"، وهو ابن نيري (لو 3: 27)، تبنَّاه يكنيا بعد سبيه المتأخر في مارس 597 ق.م.
وَمَلْكِيرَامُ وَفَدَايَا وَشِنْأَصَّرُ وَيَقَمْيَا وَهُوشَامَاعُ وَنَدَبْيَا. [18]
ملكيرام: اسم عبري، معناه "الملك مرتفع"، وهو ابن يهوياكين (يكنيا) ملك يهوذا.
فدايا أو فداية: اسم عبري معناه "يهوه قد فدى" وهو اسم أخو شألتيئيل وأبو زرُبابل.
شنأصر[9]: من نسل يكنيا. تعادل "شيشبصر رئيس يهوذا عند العودة من بابل في 538/537 ق.م (عز 1: 8). كلاهما اختصار للكلمة الأكادية Sin-aba-usur ومعناها: "احمني أيها الإله القمر (بصّر)". خلف ابن أخيه زرُبابل، الابن الطبيعي للأخ الكبير التالي Pedaiah، ولكنه نُسِبَ شرعًا للابن الأكبر شألتئيل (عز 3: 2؛ حج 1:1، 12؛ مت1: 12؛ لو 3: 27). فقد مات شالتئيل غالبًا دون أن يكون له نسل، لذلك أقام له أخوه نسلاً يُنسَب إليه حسب الشريعة (تث 25: 5-10).
يقميا أو يقمية: اسم عبري، معناه "يهوه يقوم"، وهو رجل من يهوذا من النسل الملكي.
هوشاماع: اسم عبري معناه "قد سمع يهوه"، وهو أحد ذرية الملك يكنيا.
ندبيا: اسم عبري، معناه "يهوه كريم" وهو ابن الملك يكنيا.
وَابْنَا فَدَايَا: زَرُبَّابِلُ وَشَمْعِي.
وَبَنُو زَرُبَّابِلَ: مَشُلاَّمُ وَحَنَنْيَا وَشَلُومِيَةُ أُخْتُهُمْ [19]
زرُبابل: اسم أكادي معناه "زُرِعَ ببابل" أو "المولود ببابل"، ابن شالتيئيل. مات شالتئيل بدون ذرية، ولعل فدايا أخوه أخذ امرأته وأقام نسلاً لأخيه حسب الناموس، فصار زربابل ابنًا له.
قائد أول مجموعة من العائدين من سبي بابل إلى أورشليم بناء على منشور كورش. أرسله كورش في القرن السادس ق.م، وموَّل مشروعه، وأعاد معه الأواني الذهبية والفضية التي كان قد استولى عليها نبوخذنصّر من الهيكل. بدأ ببناء المذبح لعبادة الله، ووضع أساسات من الهيكل. ثارت مشكلتان الأولى أن بعض الشيوخ حزنوا عندما قارنوا الهيكل الذي سبق أن أقامه سليمان والهيكل الذي أعاد بناءه زربابل. والمشكلة الثانية هي أن بعض الأعداء تسلَّلوا وأوقفوا العمل بضغط سياسي. فانشغل البعض ببناء بيوتهم قائلين إنه لم يحن الوقت لبناء بيت الرب. فأرسل الله النبيين حجّي وزكريّا لتشجيع زربابل، وابتدأ العمل من جديد بعد 16 سنة وأُكْمِل الهيكل في أربع سنوات. لم يكن مثل نحميا، فالأخير لم يسمح للمشكلات والمقاومة أن توقفه عن البناء.
رسالة الرب إليه: "لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود. من أنت أيها الجبل العظيم أمام زرُبَّابل تصير سهلاً، فيُخرج حجر الزاوية بين الهاتفين كرامة كرامة له" (زك 4: 6-7).
ذُكِرَ في ع19 ابنان وأختهما، وفي ع21 خمسة. ولعل هؤلاء الخمسة كانوا من أُم أخرى أو وُلِدُوا بعد الرجوع من السبي.
شمعِي: اسم عبري، معناه "يهوه يسمع"، وهو أخو زربابل (1 أي 3: 19).
مشلام: اسم عبري، معناه "من نال جزاءه"، وهو اسم لأحد أبناء زربابل (1 أي 3: 19).
حننيا: اسم عبري معناه "يهوه قد أنعم، قد تحنَّن". وهو ابن زربابل، وأبو فلطيا ويشعيا.
شلومية أو شلوميث: مؤنث "شلومي" أو "سليمان"، وهي ابنة زربابل (1 أي 3: 19).
وَحَشُوبَةُ وَأُوهَلُ وَبَرَخْيَا وَحَسَدْيَا وَيُوشَبُ حَسَدَ، خَمْسَةٌ. [20]
حشوبة: اسم عبري، معناه "محسوب أو مقدار" وهو ابن زربابل (1 أي 3: 20).
أوهل: اسم عبري، معناه "خيمة" وهو واحد من بني رزبابل (1 أي 3: 20).
برخيا: اسم عبري معناه "المبارك من الله". ابن زربابل من ذرية داود (1 أي 3: 20).
حسديا: اسم عبري معناه "قد كان الرب منعمًا"، وهو ابن زربابل من نسل داود الملكي.
يوشب أو يوشب حسد: اسم عبري معناه "الرأفة تُكافأ" وهو ابن زربابل من نسل داود.
وَبَنُو حَنَنْيَا: فَلَطْيَا وَيِشْعِيَا وَبَنُو رَفَايَا وَبَنُو أُرْنَانَ وَبَنُو عُوبَدْيَا وَبَنُو شَكَنْيَا. [21]
فلطيا: اسم عبري، معناه "يهوه قد أعتق"، أحد أبناء حننيا، وحفيد لزربابل.
يشعيا: اسم عبري، معناه "يهوه قد خلَّص". ابن حننيا من نسل داود (1 أي 3: 21).
رفايا: اسم عبري، معناه "يهوه قد شفى". رجل من نسل داود (1 أي 3: 20).
أرنان أو أرونة: لا يُعرَف معنى اللفظ العبري على وجه التحقيق.
عوبديا: اسم عبري، معناه "عبد يهوه"، وهو رئيس بيت من ذرية داود (1 أي 3: 21).
شكنيا: كلمة أرامية، معناها "يهوه ساكن". من نسل داود، ومؤسس أسرة.
وَبَنُو شَكَنْيَا: شَمَعْيَا وَبَنُو شَمَعْيَا حَطُّوشُ وَيَجْآلُ وَبَارِيحُ وَنَعَرْيَا وَشَافَاطُ. سِتَّةٌ. [22]
شمعَيا: اسم عبري، معناه "الله يسمع". وهو ابن داود من بثشوع.
حطوش: اسم عبري، معناه "مجتمع". رجل من يهوذا، ابن شمعيا، وأسرة شكنيا.
يجآل: اسم عبري، معناه "يفدي". وهو ابن شمعيا من نسل شكنيا الملك (1 أي 3: 22).
باريح: اسم عبري، معناه "هارب أو شارد".
نعريا: اسم عبري، معناه "حامل ترس يهوه" وهو أبو اليوعينيّ وحزقيا وعزريقام، أحد أبناء شمعيا الستة، من نسل سليمان (1 أي 3: 22-23).
شافاط: اسم عبري، معناه "قد قضى". ابن شمعيا من نسل داود الملك من سبط يهوذا.
وَبَنُو نَعَرْيَا: اليوعينيّ وَحَزَقِيَّا وَعَزْرِيقَامُ. ثَلاَثَةٌ. [23]
اليوعينيّ: اسم عبري، معناه "عيناي نحو يهوه"، وهو ابن نعريا من سبط يهوذا.
حزقيا: اسم عبري، معناه "الرب قد قوَّى" أو "الرب قوة". وهو ابن نعريا، قريب لأسرة يهوذا الملكية (1 أي 3: 23).
عزريقام: اسم عبري، معناه "قام عوني"، وهو ابن نعريا اليوعينيّ، أحد أعقاب داود (1 أي 3: 23).
وَبَنُو اليوعينيّ:
هُودَايَاهُو وَأَلْيَاشِيبُ وَفَلاَيَا وَعَقُّوبُ وَيُوحَانَانُ وَدَلاَيَا وَعَنَانِي. سَبْعَةٌ. [24]
هود: اسم عبري، معناه "المجد", وهوداياهو: معناه "المجد ليهوه" وهو ابن اليوعينيّ، أحد ذرية داود (1 أي 3: 24).
ألياشيب: اسم عبري، معناه "من يرده الله". وهو ابن اليوعينيّ، من نسل زربابل.
فلايا: اسم عبري، معناه "يهوه عجيب"، وهو اسم رجل من يهوذا من ذرية شكنيا.
عقوب: اسم عبري معناه "تابع أو يتعقب"، ابن اليوعينيّ من بين شكنيا، من نسل داود.
دلايا: اسم عبري، معناه "من حرره الرب"، وهو من ذرية داود، ابن اليوعينيّ.
عناني: اسم عبري اختصار لاسم "عننيا"، أحد أبناء اليوعينيّ السبعة، من نسل داود.

من وحي أخبار الأيام الأول 3

لتَدْخُلْ بي إلى العُرْسِ الأبدي، فأنعم بشركة أمجادك

v ليحملني روحك القدوس مع داود إلى حبرون.
في دهشةٍ، أقف لأرى أبي داود وهو في ظلِّ الناموس،
ينطلق إلى حبرون رمز العرس والاتحاد والالتصاق بك.
لا ينشغل بكل أحداث ماضيه،
إنما يذكر أعماله المجيدة بك، وضعفاته وتجاربه المُرَّة.
لم يعد يذكر مقاومة الملك شاول له المستمرة.
عُرْسه الروحي وتمتُّعه ببهاء مجدك فيه سَحبَ كل مشاعره!
v كعادته لم يُعاتِبك:
أين وعدك لي وأنا صبي أن أصير ملكًا على كل إسرائيل؟
ما يشغله أن يتمتَّع بك يا ملك الملوك.
يراك بروح النبوة على الصليب ملكًا!
سحبت كل أفكاره وعواطفه وحواسه بحُبِّك ومجدك!
يكفيه أن يراك يا مُخَلِّص العالم،
تضم السمائيين والبشريين معًا.
v لقاؤه معك صنع عجبًا في كل رجال البأس.
إخوة شاول الشرير وقادة جيشه انسحبوا إليك.
تحوَّلوا إلى طاقات عاملة لحساب ملكوتك.
يرون فيك الملك العجيب الذي في حضن ملك الملوك.
يرون فيك أُبوَّة، هي ظلُّ أُبوَّة الله المملوءة حنانًا.
v في حبرون مقبرة سارة وإبراهيم ويعقوب وإسحق.
يشتَّمون رائحة قيامتك العطرة والجميلة،
عوض رائحة الموت والفساد.
رآك كل الأسباط وهم قادمون إلى داود.
تمتَّعوا بك يا من أشرقتَ ببهاء القيامة على قلب داود.
لم تعد حبرون مركزًا لزيارة مقابر العظماء،
بل صارت ظلاً للعرس السماوي.
يتمتَّع به الأموات والأحياء في شركة السمائيين،
لا، بل وفي شركة وتمتُّع بالثالوث القدوس!
v لم تعد حبرون مَسْكَن الكهنة واللاويين،
بل صارت ظلاً لحجال رئيس الكهنة السماوي ولعرش ملك الملوك.
يرونك كما في المقادس السماوية تشفع بدمك عن البشرية.
v لك الحمد والشكر، لأنك تدخل بي إلى حبرون.
تستريح نفسي، ليس لأنها مدينة ملجأ فحسب،
بل صارت لي موضع لقاء معك يا حِصْنَ حياتي.
v هَبْ لي مع داود أن أنطلق من حبرون إلى أورشليم.
بالحق ماذا أقول؟ وبماذا أتكلم على مدينة الله المقدسة؟
قائمة على جبال، ليست حجرية، بل سماوية.
أي عدو يقدر أن يتسلل إليها، وأية أذية يمكن أن تلحق بها!
v قديمًا دُعِيَت أورشليم ساليم، وملكها ملكي صادق.
هَبْ لي أن أتمتَّع بعربون أورشليم العليا،
أنت ملكها، واهب البرّ الحقيقي والسلام السماوي.
v تعتز أورشليم بهيكلها،
أما أورشليم العليا، فهيكلها غير مصنوعٍ بأيدٍ بشريةٍ.
أنت هو شمسها ونورها، ليس للظلام موضع فيها.
أنت هو سرُّ مجدها وبهجتها وفرحها.
بك أعبر إليها، وأعيش في أحضانك الإلهية.
v مع أبي داود أتغنى، قائلاً:
عرفتك يا ابن داود عريس نفسي!
أنت هو ملك الملوك، تُقِيمني ملكًا!
أنت هو القيامة، تهبني النصرة على الموت!
أنت هو رئيس الكهنة السماوي،
تدخل بي إلى حضن الآب!
أنت هو ملجأي الإلهي السماوي!
تحملني إلى السماء، أورشليم العليا!
يحلُّ بي سلامك الإلهي،
وتُغَطِّيني ببرِّك يا أيها القدوس!
أتمتع ببهاء المقادس السماوية.
تُشرِق عليَّ بنورك، فلن يحوط بي ظلام!
أنت هو مجدي وفرحي يا بهجة نفسي!
 
قديم يوم أمس, 06:23 PM   رقم المشاركة : ( 189796 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,960

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


سبط يهوذا


في الأصحاح الأول قدَّم الكاتب ابني إسحق: عيسو وإسرائيل (1 أخ 1: 34). وفي اختصار شديد قدَّم أنسال عيسو (1 أخ 1: 35-54). هنا يبدأ بنسل إسرائيل، فيشير إلى الاثني عشر ابنًا، ليتتبع أنسالهم. ويلاحظ في عرضه لها الآتي:
1. تجاهل أنسال سبطيّ دان وزبولون.
2. لم يبدأ بسبط رأوبين البكر جسديًا، إذ فقد باكوريته، لأنه دنس مضجع أبيه (تك 35: 22؛ 49: 4). بهذا فقد امتيازين، الأول أن يكون المُتقدِّم على إخوته، والثاني أن ينال نصيبيْن من الميراث. صار سبط يهوذا هو المُتقدِّم في البركة، ونال يوسف النصيبين، نصيب لابنه أفرايم والآخر لمنسى.
3. ركّز بشكلٍ واضحٍ على نسب يهوذا المُتقدِّم في البركة، بكونه يُمَثِّل الخط الملوكي المختار من قِبَل الله. ومنه يخرج داود بن يسّى، ويأتي ملك الملوك، كلمة الله متجسدًا من نسله.
4. احتل سبط يهوذا مكانًا أكثر من بقية الأسباط (1 أخ 2: 3-4: 23)، كما خُصِّصت تسعة عشر أصحاحًا عن داود (1 أخ 10-29) الذي من سبط يهوذا، وتخصص أخبار الأيام الثاني كله في بيت داود يبدأ بسليمان ابنه (1 أخ 1-9)، ويبلغ إلى سبي مملكة يهوذا البابلي ثم العودة من السبي (1 أخ 10- 36)، حيث ضمّت مملكة يهوذا سبطيّ يهوذا وبنيامين ومعهما الأتقياء الذين تركوا مملكة الشمال (إسرائيل)، وانضموا إلى مملكة الجنوب، كما ترك اللاويون مملكة الشمال أو طُرِدوا منها، وانضموا إلى مملكة يهوذا. كانت يهوذا هي السبط البارز بين الأسباط (عز 4:4، 6)، ومنه دُعِي الإسرائيليون "يهودًا"، مشتقة من "يهوذا".
يهوذا له نسلان أحدهما من كالب، وهو غير كالب الوارد في عد 13؛ وداود (1 أخ 3: 1-24).
 
قديم يوم أمس, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 189797 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,960

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أبناء يعقوب (إسرائيل)

هَؤُلاَءِ بَنُو إِسْرَائِيلَ:
رَأُوبَيْنُ، شَمْعُونُ، لاَوِي وَيَهُوذَا، يَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ، [1]
دَانُ، يُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ، نَفْتَالِي، جَادُ وَأَشِيرُ. [2]

يبدأ بأسماء بني يعقوب، الذي دعاه الله إسرائيل، ولكنها ليست بالترتيب حسب تاريخ الميلاد.
ورد بنو يعقوب والاثنا عشر سبطًا أكثر من 20 مرة في الكتاب المقدس، وفي كل مرةٍ بترتيبٍ متباين حسب الهدف من ذكر الأسباط. وقد وردت في أخبار الأيام الأول ثلاث مرات (1 أخ 2: 1-2؛ 2: 3-8: 34؛ 12: 23-27). وإنني أود كتابة مُلحَق خاص بترتيب أسماء هذه الأسباط في أهم المواقع الواردة في الكتاب المقدس.
لم يُشِرْ السفر هنا إلى أي حدث في حياة يعقوب، إنما ما شغله أن يُسَجِّلَ اسمه حسبما وهبه الله "إسرائيل"، إذ يشير هذا الاسم إلى ارتباط الاثني عشر سبطًا به.
وسط الضيق وضع يعقوب رأسه على حجرٍ، واضطجع في الطريق، ليرى السماوات مفتوحة، وسلمًا سماويًا منصوبًا على الأرض رأسه يمسُّ السماء (تك 28: 12-15). في هذا الموقع نال يعقوب وعدًا إلهيًا له ولنسله: "يتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض... لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به" (تك 28: 14-15). ما هو سرُّ البركة التي فيه والتي في نسله، سوى أن في صُلْبِه يهوذا الذي ينجب داود، ومن نسله يتجسد كلمة الله الذي يبارك جميع قبائل الأرض بصليبه وقوة قيامته؟!
v الحجر الذي تحت رأسه هو المسيح، إذ لم يكن له من قبل حجر تحت رأسه، إنما صار له في ذلك الوقت الذي هرب فيه من مضطهده. عندما كان في بيت أبيه مستريحًا حسب الجسد لم ينعم بحجرٍ تحت رأسه. لقد ترك بيته كفقيرٍ وصار كوحيدٍ، ليس لديه سوى عصا، فوجد في نفس الليلة حجرًا يضعه تحت رأسه. وإذ صارت له وسادة من هذا النوع استراحت رأسه خلال الرؤيا التي شاهدها.
القديس جيروم
تحدث فيما بعد عن سلالة الأسباط الاثني عشر في الأصحاحات التالية، ويبدو أن الكاتب يسرع بأقصى ما يمكن إلى انبثاق مملكة داود التي تشغل السفرين، حيث يود الحديث عن بيت داود الجالس على الكرسي، ليَعْبُرَ بفكرنا نحو ابن داود ملك الملوك.
ويُلاحَظ في ذكر أبناء يعقوب (إسرائيل) إنها لم تُذكَر بالترتيب، إنما بدأ بأولاد ليئة ثم ابنيّ راحيل (يوسف وبنيامين) بين دان ونفتالي ابني بلهة، وفي النهاية أولاد زلفة جارية ليئة جاد وأشير.
نلاحظ في الأنساب أنه اهتم بأنساب سبطي يهوذا ولاوي، السبط الملوكي والسبط الكهنوتي. احتلت أنساب يهوذا 102 آية، ولاوي 81 آية، بينما احتلت أنساب كل بقية الأسباط معًا 126 آية.
أراد تأكيد التزام التعاون بين الأسباط مع التبايُن بينها، كل سبط يُكَمِّل بقية الأسباط ويحتاج إليها، وهي تحتاج إليه ولا تستغني عنه، خاصة بين السبط الملوكي والسبط الكهنوتي.
سنرى ذلك بصورة عملية وواضحة، حين تلتقي كل الأسباط معًا في حبرون حول داود ليُملِّكوه عليهم جميعًا. يُقِم كل سبط ما لديه من قدراتٍ ومواهبٍ، لا بروح المنافسة أو الغيرة أو الافتخار أو التعالي، إنما كما قيل: "أتوا بقلبٍ تامٍ إلى حبرون ليُملِّكوا داود على كل إسرائيل... بقلبٍ واحدٍ... لأنه كان فرح في إسرائيل" (1 أي 12: 38-40).
أذكر على سبيل المثال ما امتاز به بعض الأسباط:
ا. سبط يهوذا، المُتقدِّم والملوكي.
ب. سبط لاوي، لا غِنَى عنه، حيث منه جاء الكهنة بنو قهات، واللاويون بتنوع أدوارهم في الخدمة والحراسة والتسبيح.
ج. سبط بنيامين، الذين رافقوا يهوذا أينما وجدوا، وكانوا المُتقدِّمين على غيرهم في اختيار داود ملكًا، مع أنهم إخوة شاول المقاوم والحاسد لداود.
د. يوسف، صاحب النصيبين، الوحيد الذي صار سبطين: أفرايم ومنسّى.
سنعود بمشيئة الله للحديث عن كل الأسباط خاصة يهوذا ولاوي. غير أننا هنا نود تأكيد أن بني يعقوب أو إسرائيل... قد وجدوا في داود الملك القائد، الذي يضم الكل معًا، للعمل لمجد الله!
يحمل بنو يعقوب أو إسرائيل رموزًا، خاصة يوسف الذي كان محبوبًا جدًا لدى أبيه. أكتفي هنا باقتباس القليل من أقوال الآباء عنه كرمز للسيد المسيح:
v أحبَّ يعقوب ابنه، لأن الآب يحب ابنه الوحيد الجنس، إذ يقول: "هذا هو ابني الحبيب" (مت 3: 17).
الأب قيصريوس أسقف Arles
v كان يوسف مُضطَهدًا، وكان إخوته هم المضطهِدِين. يوسف تمجَّد، ومضطِهدوه سجدوا له، فتحققتِ أحلامه ورؤياه.
كان يوسف المُضطَهد رمزًا ليسوع المُضطَهد.
يوسف ألبسه والده قميصًا بألوان كثيرة، ويسوع ألبسه أبوه جسدًا من البتول.
يوسف أحبه أبوه أكثر من إخوته، ويسوع هو العزيز المحبوب لدى أبيه.
رأى يوسف رؤى وحلم أحلامًا، وتحققت الرؤى والأنبياء في يسوع.
كان يوسف راعيًا مع إخوته، ويسوع هو رئيس الرعاة.
عندما أرسله أبوه ليفتقد إخوته، رأوا يوسف قادمًا، وخطَّطوا لقتله، وعندما أرسل الآب يسوع ليفتقد إخوته، قالوا: "هذا هو الوارث، هلم نقتله" (مت 21: 38).
ألقى إخوة يوسف أخاهم في الجُبِّ، ويسوع أنزله إخوته ليسكن بين الموتى.
يوسف صعد من الجب، ويسوع قام من بين الأموات.
يوسف بعد أن قام من الجُبِّ، صار له سلطان على إخوته، ويسوع بعد أن سكن بين الأموات، أعطاه أبوه اسمًا عظيمًا مُمَجَّدًا (في 2: 9) ليخدمه إخوته ويخضع أعداؤه تحت قدميه.
يوسف بعد أن عرفه إخوته، خجلوا وخافوا واندهشوا أمام عظمته، وعندما يأتي يسوع في آخر الزمان، ويعلن عظمته سيخجل إخوته ويخافون ويرتعبون أمامه لأنهم صلبوه.
علاوة على هذا، فإن يوسف بيع إلى مصر بُناءً على مشورة يهوذا، ويسوع سُلِّم لليهود بيدي يهوذا الإسخريوطي.
عندما باعوا يوسف، لم يجب إخوته بكلمةٍ، ويسوع أيضًا لم ينطق ولا أجاب على القضاة الذين حاكموه.
يوسف سلَّمه سيده للسجن ظلمًا، ويسوع أدانه أبناء شعبه ظلمًا.
سَلَّمَ يوسف ثوبيه، واحد في أيدي إخوته، والآخر في يد زوجة سيده، ويسوع سَلَّمَ ثيابه، وقُسِّمَتْ بين الجند.
يوسف إذ كان في الثلاثين من عمره، وقف أمام فرعون، وصار سيدًا لمصر، ويسوع إذ بلغ الثلاثين جاء إلى الأردن ليعتمد وقبل الروح وخرج يكرز.
يوسف عال مصر بالخبز، ويسوع عال العالم كله بخبز الحياة.
يوسف أخذ ابنة الكاهن الشرير النجس زوجةً له، ويسوع خطب لنفسه الكنيسة من الأمم النجسين.
مات يوسف ودُفِنَ في مصر، ومات يسوع ودُفِنَ في أورشليم.
عظام يوسف أصعدها إخوته من مصر، ويسوع أقامه أبوه من مسكن الموت ولبس جسده، وارتفع به إلى السماء في غير فسادٍ.
القدِّيس أفراهاط الحكيم الفارسي

 
قديم يوم أمس, 06:26 PM   رقم المشاركة : ( 189798 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,960

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يحمل بنو يعقوب أو إسرائيل رموزًا، خاصة يوسف الذي كان محبوبًا
جدًا لدى أبيه.
أكتفي هنا باقتباس القليل من أقوال الآباء عنه كرمز للسيد المسيح:
v أحبَّ يعقوب ابنه، لأن الآب يحب ابنه الوحيد الجنس،
إذ يقول: "هذا هو ابني الحبيب" (مت 3: 17).



الأب قيصريوس أسقف Arles
 
قديم يوم أمس, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 189799 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,960

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

v كان يوسف مُضطَهدًا، وكان إخوته هم المضطهِدِين. يوسف تمجَّد، ومضطِهدوه سجدوا له، فتحققتِ أحلامه ورؤياه.
كان يوسف المُضطَهد رمزًا ليسوع المُضطَهد.
يوسف ألبسه والده قميصًا بألوان كثيرة، ويسوع ألبسه أبوه جسدًا من البتول.
يوسف أحبه أبوه أكثر من إخوته، ويسوع هو العزيز المحبوب لدى أبيه.
رأى يوسف رؤى وحلم أحلامًا، وتحققت الرؤى والأنبياء في يسوع.
كان يوسف راعيًا مع إخوته، ويسوع هو رئيس الرعاة.
عندما أرسله أبوه ليفتقد إخوته، رأوا يوسف قادمًا، وخطَّطوا لقتله، وعندما أرسل الآب يسوع ليفتقد إخوته، قالوا: "هذا هو الوارث، هلم نقتله" (مت 21: 38).
ألقى إخوة يوسف أخاهم في الجُبِّ، ويسوع أنزله إخوته ليسكن بين الموتى.
يوسف صعد من الجب، ويسوع قام من بين الأموات.
يوسف بعد أن قام من الجُبِّ، صار له سلطان على إخوته، ويسوع بعد أن سكن بين الأموات، أعطاه أبوه اسمًا عظيمًا مُمَجَّدًا (في 2: 9) ليخدمه إخوته ويخضع أعداؤه تحت قدميه.
يوسف بعد أن عرفه إخوته، خجلوا وخافوا واندهشوا أمام عظمته، وعندما يأتي يسوع في آخر الزمان، ويعلن عظمته سيخجل إخوته ويخافون ويرتعبون أمامه لأنهم صلبوه.
علاوة على هذا، فإن يوسف بيع إلى مصر بُناءً على مشورة يهوذا، ويسوع سُلِّم لليهود بيدي يهوذا الإسخريوطي.
عندما باعوا يوسف، لم يجب إخوته بكلمةٍ، ويسوع أيضًا لم ينطق ولا أجاب على القضاة الذين حاكموه.
يوسف سلَّمه سيده للسجن ظلمًا، ويسوع أدانه أبناء شعبه ظلمًا.
سَلَّمَ يوسف ثوبيه، واحد في أيدي إخوته، والآخر في يد زوجة سيده، ويسوع سَلَّمَ ثيابه، وقُسِّمَتْ بين الجند.
يوسف إذ كان في الثلاثين من عمره، وقف أمام فرعون، وصار سيدًا لمصر، ويسوع إذ بلغ الثلاثين جاء إلى الأردن ليعتمد وقبل الروح وخرج يكرز.
يوسف عال مصر بالخبز، ويسوع عال العالم كله بخبز الحياة.
يوسف أخذ ابنة الكاهن الشرير النجس زوجةً له، ويسوع خطب لنفسه الكنيسة من الأمم النجسين.
مات يوسف ودُفِنَ في مصر، ومات يسوع ودُفِنَ في أورشليم.
عظام يوسف أصعدها إخوته من مصر، ويسوع أقامه أبوه من مسكن الموت ولبس جسده، وارتفع به إلى السماء في غير فسادٍ.
القدِّيس أفراهاط الحكيم الفارسي
 
قديم يوم أمس, 06:29 PM   رقم المشاركة : ( 189800 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,960

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


من يهوذا إلى داود

3 بَنُو يَهُوذَا: عَيْرُ وَأُونَانُ وَشَيْلَةُ. وُلِدَ الثَّلاَثَةُ مِنْ بِنْتِ شُوعَ الْكَنْعَانِيَّةِ. وَكَانَ عَيْرُ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيرًا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَأَمَاتَهُ. 4 وَثَامَارُ كَنَّتُهُ وَلَدَتْ لَهُ فَارَصَ وَزَارَحَ. كُلُّ بَنِي يَهُوذَا خَمْسَةٌ. 5 اِبْنَا فَارَصَ: حَصْرُونُ وَحَامُولُ. 6 وَبَنُو زَارَحَ: زِمْرِي وَأَيْثَانُ وَهَيْمَانُ وَكَلْكُولُ وَدَارَعُ. الْجَمِيعُ خَمْسَةٌ. 7 وَابْنُ كَرْمِي عَخَارُ مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي خَانَ فِي الْحَرَامِ. 8 وَابْنُ أَيْثَانَ: عَزَرْيَا. 9 وَبَنُو حَصْرُونَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ: يَرْحَمْئِيلُ وَرَامُ وَكَلُوبَايُ. 10 وَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ، وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ رَئِيسَ بَنِي يَهُوذَا، 11 وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُوَ، وَسَلْمُو وَلَدَ بُوعَزَ، 12 وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ، وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى، 13 وَيَسَّى وَلَدَ: بِكْرَهُ أَلِيآبَ، وَأَبِينَادَابَ الثَّانِي، وَشِمْعَى الثَّالِثَ، 14 وَنَثْنِئِيلَ الرَّابعَ، وَرَدَّايَ الْخَامِسَ، 15 وَأُوصَمَ السَّادِسَ، وَدَاوُدَ السَّابعَ. 16 وَأُخْتَاهُمْ صَرُويَةُ وَأَبِيجَايِلُ. وَبَنُو صَرُويَةَ: أَبْشَايُ وَيُوآبُ وَعَسَائِيلُ، ثَلاَثَةٌ. 17 وَأَبِيجَايِلُ وَلَدَتْ عَمَاسَا، وَأَبُو عَمَاسَا يَثْرُ الإِسْمَاعِيلِيُّ.

بَنُو يَهُوذَا: عَيْرُ وَأُونَانُ وَشَيْلَةُ.
وُلِدَ الثَّلاَثَةُ مِنْ بِنْتِ شُوعَ الْكَنْعَانِيَّةِ.
وَكَانَ عَيْرُ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيرًا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَأَمَاتَهُ. [3]
تمركز سفر أخبار الأيام الأول حول سبط يهوذا بالرغم من أن يهوذا هو الابن الرابع ليعقوب، ليسرع بالمؤمن إلى اللقاء مع داود النبي، ويتعرَّف في أخبار الأيام الثاني على بيت داود، خاصة الملوك سواء سليمان قبل الانقسام أو ابنه رحبعام وكل ملوك يهوذا بعد الانقسام حتى السقوط تحت السبي البابلي والرجوع إلى أورشليم. غاية هذين السفرين دخول كل نفسٍ إلى التمتُّع بابن داود، الكلمة المتجسد، الذي يُقِيم مملكته في قلب المؤمن الحقيقي.
كان يهوذا هو المُتقدِّم على إخوته، لأن منه يخرج المسيا، إذ باركه أبوه، قائلاً: "لا يزول قضيب من يهوذا ومُشترِع من بين رجليه، حتى يأتي شيلون، وله يكون خضوع شعوبٍ" (تك 49: 10).
مع هذا كله يكشف الكاتب عن يهوذا الذي احتل مركز البكورية، فيصير سبطه السبط الملكي القائد لإسرائيل، فقد ذكر الكتاب المقدس ضعفات يهوذا، منها الآتي:
أ. تزوج فتاة كنعانية "بنت شوع" (تك 38: 1-3). لم يخفِ الكتاب المقدس هذه الحقيقة، بل كرَّرها في (1 أي 2: 3)، ليؤكد أن اختيار يهوذا كسبط ملكي يتجسد كلمة الله من نسله لا يقوم على برٍّ بشريٍ، ولا استحقاقٍ ذاتيٍ، إنما خلال نعمة الله العجيبة، حوَّل هذا التصرُّف الخاطئ للخير. فبزواجه بالكنعانية فتح باب الرجاء أمام الأمم مُعلِنًا أن الخلاص مُقَدَّم للجميع، لليهودي كما للأممي.
بنت شوع: كلمة "شوع" اسم سامي، معناه "غنى"، وهو رجل كنعاني. ربما تزوجها يهوذا لأجل غنى والدها أو لجمالها. لكن الله بنعمته أعطاه أن يتجسد من نسله خالق السماء والأرض، مصدر الغنى الحقيقي والجمال.
ب. أنجبت ابنة شوع ليهوذا أولاده الثلاثة: عير وأونان وشيلة. قيل عن ابنه البكر: "وكان عير بكر يهوذا شرّيرًا في عيني الربّ، فأماته". عير اسم عبري، معناه "حذّر". لم يذكر سفر التكوين ولا سفر أخبار الأيام الأول عن عير ما هي خطيته، إنما اكتفى بالقول إن الله سمح بموته مبكرًا، لأنه كان شريرًا في عينيّ الرب. غالبًا ما سمح الله بقتله في كنعان في سنٍ مبكرٍ لكثرة شروره. هذا هو بكر يهوذا من الكنعانية!
لقد غطَّى التاريخ على شرِّ عير، لكن إذ أصرَّ عليه عير، ولم يُقدِّم عنه توبة بقي منقوشًا، يُعلَن في يوم الرب العظيم. هكذا يليق بنا ألا نهتم أن نتستَّر على شرورنا، بل أن نغسلها بدم الحَمَلِ خلال التوبة الصادقة، والرجوع إلى حضن الله المفتوح لكل إنسانٍ مهما بلغ شرّه.
ج. إذ مات عير دون أن يكون له ابن، تزوج أخوه أونان ثامار أرملة أخيه لينجب ابنًا يُنسب لأخيه الميت، فمات أونان دون أن ينجب. خشي يهوذا على ابنه الثالث شيلة أن يتزوجها فيموت (تك 38: 6-11). لجأت ثامار إلى حيلة لتنجب ابنًا، فخلعت عنها ثياب ترملها، وتغطَّت ببرقع وتخفت، فظنها يهوذا زانية، وطلب أن يدخل عليها. وحين حملت أمر بحرقها، فكشفت له أن مَنْ ببطنها منه. دخل يهوذا عليها حاسبًا إنها زانية، ولم يخجل أن يسأل عن الزانية بين كثيرين، وحين اكتشف أن ثامار حبلى طلب حرقها! اعترف يهوذا هذا بأن ثامار امرأة ابنه عير الشرير أبرَّ منه.
هذا هو يهوذا الذي صار فيما بعد سبطه السبط الملوكي. اختيار الرب أن يتأنس من هذا السبط الذي على رأسه يهوذا، ويصير في نسبه ثامار أرملة عير الشرير يؤكد لنا مجيئه من أجل الخطاة وكل الأمم، فيفتح أبواب السماء أمام كل إنسان يلتصق به، مهما كان ماضيه أو نسبه أو جنسيته، إنه مُحِبٌ لكل البشرية.
بالرغم من أن رأوبين هو الابن البكر ليعقوب، إلا أن سلسلة الأنساب هنا بدأت بيهوذا مع أنه رابع أبناء يعقوب، وذلك لأن سبط يهوذا تميَّز بأنه السبط الملوكي، وجاء السيد المسيح، الكلمة المتجسد من نسله (تك 38: 2-10، 13-30). تخرج فيه داود الملك، ومنه القديسة مريم التي تجسد في أحشائها ملك الملوك.
إن كان سبط يهوذا قد احتل مركز الصدارة، غير أن الرب أمات بكر يهوذا "عير"، لأنه كان شريرًا في عينيّ الرب.
خطية رأوبين البشعة، والتي لم يذكر الكتاب عنه أنه قدم عنها توبة كلفته الكثير:
1. فقدان امتيازاته كبكرٍ.
2. فقدان إمكانية أن يأتي المسيَّا من نسله.
3. فقدان حياته.
صار اسمه وصمة عارٍ في سِجِلِّ عشيرته. يقول المرتل: "لأن عاملي الشر يُقطعون، والذين ينتظرون الرب هم يرثون الأرض" (مز 37: 9).
v هؤلاء (الأشرار) ألسنتهم حسب شهادة المُرَتِّل سيف ماض، وأسنانهم أسنّة وسهام (مز 57: 4). ولكن الأمر العجيب أنهم بينما يهاجمون الآخرين لا يضرونهم، إنما يتمزَّقون هم أنفسهم بألسنّتهم، لأنهم يحملون في داخلهم الغضب والحنق والحسد والخداع والكراهية والمرارة...
وبالرغم من أنهم يعجزون عن أن يضروا الغير، إذ بها ترتد على أنفسهم هم أولاً وضدهم، وذلك كما يُصلِّي المرتل، قائلاً: "سيفهم يدخل في قلبهم" [15]. وهناك أيضًا عن مثل هذا "الشرير... بحبال خطيته يُمسَك" (أم 5: 22).
البابا أثناسيوس الرسولي
بقي لنا تساؤل: لماذا اختار الله سبط يهوذا ليكون السبط الملوكي بالرغم من الأخطاء السابق ذكرها؟
يبدو لي أن داود الذي من نسل يهوذا اختير ليأتي من نسله كلمة الله المتجسد، للأسباب التالية:
1. من أجل نقاوة قلبه، فقد شهد الله نفسه عنه أنه حسب قلب الله(أع 13: 22).
2. لأنه سما إلى وصية العهد الجديد وهو بعد في ظِلِّ الناموس، فأحبَّ شاول الذي حمل عداوة مُرَّة من نحوه، وحاول بكل قدراته وإمكانياته أن يقتله.
3. لم ينشغل باستلام العرش بالرغم من وعد الله له به وهو بعد صبي صغير، بل ما كان يشغله الملكوت السماوي.
4. كان رجل التسبيح الأول حتى في وسط ضيقاته.
5. لأنه في مواقف كثيرة كان رمزًا للسيد المسيح كما سنرى في مُلحَق الأصحاح العاشر.
6. مع كل سقوط في خطية كان يُعَوِّم كل ليلة سريره بدموعه.
7. كرَّس غيرته وطاقاته لإعداد المواد والتنظيمات لبناء بيت الرب بالرغم من رفض الرب طلبه أن يبنيه، ووهبه أن يقوم ابنه بهذه المهمة.
فمن أجل داود الذي كان في صُلْبِ جده يهوذا اختير هذا السبط ليكون له هذا الامتياز. إن كان لسبط يهوذا أخطاؤه، وأيضًا لداود نفسه، فإن هذا لم يحرم داود من شهادة الله نفسه عنه. لهذا لا نعجب إن قيل عن السيد المسيح إنه ابن داود، بالرغم من أخطائه، بل وصار هذا لقبه حتى يومنا هذا، ولم يحمل السيد لقب ابن يهوذا أو ابن إبراهيم.
يا للعجب لمحبة الله، فإن بركة نقاوة قلب داود ودموع توبته الصادقة، كان لها فاعليتها على أجداده حتى يهوذا بن يعقوب وسبطه، وامتدت إلى نسله كما سنرى في دراستنا لأخبار الأيام الثاني!
v يندهش البعض لأن متَّى استحسن أن يذكر ضمن نسب السيد المسيح اسم "ثامار" هذه التي تبدو كزانية، وراعوث، وتلك التي كانت لأوريا وتزوجها داود بعدما قتل زوجها، ولم يذكر أسماء النسوة القدِّيسات أمثال سارة ورفقة وراحيل...
فإذ كان متَّى يُعلِن عن الرب المولود بالجسد، الذي صار خطية لأجل الجميع، والذي تعرَّض للإهانات والصلب، فقد اعتقد أنه لا يليق أن يظهره أنه يدفع عن نفسه الإهانة بأن يكون من بين أجداده خطاة...
هكذا أيضًا لا تخجل الكنيسة أن تُختَار من بين الخطاة!
القديس أمبروسيوس
أونان: ابن يهوذا الثاني (1 أي 2: 3).
شيلة: اسم عبراني، معناه "طلب"، وكان ثالث أولاد يهوذا (1 أي 2: 3).
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025