منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 01 - 2025, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 183711 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ:
بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ.
مَا الْفَائِدَةُ لِلإِنْسَانِ مِنْ كُلِّ تَعَبِهِ الَّذِي يَتْعَبُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ؟" [2-3].

كلمة "باطل" في العبرية hebel معناها أساسًا "نسمة" (إش 57: 13) أو "بخار"، كأن العالم كله خارج الله يشبه نسمة تخرج من أنف الإنسان أو بخارًا يخرج من فمه في يوم بارد، لا يعود يقتنيه أو ينشغل به، لأنه سرعان ما يتبدد في الهواء.
أنه يعني بكلمة باطل أن العالم زمني عابر وأنه بلا جدوى على المدى الأبدي. هنا لا يُقدم لنا راهب متوحد خبرته وأفكاره، وإنما ملك غني ذو جاه وله خبرات في كل جوانب الحياة في ذلك الوقت... حديث واقعي وعملي.
لقد أكد الكاتب في أكثر من موضع أن كل ما في العالم هو صالح ونافع بكونه عطية الله، لكن إساءة الإنسان استخدامه جعله باطلًا، إذ صار الذهن نفسه باطلًا" (أف 4: 17).
أنه لا يدفعنا إلى روح اليأس، لكنه يُطالبنا ألاَّ تُمتص أفكارنا في الأرضيات والزمنيات، وإلاَّ تكون هدفًا لنا في عبادتنا. بعبارة أخرى، الحياة من جميع جوانبها لا معنى لها ولا فائدة منها، سطحية وفانية، ما لم ترتبط بالله بحق، عندئذ فقط إذ تستند على الله وعلى كلمته تكون ذات قيمة.
* لماذا أنت مقيد بمحبة الأمور الوقتية؟
لماذا تجري وراء الأمور التي لها المكانة الأخيرة، كأن لها الأولوية مع أنها باطلة وأكذوبة؟ فإنك تُريدها أن تقطن معك وهي عابرة كالظل.
القديس أغسطينوس
* يدعو كل ما نراه ونصارع لأجله كحقيقة منظورة "باطلًا".
ما هو باطل ينقصه "الجوهر"، وما ينقصه "الجوهر" لا يحمل قوة!.
القديس غريغوريوس أسقف نيصص
* "باطل الأباطيل، الكل باطل". لنذهب إلى المقابر، أرني أباك، أرني زوجتك، أين ذاك الذي كان يرتدي ثيابًا مذّهبة؟ ذاك الذي كان يركب المركبة؟ذاك الذي كانت له جيوش، والذي كانت له منطقة؟ وكان له مذيعون؟ ذاك الذي قتل هؤلاء وألقى بأولئك في السجن؟الذي كان يميت من يشاء ويعفو عمن يشاء؟ إنني لست أرى إلاَّ عظامًا ودودًا وأنسجة عنكبوت، هذه كلها تراب ووهن وحلم وظل وعلاقة مجردة (واهية) وصورة، بل ولا تصل إلى صورة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
أما غاية تأكيد بطلان هذا العالم فهو تدريب القلب لا على كراهية العالم بل بالأحرى على حب السماء والتمتع بالله الكلمة بكونه الأبدي المشبع للنفس:
* "الكل باطل، قال الجامعة"، كل ما في هذا العالم. لهذا من يرغب في الخلاص فليرتفع فوق العالم، وليطلب "الكلمة" الذي مع الله، هاربًا من هذا العالم، وتاركًا الأرض.فإنه لا يستطيع أحد أن يدرك ما هو موجود دائمًا، ما لم يهرب أولًا من هنا. لهذا السبب أيضًا إذ أراد الرب الاقتراب من الله الآب (وهو واحد معه) قال لتلاميذه: "قوموا، ننطلق من ههنا" (يو 14: 31).
القديس أمبروسيوس
* [على لسان السيِّد المسيح، كلمة الله المشبع للنفس]
أنا أبوك، وأخوك، وعريسك، ومنزلك، وثوبك، ومصدرك، وأساسك.
أنا كل ما تشتاق إليه؛ فلا تعتاز إلى شيء.
سأكون خادمك، فقد جئت لكي أخدِم، لا لكي أُخدَم.
أنا صديقك، عضو لك، رأسك، أخوك، أختك، أمك، وكل شيء بالنسبة لك... فقط كن صديقًا ليّ...
ماذا تطلب بعد؟
لماذا تصدّ ذاك الذي يُحبك؟
لماذا تتعب من أجل هذا العالم؟
لماذا تسحب ماءً بإناء راشح، لأن هكذا هو التعب من أجل الحياة الحاضرة؟
لماذا تغزل صوفًا في النار؟
لماذا تُصارع مع الهواء؟
لماذا تركض باطلًا؟
أليس لكل فن غاية؟ هذا واضح للكل؛أما أنت فبلا هدف.
. باطل الأباطيل الكل باطل.
* لنصدقه ولنتمسك بالأمور التي ليس فيها ما هو باطل، بل ما هو حق؛ ما يتأسس على صخرة صلدة، وحيث لا توجد شيخوخة ولا انحراف، بل يكون كل شيء مزهرًا ومنتعشًا دون فساد أو قِدَم أو انحلال.
أسألكم أن نحب الله بعاطفة صادقة، ليس خوفًا من الجحيم، وإنما رغبة في الملكوت.
ماذا يمكن مقارنته برؤية المسيح؟ بالتأكيد لا شيء!
أية متعة ننالها من هذه الأمور الصالحة...؟ "ما لم ترهَ عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على بال إنسان ما أعدّه الله للذين يحبونه" (1 كو 2: 9).
القديس يوحنا الذهبي الفم
* ليس من صار رفيق الملائكة واستأنس بأسرارهم ولم يرذل رفقة العالم.
* إن تركت مقتنياتك من أجله، تقتنيه في نفسك إلى الأبد.
ما أشهى رحيل محبيك إليك أيُها الطبيب، وما أصعب خروج محبي العالم منه، لأن أولئك لميراثهم ينتقلون، وهؤلاء عن الذي لهم يرحلون.
* من هو هذا الذي ذاق حلاوة ثمار شجرة الحياة ويُريد أن يجري نحو ثمار العالم النتنة؟!.
القديس يوحنا سابا
 
قديم 13 - 01 - 2025, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 183712 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* لماذا أنت مقيد بمحبة الأمور الوقتية؟

لماذا تجري وراء الأمور التي لها المكانة الأخيرة،
كأن لها الأولوية مع أنها باطلة وأكذوبة؟
فإنك تُريدها أن تقطن معك وهي عابرة كالظل.



القديس أغسطينوس
 
قديم 13 - 01 - 2025, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 183713 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* يدعو كل ما نراه ونصارع لأجله كحقيقة منظورة "باطلًا".

ما هو باطل ينقصه "الجوهر"، وما ينقصه "الجوهر" لا يحمل قوة!.



القديس غريغوريوس أسقف نيصص
 
قديم 13 - 01 - 2025, 04:59 PM   رقم المشاركة : ( 183714 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* "باطل الأباطيل، الكل باطل". لنذهب إلى المقابر، أرني أباك، أرني زوجتك، أين ذاك الذي كان يرتدي ثيابًا مذّهبة؟ ذاك الذي كان يركب المركبة؟ذاك الذي كانت له جيوش، والذي كانت له منطقة؟ وكان له مذيعون؟ ذاك الذي قتل هؤلاء وألقى بأولئك في السجن؟الذي كان يميت من يشاء ويعفو عمن يشاء؟ إنني لست أرى إلاَّ عظامًا ودودًا وأنسجة عنكبوت، هذه كلها تراب ووهن وحلم وظل وعلاقة مجردة (واهية) وصورة، بل ولا تصل إلى صورة.



القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم 13 - 01 - 2025, 04:59 PM   رقم المشاركة : ( 183715 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أما غاية تأكيد بطلان هذا العالم فهو تدريب القلب لا على كراهية العالم بل بالأحرى على حب السماء والتمتع بالله الكلمة بكونه الأبدي المشبع للنفس:

* "الكل باطل، قال الجامعة"، كل ما في هذا العالم. لهذا من يرغب في الخلاص فليرتفع فوق العالم، وليطلب "الكلمة" الذي مع الله، هاربًا من هذا العالم، وتاركًا الأرض.فإنه لا يستطيع أحد أن يدرك ما هو موجود دائمًا، ما لم يهرب أولًا من هنا. لهذا السبب أيضًا إذ أراد الرب الاقتراب من الله الآب (وهو واحد معه) قال لتلاميذه: "قوموا، ننطلق من ههنا" (يو 14: 31).



القديس أمبروسيوس
 
قديم 13 - 01 - 2025, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 183716 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* [على لسان السيِّد المسيح، كلمة الله المشبع للنفس]
أنا أبوك، وأخوك، وعريسك، ومنزلك، وثوبك، ومصدرك، وأساسك.
أنا كل ما تشتاق إليه؛ فلا تعتاز إلى شيء.
سأكون خادمك، فقد جئت لكي أخدِم، لا لكي أُخدَم.
أنا صديقك، عضو لك، رأسك، أخوك، أختك، أمك، وكل شيء بالنسبة لك... فقط كن صديقًا ليّ...
ماذا تطلب بعد؟
لماذا تصدّ ذاك الذي يُحبك؟
لماذا تتعب من أجل هذا العالم؟
لماذا تسحب ماءً بإناء راشح، لأن هكذا هو التعب من أجل الحياة الحاضرة؟
لماذا تغزل صوفًا في النار؟
لماذا تُصارع مع الهواء؟
لماذا تركض باطلًا؟
أليس لكل فن غاية؟ هذا واضح للكل؛أما أنت فبلا هدف.
. باطل الأباطيل الكل باطل.
* لنصدقه ولنتمسك بالأمور التي ليس فيها ما هو باطل، بل ما هو حق؛ ما يتأسس على صخرة صلدة، وحيث لا توجد شيخوخة ولا انحراف، بل يكون كل شيء مزهرًا ومنتعشًا دون فساد أو قِدَم أو انحلال.
أسألكم أن نحب الله بعاطفة صادقة، ليس خوفًا من الجحيم، وإنما رغبة في الملكوت.
ماذا يمكن مقارنته برؤية المسيح؟ بالتأكيد لا شيء!
أية متعة ننالها من هذه الأمور الصالحة...؟ "ما لم ترهَ عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على بال إنسان ما أعدّه الله للذين يحبونه" (1 كو 2: 9).
القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم 13 - 01 - 2025, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 183717 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* ليس من صار رفيق الملائكة واستأنس بأسرارهم ولم يرذل رفقة العالم.
* إن تركت مقتنياتك من أجله، تقتنيه في نفسك إلى الأبد.
ما أشهى رحيل محبيك إليك أيُها الطبيب، وما أصعب خروج محبي العالم منه، لأن أولئك لميراثهم ينتقلون، وهؤلاء عن الذي لهم يرحلون.
* من هو هذا الذي ذاق حلاوة ثمار شجرة الحياة ويُريد أن يجري نحو ثمار العالم النتنة؟!.
القديس يوحنا سابا
 
قديم 13 - 01 - 2025, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 183718 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ:
بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ.
مَا الْفَائِدَةُ لِلإِنْسَانِ مِنْ كُلِّ تَعَبِهِ الَّذِي يَتْعَبُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ؟" [2-3].

السؤال الذي أثاره الكثيرون: لماذا يُدعى العالم باطلًا وهو من صُنع الله كلّيْ الصلاح؟ بمعنى آخر: هل يخلق الله الصالح أمرًا بلا نفع؟
يرى الله أن كل ما خلقه "حسن" أو "صالح" (تك 1: 10، 12، 18، 31)؛ لكن الإنسان وقد فسد ذهنه وطبيعته وبصيرته الداخلية أساء النظرة إلى العالم كما أساء استخدامه له، فصار العالم باطلًا. العالم الذي هو من صنع الله صالح، خُلق لأجل الإنسان ليعمل فيه ويبتهج... أما وقد تحطم الإنسان في طبيعته لم يعد يُحقق العالم غايته كخادم له.
* إن كانت (الخليقة) هي أعمال الله، فكيف تكون باطلة؟ إن النزاع في هذا الأمر كبير. ولكن اسمعوا أيها المحبوبين؛ ليست أعمال الله هي التي ندعوها باطلة، حاشا لله! السماء ليست باطلة؛ الأرض ليست باطلة، حاشا! ولا الشمس ولا القمر ولا الكواكب، ولا أجسادنا.كلا! فإن هذه جميعها حسنة جدًا (تك 1: 31).
إذن، ما هو الباطل؟ لنسمع الجامعة نفسه، إذ يقول: "غرست لنفسي كرومًا، اتخذت لنفسي مغنين ومغنيات، عملت لنفسي برك مياه، وكانت ليّ قنية بقر وغنم، جمعت لنفسي أيضًا فضة وذهبًا، فرأيت هذه كلها باطلة" (راجع جا 2: 4-8). كما يقول: "باطل الأباطيل الكل باطل" (جا 12: 8). اسمع أيضًا ما يقوله النبي: "يذخر ذخائر ولا يدري من يضُمها" (مز 39: 6).مثل هذا باطل، مبانيك الفاخرة، وغناك الزائد جدًا وقطيع العبيد الذي يتدافع في الميدان العام، مجدك الباطل وأُبهتك، أفكارك المتشامخة، وتفاخرك؛ هذه كلها باطلة، فأنها ليست من يدّ الله إنما هي من عملك.ولماذا هي باطلة؟ لأنه ليس لها غاية نافعة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
يُحدثنا القديس يوحنا الذهبي الفمفي مقاله: "لا يقدر أحد أن يؤذي إنسانًا ما لم يُؤذِ الإنسان نفسه" عن مفهوم الصلاح في شيء من التوسع، موضحًا أن العالم بكل ما فيه ليس صالحًا في ذاته ولا شريرًا، إنما استخدام الإنسان له يُحوله إلى الصلاح أو الشر. فمن يستخدم المال في الشر، يكون بالنسبة له شرًا، ومن يسند به إخوته المحتاجين يكون بالنسبة له بركة إلخ...
أخيرًا يرى القديس أغسطينوسأنهيليق بالمؤمن أن ينقل ممتلكاته الزمنية إلى الحياة الحقة خلال الصدقة، إذ يقول: [يلزم التمسك بالحياة الحقة، فننقل غنانا إلى موضع الحياة الحقة، فنجد هناك ما قدمناه هنا. أنه (الله) يُتمم هذا التحويل لممتلكاتنا ذاك الذي صنع التحول لنفوسنا]. السيِّد المسيح الذي أجلسنا في السمويات ينقل مالنا إلى السماء!
إن كان الإنسان بفساد طبيعته وذهنه وبصيرته الداخلية جعل العالم باطلًا، لكن يبقى الإنسان في عينيّ الله أثمن من العالم كله! "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟!" (مت 16: 26). فقد خلق الله العالم لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل العالم. لهذا يليق بالإنسان في جهاده وتعبه سواء في حياته الخاصة أو الأسرية أو العمل أو في عبادته ألاَّ يحوّل نظره عن حياته الداخلية وشبعها بالله نفسه. لهذا يُحذرنا الجامعة من كل جهاد يفقد الإنسان فيه غايته، قائلًا: "ما الفائدة للإنسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس؟!" [3]. تعبنا في حياتنا اليومية وفي عبادتنا لن يقدر أن يُشبع النفس، ويكفّر عن خطيتها، ويشفي جراحاتها، ويُقدسها، ما لم نتكئ على صدر المخلص بالإيمان العملي ونطلب عمل روحه القدُّوس فينا.
* يُحسب بر الإنسان كلا شيء. عمل البشر، ما هو؟ تعبه كله باطل.
منك يا رب، وبنعمتك تصير طبيعتنا صالحة. منك البر؛فنصير نحن البشر أبرارًا. منك الرحمة والنعمة. فنتحول من التراب إلى صورتك.
أعطِ قوة لإرادتنا فلا نغرق في الخطية.
القديس مار أفرام السرياني
مادمنا "تحت الشمس"، نخضع للتجارب ونُعاني من حرارتها (مت 20: 12). ولن ننتفع شيئًا من كل تعبنا، أما إن قبلنا شمس البر فينا فيحملنا فوق كل تجربة شريرة، ولا يقدر لهيب الشهوات أن يمس أعماقنا الداخلية. يحملنا شمس البر بروحه القدُّوس لتنعم النفس بعربون المجد الأبدي، فنقول: "أجلَسنا معه في السمويات" (أف 2: 6).
* يُشير بالتعب هنا [3] إلى حياة الجسد التي لا تطلب منافع في أي عمل صالح. إنها تقول: "ما الفائدة للإنسان؟"، أي ماذا تجتني النفس من كل تعب الحياة، وذلك في حياة الذين يعيشون فقط من أجل الكماليَّات.
القديس غريغوريوس أسقف نيصص
 
قديم 13 - 01 - 2025, 05:04 PM   رقم المشاركة : ( 183719 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* إن كانت (الخليقة) هي أعمال الله، فكيف تكون باطلة؟ إن النزاع في هذا الأمر كبير. ولكن اسمعوا أيها المحبوبين؛ ليست أعمال الله هي التي ندعوها باطلة، حاشا لله! السماء ليست باطلة؛ الأرض ليست باطلة، حاشا! ولا الشمس ولا القمر ولا الكواكب، ولا أجسادنا.كلا! فإن هذه جميعها حسنة جدًا (تك 1: 31).
إذن، ما هو الباطل؟ لنسمع الجامعة نفسه، إذ يقول: "غرست لنفسي كرومًا، اتخذت لنفسي مغنين ومغنيات، عملت لنفسي برك مياه، وكانت ليّ قنية بقر وغنم، جمعت لنفسي أيضًا فضة وذهبًا، فرأيت هذه كلها باطلة" (راجع جا 2: 4-8). كما يقول: "باطل الأباطيل الكل باطل" (جا 12: 8). اسمع أيضًا ما يقوله النبي: "يذخر ذخائر ولا يدري من يضُمها" (مز 39: 6).مثل هذا باطل، مبانيك الفاخرة، وغناك الزائد جدًا وقطيع العبيد الذي يتدافع في الميدان العام، مجدك الباطل وأُبهتك، أفكارك المتشامخة، وتفاخرك؛ هذه كلها باطلة، فأنها ليست من يدّ الله إنما هي من عملك.ولماذا هي باطلة؟ لأنه ليس لها غاية نافعة.

القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم 13 - 01 - 2025, 05:04 PM   رقم المشاركة : ( 183720 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,537

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يُحدثنا القديس يوحنا الذهبي الفم في مقاله: "لا يقدر أحد أن يؤذي إنسانًا ما لم يُؤذِ الإنسان نفسه" عن مفهوم الصلاح في شيء من التوسع، موضحًا أن العالم بكل ما فيه ليس صالحًا في ذاته ولا شريرًا، إنما استخدام الإنسان له يُحوله إلى الصلاح أو الشر. فمن يستخدم المال في الشر، يكون بالنسبة له شرًا، ومن يسند به إخوته المحتاجين يكون بالنسبة له بركة إلخ...

القديس يوحنا الذهبي الفم
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025