30 - 12 - 2024, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 182421 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لَمْ تُصَدِّقْ مُلُوكُ الأَرْضِ وَكُلُّ سُكَّانِ الْمَسْكُونَةِ، أَنَّ الْعَدُوَّ وَالْمُبْغِضَ يَدْخُلاَنِ أَبْوَابَ أُورُشَلِيمَ [12]. لم يُصدق ملوك الأرض ما حلّ بأورشليم، إذ كان الكل يظن أنه ليس من أحدٍ يقدر أن يقتحم أسوارها، ولا من يمس شعبها بسوءٍ، لأنها قائمة على جبال ضخمة، ولأن الرب هو ملكها السماوي الساكن فيها. يصور النبي أن سنحاريب نفسه والأمم المحيطة بيهوذا كانوا في أعماقهم يدركون من خلال الخبرات القديمة أن أورشليم مدينة الله لا يمكن اقتحامها، ما دامت يد الرب تحوط حولها وتحصنها. لهذا كان انهيارها، واندفاع العدو من أبوابها، أمرًا مفاجئًا حتى لمن كانوا يعيرونها. |
||||
30 - 12 - 2024, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 182422 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مِنْ أَجْلِ خَطَايَا أَنْبِيَائِهَا، وَآثَامِ كَهَنَتِهَا السَّافِكِينَ فِي وَسَطِهَا دَمَ الصِّدِّيقِينَ [13]. جاءت العبارات 4-13 تتطلع إلى خطايا الكهنة والأنبياء الكذبة الذين تسببوا في سفك دماء بريئة، وكان ذلك نبوة عما سيفعله رؤساء الكهنة وغيرهم من قادة اليهود في أحداث صلب السيد المسيح البار. لقد انكسرت هذه الحصانة حتى التي كانت في أذهان الوثنيين من جهة أورشليم، وذلك بسبب أنبيائها الكذبة والكهنة سافكي الدماء. نعت هؤلاء بأنهم سافكو دماء أو قتلة يحمل معنى واسعًا، فلا يقف عند سفك الدم جسمانيًا فحسب وبطريقة حرفية، إنما يشمل أيضًا الظلم الفاضح، وأيضًا إثارة الآخرين على سفك الدم دون اشتراك الشخص نفسه، أو التساهل والتهاون مع القتلة وسافكي الدماء. للأسف الكهنة الذين عملهم الأول الصلاة عن البشرية لتتمتع بالمصالحة مع الله، صاروا عثرة وعقبة حتى أمام الوثنيين. هذا ما كان يحذر منه القديس يوحنا الذهبي الفم، وهو أن ما يرتكبه المؤمن من خطايا وآثام أخطر بكثير مما لو صدر عن إنسانٍ غير مؤمن. لأن العثرة من المؤمن خطيرة، أما إن صدرت من كاهن أو أسقف أو راهب فتكون أكثر خطورة! |
||||
30 - 12 - 2024, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 182423 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تَاهُوا كَعُمْيٍ فِي الشَّوَارِعِ، وَتَلَطَّخُوا بِالدَّمِ، حَتَّى لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَمَسَّ مَلاَبِسَهُمْ [14]. قامت القيادات الدينية بإثارة الشعب ضد المسيح، فكان القادة عميان يقودون عميان، حتى قيل: "أجاب جميع الشعب وقالوا دمه علينا وعلى أولادنا" (مت 27: 25). يبرز النبي خطورة سلوك هؤلاء الأنبياء والكهنة. فعوض اشتياقهم أن يتطهر كل أبرص، ويُشفى من برصه، صاروا هم في عينيّ الله وأعين الناس دنسين بنوع من البرص الخطير، ألا وهو الظلم والقتل. *قام الحاكم وغسل يديه، ونظر كل أحد أنه بغير زلل صلبه أولاد الشمال بالإثم! ولما غسل يديه صرخ الصالبون: "دمه علينا وعلى أولادنا". الآباء الجهلاء أكلوا الحصرم حيث اعترفوا أنها تضرس أسنانهم وأسنان أولادهم. والآن أنظر إلى الحاكم الذي غسل يديه، أما أنت فاسبح كلك في المياه الإلهية... لأنه إن لم تعتقك المعمودية من الخطية يطالبك! تقدم وأنظر نفسك واسبح في المياه المقدسة وانعتق! ها هو سيدك، ينتظرك داخل المعمودية، فيعينك من الخطية بغفرانه. صرخ الصالبون دمه علينا وعلى أولادنا. *نظر الناس المرذولون أنهم أذنبوا وغرقوا بالدم وحفظوه ليكون للأجيال التي بعدهم. لم يكف أن يذنبوا فقط، بل جعلوه ذنبًا عامًا للأجيال الآتية. الآباء الجهال أكلوا الحصرم حيث اعترفوا أنه يضرس أسنانهم وأولادهم... إن لم تشفق على قتل نفسك، لا تقتل أنفس ذريتك لأنها ليست هي لك. القديس مار يعقوب السروجي |
||||
30 - 12 - 2024, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 182424 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
*قام الحاكم وغسل يديه، ونظر كل أحد أنه بغير زلل صلبه أولاد الشمال بالإثم! ولما غسل يديه صرخ الصالبون: "دمه علينا وعلى أولادنا". الآباء الجهلاء أكلوا الحصرم حيث اعترفوا أنها تضرس أسنانهم وأسنان أولادهم. والآن أنظر إلى الحاكم الذي غسل يديه، أما أنت فاسبح كلك في المياه الإلهية... لأنه إن لم تعتقك المعمودية من الخطية يطالبك! تقدم وأنظر نفسك واسبح في المياه المقدسة وانعتق! ها هو سيدك، ينتظرك داخل المعمودية، فيعينك من الخطية بغفرانه. صرخ الصالبون دمه علينا وعلى أولادنا. القديس مار يعقوب السروجي |
||||
30 - 12 - 2024, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 182425 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
*نظر الناس المرذولون أنهم أذنبوا وغرقوا بالدم وحفظوه ليكون للأجيال التي بعدهم. لم يكف أن يذنبوا فقط، بل جعلوه ذنبًا عامًا للأجيال الآتية. الآباء الجهال أكلوا الحصرم حيث اعترفوا أنه يضرس أسنانهم وأولادهم... إن لم تشفق على قتل نفسك، لا تقتل أنفس ذريتك لأنها ليست هي لك. القديس مار يعقوب السروجي |
||||
30 - 12 - 2024, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 182426 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«حِيدُوا! نَجِسٌ! يُنَادُونَ إِلَيْهِمْ. «حِيدُوا! حِيدُوا لاَ تَمَسُّوا! إِذْ هَرَبُوا تَاهُوا أَيْضًا. قَالُوا بَيْنَ الأُمَمِ، إِنَّهُمْ لاَ يَعُودُونَ يَسْكُنُونَ [15]. لقد نجس القادة العميان أنفسهم بالدم البريء عبر كل الأجيال من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن براخيا، مع دم الأطفال الأبرياء الذين قُدموا ذبائح للأوثان، حتى سفكوا دم السيد المسيح نفسه. هنا صرخات الشعب عندما حل الدمار نحو الأنبياء الكذبة الذين خدعوهم بالكلام الناعم. هؤلاء الذين كان يلزم أن يكونوا خميرة مقدسة لتقديس العالم صار العالم يرفض أنه يلمس ثيابهم، كما فقد كهنتهم وشيوخهم كرامتهم. يرى البعض أن هذه صرخات الوثنيين نفسها، إذ وهم يمارسون الرجاسات، يحسبون ما حلّ بأورشليم نجاسة لا يحتملوها، فلا يريدون أحدًا من شعب أورشليم أو كهنتها أن يلمسهم لئلا يتنجسوا. |
||||
30 - 12 - 2024, 05:26 PM | رقم المشاركة : ( 182427 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَجْهُ الرَّبِّ قَسَمَهُمْ. لاَ يَعُودُ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ. لَمْ يَرْفَعُوا وُجُوهَ الْكَهَنَةِ، وَلَمْ يَتَرَأَّفُوا عَلَى الشُّيُوخِ [16]. يرى البعض أن كلمة "وجه الرب" (حسب الترجمة الحرفية) تحمل معنى ملامح الغضب، كما جاء في المزمور 34: 16 "وجه الرب ضد فاعلي الشر، ليقطع ذكرهم". وأن كلمة "قسّمهم" تحمل معنى "شتتهم"، غير مميّز بين كاهن وشعب، وبين شيخٍ وشابٍ. هذا ما انعكس على معاملة الوثنيين لهم، إذ استخفّوا بالكل، دون مراعاة لقائدً ما، ولا ترفق بالشيخوخة! حينما نخطئ في حق الله، يرتد إلينا تصرفنا، إذ بالكيل الذي نكيل به يُكال لنا، فمن يهين الله بتصرفاته، ترتد إليه هذه الإهانة حتى من الوثنيين والملحدين، بل ومن قوات الظلمة نفسها! |
||||
30 - 12 - 2024, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 182428 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَمَّا نَحْنُ فَقَدْ كَلَّتْ أَعْيُنُنَا مِنَ النَّظَرِ إِلَى عَوْنِنَا الْبَاطِلِ. فِي بُرْجِنَا انْتَظَرْنَا أُمَّةً لاَ تُخَلِّصُ [17]. إذ تنحني أنفسنا فلا نتطلع إلى الساكن في السماء، بل نطلب عونًا من الأرض فنفشل. فقد تظاهر المصريون أنهم حلفاء لهم، لكنهم كانوا عاجزين عن مساندتهم، وغير راغبين في ذلك. قيل: "ولم يعد أيضًا ملك مصر يخرج من أرضه، لأن ملك بابل أخذ من نهر مصر إلى نهر الفرات كل ما كان لملك مصر" (2 مل 24: 7). "فإن مصر تعين باطلًا وعبثًا، لذاك دعوتُها رهب الجلوس" (إش 30: 7). كان قادة يهوذا يتطلّعون إلى مصر والتحالف معها كمصدر رجاء للخلاص من الكلدانيين (إر 37: 3-10). وكان ذلك موضع خلاف بين إرميا والملك، بل ومع مشيري الملك ورجال الدولة ورجال الدين والشعب. الكل حسبوا هجومه على التحالف مع مصر ضد الكلدانيين، وليس التوبة، هو الرجاء في الخلاص من هجوم الكلدانيين. عندما حذّر إرميا النبي صدقيا من ذلك، أودعه في دار السجن (إر 37: 5-21). لقد أصيبت مملكة يهوذا بنوعٍ من عمى البصيرة الروحية، وجنون الفكر. كانوا يتطلعون من أبراج المراقبة يترقبون من يأتي ليخلصهم من حصار بابل، لكن ليس من عون قادم إليهم. كانت أبراج المراقبة أي الأسفار المقدسة (العهد القديم) بين أيديهم، وكان يليق بهم أن يتعرفوا على السيد المسيح خلال النبوات والرموز، لكنه إذ جاء بغضوه، وخدعوا أنفسهم، إذ طلبوا المسيا حسب فكرهم البشري المادي. والآن ينتظرون مجيئهم فسيخدعهم عدو الخير، ويرسل لهم المسيا الكاذب. |
||||
30 - 12 - 2024, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 182429 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نَصَبُوا فِخَاخًا لِخَطَوَاتِنَا حَتَّى لاَ نَمْشِيَ فِي سَاحَاتِنَا. قَرُبَتْ نِهَايَتُنَا. كَمَلَتْ أَيَّامُنَا لأَنَّ نِهَايَتَنَا قَدْ أَتَتْ [18]. إذ أقام الكلدانيون متاريس وروابي عالية أمكنهم أن يصوبوا الرماح على كل من يريد الهروب، كما استطاعوا أن يبلغوا فوق أسوار خارجية ليصوِّبوا رماحهم حتى على السائرين في شوارع أورشليم. لقد شعر الكل أن السير حتى داخل اأورشليم فيه مخاطر من الداخل بسبب الموتى الملقين في الشوارع، ومن الخارج يصوّب الكلدانيون الرماح ضدهم. شعروا أن الفخاخ منصوبة ضدهم من كل جانب، وأن نهايتهم قد اقتربت تمامًا. |
||||
30 - 12 - 2024, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 182430 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صَارَ طَارِدُونَا أَخَفَّ مِنْ نُسُورِ السَّمَاءِ. عَلَى الْجِبَالِ جَدُّوا فِي أَثَرِنَا. فِي الْبَرِّيَّةِ كَمَنُوا لَنَا [19]. الحديث هنا يخص الخطر الذي يلحق بالكل، خاصة الملك صدقيا. ظن صدقيا أنه قادر على الهروب (إر 52: 6-9) لكن الكلدانيين لحقوا به،طاردوه بسرعة غير متوقعة، فكانوا كنسور السماء السريعة الحركة والقادرة أن تقتنص الفريسة مهما كانت المسافة بين النسر وفريسته. إذا صار ثغر في سور أورشليم انقض عليهم البابليون أسرع من النسور، فلم يستطيعوا الهرب من أيديهم. *في الكتاب المقدس كلمة "نسر"، تشير أحيانًا إلى أرواح حقودة، مفسدة للنفوس؛ وتشير أحيانا إلى قوات العالم الحاضر. لكنها أحيانًا تشير إلى مفاهيم القديسين الحاذقة، أو إلى الرب المتجسد، تطير بسرعة فوق السفليات، وتطلب العلويات. يشهد إرميا للأرواح الراقدة في ترقبٍ: "طاردونا أخف من نسور السماء" (مرا 4: 19)... يرمز أيضًا إلى القوة الأرضية، كما قيل بالنبي حزقيال: "نسر عظيم كبير الجناحين، طويل القوادم، واسع المناكب ذو تهاويل، جاء إلى لبنان، وأخذ فرع الأرز، قصف رأس خراعيبه" (حز 17: 3-4). فإنه بهذا النسر الذي بالحقيقة إلى من يشير إلا لنبوخذنصر ملك بابل...؟ يُشار بكلمة "نسر" إلى فهم القديسين الحاذق، أو طيران صعود المسيح. لهذا فإن النبي عينه (حزقيال) عند وصفه الأربعة الإنجيليين الذين رآهم، تحت مظهر خلائق حية، أعلن أنها ظهرت له في شكل وجه إنسانٍ وأسدٍ وثورٍ ونسرٍ، بالتأكيد أشار بالنسر المخلوق الرابع الحي إلى يوحنا، الذي في طيرانه ترك الأرض، وخلال الفهم الحاذق، اخترق أسرارًا داخلية برؤيته للكلمة... لنتطلع إلى مبنى النسر نفسه، عش الرجاء في العلويات. يقول بولس: "سيرتنا نحن هي في السماوات" (في 3: 20). وأيضًا: "أقامنا معه، وأجلسنا معه في السماويات" (أف 2: 6)... فكما أن من يصعد جبًلا يتطلع إلى أسفل، فيرى الأمور السفلية صغيرة، هكذا كلما تقدم الإنسان إلى درجات عليا، مجاهدًا أن يثبت اهتمامه في العلويات، يجد بذات الجهد أن مجد الحياة الحاضرة كلا شيء، ويرتفع فوق أماكن الأرض. البابا غريغوريوس (الكبير) *هذا القول ليس مني، ولكن رب كل البشرية هو الذي تكلم بهذا عندما صرف النبي الذي كان يصلي متشفعًا لهم قائلًا:"وأنت فلا تُصلِّ لأجل هذا الشعب ولا ترفع لأجلهم دعاء، ولا صلاة، ولا تلح علي، لأني لا أسمعك. أما ترى ماذا يعملون في مدن يهوذا وفي شوارع أورشليم؟ الأبناء يلتقطون حطبًا، والآباء يوقدون النار، والنساء يعجن العجين ليصنعن كعكًا لملكة السماوات، ولسكب سكائب لآلهة أخرى، لكي يغيظوني" (إر 16:7-18). الأبناء يجمعون حطبًا، والآباء يوقدون النار، والنساء يعجن، لدرجة أنه لا أحد سيكون بريئًا من الخطية. إنهم يعملون بجهدٍ لأجل خطاياهم، وسوف يسمعون بعدل: "لأنك أنت رفضت المعرفة أرفضك أنا، حتى لا تكهن لي. ولأنك نسيت شريعة إلهك، أنسى أنا أيضًا بنيك" (هو 6:4). إن طريقة العقاب تتلاءم دائمًا مع جسامة الخطايا، لذلك يجب على المذنبين أن يتحملوا عقابًا مساويًا لخطاياهم. فأي معاناة أعظم وأقسى يمكن أن توجه لأولئك الذين سقطوا في الخطية، من أن يُمنعوا من خدمة (الكهنوت) المقدسة، ويفقدوا الحق في التمتع بامتياز ذكر الله لهم، الذي من خلاله كانت لهم حياة كريمة، ولم يشعروا بأي عوز أو احتياج، بل كانت لهم كل بهجة. هذا حدث لشعب إسرائيل. فقد احتقروا محبة الله للجنس البشري، وعارضوا واجب حفظ شريعة الله، ولكنهم بأكثر غضب تمسكوا بكسلهم، وانحرفوا إلى شهوات غير طبيعية، وكانوا غير راغبين في القيام بمهامٍ غير مهامهم، حسب ما كان يريد معطي الناموس. فكانت رغباتهم الخاصة هي ناموسهم، ولم يسترشدوا إلاّ برأيهم الخاص. لقد حزن القديسون بحق على هؤلاء بسبب أفكارهم وتصورات قلبهم قائلين: "اسمعوا هذا القول الذي أنا أنادى به عليكم مرثاة يا بيت إسرائيل. سقطت عذراء إسرائيل لا تعود تقوم" (عا 1:5-2). وأيضًا: "ادعوا النادبات فيأتين، وأرسلوا إلى الحكيمات فيقبلن ويسرعن ويرفعن علينا مرثاة، لأن قطيع الرب سُحق" (إر 17:9-18). رآهم النبي إرميا كما لو كانوا قد ابتُلوا، واقترب عقابهم، وأظهر لهم حزنه عليهم، قائلًا: "قربت نهايتنا. كملت أيامنا، لأن نهايتنا قد أتت. صار طاردونا أخف من نسور السماء" (مرا 18:4-19). استولى هذا الرعب الكبير على كل شيءٍ، وعلى كل المسكونة التي هُزمت من الشيطان، وكما يقول النبي: "وسعت الهاوية نفسها، وفغرت فاها بلا حد" (إش 14:5). بالنسبة لليونانيين فإنهم بسبب غبائهم العظيم، يسقطون في الشرك (الإيمان بتعدد الآلهة) "وأبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات" (رو 23:1؛ عد 15:4-19؛ مز 20:106؛ إر 11:2)، كما لو كانوا يسرعون في رحلتهم مسابقين الريح، كذلك فإنهم كانوا يسرعون إلى هاوية الموت الداخلية . القديس كيرلس الكبير |
||||