منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28 - 12 - 2024, 10:49 AM   رقم المشاركة : ( 182221 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ظلال الكنيسة
(تكظ¤ظ،: ظ¤ظ¥-ظ¥ظ¤؛ ظ¤ظ§: ظ،ظ،)

نجد في ”أَسْنَات بِنْت فُوطِي“ صورة قديمة حديثة من العهد القديم، للكنيسة.
وهي صورة متميزة عن الباقيات اللاتي تناولناها في مقالات سابقة.

التوقيت:

إن زمن ظهور أَسْنَات في المشهد لهو مُثير للغاية، وذلك نظرًا للعديد من الاعتبارات. فقبل ذكر اسمها، نقرأ أن فرعون أرسل ودعا يوسف، فأسرعوا به من السجن، ليُفسر حُلْمَي فرعون. ولما انبهر فرعون بتفسير يوسف، وقتها فقط أمكن لفرعون أن يقول: «هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هذَا رَجُلاً فِيهِ رُوحُ اللهِ؟» (عظ£ظ¨). وهكذا قرّر أن يُعطي يوسف أرفع مكانة في مصر، تاليًا له (عظ£ظ©، ظ¤ظ*)، وأعطاه ”أَسْنَاتَ بِنْتَ فُوطِي“ زَوْجَةً، وهذا (ظ،) بعد زمن معاناته. (ظ¢) في وقت رفعته وتمجيده. وهكذا الحال مع الكنيسة التي تكونت بعد زمن آلام المسيح، وبعد رفعته وتمجيده (أفظ¤: ظ¨).

ولكن ماذا عن إخوة يوسف الذين سبق وأن باعوه؟ عندما أُعطيت أَسْنَاتُ ليوسف، لم يكن إخوته يعرفون شيئًا عن تمجيده. بالنسبة لهم كان لا يزال بعد عبدًا مبيعًا للأمم. ومرة أخرى نجد في هذه الصورة شرحًا جميلاً لحقيقة أن الرب يسوع إنما قَبِلَ عروسه، بينما كان لا يزال مرفوضًا من شعبه الأرضي.

ثم نُلاحظ كلمات فرعون ليوسف: «انْظُرْ، قَدْ جَعَلْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ» (عظ¤ظ،). ألا توافق هذه الكلمات ما قاله الرسول بولس في رسالة أفسس، في تشابه عجيب، حيث يُقرّر أن الله أراد أن يُظهِر ”عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الْفَائِقَةُ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ، فأقَام الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى لَيْسَ فِي هذَا الدَّهْرِ فَقَطْ بَلْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضًا، وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ“ (أفظ،: ظ،ظ©-ظ¢ظ¢)؟ إذًا، أَسْنَاتُ هي الزوجة التي أُعطيت ليوسف في ومن مجده ورفعته.

إن سبيل يوسف إلى مصر، حيث ارتبط بزوجته أَسْنَات، كان محفوفًا بالألم. ولكن لم يكن لأَسْنَات نصيب في هذه الآلام. بالنسبة لها كان الارتباط بيوسف يعني الفرح والمجد فحسب. وهكذا الأمر مع الكنيسة؛ لم تتألم مع المسيح لتُشاركه في مجده. صحيح أن للكنيسة نصيبًا في رفض المسيح، ولكن آلام الصليب، حيث مهر المسيح عروسه، فهذه الآلام كانت له وحده. لقد «أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا» (أفظ¥: ظ¢ظ¥)، وهكذا «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا تَاجِرًا يَطْلُبُ لآلِئَ حَسَنَةً، فَلَمَّا وَجَدَ لُؤْلُؤَةً وَاحِدَةً كَثِيرَةَ الثَّمَنِ، مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَاهَا» (متظ،ظ£: ظ¤ظ¥، ظ¤ظ¦).

فقط تخيَّل لبرهة كيف أَرْكَبَ فرعون يوسف في ”مَرْكَبَتِهِ الْثَّانِيَةِ“، وأمر أن يُنَادَوْا أَمَامَهُ: «ارْكَعُوا. وَجَعَلَهُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ» (عظ¤ظ£). «ارْكَعُوا»؛ هذا هو الأمر الكوني اللائق بالعالمين أن يُطيعوه في زمن ما بعد آلام المسيح، وقت أن أُعطيت الكنيسة له. إن رفض الكثيرين إطاعة هذا الأمر لن يعفيهم منه مُطلقًا، بل سيأتي يوم حين يركعون له لا محالة «لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ، لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ» (فيظ¢: ظ©-ظ،ظ،).

الاسم:

«وَدَعَا فِرْعَوْنُ اسْمَ يُوسُفَ: صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ» (عظ¤ظ¥)؛ إن تغيير اسم يوسف يعني أنه اُختير لمهمة خاصة ومُتميزة، في هذه المرحلة من حياته. إن الترجمتين البديلتين لهذا الاسم، وثيقتا الصلة بشخص الرب يسوع، أثناء زمن الكنيسة. فالترجمة العبرية للاسم ”صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ“ هي ”كاشف الأسرار“، تُقدّمه لنا باعتباره الشخص الذي أخبرنا بأسرار لم يعلم بها أحد قبل زمن الكنيسة؛ فقط تفكر في أسرار محبة الآب، وفي اسمه الذي أُعلِنَ لنا «أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ ... وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ» (يوظ،ظ§: ظ¦، ظ¢ظ¦).

إن الدهر المسيحي هو الزمن الذي عُرِّف خلاله بالسِّر العظيم: سِّر المسيح والكنيسة (أفظ¥: ظ£ظ¢)، «السِّرِّ الَّذِي كَانَ مَكْتُومًا فِي الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ» (روظ،ظ¦: ظ¢ظ¥)، «السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ وَمُنْذُ الأَجْيَالِ، لكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ لِقِدِّيسِيهِ، الَّذِينَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ» (كوظ،: ظ¢ظ¦، ظ¢ظ§). كما أنه «عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ» (أفظ،: ظ©، ظ،ظ*).

أما ترجمة الاسم ”صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ“ في اللغة المصرية القديمة، فالرسالة التي تحملها هي أيضًا مؤَّكدة بذات القدر: فهي ”مُخلِّص العالم“. وهو ذات اللقب الذي للمسيح، كما يُقدّمه الإنجيل إلى العالم اليوم. إنه - تبارك اسمه - لم يعد فقط ”يَسُوع” الذي «يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ» (متظ،: ظ¢ظ،)، ولكنه «بِالْحَقِيقَةِ الْمَسِيحُ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ » (يوظ¤: ظ¤ظ¢). وهكذا قال الرسول يوحنا: «نَحْنُ قَدْ نَظَرْنَا وَنَشْهَدُ أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَ الابْنَ مُخَلِّصًا لِلْعَالَمِ» (ظ،يوظ¤: ظ،ظ¤)، «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أعظ¤: ظ،ظ¢).

فإبان فترة الكنيسة؛ أي منذ يوم الخمسين إلى الاختطاف، لم تعد صفة الرب يسوع على أنه يهوه أو القدير فقط، ولكن باعتباره المُخَلِّص الوحيد للعالم، وكاشف الأسرار.

أَسْنَاتُ بِنْتُ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ:

يُقدِّم لنا الوحي أَسْنَات باعتبارها ”بِنْتُ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ” (عظ¤ظ¥). وهذا في تمام المُباينة مع رِفْقَة، حيث أصر إبراهيم أن تكون زوجة إسحاق من عشيرته، لتكون مناسبة كعروس لابنه. في رِفْقَة نجد شرحًا لحقيقة أن الكنيسة هي كيان مدعو للخروج (إيكليسيا)، من بيئتها والمُحيطين بها، لتُسافر لملاقاة إسحاق، في نهاية الرحلة. بينما تشرح لنا أَسْنَاتُ حقيقة أخرى: فأَسْنَاتُ هي الأممية الغريبة عن وعود إسرائيل، وهي تُصوّر الكنيسة كالعروس التي جاءت من الأمم، وليس حصريًا من إسرائيل.

ثم يقول الكتاب عن يوسف، إن فرعون «أَعْطَاهُ أَسْنَاتَ بِنْتَ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ زَوْجَةً» (عظ¤ظ¥). وحقيقي أن الرب يسوع تعب وتألم لكي يربح عروسه، ولكنه حق أيضًا أن الآب أعطاه العروس. وهكذا صلّى المسيح: «أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي ... أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي» (يوظ،ظ§: ظ،ظ،، ظ¢ظ¤). وفي يوحنا ظ،ظ§ يُذكَر سبع مرات أن المؤمنين هم عطية الآب لابنه (يوظ،ظ§: ظ¢، ظ¦ (مرتين)، ظ©، ظ،ظ،، ظ،ظ¢، ظ¢ظ¤). إنه من الرائع أن نُفكر كيف أن الكنيسة مُكوَّنة من هؤلاء الذين أعطاهم الآب نفسه، هبة للابن.

ثم يقول الكتاب: «وَكَانَ يُوسُفُ ابْنَ ثَلاَثِينَ سَنَةً لَمَّا وَقَفَ قُدَّامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ» (عظ¤ظ¦). وذكر عُمر يوسف، بعد ذكر أَسْنَات، رأى فيه البعض دلالة على أن الكنيسة كانت بالفعل في فكر الرب، وفي فكر الله، من قبل خروجه للخدمة العلانية، في سن الثلاثين، وقبل أن بذل نفسه لأجلها على الصليب. وسواء كان هذا هو القصد المُباشر من الرمز الذي نحن بصدده، أو لا، فإننا نترك هذا لتقدير القارئ.

سِنو الشِّبَعِ وسِنو الْجُوعِ:

لاحظنا بالفعل أن أَسْنَات قد استُحضِرَت إلى يوسف، بعد آلامه ثم تمجيده. وفي تلك الأثناء كان لا يزال غريبًا بالنسبة إخوته. وتضع الآية ظ¤ظ§ تفصيلة مُثيرة بخصوص عدد سِنِي الشِّبَعِ، فيقول الوحي: «وَأَثْمَرَتِ الأَرْضُ فِي سَبْعِ سِنِي الشِّبَعِ بِحُزَمٍ (بوفرة)». فزمن الكنيسة يتجاوب مع سِنِي الشِّبَعِ، حيث بُورك كل رَجُل (وكل امرأة)، انتمى للكنيسة، كما لم يُبارك أحدٌ من قبل. فخارج زمن الكنيسة، ليس لأحد من المؤمنين أن يدَّعي أنه مُختار من قبل تأسيس العالم، أو أنه مقبول في المحبوب. وحتى أعظم رجال الله، أو آدَم في براءته، لم يكن ليستطيع أن يدّعي أنه مُرتبط بالمسيح الرأس، أو أنه يمتلك أيًا من البركات العجيبة والوفيرة التي للمؤمن المسيحي فقط (أفظ،: ظ£-ظ¦). ولكن يبقى السؤال: هل نحن بالفعل نتمتع بهذا الفيض من الغنى، أم أننا نعيش - فِي سِنِي الشِّبَعِ – كالشحاذين؟

كما أن خلال سِنِي الشِّبَعِ تلك «وُلِدَ لِيُوسُفَ ابْنَانِ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ سَنَةُ الْجُوعِ، وَلَدَتْهُمَا لَهُ أَسْنَاتُ بِنْتُ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ» (عظ¥ظ*). وينص الكتاب صراحة أن ذلك كان «قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ سَنَةُ الْجُوعِ». إن ترتيب الأحداث يشرح بكل جلاء أن الكنيسة ووقت إثمارها، إنما ينتميان إلى سِنِي الشِّبَعِ، قبل وقت الضيقة (متظ¢ظ¤: ظ¢ظ،؛ رؤظ£: ظ،ظ*؛ رؤظ¦-ظ،ظ©).

«وَدَعَا يُوسُفُ اسْمَ الْبِكْرِ «مَنَسَّى» قَائِلاً: لأَنَّ اللهَ أَنْسَانِي كُلَّ تَعَبِي وَكُلَّ بَيْتِ أَبِي. وَدَعَا اسْمَ الثَّانِى «أَفْرَايِمَ» قَائِلاً: لأَنَّ اللهَ جَعَلَنِي مُثْمِرًا فِي أَرْضِ مَذَلَّتِي» (عظ¥ظ،، ظ¥ظ¢). معنيا اسم الولدين، يعكسان شيئين من حقيقة كيف هي الكنيسة بالنسبة للرب يسوع: ”مَنَسَّى“ يعني “أنساني“، ويشرح حقيقة أنه خلال زمن الكنيسة، نُحيَّ إسرائيل جانبًا، كما لو لم تكن له علاقة بهم كشعبه الأرضي المُختار. ولن يُعيد تأسيس هذه العلاقة، ويقتادهم إلى التوبة، إلا بعد أن يأخذ الكنيسة لتكون معه. ولذلك نجد ذكر علاقة يوسف بأَسْنَات فقط قبل أن يقتاد إخوته إلى التوبة.

بينما الاسم ”أَفْرَايِمَ“ فيعني ”ثمرًا مُضاعفًا“، ويُكلّمنا عن النصيب المُزدوج لابني يوسف، بحسب حقه كمن أخذ حق البكورية. هذا الإثمار المُضاعف يشرح غنى عائلة يوسف الحالية؛ الكنيسة، في انتظار لرد بيت إسرائيل.

الأرض:

النقطة الختامية في هذا المقال عن أَسْنَات سلبية، بمعنى أننا نستقي التعليم فيما لم يُقل عنها شخصيًا.

مدفوعون بضغط سِنِي الْجُوعِ، جاء إخوة يوسف إلى مصر. وأخيرًا رجعوا واستُرُدوا بعد اعترافهم بخطيتهم. ومن ثم ارتحلوا مع أبيهم إلى مصر، حيث قبلوا أفضل نصيب في الأرض: «فَأَسْكَنَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَعْطَاهُمْ مُلْكًا فِي أَرْضِ مِصْرَ، فِي أَفْضَلِ الأَرْضِ، فِي أَرْضِ رَعَمْسِيسَ كَمَا أَمَرَ فِرْعَوْنُ. وَعَالَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَكُلَّ بَيْتِ أَبِيهِ بِطَعَامٍ عَلَى حَسَبِ الأَوْلاَدِ» (تكظ¤ظ§: ظ،ظ،، ظ،ظ¢). ولكن لا ذكر لأَسْنَات هنا؟ ولكن لماذا؟! التفسير بسيط: إن إخوة يوسف وأَبيه، يكوّنون صورة لأُمَّة إسرائيل، وهي ترفل في بركات الغنى الأرضي، تحت حكم يوسف الحقيقي. ولكن ليس ههنا نصيب لأَسْنَات. وهي في ذلك رمز للكنيسة؛ إذ هي تتمتع بنصيب أفضل، بالاتحاد مع يوسف، الذي هو رأس فوق كل شيء. فخلال المُلك الألفي ستتمتع إسرائيل ببركات أرضية، في أرض وُعِدَ بها أسلافهم؛ إبراهيم وإسحاق ويعقوب، على وجه الخصوص. ودور الكنيسة في هذه الفترة مشروح في صورة أورشليم السماوية في رؤيا ظ¢ظ،. وهذا موضوع يستحق ولا شك دراسة منفصلة. ويكفي هنا أن نُنوه إلى أن الكنيسة ليست أُمَّة أرضية، تحت حُكم ملك أرضي، ولكنها العروس السماوية، امرأة الشخص المجيد، الذي يُريدها أن تُشاركه أمجاده ورفعته.

دعونا ألا نتنكب عن سبيل دعوتنا العُليا ومزاياها، من أجل نصيب أدنى؛ فمثلاً: ننشغل ونُستغرقُ في محاولة تحسين المجتمع، أو أن نجعل الأرض مكانًا أفضل ... إلخ. هذا لا يعني سوى أننا لا نُقدِّر حقيقة الرابطة والعلاقة الوثيقة التي تربطنا بيوسف الحقيقي؛ كاشف الأسرار ومُخلِّص العالم، الذي يهب الخلاص لكل مَن يؤمن.


 
قديم 28 - 12 - 2024, 10:51 AM   رقم المشاركة : ( 182222 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ظلال الكنيسة
(تكظ¤ظ،: ظ¤ظ¥-ظ¥ظ¤؛ ظ¤ظ§: ظ،ظ،)

نجد في ”أَسْنَات بِنْت فُوطِي“ صورة قديمة حديثة من العهد القديم، للكنيسة.
وهي صورة متميزة عن الباقيات اللاتي تناولناها في مقالات سابقة.

التوقيت:

إن زمن ظهور أَسْنَات في المشهد لهو مُثير للغاية، وذلك نظرًا للعديد من الاعتبارات. فقبل ذكر اسمها، نقرأ أن فرعون أرسل ودعا يوسف، فأسرعوا به من السجن، ليُفسر حُلْمَي فرعون. ولما انبهر فرعون بتفسير يوسف، وقتها فقط أمكن لفرعون أن يقول: «هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هذَا رَجُلاً فِيهِ رُوحُ اللهِ؟» (عظ£ظ¨). وهكذا قرّر أن يُعطي يوسف أرفع مكانة في مصر، تاليًا له (عظ£ظ©، ظ¤ظ*)،
وأعطاه ”أَسْنَاتَ بِنْتَ فُوطِي“ زَوْجَةً، وهذا
(ظ،) بعد زمن معاناته.
(ظ¢) في وقت رفعته وتمجيده.
وهكذا الحال مع الكنيسة التي تكونت بعد زمن آلام المسيح، وبعد رفعته وتمجيده (أفظ¤: ظ¨).

ولكن ماذا عن إخوة يوسف الذين سبق وأن باعوه؟ عندما أُعطيت أَسْنَاتُ ليوسف، لم يكن إخوته يعرفون شيئًا عن تمجيده. بالنسبة لهم كان لا يزال بعد عبدًا مبيعًا للأمم. ومرة أخرى نجد في هذه الصورة شرحًا جميلاً لحقيقة أن الرب يسوع إنما قَبِلَ عروسه، بينما كان لا يزال مرفوضًا من شعبه الأرضي.

ثم نُلاحظ كلمات فرعون ليوسف: «انْظُرْ، قَدْ جَعَلْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ» (عظ¤ظ،). ألا توافق هذه الكلمات ما قاله الرسول بولس في رسالة أفسس، في تشابه عجيب، حيث يُقرّر أن الله أراد أن يُظهِر ”عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الْفَائِقَةُ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ، فأقَام الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى لَيْسَ فِي هذَا الدَّهْرِ فَقَطْ بَلْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضًا، وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ“ (أفظ،: ظ،ظ©-ظ¢ظ¢)؟ إذًا، أَسْنَاتُ هي الزوجة التي أُعطيت ليوسف في ومن مجده ورفعته.
 
قديم 28 - 12 - 2024, 10:52 AM   رقم المشاركة : ( 182223 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سبيل يوسف إلى مصر، حيث ارتبط بزوجته أَسْنَات، كان محفوفًا بالألم. ولكن لم يكن لأَسْنَات نصيب في هذه الآلام. بالنسبة لها كان الارتباط بيوسف يعني الفرح والمجد فحسب. وهكذا الأمر مع الكنيسة؛ لم تتألم مع المسيح لتُشاركه في مجده. صحيح أن للكنيسة نصيبًا في رفض المسيح، ولكن آلام الصليب، حيث مهر المسيح عروسه، فهذه الآلام كانت له وحده. لقد «أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا» (أفظ¥: ظ¢ظ¥)، وهكذا «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا تَاجِرًا يَطْلُبُ لآلِئَ حَسَنَةً، فَلَمَّا وَجَدَ لُؤْلُؤَةً وَاحِدَةً كَثِيرَةَ الثَّمَنِ، مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَاهَا» (متظ،ظ£: ظ¤ظ¥، ظ¤ظ¦).

فقط تخيَّل لبرهة كيف أَرْكَبَ فرعون يوسف في ”مَرْكَبَتِهِ الْثَّانِيَةِ“، وأمر أن يُنَادَوْا أَمَامَهُ: «ارْكَعُوا. وَجَعَلَهُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ» (عظ¤ظ£). «ارْكَعُوا»؛ هذا هو الأمر الكوني اللائق بالعالمين أن يُطيعوه في زمن ما بعد آلام المسيح، وقت أن أُعطيت الكنيسة له. إن رفض الكثيرين إطاعة هذا الأمر لن يعفيهم منه مُطلقًا، بل سيأتي يوم حين يركعون له لا محالة «لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ، لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ» (فيظ¢: ظ©-ظ،ظ،).

 
قديم 28 - 12 - 2024, 10:52 AM   رقم المشاركة : ( 182224 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الاسم:

«وَدَعَا فِرْعَوْنُ اسْمَ يُوسُفَ: صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ» (عظ¤ظ¥)؛ إن تغيير اسم يوسف يعني أنه اُختير لمهمة خاصة ومُتميزة، في هذه المرحلة من حياته. إن الترجمتين البديلتين لهذا الاسم، وثيقتا الصلة بشخص الرب يسوع، أثناء زمن الكنيسة. فالترجمة العبرية للاسم ”صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ“ هي ”كاشف الأسرار“، تُقدّمه لنا باعتباره الشخص الذي أخبرنا بأسرار لم يعلم بها أحد قبل زمن الكنيسة؛ فقط تفكر في أسرار محبة الآب، وفي اسمه الذي أُعلِنَ لنا «أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ ... وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ» (يوظ،ظ§: ظ¦، ظ¢ظ¦).

إن الدهر المسيحي هو الزمن الذي عُرِّف خلاله بالسِّر العظيم: سِّر المسيح والكنيسة (أفظ¥: ظ£ظ¢)، «السِّرِّ الَّذِي كَانَ مَكْتُومًا فِي الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ» (روظ،ظ¦: ظ¢ظ¥)، «السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ وَمُنْذُ الأَجْيَالِ، لكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ لِقِدِّيسِيهِ، الَّذِينَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ» (كوظ،: ظ¢ظ¦، ظ¢ظ§). كما أنه «عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ» (أفظ،: ظ©، ظ،ظ*).

أما ترجمة الاسم ”صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ“ في اللغة المصرية القديمة، فالرسالة التي تحملها هي أيضًا مؤَّكدة بذات القدر: فهي ”مُخلِّص العالم“. وهو ذات اللقب الذي للمسيح، كما يُقدّمه الإنجيل إلى العالم اليوم. إنه - تبارك اسمه - لم يعد فقط ”يَسُوع” الذي «يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ» (متظ،: ظ¢ظ،)، ولكنه «بِالْحَقِيقَةِ الْمَسِيحُ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ » (يوظ¤: ظ¤ظ¢). وهكذا قال الرسول يوحنا: «نَحْنُ قَدْ نَظَرْنَا وَنَشْهَدُ أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَ الابْنَ مُخَلِّصًا لِلْعَالَمِ» (ظ،يوظ¤: ظ،ظ¤)، «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أعظ¤: ظ،ظ¢).

فإبان فترة الكنيسة؛ أي منذ يوم الخمسين إلى الاختطاف، لم تعد صفة الرب يسوع على أنه يهوه أو القدير فقط، ولكن باعتباره المُخَلِّص الوحيد للعالم، وكاشف الأسرار.
 
قديم 28 - 12 - 2024, 10:53 AM   رقم المشاركة : ( 182225 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






سْنَاتُ بِنْتُ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ:

يُقدِّم لنا الوحي أَسْنَات باعتبارها ”بِنْتُ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ” (عظ¤ظ¥). وهذا في تمام المُباينة مع رِفْقَة، حيث أصر إبراهيم أن تكون زوجة إسحاق من عشيرته، لتكون مناسبة كعروس لابنه. في رِفْقَة نجد شرحًا لحقيقة أن الكنيسة هي كيان مدعو للخروج (إيكليسيا)، من بيئتها والمُحيطين بها، لتُسافر لملاقاة إسحاق، في نهاية الرحلة. بينما تشرح لنا أَسْنَاتُ حقيقة أخرى: فأَسْنَاتُ هي الأممية الغريبة عن وعود إسرائيل، وهي تُصوّر الكنيسة كالعروس التي جاءت من الأمم، وليس حصريًا من إسرائيل.

ثم يقول الكتاب عن يوسف، إن فرعون «أَعْطَاهُ أَسْنَاتَ بِنْتَ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ زَوْجَةً» (عظ¤ظ¥). وحقيقي أن الرب يسوع تعب وتألم لكي يربح عروسه، ولكنه حق أيضًا أن الآب أعطاه العروس. وهكذا صلّى المسيح: «أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي ... أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي» (يوظ،ظ§: ظ،ظ،، ظ¢ظ¤). وفي يوحنا ظ،ظ§ يُذكَر سبع مرات أن المؤمنين هم عطية الآب لابنه (يوظ،ظ§: ظ¢، ظ¦ (مرتين)، ظ©، ظ،ظ،، ظ،ظ¢، ظ¢ظ¤). إنه من الرائع أن نُفكر كيف أن الكنيسة مُكوَّنة من هؤلاء الذين أعطاهم الآب نفسه، هبة للابن.

ثم يقول الكتاب: «وَكَانَ يُوسُفُ ابْنَ ثَلاَثِينَ سَنَةً لَمَّا وَقَفَ قُدَّامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ» (عظ¤ظ¦). وذكر عُمر يوسف، بعد ذكر أَسْنَات، رأى فيه البعض دلالة على أن الكنيسة كانت بالفعل في فكر الرب، وفي فكر الله، من قبل خروجه للخدمة العلانية، في سن الثلاثين، وقبل أن بذل نفسه لأجلها على الصليب. وسواء كان هذا هو القصد المُباشر من الرمز الذي نحن بصدده، أو لا، فإننا نترك هذا لتقدير القارئ.
 
قديم 28 - 12 - 2024, 10:55 AM   رقم المشاركة : ( 182226 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






سِنو الشِّبَعِ وسِنو الْجُوعِ:

لاحظنا بالفعل أن أَسْنَات قد استُحضِرَت إلى يوسف، بعد آلامه ثم تمجيده. وفي تلك الأثناء كان لا يزال غريبًا بالنسبة إخوته. وتضع الآية ظ¤ظ§ تفصيلة مُثيرة بخصوص عدد سِنِي الشِّبَعِ، فيقول الوحي: «وَأَثْمَرَتِ الأَرْضُ فِي سَبْعِ سِنِي الشِّبَعِ بِحُزَمٍ (بوفرة)». فزمن الكنيسة يتجاوب مع سِنِي الشِّبَعِ، حيث بُورك كل رَجُل (وكل امرأة)، انتمى للكنيسة، كما لم يُبارك أحدٌ من قبل. فخارج زمن الكنيسة، ليس لأحد من المؤمنين أن يدَّعي أنه مُختار من قبل تأسيس العالم، أو أنه مقبول في المحبوب. وحتى أعظم رجال الله، أو آدَم في براءته، لم يكن ليستطيع أن يدّعي أنه مُرتبط بالمسيح الرأس، أو أنه يمتلك أيًا من البركات العجيبة والوفيرة التي للمؤمن المسيحي فقط (أفظ،: ظ£-ظ¦). ولكن يبقى السؤال: هل نحن بالفعل نتمتع بهذا الفيض من الغنى، أم أننا نعيش - فِي سِنِي الشِّبَعِ – كالشحاذين؟

كما أن خلال سِنِي الشِّبَعِ تلك «وُلِدَ لِيُوسُفَ ابْنَانِ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ سَنَةُ الْجُوعِ، وَلَدَتْهُمَا لَهُ أَسْنَاتُ بِنْتُ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ» (عظ¥ظ*). وينص الكتاب صراحة أن ذلك كان «قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ سَنَةُ الْجُوعِ». إن ترتيب الأحداث يشرح بكل جلاء أن الكنيسة ووقت إثمارها، إنما ينتميان إلى سِنِي الشِّبَعِ، قبل وقت الضيقة (متظ¢ظ¤: ظ¢ظ،؛ رؤظ£: ظ،ظ*؛ رؤظ¦-ظ،ظ©).

«وَدَعَا يُوسُفُ اسْمَ الْبِكْرِ «مَنَسَّى» قَائِلاً: لأَنَّ اللهَ أَنْسَانِي كُلَّ تَعَبِي وَكُلَّ بَيْتِ أَبِي. وَدَعَا اسْمَ الثَّانِى «أَفْرَايِمَ» قَائِلاً: لأَنَّ اللهَ جَعَلَنِي مُثْمِرًا فِي أَرْضِ مَذَلَّتِي» (عظ¥ظ،، ظ¥ظ¢). معنيا اسم الولدين، يعكسان شيئين من حقيقة كيف هي الكنيسة بالنسبة للرب يسوع: ”مَنَسَّى“ يعني “أنساني“، ويشرح حقيقة أنه خلال زمن الكنيسة، نُحيَّ إسرائيل جانبًا، كما لو لم تكن له علاقة بهم كشعبه الأرضي المُختار. ولن يُعيد تأسيس هذه العلاقة، ويقتادهم إلى التوبة، إلا بعد أن يأخذ الكنيسة لتكون معه. ولذلك نجد ذكر علاقة يوسف بأَسْنَات فقط قبل أن يقتاد إخوته إلى التوبة.

بينما الاسم ”أَفْرَايِمَ“ فيعني ”ثمرًا مُضاعفًا“، ويُكلّمنا عن النصيب المُزدوج لابني يوسف، بحسب حقه كمن أخذ حق البكورية. هذا الإثمار المُضاعف يشرح غنى عائلة يوسف الحالية؛ الكنيسة، في انتظار لرد بيت إسرائيل.
 
قديم 28 - 12 - 2024, 10:56 AM   رقم المشاركة : ( 182227 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الأرض:

النقطة الختامية في هذا المقال عن أَسْنَات سلبية، بمعنى أننا نستقي التعليم فيما لم يُقل عنها شخصيًا.

مدفوعون بضغط سِنِي الْجُوعِ، جاء إخوة يوسف إلى مصر. وأخيرًا رجعوا واستُرُدوا بعد اعترافهم بخطيتهم. ومن ثم ارتحلوا مع أبيهم إلى مصر، حيث قبلوا أفضل نصيب في الأرض: «فَأَسْكَنَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَعْطَاهُمْ مُلْكًا فِي أَرْضِ مِصْرَ، فِي أَفْضَلِ الأَرْضِ، فِي أَرْضِ رَعَمْسِيسَ كَمَا أَمَرَ فِرْعَوْنُ. وَعَالَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَكُلَّ بَيْتِ أَبِيهِ بِطَعَامٍ عَلَى حَسَبِ الأَوْلاَدِ» (تكظ¤ظ§: ظ،ظ،، ظ،ظ¢). ولكن لا ذكر لأَسْنَات هنا؟ ولكن لماذا؟! التفسير بسيط: إن إخوة يوسف وأَبيه، يكوّنون صورة لأُمَّة إسرائيل، وهي ترفل في بركات الغنى الأرضي، تحت حكم يوسف الحقيقي. ولكن ليس ههنا نصيب لأَسْنَات. وهي في ذلك رمز للكنيسة؛ إذ هي تتمتع بنصيب أفضل، بالاتحاد مع يوسف، الذي هو رأس فوق كل شيء. فخلال المُلك الألفي ستتمتع إسرائيل ببركات أرضية، في أرض وُعِدَ بها أسلافهم؛ إبراهيم وإسحاق ويعقوب، على وجه الخصوص. ودور الكنيسة في هذه الفترة مشروح في صورة أورشليم السماوية في رؤيا ظ¢ظ،. وهذا موضوع يستحق ولا شك دراسة منفصلة. ويكفي هنا أن نُنوه إلى أن الكنيسة ليست أُمَّة أرضية، تحت حُكم ملك أرضي، ولكنها العروس السماوية، امرأة الشخص المجيد، الذي يُريدها أن تُشاركه أمجاده ورفعته.

دعونا ألا نتنكب عن سبيل دعوتنا العُليا ومزاياها، من أجل نصيب أدنى؛ فمثلاً: ننشغل ونُستغرقُ في محاولة تحسين المجتمع، أو أن نجعل الأرض مكانًا أفضل ... إلخ. هذا لا يعني سوى أننا لا نُقدِّر حقيقة الرابطة والعلاقة الوثيقة التي تربطنا بيوسف الحقيقي؛ كاشف الأسرار ومُخلِّص العالم، الذي يهب الخلاص لكل مَن يؤمن.
 
قديم 28 - 12 - 2024, 11:13 AM   رقم المشاركة : ( 182228 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إشارات ورموز من العهد القديم

السحابة

في خروج ظ،ظ£: ظ¢ظ*-ظ¢ظ¢ نقرأ:

«وَارْتَحَلُوا مِنْ سُكُّوتَ وَنَزَلُوا فِي إِيثَامَ فِي طَرَفِ الْبَرِّيَّةِ. وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَارًا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ. لِكَيْ يَمْشُوا نَهَارًا وَلَيْلاً. لَمْ يَبْرَحْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَارًا وَعَمُودُ النَّارِ لَيْلاً مِنْ أَمَامِ الشَّعْبِ».

والإشارة إلى السحابة في خروج ظ،ظ£ هي أول إشارة في الوحي إلى السحابة، وهي ترد بعد الإشارة إلى خروف الفصح في خروج ظ،ظ¢. وفي هذا مدلول هام: فأولاً يُكلمنا خروج ظ،ظ¢ عن ذبح خروف الفصح رمزًا للمسيح المذبوح، ومن ثم يأتي بعده مباشرة خروج ظ،ظ£ الذي يُكلمنا عن السحابة، رمز حضور الروح القدس.

فكان ينبغي أن يأتي أولاً موت المسيح على الصليب (ذبح الخروف)، ثم بعد ذلك يحل الروح القدس يوم الخمسين (السحابة). والأمر نفسه نجده في الاختبار الفردي: فرومية ظ¥: ظ، الذي يُحدثنا عن التبرير بالإيمان، يأتي أولاً، ثم بعد ذلك نقرأ في رومية ظ¥: ظ¥ عن ”مَحَبَّةَ اللهِ التي انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا“.

ومن المهم أن ندرك كيف أن الرب دائمًا يملأ الاحتياج الذي نتج عن السقوط، والذي ينتظره الإيمان. فبالنسبة للخاطئ الواقع تحت غضب الله، فإن الرب هو المُخلّص، وبالنسبة للأسير في بيت العبودية، هو الفادي، وبالنسبة للمسافر في تيه بلا طريق هو المرشد. وإن كنا نراه كالمخلّص والفادي في خروف الفصح ثم في عبور البحر الأحمر، فإننا نجده كالمرشد في السحابة.
 
قديم 28 - 12 - 2024, 11:14 AM   رقم المشاركة : ( 182229 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إشارات ورموز من العهد القديم





آباؤنا كانوا تحت السحابة:

ترد إشارة في العهد الجديد إلى هذه السحابة في كلمات الرسول بولس في ظ،كورنثوسظ،ظ*، إذ يقول: «فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ، وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ». في هذه الأقوال نجد أن السحابة يرد ذكرها قبل البحر. فلقد بدأت خدمة السحابة لهم قبل مغادرتهم لأرض مصر.

ثم يستطرد الرسول بعد ذلك قائلاً: «وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ». وبنفس الأسلوب يُمكننا أيضًا أن نقول: ”والسحابة كانت الروح القدس“.

لقد اعتمد الشعب في السحابة، فقادتهم السحابة إلى الخروج من مصر. هذا يُشير إلى تقديس الروح. ثم إنهم اعتمدوا لموسى في البحر أيضًا. وإن كان عبور البحر الأحمر يُشير إلى صليب المسيح وموته لأجلنا، فإنه من اللافت أن اعتمادهم في السحابة يُذكر أولاً. كأن الروح القدس أولاً يُجفف إعجابنا بأباطيل العالم، فيقودنا للخروج خارج دائرة مصر العالم، ثم بعد ذلك يأتي دور الصليب، حيث يدرك المؤمنون دور الصليب في فصلهم عن العالم.

يترنم كثير من المؤمنين بأنهم تحت الدم، لكنهم لو أرادوا أن يكونوا كتابيين، فالأجدر بهم أن يترنموا بأنهم تحت السحابة، لا تحت الدم. فلقد كان الآباء كما ذكر الرسول «تَحْتَ السَّحَابَةِ». إن السحابة تُعلّمنا أننا يجب أن نعيش وفق قيادة الروح القدس لنا. وهذا امتياز عظيم، لكنه في الوقت ذاته مسؤولية كبرى.

لذلك فليس عجيبًا أن يبدأ هذا الفصل (خرظ،ظ£) بالتقديس ونزع الخمير، ويُختم بقيادة السحابة لهم وإنارتها عليهم. والدرس العملي والهام لنا هو أن الذي يتقدس عمليًا ويعيش يوميًا حياة النقاوة، يمكنه إذ ذاك أن يتمتع بقيادة الرب له في حياته الاختبارية، وعلى طرقه يُضيء نور.
 
قديم 28 - 12 - 2024, 11:15 AM   رقم المشاركة : ( 182230 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,794

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إشارات ورموز من العهد القديم





إحدى عطايا النعمة:

نلاحظ أن الشعب لم يطلب السحابة، بل ولا كانت في حدود توقعاتهم، لكنها كانت إحدى عطايا النعمة. والشعب إذ وجد نفسه ”إِيثَامَ فِي طَرَفِ الْبَرِّيَّةِ“، لا يعرف خطوة واحدة من طريقه إلى أرض الموعد، كم نتوقع إن كان فرحهم عظيمًا بتلك السحابة التي كانت ستقود رحلتهم من البداية وحتى النهاية.

ونظرًا لأن السحابة كانت إحدى عطايا النعمة، فإننا نلاحظ أنها لم تفارق الشعب قط طوال رحلتهم، وذلك رغم تذمراتهم الكثيرة وفشلهم وعدم استحقاقهم. نعم لقد امتلأت سنو البرية بالفشل، ومع ذلك، وكما قال نحميا: «لَمْ يَزُلْ عَنْهُمْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَارًا لِهِدَايَتِهِمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلاَ عَمُودُ النَّارِ لَيْلاً لِيُضِيءَ لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي يَسِيرُونَ فِيهَا» (نحظ©: ظ،ظ©).

وهذا وذاك ينطبق أيضًا على عطية الروح القدس. فلقد قال المسيح لتلاميذه في خطاب العلية الذي قاله في ليلة الوداع: «وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ» (يوظ،ظ¤: ظ،ظ¦). والتلاميذ لم يطلبوا هذه العطية العُظمى؛ المُعزِّي، لكن الرب هو الذي وعد بإرساله لهم، كما وعد بأنه سيمكث معهم إلى الأبد. وكما لم يَزُل عمود السحاب عن الشعب طول رحلة البرية، هكذا لم يترك الروح القدس الكنيسة على الإطلاق، ولن يتركها، رغم تصور البعض أنه تركها، وذلك بموجب وعد الرب الصريح أنه يمكث معنا إلى الأبد (يوظ،ظ¤: ظ،ظ¦).
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025