27 - 12 - 2024, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 182151 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف يتناول المسيحيون العلم؟ المنهج العلمي لا يختلف كثيرًا بين مؤمن وغير مؤمن. ورغم أن كثيرين من العلماء المشهورين، أمثال: نيوتن، وفاراداي، وماكسويل، آمنوا بالله شخصيًا - باعتباره خالق الكون، إلا أن كثيرين منهم لم يكونوا مؤمنين، مثل: داروين وأينشتين. وكل من المؤمنين، وغير المؤمنين، قادرون على التناول الجيد والفعال للعلم. فهؤلاء وأولئك، كائنات عاقلة على صورة الله، ولهم القدر على ملاحظة الطبيعة، وتفسير ظواهرها، والوصول إلى نتائج سليمة. وعلى حد قول عالم الفضاء اللوثري ”جوناثان كيلر“: ”هذه القوانين التي تحكم العالم المادي، إنما موضوعة في متناول قدرة الفهم التي للعقل البشري، لأن الله أراد لنا أن ندركها، عندما خلقنا على صورته“. ولكن نظرة العلماء المسيحيين نحو عملهم، وتجاه الطبيعة، ينبغي أن تكون مختلفة وإذا عدنا إلى تعريفنا السالف للعلم: ”دراسة ممنهجة لخليقة الله“، نُكرّر التنبير على أنه ظ* في دراستنا للطبيعة - لا نتناول جزيئات عشوائية بلا معنى، تُكوّن الكون، أو حتى جزيئات متسقة نتجت من لا شيء. بل نحن معنيون بحقيقة موضوعية مخلوقة بواسطة إله شخصي غير محدود. أذكر قول داود حين تعجب من أمر النجوم: «إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا» (مز ظ¨: ظ£). استولى الذهول والدهشة على العالم الشهير، والملقب بأبى الميكروبيولوجي، ”أنتون ع¤ان ليووينهوك“ عندما تفحص لأول مرة، الخلية، بواسطة الميكروسكوب. |
||||
27 - 12 - 2024, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 182152 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلطان العالم: عند نطاق العلم ليشمل كل مناحي خليقة الله. فهو لا يقتصر على الفيزياء والبيولوجي فقط، بل يتضمن أيضًا مجالات أحدث مثل، علم النفس المعرفي، والذي يدرس علماؤه جانبًا آخر من جوانب خليقة الله؛ الذهن البشري. البحث العلمي الذي قمت به كان بخصوص التفاعل الإنساني مع الحاسوب، منظورًا إليه من جوانب الحركة والإدراك، ومكونات الوقت المعرفي، بخصوص التفاعل البشري مع الحاسبات بكافة أنظمتها. وكان غرضي من الدراسة فهم وتقليص هذه المكونات. بيد أنه لا بد من كلمة تحذير في هذا المقام. فعندما نُوسع طريقة بحثنا العلمي الموضوعي ليشمل محددات السلوك النفسي والاجتماعي، فقد ننزلق إلى مشاكل خطيرة. حينئذ لا نكون ندرس ابتداءً، الإنسان، باعتباره مخلوقًا خلقه الله، بل باعتباره تطويرًا للنماذج البشرية. وفي حين أن بعض هذه النماذج الإنسانية متضمنة - بالتأكيد - ضمن خلق الإنسان على صورة الله، فإن الكثير من الظواهر السلوكية والثقافية التي اعترت الإنسان مردها إلى خطية الإنسان وتمرده على الله. وعلماء الاجتماع الذين لا يضعون ذلك في حسبانهم، سينتهون إلى نتائج خاطئة وكاذبة. وهناك بالفعل ثلاثة مستويات مختلفة للنشاط العلمي .. ولكن ليست كلها تُفضي إلى نتائج لها ذات الدرجة من اليقين. فالعلماء يلاحظون الظواهر الفيزيائية للطبيعة، ويستدلون (يستنتجون) على السلوك الفيزيائي الحاضر للغرض موضوع البحث. ثم يتنبأون بالسلوك المستقبلي أخذين في الاعتبار التاريخ التجريبي. وفي حين أن الخطوتين الأوليتين عادة تكونان يقينيتين، فإن الخطوة الأخيرة تنطوي على مخاطرة يمكن أن تفضي إلى نتائج خطيرة ومُضللة. ويجدر بنا أن نستعين ببعض الأمثلة: في ذات أمسية مظلمة حالكة من عام ظ،ظ©ظ¨ظ§ لاحظ ”إيان شيلدون“ نجمًا جديدًا لامعًا ظهر فجأة في سحابة ماجيلان. وفي الحال استنتج أن نجمًا ينطوي أو ينهار على ذاته؛ فاقدًا معظم كتلته. وهكذا تنبأ علماء الفضاء أن هذا النجم كان يحرق وقوده النووي على مدى ملايين السنين، وسرعان ما سيدخل إلى نوبته لنجم نيوتروني متعادل الشحن. وسيظل هكذا لفترة مليون سنة أو نحوها. وفي عام ظ،ظ©ظ¨ظ© تم رصد أشع دائرية مسرعة صادرة منه. خذ مثالاً آخر: هل لاحظتم الطفرات العشوائية الحادثة في الكائنات الحية. وبالملاحظة يُمكننا أن نستنتج أن هذا التغير العشوائي يحدث لكل المخلوقات، وإن البيئة عادة تلعب دورًا فيه، دور تختلف درجته من نوع لآخر. ثم فيما يبدو قفزة عملاقة لكل منا، كثيرون من العلماء، بل معظمهم، ينتهون إلى نتيجة مؤداها أن هذه الطفرات العشوائية والانتخاب الطبيعي، تحدث على مر ملايين السنين، وهي سبب ارتقاء كل كائن حي من أشكال حياة بدائية قليلة. والخطوة الأولى؛ الملاحظة، هي خطوة أكيدة لا مراء فيها. فثمة نجوم جديدة تظهر فجأة، وطفرات عشوائية تحدث في كل شيء. والخطوة الثانية؛ الاستدلال (أو الاستنتاج) على سلوك حاضر، أقل يقينًا، ولكنها تستحق الثقة نسبيًا. فلا أحد يشك بشأن نجم ينسف سطحه. وإن قدرًا ما من الانتخاب الجيني يحصل اليوم ولكن، الخطوة الثالثة، هي الأقل يقينًا بين الثلاث، فضلاً عن أنها الأكثر معارضة من قبل المسيحيين المؤمنين بالكتاب المقدس. ولعل السبب هي ما تتطلبه من ملايين، ومليارات السنين. فهل عمر النجوم ملايين السنين؟ وهل تطورت أشكال الحياة المختلفة، بما فيها الإنسان، من أشكال حياة أدنى؟ بعض المؤمنين يجيبون بنعم على السؤالين الأولين، في حين يؤيد البعض الخطوة الأولى فقط، بينما يرفض البعض ثلاثتهم. |
||||
27 - 12 - 2024, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 182153 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلم والإيمان: غير المؤمنين ينظرون إلى الكون عبر نظارة واحدة فقط، ومن ثم لا يرون سوى العمليات المادية فقط. وأما المسيحيون فينظرون إلى الكون من خلال الفهم، وأيضًا الإيمان بكلمة الله. وهم يؤمنون أن الله الذي خلق الكون هو إله شخصي، وهو لم يقف عند حد الخلق، بل هو يعني ويهتم بشؤونه أيضًا. وهم يعرفون «أن كُلُّ شَيْءٍ بَاق هكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ» (ظ¢بطظ£: ظ¤). إنهم لا ينتظرون استكمالاً للخليقة مؤسسًا على عمليات جارية ليجيبوا إجابات صحيحة بشأن، الخلق الأولى (الابتدائي)، وأصل الجنس البشري، وطوفان سفر التكوين، واختيار إسرائيل كأمة، وميلاد يسوع الفريد، وحياة وموت وقيامة يسوع المسيح. فبصدد كل هذه المواقف، وغيرها الكثير، كانت المعجزات حاضرة وعاملة، وهي تبرز كل وصف وتفسير علمي (إرظ£ظ¢: ظ¢ظ،؛ أعظ¢: ظ¢ظ¢). كثيرون من آباء العلم الحديث اعترفوا بوجود هذه المعجزات. على سبيل المثال، الكيميائي العظيم ”روبرت بويل´، ويوافق العالم المعاصر له، ”بليز باسكال´، في قول شهير: ”وظيفة المنطق الأولى هي أن تدلل على أن هناك أشياء تتعدى حدود المنطق“. هذان العالمان، ومعهما آخرون كثيرون، أمثال: كيبلر، ونيوتن، وفاراداي، وماكسويل كانوا ينظرون إلى هذه الأشياء من حيث أن الله هو أصل الكون، والحياة، والإنسان، وأن كل أولئك يسمو فوق التحليل العلمي. |
||||
27 - 12 - 2024, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 182154 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلم وعدم الإيمان: في سيرته الذاتية، والتي دونها الفيلسوف العلمي ذائع الصيت ”سير كارل بوبر“، في عام ظ،ظ©ظ§ظ¦، والتي سماها: ”تساؤل لا ينتهي“، أبدى ”بوبر“ هذه الملحوظة الصائبة: إن انتشار الفكر الدارويني مرده إلى كونه أول شرح مقنع لنشوء وارتقاء الحياة لا يلتزم بوجود إيمان شخصي في الله الخالق. ويستطرد ”بوبر“: إن قبول نظرية الارتقاء كان بالنسبة له أشبه بالتعلق بقشة. واسمعه يقول: ”لم أكن أعبأ كثيرًا بقوة أو صواب منطق نظرية الارتقاء أو شرحها، ولكن في موقف كهذه الأزمة وهذا اليأس، علينا أن نتلقف بشكر أي قش لنتعلق بها“. ولم يكن هذا الموقف حصريًا على ”بوبر“، بل أن كثيرين من العلماء البارزين وافقوه. |
||||
27 - 12 - 2024, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 182155 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل يسد العلم الفجوة؟ يفتكر معظم الناس أن العلم هو بمثابة غلق لفجوة في المعرفة لدينا. وهذا حقيقي من أوجه كثيرة. فليس بوسعنا أن ننكر التقدم الهائل في مجالات الطب، والعلوم، والتكنولوجيا عبر المائة عامًا المنصرفة. بيد أنه حقيقي أيضًا أن تخمًا جديدة قد فتحت في هذه المجالات، حتى صرنا واعين لمساحات جديدة من الجهل الإنساني. فليس يتعين على العلماء الآن أن يخشوا من عدم توافر شيء للدراسة. قال ”إسحق نيوتن“ ذات مرة، إنه في سعيه الدؤوب لطلب المعرفة، أحس أنه أشبه بطفل صغير يلهو على شاطئ البحر، فالتقط حصاة صغيرة جميلة، في حين ظل المحيط - محيط الحقيقة - غير مُكتشف لديه. ولعلنا الآن نعلم كيف أن هذا المحيط، حقيقة، كبير وشاسع! |
||||
27 - 12 - 2024, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 182156 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل العلم يعني إلغاء العقل؟ أخطار العلم لا تتمثل كثيرًا في سد الفجوات، بل بالأحرى، في إبطال عقولنا تجاه مجد الله. فقد يحدث أحيانًا أن نعجب بقدراتنا الذهنية، أكثر من إعجابنًا بعظمة خليفة الله. حتى ”نيوتن“ سقط في هذا الفخ. ففي شيبته كان معروفًا بالشموخ والكبرياء. حتى أن صراعًا نشب بينه وبين معاصره ”ليبنيز“، حول من منهما صاحب الفضل في اختراع حساب التفاضل والتكامل، وتطوير علم الرياضيات في إنجلترا في القرن التالي لهما. وقد أحسن ”كبلر“ عندما كتب في ظ،ظ¥ظ©ظ¨: ”الفلكيون هم أشبه بكهنة الله نحو كتاب الطبيعة. وعليهم أن يملأوا أذهانهم، لا بمجد ذكائهم الشخصي، بل بالأحرى بمجد الله فوق كل شيء آخر“. في رسالتين إلى كنيستي كورنثوس، يحذر بولس من الحكمة الإنسانية، والأفكار المتعالية التي تعوق معرفة الله (ظ،كوظ،: ظ،ظ©-ظ¢ظ،؛ ظ¢كوظ،ظ*: ظ¥). وهذا النمط من التعالي معروف في الحقل العلمي، ليس فقط في يومنا المعاصر، بل منذ أيام اليونانيين القدماء. ومع ذلك، فالمؤمنون الحقيقيون من هؤلاء العلماء بمقدورهم أن يقولوا مع صاحب المزمور: «لَيْسَ لَنَا يَا رَبُّ لَيْسَ لَنَا، لكِنْ لاسْمِكَ أَعْطِ مَجْدًا، مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكَ مِنْ أَجْلِ أَمَانَتِكَ» (مز ظ،ظ،ظ¥: ظ،). |
||||
27 - 12 - 2024, 05:04 PM | رقم المشاركة : ( 182157 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سفر المزامير لحن موسيقي سام مؤلف من مزيج من الجمال والاتساق. ولعل مكانته في الكتاب المقدس تضاهي منزلة الأناجيل. فكل مِن المزامير والأناجيل، تكشف لنا أمجادًا متنوعة عن شخص الرب وأعماله العجيبة. ورغم أن المزامير نُظمت شعرًا، إلا أن أنها لم تضحِ أبدًا بالحق من أجل مقتضيات الشعر - وهو ما يطلق عليه: ”رخصة الشعر“. حيث أن كل كلمة من الكتاب، في اللغات الأصلية مُوحى بها من الله، فالله، بالتأكيد قادر على التعبير عن أفكاره شعرًا بذات الدرجة من الأمانة والدقة والكمال، كما يعبر عنها نثرًا. وقد استخدم الله داود في كتابة ظ§ظ£ مزمورًا. كما استخدم كتابًا آخرين، مثل: آساف، وسليمان، وموسى، وإيثان، وهيمان، إلخ ... وكل منهم كتب بإرشاد كامل من روح الله، رغم بيان عواطفهم، اختباراتهم الشخصية، لأن الله حرك أفكارهم، كما حرك أقلامهم. ولا يذكر خمسون مزمورًا اسم كاتبه. |
||||
27 - 12 - 2024, 05:05 PM | رقم المشاركة : ( 182158 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المزامير موسيقى للعواطف العميقة: لم يعزف داود على وتر واحد. فالتنوع الموسيقي العجيب في المزامير يتراوح بين نغمة الألم العميق، المنخفضة (مزظ¢ظ¢: ظ،-ظ¢ظ،)، صعودًا إلى أعلى السلم حيث نبرة الفرح والتسبيح والسجود (مزظ،ظ¤ظ¦-ظ،ظ¥ظ*). فالموسيقى في حد ذاتها لها قوة تأثير عميق على العواطف. حتى الملك نَبُوخَذْنَصَّرَ، استخدم كل أنواع الآلات والموسيقى ليستثير شعبه، ليسجدوا لتمثاله الوثني (داظ£: ظ¤-ظ،ظ¥). ولكن ما أعظم الاختلاف بين موسيقى كتلك وبين موسيقى المزامير. فهذه الأخيرة لا تستنهض قلوب الشعب بكيفية عجيبة فقط، بل وتؤثر أيضًا على ضمائرهم. فقد صمم الله هذه الموسيقى، ليهدي النفوس إلى الرب، لا الأوثان. |
||||
27 - 12 - 2024, 05:05 PM | رقم المشاركة : ( 182159 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المزامير المسيح إِمَام الْمُغَنِّينَ: المسيح هو موضوع سفر المزامير، كما هو حال بقية أسفار الكتاب. ولكن ثمة مزامير تتميز بانطباق خاص عليه، تدعى المزامير المسيانية. وتلك إما تتكلَّم مباشرة عنه، أو تنطق بكلماته عن طريق النبوة. وفي بعض الأحايين، كما في مزمور ظ£ظ¢، توجد شهادة ثلاثية له: فالمرنم يكتب عنه، والله يتكلم عنه، ويسجل الوحي كلماته هو نبويًا؛ كلمات الرب يسوع. ويعد المزمور الأول مُقدمة جميلة للسفر كله. حيث يُقدِّم الإنسان المبارك: الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس. وقد يكون المُشار إليه في هذه الكلمات بشأن الإنسان المطوَّب، تنطبق على المؤمنين جزئيًا. إلا أنها لا تجد إتمامها التام إلا في شخص الرب يسوع. والآن دعونا نفحص المزامير بحثًا عن كل ما يوجه قلوبنا وأذهاننا إلى يسوع، ابن الله الأزلي، وابن الإنسان الأمين، في آن. |
||||
27 - 12 - 2024, 05:06 PM | رقم المشاركة : ( 182160 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المزامير .. منظومة في قالب يهودي: يجب ألا يغيب عن بالنا، أن المزامير، باعتبارها من أسفار العهد القديم، فقد كتبت من منظور يهودي. مثلاً هي لا يمكن أن تعطينا تعليمًا خاصًا بالكنيسة كجسد المسيح، حيث أن هذا الحق يتضمن أن مؤمني الأمم، من شتى أنحاء العالم، يُشكلون جسدًا واحدًا هو جسد المسيح. (كوظ،: ظ¢ظ¤؛ أفظ،: ظ¢ظ¢، ظ¢ظ£). فهذا الجسد الواحد ما كان يمكن أن يتكون إلا بعد موت وقيامة الرب يسوع، كما كشفت عنها كتابات الرسول بولس. إلا أنه، من الناحية الأخرى، تُميّز المزامير دائمًا إسرائيل في مواجهة سائر الأمم، وذلك رغم أنها تشير إلى الملك الألفي العتيد، عندما يملك الرب ملكًا كونيًا مباركًا على رعاياه من إسرائيل والأمم معًا. ونحن نفرح ونسر بمعرفة كيف سيُتمّم الله هذه البركة العظمى لليهود والأمم بمُلكِه في ذلك اليوم. كما أننا سنتعلَّم الكثير بخصوص طرق الرب مع إسرائيل والأمم. فكثير من المزامير الألفية تتكلَّم عن ملء البركة التي ستعم الأرض آنذاك. أمثلة حرفية على ذلك: كل مرض وضعف في الشعب سيشفيان، وسيتوافر الطعام بفيض للجميع (مزظ،ظ*ظ£: ظ£-ظ¥). سيُبارك الله أرض إسرائيل: «أَرْجَعْتَ سَبْيَ يَعْقُوبَ» (مزظ¨ظ¥: ظ،). كما أن الأمم: «تَفْرَحُ وَتَبْتَهِجُ» (مزظ¦ظ§: ظ¤). ستعود الأرض لتعطي غلتها بوفرة، «وَتَخْشَاهُ كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ» (مزظ¦ظ§: ظ¦، ظ§). وسيسترد جبل صهيون (أورشليم) مكانته العظمى في الصدارة؛ وتعود أورشليم «مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ» (مزظ¤ظ¨: ظ،، ظ¢). وفي قراءتنا لمثل هذه المزامير، دعونا نعي جيدًا أنها تُمثل بركات مادية حرفية، سيُبارك الله بها اليهود والأمم في يوم قادم. فإذا كنا إيثاريين، فسنجد لذة في رؤيتنا كيف أن الله يبارك الآخرين. |
||||