ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19 - 12 - 2024, 02:03 PM | رقم المشاركة : ( 181441 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سَارَةُ والشكر لله: أشرنا مرارًا إلى ضحكة سَارَة عندما زار الرب إبراهيم «ضَحِكَتْ سَارَةُ فِي بَاطِنِهَا قَائِلَةً: أَبَعْدَ فَنَائِي يَكُونُ لِي تَنَعُّمٌ، وَسَيِّدِي قَدْ شَاخَ؟» (تكظ،ظ¨: ظ،ظ¢). ولكن في الواقع، فإن سَارَة ضحكت مرتين: الأولى: ضحكة عدم إيمان، خفية، نحو وعد الملاك (تكظ،ظ¨: ظ،ظ¢). والثانية: ضحكة الشكر العلانية عند مولد إسحاق «وَقَالَتْ سَارَةُ: قَدْ صَنَعَ إِلَيَّ اللهُ ضِحْكًا. كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ يَضْحَكُ لِي» (تكظ¢ظ،: ظ¦). يا له من مثال يُحتذى! كم تفيض رسائل الرسول بولس بالتحريضات لنكون شاكرين! هل باركك الرب مؤخرًا بمولد طفل؟ أو رزقك بوظيفة جديدة؟ أو بمنزل جديد؟ أو بأصدقاء جُدد؟ أو بعطلة؟ أو باحتفال مُبهج؟ أو بذكرى سعيدة؟ هل انتبهت إلى ضرورة تقديم الشكر لله فيها؟ إن التذمر وعدم الشكر من سمات الأيام الأخيرة والأزمنة الصعبة «لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ ... غَيْرَ شَاكِرِينَ» (ظ¢تيظ£: ظ¢). |
||||
19 - 12 - 2024, 02:03 PM | رقم المشاركة : ( 181442 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سَارَةُ والحكمة والتمييز: رغم أن سَارَة معروفة بطاعتها لإبراهيم، إلا أنه في موقف واحد على الأقل، كان على إبراهيم إطاعة سَارَة. فعندما رأت سَارَة ابن هَاجَر يمزح مع إسحاق، يوم فِطَامِ إسحاق، نصحت إبراهيم: «اطْرُدْ هذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّ ابْنَ هذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ». وعندما تلكأ إبراهيم في فعل ذلك، قال الله له: «فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا، لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ» (تكظ¢ظ،: ظ،ظ*-ظ،ظ¢). لقد رأت سَارَة أن ابن الجسد وابن الموعد، أو وريث الجسد ووريث الموعد، لا ينبغي أن يكونا في ذات البيت. ويُعلق الرسول بولس، في رسالة غلاطية، على حكمة سَارَة، واصفًا نصيحتها لإبراهيم، بأنها قول الكِتَاب: «لكِنْ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ اطْرُدِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّهُ لاَ يَرِثُ ابْنُ الْجَارِيَةِ مَعَ ابْنِ الْحُرَّةِ» (غلظ¤: ظ£ظ*). لقد رتّب الله أن تكون زوجاتنا معينات لنا. وكانت سَارة بالفعل كذلك لإبراهيم. ليت نساءنا المؤمنات المسيحيات، يكن في شركة وثيقة مع الله، ليكون لهن فكر الرب، نظير سَارَة، فيجد أزواجهن نصيحتهن السديدة عند الحاجة. وليت الرِّجَال المسيحيين، يكون لهم الحكمة الكافية نظير إبراهيم، للإصغاء إلى زوجاتهم، عندما يؤكد الله لهم فكره بشأن القضية المطروحة للسؤال. |
||||
19 - 12 - 2024, 02:06 PM | رقم المشاركة : ( 181443 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عمل الروح القدس في الوحي دراسات عن الروح القدس سبق أن تأملنا في عددنا السابق عن عمل الروح القدس في الخليقة، وفي هذا العدد سننشغل بعمل الروح القدس في كُتاب الوحي، كما سنُبرز أيضًا العلاقة الوثيقة بين العملين. يقول الرسول بطرس: «عَالِمِينَ هذَا أَوَّلاً: أَنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ الْكِتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ. ظ¢ظ، لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ» (ظ¢بطظ،: ظ¢ظ*، ظ¢ظ،). في الآية السابقة فإن كلمة ”مَسُوقِينَ“ من الروح القدس، هي الكلمة اليونانية “فيرو“، وهي الكلمة ذاتها التي وردت في الترجمة السبعينية لكلمة “يَرِفُّ“ المذكورة في تكوين ظ،: ظ¢. ففي البداية كان روح الله يَرِفُّ على وجه المياه لعمل الخليقة المادية، وهنا نجد روح الله أيضًا يُحرك أواني الوحي لإخراج الكتاب المقدس؛ إعلان الله العجيب. ونحن نعلم أن الروح القدس لم يُوجد الخليقة فقط، بل أبدعها أيضًا وزينها، هكذا أيضًا بالنسبة لكتاب الوحي المقدس. فإن كانت الخليقة هي كتاب الله المنظور، فإن الكتاب المقدس هو كتابه المسطور. هذه الآية، تُعتبر على قمة الآيات التي تُوضح الوضع الخاص المُميَّز للروح القدس في مسألة وحي الكتاب. وهي في الوقت ذاته من أعظم الأدلة على لاهوت الروح القدس، فلا يمكن لمخلوق أيا كان أن يُسيطر على أفكار البشر الذين كتبوا الوحي، ويجعلهم يكتبون ذات أقوال الله، الخالية تمامًا من أي خطأ. ثم إن هذه الآية بالإضافة إلى ذلك توضح لنا فكرتين هامتين: الأولى أن الكاتب كان محمولاً بالروح القدس، يوجهه حيث يشاء، وأنه أيضًا لم يكن محمولاً بأفكاره هو الشخصية، المُسبقة عن هذا الموضوع. وبطرس أيضًا في رسالته الأولى تحدّث عن دور الروح القدس وعمله في أنبياء العهد القديم الذين كانوا أواني الوحي، فقال عنهم: «بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ، وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا» (ظ،بطظ،: ظ،ظ*، ظ،ظ،). من هذا نفهم دور الروح القدس في الأنبياء عندما كانوا يقومون بخدمتهم لشعب الله. وهو ما أكده أيضًا الأنبياء أنفسهم في أسفار العهد القديم، فقال داود: «رُوحُ الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي» (ظ¢صمظ¢ظ£: ظ¢). واضح هنا لاهوت الروح القدس أيضًا. فكلمة الله يُقال عنها في هذه الآية إنها كلمة الروح القدس، لأن الروح القدس هو الله. كما قال ميخا النبي أيضًا: «لكِنَّنِي أَنَا مَلآنٌ قُوَّةَ رُوحِ الرَّبِّ وَحَقًّا وَبَأْسًا، لأُخَبِّرَ يَعْقُوبَ بِذَنْبِهِ وَإِسْرَائِيلَ بِخَطِيَّتِهِ» (ميظ£: ظ¨)؛ ومع أن مزمور ظ©ظ¥ لا نعرف له بحسب سفر المزامير كاتبًا بشريًا، لكن من عبرانيين ظ£ نفهم أن كاتبه ليس فقط داود النبي، بل هو الروح القدس نفسه. * * * * * وهناك فصل من أبرز الفصول في العهد الجديد التي تُوضح لنا الدور الذي يشغله الروح القدس في الإعلان والوحي والإدراك لأقوال الله؛ أعني به ظ،كورنثوس ظ¢: ظ©-ظ،ظ£ حيث يقول الرسول بولس: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ. لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ، الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ». في هذه الأقوال نجد الفارق بين أمرين وثيقي الصلة ببعضهما، هما: الوحي والإعلان. الإعلان مشغول بالمحتوى، وأما الوحي فمشغول بالتركيب. ومن الأهمية بمكان أن ندرك أنه في كلمة الله فإن المضمون إلهي (وهذا هو الإعلان)، والكلمات ذاتها إلهية (وهذا هو الوحي). في الأعداد السابقة توجد آية هامة، كثيرًا ما أُسيء فهمها، وهي: «قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ»؛ يفهمها البعض خطأ بأنها تعني مُقارنين الرُّوحيَّات بالرُّوحيَّات، أو مُقارنين أقوال الكتاب المقدس ببعضها. وهذا في حد ذاته حسن وجميل، لكنه ليس معنى هذه الآية، بل إنها تعني موصلين الأفكار الروحية (الإعلان الذي أعطاه الله للأنبياء)، بأقوال روحية (هي ذات وحي الله). وبعد دور الإعلان والوحي في أناس الله القديسين، يأتي دور المؤمن كمُتلقّن لتلك الأفكار (ظ،كوظ¢: ظ،ظ¤، ظ،ظ¥)، فيُوضح الرسول أن الروح نفسه الذي تكلَّم من خلال الأنبياء، هو الذي يعمل في قلوبنا وعقولنا ليجعلنا نؤمن بأن هذا هو إعلان الله، ويُنير لنا الفهم من جهة المكتوب، وبدون ذلك يظل العقل في حيرة وارتياب، ولا يقدر أن يقف على صخرة الإيمان الراسخة، بل تُحيط به رياح الشكوك العاتية من كل جانب. لهذا فإن الرسول في عظ،ظ* من الفقرة السابقة لا يقول: “فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِكَلِمَتِهِ“، بل «فَأَعْلَنَهُ (اللهُ) لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ»؛ فالروح القدس يستخدم الكلمة لتوصيل أفكاره إلينا. فأقوال الله هي عربات لتوصيل أفكاره إلينا. وهذا يُبين لنا ضرورة دراسة كل جزء في الكتاب المقدس. كما أنه يوضح لماذا يُسمى المكتوب: ”سَيْفَ الرُّوحِ“ (أفظ¦: ظ،ظ§). ونحن بالإجمال لن يُمكننا أن نفهم الكتاب المقدس إلا بالروح القدس عينه، الذي أوحى للأنبياء والرسل بكتابته. * * * * * هناك أيضًا آية هامة عن هذا الموضوع في ظ،تيموثاوس ظ¤: ظ، «وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا». من هذه الآية نتعلَّم شيئين: الأول: أن ما نقرأه في الكتاب المقدس هو كلام الروح القدس. والثاني: أن ما يقوله الروح القدس هو كلام صريح، لا لبس فيه ولا غموض. ولهذا فإننا نقول إنه يُخطئ بل ويُجدف مَن يقول إن الكتاب المقدس يُمكن أن يُفسر بتفاسير عديدة، حسب ذوق الإنسان، فهذا فكر شيطاني، القصد منه تحويل البشر عن قراءة كلمة الله لئلا يتوبوا. وفي سفر الأعمال نجد أن الرسول بطرس في أول السفر يشهد لعمل الروح القدس في الوحي «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ الَّذِي سَبَقَ الرُّوحُ الْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ، عَنْ يَهُوذَا الَّذِي صَارَ دَلِيلاً لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ» (أعظ،: ظ،ظ¦)؛ وفي آخره يشهد الرسول بولس لذلك أيضًا «إِنَّهُ حَسَنًا كَلَّمَ الرُّوحُ الْقُدُسُ آبَاءَنَا بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ قَائِلاً: اذْهَبْ إِلَى هذَا الشَّعْبِ وَقُلْ: سَتَسْمَعُونَ سَمْعًا وَلاَ تَفْهَمُونَ، وَسَتَنْظُرُونَ نَظَرًا وَلاَ تُبْصِرُونَ» (أعظ¢ظ¨: ظ¢ظ¥، ظ¢ظ¦). وعلى طول السفر يمتلئ بالأدلة على وحي كلمة الله. كما أن كاتب الرسالة إلى العبرانيين أشار إلى أقسام العهد القديم الرئيسية الثلاثة؛ أسفار موسى والمزامير والأنبياء، وقال إنها هي أقوال الروح القدس (عبظ£: ظ§؛ ظ©: ظ¨؛ ظ،ظ*: ظ،ظ¥). ولا يمكن أن نتحدث عن هذا الموضوع دون الإشارة إلى أهم وأوضح الآيات عن الوحي في الكتاب، وأعني بها ما ورد في ظ¢تيموثاوس ظ£: ظ،ظ¦ «كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ». وعبارة ”مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ“ تعني ”أنفاس الله“. فالله بِنَسَمَةِ فِيهِ كوَّن السماوات (مزظ£ظ£: ظ¦)، وبذات النفخة كوَّن الكتاب. إننا نرفض بشدة القول إن الكتاب المقدس يحتوي على كلمة الله، كما لو كان يحتوي على أشياء أخرى. بل إننا نقول عن يقين إن الكتاب المقدس هو كلمة الله ذاتها. كلا، لا يوجد في كلمة الله تبن وحنطة، بل كلها حنطة. فحقًا «كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ» (ظ¢تيظ£: ظ،ظ¦)؛ «لأن كل ما سبقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأجل تعليمنا» (روظ،ظ¥: ظ¤). والمسيح عندما اقتبس جزءًا من سفر المزامير، يعتبره البعض أنه غامض، فإنه رغم ذلك قال كلمة حاسمة ما أروعها: «لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ» (يوظ،ظ*: ظ£ظ¥؛ ارجع إلى مزمور ظ¨ظ¢: ظ¦)! ونحن أحيانًا نسمع مثل هذه العبارات: إن هذا التعليم غير مهم، أو أنه غير مؤكد، لأنه لم ترد عنه سوى آيات قليلة، ونحن نرد على هؤلاء وأولئك بالقول الذي نطق به سَيِّدنا: «لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ». مقارنة بين عمل الروح القدس في الخليقة، وعمله في كتابة الوحي: لا شك أن دراسة الكتاب المقدس باعتناء وتوقير، ستجعلنا نكتشف توافقًا رائعًا بين معلنات الكتاب وحقائق الطبيعة، لأنه أَ ليس هما (كتاب الطبيعة وكتاب الوحي) كتابين لكاتب واحد؟ ثم إننا إن كنا نرى تصميمًا بديعًا في أبسط أشكال الخليقة المادية: في الخلية الحية أو في الذرة الممتلئة بالحركة، فبلا شك أنه سيمكن للباحث الصبور أن يجد تصميمًا أروع وأبدع في كلمة الله التي عظمها على كل اسمه (مزظ،ظ£ظ¨: ظ¢). مقارنة بين عمل الروح القدس في خلق الإنسان، وعمله في كتابة الوحي: إن نفخة الله التي نفخها في أنف آدم ميَّزته عن باقي المخلوقات، ورفعته إلى إنسان على صورة الله وشبهه. هكذا رفعت تلك النفخة عينها الكتاب المقدس (ظ¢تيظ£: ظ،ظ¦) عن باقي الكتب. فكلامه روح وحياة (يوظ¦: ظ¦ظ£)، وكلمته حية وفعالة (عبظ¤: ظ،ظ¢). مقارنة بين عمل الروح القدس في ولادة المسيح، وعمله في كتابة الوحي: كما أن الله المتجسد؛ الكلمة الحي، له جانبان متميزان غير ممتزجين: هما لاهوته وناسوته، هكذا أيضًا الكتاب المقدس؛ الكلمة المكتوبة، لها جانبان: وحي الروح القدس، والعنصر البشري (ولا نقول الضعف البشري)، تمامًا كما كان للمسيح ناسوت بلا خطية. وكما حلَّ الروح القدس على المُطوَّبة مريم، وضمن أن يكون هذا الناسوت بدون أدنى علاقة بالخطية، هكذا حلَّ الروح القدس على أواني الوحي، فأنتج كلمات إلهية، وضمن ألا يكون فيها أي خطأ، بل يكون وحيًا معصومًا. |
||||
19 - 12 - 2024, 02:08 PM | رقم المشاركة : ( 181444 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول الرسول بطرس: «عَالِمِينَ هذَا أَوَّلاً: أَنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ الْكِتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ. ظ¢ظ، لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ» (ظ¢بطظ،: ظ¢ظ*، ظ¢ظ،). في الآية السابقة فإن كلمة ”مَسُوقِينَ“ من الروح القدس، هي الكلمة اليونانية “فيرو“، وهي الكلمة ذاتها التي وردت في الترجمة السبعينية لكلمة “يَرِفُّ“ المذكورة في تكوين ظ،: ظ¢. ففي البداية كان روح الله يَرِفُّ على وجه المياه لعمل الخليقة المادية، وهنا نجد روح الله أيضًا يُحرك أواني الوحي لإخراج الكتاب المقدس؛ إعلان الله العجيب. ونحن نعلم أن الروح القدس لم يُوجد الخليقة فقط، بل أبدعها أيضًا وزينها، هكذا أيضًا بالنسبة لكتاب الوحي المقدس. فإن كانت الخليقة هي كتاب الله المنظور، فإن الكتاب المقدس هو كتابه المسطور. هذه الآية، تُعتبر على قمة الآيات التي تُوضح الوضع الخاص المُميَّز للروح القدس في مسألة وحي الكتاب. وهي في الوقت ذاته من أعظم الأدلة على لاهوت الروح القدس، فلا يمكن لمخلوق أيا كان أن يُسيطر على أفكار البشر الذين كتبوا الوحي، ويجعلهم يكتبون ذات أقوال الله، الخالية تمامًا من أي خطأ. ثم إن هذه الآية بالإضافة إلى ذلك توضح لنا فكرتين هامتين: الأولى أن الكاتب كان محمولاً بالروح القدس، يوجهه حيث يشاء، وأنه أيضًا لم يكن محمولاً بأفكاره هو الشخصية، المُسبقة عن هذا الموضوع. وبطرس أيضًا في رسالته الأولى تحدّث عن دور الروح القدس وعمله في أنبياء العهد القديم الذين كانوا أواني الوحي، فقال عنهم: «بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ، وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا» (ظ،بطظ،: ظ،ظ*، ظ،ظ،). من هذا نفهم دور الروح القدس في الأنبياء عندما كانوا يقومون بخدمتهم لشعب الله. وهو ما أكده أيضًا الأنبياء أنفسهم في أسفار العهد القديم، فقال داود: «رُوحُ الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي» (ظ¢صمظ¢ظ£: ظ¢). واضح هنا لاهوت الروح القدس أيضًا. فكلمة الله يُقال عنها في هذه الآية إنها كلمة الروح القدس، لأن الروح القدس هو الله. كما قال ميخا النبي أيضًا: «لكِنَّنِي أَنَا مَلآنٌ قُوَّةَ رُوحِ الرَّبِّ وَحَقًّا وَبَأْسًا، لأُخَبِّرَ يَعْقُوبَ بِذَنْبِهِ وَإِسْرَائِيلَ بِخَطِيَّتِهِ» (ميظ£: ظ¨)؛ ومع أن مزمور ظ©ظ¥ لا نعرف له بحسب سفر المزامير كاتبًا بشريًا، لكن من عبرانيين ظ£ نفهم أن كاتبه ليس فقط داود النبي، بل هو الروح القدس نفسه. |
||||
19 - 12 - 2024, 02:09 PM | رقم المشاركة : ( 181445 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من أبرز الفصول في العهد الجديد التي تُوضح لنا الدور الذي يشغله الروح القدس في الإعلان والوحي والإدراك لأقوال الله؛ أعني به ظ،كورنثوس ظ¢: ظ©-ظ،ظ£ حيث يقول الرسول بولس: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ. لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ، الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ». في هذه الأقوال نجد الفارق بين أمرين وثيقي الصلة ببعضهما، هما: الوحي والإعلان. الإعلان مشغول بالمحتوى، وأما الوحي فمشغول بالتركيب. ومن الأهمية بمكان أن ندرك أنه في كلمة الله فإن المضمون إلهي (وهذا هو الإعلان)، والكلمات ذاتها إلهية (وهذا هو الوحي). في الأعداد السابقة توجد آية هامة، كثيرًا ما أُسيء فهمها، وهي: «قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ»؛ يفهمها البعض خطأ بأنها تعني مُقارنين الرُّوحيَّات بالرُّوحيَّات، أو مُقارنين أقوال الكتاب المقدس ببعضها. وهذا في حد ذاته حسن وجميل، لكنه ليس معنى هذه الآية، بل إنها تعني موصلين الأفكار الروحية (الإعلان الذي أعطاه الله للأنبياء)، بأقوال روحية (هي ذات وحي الله). وبعد دور الإعلان والوحي في أناس الله القديسين، يأتي دور المؤمن كمُتلقّن لتلك الأفكار (ظ،كوظ¢: ظ،ظ¤، ظ،ظ¥)، فيُوضح الرسول أن الروح نفسه الذي تكلَّم من خلال الأنبياء، هو الذي يعمل في قلوبنا وعقولنا ليجعلنا نؤمن بأن هذا هو إعلان الله، ويُنير لنا الفهم من جهة المكتوب، وبدون ذلك يظل العقل في حيرة وارتياب، ولا يقدر أن يقف على صخرة الإيمان الراسخة، بل تُحيط به رياح الشكوك العاتية من كل جانب. لهذا فإن الرسول في عظ،ظ* من الفقرة السابقة لا يقول: “فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِكَلِمَتِهِ“، بل «فَأَعْلَنَهُ (اللهُ) لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ»؛ فالروح القدس يستخدم الكلمة لتوصيل أفكاره إلينا. فأقوال الله هي عربات لتوصيل أفكاره إلينا. وهذا يُبين لنا ضرورة دراسة كل جزء في الكتاب المقدس. كما أنه يوضح لماذا يُسمى المكتوب: ”سَيْفَ الرُّوحِ“ (أفظ¦: ظ،ظ§). ونحن بالإجمال لن يُمكننا أن نفهم الكتاب المقدس إلا بالروح القدس عينه، الذي أوحى للأنبياء والرسل بكتابته. |
||||
19 - 12 - 2024, 02:10 PM | رقم المشاركة : ( 181446 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ظ،تيموثاوس ظ¤: ظ، «وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا». من هذه الآية نتعلَّم شيئين: الأول: أن ما نقرأه في الكتاب المقدس هو كلام الروح القدس. والثاني: أن ما يقوله الروح القدس هو كلام صريح، لا لبس فيه ولا غموض. ولهذا فإننا نقول إنه يُخطئ بل ويُجدف مَن يقول إن الكتاب المقدس يُمكن أن يُفسر بتفاسير عديدة، حسب ذوق الإنسان، فهذا فكر شيطاني، القصد منه تحويل البشر عن قراءة كلمة الله لئلا يتوبوا. وفي سفر الأعمال نجد أن الرسول بطرس في أول السفر يشهد لعمل الروح القدس في الوحي «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ الَّذِي سَبَقَ الرُّوحُ الْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ، عَنْ يَهُوذَا الَّذِي صَارَ دَلِيلاً لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ» (أعظ،: ظ،ظ¦)؛ وفي آخره يشهد الرسول بولس لذلك أيضًا «إِنَّهُ حَسَنًا كَلَّمَ الرُّوحُ الْقُدُسُ آبَاءَنَا بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ قَائِلاً: اذْهَبْ إِلَى هذَا الشَّعْبِ وَقُلْ: سَتَسْمَعُونَ سَمْعًا وَلاَ تَفْهَمُونَ، وَسَتَنْظُرُونَ نَظَرًا وَلاَ تُبْصِرُونَ» (أعظ¢ظ¨: ظ¢ظ¥، ظ¢ظ¦). وعلى طول السفر يمتلئ بالأدلة على وحي كلمة الله. كما أن كاتب الرسالة إلى العبرانيين أشار إلى أقسام العهد القديم الرئيسية الثلاثة؛ أسفار موسى والمزامير والأنبياء، وقال إنها هي أقوال الروح القدس (عبظ£: ظ§؛ ظ©: ظ¨؛ ظ،ظ*: ظ،ظ¥). ولا يمكن أن نتحدث عن هذا الموضوع دون الإشارة إلى أهم وأوضح الآيات عن الوحي في الكتاب، وأعني بها ما ورد في ظ¢تيموثاوس ظ£: ظ،ظ¦ «كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ». وعبارة ”مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ“ تعني ”أنفاس الله“. فالله بِنَسَمَةِ فِيهِ كوَّن السماوات (مزظ£ظ£: ظ¦)، وبذات النفخة كوَّن الكتاب. إننا نرفض بشدة القول إن الكتاب المقدس يحتوي على كلمة الله، كما لو كان يحتوي على أشياء أخرى. بل إننا نقول عن يقين إن الكتاب المقدس هو كلمة الله ذاتها. كلا، لا يوجد في كلمة الله تبن وحنطة، بل كلها حنطة. فحقًا «كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ» (ظ¢تيظ£: ظ،ظ¦)؛ «لأن كل ما سبقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأجل تعليمنا» (روظ،ظ¥: ظ¤). والمسيح عندما اقتبس جزءًا من سفر المزامير، يعتبره البعض أنه غامض، فإنه رغم ذلك قال كلمة حاسمة ما أروعها: «لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ» (يوظ،ظ*: ظ£ظ¥؛ ارجع إلى مزمور ظ¨ظ¢: ظ¦)! ونحن أحيانًا نسمع مثل هذه العبارات: إن هذا التعليم غير مهم، أو أنه غير مؤكد، لأنه لم ترد عنه سوى آيات قليلة، ونحن نرد على هؤلاء وأولئك بالقول الذي نطق به سَيِّدنا: «لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ». |
||||
19 - 12 - 2024, 02:11 PM | رقم المشاركة : ( 181447 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مقارنة بين عمل الروح القدس في الخليقة وعمله في كتابة الوحي: لا شك أن دراسة الكتاب المقدس باعتناء وتوقير، ستجعلنا نكتشف توافقًا رائعًا بين معلنات الكتاب وحقائق الطبيعة، لأنه أَ ليس هما (كتاب الطبيعة وكتاب الوحي) كتابين لكاتب واحد؟ ثم إننا إن كنا نرى تصميمًا بديعًا في أبسط أشكال الخليقة المادية: في الخلية الحية أو في الذرة الممتلئة بالحركة، فبلا شك أنه سيمكن للباحث الصبور أن يجد تصميمًا أروع وأبدع في كلمة الله التي عظمها على كل اسمه (مزظ،ظ£ظ¨: ظ¢). |
||||
19 - 12 - 2024, 02:12 PM | رقم المشاركة : ( 181448 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مقارنة بين عمل الروح القدس في خلق الإنسان وعمله في كتابة الوحي: إن نفخة الله التي نفخها في أنف آدم ميَّزته عن باقي المخلوقات، ورفعته إلى إنسان على صورة الله وشبهه. هكذا رفعت تلك النفخة عينها الكتاب المقدس (ظ¢تيظ£: ظ،ظ¦) عن باقي الكتب. فكلامه روح وحياة (يوظ¦: ظ¦ظ£)، وكلمته حية وفعالة (عبظ¤: ظ،ظ¢). |
||||
19 - 12 - 2024, 02:12 PM | رقم المشاركة : ( 181449 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مقارنة بين عمل الروح القدس في ولادة المسيح وعمله في كتابة الوحي: كما أن الله المتجسد؛ الكلمة الحي، له جانبان متميزان غير ممتزجين: هما لاهوته وناسوته، هكذا أيضًا الكتاب المقدس؛ الكلمة المكتوبة، لها جانبان: وحي الروح القدس، والعنصر البشري (ولا نقول الضعف البشري)، تمامًا كما كان للمسيح ناسوت بلا خطية. وكما حلَّ الروح القدس على المُطوَّبة مريم، وضمن أن يكون هذا الناسوت بدون أدنى علاقة بالخطية، هكذا حلَّ الروح القدس على أواني الوحي، فأنتج كلمات إلهية، وضمن ألا يكون فيها أي خطأ، بل يكون وحيًا معصومًا. |
||||
19 - 12 - 2024, 02:25 PM | رقم المشاركة : ( 181450 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فهم أمثال الرب إذا كان الكتاب المقدس قد كُتِب بأكمله لنا، إلا أنه لم يُكتَب كله عنا. وهكذا يُمكننا أن نفيد ونتعلَّم من دراسته كله، إلا أن أكثر من ثلاثة أرباعه معني بأمة إسرائيل. وفي دراستنا للأمثال سنجني فائدة جزيلة منها جميعًا. إلا أنه ينبغي أن نعي الاختلافات في التطبيق والمعنى والتفسير بينها. والمبدأ العام للتفسير الصحيح للكتاب هو أن العهد القديم مشروح في العهد الجديد. وهكذا فإن أمثال العهد القديم، كثيرًا ما نجد تفسيرها في رسائل العهد الجديد. الرب يسوع علَّم بأمثال: لماذا؟ لم يبتكر يسوع طريقة التعليم والوعظ بأمثال. فالعهد القديم مكتظ بكثير من الأمثال، وأحيانًا قصصًا خيالية. مثلاً في الأصحاح التاسع من سفر القضاة، أخبرنا يُوثَام عن قصة خيالية تتضمن محادثة بين عدة أشجار، شجيرات وعليقات. وبالمثل فإن الرسول بولس، في غلاطية ظ¤: ظ¢ظ،-ظ£ظ،، عقد مشابهة، مُستخدمًا شكلاً آخر من الكلام التصويري، ليشرح عهد العبودية في القديم، تحت الناموس (مرموزًا له بإسماعيل)، مع عهد النعمة والحرية الجديد في المسيح (مرموزًا له بإسحاق). وحتى يومنا هذا، فإن الشعوب السامية في الشرق الأوسط، مثل العرب، والعبرانيين، والسوريان - ينجذبون إلى أسلوب التعليم بأمثال. فهو يشعل تصوراتهم وعواطفهم، بغض النظر عن التفكير المنطقي. إذًا، فالأمثال معنية، في المقام الأول، بجذب انتباه السامعين، ومن ثم تعليمهم الحق. فهي توقظ التفكير وتثير التقدير. إنها تضرم الضمير الكامن، وتشعل المشاعر والعواطف. لنذكر أن الذين استمعوا إلى تعليم الرب يسوع الرمزي، قالوا: «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هكَذَا مِثْلَ هذَا الإِنْسَانِ» (يو ظ§: ظ¤ظ¦). ويمكننا القول إن الرب يسوع استخدم الأمثال ليُخفي الحق عن أولئك غير المعنيين والعصاة والمتمردين بإرادتهم، ويهب المزيد من الحق لمن يمتلك الرغبة والشغف بالحق. لقد قصد بالفعل أن ينزع الحق عن أولئك الذين لا يضمرون تقديرًا له. ولعل هذا يفسر لماذا قال ذات مرة: «لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ» (مت ظ§: ظ¦). لقد تكلَّم الرب يسوع بأمثال، ليكشف النقاب عن الحق، ولتتميم النبوات. تفسير الأمثال بالاستقامة: الاقتباس التالي هو عن كتاب: ”دراسة في الأمثال“ للكاتب ”أ. هيبرسون“، وهو مفيد جدًا في هذا الصدد: ”ليس ثمة تفسير واحد سيستنفد معنى أبسط مَثَل من الأمثال التي تكلَّم بها ربنا يسوع*. فإذا أدركنا ذلك فإننا نكون جاهزين لنجني منها خيرًا جزيلاً على كل وجه“. السبيل الأكثر أمانًا في تفسير مَثَل ما، هو البحث عن الفكر الرئيسي، أو الفكرة المحورية، التي تنضوي تحتها أجزاء المثل. علينا أن ندرس القرينة، وارتباط المَثَل بالسباق. كما ينبغي مراعاة الظروف والملابسات التي اكتنفت، أو أحاطت، بإعطاء المَثَل. عليذنا أن نسأل: ”ما الذي يسبق المَثَل، وما الذي يتبع؟ وما هو الدرس البارز الذي قصده صاحب المَثَل؟“. واحد من أكثر الأمثال ذيوعًا في العهد الجديد هو مَثَل، أعطاه، وشرحه الرب يسوع نفسه؛ أعني: مثل الزارع. وأنا أؤمن أن هذا المَثَل يملك مفتاح كشف معاني بقية الأمثال. لأنه بعد أن أعطاه، سأل الرب يسوع تلاميذه: «أَمَا تَعْلَمُونَ هذَا الْمَثَلَ؟ فَكَيْفَ تَعْرِفُونَ جَمِيعَ الأَمْثَالِ؟» (مرظ¤: ظ،ظ£). لا شك أن هذا المَثَل يُشير إلى الرب يسوع كالزارع عندما كان معهم على الأرض. ولكن أيضًا ينطبق على فترة غيابه عنهم، بصعوده إلى السماء، تاركًا تلاميذه تحت مسؤولية إتمام عمله كالزارع. وفي وقتنا الحاضر فإن مثل هؤلاء التلاميذ: هم جسد المسيح، أنت وأنا، باعتبارنا تحت مسؤولية زراعة بذار الكلمة الجياد؛ بالتبشير والكرازة. وفي يوم قادم سيكون تلاميذ الرب هم البقية الأمينة التقية من أُمَّة إسرائيل. وهكذا، فإن للأمثال أكثر من تفسير مُحتمل، بحسب ملابسات المَثَل. لذلك دعونا نتزن في تناولنا للأمثال. فإن ترى فقط التفسير الأدبي العملي، فهذا تفسير أحادي. ومن الناحية الأخرى، أن ترى فقط التفسير النبوي التدبيري، فهذا أيضًا تفسير منقوص كذلك. إساءة استخدام الأمثال: الكثير من التشويش اكتنف استخدام الأمثال، مدفوعًا بسطحية أولئك الناس الذين يلوون ويوجهون المعنى إلى معنى مغاير تمامًا عن المعنى المقصود بحسب قائل المثل. كثيرون من الشرَّاح ومُعلمي الكلمة، مُجرَّبون بسهولة لكي يروا معنى كامنًا وراء كل قسم، وكل كلمة، وكل فاصلة، وكل فاصلة منقوطة في المَثَل. ولتجنب مثل هذا التشويش أقترح مبدأين لإرشادنا: الأول، لا تعوّل كثيرًا على أقوالهم؛ ليس أكثر من المعنى الذي يقصده القائل. والثاني، لا تُقلِّل كثيرًا من شأن تعاليمهم؛ لا تفريط ولا إفراط. احذر من روّحنة الأمور، الأمور التي ينبغي أن تؤخذ حرفيًا أو نبويًا، فلتؤخذ كذلك. ومع ذلك لا تخف أن تدرس الأمثال دون أن تضع في بالك أن ثمة أكثر من معنى لكل مَثَل. ولا تنحاز إلى هذا الجانب أو ذاك لأن كثيرين طرحوا هذا التفسير، والذي قد لا يخدم سوى طريقتهم الخاصة في التعليم. فالأمثال غنية جدًا بالمعاني، وذاخرة بالتعليم، حتى أنه لا يمكن قصر التفسير على معنى واحد. لا أحد بإمكانه الادعاء أن تفسيره هو التفسير الصحيح الوحيد. فمَثَل ما، قد يمكن أن يطبق على الحاضر، أو الماضي، أو المستقبل. جمال التنوع: يصف مزمور ظ،ظ،ظ© الأوجه والجوانب المختلفة لكلمة الله. وبتطبيق هذا الوصف على الأمثال، نخلص إلى أنها تشبه المنشور الذي يحلل الضوء إلى ألوان جميلة مختلفة. فمَثَل واحد قد يكون له غرض مزدوج قصدهما المؤلف. قد يفيدنا بدرس روحي، وتعليم نبوي في أن أدرس، على سبيل المثال مثل قاضي الظلم (لوظ،ظ¨). وعبر أسفار الكتاب المقدس، استخدم الكتبة أشكالاً عديدة من صور الكلام للتعبير عن الحقائق الكتابية. وأليس هذا مثالاً لما يدعوه بولس: «حِكْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ» (أفظ£: ظ،ظ*)؟ فالكتاب هو الأعجب والمتفرد في بابه، لأنه يحوي أنفاس الله، وحذار أن يتجاسر أحد ويقارن أي عمل أدبي أو تاريخي به. إن الأمثال هي عبارة عن شرح سام، وإعلان، يكشف ويعلن عن وجود وطبيعة الله. وهي بمثابة إعلان كيف أنه تنازل إلى مستوى البشر، مستخدمًا أدوات مألوفة لدى الإنسان المحدود، ليُخبرنا بمكنونات قلبه. قال ”لوكير“: «المعجزات هي أمثال في هيئة أفعال. بينما الأمثال هي معجزات في هيئة أقوال“. دعونا إذًا، ندرس الأمثال بجدية وشغف، بروح الصلاة. |
||||