منتدى الفرح المسيحى  


merry christmas

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت

الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025

يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه


 رسائل الفرح المسيحى اليومية على قناة الواتساب | إضغط هنا 
Love_Letter_Send.gif

العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 12 - 2024, 12:47 PM   رقم المشاركة : ( 181131 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



القديس أنبا أنطونيوس





[من يعرف الله يكون صالحًا.
فإذ لم يكن الإنسان صالحًا فهذا يعني أنه لا يعرف الله،
والله لا يعرفه، لأن الصلاح هو الوسيلة الوحيدة لمعرفة الله].
 
قديم 16 - 12 - 2024, 12:48 PM   رقم المشاركة : ( 181132 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس مرقس الناسك:


[إن أحببت المعرفة، حب العمل أيضًا، لأن المعرفة بدون العمل تنفخ الإنسان].
كما يقول: [إن أردت أن تخلص وتصل إلى معرفة الحق، حث نفسك
على التسامي فوق الأمور الحسية وتمسك مترجيًا الله وحده].
 
قديم 16 - 12 - 2024, 12:49 PM   رقم المشاركة : ( 181133 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يقول القديس إكليمنضس الإسكندري



[إنه بالابن ننعم بالحب، فندرك الله الآب الذي هو الحب،
لأن الشبه يُعرف بالشبه.]
بهذا نعرف الله... بالاتحاد معه في المسيح يسوع الذي يقدسنا
بروحه القدوس واهبًا إيانا البصيرة الروحيّة المستنيرة لإدراك
الأسرار الفائقة، كحياة نعيشها مع الله ونتلمسها عمليًا.
 
قديم 16 - 12 - 2024, 12:49 PM   رقم المشاركة : ( 181134 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




سفر هوشع والعهد الجديد اقتبس العهد الجديد الكثير من عبارات هذا السفر، منها:
1. جاء في الرسالة إلى أهل رومية: "كما يقول هوشع أيضًا، سأدعو الذي ليس شعبي شعبي، والتي ليست محبوبة محبوبة" (رو 9: 25)، نقلًا عن هوشع (هو 9: 10).
2. جاء في إنجيل معلمنا متى: "وكان هناك إلى وفاة هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني" (مت 2: 15؛ هو 11: 1).
3. يقول السيد: "إني أريد رحمة لا ذبيحة" (مت 9: 13؛ 12: 7؛ هو 6: 6).
4. في حديث الرسول بولس عن قوة قيامة السيد المسيح العاملة فينا يقول: "أين شوكتك يا موت؟! أين غلبتك يا هاوية؟!" (1 كو 15: 55؛ هو 13-14).
5. جاء في سفر الرؤيا: "وهم يقولون للجبال وللصخور أسقطي علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الحمل" (رؤ 6: 16) مقتبسًا ذلك من هوشع (هو 10: 8).

 
قديم 16 - 12 - 2024, 12:50 PM   رقم المشاركة : ( 181135 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




سفر هوشع ونبوتا إرميا وحزقيال

تأثر النبيان إرميا وحزقيال كثيرًا بهوشع النبي واقتبسا أيضًا من كتاباته، فتأثر إرميا النبي بما كشفه هوشع النبي عن علاقة الله بشعبه بكونها علاقة عريس بعروسه وأن الخطية هي التي تحطم هذه الوحدة الزوجية فتبطل صوت الفرح وتحول الأرض إلى خراب. جاء في سفر إرميا: "وأبطل من مدن يهوذا ومن شوارع أورشليم صوت الطرب وصوت الفرح، صوت العريس وصوت العروس، لأن الأرض تصير خرابًا" [إر 7: 34]، [راجع أر16: 9؛ 25: 10]. وقد اقتبس حزقيال ذات الفكر، قائلًا: "وأبطل قول أغانيك، وصوت أعوادك لن يُسمع بعد" (حز 26: 3)، أما هوشع فيقول: "وأبطل كل أفراحها أعيادها ورؤوس شهورها وسبوتها وجميع مواسمها... ولكن هأنذا أتملقها وأذهب بها إلى البرية وألاطفها... وأخطبك لنفسي إلى الأبد" (هو 2: 11، 14، 19).
يتحدث الله في سفر حزقيال معاتبًا شعبه الذي تسلم من يديه عطايا وبركات استخدمها لحساب الشر: "وأخذتِ أمتعة زينتك من ذهبي ومن فضتي التي أعطيتك وصنعت لنفسك صور ذكور وزينت بها، وأخذت السميذ والزيت والعسل الذي أطعمتك وضعتها أمامهم رائحة سرور" (حز 16: 17، 19). إنها ذات الكلمات التي عاتب بها الله شعبه في هوشع (هو 2: 8 - 9).
في حزقيال أيضًا يتحدث الله عن الريح الشرقية التي يبَّست ثمرة الأرض، أيّ أفسدت إسرائيل، قصفت ويبست فروعها القوية، أكلتها النار (حز 19: 12)، وهي ذات الريح التي تحدث عنها هوشع: "وإن كان مثمرًا بين إخوة تأتي ريح شرقية، ريح الرب طالعة من القفر فتجف عينه وييبس ينبوعه، هي تنهب كنز كل متاع شهي" (هو 13: 15).
اقتبس أيضًا حزقيال من هوشع وصفه إسرائيل كأرض يابسة محرومة من المطر الذي يروي النفس، أيّ من عمل الروح القدس، فيقول: "والآن غرست في القفر في أرض يابسة عطشانة" (حز 19: 13). وفي هوشع: "وأجعلها كقفر وأصيرها كأرض يابسة وأميتها بالعطش" (هو 2: 3).
يحدثنا إرميا عن الخلاص المقدم لإسرائيل خلال داود ملكهم، أيّ خلال "ابن داود" المسيّا المخلص (إر 30: 9)، الأمر الذي أكده حزقيال من بعده (حز 34: 23) وقد سبقهما في ذلك هوشع (هو 3: 5).

 
قديم 16 - 12 - 2024, 12:50 PM   رقم المشاركة : ( 181136 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




سفر هوشع من الجانب الأدبي

1. جاء هذا السفر في غالبيته شعرًا، عباراته وتعبيراته قصيرة ومركزة للغاية، أشبه بإنذار خطير دوى سريعًا وبقوة ليحذر من الخطر المحدق.


2. هذا السفر مليء بالتشبيهات والاستعارات مثل: النار (هو 8: 14)، النور (هو 6: 5)، المطر (هو 2: 6)، سحاب الصبح والندى (هو 6: 4؛ 13: 3)، العث (هو 5: 12)، السوس (هو 5: 12)، الأسد والشبل (هو 5: 14)، الأسد والنمر والدب (هو 13: 7-8)، الحمار الوحشي (هو 8: 9)، طيور السماء (هو 7: 12؛ 9: 11)، الحمامة الرعناء (هو 7: 11)، النسر (هو 8: 11)، العصفور (هو 11: 11)، الريح والزوبعة (هو 8: 7)، السحابة والندى والدخان (هو 13: 3؛ 14: 4)، المحبوبة للأجرة (هو 9: 1)، الماخض التي تلد (هو 13: 13)، الفخ والشبكة (هو 5: 1؛ 7: 12)، التنور (هو 7: 4، 7)، القوس (هو 7: 16)، الرحم المسقط والثديان اليابسان (هو 9: 14)، والسوسن (هو 14: 5)، شجرة الزيتون (هو 14: 6)، الحنطة والخمر والكرم (هو 14: 7)، السروة الخضراء (هو 14: 5)، العوسج (هو 9: 6) إلخ...
أقسام السفر:

1.حال إسرائيل
1 - 3.
2. الرب يحاجج شعبه
4 - 10.
3. التأديب مع إشراقة الخلاص
11 - 13.
4. ثمار التوبة
14.
 
قديم 16 - 12 - 2024, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 181137 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




نصرة الجُلجُثَة


«الرَّبُّ رَجُلُ الْحَرْبِ. الرَّبُّ اسْمُهُ»

(خر15: 3)
يحكي لنا التاريخ عن معاركٍ كثيرة وملاحمَ عديدة تختلف في أسبابها وتتباين في تكتيكاتها، ولكننا الآن أمام معركة، ونحن نطَّلِعُ على ملفاتها نجد عبارة ”سرِّي للغاية“. فكيف نستطيع الاطلاع على ملفات عسكريَّة، خاصة بمعركة مصيريَّة، مكتوب عليها ”سري للغاية“؟ هذا أمرٌ مستحيل لا قبل ولا أثناء المعركة. فلا يمكن لأحد الاطِّلاع على مثل هذه المَلَفَّات.

ولكن بعد انتهاء المعركة، ولا سيما وقد انتهت بالانتصار، فلا مانع من الاطِّلاع على الملفَّات لمن استفادوا من نتائجها المباركة، فمعرفتهم لهذه الأسرار، تقودهم لتقديم الشكر والولاء للقائد المظفَّر، والمحارب المنتصر، الذي خاض هذه المعركة.

التخطيط لهذه المعركة
بدأ التخطيط لهذه المعركة في الأزل، في مجلس اللاهوت (الآب والابن والروح القدس)، في غرفة عمليات المشورات الإلهية. وقد وقع الاختيار على أقنوم الابن ليقوم بهذه المهمة الصعبة، وهو قَبِلَ التكليف الأزلي بسرور (1بط1: 20؛ عب9: 14).

والمسيح هو ”رَجُلُ الْحَرْبِ“ (خر15: 3)؛ أي أنه هو المحارب الذي خاض هذه المعركة بمفرده. والخصم في هذه المعركة هو الشيطان الذي، عن طريق دخول الخطية إلى العالم، استعبد وعربد، وصال وجال، وأفسد كل شيء. فأمسى العالم في ظلمة أدبية حالكة، من جهل وعمى، أدَّت بالناس إلى القتل والدمار، والخزي والعار، وظل الإنسان المسكين يعاني مُدَّة أربعة آلاف سنة.
ولكن في خلال هذه الفترة كان هذا القائد العظيم والمحارب الشجاع يَشِنُّ حروبـًا على الشيطان، ولكنها كانت بما يشبه المناورات التي تسبق المعركة. لم تكن هذه المناورات تدريبية، حاشا! فرجل الحرب لا يحتاج أي تدريب، ولكِنَّها كانت تطمينية للإنسان، لكي يعرف أن معركة عظيمة عتيدة أن تحدث فتغير مجرى التاريخ ومصير البشرية.

وإليك بعض الصور المُشَرِّفَة لهذه المناورات:
ففي خروج 14 عندما أنقذ شعبه بذراع شديدة، وغرقت مركبات فرعون في بحر سوف، تغنّى موسى لهذا القائد العظيم ويخلع عليه لقبـًا يليق به: «الرَّبُّ رَجُلُ الْحَرْبِ. الرَّبُّ اسْمُهُ». وتوالت صور المناورات عبر التاريخ، نذكر منها - على سبيل المثال لا الحصر - معارك سفر يشوع التي انتصر فيها يشوع، ومعارك سفر القضاة التي انتصر فيها جدعون وباراق ويفتاح وشمشون، ومعارك سفر صموئيل وانتصارات داود الكثيرة وأشهرها انتصاره على جليات الجتي، ومعارك سفر الملوك وانتصارات حزقيا ويهوشافاط ... إلخ. كل هذه كانت إرهاصات لمعركة كبيرة يمكن أن تسمى ”معركة الحسم“.

ساعة الصفر
لقد عين مجلس اللاهوت ساعة الصفر؛ ساعة بدء المعركة أو الضربة الأولى زمانـًا ومكانـًا. فلم يكن مكان المعركة هذه المرة عند بحر سوف (خر14)، أو نهر قيشون (قض4)، أو تلَّ مورة (قض7)،.. إلخ. فهذه كانت مواقع انتصارات أولية لهذا القائد العظيم، بل اُختير مكان المعركة هذه المرة في موضع الجلجثة، الذي تفسيره ”جمجمة“ أي الموت. وذلك لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس.
وبدقة متناهية تحدَّدت ساعة الصفر الساعة السادسة في منتصف يوم الجمعة، بعد أن يكون الخصم الشرس قد أفرغ كل ما في جعبتهِ من سهام، وما في جوفهِ من سموم؛ تارة عن طريق الأصدقاء من هروب وإنكار وخيانة، وتارة عن طريق الأعداء من سخرية وتعيير وإهانة. وهو يقفُ مزهوًا فخورًا، معتزًا جَسُورًا. يصول على ألسنة الحاقدين، مستهزئًا. ويجول على مشاعر المحبين، مُرعبـًا.

ومع دقات الساعة السادسة (الثانية عشر ظهرًا بتوقيتنا الحالي) حدث شيءٌ لم يتوقعه إنسان، شيءٌ ارتجف له الوجدان، وتشيب لهوله الولدان. ففي رابعة النهار صدرت الأوامر للشمس بأن تحجب نورها، فصارت ظلمة حالكة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة. وعندها صرخ يسوع بصوتٍ عظيمٍ «إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟». وقد سمع هذه الصرخة كل الواقفين في محيط الجلجثة. فما كان من غبائهم وجهلهم المُطبق إلا أنهم قالوا ««إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا» (مت27: 36، 47) ولم يعلم هؤلاء أن هذا المحارب الذي نزل ميدان المعركة، يتصل بالقيادة العليا، في غرفة عمليات مجلس اللاهوت.

لم يفهم أولئك المتواجدون في موضع الجلجثة معنى هذه العبارة. وقبلها كانت هناك صرخات تعلو عن المُعَدَّل الطبيعي لتردد الموجات الصوتية الذي تسمعه الأذن البشرية، فلم تستطع أذان الواقفين في محيط الجلجثة أن تسمعه. ولكن آذان الأنبياء السابقين، والتي كانت مجهَّزة بتقنيات عالية، استطاعت أن ترصد لنا بعضًا من تلك الصرخات بأجهزة النبوة المتطورة وسجَّلتها لنا؛ فمنهم من رصد عبارة: «عَلَيَّ اسْتَقَرَّ غَضَبُكَ، وَبِكُلِّ تَيَّارَاتِكَ ذَلَّلْتَنِي» (مز88: 7). ومنهم من التقط عبارة: «غَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا عِنْدَ صَوْتِ مَيَازِيبِكَ. كُلُّ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ طَمَتْ عَلَيَّ» (مز42: 7). وآخر التقط عبارة تقول: «يَبِسَتْ مِثْلَ شَقْفَةٍ قُوَّتِي، وَلَصِقَ لِسَانِي بِحَنَكِي، وَإِلَى تُرَابِ الْمَوْتِ تَضَعُنِي» (مز22: 15). ومنهم من رصد عبارة أتت من القيادة تقول: «اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اضْرِبِ الرَّاعِيَ» (زك13: 7).

إزاء هذا، إذ بالشيطان يقف خائفـًا مذعورًا بعد أن كان هائجـًا جسورًا، إذ كان لا يدري ماذا كان يحدث. ولم يستطع فك رموز تلك الشفرات، فوقف مرتجفـًا حائرًا، تُحيط به جموع قـوَّاده، وحشود قـَّواته، من رياسات وسلاطين وأجناد ومرؤوسين؛ رومان ويهود حاقدين. والكل لا يعرف ماذا؟! ولماذا؟! بل كل مَن كان هناك اصطكت ركبتاه، وانحلت خرز حقويه. فها هي الظلمة تغطي الأرض كلها، وكانت هناك أيضًا” زلزلة عظيمة“ - لو قيست بمقياس ريختر لسُجِّلت أعلى القراءات «الأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ» (مت27: 51). يا للهول! هل الكون بدأ يتفكك هل انحلَّت عناصره وتفككت قواعده. وهنا انهارت أسطورة العدو الذي لا يُقهر. فبدأ يولي الأدبار. لكن هيهات فأين يهرب؟ وإلى أين يذهب؟ وقبل أن يشرع في ذلك، إذ بالرب المُعَلَّق على الصليب، وبعد أن وفَّي حق العدالة الإلهية، من شراء وفداء، وبعد أن قال: «قَدْ أُكْمِلَ»، وبعد أن ارتدَّت كل سهام الأعداء إلى نحورهم، وسيوفهم إلى صدورهم، وخناجرهم إلى حناجرهم، وساد صمتٌ رهيب وخرست الألسنة المُتطاوِلة؛ إذ بالمُعَلّق على الصليب، والمُسَمَّر بالمسامير، والمصلوب من ضعفٍ، يُجرِّد الرياسات والسلاطين من كل رتبة وسلطان، ويشهرهم جهارًا أمام كل الأكوان، ظافرًا بهم في الصليب (كو2: 15).

وبعدها أسلم الروح ومات، ودُفِنَ في قبرٍ مستعار، والخصم قد ظن بأنه ظفر، إذ دُفِنَ الرب يسوع وخُتِمَ الحجر، وقبل أن يلتقط العدو أنفاسه، فوجئ ببزوغ فجر القيامة في اليوم الثالث. فكانت الهزيمة مضاعفة، والنصر أيضـًا مضاعفـًا؛ لقد مات المسيح على الصليب «أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا»، ولكنه «أُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا». فقد كانت نتيجة الانتصار ليس العفو من جهنم بالموت، بل التأهيل للسماء بالتبرير بالقيامة. وهذا الانتصار مُمْتدّ المفعول ومن حق كل مؤمن أن يستمتع به.
.
 
قديم 16 - 12 - 2024, 12:54 PM   رقم المشاركة : ( 181138 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




بدأ التخطيط لهذه المعركة في الأزل، في مجلس اللاهوت (الآب والابن والروح القدس)، في غرفة عمليات المشورات الإلهية. وقد وقع الاختيار على أقنوم الابن ليقوم بهذه المهمة الصعبة، وهو قَبِلَ التكليف الأزلي بسرور (1بط1: 20؛ عب9: 14).

والمسيح هو ”رَجُلُ الْحَرْبِ“ (خر15: 3)؛ أي أنه هو المحارب الذي خاض هذه المعركة بمفرده. والخصم في هذه المعركة هو الشيطان الذي، عن طريق دخول الخطية إلى العالم، استعبد وعربد، وصال وجال، وأفسد كل شيء. فأمسى العالم في ظلمة أدبية حالكة، من جهل وعمى، أدَّت بالناس إلى القتل والدمار، والخزي والعار، وظل الإنسان المسكين يعاني مُدَّة أربعة آلاف سنة.
ولكن في خلال هذه الفترة كان هذا القائد العظيم والمحارب الشجاع يَشِنُّ حروبـًا على الشيطان، ولكنها كانت بما يشبه المناورات التي تسبق المعركة. لم تكن هذه المناورات تدريبية، حاشا! فرجل الحرب لا يحتاج أي تدريب، ولكِنَّها كانت تطمينية للإنسان، لكي يعرف أن معركة عظيمة عتيدة أن تحدث فتغير مجرى التاريخ ومصير البشرية.
 
قديم 16 - 12 - 2024, 12:56 PM   رقم المشاركة : ( 181139 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






والمسيح هو ”رَجُلُ الْحَرْبِ“ (خر15: 3)؛ ففي خروج 14 عندما أنقذ شعبه بذراع شديدة، وغرقت مركبات فرعون في بحر سوف، تغنّى موسى لهذا القائد العظيم ويخلع عليه لقبـًا يليق به: «الرَّبُّ رَجُلُ الْحَرْبِ. الرَّبُّ اسْمُهُ». وتوالت صور المناورات عبر التاريخ، نذكر منها - على سبيل المثال لا الحصر - معارك سفر يشوع التي انتصر فيها يشوع، ومعارك سفر القضاة التي انتصر فيها جدعون وباراق ويفتاح وشمشون، ومعارك سفر صموئيل وانتصارات داود الكثيرة وأشهرها انتصاره على جليات الجتي، ومعارك سفر الملوك وانتصارات حزقيا ويهوشافاط ... إلخ. كل هذه كانت إرهاصات لمعركة كبيرة يمكن أن تسمى ”معركة الحسم“.
 
قديم 16 - 12 - 2024, 12:57 PM   رقم المشاركة : ( 181140 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



لقد عين مجلس اللاهوت ساعة الصفر؛ ساعة بدء المعركة أو الضربة الأولى زمانـًا ومكانـًا. فلم يكن مكان المعركة هذه المرة عند بحر سوف (خر14)، أو نهر قيشون (قض4)، أو تلَّ مورة (قض7)،.. إلخ. فهذه كانت مواقع انتصارات أولية لهذا القائد العظيم، بل اُختير مكان المعركة هذه المرة في موضع الجلجثة، الذي تفسيره ”جمجمة“ أي الموت. وذلك لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس.
وبدقة متناهية تحدَّدت ساعة الصفر الساعة السادسة في منتصف يوم الجمعة، بعد أن يكون الخصم الشرس قد أفرغ كل ما في جعبتهِ من سهام، وما في جوفهِ من سموم؛ تارة عن طريق الأصدقاء من هروب وإنكار وخيانة، وتارة عن طريق الأعداء من سخرية وتعيير وإهانة. وهو يقفُ مزهوًا فخورًا، معتزًا جَسُورًا. يصول على ألسنة الحاقدين، مستهزئًا. ويجول على مشاعر المحبين، مُرعبـًا.

ومع دقات الساعة السادسة (الثانية عشر ظهرًا بتوقيتنا الحالي) حدث شيءٌ لم يتوقعه إنسان، شيءٌ ارتجف له الوجدان، وتشيب لهوله الولدان. ففي رابعة النهار صدرت الأوامر للشمس بأن تحجب نورها، فصارت ظلمة حالكة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة. وعندها صرخ يسوع بصوتٍ عظيمٍ «إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟». وقد سمع هذه الصرخة كل الواقفين في محيط الجلجثة. فما كان من غبائهم وجهلهم المُطبق إلا أنهم قالوا ««إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا» (مت27: 36، 47) ولم يعلم هؤلاء أن هذا المحارب الذي نزل ميدان المعركة، يتصل بالقيادة العليا، في غرفة عمليات مجلس اللاهوت.

لم يفهم أولئك المتواجدون في موضع الجلجثة معنى هذه العبارة. وقبلها كانت هناك صرخات تعلو عن المُعَدَّل الطبيعي لتردد الموجات الصوتية الذي تسمعه الأذن البشرية، فلم تستطع أذان الواقفين في محيط الجلجثة أن تسمعه. ولكن آذان الأنبياء السابقين، والتي كانت مجهَّزة بتقنيات عالية، استطاعت أن ترصد لنا بعضًا من تلك الصرخات بأجهزة النبوة المتطورة وسجَّلتها لنا؛ فمنهم من رصد عبارة: «عَلَيَّ اسْتَقَرَّ غَضَبُكَ، وَبِكُلِّ تَيَّارَاتِكَ ذَلَّلْتَنِي» (مز88: 7). ومنهم من التقط عبارة: «غَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا عِنْدَ صَوْتِ مَيَازِيبِكَ. كُلُّ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ طَمَتْ عَلَيَّ» (مز42: 7). وآخر التقط عبارة تقول: «يَبِسَتْ مِثْلَ شَقْفَةٍ قُوَّتِي، وَلَصِقَ لِسَانِي بِحَنَكِي، وَإِلَى تُرَابِ الْمَوْتِ تَضَعُنِي» (مز22: 15). ومنهم من رصد عبارة أتت من القيادة تقول: «اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اضْرِبِ الرَّاعِيَ» (زك13: 7).

إزاء هذا، إذ بالشيطان يقف خائفـًا مذعورًا بعد أن كان هائجـًا جسورًا، إذ كان لا يدري ماذا كان يحدث. ولم يستطع فك رموز تلك الشفرات، فوقف مرتجفـًا حائرًا، تُحيط به جموع قـوَّاده، وحشود قـَّواته، من رياسات وسلاطين وأجناد ومرؤوسين؛ رومان ويهود حاقدين. والكل لا يعرف ماذا؟! ولماذا؟! بل كل مَن كان هناك اصطكت ركبتاه، وانحلت خرز حقويه. فها هي الظلمة تغطي الأرض كلها، وكانت هناك أيضًا” زلزلة عظيمة“ - لو قيست بمقياس ريختر لسُجِّلت أعلى القراءات «الأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ» (مت27: 51). يا للهول! هل الكون بدأ يتفكك هل انحلَّت عناصره وتفككت قواعده. وهنا انهارت أسطورة العدو الذي لا يُقهر. فبدأ يولي الأدبار. لكن هيهات فأين يهرب؟ وإلى أين يذهب؟ وقبل أن يشرع في ذلك، إذ بالرب المُعَلَّق على الصليب، وبعد أن وفَّي حق العدالة الإلهية، من شراء وفداء، وبعد أن قال: «قَدْ أُكْمِلَ»، وبعد أن ارتدَّت كل سهام الأعداء إلى نحورهم، وسيوفهم إلى صدورهم، وخناجرهم إلى حناجرهم، وساد صمتٌ رهيب وخرست الألسنة المُتطاوِلة؛ إذ بالمُعَلّق على الصليب، والمُسَمَّر بالمسامير، والمصلوب من ضعفٍ، يُجرِّد الرياسات والسلاطين من كل رتبة وسلطان، ويشهرهم جهارًا أمام كل الأكوان، ظافرًا بهم في الصليب (كو2: 15).

وبعدها أسلم الروح ومات، ودُفِنَ في قبرٍ مستعار، والخصم قد ظن بأنه ظفر، إذ دُفِنَ الرب يسوع وخُتِمَ الحجر، وقبل أن يلتقط العدو أنفاسه، فوجئ ببزوغ فجر القيامة في اليوم الثالث. فكانت الهزيمة مضاعفة، والنصر أيضـًا مضاعفـًا؛ لقد مات المسيح على الصليب «أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا»، ولكنه «أُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا». فقد كانت نتيجة الانتصار ليس العفو من جهنم بالموت، بل التأهيل للسماء بالتبرير بالقيامة. وهذا الانتصار مُمْتدّ المفعول ومن حق كل مؤمن أن يستمتع به.
.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024