ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
15 - 12 - 2024, 12:48 PM | رقم المشاركة : ( 181081 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأَيَّام الأَخِيرَة «وَلكِنِ اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ، لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ، بِلاَ حُنُوٍّ، بِلاَ رِضًى، ثَالِبِينَ، عَدِيمِي النَّزَاهَةِ، شَرِسِينَ، غَيْرَ مُحِبِّينَ لِلصَّلاَحِ، خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ، مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ ِللهِ، لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. فَأَعْرِضْ عَنْ هؤُلاَءِ» (ظ¢كو ظ£: ظ،-ظ¥). يُبيّن الرسول بولس الطابع العام للأيام الأخيرة في كلمتين «أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ» أو أيام ”محفوفة بالمخاطر“. وجدير بنا أن نضع هذا التحذير باستمرار في فكرنا، لأنه ليس هناك أدنى شك أننا نعيش في ”الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ“ وأن الأخطار الروحية القاتلة تُحيط بنا من كل جانب. وفي هذه الآيات (ظ¢تي ظ£: ظ،-ظ¥)، ترتسم أمام عيوننا صفات الناس في الأيام الأخيرة. وتتجسد هذه الصفات في قائمة رهيبة تفوق القائمة في رومية ظ،: ظ¢ظ¨-ظ£ظ، التي تصف شرور العالم الوثني القديم. والشيء الخطير جدًا وراء القائمة الحالية في هذا الأصحاح هي أن كل هذه الشرور تتخفى وراء «صُورَةُ التَّقْوَى»، أي أن الأشخاص الذين وُصفوا بهذه الصفات مسيحيون حسب الظاهر والشكل، ولكنهم، بهذه الصفات ينكرون قوة المسيحية كُلية. ولنتأمل في بعض هذه الصفات: مَحَبَّة الْمَال «لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ» (ع ظ¢): إنّ احدى أبرز صفات الناس في الأيام الأخيرة هي محبة الذّات. كلّنا نحب أنفسنا، لكن الأنانية البغيضة هي المقصودة هنا. قد نقول إنّنا نُحبّ الله والناس، لكن أعمالنّا تشهد علينا وتُظهر أنّ محبتنا لذواتنا ورغبتنا في إرضائها مُستفحلة، وهكذا نعيش لأنفسنا فقط، محاولين ارضائها بشتى الوسائل. وفي محاولات الانسان ليرفع نفسه، لكي يستمر متربعًا على عرش الذات، نراه لا يتورع عن ازدراء الآخرين، بل قد يدوس غيره غير عابئٍ بأحدٍ، إلاّ بنفسه؟ النتيجة النهائية هي «مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا» (يو ظ،ظ¢: ظ¢ظ¥). تظهر محبة الذّات بوضوح في “مَحَبَّةَ الْمَالِ”؛ والمشكلة ليست في المال، وسيلة التعامل في البيع والشراء، بل في “مَحَبَّةَ الْمَالِ” التي هي “أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُور”، ومن يسير في رَكب هذه المحبّة الفاسدة، يَضلّ عن الإيمان والاتكال على الله، ويُسبِّب لنفسه ولغيره أوجاعًا كثيرة (ظ،تي ظ¦: ظ،ظ*). وضَّح الملك سليمان الغنيّ والحكيم، الفرق بين المال كبركة، وبين التعلّق المَرَضي به: «كُلُّ إِنْسَانٍ أَعْطَاهُ اللهُ غِنًى وَمَالاً وَسَلَّطَهُ عَلَيْهِ حَتَّى يَأْكُلَ مِنْهُ، وَيَأْخُذَ نَصِيبَهُ، وَيَفْرَحَ بِتَعَبِهِ، فَهذَا هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ» (جا ظ¥: ظ،ظ©)، ولكن «مَنْ يُحِبُّ الْفِضَّةَ لاَ يَشْبَعُ مِنَ الْفِضَّةِ، وَمَنْ يُحِبُّ الثَّرْوَةَ لاَ يَشْبَعُ مِنْ دَخْل» (جا ظ¥: ظ،ظ*). وفي السعي اللاهث نحو الغنى هناك نجاساتٍ كثيرة أيضًا، لأن «الْمُسْتَعْجِلُ إِلَى الْغِنَى لاَ يُبْرَأُ» (أم ظ¢ظ¨: ظ¢ظ*). وهذا النوع من الإدمان ليس للأغنياء فقط، فقد تكون فقيرًا أو متوسط الحال، لكن إن كنت تفكّر دائمًا بلهفة وتحلم بولعٍ بالمال، بل وتلهج به كل الوقت؛ أليست هذه هي العبودية بعينها؟ هل يجعل هذا كلّ شيء في نظرنا قابل للبيع؟ هل يشمل ذلك الضمير والأخلاق والقيم؟ إن كان الجواب نعم، فنحن غارقون في مستنقع “مَحَبَّة الْمَالِ”، والله وحده قادر أن ينقذنا منه. التَّعَظُّمَ والْكِبْرِيَاء «لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ» (ع ظ¢): إنّ ”مَحَبَّةَ الْمَالِ“ تجعل الناس مُتَعَظِّمِينَ مفتخرين بكثرة غناهم، يسعون لتحقيق كل ما تشتهيه نفوسهم. آه ... لو كان الإنسان يذكر دائمًا أنّ كل عطية صالحة وكل بركة هي من الله، لما كان للتعظُّم مكان! (يع ظ،: ظ،ظ§). لكن تذكّر العطية والتمتع بها، دونما تقدير للّه الذي أعطاها، تقود الإنسان إلى الافتخار بنفسه. بالطبع هناك الكثيرون من المُحسنين الأسخياء، وما أحوج مجتمعاتنا لمثل هؤلاء، لكن كثيرين منهم يبتغون الشهرة والتقدير والمكانة وليس العطاء البعيد عن الأنظار، أي العطاء لمجرد العطاء، الذي يمجّد الله ويخدم شعبه. إن المُتكبِّر يُعبِّر بالفكر والقول والعمل، أنه أفضل من الآخرين؛ ربّما بمركزه الاجتماعي، أو بوضعه الاقتصادي، وأحيانًا بِحَسَبِه ونَسَبِه، وربما بموهبة باركه الله بها، ويا للعجب! وبدل التواضع وشكر الله على عطاياه، ترى الكبرياء والانتفاخ يسودان على القلب بجملته. قمة السخرية هي أننا نعلم أن الكلّ سيزول أو يصبح قديمًا، وهناك ما سيفقد بريقه بمرور الزمن، فعلام الافتخار؟! لاحظ أنّ الكبرياء تقودنا للهجوم، بل والتعدّي على الآخرين، لكن الطامة الكبرى هي أن المتكبّر يُجدّف أيضًا على الله: «لأَنَّ الشِّرِّيرَ يَفْتَخِرُ بِشَهَوَاتِ نَفْسِهِ، وَالْخَاطِفُ يُجَدِّفُ. يُهِينُ الرَّبَّ. الشِّرِّيرُ حَسَبَ تَشَامُخِ أَنْفِهِ يَقُولُ: لاَ يُطَالِبُ. كُلُّ أَفْكَارِهِ أَنَّهُ لاَ إِلهَ» (مز ظ،ظ*: ظ£، ظ¤). إنه حضيض الفساد البشري، الذي ينكر فيه الإنسان وجود الله وسلطانه، بل ويحاول أن يظهر هو نفسه كإله، حالمًا بذلك الوهم الذي غرسه إبليس في ذهن أمّنا حواء قديمًا: «وَتَكُونَانِ كَاللهِ» (تك ظ£: ظ¥). ليت الله يلمس القلوب لمعرفته، وبهذه المعرفة الاختبارية يتحوّل التعظّم لانكسار حقيقي، والتكبّر لتواضع قلبي، والتجديف لشكرٍ دائمٍ لربّ الكلّ. أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ! «مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ» (ع ظ¢): هل تُصدّق أنّ من يتعالى، بل ويجدّف على الله، يُمكن أن يحترم ويطيع والديه بشكل صحيح؟ إنّ إكرام الوالدين هي الوصية الخامسة في الوصايا العشر، لكنّ الوصايا الأربع الأولى تتعلّق بعبادة الله ومهابته، لذلك فمن يتعدّى على الله ولا يعتبره، لا يمكنه أبدًا أن يُقدِّر والديه حقّ تقدير. اسمع الجاحدين يقولون لله: «ابْعُدْ عَنَّا، وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لاَ نُسَرُّ. مَنْ هُوَ الْقَدِيرُ حَتَّى نَعْبُدَهُ؟ وَمَاذَا نَنْتَفِعُ إِنِ الْتَمَسْنَاهُ؟» (أي ظ¢ظ،: ظ،ظ¤، ظ،ظ¥). إنّ عدم الخضوع لله يظهر بالتالي في عصيان الوالدين، وهكذا تقلّ هيبة وسلطة الوالدين كثيرًا ممّا يؤدّي إلى التفكك المستمر للعائلات، كما يُلاحظ في العقود الأخيرة. حاول أحبار اليهود المساومة على ذلك قديمًا بإنشاء تقليد يعفي الابن من مساعدة والديه المحتاجين، إن كان يُكرِّس ممتلكاته لله أو للهيكل، وقد شجب السيّد ذلك قائلاً لهم: «رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ!» (مر ظ§: ظ©-ظ،ظ£). أكثر من ذلك، إنّ من لا يُقدِّر والديه اللذين أنجباه وربّياه، فمن المؤكّد أنه لا يحترم ولا يشكر الآخرين أيضًا. كم نفتقد التقدير والشكر والعرفان بالجميل في هذه الأيام! وما أندر استخدام الكلمات الإنسانية الأساسية: شكرًا، من فضلك، لو سمحت ... وغيرها من الكلمات الدمثة. في أيام أخيرة وشريرة، ليتنا نضع في قلوبنا أن نُطيع والدينا في الرب، لأن هذا حق، بل كل ما نعمله بقول او فعل، فلنعمل الكل باسم الرب يسوع، شاكرين الله والاب به (أف ظ¦: ظ،، كو ظ£: ظ،ظ§). ألا نتمثل بسَيِّدنا المبارك الذي اتّسمت أيام جسده بالشكر؛ فنقدِّم له حياتنا كذبيحة شكر دائمة، نشكر الله على نسمة الحياة وعلى البركات اليومية من هواء ومأكل ومشرب. ليتنا نقدّر شخصه، وأعمال عنايته، فنتعلّم كيف نُقدِّر ونشكر الآخرين أيضًا. الْخِيَانَةُ «خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ» (ع ظ¤): صلّى عزرا واعترف وهو باكٍ، وصام، «يَنُوحُ بِسَبَبِ خِيَانَةِ أَهْلِ السَّبْيِ» (عز ظ،ظ*: ظ،، ظ¦). أمّا اليوم فالخيانة من السمات البارزة المُميّزة للأيام الأخيرة، فخيانة الأهل والناس صارت طبيعية. لقد فُقد الإحساس بشناعة غشّ الآخرين وخداعهم وتضليلهم لأجل مآرب شخصية خسيسة. وفي كل مكان نجد خيانة الأصدقاء والشركاء لأجل المصلحة الشخصية؛ لقد استشرت الخيانة في القلوب تعيث فسادًا بشراسة وبلا رادع. وحتى الخيانة الزوجية صارت تُسمّى بمسمّيات أخرى، وتُعطى ألف مبرّر لإراحة الضمير، لكن عبثًا؛ إنها تَعدٍّ على الله الذي شرَّع الزواج، وكذلك خيانة لشريك الحياة الذي ارتبطتَ به بعهد دائم أمام الله والناس. والخائنون لا يهتمون بالآخرين، ويعيشون بلا انضباط، فهم يتكلمون ويتصرّفون كما يريدون، وهكذا نجد الصفة التالية هي الاقتحام أي التعدّي. في أيامنا هذه، قد يسمّي البعض الاقتحام انتهازًا للفرص، ريادة أو طلائعية، لكن عندما يكون ذلك انفلاتًا ودوسًا على الآخرين والقيم والمبادئ، فهو اقتحام وتعدٍ لا أقل. بعدها نصل إلى الغرور، فبعد أن ابتدأ الإنسان بمحبة الذات والمال متعظّمًا (ظ¢تي ظ£: ظ¢)، فإنه يصل بسهولة وسرعة إلى هاوية الغرور والكبرياء. إنها “الأنا” المتربّعة على عرش الحياة بلا مساومة، وكأن الإنسان لا يرى إلاّ نفسه. عبثًا قد يقول ذلك الشخص أنه يهتم بالله أو بالآخرين، فالعالم في نظره صار يدور حوله وحوله وحده. والمثال الأشرس هو الشيطان الذي أراد أن يصعد الى السماوات ويرفع كرسيّه... ويصير مثل العلي (إش ظ،ظ¤: ظ،ظ£، ظ،ظ¤). انه رائد مدرسة العجرفة والمباهاة والرغبة في الامتلاك. أرجوك، لا تكن من أتباع هذه المدرسة، وتربط مصيرك بمصير الشيطان المحتوم، وهي النار الأبدية المعدّة أصلاً لإبليس وملائكته (مت ظ¢ظ¥: ظ¤ظ،). بالأحرى إنه وقتٌ للرجوع الحقيقي إلى الله؛ إنه وقت التوبة، وباب التوبة مفتوح الى الآن. مَحَبَّة اللَّذَّات «مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ ِللهِ، لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا» (ع ظ¤، ظ¥) في منحدر رهيب نحو الهلاك، تلمع مفارقة مصيرية، فإما محبة الله أو مَحَبَّة اللَّذَّات. بكلمات أخرى، إن لم تكن محبة الله فوق كلّ محبة، فإنّ مَحَبَّة اللَّذَّات ستحتل مركز الصدارة وتقود الشخص في طريق المُتع الحسيّة والملذّات الوقتية التي تدمّره ومَن حوله. اسمع هذا التشبيه لإنسان سقط في خطية الزنى «ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ، كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ ... كَطَيْرٍ يُسْرِعُ إِلَى الْفَخِّ وَلاَ يَدْرِي أَنَّهُ لِنَفْسِهِ» (أم ظ§: ظ¢ظ¢، ظ¢ظ£). والمحزن أنه بينما يقول الله: «لَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ» (أم ظ¨: ظ£ظ،)، فان بني آدم يبحثون عن اللَّذَّات بعيدًا عنه، ساعين وراء المسرّات النجسة المحرّمة والتمتّع الوقتي بالخطية. إنّ واحدة من سمات الأيام الأخيرة هي التديّن الظاهري وهو أخطر ما يمكن أن يحدث في حياة إنسان. إنه “قناع” يُظهرنا بمظهر خارجي مُلفت للآخرين، لكنه يخفي حقيقتنا في الداخل! يمكن للإنسان بالطبع أن يخدع كثيرين، ولكن الله هو العالم بداخل الإنسان وخارجه، ولا يمكننا خداعه. قناع القداسة الوهمية والتديّن الخارجي هو ما نتكلَّم عنه، إنه مظهر زائف خالٍ تمامًا من القوة الروحية، بكلمات أخرى “صُورَةُ التَّقْوَى بِلا قُوَّة”. يا له من قناع مُقنع جدًا يُعطي غطاءً مثاليًا لعمل الشر! هكذا يعيش كثير من الناس حياة الرياء والازدواجية، فيحيون في الخطية وفي الوقت ذاته ينادون باسم الله، دون أن يعرفوه معرفة حقيقية اختبارية. أرجوكم أن تتحذروا من هذه الحياة التي تنافي المخافة وتناقض التقوى لدى الله (أي ظ،ظ¥: ظ¤). يظنّ البعض أنّ “التَّقْوَى تِجَارَة”؛ «أَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هذَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ وَالْوَدَاعَةَ» (ظ،تي ظ¦: ظ¥-ظ،ظ،). |
||||
15 - 12 - 2024, 12:55 PM | رقم المشاركة : ( 181082 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مَحَبَّة الْمَال «لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ» (ع ظ¢): إنّ احدى أبرز صفات الناس في الأيام الأخيرة هي محبة الذّات. كلّنا نحب أنفسنا، لكن الأنانية البغيضة هي المقصودة هنا. قد نقول إنّنا نُحبّ الله والناس، لكن أعمالنّا تشهد علينا وتُظهر أنّ محبتنا لذواتنا ورغبتنا في إرضائها مُستفحلة، وهكذا نعيش لأنفسنا فقط، محاولين ارضائها بشتى الوسائل. وفي محاولات الانسان ليرفع نفسه، لكي يستمر متربعًا على عرش الذات، نراه لا يتورع عن ازدراء الآخرين، بل قد يدوس غيره غير عابئٍ بأحدٍ، إلاّ بنفسه؟ النتيجة النهائية هي «مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا» (يو ظ،ظ¢: ظ¢ظ¥). تظهر محبة الذّات بوضوح في “مَحَبَّةَ الْمَالِ”؛ والمشكلة ليست في المال، وسيلة التعامل في البيع والشراء، بل في “مَحَبَّةَ الْمَالِ” التي هي “أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُور”، ومن يسير في رَكب هذه المحبّة الفاسدة، يَضلّ عن الإيمان والاتكال على الله، ويُسبِّب لنفسه ولغيره أوجاعًا كثيرة (ظ،تي ظ¦: ظ،ظ*). وضَّح الملك سليمان الغنيّ والحكيم، الفرق بين المال كبركة، وبين التعلّق المَرَضي به: «كُلُّ إِنْسَانٍ أَعْطَاهُ اللهُ غِنًى وَمَالاً وَسَلَّطَهُ عَلَيْهِ حَتَّى يَأْكُلَ مِنْهُ، وَيَأْخُذَ نَصِيبَهُ، وَيَفْرَحَ بِتَعَبِهِ، فَهذَا هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ» (جا ظ¥: ظ،ظ©)، ولكن «مَنْ يُحِبُّ الْفِضَّةَ لاَ يَشْبَعُ مِنَ الْفِضَّةِ، وَمَنْ يُحِبُّ الثَّرْوَةَ لاَ يَشْبَعُ مِنْ دَخْل» (جا ظ¥: ظ،ظ*). وفي السعي اللاهث نحو الغنى هناك نجاساتٍ كثيرة أيضًا، لأن «الْمُسْتَعْجِلُ إِلَى الْغِنَى لاَ يُبْرَأُ» (أم ظ¢ظ¨: ظ¢ظ*). وهذا النوع من الإدمان ليس للأغنياء فقط، فقد تكون فقيرًا أو متوسط الحال، لكن إن كنت تفكّر دائمًا بلهفة وتحلم بولعٍ بالمال، بل وتلهج به كل الوقت؛ أليست هذه هي العبودية بعينها؟ هل يجعل هذا كلّ شيء في نظرنا قابل للبيع؟ هل يشمل ذلك الضمير والأخلاق والقيم؟ إن كان الجواب نعم، فنحن غارقون في مستنقع “مَحَبَّة الْمَالِ”، والله وحده قادر أن ينقذنا منه. |
||||
15 - 12 - 2024, 12:57 PM | رقم المشاركة : ( 181083 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التَّعَظُّمَ والْكِبْرِيَاء «لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ» (ع ظ¢): إنّ ”مَحَبَّةَ الْمَالِ“ تجعل الناس مُتَعَظِّمِينَ مفتخرين بكثرة غناهم، يسعون لتحقيق كل ما تشتهيه نفوسهم. آه ... لو كان الإنسان يذكر دائمًا أنّ كل عطية صالحة وكل بركة هي من الله، لما كان للتعظُّم مكان! (يع ظ،: ظ،ظ§). لكن تذكّر العطية والتمتع بها، دونما تقدير للّه الذي أعطاها، تقود الإنسان إلى الافتخار بنفسه. بالطبع هناك الكثيرون من المُحسنين الأسخياء، وما أحوج مجتمعاتنا لمثل هؤلاء، لكن كثيرين منهم يبتغون الشهرة والتقدير والمكانة وليس العطاء البعيد عن الأنظار، أي العطاء لمجرد العطاء، الذي يمجّد الله ويخدم شعبه. إن المُتكبِّر يُعبِّر بالفكر والقول والعمل، أنه أفضل من الآخرين؛ ربّما بمركزه الاجتماعي، أو بوضعه الاقتصادي، وأحيانًا بِحَسَبِه ونَسَبِه، وربما بموهبة باركه الله بها، ويا للعجب! وبدل التواضع وشكر الله على عطاياه، ترى الكبرياء والانتفاخ يسودان على القلب بجملته. قمة السخرية هي أننا نعلم أن الكلّ سيزول أو يصبح قديمًا، وهناك ما سيفقد بريقه بمرور الزمن، فعلام الافتخار؟! لاحظ أنّ الكبرياء تقودنا للهجوم، بل والتعدّي على الآخرين، لكن الطامة الكبرى هي أن المتكبّر يُجدّف أيضًا على الله: «لأَنَّ الشِّرِّيرَ يَفْتَخِرُ بِشَهَوَاتِ نَفْسِهِ، وَالْخَاطِفُ يُجَدِّفُ. يُهِينُ الرَّبَّ. الشِّرِّيرُ حَسَبَ تَشَامُخِ أَنْفِهِ يَقُولُ: لاَ يُطَالِبُ. كُلُّ أَفْكَارِهِ أَنَّهُ لاَ إِلهَ» (مز ظ،ظ*: ظ£، ظ¤). إنه حضيض الفساد البشري، الذي ينكر فيه الإنسان وجود الله وسلطانه، بل ويحاول أن يظهر هو نفسه كإله، حالمًا بذلك الوهم الذي غرسه إبليس في ذهن أمّنا حواء قديمًا: «وَتَكُونَانِ كَاللهِ» (تك ظ£: ظ¥). ليت الله يلمس القلوب لمعرفته، وبهذه المعرفة الاختبارية يتحوّل التعظّم لانكسار حقيقي، والتكبّر لتواضع قلبي، والتجديف لشكرٍ دائمٍ لربّ الكلّ. |
||||
15 - 12 - 2024, 12:59 PM | رقم المشاركة : ( 181084 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ! «مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ» (ع ظ¢): هل تُصدّق أنّ من يتعالى، بل ويجدّف على الله، يُمكن أن يحترم ويطيع والديه بشكل صحيح؟ إنّ إكرام الوالدين هي الوصية الخامسة في الوصايا العشر، لكنّ الوصايا الأربع الأولى تتعلّق بعبادة الله ومهابته، لذلك فمن يتعدّى على الله ولا يعتبره، لا يمكنه أبدًا أن يُقدِّر والديه حقّ تقدير. اسمع الجاحدين يقولون لله: «ابْعُدْ عَنَّا، وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لاَ نُسَرُّ. مَنْ هُوَ الْقَدِيرُ حَتَّى نَعْبُدَهُ؟ وَمَاذَا نَنْتَفِعُ إِنِ الْتَمَسْنَاهُ؟» (أي ظ¢ظ،: ظ،ظ¤، ظ،ظ¥). إنّ عدم الخضوع لله يظهر بالتالي في عصيان الوالدين، وهكذا تقلّ هيبة وسلطة الوالدين كثيرًا ممّا يؤدّي إلى التفكك المستمر للعائلات، كما يُلاحظ في العقود الأخيرة. حاول أحبار اليهود المساومة على ذلك قديمًا بإنشاء تقليد يعفي الابن من مساعدة والديه المحتاجين، إن كان يُكرِّس ممتلكاته لله أو للهيكل، وقد شجب السيّد ذلك قائلاً لهم: «رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ!» (مر ظ§: ظ©-ظ،ظ£). أكثر من ذلك، إنّ من لا يُقدِّر والديه اللذين أنجباه وربّياه، فمن المؤكّد أنه لا يحترم ولا يشكر الآخرين أيضًا. كم نفتقد التقدير والشكر والعرفان بالجميل في هذه الأيام! وما أندر استخدام الكلمات الإنسانية الأساسية: شكرًا، من فضلك، لو سمحت ... وغيرها من الكلمات الدمثة. في أيام أخيرة وشريرة، ليتنا نضع في قلوبنا أن نُطيع والدينا في الرب، لأن هذا حق، بل كل ما نعمله بقول او فعل، فلنعمل الكل باسم الرب يسوع، شاكرين الله والاب به (أف ظ¦: ظ،، كو ظ£: ظ،ظ§). ألا نتمثل بسَيِّدنا المبارك الذي اتّسمت أيام جسده بالشكر؛ فنقدِّم له حياتنا كذبيحة شكر دائمة، نشكر الله على نسمة الحياة وعلى البركات اليومية من هواء ومأكل ومشرب. ليتنا نقدّر شخصه، وأعمال عنايته، فنتعلّم كيف نُقدِّر ونشكر الآخرين أيضًا. |
||||
15 - 12 - 2024, 12:59 PM | رقم المشاركة : ( 181085 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الْخِيَانَةُ «خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ» (ع ظ¤): صلّى عزرا واعترف وهو باكٍ، وصام، «يَنُوحُ بِسَبَبِ خِيَانَةِ أَهْلِ السَّبْيِ» (عز ظ،ظ*: ظ،، ظ¦). أمّا اليوم فالخيانة من السمات البارزة المُميّزة للأيام الأخيرة، فخيانة الأهل والناس صارت طبيعية. لقد فُقد الإحساس بشناعة غشّ الآخرين وخداعهم وتضليلهم لأجل مآرب شخصية خسيسة. وفي كل مكان نجد خيانة الأصدقاء والشركاء لأجل المصلحة الشخصية؛ لقد استشرت الخيانة في القلوب تعيث فسادًا بشراسة وبلا رادع. وحتى الخيانة الزوجية صارت تُسمّى بمسمّيات أخرى، وتُعطى ألف مبرّر لإراحة الضمير، لكن عبثًا؛ إنها تَعدٍّ على الله الذي شرَّع الزواج، وكذلك خيانة لشريك الحياة الذي ارتبطتَ به بعهد دائم أمام الله والناس. والخائنون لا يهتمون بالآخرين، ويعيشون بلا انضباط، فهم يتكلمون ويتصرّفون كما يريدون، وهكذا نجد الصفة التالية هي الاقتحام أي التعدّي. في أيامنا هذه، قد يسمّي البعض الاقتحام انتهازًا للفرص، ريادة أو طلائعية، لكن عندما يكون ذلك انفلاتًا ودوسًا على الآخرين والقيم والمبادئ، فهو اقتحام وتعدٍ لا أقل. بعدها نصل إلى الغرور، فبعد أن ابتدأ الإنسان بمحبة الذات والمال متعظّمًا (ظ¢تي ظ£: ظ¢)، فإنه يصل بسهولة وسرعة إلى هاوية الغرور والكبرياء. إنها “الأنا” المتربّعة على عرش الحياة بلا مساومة، وكأن الإنسان لا يرى إلاّ نفسه. عبثًا قد يقول ذلك الشخص أنه يهتم بالله أو بالآخرين، فالعالم في نظره صار يدور حوله وحوله وحده. والمثال الأشرس هو الشيطان الذي أراد أن يصعد الى السماوات ويرفع كرسيّه... ويصير مثل العلي (إش ظ،ظ¤: ظ،ظ£، ظ،ظ¤). انه رائد مدرسة العجرفة والمباهاة والرغبة في الامتلاك. أرجوك، لا تكن من أتباع هذه المدرسة، وتربط مصيرك بمصير الشيطان المحتوم، وهي النار الأبدية المعدّة أصلاً لإبليس وملائكته (مت ظ¢ظ¥: ظ¤ظ،). بالأحرى إنه وقتٌ للرجوع الحقيقي إلى الله؛ إنه وقت التوبة، وباب التوبة مفتوح الى الآن. |
||||
15 - 12 - 2024, 01:00 PM | رقم المشاركة : ( 181086 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مَحَبَّة اللَّذَّات «مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ ِللهِ، لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا» (ع ظ¤، ظ¥) في منحدر رهيب نحو الهلاك، تلمع مفارقة مصيرية، فإما محبة الله أو مَحَبَّة اللَّذَّات. بكلمات أخرى، إن لم تكن محبة الله فوق كلّ محبة، فإنّ مَحَبَّة اللَّذَّات ستحتل مركز الصدارة وتقود الشخص في طريق المُتع الحسيّة والملذّات الوقتية التي تدمّره ومَن حوله. اسمع هذا التشبيه لإنسان سقط في خطية الزنى «ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ، كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ ... كَطَيْرٍ يُسْرِعُ إِلَى الْفَخِّ وَلاَ يَدْرِي أَنَّهُ لِنَفْسِهِ» (أم ظ§: ظ¢ظ¢، ظ¢ظ£). والمحزن أنه بينما يقول الله: «لَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ» (أم ظ¨: ظ£ظ،)، فان بني آدم يبحثون عن اللَّذَّات بعيدًا عنه، ساعين وراء المسرّات النجسة المحرّمة والتمتّع الوقتي بالخطية. إنّ واحدة من سمات الأيام الأخيرة هي التديّن الظاهري وهو أخطر ما يمكن أن يحدث في حياة إنسان. إنه “قناع” يُظهرنا بمظهر خارجي مُلفت للآخرين، لكنه يخفي حقيقتنا في الداخل! يمكن للإنسان بالطبع أن يخدع كثيرين، ولكن الله هو العالم بداخل الإنسان وخارجه، ولا يمكننا خداعه. قناع القداسة الوهمية والتديّن الخارجي هو ما نتكلَّم عنه، إنه مظهر زائف خالٍ تمامًا من القوة الروحية، بكلمات أخرى “صُورَةُ التَّقْوَى بِلا قُوَّة”. يا له من قناع مُقنع جدًا يُعطي غطاءً مثاليًا لعمل الشر! هكذا يعيش كثير من الناس حياة الرياء والازدواجية، فيحيون في الخطية وفي الوقت ذاته ينادون باسم الله، دون أن يعرفوه معرفة حقيقية اختبارية. أرجوكم أن تتحذروا من هذه الحياة التي تنافي المخافة وتناقض التقوى لدى الله (أي ظ،ظ¥: ظ¤). يظنّ البعض أنّ “التَّقْوَى تِجَارَة”؛ «أَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هذَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ وَالْوَدَاعَةَ» (ظ،تي ظ¦: ظ¥-ظ،ظ،). |
||||
15 - 12 - 2024, 01:11 PM | رقم المشاركة : ( 181087 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يعقوب والزوجتان (تك ظ¢ظ©: ظ£-ظ£ظ*: ظ¢ظ¤) اعتاد أحد أساتذتي الأفاضل، الدكتور بروس والتكي، مقارنة إسحاق بيعقوب من خلال تشبيه إسحاق بتسرب بطيء، بينما كان يعقوب انفجارًا. هذا ليس سيئًا، كما أنه ليس بعيدًا عن الحقيقة. إن قصة زواج يعقوب وحياته العائلية تفتقد الكثير مما هو مرغوب فيه. القصة التي تُروى هنا، هي قصة منافسة بين امرأتين وجاريتهما، مما يؤدي إلى نقل يعقوب من غرفة نوم إلى غرفة نوم، ومن خيمة إلى خيمة. وتتناول المسلسلات الحديثة نوعًا مشابهًا جدًا من الحبكات. ومع ذلك، فإن الله لا يهدف إلى تشجيعنا على التفكير في أفكار خاطئة أو ارتكاب أعمال غير مشروعة، بل تنقية أعمالنا، والعيش بالبر أمامه. لنتذكر أن يعقوب كان يعيش في هذا الوقت خارج أرض الموعد. في حين أن الله قد وعده بمعيته وحمايته ورعايته، إلا أنه كان يعمل أيضًا في حياة يعقوب لتطهير العديد من الأمور الخاطئة التي ميزته في الماضي. وبالتالي، بينما كان الله مع يعقوب، فإن كل شيء لم يَسِر على ما يرام معه في هذه الأيام. فالعديد من عواقب خطاياه السابقة تلاحقه. اختياره لراحيل لأسباب جسدية في المقام الأول، وإصراره على الحصول عليها، حتى بعد أن تزوج لَيْئَة، أدى إلى حياة منزلية وعائلية مؤلمة للغاية. بينما نقترب من هذا المقطع، دعونا ندرك حقيقة أن موسى لم يرتب الأحداث ترتيبًا زمنيًا، بل موضوعيًا. من خلال القليل من الحسابات البسيطة، يمكننا أن نميز بسرعة أن الكثير من الأطفال وُلِدوا واحدًا تلو الآخر. يجب أن يكون هناك بعض التداخل في المواليد. من خلال ترتيب الولادات كما فعل، يُمكننا موسى من الشعور بشكل أكثر كثافة بالانقسام والمنافسة بين لَيْئَة وراحيل. ونحن نقرأ هذه الآيات مثل شخص يشاهد مباراة تنس، ننظر أولا إلى أحد المتسابقين، ثم إلى الآخر، وهكذا. هذه هي الطريقة التي كتبت بها هذه الرواية حتى نتمكن من التعرف على هاتين المرأتين ، وكلتاهما تُريدان بشدة أن تتأكدا من حب يعقوب وعاطفته. من الواضح أنه في تاريخ الولادات، يسود ترتيبها وفقًا للأمهات على الترتيب الزمني؛ فالمقطع «فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِيَعْقُوبَ، غَارَتْ رَاحِيلُ مِنْ أُخْتِهَا» (ع ظ،)، يُذكَر بعد أن قيل إن لَيْئَة أنجبت أربعة أبناء، فهل لم تدرك راحيل مشكلة عقمها إلا بعد ولادة لَيْئَة لطفلها الرابع؟ لَيْئَة تتوق للحب (تك ظ¢ظ©: ظ£ظ،-ظ£ظ¥) في سنواتها الأولى من تربية الأطفال نجد لَيْئَة في ذروة حياتها الروحية. فتدخُّل الله المُحب في حياتها واضح لها، وهي تعترف به بامتنان. ولكن من المستحيل أيضًا تجنب ملاحظة ما يبدو أنه انحراف في حياة لَيْئَة الروحية منذ وقت ولادة ابنها الخامس (تك ظ£ظ*: ظ،ظ§-ظ¢ظ،). ففيما يتعلق بالأربعة الأوائل، كانت تنظر إلى يد الرب بالتأكيد، ولكن الآن لم تعد هناك أي إشارة إلى اسم إله العهد يهوه (الرب)، وتشير تعبيراتها إلى ما هو شخصي بحت تقريبًا وحتى أناني، حيث يُولد لها ولدان وابنة. «وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ فَفَتَحَ رَحِمَهَا، وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ عَاقِرًا. فَحَبِلَتْ لَيْئَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ رَأُوبَيْنَ، لأَنَّهَا قَالَتْ: إِنَّ الرَّبَّ قَدْ نَظَرَ إِلَى مَذَلَّتِي. إِنَّهُ الآنَ يُحِبُّنِي رَجُلِي» (تك ظ¢ظ©: ظ£ظ،، ظ£ظ¢). يا له من مأزق مثير للشفقة للَيْئَة المتزوجة من رجل لم يرِدها أبدًا زوجة، ويرفض منحها الحب الذي تحتاجه بشدة. ومد إله التعويضات يده بمحبة إلى لَيْئَةَ بإعطائها ابنًا مرغوبًا فيه؛ رَأُوبَيْنَ الذي معنى اسمه ”هوذا ابن“. كان فرحًا عظيمًا أن تتمكن لَيْئَة من تُنجب ليعقوب طفلاً ذكرًا ليُصبح وريثه. أشعل هذا الطفل أمل لَيْئَةَ في أن يحبها يعقوب، الذي كان حبه لراحيل قويًا لدرجة أنه بالكاد اعترف بوجود لَيْئَةَ. ولربما كان عقم راحيل - على الأقل – هو الذي قاد يعقوب إلى خيمة لَيْئَة ليُنجب لنفسه أبناء. الأمر المعزي حقًا أنه لا شيء إلا ويقع تحت بصر الله، فيقول الوحي «وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ فَفَتَحَ رَحِمَهَا». إن إلهنا هو إله التعويض، وهو لا يغلق بابًا إلا ويفتح أبوابًا. وهو ما حدث مع لَيْئَةَ، فلقد عوضها الله بوفرة فأعطاها سبعة أولاد: ستة من البنين وبنتًا. مع أن الرب في عطفه نظر إلى مذلة تلك ”المكروهة“ نسبيًا غير أن يعقوب لم يتأثر بولادة ”رأوبين“ البكر، بل ظل كما يبدو متأثرًا بالظلم الذي أوقعه عليه لابان حين أعطاه لَيْئَةَ بدلاً من راحيل؛ وذلك أننا نفهم من قول لَيْئَةَ ـ بعد ولادة رأوبين: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ نَظَرَ إِلَى مَذَلَّتِي. إِنَّهُ الآنَ يُحِبُّنِي رَجُلِي» الرب قد سمع أني مكروهة فأعطاني هذا أيضًا» أعني أن يعقوب بقي على كراهته، ـلتلك المرأة المسكينة؛ متأثرًا بخديعة لابان، ومن هنا أعطاها الرب ولدًا آخر. ولكن لم تتحقق آمال لَيْئَة في جزء صغير من عواطف ومحبة يعقوب، كما يتضح من ردها على ولادة ابنها الثاني: «وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا، وَقَالَتْ: إِنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ أَنِّي مَكْرُوهَةٌ فَأَعْطَانِي هذَا أَيْضًا. فَدَعَتِ اسْمَهُ شِمْعُونَ» (تك ظ¢ظ©: ظ£ظ£). لم تجد لَيْئَة أي تغيير في مواقف يعقوب أو أفعاله تجاهها، ولذلك عندما وُلد الابن الثاني اعترفت بالطفل باعتباره استجابة حنونة، لإله محب، يعرف أفكار قلبها، ودعت الابن ”شمعون“ الذي معناه ”استماع“، شهادة على وعي لَيْئَة بنعمة إلهها. ومع ولادة ابنها الثالث، انتعشت مرة أخرى آمال لَيْئَة في حنان يعقوب وعاطفته: «وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا، وَقَالَتِ: الآنَ هذِهِ الْمَرَّةَ يَقْتَرِنُ بِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ ثَلاَثَةَ بَنِينَ. لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ: لاَوِيَ» (تك ظ¢ظ©: ظ£ظ¤). لقد تغير شيئان منذ ولادة رأوبين بكر يعقوب: أولاً: أنجبت لَيْئَة حتى الآن ثلاثة أبناء ليعقوب، وليس ابنًا واحدًا فقط. إن مجرد عدد الأطفال الذين أنجبتهم كان يجب أن يُثير إعجاب يعقوب بقيمتها بالنسبة له، خاصة وأن راحيل لم تنجب له أولادًا. ثانيًا: أصبحت آمال لَيْئَة أكثر واقعية. لم تعد تطمح إلى المستوى العالي من الحب الذي كان لدى يعقوب لراحيل، ولكن فقط للارتباط الذي يجب أن يكون لدى أي رجل لزوجة مثمرة للغاية. إذا فهمت كلماتها بشكل صحيح، فإن الارتباط الذي تريده لَيْئَة ليس هو العاطفة، بل الالتزام. كيف لا يشعر يعقوب باللطف تجاهها بسبب هؤلاء الأبناء الذين أعطتهم له؟ في حين أن الأبناء الثلاثة لم يفعلوا شيئًا يُذكر لتغيير قلب يعقوب، كانت ولادة الرابع مناسبة لتعبير لَيْئَة الأكثر ورعًا عن التسبيح والشكر تجاه الله الذي سمع صلواتها: «وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا وَقَالَتْ: هذِهِ الْمَرَّةَ أَحْمَدُ الرَّبَّ. لِذلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ: يَهُوذَا. ثُمَّ تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلاَدَةِ» (تك ظ¢ظ©: ظ£ظ¥). سابقًا، كانت لَيْئَة ممتنة لله من أجل الأطفال الذين أعطاهم لها، ولكن كان في مقدمة أفكارها تأثير ذلك على يعقوب. لقد كانت تسعى إلى حبه باستماتة. كانت ذروة تقوى لَيْئَة هي تلك النقطة التي أدركت فيها أن كونها محبوبة ومُقادة من الله، فهذا أعظم بكثير من أن يحبها أي إنسان. في حين أن محبة يعقوب كانت لا تزال شيئًا تُريده بشدة، إلا أنها كانت راضية عن محبة الله الغنية. ففي الرب كانت مُباركة بغنى. وهكذا فلها الآن أن تحمده وتُسبحه وتمدحه. وهكذا كان الاسم الذي أعطته لابنها الرابع: ”يهوذا“، الذي يعني ”حمد“ أو “تسبيح“. وهكذا على التوالي امتلأ البيت بالأولاد، حتى انتهت المرحلة الأولى بيهوذا، سبب ”الحمد“ فإنه من سبط يهوذا بحسب الجسد طلع ربنا، المسيح ”الكائن على الكل، الله المبارك إلى الأبد“. غيرة راحيل من لَيْئَة (تك ظ£ظ*: ظ،-ظ¨) كان تسبيح الله سهلاً على لَيْئَة مع أربعة أبناء إلى جانبها. ولكن رؤية بركة أختها أثارت الغيرة في راحيل: «فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِيَعْقُوبَ، غَارَتْ رَاحِيلُ مِنْ أُخْتِهَا، وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: هَبْ لِي بَنِينَ، وَإِلاَّ فَأَنَا أَمُوتُ! فَحَمِيَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ: أَلَعَلِّي مَكَانَ اللهِ الَّذِي مَنَعَ عَنْكِ ثَمْرَةَ الْبَطْنِ؟» (تك ظ£ظ*: ظ،، ظ¢). وبالرغم من كل هذا لم يتجاوب يعقوب، ولا راحيل، من الموقف بطريقة يمكن تسميتها روحية أو تقوية. لقد شعرت راحيل بالغيرة الشديدة من أختها، وبدلاً من الاعتراف أن عقمها هو من الرب، ذهبت لتطالب يعقوب أن يهبها بنين. لقد سعت إلى تحويل اللوم إلى يعقوب. أصرت على أن كل ذلك كان خطأه. لقد عملت الذات في راحيل فأعمت عينيها عن حقيقة الجو العاطفي الذي كانت تعيش فيه لَيْئَة أختها. فقد كانت هذه الأخت المسكينة بحاجة إلى تعاطف يعقوب، إلى محبة قلبه بوصفه رجلها؛ الأمر الذي من أجله طيَب الرب خاطرها وأعطاها أولادًا؛ واحدًا بعد الآخر حتى انتهى بها الأمر إلى الحمد. فلو أن راحيل تعاطفت مع أختها، لما غارت منها، ولما أظهرت تلك الصفة الدنيئة التي لا تطيق الآخرين، حتى ولو كانت أختًا. ومن هنا فقد اندفعت تلوم زوجها كأنه هو السبب في عقمها! فلا عجب إن كنا نراه ينكر عليها ذلك الاندفاع بقوله «أَلَعَلِّي مَكَانَ اللهِ الَّذِي مَنَعَ عَنْكِ ثَمْرَةَ الْبَطْنِ؟»، غير أنه وافق على اقتراح زوجته راحيل فأخذ بِلْهَةُ، ليحصل على نسل من جارية! كما سبق وفعلت سارة؛ ولكن ما أعظم الفرق بين سارة وراحيل من ناحية وبين حَنَّة التي كانت في أقسى المعاناة بسبب إغاظة فَنِنَّةُ! فإن حَنَّة لم تنفجر في وجه ألقانة رجلها، وإنما انفجرت بالبكاء والصلاة والنذر أمام الرب الذي سمع صلاتها. استاء يعقوب من طلب راحيل، وبالطبع كان مُحقًا في منطق ما قاله. كان الله هو الذي منع راحيل من إنجاب الأطفال. لم يكن يعقوب قادرًا على نقض يد الله وتغيير قصده. ومع ذلك، فإن موقف يعقوب مشكوك فيه. لأن رده الساخن يبدو بعيدًا كل البعد عن الغضب الصالح الحقيقي. أعتقد أنه كان أكثر من مجرد غضب مُقدَّس؛ وكأنه يقول لها: ” راحيل، لا تلوميني على عقمك، لومي الله“. طعن طلبها بشده رجولة يعقوب وغروره الذكوري، لذلك رد يعقوب بنفس الشراسة. وحقيقة أنه استخدم لغة روحية، واستخدم الله لتوبيخها، لا يعني أن روحه كانت على حق فيما فعله، وفيما قاله. وما أكثر ما نستخدم كلمات تقوية بنبرة غير ذلك. مثل راحيل، كانت رفقة عاقرًا، لكن استجابة إسحاق كانت مختلفة تمامًا عن استجابة يعقوب «وَصَلَّى إِسْحَاقُ إِلَى الرَّبِّ لأَجْلِ امْرَأَتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَاقِرًا، فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ، فَحَبِلَتْ رِفْقَةُ امْرَأَتُهُ» (تك ظ¢ظ¥: ظ¢ظ،). ولكن لا يوجد ذكر مثل هذه الصلاة هنا، ولا يقال لنا أن الله استجاب لصلوات يعقوب. يُقال لنا فقط أن الله سمع طلبات الزوجات (تك ظ£ظ*: ظ،ظ§، ظ¢ظ¢). ولقد أعطى أَلْقَانَةُ حَنَّة معاملة خاصة وحنانًا بسبب عدم قدرتها على الإنجاب (ظ،صم ظ،: ظ¥، ظ¨)، ولكن لا يوجد مثل هذا اللطف ليميز يعقوب هنا. بينما يقال لنا إن يعقوب كان يحب راحيل «وَأَحَبَّ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ، فَقَالَ: أَخْدِمُكَ سَبْعَ سِنِينٍ بِرَاحِيلَ ابْنَتِكَ الصُّغْرَى ... فَخَدَمَ يَعْقُوبُ بِرَاحِيلَ سَبْعَ سِنِينٍ، وَكَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا ... فَدَخَلَ عَلَى رَاحِيلَ أَيْضًا، وَأَحَبَّ أَيْضًا رَاحِيلَ أَكْثَرَ مِنْ لَيْئَةَ. وَعَادَ فَخَدَمَ عِنْدَهُ سَبْعَ سِنِينٍ أُخَرَ» (تك ظ¢ظ©: ظ،ظ¨، ظ¢ظ*، ظ£ظ*)، إلا أن هذا ليس واضحًا جدًا في هذا الوقت الصعب من حياة راحيل. غيرتها تعني أنها تفتقر إلى ضمان محبة يعقوب. إنها تخشى عدم إنجاب الأطفال، وبسبب ذلك تقدم اقتراحا يائسًا: «فَقَالَتْ: هُوَذَا جَارِيَتِي بِلْهَةُ، ادْخُلْ عَلَيْهَا فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ، وَأُرْزَقُ أَنَا أَيْضًا مِنْهَا بَنِينَ. فَأَعْطَتْهُ بِلْهَةَ جَارِيَتَهَا زَوْجَةً، فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ، فَحَبِلَتْ بِلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنًا، فَقَالَتْ رَاحِيلُ: قَدْ قَضَى لِيَ اللهُ وَسَمِعَ أَيْضًا لِصَوْتِي وَأَعْطَانِيَ ابْنًا. لِذلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ: دَانًا» (تك ظ£ظ*: ظ£-ظ¦). هناك أوجه تشابه مؤكدة بين هذا الاقتراح واقتراح ساراي في تكوين ظ،ظ¦. كانت كلتاهما تنوي تبني الطفل المولود من علاقة زوجها وجاريتها، ولكن هنا يتوقف التشابه. قدمت ساراي اقتراحها في وقت لم يكن لأبرام فيه أولاد (تك ظ،ظ¦: ظ،)، بينما كان ليعقوب بالفعل عدة أبناء من زوجته لَيْئَة، قبل اقتراح راحيل. في حين أن اقتراح ساراي جاء أكثر من الظروف التي بدت وكأنها تتطلب تدابير يائسة، فإن طلب راحيل ينبع من كبريائها وغيرتها. يجب أن يكون لديها أطفال، وستتخذ أي خطوات ضرورية للحصول عليهم. كانت النتائج كما كانت تأمل راحيل، وبدا ردها على ولادة هذا الصبي أكثر روحانية. قد يظن المرء أن راحيل قد فعلت شيئًا رائعًا ومضحيًا بإعطاء جاريتها لزوجها يعقوب. كان القصد من كلماتها أن تنسب الفضل إلى الله في كل ما أنجزته هي وهو معًا. اسم دان يعني ”الحكم“ أو ”القضاء“؛ ادعت أن الله قد حكم على مسألة نزاعها مع أختها لَيْئَةُ، وانحاز إليها كما ثبت ذلك من ولادة هذا الطفل. ومع ذلك، لا يُقال لنا في أي مكان إن الله فتح رحم بِلْهَة (قارن تكوين ظ¢ظ©: ظ£ظ،؛ ظ£ظ*: ظ¢ظ¢). ولكن بعد كل شيء، ألم تكن ولادة طفل هي النتيجة الطبيعية لمثل هذا الاتحاد؟ وبلغة إنسانية، كأن راحيل تقول: ”لو لم يكن الله في صفي، لتدخل في المسار الطبيعي للأمور، ومنع هذه الولادة! ولكن ها هو الله يُبرهن أنه في صفي وإلى جانبي!“ ولكننا نرى أن العبارة التي أدلت به راحيل بمناسبة ولادة الابن الثاني لبِلْهَة يعكس أكثر حالتها الروحية الحقيقية في هذا الوقت: «وَحَبِلَتْ أَيْضًا بِلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ وَوَلَدَتِ ابْنًا ثَانِيًا لِيَعْقُوبَ، فَقَالَتْ رَاحِيلُ: مُصَارَعَاتِ اللهِ قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي وَغَلَبْتُ. فَدَعَتِ اسْمَهُ: نَفْتَالِي» (تك ظ£ظ*: ظ§، ظ¨). رأت راحيل نفسها في صراع عظيم - ليس مع الله - ولكن مع أختها. وصفت هذا بأنه مباراة مصارعة فازت بها. كان اهتمامها الرئيسي هو أنه في ولادة هذا الطفل الثاني كانت قد فازت على لَيْئَة! كيف؟! لست متأكدًا، لأنه كيف يمكن لولدين بالتبني الفوز على أربعة من أولاد لَيْئَة؟ وهي هنا لا تذكر الله ولا تُسبحه أو تحمده! إن راحيل مشغولة بالصراع بينها وبين لَيْئَة، وتدعي أنها غَلَبَت. في هذه المرحلة من حياتها، لا تلفت راحيل الأنظار باعتبارها امرأة روحية في خضوع متواضع لإرادة الله. إذا نظرنا لحظة إلى الأسماء التي أعطتها راحيل لأولاد بلهة، لوجدناها تـُعبِّر عن حالتها - هي - النفسية، وعن موقفها - هي - من أختها ليئة. ذلك أن دان ونفتالي لا يحدثاننا عن النعمة، بل عن انتصارات في معركة النزاع والحسد، ضد أختها. إن راحيل بسبب يأسها في عُقمها، وما تسرّب إلى نفسها من عدم الإيمان في عدم إثمارها، تسبَّبت في إدخال الجاريتين إلى البيت. ”بِلْهَة“ ومعنى اسمها: «خوف»، و”زِلْفَةَ“ معنى اسمها: ”تساقط“، كتساقط أو ذرف الدموع. وكم يتمشى هذا مع تاريخ مخاوفه واستعباده! |
||||
15 - 12 - 2024, 01:13 PM | رقم المشاركة : ( 181088 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لَيْئَة تتوق للحب (تك ظ¢ظ©: ظ£ظ،-ظ£ظ¥) في سنواتها الأولى من تربية الأطفال نجد لَيْئَة في ذروة حياتها الروحية. فتدخُّل الله المُحب في حياتها واضح لها، وهي تعترف به بامتنان. ولكن من المستحيل أيضًا تجنب ملاحظة ما يبدو أنه انحراف في حياة لَيْئَة الروحية منذ وقت ولادة ابنها الخامس (تك ظ£ظ*: ظ،ظ§-ظ¢ظ،). ففيما يتعلق بالأربعة الأوائل، كانت تنظر إلى يد الرب بالتأكيد، ولكن الآن لم تعد هناك أي إشارة إلى اسم إله العهد يهوه (الرب)، وتشير تعبيراتها إلى ما هو شخصي بحت تقريبًا وحتى أناني، حيث يُولد لها ولدان وابنة. «وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ فَفَتَحَ رَحِمَهَا، وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ عَاقِرًا. فَحَبِلَتْ لَيْئَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ رَأُوبَيْنَ، لأَنَّهَا قَالَتْ: إِنَّ الرَّبَّ قَدْ نَظَرَ إِلَى مَذَلَّتِي. إِنَّهُ الآنَ يُحِبُّنِي رَجُلِي» (تك ظ¢ظ©: ظ£ظ،، ظ£ظ¢). يا له من مأزق مثير للشفقة للَيْئَة المتزوجة من رجل لم يرِدها أبدًا زوجة، ويرفض منحها الحب الذي تحتاجه بشدة. ومد إله التعويضات يده بمحبة إلى لَيْئَةَ بإعطائها ابنًا مرغوبًا فيه؛ رَأُوبَيْنَ الذي معنى اسمه ”هوذا ابن“. كان فرحًا عظيمًا أن تتمكن لَيْئَة من تُنجب ليعقوب طفلاً ذكرًا ليُصبح وريثه. أشعل هذا الطفل أمل لَيْئَةَ في أن يحبها يعقوب، الذي كان حبه لراحيل قويًا لدرجة أنه بالكاد اعترف بوجود لَيْئَةَ. ولربما كان عقم راحيل - على الأقل – هو الذي قاد يعقوب إلى خيمة لَيْئَة ليُنجب لنفسه أبناء. الأمر المعزي حقًا أنه لا شيء إلا ويقع تحت بصر الله، فيقول الوحي «وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ فَفَتَحَ رَحِمَهَا». إن إلهنا هو إله التعويض، وهو لا يغلق بابًا إلا ويفتح أبوابًا. وهو ما حدث مع لَيْئَةَ، فلقد عوضها الله بوفرة فأعطاها سبعة أولاد: ستة من البنين وبنتًا. مع أن الرب في عطفه نظر إلى مذلة تلك ”المكروهة“ نسبيًا غير أن يعقوب لم يتأثر بولادة ”رأوبين“ البكر، بل ظل كما يبدو متأثرًا بالظلم الذي أوقعه عليه لابان حين أعطاه لَيْئَةَ بدلاً من راحيل؛ وذلك أننا نفهم من قول لَيْئَةَ ـ بعد ولادة رأوبين: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ نَظَرَ إِلَى مَذَلَّتِي. إِنَّهُ الآنَ يُحِبُّنِي رَجُلِي» الرب قد سمع أني مكروهة فأعطاني هذا أيضًا» أعني أن يعقوب بقي على كراهته، ـلتلك المرأة المسكينة؛ متأثرًا بخديعة لابان، ومن هنا أعطاها الرب ولدًا آخر. ولكن لم تتحقق آمال لَيْئَة في جزء صغير من عواطف ومحبة يعقوب، كما يتضح من ردها على ولادة ابنها الثاني: «وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا، وَقَالَتْ: إِنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ أَنِّي مَكْرُوهَةٌ فَأَعْطَانِي هذَا أَيْضًا. فَدَعَتِ اسْمَهُ شِمْعُونَ» (تك ظ¢ظ©: ظ£ظ£). لم تجد لَيْئَة أي تغيير في مواقف يعقوب أو أفعاله تجاهها، ولذلك عندما وُلد الابن الثاني اعترفت بالطفل باعتباره استجابة حنونة، لإله محب، يعرف أفكار قلبها، ودعت الابن ”شمعون“ الذي معناه ”استماع“، شهادة على وعي لَيْئَة بنعمة إلهها. ومع ولادة ابنها الثالث، انتعشت مرة أخرى آمال لَيْئَة في حنان يعقوب وعاطفته: «وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا، وَقَالَتِ: الآنَ هذِهِ الْمَرَّةَ يَقْتَرِنُ بِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ ثَلاَثَةَ بَنِينَ. لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ: لاَوِيَ» (تك ظ¢ظ©: ظ£ظ¤). لقد تغير شيئان منذ ولادة رأوبين بكر يعقوب: أولاً: أنجبت لَيْئَة حتى الآن ثلاثة أبناء ليعقوب، وليس ابنًا واحدًا فقط. إن مجرد عدد الأطفال الذين أنجبتهم كان يجب أن يُثير إعجاب يعقوب بقيمتها بالنسبة له، خاصة وأن راحيل لم تنجب له أولادًا. ثانيًا: أصبحت آمال لَيْئَة أكثر واقعية. لم تعد تطمح إلى المستوى العالي من الحب الذي كان لدى يعقوب لراحيل، ولكن فقط للارتباط الذي يجب أن يكون لدى أي رجل لزوجة مثمرة للغاية. إذا فهمت كلماتها بشكل صحيح، فإن الارتباط الذي تريده لَيْئَة ليس هو العاطفة، بل الالتزام. كيف لا يشعر يعقوب باللطف تجاهها بسبب هؤلاء الأبناء الذين أعطتهم له؟ في حين أن الأبناء الثلاثة لم يفعلوا شيئًا يُذكر لتغيير قلب يعقوب، كانت ولادة الرابع مناسبة لتعبير لَيْئَة الأكثر ورعًا عن التسبيح والشكر تجاه الله الذي سمع صلواتها: «وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا وَقَالَتْ: هذِهِ الْمَرَّةَ أَحْمَدُ الرَّبَّ. لِذلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ: يَهُوذَا. ثُمَّ تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلاَدَةِ» (تك ظ¢ظ©: ظ£ظ¥). سابقًا، كانت لَيْئَة ممتنة لله من أجل الأطفال الذين أعطاهم لها، ولكن كان في مقدمة أفكارها تأثير ذلك على يعقوب. لقد كانت تسعى إلى حبه باستماتة. كانت ذروة تقوى لَيْئَة هي تلك النقطة التي أدركت فيها أن كونها محبوبة ومُقادة من الله، فهذا أعظم بكثير من أن يحبها أي إنسان. في حين أن محبة يعقوب كانت لا تزال شيئًا تُريده بشدة، إلا أنها كانت راضية عن محبة الله الغنية. ففي الرب كانت مُباركة بغنى. وهكذا فلها الآن أن تحمده وتُسبحه وتمدحه. وهكذا كان الاسم الذي أعطته لابنها الرابع: ”يهوذا“، الذي يعني ”حمد“ أو “تسبيح“. وهكذا على التوالي امتلأ البيت بالأولاد، حتى انتهت المرحلة الأولى بيهوذا، سبب ”الحمد“ فإنه من سبط يهوذا بحسب الجسد طلع ربنا، المسيح ”الكائن على الكل، الله المبارك إلى الأبد“. |
||||
15 - 12 - 2024, 01:14 PM | رقم المشاركة : ( 181089 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غيرة راحيل من لَيْئَة (تك ظ£ظ*: ظ،-ظ¨) كان تسبيح الله سهلاً على لَيْئَة مع أربعة أبناء إلى جانبها. ولكن رؤية بركة أختها أثارت الغيرة في راحيل: «فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِيَعْقُوبَ، غَارَتْ رَاحِيلُ مِنْ أُخْتِهَا، وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: هَبْ لِي بَنِينَ، وَإِلاَّ فَأَنَا أَمُوتُ! فَحَمِيَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ: أَلَعَلِّي مَكَانَ اللهِ الَّذِي مَنَعَ عَنْكِ ثَمْرَةَ الْبَطْنِ؟» (تك ظ£ظ*: ظ،، ظ¢). وبالرغم من كل هذا لم يتجاوب يعقوب، ولا راحيل، من الموقف بطريقة يمكن تسميتها روحية أو تقوية. لقد شعرت راحيل بالغيرة الشديدة من أختها، وبدلاً من الاعتراف أن عقمها هو من الرب، ذهبت لتطالب يعقوب أن يهبها بنين. لقد سعت إلى تحويل اللوم إلى يعقوب. أصرت على أن كل ذلك كان خطأه. لقد عملت الذات في راحيل فأعمت عينيها عن حقيقة الجو العاطفي الذي كانت تعيش فيه لَيْئَة أختها. فقد كانت هذه الأخت المسكينة بحاجة إلى تعاطف يعقوب، إلى محبة قلبه بوصفه رجلها؛ الأمر الذي من أجله طيَب الرب خاطرها وأعطاها أولادًا؛ واحدًا بعد الآخر حتى انتهى بها الأمر إلى الحمد. فلو أن راحيل تعاطفت مع أختها، لما غارت منها، ولما أظهرت تلك الصفة الدنيئة التي لا تطيق الآخرين، حتى ولو كانت أختًا. ومن هنا فقد اندفعت تلوم زوجها كأنه هو السبب في عقمها! فلا عجب إن كنا نراه ينكر عليها ذلك الاندفاع بقوله «أَلَعَلِّي مَكَانَ اللهِ الَّذِي مَنَعَ عَنْكِ ثَمْرَةَ الْبَطْنِ؟»، غير أنه وافق على اقتراح زوجته راحيل فأخذ بِلْهَةُ، ليحصل على نسل من جارية! كما سبق وفعلت سارة؛ ولكن ما أعظم الفرق بين سارة وراحيل من ناحية وبين حَنَّة التي كانت في أقسى المعاناة بسبب إغاظة فَنِنَّةُ! فإن حَنَّة لم تنفجر في وجه ألقانة رجلها، وإنما انفجرت بالبكاء والصلاة والنذر أمام الرب الذي سمع صلاتها. استاء يعقوب من طلب راحيل، وبالطبع كان مُحقًا في منطق ما قاله. كان الله هو الذي منع راحيل من إنجاب الأطفال. لم يكن يعقوب قادرًا على نقض يد الله وتغيير قصده. ومع ذلك، فإن موقف يعقوب مشكوك فيه. لأن رده الساخن يبدو بعيدًا كل البعد عن الغضب الصالح الحقيقي. أعتقد أنه كان أكثر من مجرد غضب مُقدَّس؛ وكأنه يقول لها: ” راحيل، لا تلوميني على عقمك، لومي الله“. طعن طلبها بشده رجولة يعقوب وغروره الذكوري، لذلك رد يعقوب بنفس الشراسة. وحقيقة أنه استخدم لغة روحية، واستخدم الله لتوبيخها، لا يعني أن روحه كانت على حق فيما فعله، وفيما قاله. وما أكثر ما نستخدم كلمات تقوية بنبرة غير ذلك. مثل راحيل، كانت رفقة عاقرًا، لكن استجابة إسحاق كانت مختلفة تمامًا عن استجابة يعقوب «وَصَلَّى إِسْحَاقُ إِلَى الرَّبِّ لأَجْلِ امْرَأَتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَاقِرًا، فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ، فَحَبِلَتْ رِفْقَةُ امْرَأَتُهُ» (تك ظ¢ظ¥: ظ¢ظ،). ولكن لا يوجد ذكر مثل هذه الصلاة هنا، ولا يقال لنا أن الله استجاب لصلوات يعقوب. يُقال لنا فقط أن الله سمع طلبات الزوجات (تك ظ£ظ*: ظ،ظ§، ظ¢ظ¢). ولقد أعطى أَلْقَانَةُ حَنَّة معاملة خاصة وحنانًا بسبب عدم قدرتها على الإنجاب (ظ،صم ظ،: ظ¥، ظ¨)، ولكن لا يوجد مثل هذا اللطف ليميز يعقوب هنا. بينما يقال لنا إن يعقوب كان يحب راحيل «وَأَحَبَّ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ، فَقَالَ: أَخْدِمُكَ سَبْعَ سِنِينٍ بِرَاحِيلَ ابْنَتِكَ الصُّغْرَى ... فَخَدَمَ يَعْقُوبُ بِرَاحِيلَ سَبْعَ سِنِينٍ، وَكَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا ... فَدَخَلَ عَلَى رَاحِيلَ أَيْضًا، وَأَحَبَّ أَيْضًا رَاحِيلَ أَكْثَرَ مِنْ لَيْئَةَ. وَعَادَ فَخَدَمَ عِنْدَهُ سَبْعَ سِنِينٍ أُخَرَ» (تك ظ¢ظ©: ظ،ظ¨، ظ¢ظ*، ظ£ظ*)، إلا أن هذا ليس واضحًا جدًا في هذا الوقت الصعب من حياة راحيل. غيرتها تعني أنها تفتقر إلى ضمان محبة يعقوب. إنها تخشى عدم إنجاب الأطفال، وبسبب ذلك تقدم اقتراحا يائسًا: «فَقَالَتْ: هُوَذَا جَارِيَتِي بِلْهَةُ، ادْخُلْ عَلَيْهَا فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ، وَأُرْزَقُ أَنَا أَيْضًا مِنْهَا بَنِينَ. فَأَعْطَتْهُ بِلْهَةَ جَارِيَتَهَا زَوْجَةً، فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ، فَحَبِلَتْ بِلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنًا، فَقَالَتْ رَاحِيلُ: قَدْ قَضَى لِيَ اللهُ وَسَمِعَ أَيْضًا لِصَوْتِي وَأَعْطَانِيَ ابْنًا. لِذلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ: دَانًا» (تك ظ£ظ*: ظ£-ظ¦). هناك أوجه تشابه مؤكدة بين هذا الاقتراح واقتراح ساراي في تكوين ظ،ظ¦. كانت كلتاهما تنوي تبني الطفل المولود من علاقة زوجها وجاريتها، ولكن هنا يتوقف التشابه. قدمت ساراي اقتراحها في وقت لم يكن لأبرام فيه أولاد (تك ظ،ظ¦: ظ،)، بينما كان ليعقوب بالفعل عدة أبناء من زوجته لَيْئَة، قبل اقتراح راحيل. في حين أن اقتراح ساراي جاء أكثر من الظروف التي بدت وكأنها تتطلب تدابير يائسة، فإن طلب راحيل ينبع من كبريائها وغيرتها. يجب أن يكون لديها أطفال، وستتخذ أي خطوات ضرورية للحصول عليهم. كانت النتائج كما كانت تأمل راحيل، وبدا ردها على ولادة هذا الصبي أكثر روحانية. قد يظن المرء أن راحيل قد فعلت شيئًا رائعًا ومضحيًا بإعطاء جاريتها لزوجها يعقوب. كان القصد من كلماتها أن تنسب الفضل إلى الله في كل ما أنجزته هي وهو معًا. اسم دان يعني ”الحكم“ أو ”القضاء“؛ ادعت أن الله قد حكم على مسألة نزاعها مع أختها لَيْئَةُ، وانحاز إليها كما ثبت ذلك من ولادة هذا الطفل. ومع ذلك، لا يُقال لنا في أي مكان إن الله فتح رحم بِلْهَة (قارن تكوين ظ¢ظ©: ظ£ظ،؛ ظ£ظ*: ظ¢ظ¢). ولكن بعد كل شيء، ألم تكن ولادة طفل هي النتيجة الطبيعية لمثل هذا الاتحاد؟ وبلغة إنسانية، كأن راحيل تقول: ”لو لم يكن الله في صفي، لتدخل في المسار الطبيعي للأمور، ومنع هذه الولادة! ولكن ها هو الله يُبرهن أنه في صفي وإلى جانبي!“ ولكننا نرى أن العبارة التي أدلت به راحيل بمناسبة ولادة الابن الثاني لبِلْهَة يعكس أكثر حالتها الروحية الحقيقية في هذا الوقت: «وَحَبِلَتْ أَيْضًا بِلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ وَوَلَدَتِ ابْنًا ثَانِيًا لِيَعْقُوبَ، فَقَالَتْ رَاحِيلُ: مُصَارَعَاتِ اللهِ قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي وَغَلَبْتُ. فَدَعَتِ اسْمَهُ: نَفْتَالِي» (تك ظ£ظ*: ظ§، ظ¨). رأت راحيل نفسها في صراع عظيم - ليس مع الله - ولكن مع أختها. وصفت هذا بأنه مباراة مصارعة فازت بها. كان اهتمامها الرئيسي هو أنه في ولادة هذا الطفل الثاني كانت قد فازت على لَيْئَة! كيف؟! لست متأكدًا، لأنه كيف يمكن لولدين بالتبني الفوز على أربعة من أولاد لَيْئَة؟ وهي هنا لا تذكر الله ولا تُسبحه أو تحمده! إن راحيل مشغولة بالصراع بينها وبين لَيْئَة، وتدعي أنها غَلَبَت. في هذه المرحلة من حياتها، لا تلفت راحيل الأنظار باعتبارها امرأة روحية في خضوع متواضع لإرادة الله. إذا نظرنا لحظة إلى الأسماء التي أعطتها راحيل لأولاد بلهة، لوجدناها تـُعبِّر عن حالتها - هي - النفسية، وعن موقفها - هي - من أختها ليئة. ذلك أن دان ونفتالي لا يحدثاننا عن النعمة، بل عن انتصارات في معركة النزاع والحسد، ضد أختها. إن راحيل بسبب يأسها في عُقمها، وما تسرّب إلى نفسها من عدم الإيمان في عدم إثمارها، تسبَّبت في إدخال الجاريتين إلى البيت. ”بِلْهَة“ ومعنى اسمها: «خوف»، و”زِلْفَةَ“ معنى اسمها: ”تساقط“، كتساقط أو ذرف الدموع. وكم يتمشى هذا مع تاريخ مخاوفه واستعباده! |
||||
15 - 12 - 2024, 01:15 PM | رقم المشاركة : ( 181090 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَطَايِب الْمَلِك «وَعَيَّنَ لَهُمُ الْمَلِكُ وَظِيفَةً كُلَّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ مِنْ أَطَايِبِ الْمَلِكِ» (دا ظ،: ظ¥) لكي يتمتع “دَانِيآلُ وَحَنَنْيَا وَمِيشَائِيلُ وَعَزَرْيَا” بالامتيازات التي قُدّمَت إليهم، كان عليهم أن يعصوا كلمة الله. فالتنعم بأطايب الملك هو أكل من أطعمة مُحرَّمة بحسب ناموس إسرائيل. لذا فقد أصبح الإغراء المُقدَّم امتحانًا صعبًا لإيمانهم: هل سيعصون تعليمات الله المباشرة من أجل مصلحة عالمية؛ أم سيبقون أمناء لكلمة الله بغض النظر عن النتائج؟! كان يمكن أن تُقدَّم العديد من الحجج المعقولة كان يمكن أن تُقدم لصالح التسليم غير المشروط لمطالب الملك. فمبدأ المصلحة العامة سيفترض أن إثارة اعتراض على أوامر الملك، كان من المحتمل أن يُدمِّر كل طموحاتهم وتطلعاتهم. كما أنه قد يُنهي تدرجهم الوظيفي الذي قد يكون ذا فائدة لإخوتهم. ومبدأ المنطق سيقتضي أنهم قد دُفعوا لأيدي ملك بابل بسماح من الرب، لذا فإن الوضع السليم هو أن يُسلِّموا تمامًا للملك، وإلا فأنهم بذلك يتمردون ضد ما سمح به الرب لهم. أخيرًا، فإن مبدأ المُساومة سيقترح أنهم طالما لم يُنكروا إلههم، فإن التعليمات بعدم الأكل من أطعمة مُعينة يمكن التغاضي عنها في ظل ملابسات هذا الموقف. فهذه التعليمات يمكن أن تنطبق على أناس أحرارٍ في بلادهم، أما هم فمُستعبدون في أرض غريبة؛ فهل هناك ما يدفع إلى الإصرار على التنفيذ الصارم لوصايا الناموس؟! ولكن مثل هذه الحجج لم يكن لها أي وزن عند هؤلاء الرجال الأتقياء. إنهم يرفضون التوجه بدافع المصلحة العامة، ولا يسيرون على هدى المنطق البشري، بل إنهم وضعوا في قلوبهم ألا يدخلوا حتى في أية مساومة. فالواقع أنهم لم ينسوا أنه بالرغم من فشل إسرائيل، وبالرغم من معاناتهم تحت تأديب الله، فإنهم ما زالوا شعب الله الحي الحقيقي الذي يدينون له بملء خضوعهم القلبي. إنهم مستعدون حقًا للتسليم ليد مَلِكِ الأمم، ولكنهم لن يعصوا كلمة الله. |
||||