منتدى الفرح المسيحى  


merry christmas

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت

الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025

يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه


 رسائل الفرح المسيحى اليومية على قناة الواتساب | إضغط هنا 
Love_Letter_Send.gif

العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 12 - 2024, 05:48 PM   رقم المشاركة : ( 180971 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,347

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




في صلاة الشَّكر عند بولس الرَّسول أن صلاته تتراوح بين التَّضرع والحمد": فأَسأَلُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ أَن يُقامَ الدُّعاءُ والصَّلاةُ والاِبتِهالُ والشُّكرُ (طيموتاوس 2: 1). وهو نفسه يستهل رسائله بحمد الله على تقدم المرسل إليهم، ويعرض صلواته لكي يتمِّم َالله نعمه عليهم: " أَشكُرُ إِلهي كُلَّمَا ذَكَرتُكم ... وإِنِّي على يَقينٍ مِن أَنَّ ذاكَ الَّذي بَدَأَ فيكم عَمَلًا صالِحًا سيَسيرُ في إِتمامِه إلى يَوم المسيحِ يسوع" (فيلبي 1: 9). ويبدو أن رفع الشُّكر يجلب معه سائر مقومات الصَّلاة. فبعد كل ما تلقيناه دفعة واحدة في المسيح يسوع، لا يمكننا أن نصلي إلا إذا بدأنا بالشُّكر على هذا العطاء: "فإِذا اغتَنَيتُم في كُلِّ شيَء، جُدتُم كُلَّ جُودٍ يَأتي عن يَدِنا بآياتِ الشُّكرِ لله. ...فالشُّكرُ للهِ على عطائِه الَّذي لا يُوصَف" (2 قورنتس 9: 11-15).
 
قديم 13 - 12 - 2024, 05:50 PM   رقم المشاركة : ( 180972 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,347

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




طلب منا يسوع أن نواظب على الصَّلاة بلا ملل:
"فاسهَروا مُواظِبينَ على الصَّلاة " (لوقا 21: 36)؛ لأننا في حاجة كليَّة إلى "المُداوَمةِ على الصَّلاةِ مِن غَيرِ مَلَل" (لوقا 18: 1) وذلك في انتظار مجيئه في إطار الأزمنة الأخيرة (لوقا 18: 1-7). وإلاَّ فسوف تغرقنا "جميع الأمور التي ستحدث" (لوقا 21: 36). ألم يقل لتلاميذه: "ما بالُكُم نائِمين؟ قُوموا فصَلُّوا لِئَلاَّ تَقَعوا في التَّجرِبَة " (لوقا 22: 46). فلا بدّ وأن نختبر مواظبتنا وأن نُظهر يقظة قلوبنا "فلا تَفْتُرُ هِمَّتُنا "(2 قورنتس 4: 1).
ويعلق القدّيس أوغسطينوس:
" الصَّلاة التي تستمرّ مِن غَيرِ مَلَل هي الصَّلاة الدَّاخليَّة أي الرَّغبة.
إذا رغبتَ براحة السَّبت لن تكفَّ عن الصَّلاة.
لن تصمت إلّا إذا توقّفتَ عن الحبّ" (حديث عن المزمور 38).
إنّ الله موجودٌ في القلبِ المُتجرِّد المُحب، في صمت الصَّلاة. أن نصلّي كثيرًا، يعني أن نقرع طويلًا ومن كلّ قلوبنا باب مَن نصلّي له. الصَّلاة في الواقع هي آهات ودموع أكثر ممّا هي خطب وكلمات.
 
قديم 13 - 12 - 2024, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 180973 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,347

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس أوغسطينوس:

" الصَّلاة التي تستمرّ مِن غَيرِ مَلَل هي الصَّلاة الدَّاخليَّة أي الرَّغبة.
إذا رغبتَ براحة السَّبت لن تكفَّ عن الصَّلاة.
لن تصمت إلّا إذا توقّفتَ عن الحبّ"
 
قديم 13 - 12 - 2024, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 180974 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,347

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يتوجب علينا أن نتضرع إلى الله كي يُنقذنا من تجربة الأزمنة الأخيرة التي يتعذّر تحملها. ويقرن بولس الألفاظ الدَّالّة على الصَّلاة، بعبارة " دائما" (رومة 1: 10) “دون انقطاع"، أو "في كلّ حين" (أفسس 6: 18،) أو "ليل نهار" (1 تسالونيقي 3: 10)، أو "المواظبة على الصَّلاة " كما نقرا في أعمال الرسل "كان جماعة الرُّسل يُواظِبونَ جَميعًا على الصَّلاةِ " (أعمال الرسل 1: 14) متّحدِين، مُعلِنين بوحدتِهم أنّ الله الذي "يُسكِنُ الوحيدَ بيتًا" (مزمور 67: 7) ولا يُدخِلُ بيتَ الأبديّةِ أي بيتَه الإلهيَّ إلاَّ هؤلاء الذين يُصَلُّون صلاةً واحدة.
ويعلق القديس غريغوريوس الكبير:
"يجب علينا لا أن نصلي فقط بلا انقطاع باسم يسوع المسيح،
ولكن نحن ملزَمون أن نعلم صلاتنا للآخرين، لكل إنسان على وجه
العموم، إذ أنها لائقة ونافعة للجميع: لرجل الدَّين ولرجل العَالَم،
للخادم والمخدوم، للعالِم والأُمي، للرجل والمرأة، للشيخ والطّفل.
نوحي إليهم جميعًا بأهميَّة هذه الصَّلاة وندربهم على الصَّلاة بها بغير انقطاع"،
كما يوصي بولس الرَّسول "لا تَكُفُّوا عن الصَّلاة"(1 تسالونيقي 5: 17). ‏
 
قديم 13 - 12 - 2024, 05:53 PM   رقم المشاركة : ( 180975 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,347

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس غريغوريوس الكبير:

"يجب علينا لا أن نصلي فقط بلا انقطاع باسم يسوع المسيح،
ولكن نحن ملزَمون أن نعلم صلاتنا للآخرين، لكل إنسان على وجه
العموم، إذ أنها لائقة ونافعة للجميع: لرجل الدَّين ولرجل العَالَم،
للخادم والمخدوم، للعالِم والأُمي، للرجل والمرأة، للشيخ والطّفل.
نوحي إليهم جميعًا بأهميَّة هذه الصَّلاة وندربهم على الصَّلاة بها بغير انقطاع"،
كما يوصي بولس الرَّسول "لا تَكُفُّوا عن الصَّلاة"(1 تسالونيقي 5: 17). ‏
 
قديم 13 - 12 - 2024, 05:55 PM   رقم المشاركة : ( 180976 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,347

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يطلب يسوع منا أن نصلي ليس بالرُّوح فقط، بل بالجسد أيضًا من خلال طقوس الكنيسة.خشوع الجسد مطلوب، لأن الجسد يشترك مع الرُّوح في مشاعرها، ويُعبِّر عنها. فخشوع الرُّوح يُعبِّر عنه خشوع الجسد. وتراخى الرُّوح وعدم اهتمامها، يظهر كذلك في حركات الجسد، مثل انشغال الحواس بشيء آخر أثناء الصَّلاة سواء النَّظر أو السَّمع وما إلى ذلك.

يتوجب علينا أن نشارك أجسادنا في الصَّلاة كما كان فعل الرُّسل: فكانوا يرفعون الأيدي نحو السَّماء (1 طيموتاوس 2: 8)، وأحيانًا يجثون على الرُّكبتين (أعمال 9: 40) ويرنّمون بالمزامير (أفسس: 19، كولسي 3: 16). والاهم من ذلك أن نكون قلبًا واحدًا على مثال الجماعة المسيحيَّة الأولى: "كانوا يُواظِبونَ جَميعًا على الصَّلاةِ بِقَلْبٍ واحِدٍ" (أعمال 1: 14). فعندَما نجتمعُ مع الإخوةِ ونحتفلُ بالذبيحةِ الإلهيَّة مع كاهنِ الله، يجبُ أن نتذكَّرَ واجبَ الاحتشامِ والنِّظام، فلا نُرسِلُ الكلامَ هنا وهناك بأصواتٍ منكَرَة. والطّلَباتُ التي يجبُ أن نرفعَها بخشوع لا نعبِّرُ عنها بالثَّرثرةِ والضَّجيج، لأنَّ الله لا يسمعُ الصَّوتَ بل القلب، ولا هو بحاجةٍ لأنْ يُنَبَّهَ بالضَّجيج. فهو يرى الأفكارَ كما قالَ الرَّبّ نفسُه: "لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ السُّوءَ فِي قُلُوبِكُم؟" (متى 9: 4).
 
قديم 13 - 12 - 2024, 05:56 PM   رقم المشاركة : ( 180977 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,347

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يتوجب أن تكون صلاتنا وكلامنا بنظامٍ وهدوءٍ وخشوع حيث أنَّنا ماثلون أمامَ حضرةِ الله. إذ علينا أن نحترمَ الحضرةَ الإلهيَّة بمظهرِ جسمِنا وطريقةِ كلامِنا.
الصُّراخُ والضَّجيجُ هما عدمُ احترام، ولا يَليقان بالهيبةِ والتقوى والخشوعِ في الصَّلاة.
لأنّنا نعلمُ أنّ الله حاضرٌ، وهو يسمعُ الجميعَ ويرى الجميعَ، كما كُتِبَ: “أنَا إلهٌ قريبٌ، ولسْتُ إلهًا بعيدًا.
أيَختَبِئُ إنسَانٌ في الَخَفايَا وَأنَا لا أرَاهُ؟ ألَسْتُ ماَلِئَ السَّمَاوَاتِ وَالأرضِ؟" (إرميا 23: 23-24).
 
قديم 14 - 12 - 2024, 09:57 AM   رقم المشاركة : ( 180978 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,347

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة









قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ


«قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ
كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ»
(1بط3: 15)
كلمات واضحة صريحة قصد الروح القدس أن يكتبها لنا في رسالة بطرس الرسول الأولى، حتى نتيقظ ونسهر على قلوبنا، ولا نتجاهل أمر القداسة، الذي هو بمثابة المفتاح للتمتع بالبركات السَّماوية التي صارت لنا بموت المسيح وقيامته، لكننا كثيرًا ما نحرم أنفسنا منها ومن التمتع بها، حينما نتهاون في حياة القداسة، ونتراخى في السهر على حالتنا.
والجدير بالذكر هنا أن الرسول بطرس يتحدث عن القداسة في أثناء حديثه عن الألم والاضطهاد والخوف. ففي الآيتين اللتين سبقتا هذه الآية قال: «فَمَنْ يُؤْذِيكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِالْخَيْرِ؟ وَلكِنْ وَإِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، فَطُوبَاكُمْ. وَأَمَّا خَوْفَهُمْ فَلاَ تَخَافُوهُ وَلاَ تَضْطَرِبُوا». فالروح القدس قصد أن يؤكد لنا أن الظروف ليست هي العائق أمام القداسة، والاضطهاد ليس هو السبب في الفشل الذي نعانيه أمام القداسة العملية، ولا الخوف هو الذي يجعلنا نتراخى ونتهاون في طهارة ونقاوة قلوبنا، وأكبر دليل على ذلك أن يوسف لم تمنعه الظروف الصعبة من أن يعيش مُقدّسًا للرب، ودانيال لم يمنعه الاضطهاد من أن يحيا في قداسة حقيقية أمام إلهه، والتلاميذ في سفر الأعمال لم يمنعهم الخوف من أن يُقدّسوا الرب الإله في قلوبهم. الروح القدس هنا أراد أن يكشف لنا واحدة من أكثر خدع الشيطان الماكر الكذاب شيوعًا، وهي أن الظروف الصعبة والضيقات تقف عائقًا أمام قداستنا.
الأمر الثاني الجدير بالملاحظة هنا هو أن الرسول بطرس يبدأ حديثه في هذا الأصحاح عن البيت المسيحي، وعن خضوع الزوجة لزوجها، وإكرام الزوج لزوجته، ثم يستطرد متحدثًا عن القداسة. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أنه لا تعارض بين القداسة والزواج، لأن البعض - ربما تأثرًا بفلسفات بشرية قاصرة أو أفكار شيطانية كاذبة - لديهم قناعة أن الزواج يجعلنا أقل قداسة من غير المتزوجين، وأن الزواج هو أحد أسباب الفشل وعدم النجاح في حياة القداسة! تأتي هذه الكلمات كأبلغ رد على هؤلاء الذين يعتقدون أن الزواج يُقلل من القداسة.
«قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ» ... يقتبس الرسول بطرس هذه الكلمات من الآية المذكورة في سفر إشعياء والأصحاح الثامن: «قَدِّسُوا رَبَّ الْجُنُودِ فَهُوَ خَوْفُكُمْ وَهُوَ رَهْبَتُكُمْ» (إش8: 13).
«قَدِّسُوا» ... المقصود بها هنا: المخافة والتقدير والاحترام. فلكي نُقدّس الرب في قلوبنا، علينا أن نضعه نصب أعيننا في كل وقت، وكل موقف نتعرض له، أي أن خوف الله يملأ قلوبنا، وتقديرنا له يظهر في كل تصرف، وفي كل كلمة تخرج من أفواهنا، كما أوصى بولس الرسول المؤمنين في كنيسة أفسس: «لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ» (أف4: 29)، وهذا لا يأتي إلا نتيجة المكوث في حضرته، والتمتع بحياة الشركة الحقيقية معه.
«فِي قُلُوبِكُمْ» ... أما عن القلب فالسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا يقصد الروح القدس هنا بكلمة القلب؟ هل يقصد العواطف، أم الفكر، أم الكلام، أم التصرف والسلوك؟ إنه يقصد بالقلب كل هذا؛ فالقلب - في كلمة الله - يشير إلى كل الكيان البشري. فمثلاً في متى15: 19 يقول الرب: «مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ». ونفهم من هذا أن الرب كان يقصد هنا عقل الإنسان وذهنه لأنه مصدر الأفكار، وقد قصد بالقلب أن يشير إلى مركز الفكر البشري. كما يذكر الحكيم: «حَكِيمُ الْقَلْبِ يُدْعَى فَهِيمًا» (أم16: 21). هنا أيضًا يذكر القلب ويُشير به للفهم والحكمة، أي أن القلب هنا يشير للفكر. لكنه في مواضع أخرى قصد الروح القدس بالقلب الإشارة للسلوك فمثلاً يقول المرنم: «بِالْقَلْبِ تَعْمَلُونَ شُرُورًا» (مز58: 2). فالقلب هنا هو مصدر السلوك والعمل، كذلك قول الكتاب: «اَلْقَلْبُ الْفَرْحَانُ يَجْعَلُ الْوَجْهَ طَلِقًا» (أم15: 13). فتوَّجه القلب هنا يؤثر على شكل الوجه وصورته، كذلك القول «وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ، فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ» (كو3: 23).
ومما سبق نفهم أن القول: «قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ» معناه أن نُقدّسه ونخافه ونُقدِّره في أفكارنا ومشاعرنا وسلوكنا، في توجهات الفكر وأسلوب التصرف، في الأفكار والكلمات والأفعال، في الخفاء والعلن، في البيت والشارع والعمل، في الخدمة ووسط المخدومين، مع الزوجة والأولاد والأقارب والجيران، ينطبع خوف الله الذي يملأ قلوبنا على سلوكنا وتصرفاتنا، وتُترجم مخافتنا له في كل قول وفعل.
«مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ»... ليس المقصود هنا أن نحاول لفت انتباه الناس مِن حولنا ببعض التصرفات والسلوكيات التي تبدو روحية، حتى يسألوننا عن سبب الرجاء الذي فينا، لأننا بهذا سنصبح مثل الكتبة الذين «يَرْغَبُونَ الْمَشْيَ بِالطَّيَالِسَةِ، وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، وَالْمُتَّكَآتِ الأُولَى فِي الْوَلاَئِمِ. الَّذِينَ يَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ، وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ الصَّلَوَاتِ» (مر12: 38-40)، وقد حذر الرب تلاميذه من هذه السلوكيات الخاطئة؛ لكن المقصود هنا هو أن يأتي سؤال الناس لنا كنتيجة لحياة القداسة التي يلاحظونها في تفكيرنا وكلامنا وتصرفاتنا، فلا بد للناس أن تلاحظ الاختلاف الشديد والتباين الواضح بيننا وبين جميع من هم حولنا، بسبب مخافة الله التي تملأ قلوبنا، مما يجعلهم لا يحتملون السكوت فيأتون إلينا ويسألوننا عن السبب. إننا لا نقصد لفت انتباههم لكننا نحمل في قلوبنا مخافة الله، ونُقدّسه في كل تصرف، فتكون النتيجة الطبيعية أن يسألنا الناس عن السبب. فكيف لا يسألوننا وهم يلاحظون الصدق الخالص في عالم تملؤه الأكاذيب والضلالات، والأمانة الشديدة في عالم يملؤه الخداع والمكر، يلاحظون محبتنا الباذلة المضحية في عالم ينادي بالكراهية وحب الذات والتعصب الأعمى، حتمًا سيسألوننا.
قارئي العزيز: ربما تكون إحدى مؤشرات القداسة أن يقترب منك بعض مِمَن تتعامل معهم ويسألونك عن سبب السلام الذي يملأ قلبك رغم المخاوف، وعن سر الابتسامة التي تعلو وجهك رغم الظروف التي تمر بها، ويستفسرون عن سر الهدوء والطمأنينة التي تتصرف بها رغم ما تلقاه من اضطهاد ومتاعب شتى، وربما يتعجبون من الحب الصادق الذي يملأ قلبك من نحوهم رغم ما يُظهرونه لك من تعنت وتعصب ومضايقات.
هل حدث معك ذلك يومًا ما؟ هل مخافة الله تملأ قلبك وتترك أثرًا واضحًا في سلوكك أمام الناس؟ هل حياة القداسة تملأ أعماقك وتبدو واضحة في جوانب حياتك دون أن تفتعلها أو تحاول إظهارها عن عمد؟ ألا تشتاق لهذه الحياة التي تشبع قلب الله وتُثير التساؤلات في قلوب الناس؟ إذًا فلا سبيل أمامنا إلا أن نُقَدِّسُ الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِنا، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُنا عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِينا، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ.

 
قديم 14 - 12 - 2024, 10:00 AM   رقم المشاركة : ( 180979 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,347

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




البركات السَّماوية التي صارت لنا بموت المسيح وقيامته، لكننا كثيرًا ما نحرم أنفسنا منها ومن التمتع بها، حينما نتهاون في حياة القداسة، ونتراخى في السهر على حالتنا.
والجدير بالذكر أن الرسول بطرس يتحدث عن القداسة في أثناء حديثه عن الألم والاضطهاد والخوف. ففي الآيتين اللتين سبقتا هذه الآية قال: «فَمَنْ يُؤْذِيكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِالْخَيْرِ؟ وَلكِنْ وَإِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، فَطُوبَاكُمْ. وَأَمَّا خَوْفَهُمْ فَلاَ تَخَافُوهُ وَلاَ تَضْطَرِبُوا». فالروح القدس قصد أن يؤكد لنا أن الظروف ليست هي العائق أمام القداسة، والاضطهاد ليس هو السبب في الفشل الذي نعانيه أمام القداسة العملية، ولا الخوف هو الذي يجعلنا نتراخى ونتهاون في طهارة ونقاوة قلوبنا، وأكبر دليل على ذلك أن يوسف لم تمنعه الظروف الصعبة من أن يعيش مُقدّسًا للرب، ودانيال لم يمنعه الاضطهاد من أن يحيا في قداسة حقيقية أمام إلهه، والتلاميذ في سفر الأعمال لم يمنعهم الخوف من أن يُقدّسوا الرب الإله في قلوبهم. الروح القدس هنا أراد أن يكشف لنا واحدة من أكثر خدع الشيطان الماكر الكذاب شيوعًا، وهي أن الظروف الصعبة والضيقات تقف عائقًا أمام قداستنا.
الأمر الثاني الجدير بالملاحظة هنا هو أن الرسول بطرس يبدأ حديثه في هذا الأصحاح عن البيت المسيحي، وعن خضوع الزوجة لزوجها، وإكرام الزوج لزوجته، ثم يستطرد متحدثًا عن القداسة. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أنه لا تعارض بين القداسة والزواج، لأن البعض - ربما تأثرًا بفلسفات بشرية قاصرة أو أفكار شيطانية كاذبة - لديهم قناعة أن الزواج يجعلنا أقل قداسة من غير المتزوجين، وأن الزواج هو أحد أسباب الفشل وعدم النجاح في حياة القداسة! تأتي هذه الكلمات كأبلغ رد على هؤلاء الذين يعتقدون أن الزواج يُقلل من القداسة.
 
قديم 14 - 12 - 2024, 10:01 AM   رقم المشاركة : ( 180980 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,347

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



«قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ» ...
يقتبس الرسول بطرس هذه الكلمات من الآية المذكورة في سفر إشعياء والأصحاح الثامن: «قَدِّسُوا رَبَّ الْجُنُودِ فَهُوَ خَوْفُكُمْ وَهُوَ رَهْبَتُكُمْ» (إش8: 13).
«قَدِّسُوا» ... المقصود بها هنا: المخافة والتقدير والاحترام. فلكي نُقدّس الرب في قلوبنا، علينا أن نضعه نصب أعيننا في كل وقت، وكل موقف نتعرض له، أي أن خوف الله يملأ قلوبنا، وتقديرنا له يظهر في كل تصرف، وفي كل كلمة تخرج من أفواهنا، كما أوصى بولس الرسول المؤمنين في كنيسة أفسس: «لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ» (أف4: 29)، وهذا لا يأتي إلا نتيجة المكوث في حضرته، والتمتع بحياة الشركة الحقيقية معه.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024