منتدى الفرح المسيحى  


merry christmas

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت

الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025

يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه



العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09 - 12 - 2024, 12:18 PM   رقم المشاركة : ( 180581 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




على قدر علمنا الضئيل يوجد نوعان للتأديب الإلهي:

تأديب قضائي (تقويم) لأجل تصحيح الأخطاء
وتأديب تعليمي (تدريب) لأجل نضج الصفات.
وإذا أردنا مثالاً على النوع الأول لا نجد - في كل الكتاب - مثالاً أوضح من حياة يعقوب. وإذا أردنا أيضًا مثالاً من النوع الثاني، فلن نجد - في كل التاريخ المقدس - مثالاً أوضح من حياة يوسف.
تُعتبَر حياة يعقوب سلسلة متصلة الحلقات من التأديب والمصائب الثقيلة التي زحمت طريقه الذي إليه دعاه الله؛ هذه مصيبة ابنته دينة، وتلك شراسة ولديه شمعون ولاوي، والثالثة كراهية شعب الأرض له، والرابعة موت دبورة، ثم موت راحيل، والسادسة فعلة رأوبين، والسابعة سقطة يهوذا مع ثامار، والثامنة فَقد يوسف، والتاسعة أخذ بنيامين إلى مصر، والعاشرة القحط الشديد، ثم الحزن المفرط الذي انتهى إلى كلالة عينيه.
أما أول وأهم هذه الدروس هنا، هو أن المصائب والنوائب إذا حلت بشخص، فليست هي الدليل على أنه رديء مغضوب عليه ومرفوض من السماء. ونحن فينا الميل لأن نحكم على الأمور بهذه الطريقة الطائشة، ونُساير أصحاب أيوب في حكمهم على الآخرين. وأكثر من ذلك قد يُضلِّلنا هذا المبدأ عن الحكم على طرقنا الخاصة. وكم من أناس مُخلصين وغيورين انحرفت خطواتهم عن سواء السبيل لأنهم رأوا المتاعب والمصائب تتراكم عليهم، فيحكمون أنها الدليل على عدم رضى الله. هذه نظرة سطحية، وهذا ليس مقياسًا صحيحًا. ومتى كان حسن المظهر والجمال الخارجي دليلاً على أصالة الجوهر؟!
 
قديم 09 - 12 - 2024, 12:19 PM   رقم المشاركة : ( 180582 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ليس كل مَنْ هو تحت عصا التأديب هو بسبب مصيبة

إنما هي طريق الله العجيبة في تدريب النفس والرقي بها. فكم استلهم رجال الله الأفاضل، وهم في عمق التدريب ووحشة الوحدة والانفراد، أغلى وأجمل الرؤى السماوية؛ موسى رجل الله، في طرف البرية، وهو مرفوض من إخوته، رأى منظرًا غريبًا وعجيبًا «عُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ!» (خر3: 3). وحزقيال نبي الرب وهو في السبي، رأى منظر الكروبيم الهائلة العجيبة. ودانيآل المحبوب من الله، وهو في عيلام، رأى تاريخ ممالك الأرض كما لو كانت في مرآة عاكسة. والمعمدان، أعظم المولودين من النساء، في برية الأردن بعيدًا عن أضواء الكهنوت، رأى ذاك المجيد الذي نزل عليه الروح القدس. ويوحنا الحبيب، وهو منفي في جزيرة بطمس، رأى السَيِّد متسربلاً بثياب البهاء والجلال والهيبة.
ونستطيع أن نضيف أن يعقوب، بعد كل ما صنع، وهو في القفر المُوحش، رأى أعظم وأجمل الرؤى «رَأَى حُلْمًا، وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا. وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا» (تك28: 12، 13). وغيرهم كثيرون، وجدوا في عمق التأديب والتدريب، مِن رفض وظلم ووحشة ووحدة ظلام الحبس، وجدوا ذاك الذي يسكن في نور لا يُدنى منه.
 
قديم 09 - 12 - 2024, 12:26 PM   رقم المشاركة : ( 180583 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ثق أن الله يُجري قصده في صلاح ومحبة وبحكمة


وخير لنا كل الخير أن لا نحكم في أمور الله العظيمة العالية، بحواس ضئيلة وصغيرة، فالله وحده هو الذي يُفسِّر عمله ويُفسِّر نفسه.
لكن رغم أن كل ما ذكرناه سابقًا صحيح بصفة عامة، فالصحيح أيضًا أن التأديب في حياة يعقوب، كان بالفعل نتيجة أخطاء وغلطات ارتكبها. كان يعقوب مع الله مُعاندًا، ومع الناس مخادعًا، ومع بيته متهاونًا في أغلب حياته، وليس بمستغرب أن تكون النتيجة عارًا وهوانًا نتيجة أعماله. كان يعقوب على دولاب الفخاري كل حياته، وسلك الله معه لا بالقسوة بل بالحكمة. نعم، حطَّمته السنون وهدَّته المصائب، نكاد نقول إنه استُعبد في حاران، وظُلم وخُدع كثيرًا من لابان، الذي غُيّر أجرته عشر مرات. تألم كثيرًا وعانى أكثر. ولكن في كل ذلك كان التأديب يتكامل مع الزمان.
مرة قال بطرس الأكبر إمبراطور روسيا: “إن السويديين قد يهزموننا إلى زمان، لكنهم سوف يعلِّموننا كيف نهزمهم”، وهذا ما حدث مع يعقوب؛ تعلَّم أخيرًا، من تأديبات القدير، أن البركة ومقاصد الله لا تضيع بأخطاء الآخرين (إسحاق)، ولا تحتاج إلى تخطيط الأقربين (رفقة)، ولا تعتمد على ذكاء الذهن البشري العقيم (يعقوب)، بل البركة وكل البركة في التسليم لله والطاعة لفكره.
 
قديم 09 - 12 - 2024, 12:28 PM   رقم المشاركة : ( 180584 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يبارك ابني يوسف بثقة وحكمة شديدتين، مُقدِّمًا الصغير على الكبير، وكيف أن عينيه اللتين كلَّتا عن البصر، تنفُذان خلال أجيال قادمة، لتريا “شيلون”، وتاجه الذهبي البرَّاق (تك49: 10). وفي النهاية يسجد على رأس عصاه، ويتكلَّم بكلمات النصرة، شهادة لمواعيد الله، ولرعايته الأمينة، ولخلاصه العجيب (تك48: 15، 16).
وعلى جميع المؤمنين يصدق القول: «فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ» (تك16: 33)، وعلى عدد قليل منهم يصدق القول: «وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ» (2تي3: 12). من هذه الزاوية يُعتبر يوسف مثالاً مشهورًا في الكتاب المقدس للتأديب من أجل نضج الصفات؛ إنه تدريب، كما ذكرنا، هو تأديب تعليمي وليس قضائي.. لم يتألم يوسف من أجل خطية ارتكبها، ولكن على العكس «كَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا ... وَرَأَى سَيِّدُهُ أَنَّ الرَّبَّ مَعَهُ وَأَنَّ كُلَّ مَا يَصْنَعُ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ بِيَدِهِ» (تك39: 2، 3). كان الله في فكره ونصب عينيه دائمًا. حين جُرِّب، قال: «فَكَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟» (تك39: 9). وحين ظُلّم ووُضع في السجن، لم يتذمَّر على ما حاق به من جرّاء هذا الاتهام الظالم الفادح، بل في شموخ روحي ونفسي، حاول أن يخفِّف من آلام الآخرين. وحين عرَّف إخوته بنفسه قال لهم: «لاَ تَتَأَسَّفُوا وَلاَ تَغْتَاظُوا لأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا، لأَنَّهُ لاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِيَ اللهُ قُدَّامَكُمْ».
 
قديم 09 - 12 - 2024, 12:30 PM   رقم المشاركة : ( 180585 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يظن البعض أن التمييز بين نوع وآخر من الآلام لا يُجدي كثيرًا


وذلك لأن الألم مشترك فيها جميعًا. هذا الظن خاطئ، والصحيح هو أن ليست كل الآلام واحدة، فميراث جميع المؤمنين هو “الضيق”، بينما ميراث الأمناء منهم هو “الاضطهاد”، حين ترى بعينيك وتحس في جسدك أو في نفسك بوطأة الظلم واقعة عليك، من مخلوق مثلك. وبقدر ما يكون المظلوم بريئًا ونبيلاً، بقدر ما تهتز أحاسيسه من الظلم الذي يحيق به. لكن إذا جاء الاضطهاد والافتراء من الأقربين، كانت وطأته أشد، وكانت مرارته أقسى. أي ضربة تُحدث ألمًا، سواء جاءت من عدو أو من صديق، لكن الأثر الأدبي يختلف اختلافًا كبيرًا. إن جاءت الضربة من عدو تجرح أو تكسر، لكن إن جاءت من صديق أو قريب، فهي تفتت القلب وتسحقه إلى درجة اليأس.
عندما طعن “كاسكا” يوليوس قيصر بسيفه في عنقه، انبرى له ذلك المحارب الفذ ليحمي نفسه بدرعه الذي على ذراعه اليمنى، بكل المهارة والشجاعة التي لازمته في الخمسمائة معركة التي خاضها، ولم يحفل كثيرًا بأعدائه الكثيرين من حوله. وبكل شجاعة وشهامة لم تلن عزيمته أمام اثنين وعشرين طعنة تلقاها منهم، لكنه لما رأى فجأة صديقه الحميم “بروتس” يقدم في وسطهم، ويطعنه في أحشائه، ارتخت يداه، وخارت عزيمته، وقال له: “حتى أنت يا بروتس؟!” وغطى وجهه بعباءته، وخرَّ صريعًا أمامهم.
 
قديم 09 - 12 - 2024, 12:42 PM   رقم المشاركة : ( 180586 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




قد يطرق التأديب بابنا بعنف أو بلطف
فلننهض لنواجهه، لا بالاحتقار ولا بالخوار
«يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ» (عب12: 5)،
بل بثقة وبثبات هادئ، عالمين أن من وراء تأديب إلهنا بركة
وفائدة وخير جزيل «وَلَكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ
بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ»
(عب12: 11).
 
قديم 09 - 12 - 2024, 12:47 PM   رقم المشاركة : ( 180587 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




رأفات الله

تتسم معاملات الله معنا بالرأفة؛ فيُظهر لنا عطفه ومراحمه وحنانه، وهذا ما يُغلِّف جميع معاملاته معنا، حتى في الأوقات التي نتوقع منه، لسبب تهاوننا، عكس ذلك. رأفات الله جعلته يشعر بمتاعبنا، وجعلته حساسًا لإعوازنا ولا يصمت أمام ضيقاتنا، بل أظهر لنا كل الجود والعطاء والعطف. ومظاهر رأفة الله في حياتنا متنوعة نذكر منها:
1- تبرير المذنب
هذا جانب من رأفات الله التي ذكرها الرسول بولس في رومية 12، فالرسالة تبدأ بشَرِّ الناس بكل فئاتهم، حيث جاء التقرير أن الجميع زاغوا وفسدوا (رو3: 12)، وكانوا فعلاً يستحقون أن يقع عليهم غضب الله الذي أُعلن على جميع فجور الناس وإثمهم (رو1: 18). إلا أن رأفات الله أشفقت على الإنسان المذنب، فدبَّرت له التبرير مجانًا «مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رو3: 24). بل قربت الإنسان إلى محضر الله، وجعلته يقيم في النعمة، ويفتخر على رجاء مجد الله. وبدأ عملها في الأزل عندما اختار الله أناسًا هو يعلم تمامًا حالتهم، ووضع خطة بها يدعوهم ويبررهم ويمجدهم. ولن تقف قوة ضد إكماله لهذا المشروع العظيم. أظهرت الرأفات غنى الرحمة لآنية سبق الله وأعدها للمجد. هذه الرأفات ناشد بها بولس المؤمنين في رومية (رو12: 1) لكي يكملوا الصورة الرائعة التي بدأها الله معهم بعيشتهم في ملء إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة.
2- الفداء:
«يَتَرَأَّفُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ: أُطْلِقُهُ عَنِ الْهُبُوطِ إِلَى الْحُفْرَةِ، قَدْ وَجَدْتُ فِدْيَةً» (أي33: 24). كان عدلاً أن الله يدين الإنسان، لكن رأفته جعلته يُرسل ابنه، ويبذله عوضًا عنا، فأُطلق الأثيم حرًا، وأُوثق هو، وقَبِلَ أن يأخذ موقف المُدان مع أنه البرئ.
3- غفران الخطايا:
وهذا ما عبر عنه ميخا عن الله في تعاملاته مع الشعب الأرضي بالقول: «مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِـالرَّأْفَةِ. يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ. تَصْنَعُ الأَمَانَةَ لِيَعْقُوبَ وَالرَّأْفَةَ لإِبْرَاهِيمَ، اللَّتَيْنِ حَلَفْتَ لآبَائِنَا مُنْذُ أَيَّامِ الْقِدَمِ» (مي7: 18-20).
4- الإرشاد
«تُرْشِدُ بِرَأْفَتِكَ الشَّعْبَ الَّذِي فَدَيْتَهُ. تَهْدِيهِ بِقُوَّتِكَ إِلَى مَسْكَنِ قُدْسِكَ» (خر15: 13). لأن المؤمنين لهم غلاوة خاصة على قلب الرب، وقيمتهم هي الفداء الثمين الذي دفعه لفدائهم، فكيف يتركهم وشأنهم في دروب الحياة؟ كم يتراءف الرب على أولاده لأنهم يسيرون في طريق هو يعلم أنهم لم يعبروه من قبل (يش3: 4). إنهم لا يعرفون المستقبل، حيث إنه مجهول عندهم، ولا يعرفون خيرهم الحقيقي، وقد يُخدعون في سيرهم وراء قلوبهم أو أعينهم، ولأن الأخطاء مُكلِّفة، لهذا يترأف الرب ويتولى إرشادهم وقيادتهم. قد يستخدم كلمته، أو يتكلم بروحه في قلوبهم، أو عن طريق المرشدين، أو يدير الأحداث والظروف لتؤكد ما سبق وكلمهم به.
5- التعزية
«مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلَهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا» (2كو1: 3، 4). الله أبو الرأفة، هو أصل ومصدر لكل رأفة حقيقية. ولعلمه بقسوة التجربة على نفس المؤمن، فهو يحتمل تأوهاته واعتراضاته الداخلية وتذمراته وضعفه الإنساني. وإن كانت هذه الأمور تستوجب تأديبات الآب، لكن شفقة منه على المؤمن المُجرَّب، فبدل أن يرسل له التأديبات، يُعطيه التعزيات، فيُشدِّده داخليًا، ويُعطيه الطاقة النفسية والروحية لاحتمال نيران التجربة، ويعطيه العزاء والرجاء.
6- احتماله لجهالتنا وأخطائنا:

«كَمَا يَتَرَأَّفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَّفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ» (مز103: 13). إن كان الأب البشري في طاقته وعطائه المحدودين يتراءف على ابنه، ولا سيما في سنوات جهالته (أيام الطفولة الأولى - أم22: 15)، فيصبر ويكرِّر الدرس مرات، ويحتمل الأخطاء؛ فكم تكون رأفات الرب في تعاملاته معنا عندما تظهر منا النقائص والجهالات.
ومن خلال شركتنا مع هذا الإله يجب أن تنعكس هذه الصفة في تعاملاتنا مع الآخرين فنعكس شيئًا من جماله، وهذا ما جعل بولس يكتب لإخوة كولوسي: «فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أنَاةٍ» (كو3: 12). أحشاء الرأفات تجعلنا نُظهر الشفقة والحنان تجاه بعضنا البعض، فتخلو تصرفاتنا من القسوة والتجريح، مهما كانت حالة مَنْ نتعامل معهم، وتكون هي المحرِّك عند العطاء «أَمَّا الصِّدِّيقُ فَيَتَرَأَّفُ وَيُعْطِي ... الْيَوْمَ كُلَّهُ يَتَرَأَّفُ وَيُقْرِضُ» (مز37: 21، 26). وهذه الرأفات كما سبق القول مصدرها الله أبو الرأفة؛ فكل عطف ورحمة وحنو نظهره مصدره قلب إلهنا، ويدعمه حياة المسيح فينا.
 
قديم 09 - 12 - 2024, 12:51 PM   رقم المشاركة : ( 180588 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




تتسم معاملات الله معنا بالرأفة فيُظهر لنا عطفه ومراحمه وحنانه،
وهذا ما يُغلِّف جميع معاملاته معنا، حتى في الأوقات التي نتوقع منه،
لسبب تهاوننا، عكس ذلك. رأفات الله جعلته يشعر بمتاعبنا،
وجعلته حساسًا لإعوازنا ولا يصمت أمام ضيقاتنا،
بل أظهر لنا كل الجود والعطاء والعطف
 
قديم 09 - 12 - 2024, 12:52 PM   رقم المشاركة : ( 180589 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




تبرير المذنب
هذا جانب من رأفات الله التي ذكرها الرسول بولس في رومية 12، فالرسالة تبدأ بشَرِّ الناس بكل فئاتهم، حيث جاء التقرير أن الجميع زاغوا وفسدوا (رو3: 12)، وكانوا فعلاً يستحقون أن يقع عليهم غضب الله الذي أُعلن على جميع فجور الناس وإثمهم (رو1: 18). إلا أن رأفات الله أشفقت على الإنسان المذنب، فدبَّرت له التبرير مجانًا «مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رو3: 24). بل قربت الإنسان إلى محضر الله، وجعلته يقيم في النعمة، ويفتخر على رجاء مجد الله. وبدأ عملها في الأزل عندما اختار الله أناسًا هو يعلم تمامًا حالتهم، ووضع خطة بها يدعوهم ويبررهم ويمجدهم. ولن تقف قوة ضد إكماله لهذا المشروع العظيم. أظهرت الرأفات غنى الرحمة لآنية سبق الله وأعدها للمجد. هذه الرأفات ناشد بها بولس المؤمنين في رومية (رو12: 1) لكي يكملوا الصورة الرائعة التي بدأها الله معهم بعيشتهم في ملء إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة.
 
قديم 09 - 12 - 2024, 12:55 PM   رقم المشاركة : ( 180590 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الفداء:
«يَتَرَأَّفُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ: أُطْلِقُهُ عَنِ الْهُبُوطِ
إِلَى الْحُفْرَةِ، قَدْ وَجَدْتُ فِدْيَةً» (أي33: 24).
كان عدلاً أن الله يدين الإنسان لكن رأفته جعلته يُرسل ابنه،
ويبذله عوضًا عنا، فأُطلق الأثيم حرًا، وأُوثق هو،
وقَبِلَ أن يأخذ موقف المُدان مع أنه البرئ.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024