ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08 - 12 - 2024, 08:05 AM | رقم المشاركة : ( 180431 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محاكمة الأمم في الأصحاح الأول يؤكد الرب أنه يؤدب شعبه في حزمٍ شديدٍ، إذ لا يقبل الشركة مع الشر، وهو في هذا استخدم أشور، وسيستخدم بابل لتأديب شعبه "إسرائيل ويهوذا" لكن وهو يؤدب شعبه لا يقبل من الأمم أن يشمتوا بهم أو يحملوا روح البغضة والكراهية ضدهم. فإنه يحاكمهم ويدينهم. إذ يُقدم النبي وصفًا مرعبًا لمحاكمة الأمم، فإنه لا يهدف أن يسقط البشر في اليأس، بل أن يجتذبهم إلى الله كمصدر حياتهم وسلامهم وسعادتهم. إنه يدعوهم إلى إعادة تقييم حياتهم وأهدافهم ونياتهم، فيرتعبوا لا من الله بل من الخطية. يبدو في محاكمة الله للأمم كما لو كان عدوًا لهم، وذلك لتأديبهم بحزمٍ على شماتتهم بشعبه الساقط تحت التأديب، لكن على ضوء السفر كله حيث يعلن التهليل برجوع الأمم إلى الله يظهر أن الله لا يعاديهم بل يعادي عداوتهم، ولا ينتقم منهم بل من الشر الذي ملك عليهم. دعوة شعبه لطلب البرّ: 1 تَجَمَّعِي وَاجْتَمِعِي يَا أَيَّتُهَا الأُمَّةُ غَيْرُ الْمُسْتَحِيَةِ. 2 قَبْلَ وِلاَدَةِ الْقَضَاءِ. كَالْعُصَافَةِ عَبَرَ الْيَوْمُ. قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ حُمُوُّ غَضَبِ الرَّبِّ، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ يَوْمُ سَخَطِ الرَّبِّ. 3 أُطْلُبُوا الرَّبَّ، يَا جَمِيعَ بَائِسِي الأَرْضِ الَّذِينَ فَعَلُوا حُكْمَهُ. اطْلُبُوا الْبِرَّ. اطْلُبُوا التَّوَاضُعَ. لَعَلَّكُمْ تُسْتَرُونَ فِي يَوْمِ سَخَطِ الرَّبِّ. قبل أن يبدأ بمحاكمة الأمم الشامتة في شعبه الذي تحت التأديب، يطلب من شعبه أن يتوبوا، ويطلبوا البرّ والتواضع حتى يستر الرب عليهم ويرد لهم مجدهم. فهو لا يقوم بمحاكمة الشامتين في شعبه ما لم يُقدم الأخير توبة صادقة. |
||||
08 - 12 - 2024, 08:08 AM | رقم المشاركة : ( 180432 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تَجَمَّعِي وَاجْتَمِعِي يَا أَيَّتُهَا الأُمَّةُ غَيْرُ الْمُسْتَحِيَةِ. [1] يدعو هذه الأمة التي حسبت نفسها شعب الله المتميز عن بقية الأمم والشعوب، أن تراجع موقفها فإنها "أمة غير مستحية" أو "أمة غير راغبة في الله"، أو ليس لها ما يُزكيها أمامه، يطالبها أن تجمع نفسها وتجتمع معًا، فإن أحد ثمار الخطية الخطيرة هو فقدان الهدف الجماعي، فيعمل كل واحدٍ حسب هواه. وكما قيل عن فترة القضاة المظلمة: "في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل، كل واحدٍ عمل ما حسن في عينيه" (قض 21: 25). الخطية تجعل الإنسان كالعصافة التي ليس لها موضع استقرار، وتحول المجتمع كما إلى عاصفة تبدد الكل وتبعثرهم. على العكس فإن عمل التوبة الصادقة هو رجوع الإنسان إلى أعماقه ليبصر بروح الحق إلى قلبه وفكره ومشاعره ونياته وإرادته... هنا يلتصق بالله فيقترب إلى إخوته بروح الوحدة، لا بمجرد الاجتماع الجسماني، بل يصير للكل الروح الواحد والفكر الواحد. هنا الدعوة للاجتماع معها ربما لكي يراجع الجميع حساباتهم معًا، فيقدموا توبة جماعية، ويصرفوا العار والغضب الإلهي عنهم، بروح الصلاة والخشوع والرغبة في الرجوع إليه. |
||||
08 - 12 - 2024, 08:15 AM | رقم المشاركة : ( 180433 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قَبْلَ وِلاَدَةِ الْقَضَاءِ. كَالْعُصَافَةِ عَبَرَ الْيَوْمُ. قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ حُمُوُّ غَضَبِ الرَّبِّ. قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ يَوْمُ سَخَطِ الرَّبِّ. [2] إن كان شعبه قد سقط تحت التأديب، فإنه ينذرهم بأنهم ما لم يرجعوا إليه يسقطون تحت الغضب الإلهي في يوم سخط الرب. إن كانت الخطية تفسد حياة الناس، فتجعل منهم قشًا لا حنطة، فإن أقل هجوم من عدو يصير كالريح فيتناثر القش ويتبدد. أما التوبة فتجعل من القش حنطة، فلا تبعثرهم الرياح، بل تنقيهم من القش لتجتمع الحنطة معًا. يطالبهم بالتوبة السريعة وفي غيرة، فقد اقترب جدًا يوم ولادة القضاء، أو يوم التأديب الإلهي؛ لقد صار على الأبواب. لعله يشبه يوم الرب هنا بالعصافة، يأتي سريعًا حيث تهب رياح الغضب الإلهي، ومتى حلّ اليوم لا يجد الأشرار فرصة للهروب، فسيعبر كعصافة يصعب اللحاق بها، ويصيرون هم أنفسهم عصافة في مهب الرياح الشديدة! وكما يقول المرتل: "ليس كذلك الأشرار، لكنهم كالعصافة التي تذريها الريح" (مز 1: 4). وكما يقول الرب عن شعب أفرايم الأثيم: "لذلك يكونون كسحاب الصبح، وكالندى الماضي باكرًا. كعصافةٍ تُخطف من البيدر، وكدخانٍ من الكوة" (هو 13: 3). هكذا لا يجد الأشرار موضع راحة، لا يستقرون على الأرض، ولا يبلغون السماء. إنهم كالعاصفة التي تحركها الريح في كل اتجاه. يقارن القديس أغسطينوس بين الودعاء والأشرار، فعن الودعاء قيل: "طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض" (مت 5: 5)؛ أما الأشرار فإنهم كالتراب (والرماد) تطرحه الريح عن وجه الأرض (مز 1: 4). فإن الكبرياء ينفخ الشرير فيكون دومًا مطرودًا من وجه الأرض. * الأشرار "كالعصافة التي تذريها الريح" (مز 1: 4). يقول الكتاب المقدس إن الإنسان الشرير يكون غير سعيد، فلا يكون حتى مثل تراب الأرض. يبدو التراب كما لو كان ليس له كيان، لكن له نوع من الوجود في ذاته... إنه يتبعثر هنا وهناك وليس له أي موضع يستقر فيه، حيثما يجرفه الريح تتبدد قوته. هكذا هو الشرير، فإنه إذ يجحد الله، ينقاد بالضلال، حيثما ترسله نسمات إبليس. القديس جيروم * "ليكونوا مثل العُصافة قدام الريح، وملاك الرب داحرهم" (مز 35: 5)... الريح هو التجربة، والتراب (العُصافة) هم الأشرار. حينما تأتي التجربة يرتفع التراب ولا يقف أمام الريح ولا يصده. القديس أغسطينوس |
||||
08 - 12 - 2024, 08:19 AM | رقم المشاركة : ( 180434 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقارن القديس أغسطينوس بين الودعاء والأشرار فعن الودعاء قيل: "طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض" (مت 5: 5)؛ أما الأشرار فإنهم كالتراب (والرماد) تطرحه الريح عن وجه الأرض (مز 1: 4). فإن الكبرياء ينفخ الشرير فيكون دومًا مطرودًا من وجه الأرض. |
||||
08 - 12 - 2024, 08:21 AM | رقم المشاركة : ( 180435 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* الأشرار "كالعصافة التي تذريها الريح" (مز 1: 4). يقول الكتاب المقدس إن الإنسان الشرير يكون غير سعيد، فلا يكون حتى مثل تراب الأرض. يبدو التراب كما لو كان ليس له كيان، لكن له نوع من الوجود في ذاته... إنه يتبعثر هنا وهناك وليس له أي موضع يستقر فيه، حيثما يجرفه الريح تتبدد قوته. هكذا هو الشرير، فإنه إذ يجحد الله، ينقاد بالضلال، حيثما ترسله نسمات إبليس. القديس جيروم |
||||
08 - 12 - 2024, 08:22 AM | رقم المشاركة : ( 180436 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* "ليكونوا مثل العُصافة قدام الريح، وملاك الرب داحرهم" (مز 35: 5)... الريح هو التجربة، والتراب (العُصافة) هم الأشرار. حينما تأتي التجربة يرتفع التراب ولا يقف أمام الريح ولا يصده. القديس أغسطينوس |
||||
08 - 12 - 2024, 08:24 AM | رقم المشاركة : ( 180437 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أُطْلُبُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ بَائِسِي الأَرْضِ الَّذِينَ فَعَلُوا حُكْمَهُ. اطْلُبُوا الْبِرَّ. اطْلُبُوا التَّوَاضُعَ. لَعَلَّكُمْ تُسْتَرُونَ فِي يَوْمِ سَخَطِ الرَّبِّ. [3] في دعوته لهم أن يجتمعوا لم يرد أن يبث كل منهم في الآخر روح الرعب والفزع، بل يجتمعوا معًا لكي يطلبون الرب. يطلبون الرب لكي يفيض عليهم بنعمته ويرحمهم، ويحقق وعودهم لهم. يدعوهم لكي يجتمعوا بروح الوداعة، كمرضى يسألون الطبيب السماوي أن يمد يده ليعالج ويشفي. لذا يدعوهم "يا جميع بائسي (وديعي) الأرض". العجيب أنه يدعو ودعاء الأرض (بائسي الأرض) لكي يطلبوا الرب نفسه ويسألوه البرّ والتواضع؛ بهذا يُسترون في يوم سخط الرب. فليس من طريق للاختفاء من الغضب سوى الالتجاء إلى الرب والاختفاء فيه، والتمتع بالبرّ الإلهي فيستر على ضعفاتهم، وينالون التواضع فيصيرون حنطة عوض كونهم عُصافة في مهب الريح العاصف. لقد أعلن الرب ذات النداء في سفر إشعياء: "هلَّم يا شعبي ادخل مخادعك، واغلق أبوابك خلفك. اختبئ نحو لحيظة حتى يعبر الغضب. لأنه هوذا الرب يخرج من مكانه ليعاقب إثم سكان الأرض فيهم" (اش 26: 20-21). وفي عاموس: "لأنه هكذا قال الرب لبيت إسرائيل: اطلبوا فتحيوا... اطلبوا الرب فتحيوا، لئلا يقتحم بيت يوسف كنارٍ تُحرق ولا يكون من يطفئها من بيت إيل" (عا 5: 4، 6). يرى البعض أن الحديث هنا موجه إلى طبقة البائسين الذين سقطوا تحت الظلم بسبب الفساد الذي حلّ في البلاد، واستغلال أصحاب السلطة والأغنياء الفرصة ضد الفقراء. غير أن هؤلاء الفقراء اشتركوا أيضًا في الفساد والرجاسات، لذلك يسألهم النبي أن يرجعوا إلى الرب ويلتمسوا رحمته بالتوبة في تواضعٍ والسلوك بالبرّ. فإن الظلم الحالّ عليهم لن يبررهم يوم سخط الرب ما لم يرجعوا إليه بكل قلوبهم. ولعله يقصد بالبائسين هنا اليهود صالبي المسيح، فإن كانوا قد جَدَّفُوا عليه وصلبوه، فَلْيَتَعَرَّفوا عليه وبروح التواضع يطلبوه، فيحتضنهم ويحفظهم من الغضب الذي حلّ بهم بسبب جحودهم له. فقد قيل لهم بالنبي إشعياء: "اطلبوا الرب ما دام يُوجد، ادعوه وهو قريب" (إش 55: 6). يرى القديس كبريانوس في النداء "اطلبوا الرب" دعوة لترك كل شيء لنطلب الرب وملكوته وبرّه عندئذ كل شيء يزداد لنا كقول السيد المسيح نفسه (مت 6: 31-33). * حيث يوجد زمن، تطلعوا إلى الخلاص الحقيقي الأبدي، وإذ صارت نهاية العالم على الأبواب حولوا أذهانكم بمخافة الرب إلى الله. لا تبتهجوا بسلطانكم الباطل الذي بلا قوة يسيطر في هذا العالم على الأبرار والودعاء... "اطلبوا الرب فتحيوا" (عا 5: 6). اعرفوا الرب حتى إن كان الوقت متأخرًا... آمنوا به، هذا الذي لن يخدعكم. آمنوا بذاك الذي سبق فأخبركم بحدوث كل هذه الأمور. آمنوا بالذي سيهب الحياة الأبدية للذين يؤمنون. آمنوا بذاك الذي بنيران جهنم يوقع عقوبة أبدية على غير المؤمنين. الشهيد كبريانوس هكذا ليس لنا ملجأ من غضب الرب إلاَّ الهروب إليه والاحتماء فيه.* قبل أن نطلب الرب كنا ضعفاء ومتقلبين، الآن إذ تستقر قلوبنا عليه فنحن أقوياء وشجعان. القديس جيروم |
||||
08 - 12 - 2024, 08:28 AM | رقم المشاركة : ( 180438 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يرى القديس كبريانوس في النداء "اطلبوا الرب" دعوة لترك كل شيء لنطلب الرب وملكوته وبرّه عندئذ كل شيء يزداد لنا كقول السيد المسيح نفسه (مت 6: 31-33). * حيث يوجد زمن، تطلعوا إلى الخلاص الحقيقي الأبدي، وإذ صارت نهاية العالم على الأبواب حولوا أذهانكم بمخافة الرب إلى الله. لا تبتهجوا بسلطانكم الباطل الذي بلا قوة يسيطر في هذا العالم على الأبرار والودعاء... "اطلبوا الرب فتحيوا" (عا 5: 6). اعرفوا الرب حتى إن كان الوقت متأخرًا... آمنوا به، هذا الذي لن يخدعكم. آمنوا بذاك الذي سبق فأخبركم بحدوث كل هذه الأمور. آمنوا بالذي سيهب الحياة الأبدية للذين يؤمنون. آمنوا بذاك الذي بنيران جهنم يوقع عقوبة أبدية على غير المؤمنين. الشهيد كبريانوس |
||||
08 - 12 - 2024, 08:28 AM | رقم المشاركة : ( 180439 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هكذا ليس لنا ملجأ من غضب الرب إلاَّ الهروب إليه والاحتماء فيه. * قبل أن نطلب الرب كنا ضعفاء ومتقلبين، الآن إذ تستقر قلوبنا عليه فنحن أقوياء وشجعان. القديس جيروم |
||||
08 - 12 - 2024, 08:29 AM | رقم المشاركة : ( 180440 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
محاكمة فلسطين: 4 لأَنَّ غَزَّةَ تَكُونُ مَتْرُوكَةً، وَأَشْقَلُونَ لِلْخَرَابِ. أَشْدُودُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ يَطْرُدُونَهَا، وَعَقْرُونُ تُسْتَأْصَلُ. 5 وَيْلٌ لِسُكَّانِ سَاحِلِ الْبَحْرِ أُمَّةِ الْكِرِيتِيِّينَ! كَلِمَةُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ: «يَا كَنْعَانُ أَرْضَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، إِنِّي أَخْرِبُكِ بِلاَ سَاكِنٍ». 6 وَيَكُونُ سَاحِلُ الْبَحْرِ مَرْعًى بِآبَارٍ لِلرُّعَاةِ وَحَظَائِرَ لِلْغَنَمِ. 7 وَيَكُونُ السَّاحِلُ لِبَقِيَّةِ بَيْتِ يَهُوذَا. عَلَيْهِ يَرْعَوْنَ. فِي بُيُوتِ أَشْقَلُونَ عِنْدَ الْمَسَاءِ يَرْبُضُونَ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَهُمْ يَتَعَهَّدُهُمْ وَيَرُدُّ سَبْيَهُمْ. لأَنَّ غَزَّةَ تَكُونُ مَتْرُوكَةً، وَأَشْقَلُونَ لِلْخَرَابِ. أَشْدُودُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ يَطْرُدُونَهَا، وَعَقْرُونُ تُسْتَأْصَلُ. [4] يؤدب الرب البلاد الهامة في فلسطين والتي كانت تعتز في كبرياء بقدرتها أو ازدهارها، وهي غزة وأشقلون وأشدود وعقرون. فتصير مدينة غزة متروكة أشبه ببرية جرداء، وقد قام الإسكندر الأكبر بتدميرها تمامًا حتى كاد أن يمحيها. وقد جاء اسمها في العبرية "كذوبة Gazubah" تحمل هذا المعنى، أي بلا وجود. والمدينة الثانية أشقلون، فإنها في العبرية Ekron teeaker. أشدود تطرد في وقت الظهيرة، وقد عرف الشرقيون منذ القديم أنهم ينامون في الظهيرة بسبب الحر، فتعتبر فترة خمول، (2 صم 4: 5)، وكانت العمليات العسكرية تتوقف في تلك الفترة. يلاحظ أن المدينة الخامسة في فلسطين المشهورة "جت" لم تُذكر هنا لأنها في ذلك الحين كانت خاضعة لليهود. لهذا كل من صفنيا هنا وعاموس (عا 1: 6)، وإرميا (إر 25: 20)، وزكريا (زك 9: 5-6) لم يذكروا سوى الأربع مدن. ما يتنبأ به هنا عن هذه المدن الأربع الرئيسية يُشير إلى ما يحل بالإنسان الأثيم غير التائب ألاَّ وهو أن يعاني من العزلة، حيث يصير متروكًا، ومن الخراب حيث لا يسكنه البرّ الإلهي، ومن الرعب حيث يعيش كطريد وليس من هو وراءه، وأخيرًا يُستأصل حيث تنتهي حياته بمصير عدو الخير نفسه. هذا هو الإنذار الإلهي لكل إنسان يختار لنفسه مقاومة الحق الإلهي، وإعطاء ظهره لله واهب الحياة والشبع والسلام والسعادة. إنه يئن مع صهيون التي ظنت في مرارتها أن الرب تركها وسيدها نسيها (إش 49: 14)، فتقول: "هأنذا كنت متروكة وحدي" (إش 49: 21). وكما يقول إرميا النبي: "كل المدن متروكة، ولا إنسان ساكن فيها" (إر 4: 29). كما قيل بالنبي إشعياء: "وينظرون إلى الأرض، وإذا شدة وظلمة قتام الضيق، وإلى الظلام هم مطرودون" (إش 8: 22). كما قيل بالمرتل: "لتكن دارهم خرابًا، وفي خيامهم لا يكن ساكن" (مز 69: 25)؛ "كيف صاروا للخراب بغتة؟" (مز 73: 19). وجاء في المكابيين: "استأصل كل أثيم وشرير" (1 مك 14: 14). * "كيف صاروا للخراب بغتة؟" (مز 73: 19) إنه يتعجب منهم، مدركًا ما سيحل بهم في النهاية. "اضمحلوا"؛ حقًا صاروا كالدخان، إذ يصعد إلى فوق يضمحل، هكذا هم اضمحلوا... "فنوا بآثامهم". إنهم كحلمٍ عند التيقظ (مز 73: 20)... إذ يرى إنسان أنه قد وجد كنوزًا وهو نائم إنما يكون في وهم إنه غني، ولكن إلى أن يستيقظ... يبحث فلا يجد، ليس في يديه شيء، ليس شيء في سريره... هؤلاء (الأشرار) إذ يستيقظون يجدون البؤس الذي أعدوه لأنفسهم. القديس أغسطينوس إن كان الشر يهدم الإنسان ويفقده كل حيوية، فيكون كمن هو مهجور في عزلةٍ، يحل به الدمار، ويُستأصل، فإن الله الذي يسمح بذلك إنما ليستأصل ما فيه من شرٍ ولكي يغرسه من جديد، أي يجدد حياته وطبيعته بروحه القدوس. يحطم ما فينا من شر ليقيم برَّه فينا. وكما يقول المرتل: "أنت بيدك استأصلت الأمم وغرستهم" (مز 44: 2). |
||||