منتدى الفرح المسيحى  


merry christmas

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت

الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025

يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه



العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06 - 12 - 2024, 11:15 AM   رقم المشاركة : ( 180251 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ألن يكون جميلًا إذا كان كل ما نفعله بلا استثناء يكرمه؟ لكن هل يمكن للمؤمن أن يصل إلى نقطة يكون فيها بلا خطية؟ هل من المعقول أن نتوقع أنه بمرور الوقت يمكننا أن ننمو روحيًا لدرجة أننا لا نتعثر أبدًا؟ قد تكون هناك إجابتان على هذا السؤال.

بادئ ذي بدء، يجب أن يكون العيش في القداسة هدف كل أبناء الله. يوصينا الله "كُونُوا قِدِّيسِينَ لِأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (بطرس الأولى 1: 16). وهو يمنحنا القدرة للقيام بذلك. تقول رسالة بطرس الثانية 1: 3 "كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ ظ±لْإِلَهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَظ±لتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ ظ±لَّذِي دَعَانَا بِظ±لْمَجْدِ وَظ±لْفَضِيلَةِ". ثم يتابع الرسول بطرس في الآيات 5-7 ذكر خطوات النمو الروحي التي تبني بعضها على بعض: الإيمان والفضيلة والمعرفة والتعفف والصبر والتقوى والمودة الأخوية والمحبة. ثم يختم حديثه بهذا الوعد المذهل: "لِأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ، لَنْ تَزِلُّوا أَبَدًا" (الآية 10). فهل هذا يعني أن الكمال ممكن؟

وفقًا لهذا المقطع، فهو ممكن. يمكن التغلب على الخطايا العمدية بالخضوع المستمر لإرادة الله. ومع ذلك، لا يشير بطرس إلى أن كل مؤمن سيعيش باستمرار في غلبة كامل. بل يقول ببساطة أنه إذا كانت لدينا هذه الصفات بكثرة، فلن نقع في فخ الخطية. كم منا يستطيع أن يقول حقًا إننا نعبر دائمًا عن المحبة كما يفعل الله؟ هل لدينا كل المعرفة في كل حالة؟ لدينا هدف، وهو أن نكون مثل يسوع (رومية 8: 29؛ يوحنا الأولى 4: 17). ولكن لدينا أيضًا عدوان يحاربان هذا الهدف: الشيطان وجسدنا الخاطئ (رومية 7: 18-23؛ بطرس الأولى 5: 8). عندما تخضع حياتنا بالكامل للروح ، يمكننا أن نتوقع أن نعيش فوق خطايا الإرادة، مثل الفجور الجنسي والسرقة والكذب. هذه هي الخطايا التي نختارها بوعي، ويتوقع الله منا أن نتغلب عليها بقوته وقدرته (رومية 8: 37). لذلك، بهذا المعنى، يمكننا أن نختار أن نفعل فقط تلك الأشياء التي تكرم الله.

 
قديم 06 - 12 - 2024, 11:16 AM   رقم المشاركة : ( 180252 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ما زلنا نعيش في حدود أجسادنا الجسدية. نتعرض لرغبات ومشاعر متضاربة، مثل الشفقة على الذات والغضب والخوف. ففكر واحد شهواني أو طمع يفسد الكمال، وبالتالي يلغي أي احتمال بأن نستطيع العيش فوق الخطية. لهذا السبب توصينا كلمة الله بأن نكون "مُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ ظ±لْمَسِيحِ" (كورنثوس الثانية 10: 5). في كثير من الأحيان، يتم خوض أعظم المعارك مع الجسد في داخلنا، دون أن يشعر بذلك أي شخص آخر. الخطايا الأخرى لا ندركها إلا بعد فوات الأوان. كم مرة قلنا شيئًا وأدركنا لاحقًا، "ما كان يجب أن أقول ذلك"؟

لذلك، في حين أنه قد يكون من الممكن الوصول إلى نقطة ضبط النفس والتوجيه الروحي الذي ينتج عنه فقط تلك الأشياء التي تكرم الله، إلا أن "اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟" (إرميا 17: 9). غالبًا ما لا نفهم دوافعنا الخاصة أو نرى عيوبنا حتى يشير الله إليها. لهذا السبب يشجعنا الله على الإقرار بخطايانا وتطهير قلوبنا، ولا نفترض أبدًا أننا بلا خطية. توضح رسالة يوحنا الأولى 1: 8-9 هذا الأمر: "إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ ظ±لْحَقُّ فِينَا. إِنِ ظ±عْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ".

 
قديم 06 - 12 - 2024, 11:17 AM   رقم المشاركة : ( 180253 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لا يفترض المؤمن المسيحي الحكيم أنه وصل إلى الكمال وصار بلا خطية. فذلك هو الكبرياء، وهو خطية (يعقوب 4: 6؛ أمثال 16: 5). يجب أن نفحص أنفسنا باستمرار لنرى ما إذا كانت طرقنا ترضي الرب. يمكننا أن نصلي مع داود قائلين: "ظ±خْتَبِرْنِي يَا ظ±للهُ وَظ±عْرِفْ قَلْبِي. ظ±مْتَحِنِّي وَظ±عْرِفْ أَفْكَارِي. وَظ±نْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَظ±هْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا" (مزمور 139: 23-24). يمكننا أيضًا أن نصلي: "لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ، صَخْرَتِي وَوَلِيِّي" (مزمور 14:19). يجب علينا أيضًا أن نحترس من النزعة الحرفية الناموسية، التي تجعلنا نشعر أننا يجب أن نكون كاملين حتى يرضى الله عنا.

تسجل رسالة رومية 7 صراع الرسول بولس الشديد مع جسده وهو تشجيع لنا. اذ يمكن أن يقول كل منا في النهاية "أَشْكُرُ ظ±للهَ – الذي يخلصني - بِيَسُوعَ ظ±لْمَسِيحِ رَبِّنَا!" (الآية 25). يمنحنا مزمور 103: 13-14 الراحة لأننا ندرك عدم قدرتنا على أن نكون كل ما خلقنا لنكون، "كَمَا يَتَرَأَفُ ظ±لْأَبُ عَلَى ظ±لْبَنِينَ يَتَرَأَفُ ظ±لرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ. لِأَنَّهُ يَعْرِفُ جِبْلَتَنَا. يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ نَحْنُ". عندما نتذكر أن يسوع وحده هو برنا أمام الله (كورنثوس الثانية 5: 21)، فإننا نتحرر في خدمة الله بفرح من قلب محبة بدلاً من الخوف.

 
قديم 06 - 12 - 2024, 11:21 AM   رقم المشاركة : ( 180254 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




اللَّهُ المُعطيّ

«هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ (أعطى) ابْنَهُ الْوَحِيدَ»

(يو3: 16)
«فَشُكْرًا لِلَّهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا»
(2كو9: 15)

لما كان مارتن لوثر يطبع ترجمته للكتاب المقدس إلى اللغة الألمانية، كانت هناك فتاة صغيرة، ابنة لأحد عمال المطبعة، وقد شبت تلك الفتاة محوطة بالتعاليم الكنسية السائدة آنذاك؛ فتعلَّمت في طفولتها أن تفتكر في الله كقاضٍ عادل وعظيم، مهوب ومرعب، ولا بد لها أن تقف في النهاية بين يديه لتُعطي حسابًا عن خطاياها. والديانة كلها بالنسبة لها عبارة عن مجموعة متواصلة من الأعمال والصلوات والأصوام وما شابه ذلك، اعتقادًا منها أن هذه تخفِّف من وطأة غضبه، وتلطِّف عقوبته. ولم تكن تعرف شيئًا عن “محبة الله”، بل هي لم تسمع عنها إطلاقًا. وهكذا كانت الصرامة والتجهم يملآن المنزل الذي نشأت فيه، حتى إن اسم الله ما كان يُذكر إلا ويحمل معه الخوف عندها.
وذات يوم كانت عند والدها في دار الطباعة، والتقطت قصاصة من الورق، ووجدت فيها هذه الكلمات: «لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ (أعطى)». كانت هذه الكلمات هي كل ما في القصاصة، أما الباقي فلم يكن موجودًا. لقد عرفت أنها قصاصة من ورق كتاب الله الذي كان أبوها يطبعه. وكانت تلك العبارة غريبة وجديدة عليها بالكلية.
وتفكَّرت الفتاة في هذه الكلمات جيدًا ومليًا، وسرعان ما أدرك قلبها الصغير الحساس أهميتها، وأشرق إعلان الله عليها، وإذ تفكرت فيها أكثر وأكثر، فتح الروح القدس ذهنها وقلبها لتستوعب كامل مضمونها. وبتلك العبارة التي أصبحت الآن، ليست فقط بين يديها، بل أيضًا في قلبها، تبدَّد خوفها الناموسي ورعبها من الله، كما تتبدد الظلمة أمام الشمس المُشرقة. وتجاوبت أصداء هذا الإعلان في قلبها الذي كان يجترّ على هذه العبارة يومًا بعد يومًا، بل ولاحظت أمها تغييرًا عظيمًا في روحها، إذ أصبحت فَرِحَة ومَرِحَة عن ذي قبل، لأنها كانت قبلاً مكتئبة دائمًا، وخوفها من الله جعل منها فتاة حزينة. كما لاحظت أمها أيضًا أنها كثيرًا ما كانت تُرنم بعض ترنيمات الفرح القصيرة، فسألتها: “ماذا جرى لك يا بُنيَّتي؟ لقد أصبحت مَرِحَة بشكل عجيب منذ أيام قلائل! ما الذي حدث لكِ؟”
فأبرزت الفتاة قصاصة الورق، وقالت: “هذه هي التي تجعلني سعيدة يا أمي”. فقالت أمها: “وماذا في هذه القصاصة ليجعلك سعيدة يا طفلتي؟!” فقالت الصبية، ونور السماء يملأ وجهها، ورنين الفرح في صوتها: “آه، بسبب ما هو مدوَّن بها مِنْ كتاب الله: «لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ (أعطى)». لست أعرف ماذا بذل، ولكنه إذا كان اللَّهُ أَحَبَّ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ (أعطى) أي شيء، فلن أخاف منه بعد ذلك”.
نعم “اللَّهُ أَحَبَّ” و“اللَّهُ بَذَلَ (أعطى)”! يا له من أمر عظيم! هذا شيء رائع عن الله أن يبذل ويُعطي أي شيء. إن مجرد التفكير في هذا الأمر جلب السعادة لقلب هذه الفتاة، بل غيَّر كل تفكيرها عن الله، فابتدأت تفكِّر فيه كالمُحبّ الذي يحنو عليها، وكالصديق الذي يريد أن يغدق عليها الهدايا الثمينة، فاستنار فكرها، وتغيَّرت كل حياتها بواسطة هذا الإعلان العظيم في هذه القصاصة الصغيرة، وأصبح لها في قلبها سر الأسرار حتى ولو لم تعرف مِلأه!
ولكن لا شك أن هذه الفتاة عرفت بعد ذلك ما نعرفه نحن، وهو أن الله بذل ابنه الحبيب الوحيد لكي يحمل خطايانا في جسمه على الخشبة، ويطرحها بعيدًا عنه، ليُرجعنا إلى نفسه «لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يو3: 16).
أيها الأحباء: إن الله الآن لا يُطالب الإنسان بل يقدِّم له الفداء والحياة الأبدية؛ إنهما هبة منه في المسيح. وعلى الإنسان الخاطئ أن يعرفه بهذه الصفة؛ ليس كالمُطالب بل كالمُعطي، وليس كمَنْ يأخذ، بل كمَنْ يَهبْ ويمنح. ولا شك أن هذا يتناسب مع جلاله ومجده. وأية محاولة لجعل الله في وضع غير هذا (وضع المُعطي) تُعتبر إنكارًا لطبيعته وتكذيبًا للحق، كما أنها لا تترك مجالاً لمحبته.
قديمًا كان الناموس يُطالب الإنسان أن يُؤدّي واجبه من نحو الله والناس، وتحت الناموس كان الإنسان هو البارز “افعل هذا، ولا تفعل ذاك”، أما الإنجيل فيفيض بمحبة الله في المسيح للعالم. إنه ليس دعوة موجهة للإنسان ليُحبّ الله، لكنه الإعلان عن محبة الله للإنسان. إن الله بواسطة الإنجيل يُعطي أحسن ما عنده، والمسيحية تُعلن أن الله لن يكف عن محبته ومجده كالمعطي.
الإنجيل يُشير إلى إعلان الله نفسه كمعطٍ خلافًا لأفكارنا عنه أنه مطالب «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ» (يو4: 10)، وفيه يُعلن الله عن ذاته ليس كالمعطي فقط، ولكن المُعطي لما يحتاجه الخاطئ في الأرض وفي السماء، للحاضر والأبدية، وهو يعلن عن ذاته في ابنه.
ونحن نعلم أن «كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ» (يع1: 17)، ولكن في 2كورنثوس9: 15، وفي ختام أصحاح يتناول موضوع العطاء المسيحي، يفيض قلب الرسول بالحمد مترنِّمًا: «فَشُكْرًا لِلَّهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا». والعطية التي لا يُعَبَّرُ عنها، التي هي أعظم من كل العطايا التي أعطاها هذا المُعطي الحكيم القدوس، هي الابن الحبيب المبارك، الرب يسوع المسيح. لا يمكن أن الله في قدرته العظيمة يُعطينا عطية أعظم من هذه. إن عطية ابنه الحبيب عظيمة ومجيدة للغاية لدرجة أن لا يستطيع عقل الإنسان المحدود أن يدركها تمامًا.
ولماذا هو “عَطِيَّة الله الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا”؟
أولاً: هو كذلك بسبب عظمة شخصه: إنه ليس كائنًا مخلوقًا، ولا هو ملاكًا قويًا، ولا هو رئيس ملائكة، لكنه “ابن الله الوحيد”. إنه أعظم عطايا المحبة، ولو كان الله قد أرسل كائنًا ملائكيًا، مهما عظمت وسَمَت قيمته، لما استحق أن تُطلَّق عليه هذه العبارة “عَطِيَّة الله الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا”، ولما عبَّر الله بذلك عن ملء محبته، ولما استنفد بذلك كل ما يمكنه أن يهبه.
إن ابن الله الوحيد الذي بذله، هو المساوي له في أزليته وأقنوميته والواحد معه في جوهره ومجده وكل صفاته، هو كنزه ولذّته وموضوع محبته، الذي كان سروره منذ الأزل يشاطره كل أفكاره ومشوراته. لقد أتى من فوق، مُرسَلاً من الله الآب، في الوقت المُعيَّن، ليتسربل جسدًا إنسانيًا مُكونًا بالروح القدس الذي حل في العذراء وظلَّلها. ولقد شهد - لما كان هنا على الأرض - عن هذه العلاقة التي لا يُعبَّر عنها مع الله الآب، وعن لاهوته ومجده الأزلي الذي كان له عند الآب قبل كون العالم (يو17: 5).
ثانيًا: هو العَطِيَّة الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا لأن الله بذله ( أعطاه) ليكون كفارة لخطايانا. ولكي نعرف كيف أعطى الله، يجب أن نذهب إلى الصليب، وهناك فقط، نستطيع أن نقرأ القصة الكاملة لمحبة الله، و«عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا»، وأن «اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رو5: 8)، فعلى الصليب جعل الله ابنه «الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ» (2كو5: 21).
إن الصليب هو علامة عدل الله الكامل، وعلامة محبته الكاملة أيضًا؛ فهو يقضي بأقصى عقوبة يمكن أن تتصورها ضمائرنا ضد خطايانا، كما يُعلن رحمة من جانب الله تفوق كل ما نتمناه أو نرجوه. وإن حقيقة موت ابن الله لأجلنا، لكي نخلص من دينونة الخطية، ستظل تملأ قلوب جميع المؤمنين بالدهشة والتعبد والبهجة والسلام، في الزمان وفي الأبدية.
ثالثًا: والرب يسوع المسيح هو العَطِيَّة الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا لأن فيه ومعه يُعطي الله أولئك الخطاة التائبين، الذين يقبلونه بالإيمان، كل البركات التي يمكن أن يُعطيها: «فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا (عن هذا الأمر)؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟» (رو8: 31، 32). لقد أقامه الله من بين الأموات، وجعله وارثًا لكل شيء، وفيه قَبِلنا الله وصيَّرنا أولادًا له، ورثة الله ووارثين مع المسيح «فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَكُمْ» (1كو3: 21)، ونستطيع، من الآن، أن نغني بالإيمان قائلين: «مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ» (أف1: 3).
هذه هي “عَطِيَّة الله الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا”، عطية العطايا، العطية التي تفوق إدراكنا المحدود، العطية التي من أجلها سنرفع الحمد إلى أبد الآبدين. ليت إدراكنا يتسع عن الله، ويزداد فرحنا، وتبتهج قلوبنا، وتشرق حياتنا بالمجد، في نور هذه العَطِيَّة الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا «ابْنَهُ الْوَحِيدَ».

 
قديم 06 - 12 - 2024, 11:23 AM   رقم المشاركة : ( 180255 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ماذا جرى لك يا بُنيَّتي

لما كان مارتن لوثر يطبع ترجمته للكتاب المقدس إلى اللغة الألمانية، كانت هناك فتاة صغيرة، ابنة لأحد عمال المطبعة، وقد شبت تلك الفتاة محوطة بالتعاليم الكنسية السائدة آنذاك؛ فتعلَّمت في طفولتها أن تفتكر في الله كقاضٍ عادل وعظيم، مهوب ومرعب، ولا بد لها أن تقف في النهاية بين يديه لتُعطي حسابًا عن خطاياها. والديانة كلها بالنسبة لها عبارة عن مجموعة متواصلة من الأعمال والصلوات والأصوام وما شابه ذلك، اعتقادًا منها أن هذه تخفِّف من وطأة غضبه، وتلطِّف عقوبته. ولم تكن تعرف شيئًا عن “محبة الله”، بل هي لم تسمع عنها إطلاقًا. وهكذا كانت الصرامة والتجهم يملآن المنزل الذي نشأت فيه، حتى إن اسم الله ما كان يُذكر إلا ويحمل معه الخوف عندها.
وذات يوم كانت عند والدها في دار الطباعة، والتقطت قصاصة من الورق، ووجدت فيها هذه الكلمات: «لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ (أعطى)». كانت هذه الكلمات هي كل ما في القصاصة، أما الباقي فلم يكن موجودًا. لقد عرفت أنها قصاصة من ورق كتاب الله الذي كان أبوها يطبعه. وكانت تلك العبارة غريبة وجديدة عليها بالكلية.
وتفكَّرت الفتاة في هذه الكلمات جيدًا ومليًا، وسرعان ما أدرك قلبها الصغير الحساس أهميتها، وأشرق إعلان الله عليها، وإذ تفكرت فيها أكثر وأكثر، فتح الروح القدس ذهنها وقلبها لتستوعب كامل مضمونها. وبتلك العبارة التي أصبحت الآن، ليست فقط بين يديها، بل أيضًا في قلبها، تبدَّد خوفها الناموسي ورعبها من الله، كما تتبدد الظلمة أمام الشمس المُشرقة. وتجاوبت أصداء هذا الإعلان في قلبها الذي كان يجترّ على هذه العبارة يومًا بعد يومًا، بل ولاحظت أمها تغييرًا عظيمًا في روحها، إذ أصبحت فَرِحَة ومَرِحَة عن ذي قبل، لأنها كانت قبلاً مكتئبة دائمًا، وخوفها من الله جعل منها فتاة حزينة. كما لاحظت أمها أيضًا أنها كثيرًا ما كانت تُرنم بعض ترنيمات الفرح القصيرة، فسألتها: “ماذا جرى لك يا بُنيَّتي؟ لقد أصبحت مَرِحَة بشكل عجيب منذ أيام قلائل! ما الذي حدث لكِ؟”
فأبرزت الفتاة قصاصة الورق، وقالت: “هذه هي التي تجعلني سعيدة يا أمي”. فقالت أمها: “وماذا في هذه القصاصة ليجعلك سعيدة يا طفلتي؟!” فقالت الصبية، ونور السماء يملأ وجهها، ورنين الفرح في صوتها: “آه، بسبب ما هو مدوَّن بها مِنْ كتاب الله: «لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ (أعطى)». لست أعرف ماذا بذل، ولكنه إذا كان اللَّهُ أَحَبَّ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ (أعطى) أي شيء، فلن أخاف منه بعد ذلك”.
نعم “اللَّهُ أَحَبَّ” و“اللَّهُ بَذَلَ (أعطى)”! يا له من أمر عظيم! هذا شيء رائع عن الله أن يبذل ويُعطي أي شيء. إن مجرد التفكير في هذا الأمر جلب السعادة لقلب هذه الفتاة، بل غيَّر كل تفكيرها عن الله، فابتدأت تفكِّر فيه كالمُحبّ الذي يحنو عليها، وكالصديق الذي يريد أن يغدق عليها الهدايا الثمينة، فاستنار فكرها، وتغيَّرت كل حياتها بواسطة هذا الإعلان العظيم في هذه القصاصة الصغيرة، وأصبح لها في قلبها سر الأسرار حتى ولو لم تعرف مِلأه!
ولكن لا شك أن هذه الفتاة عرفت بعد ذلك ما نعرفه نحن، وهو أن الله بذل ابنه الحبيب الوحيد لكي يحمل خطايانا في جسمه على الخشبة، ويطرحها بعيدًا عنه، ليُرجعنا إلى نفسه «لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يو3: 16).
 
قديم 06 - 12 - 2024, 11:24 AM   رقم المشاركة : ( 180256 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



إن الله الآن لا يُطالب الإنسان بل يقدِّم له الفداء والحياة الأبدية


إنهما هبة منه في المسيح. وعلى الإنسان الخاطئ أن يعرفه بهذه الصفة؛ ليس كالمُطالب بل كالمُعطي، وليس كمَنْ يأخذ، بل كمَنْ يَهبْ ويمنح. ولا شك أن هذا يتناسب مع جلاله ومجده. وأية محاولة لجعل الله في وضع غير هذا (وضع المُعطي) تُعتبر إنكارًا لطبيعته وتكذيبًا للحق، كما أنها لا تترك مجالاً لمحبته.
قديمًا كان الناموس يُطالب الإنسان أن يُؤدّي واجبه من نحو الله والناس، وتحت الناموس كان الإنسان هو البارز “افعل هذا، ولا تفعل ذاك”، أما الإنجيل فيفيض بمحبة الله في المسيح للعالم. إنه ليس دعوة موجهة للإنسان ليُحبّ الله، لكنه الإعلان عن محبة الله للإنسان. إن الله بواسطة الإنجيل يُعطي أحسن ما عنده، والمسيحية تُعلن أن الله لن يكف عن محبته ومجده كالمعطي.
الإنجيل يُشير إلى إعلان الله نفسه كمعطٍ خلافًا لأفكارنا عنه أنه مطالب «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ» (يو4: 10)، وفيه يُعلن الله عن ذاته ليس كالمعطي فقط، ولكن المُعطي لما يحتاجه الخاطئ في الأرض وفي السماء، للحاضر والأبدية، وهو يعلن عن ذاته في ابنه.
ونحن نعلم أن «كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ» (يع1: 17)، ولكن في 2كورنثوس9: 15، وفي ختام أصحاح يتناول موضوع العطاء المسيحي، يفيض قلب الرسول بالحمد مترنِّمًا: «فَشُكْرًا لِلَّهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا». والعطية التي لا يُعَبَّرُ عنها، التي هي أعظم من كل العطايا التي أعطاها هذا المُعطي الحكيم القدوس، هي الابن الحبيب المبارك، الرب يسوع المسيح. لا يمكن أن الله في قدرته العظيمة يُعطينا عطية أعظم من هذه. إن عطية ابنه الحبيب عظيمة ومجيدة للغاية لدرجة أن لا يستطيع عقل الإنسان المحدود أن يدركها تمامًا.
 
قديم 06 - 12 - 2024, 11:26 AM   رقم المشاركة : ( 180257 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

“عَطِيَّة الله الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا”؟
هو كذلك بسبب عظمة شخصه: إنه ليس كائنًا مخلوقًا، ولا هو ملاكًا قويًا، ولا هو رئيس ملائكة، لكنه “ابن الله الوحيد”. إنه أعظم عطايا المحبة، ولو كان الله قد أرسل كائنًا ملائكيًا، مهما عظمت وسَمَت قيمته، لما استحق أن تُطلَّق عليه هذه العبارة “عَطِيَّة الله الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا”، ولما عبَّر الله بذلك عن ملء محبته، ولما استنفد بذلك كل ما يمكنه أن يهبه.
إن ابن الله الوحيد الذي بذله هو المساوي له في أزليته وأقنوميته والواحد معه في جوهره ومجده وكل صفاته، هو كنزه ولذّته وموضوع محبته، الذي كان سروره منذ الأزل يشاطره كل أفكاره ومشوراته. لقد أتى من فوق، مُرسَلاً من الله الآب، في الوقت المُعيَّن، ليتسربل جسدًا إنسانيًا مُكونًا بالروح القدس الذي حل في العذراء وظلَّلها. ولقد شهد - لما كان هنا على الأرض - عن هذه العلاقة التي لا يُعبَّر عنها مع الله الآب، وعن لاهوته ومجده الأزلي الذي كان له عند الآب قبل كون العالم (يو17: 5).
 
قديم 06 - 12 - 2024, 11:26 AM   رقم المشاركة : ( 180258 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هو العَطِيَّة الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا لأن الله بذله ( أعطاه) ليكون كفارة لخطايانا
.



ولكي نعرف كيف أعطى الله، يجب أن نذهب إلى الصليب، وهناك فقط، نستطيع أن نقرأ القصة الكاملة لمحبة الله، و«عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا»، وأن «اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رو5: 8)، فعلى الصليب جعل الله ابنه «الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ» (2كو5: 21).
إن الصليب هو علامة عدل الله الكامل، وعلامة محبته الكاملة أيضًا؛ فهو يقضي بأقصى عقوبة يمكن أن تتصورها ضمائرنا ضد خطايانا، كما يُعلن رحمة من جانب الله تفوق كل ما نتمناه أو نرجوه. وإن حقيقة موت ابن الله لأجلنا، لكي نخلص من دينونة الخطية، ستظل تملأ قلوب جميع المؤمنين بالدهشة والتعبد والبهجة والسلام، في الزمان وفي الأبدية.
 
قديم 06 - 12 - 2024, 11:27 AM   رقم المشاركة : ( 180259 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرب يسوع المسيح هو العَطِيَّة الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا
لأن فيه ومعه يُعطي الله أولئك الخطاة التائبين، الذين يقبلونه بالإيمان، كل البركات التي يمكن أن يُعطيها: «فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا (عن هذا الأمر)؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟» (رو8: 31، 32). لقد أقامه الله من بين الأموات، وجعله وارثًا لكل شيء، وفيه قَبِلنا الله وصيَّرنا أولادًا له، ورثة الله ووارثين مع المسيح «فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَكُمْ» (1كو3: 21)، ونستطيع، من الآن، أن نغني بالإيمان قائلين: «مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ» (أف1: 3).
هذه هي “عَطِيَّة الله الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا”، عطية العطايا، العطية التي تفوق إدراكنا المحدود، العطية التي من أجلها سنرفع الحمد إلى أبد الآبدين. ليت إدراكنا يتسع عن الله، ويزداد فرحنا، وتبتهج قلوبنا، وتشرق حياتنا بالمجد، في نور هذه العَطِيَّة الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا «ابْنَهُ الْوَحِيدَ».
 
قديم 06 - 12 - 2024, 11:29 AM   رقم المشاركة : ( 180260 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




راحة الله

من بداية أسفار الكتاب المقدس ونحن نسمع عن راحة الله إذ قال الكتاب «فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ» (تك2: 1, 2)، ومن المؤكد أن كلمة “استراح” لا تعني أنه تعب، لأنه حاشا له أن يتعب، إذ هو «لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا» (إش40: 28)، ولكنها تعني “سُرّ بصنع يديه”.
فالله، في صلاحه، كان يود بأن يدخل بهذه الخليقة إلى راحته، إذ يستمتع الخالق بصنيع يديه، وتتمتع الخليقة بجود خالقها وإنعامه عليها. ولكن الخطية دخلت في مشهد الصفاء فعكَّرته، والنقاء فلوثته، والبراءة فدنستها؛ وهكذا تحولت راحة الانسان إلى شقاء وعناء، ولم يجد الله لنفسه راحة في مشهد كهذا، ترزح فيه خليقته تحت «عبودية الفساد»، ولم يكن هذا باختيارها بل من أجل ما فعله الإنسان الأول، بعصيانه وانخداعه بمكر الحية، وبالتالي سقط وعانت الخليقة من سقوطه هذا مرارة المذلة، تحت عبودية إبليس وقسوته.
وفي هذا المشهد المهين لم يجد الله لنفسه راحة، فتأجلت الراحة، ولكنها لم تُفقد نهائيًا، فالله دائمًا في النهاية ينتصر.
دعا الرب شعبه القديم وهم من أرض العبودية - مصر - واجتاز بهم البرية المخيفة، قاصدًا لهم الراحة في أرض كنعان، وأقام لهم موسى وسيطًا، وهارون كاهنًا، ويشوع قائدًا محاربًا. وهذا الأخير هزم به جموع الأمم، محقِّقًا النصر لشعبه، حتى يتسنى لهم الدخول. فهل دخلوا؟ نعم. وهل استراحوا؟ لا. ولماذا؟ لسبب عدم الإيمان كما يقول الكتاب «لأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ. إِذًا بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ!» (عب4: 8، 9). وهكذا حتى الراحة المؤقَّتة خسرها الإنسان متمثلاً في إسرائيل، وهكذا أيضًا تعطَّلت وتأجلت راحة الله نفسه. ومن ذلك كله نفهم أن الراحتين لم تُفقدا، بل تأجلتا، إلى أن يأتي مَن يُزيل آثار الخطية والعصيان من أمام الله في الخليقة. ولكن من هو؟ وكيف السبيل؟
أما عن السؤال الأول: مَنْ هو؟

فيُجيبنا المعمدان مُشيرًا إلى الرب يسوع المسيح: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ» (يو1: 29). نعم إنه الوحيد الذي رضي ويصلح، والوحيد الذي قَبِل وينفع، لهذه المهمة المستحيلة على أي مخلوق من كل الخلائق، من أدناها إلى أسماها.
وأما عن السؤال الثاني: كيف السبيل؟
فيجيبنا بولس الرسول قائلاً: «وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى الأَرْضِ أمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ » (كو1: 20). وستأتي اللحظة التي يدخل الرب يسوع أولاً بالخليقة إلى راحة إسرائيل المؤجَّلة، ثم إلى راحة الله الأبدية للخليقة، والتي تعطلت لسبب العصيان ودخول الخطية. وفي الأولى يتفوق الرب يسوع على يشوع، وفي الثانية على آدم الأول الترابي.
ولكن متى؟ وكيف؟
وفي النبوات يضع الرب السؤال أمام شعبه قائلاً لهم: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: السَّمَاوَاتُ كُرْسِيِّي، وَالأَرْضُ مَوْطِئُ قَدَمَيَّ. أَيْنَ الْبَيْتُ الَّذِي تَبْنُونَ لِي؟ وَأَيْنَ مَكَانُ رَاحَتِي؟» (إش66: 1). صحيح في يومنا الحاضر لا يوجد مكان مادي يسكن فيه الله بروحه، فالله الآن لا يسكن في مصنوعات الأيادي، ولكنه يُوجَد بيت روحي، يُمارس فيه كهنوت مقدس، وتُقدَّم من خلاله ذبائح روحية لا مادية دموية، وفيه يجد الله راحته وسروره. ويمكن القول إنه لا يوجد اليوم على الأرض موضع راحة لله (إش66: 1)، بل يوجد لله بيت روحي (1بط2: 5)، ومسكن في الروح (أف2: 22)؛ إنه كنيسة الله الحي. ولن يكون للرب علاقة مع الأرض، إلا بعد إزالة آثار الخطية منها وتجديدها، حينئذ يجد الله لنفسه راحة، وهذا ما سيتم مسقبلاً في مُلك الرب يسوع «فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يُقَالُ لأُورُشَلِيمَ: لاَ تَخَافِي ... الرَّبُّ إِلَهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ يُخَلِّصُ. يَبْتَهِجُ بِكِ فَرَحًا. يَسْكُتُ (يستريح) فِي مَحَبَّتِهِ. يَبْتَهِجُ بِكِ بِتَرَنُّمٍ» (صف3: 16، 17).
بقي لنا أن نتكلم عن الراحة الأبدية، وهذه هي التي كان يجب أن تدخل إليها الخليقة، حيث أعد الله لها سبتًا (أي راحة)، وفقدتها، وذلك حين يكمل المسيح وينجح في كل ما كلَّفه به الله باعتباره ابن الإنسان، ذاك الذي «مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ» (إش53: 10).
وحين تدخل الخليقة إلى راحة الله الأبدية تحت قيادة الرأس المجيد، الذي أزال بعملة كل مسببات الخطية ونتائجها، زمنيًا وأبديًا، نكون قد خرجنا خارج دائرة الزمن، وتكون الأرض الجديدة والسماء الجديدة مستقَرًّا للبر الإلهي (2بط3: 13)، حسب مقياس الله، ووفق مقتضيات قداسته، كي يكون الله الكل في الكل (1كو15: 28). في هذا فقط تتحقق راحة الله الأبدية، حيث كل ما يعكِّر الصفو يكون قد أُزيح إلى مستقره الأبدي في النار الأبدية، تحت القضاء الأبدي من الله.
هكذا فإن الله لن يستريح في مشهد الخطية وعربدة الشيطان وعبثه بكل ما صنعته يد الله جميلاً، إنما الراحة تتحقق حين يصفو الجو تمامًا منها، ويُطرح العدو خارجًا. ونحن، من سكن فينا روحه القدوس، نشارك الله ذات موقفه من الخطية ومشاعره البغيضة تجاهها، إلى أن يأتي الوقت الذي نشاركه فيه راحته الأبدية في مشهد ملكوت ربنا يسوع المسيح الأبدي (2بط1: 11). وإلى أن يحقق الله لنفسه كل ذلك، ويُشركنا معه، ليتنا نعيش منفصلين - نهجًا وحياة - عن عالم مستقل عن الله (رو12: 2)، لنختبر إرادة الله عاملة فينا، وحياة يجد الروح القدس فيها مجالاً لراحته، ونشاطًا لشهادة عن ربنا يسوع المسيح، الذي بذل نفسه لأجلنا بموته على الصليب، له مع أبينا المجد والسلطان الآن والى يوم الدهر. آمين.

 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024