14 - 11 - 2024, 01:12 PM | رقم المشاركة : ( 178431 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كم عمر الكتاب المقدّس الجواب نظرًا لأن الكتاب المقدس قد كتبه حوالي 40 كاتبًا مختلفًا على مدى 1500 عام تقريبًا، فإن السؤال "كم عمر الكتاب المقدس؟" لا يمكن اجابته برقم واحد. أول سفر في الكتاب المقدس تم الانتهاء من تدوينه، من المحتمل أن يكون سفر التكوين أو أيوب، حوالي عام 1400 قبل الميلاد. وتم الانتهاء من تدوين آخر سفر في الكتاب المقدس، من المحتمل أن يكون سفر الرؤيا، حوالي عام 90 بعد الميلاد. لذلك، اذا أردنا أن نحسب من بداية تدوين أول أسفار الكتاب المقدّس، فإن الكتاب المقدس يزيد عمره عن 3400 عام. لكن إذا أردنا أن نحسب من وقت اكتمال الكتاب المقدس، فإن الكتاب المقدس يزيد عمره عن 1900 عام. يعتقد معظم علماء الكتاب المقدس المحافظين بأنه إما سفر التكوين أو سفر أيوب كان أول سفر تم تدوينه من الكتاب المقدس، على الأرجح بواسطة موسى، ومن المحتمل أن ذلك كان خلال الـ 40 عامًا من التجوال في البرية بين الخروج من مصر وموت. موسى. هذا من شأنه أن يضع تاريخ التدوين في الفترة ما بين 1450 - 1400 قبل الميلاد. أيضًا، يعتقد معظم علماء الكتاب المقدس المحافظين أن سفر الرؤيا كان آخر سفر من الكتاب المقدس دوّنه الرسول يوحنا بين عامي 90 و95 م. أثناء نفيه في جزيرة بطمس. من الممكن أن يكون يوحنا قد كتب رسائل يوحنا الأولى والثانية والثالثة أو حتى إنجيل يوحنا بعد سفر الرؤيا. لكن الإجماع هو أن سفر الرؤيا كان آخر كتابات يوحنا. الكتاب المقدس هو حقا كتاب رائع. يبلغ عمر الكتاب المقدس ما بين 3400 و1900 عام وقد أثر على العديد من الناس والثقافات في جميع أنحاء العالم. وبالرغم من قدم الكتاب المقدّس تاريخيًا، فإن رسالته صحيحة تمامًا وقابلة للتطبيق اليوم. الوحي الإلهي وحده هو الذي جعل من الممكن تدوين الكتاب المقدس منذ زمن بعيد، وعلى مدى فترة طويلة من الزمن، ومع هذا فهو يخلو من الخطأ والتناقض. |
||||
14 - 11 - 2024, 01:26 PM | رقم المشاركة : ( 178432 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صليب المسيح كلما تأملنا وتفرسنا في الصليب، كلما أمكننا أن نعرف حقيقة كل شيء، سواء كان خيراً أم شراً. كما أننا فيه نرى الأساس الراسخ للبركة الكاملة، طبقاً لمن هو الله في بره، ونعمته، وجلاله. نعم فالصليب هو الأساس للسماوات الجديدة والأرض الجديدة حيث يسكن البر. وفي الصليب نأتي إلى الشهادة المباركة، أنه المكان الذي فيه سُدِّدَت كل الاحتياجات. عندما نتأمل بهدوء في الصليب؛ نرى الإنسان غارقاً في الخطية، كارهاً ورافضاً لله في نعمته وصلاحه، ونرى الشيطان في قوته الجبارة، والعالم أيضاً في سطوته وشره ضد المسيح. ولكننا فيه نرى الإنسان الكامل، الرب يسوع المسيح في صلاحه المطلق، الإنسان الذي يحب الآب ويطيعه، ويمجده في مكان الخطية والشر، متحملاً كل التبعات الرهيبة ليُدخل السرور إلى قلب الله. كما نرى الله في ملء محبته للخاطئ. إن تدبير البراءة كان مشروطاً، أما البركة التي أدخلها الصليب، فإنها كاملة ولا يمكن أن تتغير .. إنها البر الأبدي. ولذلك فإن بركة السماوات الجديدة والأرض الجديدة راسخة وثابتة. لقد كانت هناك حالة من البراءة في عدن قديماً، ثم الآن نحن نعيش في عالم آثم شرير؛ ولكن قريباً، ليس فقط سيملك البر، بل سيسكن البر في السماوات الجديدة والأرض الجديدة |
||||
14 - 11 - 2024, 01:28 PM | رقم المشاركة : ( 178433 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عند الصليب وعند القبر جثسيماني! جلجثة! اسمان يذكراننا بالآلام التي تحملها الرب يسوع ويقوداننا للسجود ونحن نحكي ما فعل. كانت الحوادث تدور بسرعة في ذلك النهار المظلم الفريد في تاريخ البشرية. كل بُغضة الناس، تحت سلطان إبليس، انطلقت ضد الله، وضد ابنه يسوع المسيح. لكن انطلقت أيضاً محبة الله غير المحدودة للإنسان عند الصليب. كان موت المخلِّص هو الموضوع الأساسي في خطة الله لخلاص خليقته. جثسيماني: هناك قاسى الرب وحده معركة رهيبة، وفي جلجثة قَبِل الكأس وشربها. لقد جاء يهوذا مع فرقته وأخذوا المخلِّص واقتادوه إلى أورشليم. واجتمع السنهدريم، وقرر أولئك القضاة الأثمة أن يسلموا الرب يسوع إلى الوالي بيلاطس البنطي لكي يُصلب. لم يُجب الرب على اتهامات أولئك الناس أمام الوالي، واندهش بيلاطس من ذلك، واعترف أن يسوع لم يفعل شيئاً يستحق الموت بسببه، وكان يريد أن يُطلقه، ولكنه استسلم أخيراً عندما صرخ الجمع مع رؤسائه مراراً: ليُصلب! وهكذا أُسلم الرب إلى أعدائه الحقودين. ومن المؤثر أن نرى نساء متواضعات ينضممن إلى الموكب الذي اتجه حينئذاك إلى مكان العذاب الذي يُدعى جلجثة (أي مكان الجمجمة) حيث نُصب صليب المخلِّص (لو23: 26-32). يا له من مكان كبير قد أخذه في قلوبهن! فبينما كانت بغضة رؤساء الشعب للرب يسوع تزداد، كان تعلقهن به قوياً ومتزايداً. لقد سبق أن تبعنه من الجليل إلى أورشليم وخدمنه (مر15: 41؛ لو23: 27). وهكذا نستطيع أن نفهم دموعهن ونوحهن (مر16: 10) عندما فكرن أنهن سوف يفقدن إلى الأبد هذا الحبيب الذي لا مثيل له. لقد بقين بالقرب من الصليب بقلوب منكسرة. كان الرب يسوع في ذلك المكان مصلوباً بين لصّين، يا له من مشهد للجمع الذي كان يمر أمامه! كانت آلامه لا يعبَّر عنها. كان مخلصنا العزيز وحده تماماً أثناء ساعات الظلمة الثلاث التي جاءت على كل الأرض. لقد عرف هذا الألم الفائق، وهو الترْك من الله بسبب خطايانا، التي لا حصر لها، التي أخذها على نفسه ليصنع لها الكفارة (مت27: 47؛ مر15: 34). ونحو الساعة التاسعة صرخ بصوت عظيم «إلهي إلهي لماذا تركتني؟» وليتم الكتاب قال أخيراً «أنا عطشان» (يو19: 28). من أعلى الصليب نطق الرب أيضاً بهذه الكلمة التي لا حدود لمداها «قد أُكمل» (يو19: 30). وأخيراً خاطب من جديد الآب الذي تمجد تماماً بعمله قائلاً «يا أبتاه في يديك أستودع روحي» (لو23: 46). «ثم إن (أي بعد هذه الأمور) ...» (يو19: 38). لم يبقَ جسد الرب يسوع طويلاً على صليب العار، لكن الله أعد آنيتين له للاهتمام به: يوسف الذي من الرامة ونيقوديموس. لقد وضع في قلبيهما شعوراً مشتركاً بالمحبة والتقدير للرب يسوع، في حين أنه لم يكن لرؤسائهم سوى البغضة له والاحتقار! لقد ورد ذكر يوسف الذي من الرامة في الأناجيل الأربعة، وحسب ما يقوله لنا مرقس البشير، يبدو أنه كان عضواً في مجمع السنهدريم (محكمة اليهود). ويظهر نيقوديموس ثلاث مرات في إنجيل يوحنا (3: 1-21؛ 7: 50-52، 19: 39-42). يا له من تقدم أحرزه في طريقه نحو النور منذ مقابلته الأولى مع الرب يسوع! لقد عملت النعمة إذاً في قلبي هذين الرجلين اللذين، ربما دون أن يتفقا معاً، جاءا إلى هناك في تلك الساعة الرهيبة، ليُنزلا عن الصليب جسد المخلِّص المائت. لقد أخذته تلك الأيدي التقية، ولفّته بأكفان مع أطياب، ثم وضعته في قبر يوسف الجديد المنحوت في الصخر، حيث لم يوضع أحد فيه من قبل. لقد سبق أن تكلم الأنبياء عن الآلام التي كان يتعين أن يُعانيها المسيا قبل حدوثها بوقت طويل. فأصحاح 53 من سفر إشعياء النبي مثلاً، يتحدث إلينا عن هذه الآلام بطريقة مؤثرة جداً، ولكن هذا الفصل نفسه من الكتاب المقدس يُرينا أيضاً قصد الله من جهة عبده الكامل «وجُعل مع الأشرار قبره ومع غني عند موته. على أنه لم يفعل ظلماً ولم يكن في فمه غش» (إش53: 9). لقد قام فجر يوم جديد. وفي اليوم الثالث، اليوم الأول من الأسبوع، وُجد القبر فارغاً والحجر الكبير الذي كان يمنع الدخول قد دُحرج. والنساء اللاتي ذهبن إلى هناك في الصباح المبكر جداً ومعهن الأطياب التي أعددنها ليُدهن بها جسد الرب يسوع، علمن من الملائكة أنه قام من الأموات. يا له من خبر مجيد كُلِّفن بإعلانه لشركائهن في الحزن! ومن بين النساء اللاتي نجدهن في المشاهد المؤثرة في نهاية الأناجيل، تحتل مريم المجدلية مكاناً خاصاً. أ لم يسبق لها أن اختبرت نعمة الرب وقوته بطريقة خاصة؟ طوباك يا مريم! لقد خلّصها الرب يسوع من سبعة شياطين (لو8: 2؛ مر16: 9)، ويا له من اعتراف بالجميل منها نحو محررها وسيدها! وإذ بقيت بالقرب من القبر، كانت هى أول مَنْ رآه. ويحدثنا الأصحاح العشرون من إنجيل يوحنا عن هذه المقابلة العجيبة. لقد كانت تبحث عن سيدها وإذا به أمامها. وتعرفت عليه عندما قال لها: يا مريم. حينئذ قال لها يسوع «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم» (ع17). إنه إعلان ثمين نحب أن نذكره دائماً كنتيجة لعمل مخلصنا. إننا بالنعمة أولاد الله ولا يستحي الرب أن يدعونا إخوته (عب2: 11). لقد سبق أن قال الرب لتلاميذه إنه سوف يتركهم، وهذه الكلمة أحزنتهم جداً. ولكنه كان قد أعلن لهم أيضاً أنه سوف يراهم ثانية فيتحول حزنهم إلى فرح. وفي مساء اليوم الأول من الأسبوع اختبروا ذلك فعلاً، إذ وُجد سيدهم المحبوب فعلاً فجأة في وسطهم في العُلية المُغلقة خوفاً من اليهود، وقال لهم «سلام لكم»، وأراهم يديه وجنبه. فكان فرحهم عظيماً عندما رأوه ثانية! وعند ظهوره الثاني كان توما أيضاً موجوداً. وإذ كان في حيرة أمام الرب، قال هذه الكلمة العظيمة «ربي وإلهي»! ويوحنا، التلميذ الذي كان يسوع يحبه، بحسب نص إنجيله، كان هو التلميذ الوحيد الذي نراه عند الصليب (19: 26،27). ويا لها من خدمة ثمينة أسندها له الرب في تلك الساعة المشهودة: منذ تلك الساعة أخذ أم المخلِّص إلى خاصته. وبطرس ويوحنا وتوما وباقي التلاميذ الذين كانوا شهوداً لآلام وقيامة الرب يسوع، كانت لهم أيضاً الرؤية المجيدة لارتفاعه إلى السماء (مر16: 19؛ لو24: 52،53). كانوا ممتلئين فرحاً ولا يكفّون عن تسبيح وبركة الله. وبواسطة الروح القدس المرسَل من السماء يوم الخمسين، أمكن أن تُعلَن الرسالة الإلهية بقوة إلى الجمع الذي احتشد في أورشليم. والأصحاحات الأولى لسفر أعمال الرسل، تُظهر لنا نشاط ومجاهرة الرسل لإعلان خبر الخلاص بالرب يسوع الذي صُلب. وبطرس بصفة خاصة إذ امتلأ بالروح القدس (أع4: 8) دعا الشعب إلى التوبة وإلى الرجوع بعزم إلى الله. ويا لها من حرارة ومن محبة عند هؤلاء الشهود، شهود الكنيسة الأولى! كان بينهم بحسب اعتقادنا، يوسف الذي من الرامة ونيقوديموس، لأنهما على الأرجح رأيا الرب مُقاماً من الأموات ثم مرتفعاً إلى السماء. وحينئذ تحولت أنظارهما نحو مخلِّصٍ حيّ فوق، وهما يختبران أنه هو أيضاً بالروح القدس معهم على الأرض. وعن قريب سوف نتلاقى مع كل هؤلاء الأمناء في الفرح الكامل الذي سيكون نصيبنا الأبدي. ومع المفديين من كل العصور ومن كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، سوف نرنم الترنيمة الجديدة لمجد الخروف الذي ذُبح. لقد كان في وسط اثنين من المجرمين في يوم اتضاعه العميق (يو19: 18)، وقريباً سوف ننظر إليه في وسط العرش كالغرض الأسمى لقلوب الذين خلّصهم بموته فوق صليب الجلجثة. ليته من الآن يشغل المكان الأول في حياتنا إذ كم هو يستحق ذلك! |
||||
14 - 11 - 2024, 01:31 PM | رقم المشاركة : ( 178434 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اسمان يذكراننا بالآلام التي تحملها الرب يسوع ويقوداننا للسجود ونحن نحكي ما فعل. كانت الحوادث تدور بسرعة في ذلك النهار المظلم الفريد في تاريخ البشرية. كل بُغضة الناس، تحت سلطان إبليس، انطلقت ضد الله، وضد ابنه يسوع المسيح. لكن انطلقت أيضاً محبة الله غير المحدودة للإنسان عند الصليب. كان موت المخلِّص هو الموضوع الأساسي في خطة الله لخلاص خليقته. جثسيماني هناك قاسى الرب وحده معركة رهيبة، وفي جلجثة قَبِل الكأس وشربها. لقد جاء يهوذا مع فرقته وأخذوا المخلِّص واقتادوه إلى أورشليم. واجتمع السنهدريم، وقرر أولئك القضاة الأثمة أن يسلموا الرب يسوع إلى الوالي بيلاطس البنطي لكي يُصلب. لم يُجب الرب على اتهامات أولئك الناس أمام الوالي، واندهش بيلاطس من ذلك، واعترف أن يسوع لم يفعل شيئاً يستحق الموت بسببه، وكان يريد أن يُطلقه، ولكنه استسلم أخيراً عندما صرخ الجمع مع رؤسائه مراراً: ليُصلب! وهكذا أُسلم الرب إلى أعدائه الحقودين. ومن المؤثر أن نرى نساء متواضعات ينضممن إلى الموكب الذي اتجه حينئذاك إلى مكان العذاب الذي يُدعى جلجثة (أي مكان الجمجمة) حيث نُصب صليب المخلِّص (لو23: 26-32). يا له من مكان كبير قد أخذه في قلوبهن! فبينما كانت بغضة رؤساء الشعب للرب يسوع تزداد، كان تعلقهن به قوياً ومتزايداً. لقد سبق أن تبعنه من الجليل إلى أورشليم وخدمنه (مر15: 41؛ لو23: 27). وهكذا نستطيع أن نفهم دموعهن ونوحهن (مر16: 10) عندما فكرن أنهن سوف يفقدن إلى الأبد هذا الحبيب الذي لا مثيل له. لقد بقين بالقرب من الصليب بقلوب منكسرة. كان الرب يسوع في ذلك المكان مصلوباً بين لصّين، يا له من مشهد للجمع الذي كان يمر أمامه! كانت آلامه لا يعبَّر عنها. كان مخلصنا العزيز وحده تماماً أثناء ساعات الظلمة الثلاث التي جاءت على كل الأرض. لقد عرف هذا الألم الفائق، وهو الترْك من الله بسبب خطايانا، التي لا حصر لها، التي أخذها على نفسه ليصنع لها الكفارة (مت27: 47؛ مر15: 34). ونحو الساعة التاسعة صرخ بصوت عظيم «إلهي إلهي لماذا تركتني؟» وليتم الكتاب قال أخيراً «أنا عطشان» (يو19: 28). من أعلى الصليب نطق الرب أيضاً بهذه الكلمة التي لا حدود لمداها «قد أُكمل» (يو19: 30). وأخيراً خاطب من جديد الآب الذي تمجد تماماً بعمله قائلاً «يا أبتاه في يديك أستودع روحي» (لو23: 46). «ثم إن (أي بعد هذه الأمور) ...» (يو19: 38). لم يبقَ جسد الرب يسوع طويلاً على صليب العار، لكن الله أعد آنيتين له للاهتمام به: يوسف الذي من الرامة ونيقوديموس. لقد وضع في قلبيهما شعوراً مشتركاً بالمحبة والتقدير للرب يسوع، في حين أنه لم يكن لرؤسائهم سوى البغضة له والاحتقار! لقد ورد ذكر يوسف الذي من الرامة في الأناجيل الأربعة، وحسب ما يقوله لنا مرقس البشير، يبدو أنه كان عضواً في مجمع السنهدريم (محكمة اليهود). ويظهر نيقوديموس ثلاث مرات في إنجيل يوحنا (3: 1-21؛ 7: 50-52، 19: 39-42). يا له من تقدم أحرزه في طريقه نحو النور منذ مقابلته الأولى مع الرب يسوع! لقد عملت النعمة إذاً في قلبي هذين الرجلين اللذين، ربما دون أن يتفقا معاً، جاءا إلى هناك في تلك الساعة الرهيبة، ليُنزلا عن الصليب جسد المخلِّص المائت. لقد أخذته تلك الأيدي التقية، ولفّته بأكفان مع أطياب، ثم وضعته في قبر يوسف الجديد المنحوت في الصخر، حيث لم يوضع أحد فيه من قبل. لقد سبق أن تكلم الأنبياء عن الآلام التي كان يتعين أن يُعانيها المسيا قبل حدوثها بوقت طويل. فأصحاح 53 من سفر إشعياء النبي مثلاً، يتحدث إلينا عن هذه الآلام بطريقة مؤثرة جداً، ولكن هذا الفصل نفسه من الكتاب المقدس يُرينا أيضاً قصد الله من جهة عبده الكامل «وجُعل مع الأشرار قبره ومع غني عند موته. على أنه لم يفعل ظلماً ولم يكن في فمه غش» (إش53: 9). |
||||
14 - 11 - 2024, 01:32 PM | رقم المشاركة : ( 178435 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لقد قام فجر يوم جديد. وفي اليوم الثالث، اليوم الأول من الأسبوع، وُجد القبر فارغاً والحجر الكبير الذي كان يمنع الدخول قد دُحرج. والنساء اللاتي ذهبن إلى هناك في الصباح المبكر جداً ومعهن الأطياب التي أعددنها ليُدهن بها جسد الرب يسوع، علمن من الملائكة أنه قام من الأموات. يا له من خبر مجيد كُلِّفن بإعلانه لشركائهن في الحزن! ومن بين النساء اللاتي نجدهن في المشاهد المؤثرة في نهاية الأناجيل، تحتل مريم المجدلية مكاناً خاصاً. أ لم يسبق لها أن اختبرت نعمة الرب وقوته بطريقة خاصة؟ طوباك يا مريم! لقد خلّصها الرب يسوع من سبعة شياطين (لو8: 2؛ مر16: 9)، ويا له من اعتراف بالجميل منها نحو محررها وسيدها! وإذ بقيت بالقرب من القبر، كانت هى أول مَنْ رآه. ويحدثنا الأصحاح العشرون من إنجيل يوحنا عن هذه المقابلة العجيبة. لقد كانت تبحث عن سيدها وإذا به أمامها. وتعرفت عليه عندما قال لها: يا مريم. حينئذ قال لها يسوع «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم» (ع17). إنه إعلان ثمين نحب أن نذكره دائماً كنتيجة لعمل مخلصنا. إننا بالنعمة أولاد الله ولا يستحي الرب أن يدعونا إخوته (عب2: 11). لقد سبق أن قال الرب لتلاميذه إنه سوف يتركهم، وهذه الكلمة أحزنتهم جداً. ولكنه كان قد أعلن لهم أيضاً أنه سوف يراهم ثانية فيتحول حزنهم إلى فرح. وفي مساء اليوم الأول من الأسبوع اختبروا ذلك فعلاً، إذ وُجد سيدهم المحبوب فعلاً فجأة في وسطهم في العُلية المُغلقة خوفاً من اليهود، وقال لهم «سلام لكم»، وأراهم يديه وجنبه. فكان فرحهم عظيماً عندما رأوه ثانية! وعند ظهوره الثاني كان توما أيضاً موجوداً. وإذ كان في حيرة أمام الرب، قال هذه الكلمة العظيمة «ربي وإلهي»! ويوحنا، التلميذ الذي كان يسوع يحبه، بحسب نص إنجيله، كان هو التلميذ الوحيد الذي نراه عند الصليب (19: 26،27). ويا لها من خدمة ثمينة أسندها له الرب في تلك الساعة المشهودة: منذ تلك الساعة أخذ أم المخلِّص إلى خاصته. وبطرس ويوحنا وتوما وباقي التلاميذ الذين كانوا شهوداً لآلام وقيامة الرب يسوع، كانت لهم أيضاً الرؤية المجيدة لارتفاعه إلى السماء (مر16: 19؛ لو24: 52،53). كانوا ممتلئين فرحاً ولا يكفّون عن تسبيح وبركة الله. وبواسطة الروح القدس المرسَل من السماء يوم الخمسين، أمكن أن تُعلَن الرسالة الإلهية بقوة إلى الجمع الذي احتشد في أورشليم. والأصحاحات الأولى لسفر أعمال الرسل، تُظهر لنا نشاط ومجاهرة الرسل لإعلان خبر الخلاص بالرب يسوع الذي صُلب. وبطرس بصفة خاصة إذ امتلأ بالروح القدس (أع4: 8) دعا الشعب إلى التوبة وإلى الرجوع بعزم إلى الله. ويا لها من حرارة ومن محبة عند هؤلاء الشهود، شهود الكنيسة الأولى! كان بينهم بحسب اعتقادنا، يوسف الذي من الرامة ونيقوديموس، لأنهما على الأرجح رأيا الرب مُقاماً من الأموات ثم مرتفعاً إلى السماء. وحينئذ تحولت أنظارهما نحو مخلِّصٍ حيّ فوق، وهما يختبران أنه هو أيضاً بالروح القدس معهم على الأرض. وعن قريب سوف نتلاقى مع كل هؤلاء الأمناء في الفرح الكامل الذي سيكون نصيبنا الأبدي. ومع المفديين من كل العصور ومن كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، سوف نرنم الترنيمة الجديدة لمجد الخروف الذي ذُبح. لقد كان في وسط اثنين من المجرمين في يوم اتضاعه العميق (يو19: 18)، وقريباً سوف ننظر إليه في وسط العرش كالغرض الأسمى لقلوب الذين خلّصهم بموته فوق صليب الجلجثة. ليته من الآن يشغل المكان الأول في حياتنا إذ كم هو يستحق ذلك! |
||||
14 - 11 - 2024, 01:34 PM | رقم المشاركة : ( 178436 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حديث الصليب ما أروع الصليبَ والمصلوبَ! لماذا يرضى السيدُ صَليبا ما أروع ذا المشهدَ العجيبا! وكيف البارُ يحملُ الذنوبا؟ بل كيف يرضى كأسها لهيبا؟! الذنبُ ذنبي أجرُه أدفعُهُ الدْين ديْني ما لَهُ يرفعُه؟ والزرعُ زرْعي وأنا أجمعُهُ والعارُ عاري ما له يجرعُه بل إنه الحبُ وما أروعَهُ! بل هكذا اللهُ أحبَ العالمَ أراد أن ينجيِ الذي به احتمىَ وقد رآهُ غارقاً وآثماً فأرسلَ فلْكَ النجاةِ راحمَا ولم يكن غيرُ ابنهِ يفدي دماً؟! وقالها البارُ «لِمَ تركتني؟» وقد تحملْتُ الذي حَمَّلتني وأنت للفداءِ قد أرسلتني لأجلك أشربُ ما جرَّعتني إن كان ذا يُرضي، لِمَ تركتني؟! وصلّي من أجل القساةِ الظالمينْ قد نفّذوا ما سَطَّرتْ يدُك اليمين اغفر لهم أبتاه ليسوا يعلمونْ وإنني قد قمتُ بالعهدِ الثمينْ فاغفر لهم أبتاه ليسوا عارفين! وقال للّص الذي طلبَ النجاهْ غفرَ خطاياهُ وطهَّرها دماهْ اليومَ أنت معي بفردوسِ الحياهْ فلماذا لا ينجو وقد نال رضاه؟! إذ أنه الفادي وما أغلى فِداه! بل حتى مريم أمهُ لم ينسَها هى أمُه لابدَّ أن يعولها أوصى يوحَنا بأن يُعني بها ما أعجبَ الرحمةَ في شمولها لا تنسى أمراً في عظيم فضلِها! ولكي ما يُكمْل كلُ ما عنه كُتبْ بل تممَ المكتوبَ في كلِ الكُتبْ قال: أنا عطشانُ! ذاقَ.. ما شرِبْ! إذ تممَ عملَ الفداءِ المرتقَبْ حتى الحجابَ انشقَّ والصلح احتسبْ! أستودع يا أبتاهُ مهجتي أكملتُ كل مشيئةِ المحبةِ بين يديكَ فاستلمْ وديعتي في فداء مَنْ سيقبلُ فديتي! مجداً لك إله كل نعمَة!! ما أروع المصلوبَ ذا ربُ الفداءْ كي ما يُطهِّر ويشفي كلَ داءْ ما أروعَ الحبَ الذي يعطي الدماءْ فتعالوا يا جميعَ البؤساءْ للذي يعطي الخلاص بالفداء |
||||
14 - 11 - 2024, 01:39 PM | رقم المشاركة : ( 178437 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصليب برهان بطلان الحكمة البشرية إن صليب المسيح هو مركز مقاصد الله ومشوراته الصالحة، والتي هي بحق أعماق الله (1كو2: 10). ونحن بصدد الحديث عن صليب المسيح في إحدى جوانبه، ألا وهو الصليب كتعبير عن حكمة الله طارحين أمام القارئ - بنعمة الله - سبعة عناصر يحتويها هذا الموضوع: حكمة الله يحدِّثنا الرسول بولس باعتبار أن الله مصدر الحكمة الإلهية المتنوعة والتي سنطلع عليها في هذا المقال، إلا أننا نرى أن هذه الحكمة تتحدث عن ثلاث مراحل زمنية تبدأ بالأزل مروراً بالزمن لتمتد إلى الأبد. فلنحاول بنعمة الله أن نستكشف هذه المراحل من خلال كلمة الله (1كو2: 7). أولاً: هذه الحكمة مُخفاة عن الإنسان، فهي الحكمة المطوية في سِر. فهي الحكمة المكتومة في الله أزلاً، فلم يمكن لإنسان أن يعرف هذه الحكمة في كل الأجيال السابقة لصليب المسيح، حتى أنبياء وقديسي العهد القديم. ثانياً: بالنسبة للزمان الحاضر، فقد أُعلنت لنا هذه الحكمة عن طريق الروح القدس بعدما أُعلنت لبولس والرسل (1كو2: 10). فبعد صليب المسيح نزل الروح القدس ليُطلع المؤمنين على هذه الحكمة التي هى «أعماق الله»، والتي بمقتضاها عرفنا كل مقاصد الله الصالحة لبركة الإنسان بواسطة «صليب المسيح». ثالثاً: إن هذه الحكمة، التي كانت في فكر الله أزلاً كَسِّر، غرضها مجد المؤمنين فيما يختص بالمستقبل - الحكمة التي سبق الله فعيّنها قبل الدهور «لمجدنا». فأمجاد الكنيسة في المستقبل مرتبطة بهذه الحكمة وإن كان لنا الآن نصيب في التمتع بنتائج حكمة الله في الصليب، إلا أن في المستقبل سيكون لنا نصيب أبدي في التمتع بحرية مجد أولاد الله (رو8: 21). حكمة الله في صليب المسيح: إن صليب المسيح هو المكان الوحيد الذي استُعلنت فيه حكمة الله بصورة مُطلقة، إذ في الصليب استُعلنت صفات الله المطلقة مجتمعة معاً دون أدنى تعارض أو اصطدام، بل استُعلنت في انسجام وتوافق عجيب، حيث في الوقت الذي استُعلنت فيه قداسة الله وبره في دينونة الخطية، استُعلنت محبة الله ورحمته لخلاص الإنسان. ففي الصليب فقط: الرحمة والحق التقيا، البر والسلام تلاثما (مز85: 10). ففي توافق عجيب لهذه الصفات اتجهت العدالة لإيفاء مطاليب الله، واتجهت الرحمة لخلاص الإنسان. فالحكمة تتجه في الصليب لإيفاء مطاليب السماء من فوق وتسديد أعواز الإنسان على الأرض. صليب المسيح برهان بُطلان الحكمة البشرية إن الله اتخذ من صليب المسيح واسطة يبرهن بها على بُطلان كل حكمة بشرية، بل إن الله في الصليب اعتبر هذه الحكمة، التي يتشدق بها الإنسان، ما هي إلا جهالة في نظر الله، وذلك للأسباب التالية: 1- عجز هذه الحكمة البشرية عن معرفة الله معرفة حقيقية. لأنه إذ كان العالم لم يعرف الله بحكمته البشرية، رغم أن الله أعلن عن نفسه في المصنوعات (رو1: 19،20)، أي في ما أبدعته يد الخالق العظيم (مز19: 1)، ففي هذا فشلت الحكمة البشرية في إدراك الله ومعرفته معرفة حقيقية (رو1: 22،23). 2- عجز هذه الحكمة البشرية عن الارتقاء بمستوى الإنسان روحياً ليكون في علاقة حية حقيقية مع الله. فقد تتخذ الحكمة البشرية طريقاً في تعليم المثاليات والأدبيات، وتجتهد في تهذيب الإنسان والارتقاء به اجتماعياً، لكنها لا يمكن أن تصل به إلى علاقة حقيقية مع الله أو الارتقاء بمستواه روحياً ليكون متوافقاً ومنسجماً مع طبيعة الله وصفاته، الأمر الذي لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال صليب المسيح (كو1: 20-22). 3- عجز الحكمة البشرية عن إيجاد وسيلة لخلاص الإنسان من عبودية الخطية وعقوبتها. فتارة تنادي الحكمة الإنسانية بممارسات دينية لإرضاء الله لتفادي القضاء المروع والدينونة، وتارة تنادي بإذلال وقهر الجسد في محاولة التحرر من عبودية الخطية، الأمر الذي يبدو أمام العين البشرية أن له مظهر الحكمة (كو2: 23). إلا أن حكمة الله في صليب المسيح أعلنت خلاص الإنسان خلاصاً كاملاً وشاملاً. فبالنسبة للأمم فقد سامح الله الأمم بجميع الخطايا، فلن يعود الله للمطالبة بحقوقه إذ وفيت في صليب المسيح (كو2: 13). وبالنسبة لليهودي فقد تم محو (إلغاء) الصك (فاتورة الديون) المسجَّلة ضده، بتسمير هذه الفاتورة في الصليب. وقد قام الله بنفسه بتسمير هذه الفاتورة التي أصبحت إعلاناً ظاهراً بإلغاء الدين (كو2: 15). إن هذا وذاك؛ الأممي واليهودي، لم يكن لأي منهما خلاص بواسطة الحكمة البشرية، بل في صليب المسيح البرهان الكامل على عجز الحكمة البشرية في خلاص الإنسان. 4- في اختيار الله لأردأ النوعيات من البشر لهو بُطلان للحكمة البشرية. فمن الأمور التي تدعو إلى العَجَب في حكمة الله، اتخاذها طريقاً يُبطل افتخار الإنسان. فاختيار الله للجهال (غير المتعلمين) علمياً، لنوال الخلاص الأبدي بصليب المسيح، ليقف الحكيم بحكمته البشرية موقف التعجب والاندهاش: أ يتخطى الله عقلاً ممتلئاً بالمعرفة والعلم نظيره إلى جاهل ليحظى بالحياة والفرح والسلام دونه هو؟ أنه أمر يضع الحكمة البشرية في التراب. أ يقف الأقوياء أصحاب النفوذ والمراكز الاجتماعية المرموقة خارجاً يرقبون خلاص المساكين الفقراء؟ أ يُستبعد الشرفاء سليلي العائلات الراقية، وذَوي الأنساب والألقاب الطنانة في المجتمع، ويُرَحَب بالأدنياء والذين لا شأن ولا قيمة لهم؟ أ ليس في كل هذا حكمة، لكي لا يفتخر كل ذي جسد أمامه. فهذه هي حكمة الله التي تجتذب إلى صليب المسيح كل هؤلاء، لنرى في حكمة الصليب كيف يخلص الجاهل ولا يخلص الحكيم، كيف يخلص الضعيف ولا يخلص القوي، كيف يخلص الدنيء ولا يخلص الشريف. وحتى عندما يتعامل الله في اتساع نعمته مع البعض من الحكماء والشرفاء، فإنه يقودهم للإقرار بعدم أهليتهم مع الشعور بنعمة الله المتفاضلة عليهم في الصليب. في الكرازة بالمسيح مصلوباً إبطال للحكمة البشرية: في الكرازة بالمسيح مصلوباً نرى وجهاً آخر لحكمة الله. فالصليب مظهر من مظاهر الضعف المطلق حيث نرى المسيح وقد أخضع نفسه لحكم الموت، وهذا ما عبَّر عنه الرسول «بضعف الله»، فهل الله ضعيف؟ حاشا. بل إن الله رأى في مشهد الضعف هذا - أي موت المسيح مصلوباً - الطريق الوحيد لخلاص الإنسان، الأمر الذي أصبح يمثِّل عقبة كبيرة أمام اليهود في طريق إيمانهم بالمسيح. فالصليب لليهود عثرة، فكيف يؤمن اليهودي بمخلِّص «مصلوب» وطبقاً للناموس يعلم اليهودي إن المعلَّق على خشبة مرفوض من الله (تث21: 22،23). فإلى أي جانب يقف اليهودي.. أ مع الناموس أم مع المسيح؟ كما أن مما مثل عقبة أمام اليهودي: كيف أن يكون مخلّصهم ومسيّاهم بهذا الاتضاع والمذلة، فأين جلاله الملكي؟ وأين غناه؟ وأين سلطانه السياسي وقوته الساحقة للأعداء؟ لقد عثروا بابن النجار، ومازالوا حتى يومنا هذا يعثرون في المسيح مصلوباً، إذ مازالوا يحملون في قلوبهم وأفكارهم ما اعتقده اليهود قديماً: هل يمكن لمن مات مصلوباً أن يكون مخلصاً؟ لكن هل توقفت الكرازة بالمسيح مصلوباً لأن هذه الكرازة عقبة أمام اليهود ومَنْ على شاكلتهم؟ حاشا وكلا، بل يقول الرسول نحن نكرز (بولس والرسل) بالمسيح مصلوباً. فليس الغرض أن نحاول التوفيق بين منطق اليهودي وفكرة الخلاص بالصليب. فبالرغم من عدم الترحاب بالكرازة بالصليب لأنه لليهود عثرة، إلا أننا سنستمر نكرز بالمسيح مصلوباً. كما أن الكرازة بالصليب كانت عقبة أيضاً في طريق إيمان الأمم اليونانيين بالمسيح. لماذا؟ لأن اليونانيين اعتبروا قصة الصليب نوعاً من الجهالة، ولا يمكن أن يقبلها العقل البشري، لأن الفكر الذي اعتنقه اليونانيون أن الله منزه تماماً عن المشاعر الحسية التي تصيب البشر كالألم والفرح والمعاناة والمذلة من البشر. فكيف يتسنّى للإله المنزه عن كل هذه، أن يأتي في صورة بشرية، ويتألم من أيدي البشر ويُقتل، فهل هذا منطقي ومعقول؟ إنه غير منطقي وغير معقول للعقل البشري، لذلك اعتبر الأمم اليونانيون ومَنْ على شاكلتهم، أن قصة صلب المسيح نوعاً من الجهل. كما أن فكرة ظهور الله في الجسد غير مقبولة، وأن موته على صليب هو شيء من الكُفر - وذلك في عين الحكمة البشرية - ولكن هل حاول الرسول بولس في كرازته أن يُرضي ذوق ومنطق الأمم، كلا. فإن اختيار الله للصليب إنما هو لإبطال هذه الحكمة البشرية، بل إن الرسول عقد العزم على أن لا يشهد في كرازته إلا بيسوع المسيح وإياه مصلوباً. فهو الطريق الوحيد للالتقاء بالله ومعرفته، والطريق الوحيد لنوال الخلاص الأبدي، فسنكرز بالمسيح مصلوباً. حكمة الله تجلت في آنية الكرازة: إن حكمة الله لم تتجلَ في اختيار ودعوة أردأ النوعيات من البشر للتمتع بالخلاص، بل إن حكمة الله أرادت أن تُبطل كل ما هو من الحكمة والقوة البشرية حتى بعد الإيمان بالمسيح. فالرسول بولس يُستعرَض أمامنا كإحدى الأواني البشرية التي ظهرت فيها حكمة الله. في حديث الرسول عن شعوره الشخصي فيما هو يكرز بصليب المسيح في كورنثوس يقول: «وأنا كنت عندكم في ضعف وخوف ورعدة كثيرة». فالرسول يصف حالته الشخصية وصفاً ثلاثياً: أولاً: في ضعف. فقد كان الرسول في ضعف، ونعلم من 2كورنثوس12: 9 أنه ضعف في البنية الصحية لدى الرسول، مما يعطي شعوراً باطنياً لدى الرسول بأنه قد يُنظر إليه نظرة التحقير والازدراء بسبب الشوكة، الأمر الذي جعله يمدح الغلاطيين الذين بالرغم من وجود هذا الضعف في الرسول إلا أنهم لم يزدروا بها (تجربته الجسدية) ولا بالرسول، بل قبلوه كملاك الله (غل4: 13،14). فكثيراً ما يطوف خدام الله حاملين قوة الله «الإنجيل» في جسد ضعيف، بل حاملين كنزاً في أوانٍ خزفية، وفي هذا تتعظم نعمة المسيح وقوته وحكمته. ثانياً: في خوف. إن خوف الرسول لم يكن خوفاً من الاضطهاد أو الآلام، فهو الذي كان يعلم أن وُثقاً وشدائد تنتظره في كل مدينة، بالرغم من ذلك لم يكن يحتسب لشيء، ولم تكن نفسه ثمينة عنده (أع20: 23،24)، إلا أن الخوف هنا من جسامة المسئولية في الخدمة والكرازة، فهو لم يَقُم بالخدمة غير مُبالِ بجسامتها، بل كان كل كيانه بل وحتى أنفاسه تستشعر جسامة الخدمة حينما يقتضي الأمر القيام بها. فهل لنا نحن نفس أفكار ومشاعر الرسول في الخدمة؟ أم أنها وظيفة تؤدى بطريقة ميكانيكية؟ ثالثاً: ورعدة كثيرة. أ ليس من العجيب أن نرى الرسول العظيم في رعدة كثيرة؟ لماذا؟ لأنه كان يدرك ما سيصيب صليب المسيح لو استخدم بولس حكمته وأضاف من ابتكاراته ما يحاول به أن يُطنب السامعين بسمو الكلام وفصاحته. لقد كان يرتعد لمجرد أن يرى صليب المسيح وقد تعطل (أي أصبح بلا فاعلية ولا قوة في المستمعين) بسبب الحكمة الإنسانية الظاهرة في سمو الكلام، فيا له من خادم سعى لمجد الله، أولاً وأخيراً فليتنا نسعى من هذا الأمر حسناً. حكمة الله تجلت في مادة الكرازة: قبل أن يأتي الرسول بولس إلى كورنثوس، كان في أثينا وهناك احتدت روحه إذ رأى المدينة مملوة أصناماً. فقد تقابل مع بعض الفلاسفة الأبيكوريين والرواقيين، فأخذوه وذهبوا به إلى أريوس باغوس، وهناك طفق يتكلم بصورة منطقية وصحيحة عن ذلك الإله الذي يتقونه، ولكنهم في الحقيقة يجهلونه. فقال لهم إن هذا الإله ليس بعيداً عنهم، بل إنه هو الذي صنعهم وهو الذي يُحييهم، وهو الآن يأمرهم بالتوبة. فماذا كانت نتيجة هذه الخدمة المنطقية التي خلت من الكرازة بصليب المسيح؟ النتيجة خلاص رجل وامرأة مع عدد قليل (أع17: 22-34). وهذا شيء مبارك حتى لو خلصت نفساً واحدة. إلا أن الرسول استشعر أنه لم يكرز لهؤلاء الفلاسفة بصورة تختفي معها الحكمة الإنسانية المُقنعة تماماً، الأمر الذي حدا بالرسول وهو في طريقه من أثينا إلى كورنثوس أن يعزم من قلبه ألا يعرف بينهم في كرازته شيئاً سوى يسوع المسيح وإياه مصلوباً. فهو مادة الكرازة التي تأتي بالكثيرين للخلاص وكأن بالرسول وقد استوعب درس أثينا فلم يتكرر في كورنثوس. ألا يقودنا هذا إلى تقديم إنجيل المسيح في بساطته، فيكون للإنجيل قوته المباشرة على النفس فيخلِّصها. إننا نستمع كثيراً إلى شكوى لِما يدور في أماكن كثيرة: أن ما يقدم على المنابر بديلاً عن كلمة الله، مجرد فلسفات وشطحات عقل الإنسان ومحاولة اجتذاب المستمع برونق الكلام وابتكار أفكار جديدة للتأثير على عقل السامع، للإعجاب بالمتكلم أكثر من التأثر القلبي بكلمة الله. فيا ليتنا نخدم بكلمة الله بلا غش، وفي كرازتنا أن نقدم المسيح وإياه مصلوباً. حكمة الله تجلت في قوة الكرازة ونجاحها: هنا نرى مصدر القوة التي اقتضتها حكمة الله لإبطال القوة البشرية، ألا وهى قوة الروح القدس. لقد استند بولس تماماً على الروح القدس في إقناع القلوب بالشهادة التي كان يقدمها عن المسيح مصلوباً. ويثبّت الروح القدس هذه الشهادة في قلوب السامعين. ومما لا شك فيه أن الشهادة عن المسيح وإياه مصلوباً - أي عن شخص المسيح وعمله على الصليب - تكتسب تأييداً مباشراً وقوياً من الروح القدس. لذلك فقد كان إيمان هؤلاء الكورنثيين لا بحكمة الناس، بل بقوة الله. والحديث بعيداً عن كلمة الله وبعيداً عن المسيح وإياه مصلوباً، لا يمكن أن ينال تأييداً من الروح القدس، فيصبح المتكلم فارغاً من القوة، والكلام بلا ثمر. ولنلاحظ أنه قد يستعين أحدهم في خدمته بقوة شخصيته أو سمو كلامه للتأثير العاطفي والنفسي على المستمعين، وقد يستند آخر على شهرته أو مكانته كنسياً، والبعض الآخر يعتمد على مُحبيه ومُريديه. فلا كل هذا، ولا واحد منها، يصلح أن يكون بديلاً عن الروح القدس كالقوة الوحيدة للخدمة، ولا حتى أن من هذه الأشياء تصلح معواناً لصاحبها بجانب الروح القدس. ولذلك يجب الاتكال الكامل على روح الله لإمدادنا بالقوة التي تأتي أثمارها في الخدمة والشهادة. فليت قلوبنا تَعي هذه الحكمة الإلهية التي تُبطل كل ما هو من الإنسان لتتعظم حكمة الله من خلال صليب المسيح. له كل المجد |
||||
14 - 11 - 2024, 01:43 PM | رقم المشاركة : ( 178438 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بتنسدني معودني على اني احس براحة وانا وياك عنيا فين ما اروح شيفاك مأمنى مطمني مفيش حاجة تهددني بتسندني وبتدور على راحتى وتسمح للحاجات تحصل اذا كانت فى مصلحتي وادى دليل بصلي علشان حاجات ياما وتدينى اللى هيفيدنى بتسندني بصلى علشان تقربنى اوى منك ولو فى حاجة هتخدنى بعيد عنك بصلى عنها تبعدنى بتسندني ناديت غيرك فى عز الواقعة وكسفنى مفيش غير ايدك انت جات توقفنى وجيت فى التوهة ترشدنى بتسندني فى وقت المحنة بتعنى وبتخف الحمول عنى وبتخف الجراح منى وياما جراح واجعنى شفتها وجيت تساعدنى بتسندني على عكازك اتعجز وانا صغير كمان وانا شاب ولو شاب شعرى وبعجز تكالى عليك وزى ما حب عكازك احب عصاك تادبنى بتسندني بصلى علشان تقربنى اوى منك ولو فى حاجة هتخدنى بعيد عنك بصلى عنها تبعدنى بتسندني ناديت غيرك فى عز الواقعة وكسفنى مفيش غير ايدك انت جات توقفنى وجيت فى التوهة ترشدنى |
||||
14 - 11 - 2024, 01:54 PM | رقم المشاركة : ( 178439 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بتقدر تحيي أفراحي في عز اليأس والاحباط وتفرد في الهوا جناحي اطير واعلى عن الصعوبات معاك علطول أنا بلاقي مياة للراحه وسواقي وطول ما إيماني بيك باقي في خير وسلام أكيد راح ابات القرار- رجايا ونصرتي وعزي و بيك يا إلهي متعزي وهيجي يا دنيا واتهزي ولا يتهز إيماني يسوع أنت اللي ليك قلبي وشوقي ولهفتي وحبي بحبك وعمري ما هخبي قلت زمان واقول تاني أنا غرقان باحسانك ومن كتر الديون خجلان وأرد بأيه على حنانك اللي ما شفت زيه حنان انا مديون بأيامي براحتي وفرحي وسلامي كفاية ان أنت قدامي مطمني في كل مكان يارب اديني اكون قادر أعيش ملكك واكون في رضاك ده انا هنا ضيف وراح اغادر وشوق قلبي اروح لسماك انا مشتاق توريني جمال شخصك قصاد عيني تريحني تنسيني شقا الايام واهيم بلقاك |
||||
14 - 11 - 2024, 01:58 PM | رقم المشاركة : ( 178440 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب اديني اكون قادر أعيش ملكك واكون في رضاك ده انا هنا ضيف وراح اغادر وشوق قلبي اروح لسماك انا مشتاق توريني جمال شخصك قصاد عيني تريحني تنسيني شقا الايام واهيم بلقاك |
||||