منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04 - 11 - 2024, 12:20 PM   رقم المشاركة : ( 177471 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أين نجد الله حتى نعرفه؟
الخليقة: «اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ» (مز19: 1). يمكن للعالم الكبير والإنسان البسيط معًا أن يهتفان «مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ. مَلآنَةٌ الأَرْضُ مِنْ غِنَاكَ» (مز104: 24). إن نظرة واحدة لجسم الإنسان تجعله يهتف مع المرنم قائلاً «أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًا (لأنني صُنعت بشكل عجيب ورهيب)» (مز139: 14) وهكذا كل الخليقة العجماء، برًا وبحرًا وجوًا، من حيوان ونبات، من كبير وصغير.
الكتاب المقدس: إن كلمة الله هي إعلان الله الواضح عن نفسه، وعن صفاته، عن فكره، وعن قلبه، وعن أعمال يديه. إن عقولنا مهما اتسعت فهي تبقى محدودة ليس بإمكانها لوحدها إدراك “من هو الله”، الذي قال أيضًا: «فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ» (إش40: 25). فمعرفة الله لا تُدرك بالحواس، ولا نصل إليها بالقياس (أي التشبيه)، بل بالإعلان؛ الوحي الإلهي وحده.
التاريخ: سواء معاملات الله مع الأفراد، أو مع شعبه، أو مع سائر الشعوب، أو مع كنيسته الآن. ودراسة التاريخ، لا سيما التاريخ المقدس، من كلمة الله، حيث لا رتوش أو تزييف، تحكي بوضوح من هو الله في قداسته وبره، محبته ونعمته، رحمته وثبات مقاصده ... إلخ.
المسيح: «اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ» (يو1: 18)، ذاك «اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ» (كو1: 15)، الذي «هُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ» (عب1: 3)، وهو “اللهُ الظَاهر فِي الْجَسَدِ” (1تي3: 16). إن التامل في حياة المسيح، سواء في الرموز والظلال في العهد القديم، أو في سيرته العطرة أيام جسده على الأرض في الأناجيل، أو مجد المسيح في سائر كتب العهد الجديد؛ كلها تقودنا إلى معرفة الله بشكل شخصي ومباشر، فالذي رآه فقد رأى الآب (يو14: 9).
الصليب: وفي عمل الفداء في صليب المسيح، نرى الله بكل وضوح، في محبته ونعمته، في رحمته وحقه، في قداسته وبره، في سلطانه ومقاصده، ... إلخ.
 
قديم 04 - 11 - 2024, 12:21 PM   رقم المشاركة : ( 177472 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كيف نعرفه؟
إنه ينبغي لنا أن نتعامل مع كلمة الله بصورة أعمق من مجرد أنها تحكي لنا عن أنفسنا، واقعنا واحتياجاتنا، خلاصنا وبركاتنا ... إلخ. إن ما كُتب قد كُتب أساسًا عنه «فِي دَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي» (عب10: 7). وعندما تحدَّث الرب مع تلميذي عمواس، فقد تحدث عن الأمور المختصة به (لا بهما أو بنا) من جميع الكتب (لو24: 27). ليت الكاتب والقارئ لا يفقدان أبدًا بركة البحث عن الأمور المختصة به! هذا هو أقصر السبل وأوضحها لمعرفة الله ذاته، تبارك اسمه.
إن التأمل المطول في الله، كما أُعلن لنا، تقودنا بالحق والصدق إلى الإعجاب التقوي، والسجود الخشوعي، والتكريس القلبي، والخدمة المقدسة، لهذا الإله العظيم الذي ليس مثله (تث33: 26)، وليس غيره (أع4: 12).
إن معرفة الله بالحق والصدق هي أسمى وأثمن ما في الحياة والوجود. يومًا وقفت ملكة سبأ أمام سليمان في كل مجده، وقالت: «هُوَذَا النِّصْفُ لَمْ أُخْبَرْ بِهِ» (1مل10: 7). ترى، عندما نقف أنا وأنت أمام الله في فائق مجده وعظمته غير المحدودة، هل يكون “النصف فقط” هو الذي لم نخبر به؟ يقينًا إن ما أدركناه عنه لهو نقطة في بحر وقطرة في محيط.
ألا ليت سعينا الدؤوب أن يكون “لنَعْرِفَهُ” (في3:: 10) شخصيًا واختباريًا. وليت الفرصة القصيرة المتبقية لنا على الأرض تكون حافزًا لنا على تعويض ما فات، ونبدأ السير الحثيث على هذا الطريق المبارك؛ طريق “معرفة الله”.
 
قديم 04 - 11 - 2024, 12:24 PM   رقم المشاركة : ( 177473 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




من هو الله ومن هو الإنسان




الَّذِينَ يَعْرِفُونَ إِلَهَهُمْ
(دا 11: 32)



لا يوجد كتاب أعطانا المعرفة الحقيقية عن الله الحي الحقيقي إلا الكتاب المقدس، وحي الله الفريد، الذي يحكي لنا عن أمرين هما: من هو الله؟ ومن هو الإنسان؟
والله سُرَّ أن يعلن عن ذاته في العهد القديم، وإن لم يكن إعلانًا كاملاً عن كل صفاته. فقد كان الله يسكن - بحسب تعبير الملك سليمان - في الضباب (1مل8: 12)، وبحسب قول إشعياء: «حَقًّا أَنْتَ إِلَهٌ مُحْتَجِبٌ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ الْمُخَلِّصَ» (إش45: 15). وبرغم الإعلان الجزئي عن ذاته وعن صفاته في العهد القديم، لكنه كان إعلانًا صحيحًا عن ذات الله. وعندما جاء الرب يسوع، أعلن لنا - في شخصه وفي أعماله - مَنْ هو الله، وكما قال الكتاب: «اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ» (يو1: 18).
وكم نشكر الله لأجل الإعلان الكامل الواضح عن الذات الإلهية، فلا يمكن أن نُسَرّ بعلاقة أو شركة مع إله مجهول. كما عبر أحد الأفاضل: “إن الإله المجهول لا يمكن أن يُعبَد أو يُخدَم أو يُكرَم أو حتى نثق فيه”.
والكتاب المقدس مليء بأمثله تَقَويّه عن قديسين عاشوا مع الله عن قرب، وعرفوا من هو إلههم. وهذه المعرفة لم تكن معرفه عن الله فقط، بل هي معرفة الله، هي معرفة عملية اختبارية، كما قال دانيآل «أَمَّا الشَّعْبُ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ إِلَهَهُمْ فَيَقْوُونَ وَيَعْمَلُونَ» (دا11: 32). وكم تنطبق هذه الآية على دانيآل نفسه، الذي عرف إلهه معرفة عملية، وعلى الكثيرين من القديسين والأفاضل في كل الكتاب. ومن الأمثلة المُشرِّفة لشخص عرف من هو إلهه موسى رجل الله، الذي قال عنه الكتاب «عَرَّفَ مُوسَى طُرُقَهُ» (مز103: 7).
والمقصود بالمعرفة العملية هي الإدراك الواعي لمَنْ هو الله الذي نتعامل معه؛ مَنْ هو في ذاته، وفي صفاته، وفي طرقه، كما أعلنها الكتاب المقدس.
وهذه المعرفة الاختبارية والتي تأتي عن طريق القرب الخاص من الله والعشرة معه، هي التي طبعت طابعها على أولئك الأتقياء فقادتهم إلى حياة القوة والعمل «أَمَّا الشَّعْبُ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ إِلَهَهُمْ فَيَقْوُونَ وَيَعْمَلُونَ»، وقادتهم إلى حياة الثقة والاتكال «وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ» (مز9: 10)، وقادتهم إلى الالتجاء إلى الرب ساعة الأزمات والمخاطر «لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ» (مز91: 14، 15). فقد قال الحكيم: «اِسْمُ الرَّبِّ بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ» (أم18: 10)، وهذا ما جعل الملك حزقيال يسرع إلى هذا الاسم ويقول لله: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِلَهَ إِسْرَائِيلَ الْجَالِسَ فَوْقَ الْكَرُوبِيمِ، أَنْتَ هُوَ الإِلَهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ» (إش37: 16)، بل وجَعلت إيليا يقول بثقة: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هَذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي» (1مل 17: 1).
وكم كان يحلو لأولئك القديسين أن يخاطبوا الرب بالقول «إِلَهِي»، وهذه الكلمة تعبِّر عن العلاقة الخاصة والقرب والمعرفة الاختبارية، فقد قالها كالب في يومه (يش14: 8)، وتغنى بها داود «مُرَنِّمِ إِسْرَائِيلَ الْحُلْوِ» (مز63: 1)، وهتف بها دانيآل بصوت عالٍ أمام الملك داريوس (دا6: 22)، وطمأن بها بولس قلوب الخائفين معه في السفينة حينما قال: «لأَنَّهُ وَقَفَ بِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ مَلاَكُ الإِلَهِ الَّذِي أَنَا لَهُ وَالَّذِي أَعْبُدُهُ ... لِذَلِكَ سُرُّوا أَيُّهَا الرِّجَالُ، لأَنِّي أُومِنُ بِاللَّهِ أَنَّهُ يَكُونُ هَكَذَا كَمَا قِيلَ لِي» (أع27: 23-25).
كم يفرح قلب إلهنا ويُسرّ عندما يرى أتقياء «يَعْرِفُونَ إِلَهَهُمْ»، لأنه «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ. بَلْ بِهَذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ، لأَنِّي بِهَذِهِ أُسَرُّ (بهذه المعرفة العملية)، يَقُولُ الرَّبُّ» (إر9: 23، 24).
ولكي نتمتع بهذه المعرفة الخاصة عن الله علينا أن نلتصق يوميًا بكلمة الله، لأن من يجهل الكتاب المقدس هو بكل تأكيد يجهل إله الكتاب المقدس. قال الحكيم «إِنْ طَلَبْتَهَا كَالْفِضَّةِ، وَبَحَثْتَ عَنْهَا كَالْكُنُوزِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ، وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللَّهِ» (أم2: 4، 5).
أيها الأحباء: إننا نشتاق إلى التعرف على اسم الرب بصورة خاصة بأن نعرف صفاته وطبيعته، فنحب ما يحب، ونكره ما يكرهه الرب. وهذا الأمر يتطلب منا الخضوع والطاعة واتباع وصايا الرب وأحكامه، كما قال الكتاب «لِنَعْرِفْ فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ الرَّبَّ»، أو كما جاءت في ترجمة داربي “سنعرف، سنتتبع لنعرف الرب” (هو6: 3). فعلينا أن نتتبع كل ما أعلنه الله عن ذاته في كلمته فنتعلم دروسًا عن شخصه وصفاته من خلال سَرد أحداث وقصص وشخصيات الكتاب، وسياسته مع شعبه القديم ومع الأمم والممالك والإمبراطوريات، فنتعلم دروسًا نافعة عن شخصه، في لطفه وصدقه وقداسته وسلطانه وحكمته السرمدية ومواقيته الدقيقة التي لا تخطئ.
ومن خلال العلاقة اليومية مع الرب سننمو في معرفة الله (كو1: 10)، وهذه المعرفة تجعلنا نخاف اسمه ونوقّره كما قال الرب عن لاوي «فَاتَّقَانِي، وَمِنِ اسْمِي ارْتَاعَ هُوَ» (ملا 2: 5)، ونكون مِنْ أولئك الذين يتقون اسم الرب (ملا 4: 3)، بل وأيضًا مِنْ «الْمُفَكِّرِينَ فِي اسْمِهِ» (ملا 3: 16)، ونحب اسمه الكريم (مز69: 36).
ومما لا شك فيه أن هذا الأمر سينعكس حتمًا على حياتنا العملية، فنسير في هذا العالم ونحن نعلم اختباريًا من هو الله الذي نعبده، فنختبر كل يوم شيئًا جديدًا عن صلاحه، فنطمئن له ولا نجزع مما تحمله الأيام لنا، وندرك أنه مصدر للخير والصلاح، ولا يفكر من جهتنا إلا كل أفكار الخير والسلام (إر29: 11). ونعيش ونحن واثقون في حكمته التي لا تُخطئ، فهو الإله الحكيم وحده، وفي أمانته التي تجعله لا يغير ما خرج من شفتيه (مز89: 34)، وفي رحمته التي هي لا تزول والمحيطة بنا (مز32: 1؛ مرا3: 23). ونتمتع بثبات محبته في عالم لا يعرف شيئًا عن الثبات والاستقرار. ونراه في نعمته كإله كل نعمه. وفي كل أمور حياتنا - عندما يسمح لنا بصعاب وضيقات - نراه كالإله القدير الذي لا يعسر عليه أمر، والإله كلي السلطان الذي يسيطر على كل الأحداث والأشخاص والظروف، ليُجبرها أن تعمل معًا لخير قديسيه (رو8: 28). ونعيش أمامه كالإله القدوس الذي يكره الشر والنجاسة فنُكمِّل القداسة في خوف الله، ونكون في مخافته اليوم كله. ونحيا بالاستقامة أمامه لأنه بار ويحب الاستقامة (1أخ29: 17)، ويحكم بغير محاباة فنعيش زمان غربتنا بخوف «لأَنَّ الرَّبَّ يَفْحَصُ جَمِيعَ الْقُلُوبِ، وَيَفْهَمُ كُلَّ تَصَوُّرَاتِ الأَفْكَارِ» (1اخ 28: 9)، وهو الذي «يَعْرِفُ خَفِيَّاتِ الْقَلْبِ؟» (مز44: 21).
ما أروع المسيحية في إعلانها الكامل الواضح عن شخص الله، وما أحلى هذا الإله الذي أعلنه لنا الكتاب المقدس، الذي تحلو لنا العشرة معه، والتلذذ به، والقرب منه، فهو جدير بأن نعبده ونُجِلّه ونطمئن له.
امنحنا يا إلهنا أن نقترب منك يومًا فيومًا، فنعرفك أكثر وأكثر، وننمو كل يوم في معرفتك، فما أحلى حياة تقضي بقربك والتلذذ بذاتك وسجاياك.

 
قديم 04 - 11 - 2024, 12:25 PM   رقم المشاركة : ( 177474 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لا يوجد كتاب أعطانا المعرفة الحقيقية عن الله الحي الحقيقي إلا الكتاب المقدس، وحي الله الفريد، الذي يحكي لنا عن أمرين هما: من هو الله؟ ومن هو الإنسان؟
والله سُرَّ أن يعلن عن ذاته في العهد القديم، وإن لم يكن إعلانًا كاملاً عن كل صفاته. فقد كان الله يسكن - بحسب تعبير الملك سليمان - في الضباب (1مل8: 12)، وبحسب قول إشعياء: «حَقًّا أَنْتَ إِلَهٌ مُحْتَجِبٌ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ الْمُخَلِّصَ» (إش45: 15). وبرغم الإعلان الجزئي عن ذاته وعن صفاته في العهد القديم، لكنه كان إعلانًا صحيحًا عن ذات الله. وعندما جاء الرب يسوع، أعلن لنا - في شخصه وفي أعماله - مَنْ هو الله، وكما قال الكتاب: «اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ» (يو1: 18).
وكم نشكر الله لأجل الإعلان الكامل الواضح عن الذات الإلهية، فلا يمكن أن نُسَرّ بعلاقة أو شركة مع إله مجهول. كما عبر أحد الأفاضل: “إن الإله المجهول لا يمكن أن يُعبَد أو يُخدَم أو يُكرَم أو حتى نثق فيه”.
والكتاب المقدس مليء بأمثله تَقَويّه عن قديسين عاشوا مع الله عن قرب، وعرفوا من هو إلههم. وهذه المعرفة لم تكن معرفه عن الله فقط، بل هي معرفة الله، هي معرفة عملية اختبارية، كما قال دانيآل «أَمَّا الشَّعْبُ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ إِلَهَهُمْ فَيَقْوُونَ وَيَعْمَلُونَ» (دا11: 32). وكم تنطبق هذه الآية على دانيآل نفسه، الذي عرف إلهه معرفة عملية، وعلى الكثيرين من القديسين والأفاضل في كل الكتاب. ومن الأمثلة المُشرِّفة لشخص عرف من هو إلهه موسى رجل الله، الذي قال عنه الكتاب «عَرَّفَ مُوسَى طُرُقَهُ» (مز103: 7).
والمقصود بالمعرفة العملية هي الإدراك الواعي لمَنْ هو الله الذي نتعامل معه؛ مَنْ هو في ذاته، وفي صفاته، وفي طرقه، كما أعلنها الكتاب المقدس.
وهذه المعرفة الاختبارية والتي تأتي عن طريق القرب الخاص من الله والعشرة معه، هي التي طبعت طابعها على أولئك الأتقياء فقادتهم إلى حياة القوة والعمل «أَمَّا الشَّعْبُ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ إِلَهَهُمْ فَيَقْوُونَ وَيَعْمَلُونَ»، وقادتهم إلى حياة الثقة والاتكال «وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ» (مز9: 10)، وقادتهم إلى الالتجاء إلى الرب ساعة الأزمات والمخاطر «لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ» (مز91: 14، 15). فقد قال الحكيم: «اِسْمُ الرَّبِّ بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ» (أم18: 10)، وهذا ما جعل الملك حزقيال يسرع إلى هذا الاسم ويقول لله: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِلَهَ إِسْرَائِيلَ الْجَالِسَ فَوْقَ الْكَرُوبِيمِ، أَنْتَ هُوَ الإِلَهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ» (إش37: 16)، بل وجَعلت إيليا يقول بثقة: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هَذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي» (1مل 17: 1).
 
قديم 04 - 11 - 2024, 12:27 PM   رقم المشاركة : ( 177475 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يحلو لأولئك القديسين أن يخاطبوا الرب بالقول «إِلَهِي»، وهذه الكلمة تعبِّر عن العلاقة الخاصة والقرب والمعرفة الاختبارية، فقد قالها كالب في يومه (يش14: 8)، وتغنى بها داود «مُرَنِّمِ إِسْرَائِيلَ الْحُلْوِ» (مز63: 1)، وهتف بها دانيآل بصوت عالٍ أمام الملك داريوس (دا6: 22)، وطمأن بها بولس قلوب الخائفين معه في السفينة حينما قال: «لأَنَّهُ وَقَفَ بِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ مَلاَكُ الإِلَهِ الَّذِي أَنَا لَهُ وَالَّذِي أَعْبُدُهُ ... لِذَلِكَ سُرُّوا أَيُّهَا الرِّجَالُ، لأَنِّي أُومِنُ بِاللَّهِ أَنَّهُ يَكُونُ هَكَذَا كَمَا قِيلَ لِي» (أع27: 23-25).
كم يفرح قلب إلهنا ويُسرّ عندما يرى أتقياء «يَعْرِفُونَ إِلَهَهُمْ»، لأنه «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ. بَلْ بِهَذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ، لأَنِّي بِهَذِهِ أُسَرُّ (بهذه المعرفة العملية)، يَقُولُ الرَّبُّ» (إر9: 23، 24).
ولكي نتمتع بهذه المعرفة الخاصة عن الله علينا أن نلتصق يوميًا بكلمة الله، لأن من يجهل الكتاب المقدس هو بكل تأكيد يجهل إله الكتاب المقدس. قال الحكيم «إِنْ طَلَبْتَهَا كَالْفِضَّةِ، وَبَحَثْتَ عَنْهَا كَالْكُنُوزِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ، وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللَّهِ» (أم2: 4، 5).
 
قديم 04 - 11 - 2024, 12:27 PM   رقم المشاركة : ( 177476 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إننا نشتاق إلى التعرف على اسم الرب بصورة خاصة بأن نعرف صفاته وطبيعته، فنحب ما يحب، ونكره ما يكرهه الرب. وهذا الأمر يتطلب منا الخضوع والطاعة واتباع وصايا الرب وأحكامه، كما قال الكتاب «لِنَعْرِفْ فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ الرَّبَّ»، أو كما جاءت في ترجمة داربي “سنعرف، سنتتبع لنعرف الرب” (هو6: 3). فعلينا أن نتتبع كل ما أعلنه الله عن ذاته في كلمته فنتعلم دروسًا عن شخصه وصفاته من خلال سَرد أحداث وقصص وشخصيات الكتاب، وسياسته مع شعبه القديم ومع الأمم والممالك والإمبراطوريات، فنتعلم دروسًا نافعة عن شخصه، في لطفه وصدقه وقداسته وسلطانه وحكمته السرمدية ومواقيته الدقيقة التي لا تخطئ.
ومن خلال العلاقة اليومية مع الرب سننمو في معرفة الله (كو1: 10)، وهذه المعرفة تجعلنا نخاف اسمه ونوقّره كما قال الرب عن لاوي «فَاتَّقَانِي، وَمِنِ اسْمِي ارْتَاعَ هُوَ» (ملا 2: 5)، ونكون مِنْ أولئك الذين يتقون اسم الرب (ملا 4: 3)، بل وأيضًا مِنْ «الْمُفَكِّرِينَ فِي اسْمِهِ» (ملا 3: 16)، ونحب اسمه الكريم (مز69: 36).
ومما لا شك فيه أن هذا الأمر سينعكس حتمًا على حياتنا العملية، فنسير في هذا العالم ونحن نعلم اختباريًا من هو الله الذي نعبده، فنختبر كل يوم شيئًا جديدًا عن صلاحه، فنطمئن له ولا نجزع مما تحمله الأيام لنا، وندرك أنه مصدر للخير والصلاح، ولا يفكر من جهتنا إلا كل أفكار الخير والسلام (إر29: 11). ونعيش ونحن واثقون في حكمته التي لا تُخطئ، فهو الإله الحكيم وحده، وفي أمانته التي تجعله لا يغير ما خرج من شفتيه (مز89: 34)، وفي رحمته التي هي لا تزول والمحيطة بنا (مز32: 1؛ مرا3: 23). ونتمتع بثبات محبته في عالم لا يعرف شيئًا عن الثبات والاستقرار. ونراه في نعمته كإله كل نعمه. وفي كل أمور حياتنا - عندما يسمح لنا بصعاب وضيقات - نراه كالإله القدير الذي لا يعسر عليه أمر، والإله كلي السلطان الذي يسيطر على كل الأحداث والأشخاص والظروف، ليُجبرها أن تعمل معًا لخير قديسيه (رو8: 28). ونعيش أمامه كالإله القدوس الذي يكره الشر والنجاسة فنُكمِّل القداسة في خوف الله، ونكون في مخافته اليوم كله. ونحيا بالاستقامة أمامه لأنه بار ويحب الاستقامة (1أخ29: 17)، ويحكم بغير محاباة فنعيش زمان غربتنا بخوف «لأَنَّ الرَّبَّ يَفْحَصُ جَمِيعَ الْقُلُوبِ، وَيَفْهَمُ كُلَّ تَصَوُّرَاتِ الأَفْكَارِ» (1اخ 28: 9)، وهو الذي «يَعْرِفُ خَفِيَّاتِ الْقَلْبِ؟» (مز44: 21).
 
قديم 04 - 11 - 2024, 12:28 PM   رقم المشاركة : ( 177477 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ما أروع المسيحية في إعلانها الكامل الواضح عن شخص الله،
وما أحلى هذا الإله الذي أعلنه لنا الكتاب المقدس،
الذي تحلو لنا العشرة معه، والتلذذ به، والقرب منه
فهو جدير بأن نعبده ونُجِلّه ونطمئن له.
امنحنا يا إلهنا أن نقترب منك يومًا فيومًا،

فنعرفك أكثر وأكثر، وننمو كل يوم في معرفتك،
فما أحلى حياة تقضي بقربك والتلذذ بذاتك وسجاياك.
 
قديم 04 - 11 - 2024, 12:31 PM   رقم المشاركة : ( 177478 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




هل تحتاج لمزيد من القوة انتظر الرب!


إن الله لا يخبرنا دائمًا كيف سيُجيب صلواتنا، أو حتى متى. لكنه يعد من ينتظره شيئًا واحدًا؛ ألا وهو القوة. إن الكلمة العبرية ”مُنتظِر“ في إشعياء ظ¤ظ*: ظ£ظ،، تُستخدم في وصف صناعة الحبال. إن كل حبل يبدأ بخيط واحد، وإضافة كل خيط جديد تزيد من قوة الحبل. وهكذا في كل مرة تنتظر الرب تُضيف خيطًا جديدًا للحبل؛ صائرًا أقوى من ذي قبل، وأكثر قدرة على تدبر أمورك. هل تشعر وكأنك مُعلَّق بخيط اليوم؟ امضِ وقتًا أطول في حضرة الله ومع كلمته، ستجد خيطك وقد تحول إلى حبل. أما الانتظار فليس سلبيًا دائمًا، لكنه أحيانًا يكون إيجابيًا مثل خدمة العميل حتى تحقق مطلبه. في هذه الحالة لا يكون الانتظار حالة، بقدر ما يكون هدفًا.

يقول الكتاب: «ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِمًا سَالِمًا، لأَنَّهُ عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ» (إشظ¢ظ¦: ظ£). فسواء قبعت مُصليًا في محضره، أو تممت مشيئته باجتهاد، فالله يضمن لك تجديد قوتك. فإن كنت على وشك الانتهاء من صنع حبلك اليوم، فتمسك جيدًا بهذه الوعود الثلاثة:

(ظ،) «انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ» (مزظ¢ظ§: ظ،ظ¤).

(ظ¢) «إِنَّمَا للهِ انْتَظِرِي يَا نَفْسِي، لأَنَّ مِنْ قِبَلِهِ رَجَائِي» (مزظ¦ظ¢: ظ¥).

(ظ£) «هُوَذَا كَمَا أَنَّ عُيُونَ الْعَبِيدِ نَحْوَ أَيْدِي سَادَتِهِمْ ... هَكَذَا عُيُونُنَا نَحْوَ الرَّبِّ إِلَهِنَا حَتَّى يَتَرَأَّفَ عَلَيْنَا» (مزظ،ظ¢ظ£: ظ¢).

عزيزي: هل أنت بحاجة للمزيد من القوة؟ انتظر الرب!
 
قديم 04 - 11 - 2024, 12:34 PM   رقم المشاركة : ( 177479 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فأين ذَهَبَ شبابُهُ إذًا؟

«وَأَيْضًا إِلَى الشَّيْخُوخَةِ وَالشَّيْبِ يَا اَللهُ لاَ تَتْرُكْنِي،
حَتَّى أُخْبِرَ بِذِرَاعِكَ الْجِيلَ الْمُقْبِلَ، وَبِقُوَّتِكَ كُلَّ آتٍ»
(مزظ§ظ،: ظ،ظ¨)

لقد سبق دخولي إلى رحمِ أمي، بل وإلى حشاها، رنَّاتُ الضحِكِ كثيرًا.

وظلَّ الضحِكُ يشمَلُ آخرين حتى غدوتُ أنا في الوجودِ ضاحِكاً وكُلُّ من يسمَعُ يضحَكُ لا ازدراءً، بل الكلُّ يسألونَ تفسيرًا.

هل يولَدُ لابنِ مئةِ سنةٍ؟ وهل ترضِعُ بنتُ تسعين سنةٍ؟ ولماذا لا والواعِدُ بالرجوعِ في الميعادِ، يرجِعُ نحو زمانِ الحياةِ،

ليس مَن يعصاه، ولا يحسِبُ شيئًا مستحيلاً أو عسيرًا.

في سفرِ المزاميرِ الطويل، نجد مزمورين فقط يعنونانِ ”لِلتَّذْكِيرِ“، وهما المزمور الثامن والثلاثين والمزمور السبعين، أي السابق للمزمور موضوع تأملنا.

وكلمةُ ”لِلتَّذْكِيرِ“ في السفرِ قد تَحمِلُ ثلاثَ معانٍ:

(ظ،) التَّذْكِيرُ بمرارةِ المُرِّ والحُبُر والقيحِ لمن قد اقترف الفحشاء.

(ظ¢) التَّذْكِيرُ بتقريعات المزدرين كما ببطش الأشرارِ وملتَمَس الأعداءِ.

(ظ£) التَّذْكِيرُ بنجدةِ الكبيرِ، وكم مرةً ركَبَ السماء وأتى منجزًا لنجدةِ الأتقياء.

وربَّما نجد المعنى الأوَّل لفكرةِ التذكيرِ في المزمور الثامنِ والثلاثين حيث نعرف أشهر آياتهِ: «قَدْ أَنْتَنَتْ، قَاحَتْ حُبُرُ ضَرْبِي مِنْ جِهَةِ حَمَاقَتِي» (مزظ£ظ¨: ظ¥).

وأما الفكرتان الثانيةُ والثالثةُ فنجدهما في مزمور التَّذْكِير الآخر وهو المزمور السبعين، حيث نجد في ثلاثِ آياتِهِ الأوَّلِ، شراسةَ الأعداء، وفى آيتيهِ الأخيرتين ”بهجة وفرح كُلُّ طالبي الرب“، كما نقرأ عن ”مُحبي خلاصه“ يعظمونه بالرَّغم من فقرِهم ومسكنتهم: «لِيَخْزَ وَيَخْجَلْ طَالِبُو نَفْسِي. لِيَرْتَدَّ إِلَى خَلْفٍ وَيَخْجَلِ الْمُشْتَهُونَ لِي شَرًّا» (مزظ§ظ*: ظ¢)، «وَلْيَبْتَهِجْ وَيَفْرَحْ بِكَ كُلُّ طَالِبِيكَ، وَلْيَقُلْ دَائِمًا مُحِبُّو خَلاَصِكَ: «لِيَتَعَظَّمِ الرَّبُّ» (مزظ§ظ*: ظ¤).

ولكن السؤال هنا يفرض نفسَه، ما الذي جعلنا نرجع هذهِ الرجعة إلى الخلف؟ وما علاقةُ هذا الحديث في جملةٍ اعتراضية طالت، بموضوع تأملنا؟

هذه الآيةُ الوارِدةُ أعلاه، مُقتبسة من المزمور الحادي والسبعين، وإذا رجعنا لبدايتهِ، لا نجد له عنوانًا مميزًا ولا كاتبًا، وأغلب الترجيح أنه يتلاحم مع المزمور السبعين الذي يسبقه، ويُكوِّن معه وِحدةً واحدةً وبذا، يكون المزمور السبعون هو ثاني مزمور لِلتَّذْكِيرِ، وهو المنوط بسرد فكرة التَّذْكِيرِ الثانية، وهي تصوير مرارةَ الأعداء، والمزمور الحادي والسبعون الذي يتلاحم مع سابقِهِ، كأنه يستكمل أفكارَ التَّذْكِيرِ وهو المنوط بتصوير الفكرة الثالثة وهي، تصوير الجليل وهو يركب السماء ويأتي سريعًا لنجدةِ الأتقياء، وهو الذي بالرغم من استهزاءِ المستهزئين وعداء المعتدين، يدير محطات أعمارِهِم، من البطن إلى الصبا، حتى وإلى الشيخوخةِ والشيبِ ولكن يظلُ السؤال يتردد مجددًا: فأين إذاً شبابُه؟

في هذا المزمور الحادي والسبعين، نحن نقرأ عن مولدِ إسرائيل، كما نقرأ عن صباه ثم عن شيخوختِهِ فأين إذاً شبابه؟

(ظ،) «لأَنَّكَ أَنْتَ رَجَائِي يَا سَيِّدِي الرَّبَّ، مُتَّكَلِي مُنْذُ صِبَايَ» (ع ظ¥) ... وفي هذا نقرأ عن صِبَا إسرائيل.

(ظ¢) «عَلَيْكَ اسْتَنَدْتُ مِنَ الْبَطْنِ، وَأَنْتَ مُخْرِجِي مِنْ أَحْشَاءِ أُمِّي. بِكَ تَسْبِيحِي دَائِمًا» ... وفي هذا نقرأ عن مولِدِ إسرائيل

(ظ£) «لاَ تَرْفُضْنِي فِي زَمَنِ الشَّيْخُوخَةِ. لاَ تَتْرُكْنِي عِنْدَ فَنَاءِ قُوَّتِي» (عظ©) ... وفي هذا نقرأ عن شيخوخَةِ إسرائيل.

ومع العدد الخامس من المزمور يتواكَبُ العدد السابع عشر: «اَلَّلهُمَّ، قَدْ عَلَّمْتَنِي مُنْذُ صِبَايَ، وَإلَى الآنَ أُخْبِرُ بِعَجَائِبِكَ» (عظ،ظ§)، وفي هذا نعود نقرأ عن صِبَاهُ مرةً أخرى.

ومع العدد التاسع يتواكَبُ العدد الثامن عشر: «وَأَيْضًا إِلَى الشَّيْخُوخَةِ وَالشَّيْبِ يَا اَللهُ لاَ تَتْرُكْنِي، حَتَّى أُخْبِرَ بِذِرَاعِكَ الْجِيلَ الْمُقْبِلَ، وَبِقُوَّتِكَ كُلَّ آتٍ» (عظ،ظ¨)، وفي هذا نعودُ نقرأ عن شيخوخةِ إسرائيل.

ويظل السؤالُ يتكرر فأين إذًا شبابهُ؟

صديقي إن كُلَّ أطوارِ عمر الأمةِ، أو أطوارَ أعمارِنا، لم تولد ولم تأتِ ولم تتماسك وتترابط، بل وتتكامل، بل وتُكلَّل بحق الختام، إلا بمجموعة من الأعاجيب من لدن الكبير.

فإن قلنا ماذا عن مولِدِهِ، ارجع إلى ديباجةِ مقالِنا، لقد وُلِدت الأمةُ من إبراهيم في إسحاق ولقد كان الموقف بأكملِه مثار ضحِكٍ من كُلِّ الأطرافِ: فإذا قلتَ لي ومن هو الضاحِكُ الأوَّلُ، أقولُ لك: «فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ، وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: هَلْ يُولَدُ لابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟» (تكظ،ظ§: ظ،ظ§).

ومن هو الضاحِكُ الثاني يا تُرى؟

«فَضَحِكَتْ سَارَةُ فِي بَاطِنِهَا قَائِلَةً: «أَبَعْدَ فَنَائِي يَكُونُ لِي تَنَعُّمٌ، وَسَيِّدِي قَدْ شَاخَ؟» (تكظ،ظ¨: ظ،ظ¢).

ومن هو الضاحِكُ الثالِثْ يا تُرى؟

«وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ. وَقَالَتْ سَارَةُ: «قَدْ صَنَعَ إِلَيَّ اللهُ ضِحْكًا. كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ يَضْحَكُ لِي» (تكظ¢ظ،: ظ¥، ظ¦).

وما معنى اسم إسحاق يا أخي؟ أليس ضحكًا؟

فالضاحِكُ الأوَّلُ إبراهيمُ، والثاني سارةُ، والثالث هم الكلُّ وبَطَلُ القصةِ إسحاق أخذ يضحكُ لا ازدراءً بل هاتفين:

كيف أنسى قصةَ عمري التي تحكي تروي كيف كان حبُّكَ وبأسُكَ

قارئي، إن كان مولِدُ هذه الأمة هو بمثابة أعجوبة من أعاجيبَ لا حصرَ لها أجراها القدير، فإنا صبا إسرائيل لم يكن له أن يلمَعَ إلا أيضاً بمنظومَةٍ متكامِلَةٍ من الأعاجيب التي أجزلها الله له.

فإن كان مَولِدُ الأمةِ، نراه في مولِدِ إسحاق من إبراهيم وسارة، فإن فترة صبا إسرائيل، تمثلها فترة عبوديتهِ في مصر. أسوق دليلين كتابيين على ذلك:

(ظ،) «لكِنْ هأَنَذَا أَتَمَلَّقُهَا وَأَذْهَبُ بِهَا إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَأُلاَطِفُهَا، وَأُعْطِيهَا كُرُومَهَا مِنْ هُنَاكَ، وَوَادِي عَخُورَ بَابًا لِلرَّجَاءِ. وَهِيَ تُغَنِّي هُنَاكَ كَأَيَّامِ صِبَاهَا، وَكَيَوْمِ صُعُودِهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ» (هوظ¢: ظ،ظ¤، ظ،ظ¥).

كما أذكُرُ من ذاتِ النبوة:

(ظ¢) «لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي» (هوظ،ظ،: ظ،).

ابكوا والطموا، أُرثوه واندبوا. لقد دهمتُه سنو المذلة أربعمئةَ سنةً! ولكن عودوا قولوا له اطفر فَرحًا، غنِّ لله مُرنِّماً لاسمِهِ، اعبرِ القفرَ في موكبِهِ، ابنِ لإلهِ أبيكَ مسكنًا (خرظ،ظ¥: ظ¢)، فإنَّهُ مُخرِجُ الأسرى، فأخرجَكَ إلى فلاحٍ (مزظ¦ظ¨: ظ¦)، اجعلوه عن صباه يُرنِّم

كيف أنسى سترك طول السنين يدُك تحرسني في كل حين

وإن لفَّ بعضها الأنين هذا هو مولد إسرائيل، وهذه هي أيضًا قصةُ صباه. ولكن ماذا عن الوقتِ الحرِجِ ووقت الشيخوخةِ؟

إن فترةَ شيخوخةِ إسرائيل، يُكنى عنها بزمنِ ضيقِ يعقوب، وقتئذ سيجوز الضيق ويتجرَّع الألم بكل صنوفِهِ، يستديرُ به الخوفُ والهَلَعُ من كُلِّ ناحيةِ، فستفارقُه قوَّتُهُ، وسيعود ويحتاج إلى ذراعِ القديرِ بصورةٍ لم يكن له أن يختبرها من قبل.

ولكن أعودُ يا قارئي إلى قرارِ مقالِنا هذا في تكرارِهِ مصحوبًا برناتِ أحزانِهِ وبؤسِهِ:

فأين شبابُهُ إذًا؟ ولماذا لم يرد الذكرُ عنه في هذا المزمور؟

في الحقيقةِ إن هذا المزمور يذكُر لنا مَوْلِد، صِبَا وشيخوخةَ إسرائيل، ولكن لم يذكُر شبابَه، وذلك لأن شبابَه قد قُطِعَ في نصفِ أيامِهِ وقد قُطِعَ بالسبي البابلي.

فإن كانَ زمن ضيق يعقوب يُعبَّر عنه بشيخوختهِ، فالمملكةُ في أيامِ داود وفي ازدهارها الشديد في أيامِ سليمان، يُعبَّر عنها بشبابِهِ، وهذا يجعلني، أترك المزمور الحادي والسبعين، حيث لا نقرأ عن شبابه

وأذهبُ إلى مزمورِ العهد الداودي أي إلى المزمور التاسع والثمانينٍ حيث نقرأ: «حِينَئِذٍ كَلَّمْتَ بِرُؤْيَا تَقِيَّكَ وَقُلْتَ: جَعَلْتُ عَوْنًا عَلَى قَوِيٍّ. رَفَعْتُ مُخْتَارًا (شابًا) مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ. وَجَدْتُ دَاوُدَ عَبْدِي. بِدُهْنِ قُدْسِي مَسَحْتُهُ» (مزظ¨ظ©: ظ،ظ©، ظ¢ظ*).

هذا هو شبابُ إسرائيل.

ولكننا وبكُلِّ أسفٍ، نعودُ فنقرأُ: «أَبْطَلْتَ بَهَاءَهُ، وَأَلْقَيْتَ كُرْسِيَّهُ إِلَى الأَرْضِ. قَصَّرْتَ أَيَّامَ شَبَابِهِ، غَطَّيْتَهُ بِالْخِزْيِ. سِلاَهْ» (مزظ¨ظ©: ظ¤ظ¤، ظ¤ظ¥).

وهكذا ضاعت فترةُ شبابِهِ، والآن إن جاز لي أقولُ إنَّه في فترةِ تغَّيبِهِ وغيبوبتِهِ وسيدخُلُ إلى زمنِ شيخوختِهِ وفناءِ قوتِهِ، ولكن للمرةِ الأخيرةِ لا أكرِرُ القرارَ برُمَّتِهِ، ولكن أردِده مُعَّدلاً: أسيعود إلى أيام شبابهِ؟ أيأتِي الشبابُ بعد الشيخوخةِ؟ ولماذا لا؟

يقينًا سيأتي، فإن مولِدَه حَدَثَ بأعجوبةٍ كما رأينا، كما أن صباه نُجِّيَ من مذلةِ مِصرَ، وتكلَّلَ خروجُه بأنشودةٍ كما سمعنا، وفي ضيقِ يعقوبَ، في شيخوختِهِ ستنشقَّ السماواتُ وينزِلُ الربُّ (إشظ¦ظ¤)، وسيخرجُ إلى بحبوحةِ المُلكِ، ويُنشد لقد تجاوبت السماواتُ كما رجَوْنا، وبعد شيخوختِهِ، سيأتيَ شبابُهُ أي فترةُ الملك السعيد فيقينًا سيتغنَّى: «كَثِيرًا مَا ضَايَقُونِي مُنْذُ شَبَابِي. لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ: كَثِيرًا مَا ضَايَقُونِي مُنْذُ شَبَابِي، لكِنْ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيَّ» (مزظ،ظ¢ظ©: ظ،، ظ¢).

وإني - ككاتبِ المقالِ - أأعودُ إلىَ المزمورِ الحادي والسبعين، حيث لم نجد شبابَهُ ربَّما نجده؟ أعودُ وسأجدهُ مُتضَمَّناً: «أَمَّا أَنَا فَأَرْجُو (أرجوكَ) دَائِمًا، وَأَزِيدُ عَلَى كُلِّ تَسْبِيحِكَ» (مزظ§ظ،: ظ،ظ¤).

وختامًا يا قارئي، أعود إلى عنوانِ مقالي، لأبدِلَهُ بحسنِ الختامِ ولا أعنونُهُ: ”فأين إذاً شبابُهُ؟“، فأبدِلُهُ ”شبابٌ جاءَ بعدَ شيخوختِهِ، لقد وجدناه“.

مَهمَا يَكُنْ طَرِيقي وَسْطَ الظلامْ أَنَلْ بِفَضْلِ ربي حُسنَ الختامْ

 
قديم 04 - 11 - 2024, 12:36 PM   رقم المشاركة : ( 177480 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






في سفرِ المزاميرِ الطويل نجد مزمورين فقط يعنونانِ ”لِلتَّذْكِيرِ“
وهما المزمور الثامن والثلاثين والمزمور السبعين،
أي السابق للمزمور موضوع تأملنا.

وكلمةُ ”لِلتَّذْكِيرِ“ في السفرِ قد تَحمِلُ ثلاثَ معانٍ:

(ظ،) التَّذْكِيرُ بمرارةِ المُرِّ والحُبُر والقيحِ لمن قد اقترف الفحشاء.

(ظ¢) التَّذْكِيرُ بتقريعات المزدرين كما ببطش الأشرارِ وملتَمَس الأعداءِ.

(ظ£) التَّذْكِيرُ بنجدةِ الكبيرِ، وكم مرةً ركَبَ السماء وأتى منجزًا لنجدةِ الأتقياء.

وربَّما نجد المعنى الأوَّل لفكرةِ التذكيرِ في المزمور الثامنِ والثلاثين حيث نعرف أشهر آياتهِ: «قَدْ أَنْتَنَتْ، قَاحَتْ حُبُرُ ضَرْبِي مِنْ جِهَةِ حَمَاقَتِي» (مزظ£ظ¨: ظ¥).

وأما الفكرتان الثانيةُ والثالثةُ فنجدهما في مزمور التَّذْكِير الآخر وهو المزمور السبعين، حيث نجد في ثلاثِ آياتِهِ الأوَّلِ، شراسةَ الأعداء، وفى آيتيهِ الأخيرتين ”بهجة وفرح كُلُّ طالبي الرب“، كما نقرأ عن ”مُحبي خلاصه“ يعظمونه بالرَّغم من فقرِهم ومسكنتهم: «لِيَخْزَ وَيَخْجَلْ طَالِبُو نَفْسِي. لِيَرْتَدَّ إِلَى خَلْفٍ وَيَخْجَلِ الْمُشْتَهُونَ لِي شَرًّا» (مزظ§ظ*: ظ¢)، «وَلْيَبْتَهِجْ وَيَفْرَحْ بِكَ كُلُّ طَالِبِيكَ، وَلْيَقُلْ دَائِمًا مُحِبُّو خَلاَصِكَ: «لِيَتَعَظَّمِ الرَّبُّ» (مزظ§ظ*: ظ¤).

ولكن السؤال هنا يفرض نفسَه، ما الذي جعلنا نرجع هذهِ الرجعة إلى الخلف؟ وما علاقةُ هذا الحديث في جملةٍ اعتراضية طالت، بموضوع تأملنا؟

هذه الآيةُ الوارِدةُ أعلاه، مُقتبسة من المزمور الحادي والسبعين، وإذا رجعنا لبدايتهِ، لا نجد له عنوانًا مميزًا ولا كاتبًا، وأغلب الترجيح أنه يتلاحم مع المزمور السبعين الذي يسبقه، ويُكوِّن معه وِحدةً واحدةً وبذا، يكون المزمور السبعون هو ثاني مزمور لِلتَّذْكِيرِ، وهو المنوط بسرد فكرة التَّذْكِيرِ الثانية، وهي تصوير مرارةَ الأعداء، والمزمور الحادي والسبعون الذي يتلاحم مع سابقِهِ، كأنه يستكمل أفكارَ التَّذْكِيرِ وهو المنوط بتصوير الفكرة الثالثة وهي، تصوير الجليل وهو يركب السماء ويأتي سريعًا لنجدةِ الأتقياء، وهو الذي بالرغم من استهزاءِ المستهزئين وعداء المعتدين، يدير محطات أعمارِهِم، من البطن إلى الصبا، حتى وإلى الشيخوخةِ والشيبِ ولكن يظلُ السؤال يتردد مجددًا: فأين إذاً شبابُه؟
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024