منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20 - 10 - 2024, 12:01 PM   رقم المشاركة : ( 176071 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,380

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أن يقدموا أنفسهم أمثلة للرعية

فالناس تتعلم مما تراه أكثر من تعلمها مما تسمع. ولو كان الشيوخ مثالاً للتقوى والانضباط بين الجماعة، فعادة يكون باقي المؤمنين كذلك. في هذا يقول الرسول بطرس للشيوخ: «ارعوا رعية الله التي بينكم نظارًا... صائرين أمثلة للرعية» (1بط5: 2، 3). كما قال كاتب العبرانيين: «اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ» (عب13: 7)

مما تقدم يتضح لنا أنه يجب أن يميِّز الأسقف أو الشيخ المحبة العميقة للنفوس، والحكمة في التعامل معهم، والحزم لمواجهة كل انحراف، وطول الأناة للترفق بمن يضل ويتوه. فليت الرب يكثر من بيننا من يتميزون بهذه الميزات الرائعة، ويرغبون في خدمة المسيح والنفوس الغالية على قلبه. فإن هؤلاء يشتهون ”عملاً صالحًا“ (1تي3: 1). ومكافأتهم آتية في القريب العاجل، فمتى ظهر رئيس الرعاة فإنهم سينالون إكليل المجد الذي لا يبلى (1بط5: 4).
 
قديم 20 - 10 - 2024, 12:02 PM   رقم المشاركة : ( 176072 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,380

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الشمامسة

كلمة ”شماس“، وباليوناني ”دياكونوس“ تعني ”الخادم“. ويقال إن الكلمة حرفيًا تعني من يهيل التراب في سيره، للدلالة على سرعة تحركه لإنجاز المهمة. ولقد وردت هذه الكلمة حوالي 30 مرة، وتُرجمت في معظم هذه المرات ”خادم“ (مثل يوحنا 2: 5-9؛ رومية 13: 4، 6؛ 16: 1؛ أعمال 6؛ ... إلخ). والمسيح استخدم هذا التعبير عن نفسه عندما قال «أنا بينكم كالذي يخدم» (لو22: 27). وكلمة الشماس لم تَرِد في الكتاب بحصر اللفظ إلا في فيلبي 1: 1، 1تيموثاوس 3: 8-13.

ما هي خدمة الشماس؟

إن كان الأسقف يُعنى بالأمور الروحية بين جماعة الرب، فإن عمل الشماس هو الأمور المادية (انظر أعمال6).

ومع ذلك فلا ينبغي أن يظن أحد أن وظيفة الشماس وخدمته هما بالأمر الزهيد. فيقول الرسول: «لأَنَّ الَّذِينَ تَشَمَّسُوا حَسَناً يَقْتَنُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَرَجَةً حَسَنَةً وَثِقَةً كَثِيرَةً فِي الإِيمَانِ الَّذِي بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ» (1تي3: 13).

إن استفانوس الشهيد الأول في المسيحية؛ وفيلبس - وهو الوحيد الذي دُعي في الكتاب أنه مبشِّر - كانا شماسين. وكثيرون من رجال الله العظام بدأوا خدمتهم بأعمال بسيطة، ولكن سرعان ما ائتمنهم الرب على خدمات أوسع. فيشوع مثلاً كان خادمًا لموسى، ولكنه صار بعد موت موسى قائدًا لشعب الله، وهو الذي أدخلهم أرض الموعد، وأليشع كان يصب ماء على يدي إيليا، ثم نال نصيب اثنين من روح إيليا عليه. ومرقس خدم احتياجات بولس وبرنابا الزمنية، ولكنه صار خادمًا نافعًا للمسيح، واستخدمه في كتابة واحد من البشائر الأربع.
 
قديم 20 - 10 - 2024, 12:03 PM   رقم المشاركة : ( 176073 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,380

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إن أصغر خدمة لله أو لبيته
هي عظيمة القيمة جدًا في نظر الله.
فابدأ فورًا بأبسط عمل في طريق خدمة الرب،
وتذكر أن الأمين في القليل أمين أيضًا في الكثير
(لو16: 10).
 
قديم 20 - 10 - 2024, 12:04 PM   رقم المشاركة : ( 176074 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,380

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ما هي خدمة الأسقف؟
يمكننا تتبع أربعة أعمال هامة للشيوخ الذين هم الأساقفة:

أولاً: السهر التقوي على حالة القطيع
وأقصد به هنا الخطر القادم من الخارج.

فيقول الرسول بولس: «اِحْتَرِزُوا إذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. لأَنِّي أَعْلَمُ هَذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ. وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ. لِذَلِكَ اسْهَرُوا» (أع20: 28-31).

فهناك خطر ممكن أن يواجه شعب الرب، سواء تعاليم كاذبة من معلمي الضلال، أو ممارسات خاطئة من الذين ينحرفون عن كلمة الله. وبيت الله ليس مجالاً لكي يتصرف فيه كل واحد حسبما يحلو له (انظر 1تيموثاوس3: 14، 15). تُرى من الذي يراقب أحوال كنيسة الله؟ هذا هو في المقام الأول دور الأسقف.

ويقول الرسول بولس لابنه تيطس: «لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ كَوَكِيلِ اللهِ... مُلاَزِماً لِلْكَلِمَةِ الصَّادِقَةِ الَّتِي بِحَسَبِ التَّعْلِيمِ، لِكَيْ يَكُونَ قَادِراً أَنْ ... يُوَبِّخَ الْمُنَاقِضِينَ. فَإِنَّهُ يُوجَدُ كَثِيرُونَ ... يَتَكَلَّمُونَ بِالْبَاطِلِ، وَيَخْدَعُونَ الْعُقُولَ، ... الَّذِينَ يَجِبُ سَدُّ أَفْوَاهِهِمْ» (تي1: 7-11).

وهناك صورة توضيحية عن ضرورة وأهمية السهر على أحوال القطيع، نجدها في وصف الرعاة، الذين وصلتهم البشارة بمولد المسيح في بيت لحم، إذ يقول الوحي عنهم: «كَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ» (لو2: 8). ففي الليل يكثر اللصوص، وتنتشر الذئاب، ويجب على النظار السهر لحراسة قطيع الرب.

ثانيًا: الإرشاد والقيادة لجماعة المؤمنين

أعني به مراقبة طرق المؤمنين لتشجيعهم وتوجيههم، وإنذارهم أيضًا عند اللزوم. فيقول الرسول بولس للمؤمنين في تسالونيكي: «ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَعْرِفُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُمْ وَيُدَبِّرُونَكُمْ فِي الرَّبِّ وَيُنْذِرُونَكُمْ، وَأَنْ تَعْتَبِرُوهُمْ كَثِيراً جِدّاً فِي الْمَحَبَّةِ مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ» (1تس5: 12، 13).

وينبغي أن يتميز الأسقف بمحبة قلبية حقيقية لشعب الرب، بحيث إنهم يكونون موضوع صلاته واهتمامه. ويصور لنا الرسول بولس هذه المحبة الصادقة عندما قال: «من يضعف وأنا لا أضعف؟ من يعثر وأنا لا ألتهب؟» (2كو11: 29). ويقول كاتب العبرانيين عن الأمر عينه: «أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ» (عب13: 17).

والرسول بولس عندما تحدث عن محبة المسيح للكنيسة قائلاً: «فإنه لم يبغض أحد جسده قط، بل يقوته ويربيه، كما الرب أيضًا للكنيسة» (أف5: 29)، يمكن القول إن المسيح يقوت جسده عن طريق أصحاب المواهب، ويربي جسده (يعتني به ويدفئه) عن طريق الوظائف، ولا سيما الأسقفية.

ثالثًا: تقديم الطعام لشعب الرب

وهذا هو معنى كلمات الرسول لقسوس كنيسة أفسس: «أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ» (أع20: 28)، أي لتطعموهم. وأيضا قول الرسول بطرس للشيوخ: «ارعوا رعية الله التي بينكم نظارًا» (1بط5: 2)، بمعنى أطعموهم. وفي هذا قال كاتب العبرانيين: «اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ» (عب13: 7). فكلمة الله هي الطعام الذي يحتاج إليه شعب الله. فلا ينبغي على الشيوخ أن يقدموا لشعب الله أفكارهم هم أو أفكار البشر، ولا أقوال الآباء أو قصص الأقدمين، هذا كله ليس الطعام الذي يشبع ويقيت شعب الله، بل أن ما يبنيهم حقًا هو تقديم كلمة الله للمؤمنين. قال الرب قديمًا على لسان إرميا: «ما للتبن مع الحنطة يقول الرب؟» (إر23: 28). ولذلك فإنه من ضمن شروط الأسقف الواردة في 1تيموثاوس 3: 2 أن يكون ”صالحًا للتعليم“. ويقول الرسول لتيطس كلامًا أوضح أنه ينبغي أن يكون الأسقف: «مُلاَزِماً لِلْكَلِمَةِ الصَّادِقَةِ الَّتِي بِحَسَبِ التَّعْلِيمِ، لِكَيْ يَكُونَ قَادِرًا أَنْ يَعِظَ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيحِ» (تي1: 9). هذا هو عمل الشيوخ، بالإضافة إلى عملهم في التدبير (1تي5: 17).

رابعًا: أن يقدموا أنفسهم أمثلة للرعية

فالناس تتعلم مما تراه أكثر من تعلمها مما تسمع. ولو كان الشيوخ مثالاً للتقوى والانضباط بين الجماعة، فعادة يكون باقي المؤمنين كذلك. في هذا يقول الرسول بطرس للشيوخ: «ارعوا رعية الله التي بينكم نظارًا... صائرين أمثلة للرعية» (1بط5: 2، 3). كما قال كاتب العبرانيين: «اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ» (عب13: 7)

مما تقدم يتضح لنا أنه يجب أن يميِّز الأسقف أو الشيخ المحبة العميقة للنفوس، والحكمة في التعامل معهم، والحزم لمواجهة كل انحراف، وطول الأناة للترفق بمن يضل ويتوه. فليت الرب يكثر من بيننا من يتميزون بهذه الميزات الرائعة، ويرغبون في خدمة المسيح والنفوس الغالية على قلبه. فإن هؤلاء يشتهون ”عملاً صالحًا“ (1تي3: 1). ومكافأتهم آتية في القريب العاجل، فمتى ظهر رئيس الرعاة فإنهم سينالون إكليل المجد الذي لا يبلى (1بط5: 4).
 
قديم 20 - 10 - 2024, 12:09 PM   رقم المشاركة : ( 176075 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,380

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لأَنَّكَ أَنْتَ اقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ.
نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي [13].


خلال المعاملات مع الله أدرك المرتل أن الله ليس فقط عالم بكل شيءٍ، وحاضر في كل مكانٍ، وإنما أيضًا كلي القدرة، بقدرته خلق الإنسان وخلال محبته اللانهائية يود أن يعمل دومًا لبنيان مخلوقه المحبوب.
كثيرًا ما يقف رجال الله في دهشة أمام الخالق العجيب في عمله حتى في الحَبَل بالإنسان وتكوين الجنين حتى يوم ميلاده، الأمور التي لم يكن العلم قد أمكنه تصوير تكوين الجنين ونموه، وحتى مع تقدم العلم تبقى معرفة الإنسان ورؤيته لهذا الأمر محدودة.
ما كان يدهش له رجال العهد القديم كما عبَّروا عن ذلك، يتناغم مع الحكمة التي يكتشفها العلم باستمرار، والتي تمجد الخالق الكلي القدرة (راجع مز 22: 9-10؛ 71: 5-6؛ أي 10: 8-11؛ إش 49: 2؛ إر 1: 5).
تشير الكلية إلى الشهوة، فاقتناء الرب لكليتي معناه إخضاع شهوتي مع أفكاري.
ينتقل المرتل من الحديث عن الله بكونه الحاضر في كل مكانٍ إلى اهتمامه بالإنسان منذ بدء تكوينه في الرحم.
كان "القلب" عند اليهود يشير إلى الأفكار، أما "الكليتان" فيشيران إلى العواطف والشهوات سواء المقدسة أو الشريرة.
إن كان الحبل بالإنسان وتكوين الجنين ونموه تُعتبر أمورًا تفوق الفكر البشري مهما بلغ تقدم العلم، فكم بالأكثر الحبل بالمؤمن وتكوينه في مياه المعمودية، لكي ما يولد كابن لله الآب، وعضو في جسد المسيح، وهيكل للروح القدس!
* المقتني (الله) في الداخل. إنه لا يشغل القلب وحده، بل والكليتين؛ ليس فقط الأفكار، بل وإلى المباهج.
القديس أغسطينوس
* قد يقول شخص غبي: "وماذا يفيدني إن كان (الله) عظيمًا وصاحب سلطان وعالم بالغيب؟ أظهر لي أي نفع نناله من هذا؟" لذا يضيف: "لأنك تقود إنساني الداخلي يا رب"، مشيرًا إلى الشخص ككل بذكره للجزء (الكُلْية). إنه ليس بالأمر التافه الثقة في عنايته الإلهية، إننا نحن مِلكْ الله: فإن المالك يهتم ويعين. ولكي يشير إلى هذا يضيف الكلمات التالية: "اقتنيتني من بطن أمي". بمعنى أنك حفظتني في كل الأوقات، واهتممت بي، وجعلتني في أمانٍ منذ السنوات الأولى، وأنا في المهد، بالعمل علمتني ما أقوله.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* يقول داود: إذا نظرت إلى تكويني وطبيعتي كإنسان فإنني أتسأل ما هو مزيج القوى التي تحركني؟ (مز 139: 13-16).
كيف يمتزج الخالد بالفاني؟
كيف أنحدر إلى أسفل، ومع ذلك أُرفع إلى فوق؟
ماذا يسبب عدم استقرار النفس؟ لماذا تعطي النفس (الروح) الحياة، ومع ذلك تشترك في الألم؟
كيف يكون العقل محدودًا وغير محدود في نفس الوقت، ويكون داخلنا ويطوف الكون بحركة سريعة؟
كيف يُنقل العقل عن طريق الكلام؟ كيف يتحرك في الهواء ويدخل مع الأشياء؟ كيف يشارك في الحس وفي نفس الوقت يعزل نفسه عن الحواس؟
وتوجد أسئلة أهم من ذلك. ماذا كانت أول مرحلة في عملية تشكيلنا وتجميعنا في مصنع الطبيعة؟ وما هي المرحلة النهائية في التشكيل؟
ما هو الدافع للحصول على الطعام والتزود به؟ ما هي الغريزة التي تهدينا إلى أول ينابيع ومواد الحياة (صدور الأمهات)؟ كيف يتغذى الجسم بالطعام، أما النفس فتتغذى بالكلمة؟
ما هي الجاذبية الطبيعية التي تربط الآباء والأبناء معًا؟
كيف تنتج اختلافات ثابتة في المظهر نتيجة لعدد كبير غير محدود من العوامل الخاصة؟
كيف يكون نفس الكائن الحي فانيًا وخالدًا معًا؟ يجعله تغيير حالته يموت وتجعله الولادة خالدًا، يموت ويرحل ثم يعود مرة أخرى، مثل مجرى النهر دائم التدفق.
وتوجد الكثير من النواحي التي يمكن أن نفكر فيها من ناحية أطرافنا وأعضاء أجسامنا، وكيفية توافقها معًا وتناسقها، كيف تتباعد، ولكن تعمل معًا كعضوٍ واحدٍ، وكيف يحتوي بعضها على البعض الآخر، وكل ذلك بتنسيق داخلي في طبيعتها.
ويوجد الكثير من الحقائق عن الكلام والسمع، كيفية إخراج الأصوات بواسطة الأحبال الصوتية واستقبالها بواسطة الأذن. وانتقال الأصوات للآذان عن طريق الهواء الممتد بين مصدر الصوت والأذن.
كما أنه يوجد الكثير من الحقائق عن البصر، واتصاله الغامض بالأشياء، فإن البصر لا يتم توجيهه إلا بالإرادة. وكما يتحرك البصر مع الإرادة يحدث نفس الشيء مع العقل، فإن البصر يقع على المنظورات بنفس السرعة التي يمتزج بها العقل بالأفكار.
وتوجد حقائق كثيرة عن باقي الحواس التي تستقبل مؤثرات خارجية لا تراها عين العقل،
توجد حقائق عن الراحة في النوم وعن عمل الخيال في الأحلام، وعن الذاكرة والذكريات، والغضب والرغبة.
باختصار عن كل ما يُسيِّر أمور هذا العالم الصغير الذي نسميه الإنسان.
القديس غريغوريوس النزينزي
* يعيننا الربُ حينما يخلقنا، فهو يعضدنا حينما يأمر بولادتنا. ومن ثم يقول البار: "عضدتني من بطن أمي" (مز 139: 13LXX)، أي من الرحمِ. ماذا يقصد "قبلما صورتُك في البطن عرفتك" (إر 1: 5)، فالذين يخلقهم الربُ يعينهم أيضًا. يعينهم حتى في ميلادهم، "وقبلما خرجتَ من الرحم قدستُك" (إر 1: 5). هو معيننا، لأنه عضدَنَا بيديه. ويُدعى معينًا كخالق للجنسِ البشرى. وهو معيننا، لأنه عضدَنَا بافتقادِه، ليحمينا. وعلى هذا الأساس، يقول المرتل نفسه في نصٍ لاحق "الساكنُ في سِتر العلى، يقول للرب: أنت معيني وملجأي (حصني)" (مز 91 :1). فأول عونٍ هو في عمل اللهِ فينا. والثاني في حمايتنا. اسمعوا حقًا موسى يقول: "باسطًا جناحيه قبلهم، وأعانهم على كتفيه". (تث 32: 11 LXX). أعانهم كالنسر المعتادِ على فحص نسله ليحفظه ويأتي بمن لاحظ أنهم يملكون مزايا لنسلٍ حقيقي، وهبة العهد الصحيح، ويرفض الذين يجد فيهم ضعفًا في أصلِ سلالتهم في سنهم المبكرة.

القديس أمبروسيوس
 
قديم 20 - 10 - 2024, 12:10 PM   رقم المشاركة : ( 176076 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,380

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* المقتني (الله) في الداخل. إنه لا يشغل القلب وحده
بل والكليتين؛ ليس فقط الأفكار، بل وإلى المباهج.


القديس أغسطينوس
 
قديم 20 - 10 - 2024, 12:11 PM   رقم المشاركة : ( 176077 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,380

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* قد يقول شخص غبي: "وماذا يفيدني إن كان (الله) عظيمًا وصاحب سلطان وعالم بالغيب؟ أظهر لي أي نفع نناله من هذا؟" لذا يضيف: "لأنك تقود إنساني الداخلي يا رب"، مشيرًا إلى الشخص ككل بذكره للجزء (الكُلْية). إنه ليس بالأمر التافه الثقة في عنايته الإلهية، إننا نحن مِلكْ الله: فإن المالك يهتم ويعين. ولكي يشير إلى هذا يضيف الكلمات التالية: "اقتنيتني من بطن أمي". بمعنى أنك حفظتني في كل الأوقات، واهتممت بي، وجعلتني في أمانٍ منذ السنوات الأولى، وأنا في المهد، بالعمل علمتني ما أقوله.


القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم 20 - 10 - 2024, 12:12 PM   رقم المشاركة : ( 176078 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,380

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* يقول داود: إذا نظرت إلى تكويني وطبيعتي كإنسان فإنني أتسأل ما هو مزيج القوى التي تحركني؟ (مز 139: 13-16).
كيف يمتزج الخالد بالفاني؟
كيف أنحدر إلى أسفل، ومع ذلك أُرفع إلى فوق؟
ماذا يسبب عدم استقرار النفس؟ لماذا تعطي النفس (الروح) الحياة، ومع ذلك تشترك في الألم؟
كيف يكون العقل محدودًا وغير محدود في نفس الوقت، ويكون داخلنا ويطوف الكون بحركة سريعة؟
كيف يُنقل العقل عن طريق الكلام؟ كيف يتحرك في الهواء ويدخل مع الأشياء؟ كيف يشارك في الحس وفي نفس الوقت يعزل نفسه عن الحواس؟
وتوجد أسئلة أهم من ذلك. ماذا كانت أول مرحلة في عملية تشكيلنا وتجميعنا في مصنع الطبيعة؟ وما هي المرحلة النهائية في التشكيل؟
ما هو الدافع للحصول على الطعام والتزود به؟ ما هي الغريزة التي تهدينا إلى أول ينابيع ومواد الحياة (صدور الأمهات)؟ كيف يتغذى الجسم بالطعام، أما النفس فتتغذى بالكلمة؟
ما هي الجاذبية الطبيعية التي تربط الآباء والأبناء معًا؟
كيف تنتج اختلافات ثابتة في المظهر نتيجة لعدد كبير غير محدود من العوامل الخاصة؟
كيف يكون نفس الكائن الحي فانيًا وخالدًا معًا؟ يجعله تغيير حالته يموت وتجعله الولادة خالدًا، يموت ويرحل ثم يعود مرة أخرى، مثل مجرى النهر دائم التدفق.
وتوجد الكثير من النواحي التي يمكن أن نفكر فيها من ناحية أطرافنا وأعضاء أجسامنا، وكيفية توافقها معًا وتناسقها، كيف تتباعد، ولكن تعمل معًا كعضوٍ واحدٍ، وكيف يحتوي بعضها على البعض الآخر، وكل ذلك بتنسيق داخلي في طبيعتها.
ويوجد الكثير من الحقائق عن الكلام والسمع، كيفية إخراج الأصوات بواسطة الأحبال الصوتية واستقبالها بواسطة الأذن. وانتقال الأصوات للآذان عن طريق الهواء الممتد بين مصدر الصوت والأذن.
كما أنه يوجد الكثير من الحقائق عن البصر، واتصاله الغامض بالأشياء، فإن البصر لا يتم توجيهه إلا بالإرادة. وكما يتحرك البصر مع الإرادة يحدث نفس الشيء مع العقل، فإن البصر يقع على المنظورات بنفس السرعة التي يمتزج بها العقل بالأفكار.
وتوجد حقائق كثيرة عن باقي الحواس التي تستقبل مؤثرات خارجية لا تراها عين العقل،
توجد حقائق عن الراحة في النوم وعن عمل الخيال في الأحلام، وعن الذاكرة والذكريات، والغضب والرغبة.
باختصار عن كل ما يُسيِّر أمور هذا العالم الصغير الذي نسميه الإنسان.
القديس غريغوريوس النزينزي
 
قديم 20 - 10 - 2024, 12:13 PM   رقم المشاركة : ( 176079 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,380

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* يعيننا الربُ حينما يخلقنا، فهو يعضدنا حينما يأمر بولادتنا. ومن ثم يقول البار: "عضدتني من بطن أمي" (مز 139: 13lxx)، أي من الرحمِ. ماذا يقصد "قبلما صورتُك في البطن عرفتك" (إر 1: 5)، فالذين يخلقهم الربُ يعينهم أيضًا. يعينهم حتى في ميلادهم، "وقبلما خرجتَ من الرحم قدستُك" (إر 1: 5). هو معيننا، لأنه عضدَنَا بيديه. ويُدعى معينًا كخالق للجنسِ البشرى. وهو معيننا، لأنه عضدَنَا بافتقادِه، ليحمينا. وعلى هذا الأساس، يقول المرتل نفسه في نصٍ لاحق "الساكنُ في سِتر العلى، يقول للرب: أنت معيني وملجأي (حصني)" (مز 91 :1). فأول عونٍ هو في عمل اللهِ فينا. والثاني في حمايتنا. اسمعوا حقًا موسى يقول: "باسطًا جناحيه قبلهم، وأعانهم على كتفيه". (تث 32: 11 lxx). أعانهم كالنسر المعتادِ على فحص نسله ليحفظه ويأتي بمن لاحظ أنهم يملكون مزايا لنسلٍ حقيقي، وهبة العهد الصحيح، ويرفض الذين يجد فيهم ضعفًا في أصلِ سلالتهم في سنهم المبكرة.

القديس أمبروسيوس
 
قديم 20 - 10 - 2024, 12:14 PM   رقم المشاركة : ( 176080 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,380

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًا.
عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ،
وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذَلِكَ يَقِينًا [14].



أعمال الله عجيبة في خلقة الجنين منذ بدء تكوينه إلى اكتمال نموه وولادته. يتكون من 60 تريليون خلية، مئة ألف ميل من ألياف الأعصاب، و60 ألف ميل من الشرايين والأوردة الحاملة للدم و250 عظمة الخ.
يصف المرتل تكوين الجنين بإبداع في الإتقان والجمال. كل عضو هو من عمل الفنان الإلهي العجيب. لنذكر كمثالٍ المخ وقدرته على تسجيل الأحداث والأصوات والألوان والروائح والذاكرة الخ. وقدرته على أخذ قرارات سريعة وإبلاغ أعضاء الجسم الأخرى لتتحرك معًا في تناغم وانسجام.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: كيف يقول المرتل إن نفسه تعرف ذلك يقينًا، بينما يقول في نفس المزمور إنه لا يعرف الله كما هو؟ يجيب إنه يعرف يقينًا أن الله عظيم وسامٍ فوق كل فهمٍ وإدراكٍ.
معرفتنا اليقينية عن الله تؤكد لنا جهلنا لأسرار طبيعته وإدراك جوهره، وجهلنا يسندنا على الشهادة بمعرفته.
* "أعترف لك، لأنك تصنع عجائب برهبةٍ، عجيبة هي أعمالك. ونفسي تعرف ذلك يقينًا".
عن ماذا يتكلم؟ يقول: لقد خلقتني، لكنني لا أعرف كيف خلقتني. أنت تعتني بي، لكن بعقلي لا أستطيع أن أدرك العناية الإلهية ككلٍ في وقتٍ واحدٍ. أنت حاضر في كل مكان، لكنني لا أفهم ذلك. أنت تعرف المستقبل مقدمًا، والماضي، وأسرار عقولنا؛ حتى هذا لا أستطيع إدراكه بعقلي. أقصد أنك تغير طبيعة الأشياء، وتجعل من الأشياء الباقية كما هي تحمل سمات مضادة، وتجعل من هذه السمات المضادة كأنها أصيلة وطبيعية. إذ يجتمع (المرتل) هذا كله معًا، يُصدر صرخة عظيمة... ويقول: "اعترف لك، لأنك تصنع عجائب برهبةٍ". بمعنى أنك عجيب في المظهر، وعجيب في الكيان. "عجيبة هي أعمالك، ونفسي تعرف ذلك يقينًا". يقول: لماذا أتكلم عنك، إن كان في أي الأحوال ما تفعله هو مملوء عجبًا.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* التطلع إلى السماء والأرض لا يجعلنا نعرف الله أفضل من الدراسة الجادة لوجودنا. يقول النبي: إنني بمهابة وعجب قد خُلقت، بمعنى إنني إذ ألاحظ نفسي أعرف حكمتك غير المحدودة.
القديس باسيليوس الكبير
* من أين تعرف نفسي ذلك يقينًا إلا لأن الليل هو نور في مسرتي؟
إلا لأن نعمتك حلت عليّ وأنارت ظلمتي؟
إلا لأنك اقتنيت كليتي؟ إلا لأنك رفعتي من بطن أمن؟
القديس أغسطينوس
* أنصحك بفحص العجائب الكثيرة التي في جسمك. فصحيح إنك كائن صغير، لكنك عالم كبير. وفي هذا المعنى قال داود النبي: "إن أعمالك معجزات، ونفسي عالمة بذلك أي علم" (مز 139: 14). إنّ معرفة دقيقة لجسم الإنسان تقود حتمًا إلى معرفة الكائن العظيم الذي خلقه.
القديس باسيليوس الكبير

 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024