منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 10 - 2024, 12:47 PM   رقم المشاركة : ( 175881 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إكليل البر
(2تي4: 6-8)

الرسالة الثانية إلى تيموثاوس هي آخر ما كتبه بولس قُبيل رقاده بفترة وجيزة. وفي الأعداد التي أمامنا نجد بولس ينظر ثلاث نظرات مختلفة:

أولاً: نظرة للحاضر

لقد أدرك بولس أن وقت انحلاله قد حضر، وأنه سيرقد شهيدًا عندما يقطع السيف رأسه. لكن يا لروعة هدوءه وثباته في مواجهة ملك الأهوال! لم يكن مرتعبًا جزعًا، بل كان بحسب كلام الكتاب واثقًا عند موته (أم14: 32). كيف لا وهو من قال: «الموت هو ربح» (في1: 21)، وقال أيضًا: «لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدّاً» (في1: 23). فإن كان بولس قد أنفق حياته لأجل المسيح، فها هو على أتم الاستعداد أن يسفك دماءه لأجله.

ثانيًا: نظرة للماضي

إذ أوشكت حياة بولس على النهاية، نظر نظرةً شاملةً لحياة عاشها للمسيح، وأعطى تقريرًا ما أحلاه، فقال:

ïپ* «قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ» (I have combated the good combat)، فلقد شبَّه حياته الروحية بمعركة أو مصارعة، واعتبر نفسه جنديًا أو مصارعًا، وفي نهاية المعركة قرَّر أنه أبلى حسنًا. لقد كان بولس في جهاده ضابطًا نفسه في كل شيء. لم يكن له غرض إلا أن يرضي من جنده. ولاحظ أنه لم يقل: ”جاهدت جهادًا حسنًا“ بل «الجهاد الحسن»، فهو لم يُرد لفت الأنظار إلى جهاده الشخصي، بل إلي الجهاد المسيحي الذي ينبغي على كل تقي أن يحياه، فيقول لمؤمني فيلبي: «إِذْ لَكُمُ الْجِهَادُ عَيْنُهُ الَّذِي رَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، وَالآنَ تَسْمَعُونَ فِيَّ» (في1: 30)، ويقول لابنه تيموثاوس: «جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ» (1تي6: 12).

ïپ* «أَكْمَلْتُ السَّعْيَ »(I have finished the race) ، هذه المرة شبَّه الحياة الروحية بسباق، واعتبر نفسه متسابقًا أو عدَّاءً. من أعمال 9: 15،16 بدأ بولس سعيه، واستمر مواصلاً سعيه بكل قوة، حسب قوله: «وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي» (أع20: 24)، وقوله أيضًا: «أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ، لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (في3: 14). ولم يكن طريقه سهلاً، بل كان وعرًا مليئًا بالمصاعب، لكنه تخطى جميع المعوقات حتى وصل لنهاية السباق. وما كان في ماضيه غايةً وهدفًا، أصبح في حاضره حقيقةً وواقعًا.

ïپ* «حَفِظْتُ الإِيمَانَ» (I have kept the faith)، هنا يشبِّه بولس حقائق الإيمان التي وصلت إليه بالوديعة، معتبرًا نفسه كالحارس على هذه الوديعة. ولقد حفظ بولس الوديعة، إذ كان له كل الحرص على أن يُقِدم للآخرين الحق كاملاً، مدافعًا بكل قوة ضد أي تعاليم مضلة، متخذًا موقف المحاماة عن الإنجيل. ولقد سلَّم الوديعة للأمناء كما تسلَّمها. لاحظ قوله لتيموثاوس: «احْفَظِ الْوَدِيعَةَ» (1تي6: 20؛ 2تي1: 14)، وقوله أيضًا: «وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاساً أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضاً» (2تي2: 2). ومن ناحية أخرى عاش عمليًا ما كان ينادي به من حقائق.

ثالثًا: نظرة للمستقبل

«وَأَخِيراً قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضاً» (ع8).

لقد عانى بولس من الظلم الشديد لما حُكم عليه من البشر: فمؤمنو كورنثوس شككوا في رسوليته، ونيرون الطاغية أصدر حكمًا ظالمًا بقطع رأسه. ولا غرابة فهذا طابع يوم البشر. ولم يُعِر بولس أحكام البشر أي اهتمام، إذ كان يتطلع إلى اليوم الذي يحكم في خدمته «الرب الديان العادل». ووجد أن جزاء خدمته هو «إكليل البر». إلا أن هذا الإكليل لم يقتصر على بولس فقط، بل سيعطيه الرب لجميع محبي ظهوره أيضًا. هؤلاء يحبون الظهور لسببين: الأول هو لأنه بظهور المسيح سيُكرم في الأرض التي أهين فيها، أما السبب الثاني فلأن يوم الظهور مرتبط بمكافأة القديسين أمام كرسي المسيح، ومن ثم استعلانهم مع المسيح.

إذًا إكليل البر يُعطى للذين تتسم حياتهم بالاستقامة والبر العملي. وبالتأكيد فإن المشغولية بظهور المسيح لا بد وأن تؤثر بقوة في حياة القديسين، فيكون طابعها البر العملي.
 
قديم 18 - 10 - 2024, 12:48 PM   رقم المشاركة : ( 175882 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إكليل الحياة (يع1: 12؛ رؤ2: 10)

هذا الإكليل يعطيه ربنا المعبود نفسه لفريقين من المؤمنين:

الفريق الأول: هم من قال عنهم يعقوب الرسول: «طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ، الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». ويقصد يعقوب بالتجربة هنا، ذلك النوع من التجارب الذي مصدره الله، وغرضه خير القديسين وبركتهم. لكن يجب أن تلاحظ عزيزي القارئ أن إكليل الحياة لا يُعطَى لكل المؤمنين المجرَّبين، لكن يُعطَى فقط لمن يحتمل التجربة منهم. ولاحظ قوله «إذا تزكَّى»، فكما يتزكَّى الذهب بدخوله في النار، فتبرهن النار على أنه ذهب نقي، فإن نيران التجارب تُظهر حقيقة نوعية المؤمن، فالمؤمن المتذمر الشاكي لن ينال شيئًا، ولكن المؤمن الصابر الشاكر، الصامد أثناء التجربة، والواثق أنها لخيره، فله إكليل الحياة.

إن كنا بصدد إكليل البر قرأنا عن «الذين يحبون ظهوره»، فهنا نقرأ عن «الذين يحبونه»، والبرهان على المحبة للمسيح هو موقفك منه أثناء ضغط التجربة، وحين تقسو الظروف. فهل تفصلك التجربة عنه، أم تزيدك قربًا منه؟

الفريق الثاني: هم من قال لهم سيدنا المجيد: «كُنْ أَمِيناً إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ». ليس المقصود بهذا القول التمسك بالأمانة حتى نهاية الحياة، بل أن أظل أمينًا مهما كلفتني عيشة الأمانة، حتى ولو وصلت الكُلفة إلى حد الموت لأجل المسيح. أفراد هذا الفريق هم الذين لم يحبوا حياتهم حتى الموت (رؤ12: 11). قيل عن بعض منهم: «عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ... مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ» (عب11: 35، 36).

إذًا إكليل الحياة هو أبلغ تعويض سواء لمن عاش حياة شاقة محتملاً لظى نيران التجربة، أو لمن ضحى بحياته في سبيل أمانته.
 
قديم 18 - 10 - 2024, 12:49 PM   رقم المشاركة : ( 175883 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إكليل المجد (1بط 5: 4)

جميل أن يكتب عن هذا الإكليل بطرس الذي سبق أن كلفه الرب بالعمل الرعوي، قائلاً له «ارعَ غنمي» (يو21: 16، 17). لذا فإنه يطلب من الشيوخ أن يرعوا رعية الله. وتتلخص مهمة الراعي الأمين في أنه يُطعم القطيع، ويقوم بحمايته من أي مخاطر يتعرض لها - مثلما فعل داود بقتله الأسد والدب - ومن واجبه أيضًا الملاحظة الدقيقة للغنم، ليس للقطيع بجملته بل لكلٍ على حدة. إذًا مهمة الراعي ليست سهلة، بل تتطلب المزيد من النشاط ولا مجال فيها للكسل أو التراخي. ولا يمكن للراعي أن ينجح في مهمته ما لم يكن يملك قلبًا ملتهبًا بمحبة الرب يسوع «أتحبني... ارعَ غنمي»، والشرط الثاني لنجاح الراعي هو أن يملك قلبًا عطوفًا على الغنم «مَعْرِفَةً اعْرِفْ حَالَ غَنَمِكَ، وَاجْعَلْ قَلْبَكَ إِلَى قُطْعَانِكَ» (أم27: 23).

لكن على العكس تمامًا الرعاة المزيفون، فهؤلاء لا يشغلهم القطيع بقدر ما تشغلهم أنفسهم، وبحسب (حز 34: 2)، هم يرعون أنفسهم وليس الغنم. دافعهم في عملهم كرعاة، إما ربح قبيح، أو طمع في السيادة والوجاهة الاجتماعية.

لذلك إن كان بطرس قدَّم نفسه للشيوخ باعتباره رفيقهم (ع1)، فهو يقدِّم المسيح لهم باعتباره «رئيس الرعاة» (ع4)، وهذه هي المرة الوحيدة التي يرد فيها هذا اللقب في الكتاب المقدس. وكون الرب رئيس الرعاة فهذا يعني أنه هو من يقيم الرعاة الحقيقيين، وهو المسؤول عن مجازاتهم عن كل أتعابهم لأجل قطيع الرب.

وسيكافئ الرب الرعاة الأمناء بان يعطي لكل منهم «إكليل المجد الذي لا يبلى»، ولاحظ القول: «لا يبلى»، بالمقارنة مع الأكاليل التي كانت تُعطى للمتسابقين الفائزين في المسابقات الاوليمبية آنذاك، إذ كان يُعطى الفائز إكليل من الزهور أو من أغصان غضة لبعض الأشجار، لكنه خلال ساعات قليلة أو أيام معدودة يذبل ويجف، لذا يقول الرسول: «أَمَّا أُولَئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى» (1كو9: 25).

لذا هيا بنا يا أحبائي نخدم الرب بكل طاقاتنا، وليتنا نكثر في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبنا في الرب ليس باطلاً (1كو 15: 58).
 
قديم 18 - 10 - 2024, 12:51 PM   رقم المشاركة : ( 175884 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




العبد الأمين الحكيم

(مت24: 45-51؛ لو12: 41-48)

أسمي شيء يستحق التقدير في حياتنا القصيرة هو أن نكون عبيدًا للرب، نخدمه بأمانة وحكمة، أن نكون نافعين للرب ولقطيع الرب. ولكي يتحقق هذا الغرض يجب أن نقف في مجلس الرب ونستمع إلى كلامه، ثم نخرج عاملين مشيئته. فيا تُرى من هو العبد الأمين الحكيم؟

ïپ* هو الذي أقامه الرب ليقدِّم الطعام لأهل البيت أثناء فترة غيابه.

ïپ* عبيد الرب لهم قيمة عظيمة في نظره، وكل من يخدم بينهم يجب أن يكون وكيلاً أمينًا للرب، وعليه أن يُعطي الذين يخدمهم ما يناسبهم.

ïپ* العبد الأمين الحكيم هو الذي يعطي العلوفة في حينها. فعليه تقديم كلمة الله لكل شعب الله، يقدِّم الطعام المناسب في الوقت المناسب. الأمانة لا تحجز شيئًا من حق الله، والحكمة تقدّمه في حينه. فاللبن العقلي عديم الغش يُقدَّم للأطفال المولودين حديثًا، والطعام القوي يقدَّم للبالغين الذين صارت لهم الحواس مدربة. وهذا يتطلب منه تمييزًا روحيًا، لا يأتي إلا بالشركة المستمرة مع الرب، والسلوك بالروح.

ïپ* الأمانة تدفع العبد الأمين إلى التمسك بالحق عمليًا، وتوصيله كما هو للآخرين، كما قال الرسول بولس - وهو عبدٌ أمينٌ للرب- لابنه الصريح في الإيمان تيموثاوس: «تمسَّك بصُورة الكلام الصحيح الذي سمعته مِنِّي... وما سمعته مِنِّي بشهُودٍ كثيرين، أودِعهُ أُنَاسًا أُمنَاءَ، يكونون أَكفَاءً أن يُعلِّمُوا آخرين أيضًا» (2تي1: 13؛ 2: 2).

ïپ* يقول الرسول بطرس «ليكن كل واحدٍ بحسب ما أخذ موهبةً، يخدمُ بها بعضُكم بعضًا، كوُكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة. إن كان أحد يتكلَّم فكأقوال الله. وإن كان يخدمُ أحدٌ فكأنهُ مِنْ قوَّةٍ يمنحها الله، لكي يتمجَّد الله في كل شيءٍ بيسوع المسيح» (1بط4: 11،10). هنا نرى المصدر الذي يأخذ منه العبد الطعام؛ يضع الله الطعام بين يديه، ويُعطيه القوة على الخدمة، وعلى العبد الأمين أن يعرف نوع الخدمة التي أعطاها له الرب.

ïپ* العبد الذي أخذ موهبة من الرب، يتسلم مهمة خاصة من الرب، يقوم بها بصفته عضوًا في جسد المسيح، إنه وكيل على هذه الموهبة فلا يجوز استخدامها من أجل الربح أو الشهرة، بل لمجد الله ولفائدة قطيع الرب الغالي.

ïپ* العبد الرديء هو الذي أقام نفسه أو أقامه الناس، لأن السيد لا يُقيم عبدًا رديئًا، إنه واحد من المنتسبين للمسيح، ربما يكون عنده استنارة ذهنية لكن قلبه لم يتغيَّر. إنه لم يُنكر حقيقة مجيء الرب، لكنه قال في قلبه «سيدي يُبطئ قدومه»، من ثم أخذ يترأس على الذين هم من داخل البيت، ويعاملهم بقسوة، لقد أظهر عدم الأمانة في تصرفه إذ استولت عليه الروح العالمية.

ïپ* العبد الأمين الحكيم هو الذي يعتني بشعب الله، وبمحبته وتكريسه للرب يتفانى في خدمة مصالح أهل بيته. انتظاره لمجيء سيده يُعطيه حافزًا ودافعًا لخدمته. إنه يغتنم كل فرصة ليظهر فيها اهتمامه بقطيع الرب، وحسب وعد الرب يُقيمه الرب على جميع أمواله، حيث في المستقبل يعطيه امتيازات أكبر في الملكوت، عندما يتبوأ الرب يسوع مكان السيادة كالملك الوحيد .

ïپ* العبد الأمين هو الذي له في الحياة غرض واحد، وشعاره: «أفعل شيئًا واحدًا» (في3: 13). وهو الذي يضع نفسه تحت تصرف الله، ويخضع لسلطانه، ويطرح إرادته الذاتية جانبًا. هو مستعد أن يذهب حيث يريده الله أن يذهب. وهو المجاهد في الصلاة، والذي يعرف أن يكون تلميذًا للكلمة، من ثم يقدم رسالة روحية حيَّة نافعة لقطيع الرب في كل مكان.

ونختم مقالنا بكلمة عن العبد الحقيقي المثالي، فإن العبد الأمين الحكيم بكل معنى الكلمة هو الرب يسوع المسيح، الذي أفاضت نبوات العهد القديم بالكلام عن شخصه، ذاك المكتوب عنه: «هوذا عبدي الذي أعضدُهُ، مختَاري الذي سُرَّت بِهِ نَفسي... هوذا عبدي يعقِلُ، يتعالى ويرتَقي ويتسامَى جدًا» (إش42: 1؛ 52: 13). وذاك المجيد الذي ”أخلى نفسه آخذًا صورة عبد“. خدمنا على الصليب إذ قدَّم نفسه لأجلنا (في2: 8)، وفي رحلة الطريق يخدمنا إذ يتولى إدارة شئون حياتنا، يسدد أعوازنا، ويقدِّم لنا الطعام في حينه، وفي المستقبل ”يتمنطَقُ ويُتكئُنا ويتقدَّمُ ويخدُمُنا“ (لو12: 37).


 
قديم 18 - 10 - 2024, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 175885 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الخادم الأمين هو الذي أقامه الرب ليقدِّم الطعام
لأهل البيت أثناء فترة غيابه.
عبيد الرب لهم قيمة عظيمة في نظره،

وكل من يخدم بينهم يجب أن يكون وكيلاً أمينًا للرب،
وعليه أن يُعطي الذين يخدمهم ما يناسبهم.


 
قديم 18 - 10 - 2024, 12:54 PM   رقم المشاركة : ( 175886 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الخادم الحكيم هو الذي يعطي العلوفة في حينها.
فعليه تقديم كلمة الله لكل شعب الله، يقدِّم الطعام المناسب في الوقت المناسب.
الأمانة لا تحجز شيئًا من حق الله، والحكمة تقدّمه في حينه.
فاللبن العقلي عديم الغش يُقدَّم للأطفال المولودين حديثًا،
والطعام القوي يقدَّم للبالغين الذين صارت لهم الحواس مدربة.
وهذا يتطلب منه تمييزًا روحيًا، لا يأتي إلا بالشركة
المستمرة مع الرب، والسلوك بالروح.


 
قديم 18 - 10 - 2024, 12:56 PM   رقم المشاركة : ( 175887 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الأمانة تدفع الخادم الحكيم إلى التمسك بالحق عمليًا
وتوصيله كما هو للآخرين، كما قال الرسول بولس
- وهو عبدٌ أمينٌ للرب- لابنه الصريح في الإيمان تيموثاوس:
«تمسَّك بصُورة الكلام الصحيح الذي سمعته مِنِّي...
وما سمعته مِنِّي بشهُودٍ كثيرين، أودِعهُ أُنَاسًا أُمنَاءَ،
يكونون أَكفَاءً أن يُعلِّمُوا آخرين أيضًا»
(2تي1: 13؛ 2: 2).


 
قديم 18 - 10 - 2024, 01:03 PM   رقم المشاركة : ( 175888 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






يقول الرسول بطرس «ليكن كل واحدٍ بحسب ما أخذ موهبةً،
يخدمُ بها بعضُكم بعضًا، كوُكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة.
إن كان أحد يتكلَّم فكأقوال الله. وإن كان يخدمُ أحدٌ فكأنهُ مِنْ قوَّةٍ
يمنحها الله، لكي يتمجَّد الله في كل شيءٍ بيسوع المسيح»
(1بط4: 11،10).
هنا نرى المصدر الذي يأخذ منه العبد الطعام؛
يضع الله الطعام بين يديه، ويُعطيه القوة على الخدمة،
وعلى العبد الأمين أن يعرف نوع الخدمة التي أعطاها له الرب.
 
قديم 18 - 10 - 2024, 01:05 PM   رقم المشاركة : ( 175889 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الخادم الذي أخذ موهبة من الرب
يتسلم مهمة خاصة من الرب،
يقوم بها بصفته عضوًا في جسد المسيح،
إنه وكيل على هذه الموهبة فلا يجوز استخدامها
من أجل الربح أو الشهرة، بل لمجد الله ولفائدة قطيع الرب الغالي.
 
قديم 18 - 10 - 2024, 01:09 PM   رقم المشاركة : ( 175890 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الخادم الرديء هو الذي أقام نفسه أو أقامه الناس
لأن السيد لا يُقيم عبدًا رديئًا، إنه واحد من المنتسبين للمسيح،
ربما يكون عنده استنارة ذهنية لكن قلبه لم يتغيَّر.
إنه لم يُنكر حقيقة مجيء الرب، لكنه قال في قلبه «سيدي يُبطئ قدومه»،
من ثم أخذ يترأس على الذين هم من داخل البيت، ويعاملهم بقسوة،
لقد أظهر عدم الأمانة في تصرفه إذ استولت عليه الروح العالمية.


 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024