15 - 10 - 2024, 12:56 PM | رقم المشاركة : ( 175631 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب هبني مشورة صالحة وقوة مع كرامة. تملأ مخازن نفسي ببركات لا تفني آمين |
||||
15 - 10 - 2024, 12:56 PM | رقم المشاركة : ( 175632 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب أجعلتني موضوع سرورك ولذتك كل يوم آمين |
||||
15 - 10 - 2024, 12:57 PM | رقم المشاركة : ( 175633 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب أجعلتني أقتنيك فأقتني النور، لا يكون بعد فيَّ ظلام ولا ليل آمين |
||||
15 - 10 - 2024, 12:58 PM | رقم المشاركة : ( 175634 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب أجعل عيني لا تغفو بل أبقي ساهرًا. أتمتع بالحياة المطوبَّة، أنال شركة الطبيعة الإلهية آمين |
||||
15 - 10 - 2024, 12:59 PM | رقم المشاركة : ( 175635 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب من يجدك يجد الحياة الأبدية! ومن يخطئ إليك إنما يقتني الموت! أنت حياتي وفرحي ومجدي فأرحمني آمين |
||||
15 - 10 - 2024, 01:01 PM | رقم المشاركة : ( 175636 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"الرب قناني" للقديس البابا أثناسيوس الرسولي مع آباء آخرين "الرب قناني أول طريقه من أجل أعماله منذ القدم" [22:8]. تفسير القديس البابا أثناسيوس الرسوليلهذه العبارة له أهمية خاصة للرد على شهود يهوه المعاصرين، والذين تبنوا الأفكار اللآريوسية الخاصة بشخص السيد المسيح، لذلك منعًا من الإطالة استحسنت أن أخصص ملحقًا خاصًا بهذه العبارة. يلاحظ في أحاديث البابا أثناسيوس منهجه الخلاصي الرائع، فمع دخوله في حوارٍ لاهوتيٍ، كان ما يشغل ذهنه هو خلاص الإنسان وتمتعه بشركة الأمجاد الأبدية. ففي تأكيده الميلاد الأزلي ووحدة جوهر الكلمة مع الآب، ركّز على عمل السيد المسيح الخلاصي خلال تجسده. قدم لنا بحق صورة رائعة وعذبة لمحبة الله الفائقة ولذته في بني البشر. قام المرحوم صموئيل كامل عبد السيد مع الدكتور نصحي عبد الشهيد بتعريب المقالة ونشرها. وقد استحسنت أن اقتبس كثيرًا من العبارات عن هذه الترجمة لمركز دراسات الآباء بالقاهرة (أكتوبر 1987). أهمية العبارة شغلت العبارة "الرب قناني (خلقني) أول طرقه لأجل أعماله”(أم22:8) قلب البابا أثناسيوس الرسولي، وقد كرّس أغلب مقاله الثاني ضد الأريوسيين لشرح هذه العبارة. كتب ثلاثة فصول كمقدمة لتفسيرها (فصول16-18)، وأربعة فصول في تفسير العبارة (19-22). يقول البابا أثناسيوس عن الأريوسيين: [إذ ملأوا كل مكان بهذا القول المأخوذ من الأمثال، يبدو لدى كثيرين من الذين يجهلون العقيدة المسيحية أنه يعني شيئًا ما، لذلك من الضروري أن نفحص لفظ "خلق" لكي يظهر للجميع أنهم في هذا الأمر كما في غيره ليس لديهم سوى الخيال.] عرض البابا أثناسيوس الرسولي تفاسير الأريوسيين للعبارة وقام بالرد عليهم، موضحًا أن تفاسيرهم جاءت لخدمة أفكارهم الخاصة، ولا تتفق مع بقية أسفار الكتاب المقدس ولا مع روحه. وقدم التفسير اللائق بالعبارة، جاء هذا التفسير يحمل روح الكتاب ليُعلن بكل قوة سرّ الخلاص، وعمل حكمة الله المتجسد في حياتنا. سفر رمزي يوضح البابا أثناسيوس أن سفر الأمثال سُجل بلغة الرمز، لهذا لا يليق أن تؤخذ آية واحدة وتُفسر بمعناها الظاهر، بل يلزم الدخول إلى أعماق العبارة واكتشاف المعنى السرّي الخفيّْ. كُتب: "الرب خلقني أول طرقه من قبل أعماله"؛ على أي الأحوال هي أمثال، عُبر عنها بطريق الأمثال، فلا يجوز لنا تفسيرها بمعناها الظاهر، بل نسأل بتقوى إدراك معناها.. فما يُقال في "الأمثال" لا يُقدم بوضوح بل بطريقة كامنة، وذلك كما يُعلمنا الرب نفسه في الإنجيل بحسب يوحنا: "تكلمت بهذه الأمور بأمثالٍ ولكن يأتي الوقت الذي لا أعود أتكلم فيه بأمثال بل علانية" (أنظر يو25:6). لهذا وجب أن نكشف عن المعاني ونبحث عنها كأمرٍ خفيٍّ، وليس بطريقة واضحة، فتُفسر كما لو كان المعنى واضحًا، لئلا بالتفسير الخاطئ نضل عن الحق. لو كان الحديث المكتوب عن ملاكٍ أو أي شيء آخر مما له بداية أو عن واحدٍ منا نحن أعماله، لتُفهم: "خلقني". لكن إن كان الحديث عن "حكمة الله، الذي فيه خُلق كل ما هو له بداية، فيتحدث عن الحكمة ذاتها ألا يلزمنا أن نفهم تعبير "خلقني" دون أن تحمل أي تعارض مع تعبير "ولدني"؟ فلا ننسى أن "الحكمة" هو الخالق والصانع، ولا نجهل الفارق بين الخالق والمخلوقات، فلا يُحصى بين المخلوقات، بل تعني معنى آخر. فإذ ذُكرت في الأمثال، لا يُؤخذ المعنى الواضح بل الكامن الذي أُوحي للقديسين لاستخدمه في النبوة. لقد جاء معنى "خلقني" بعد ذلك مباشرة في موضع آخر، فيقول: "الحكمة بنت بيتًا". الآن واضح أن جسدنا هو بيت الحكمة الذي أخذه الحكمة لنفسه ليصير إنسانًا، لهذا يقول يوحنا بوضوح: "الكلمة صار جسدًا" (يو14:1)... في هذه العبارة [22]، لا يعني جوهر لاهوته، ولا ولادته الأزلية الأصلية من الآب عندما يتكلم الكلمة بواسطة سليمان، بل يعني الجانب الآخر، أي تدبيره من أجلنا. وكما سبق فقلت لم يقل: "أنا مخلوق” أو "صرت مخلوقًا".. البابا أثناسيوس الرسولي |
||||
15 - 10 - 2024, 01:02 PM | رقم المشاركة : ( 175637 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ناني وليس خلقني قلنا أن بعض الآباء مثل القديس غريغوريوس أسقف نيصصيؤكدون أن الكلمة العبرية لا تعني "خلقني" بل "اقتناني possessed Me " . * إن بعضًا من الذين لهم باع في اللاهوت بدقة يقولون أن النص العبري لا يُقرأ "خلقني". ونحن أنفسنا نقرأ في كثير من النسخ القديمة "قناني possessed" بدلًا من "خلقني". بالتأكيد "اقتناء" في اللغة الرمزية للأمثال تخص العبد، الذي لأجلنا "أخذ شكل عبد" (ف 7:2). ولكن إن كان أحد يُصر على هذه العبارة كما تُقرأ في الكنائس، فنحن لا نرفض حتى تعبير "خلق". فإن هذا أيضًا لغة رمزية تُشير إلى "العبد"، وذلك كما يُخبرنا الرسول: "كل الخليقة مستعبدة" (رو20:8). هكذا نقول أن هذا التعبير، كما الآخر يحمل تفسيرًا مستقيمًا (أرثوذكسيًا). فإن ذاك الذي صار لأجلنا مثلنا، خُلق حقيقة في أواخر الأيام؛ ذاك الذي في البدء هو الكلمة والله، قد صار جسدًا وإنسانًا. فإن طبيعة الجسد مخلوقة، وباشتراكه فيها في كل جوانبها مثلنا بدون خطية، خُلق عندما صار إنسانًا، وخلق "حسب الله" (أف24:4) لا حسب الإنسان كقول الرسول، بطريقة جديدة وليس بزرعٍ بشريٍ. لقد تعلمنا أن هذا "الإنسان الجديد" قد خُلق بالروح القدس وبقوة العليّ، هذا الذي يأمرنا بولس الناطق بأسرار لا يُنطق بها أن نلبسه، مُستخدمًا تعبيرين ليُعبر عن الثوب الذي نرتديه، قائلًا في موضع: "البسوا الإنسان الجديد المخلوق حسب الله"، وفي موضعٍ آخر "البسوا الرب يسوع المسيح" (رو4:13). فإن الأمر هكذا أنه صار لنا ذاك الذي قال: "أنا هو الطريق" (يو6:14)، هذا الذي لبسه في أول طرق الخلاص، ليجعلنا عمل يديه، ويُشكلنا من جديد من التربة الشريرة بالخطية لنصير على صورته. إنه في نفس الوقت أساسنا قبل مجيء العالم، وذلك ككلمات بولس الرسول: "لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا آخر غير الذي وُضع" (1كو11:3). وبحق: "لم تكن ينابيع كثيرة المياه، من قبل أن تقررت الجبال، قبل التلال ولدني" (أم23:8-5) LXX. القديس غريغوريوس أسقف نيصص |
||||
15 - 10 - 2024, 01:03 PM | رقم المشاركة : ( 175638 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حمل الحكمة الإلهي جسدًا مخلوقًا يقول البابا أثناسيوس الرسولي في رده على الأريوسيين أن الكلمة الإلهي، الواحد مع الآب في الجوهر والخالق، قبِل جسدًا مخلوقًا. هذا هو تدبير خلاصنا الذي وضعه الحكمة قبل الخلقة. لهذا لا نعجب إن قيل عن السيد المسيح أنه "العبد، والحمل، والإنسان إلخ". * يقول (الأريوسيون): مكتوب: "الرب خلقني أول طرقه من قِبَلْ (أجل) أعماله" [22].يا لكم من جهال وبلا إدراك! لقد دُعي في الكتاب المقدس: عبدًا (مز16:116)، وابن الأَمَة، وحملًا، ونعجةً (إش7:53)، وقيل أنه تعب، وعطش، وشَرِبَ وتألم. لكن يوجد أساس واضح وقوي لماذا قُدم هكذا في الكتاب المقدس؛ هذا لأنه صار إنسانًا وابن الإنسان، وأخذ شكل العبد، أيضًا الجسد البشري، لأن "الكلمة صار جسدًا" (يو14:1). إذ صار إنسانًا لا يتعثر أحد من هذه التعبيرات، فإنه يليق بالإنسان أن يُخلق ويُولد ويتشكل ويتعب ويتألم ويموت ويقوم من بين الأموات. بكونه كلمة الآب وحكمته له جميع خصائص الآب: أزليته، عدم تغيره، وأنه مثله في كل الأمور، لا يسبقه ولا بعده، شريك الآب في الوجود، واحد معه في اللاهوت، وهو الخالق غير المخلوق... وإذ صار إنسانًا، وحمل جسدًا بالضرورة يُقال عنه أنه مخلوق، الأمر اللائق بكل جسد. على أيّ الأحوال هؤلاء يُشبهون تجار خمر يهود الذين يمزجون الخمر بالماء، إذ يهينون الكلمة، ويُخضعون لاهوته لمفاهيمهم الخاصة بالمخلوقات. البابا أثناسيوس الرسولي * بخصوص شخصه فهو بحق شخص المخلص. لكن قيل عنه عندما أخذ جسدًا: "الرب خلقني أول طرقه من قِبَلْ أعماله". فإنه يليق بابن الله أن يكون أزليًا، في حضن الآب؛ وإذ صار إنسانًا صار يليق به الكلمات "الرب خلقني".لقد قيل عنه أنه أيضًا جاع وعطش وسأل عن موضع لعازر وتألم وقام. وعندما نسمع عنه أنه الرب والله والنور الحقيقي نفهم أنه كائن من الآب. وعندما نسمع "الرب خلقني"، و"العبد" و"تألم"، بعدل نقول هذا لا عن اللاهوت إذ لا يُقارن بمادة، إنما نفسر ذلك بخصوص الجسد الذي أخذه لأجلنا، فإن هذه الأمور لائقة به، وهذا الجسد ليس إلا جسد الكلمة. * يليق بنا أن نقول بأن الابن هو الابن الحقيقي للآب الحقيقي، فنعبد (الله) الآب والابن، ولا نُدان كمن يعبد إلهًا غريبًا. أما الذين يقتبسون من الأمثال العبارة "الرب خلقني"، ظانين أنهم بهذا جاءوا ببرهان قوي أن الخالق، صانع كل الأشياء، قد خُلق، فنجيبهم بأن الله الابن الوحيد قد صار لأجلنا أمورًا كثيرة. فقد كان الكلمة وصار جسدًا، وهو الله وقد صار إنسانًا؛ وكان بدون جسم وصار جسمًا. بجانب هذا صار (من أجلنا) "خطية"، "لعنة"، "حجرًا"، "فأسًا"، "خبزًا"، "حملًا"، "الطريق"، "الباب"، "الصخرة"، وأمورًا أخرى كثيرة، ليس أنه صار بالطبيعة أحد هذه الأمور، إنما صار هكذا لأجلنا من أجل التدبير. لهذا بكونه الكلمة صار لأجلنا جسدًا، وبكونه الله صار إنسانًا. هكذا بكونه الخالق، لأجلنا صار مخلوقًا، لأن الجسد مخلوق. لذلك قال بالنبي: "هكذا يقول الرب، أوجدني من الرحم عبدًا له". كما قال أيضًا بواسطة سليمان: "الرب قناني أول طرقه من أجل أعماله". فإن كل الخليقة كما يقول الرسول قد اُستعبدت؛ لهذا فإن ذاك الذي تشكَّل في رحم البتول حسب كلمة النبي هو العبد، لا الرب (بمعنى أن الإنسان حسب الجسد الذي فيه أُعلن الله). وأيضًا في العبارة الأخرى ذاك الذي خُلق كبدء طرقه ليس الله، بل الإنسان الذي فيه أُعلن الله لنا لتجديد طرق خلاص الإنسان. هكذا إذ نعرف أمرين في المسيح ما هو إلهي وما هو بشري، لذلك ننسب السرمدية للاهوت، وما هو مخلوق للناسوت. فبحسب النبي، تشكَّل في الرحم كعبد، وبحسب سليمان أُعلن في الجسد بوسائل الخليقة المستعبدة. القديس غريغوريوس أسقف نيصص * بالحقيقة كان مُستعبدًا في الجسد وللميلاد ولظروف حياتنا وذلك من أجل تحريرنا؛ من أجل كل هؤلاء الذين يخلصهم الذين كانوا مستعبدين تحت الخطية. القديس غريغوريوس النزينزي |
||||
15 - 10 - 2024, 01:06 PM | رقم المشاركة : ( 175639 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يدَّعي الأريوسيون أن الله خلق الابن الكلمة قبل كل الخليقة، ويقوم الابن بخلقة كل المخلوقات السماوية والأرضية. وكأن الله يستنكف أن يمد يده للخلقة، أو أن الخليقة لا تحتمل لمسة يد الله. [يا لحماقتهم عندما يقولون عنه: "إن الله عندما أراد أن يُوجد طبيعة مخلوقة، ورأى عدم قدرتها على احتمال لمسة يد الآب الشديدة، فإنه يصنع ويخلق أولًا واحدًا مفردًا فقط، ويسميه ابنًا وكلمة، لكن عن طريقه كوسيط، يُوجد به كل الأشياء أيضًا.] الرد عليهم أولًا: كان رد البابا أثناسيوس الرسولي عليهم بأن الله لا يستنكف من أن يهتم حتى بعدد شعر رأس الإنسان (لو18:21)، كما يهتم بالعصفور الواحد الذي بلا قيمة في عيني بائع العصافير، ويُلبس عشب الحقل ما هو أجمل من لباس سليمان، فكيف يستنكف من خلقة السماء والأرض؟ [إن كانوا يقولون إن الله يستنكف من أن يخلق الأشياء الأخرى، لهذا صنع الابن فقط، وسلَّم خلقة الأشياء الأخرى للابن كمساعد، فإن هذا يكون غير لائق بالله، لأنه ليس عند الله كبرياء. هؤلاء يخجلهم الرب عندما يقول: "أليس عصفوران يُباعان بدرهمٍ، وواحد منهما لا يسقط على الأرض بدون إذن أبيكم" (مت29:10) الذي في السموات...؟ فإن لم يكن من غير اللائق بالله أن يعتني بأصغر الأشياء إلى هذه الدرجة، مثل شعرة الرأس والعصفور وعشب الحقل (مت25:6-30) فإنه لا يكون من غير اللائق أن يخلق هذه الأشياء، لأن الأشياء التي هي موضع عنايته هي نفسها التي يكون هو خالقها بكلمته الذاتي]. ثانيًا: يقول البابا أثناسيوس: [مرة أخرى إن كانت الطبيعة بسبب عدم قدرتها أن تحتمل فعل الخلق المباشر من الله، احتاجت إلى وجود وسيط، فالكلمة أيضًا لكونه مخلوقًا ومصنوعًا (حسب قولكم) فإنه يكون هو نفسه في حاجة إلى وسيط لخلقه بسبب كونه واحدًا من الطبيعة المخلوقة التي لا تستطيع أن تحتمل فعل الله، بل يحتاج إلى وسيط، وحتى إن وُجد وسيط للكلمة فستكون هناك حاجة مرة أخرى لوسيطٍ آخر لهذا الوسيط، بذلك يكون من المستحيل أن تقوم للخليقة قائمة.] ثالثًا: إن كان الكلمة قد خُلق لكي يخلق بقية الخليقة، فيكون قد خُلق من أجلنا. يرى البابا أثناسيوس الرسولي أن العبارة الواردة هنا في سفر الأمثال لا تُشير إلى وجود الكلمة، بل إلى التدبير الخاص بتجسده، فإن المسيح لم يُوجد لأجلنا، وإلا صار هو صورة منّا ليُمجدنا، وإنما التدبير الخاص بتجسده تم لأجلنا ليُحقق خلاصنا فنحمل صورته. لقد ركز البابا أثناسيوس الرسولي في هذه العبارة على القول "من أجل أعماله" فإن التجسد، وليست "ولادة الكلمة الأزلية"، هو من أجل الإنسان. أوضح البابا أثناسيوس أن الإنسان لم يُخلق لكي يعمل، إنما خُلق لأجل ذاته وبعد ذلك يعمل، هكذا حكمة الله لم يُوجد لكي يعمل، بل هو الكائن الأزلي وقد قبل بحبه أن يقوم بعمل الخلاص، مختفيًا في الناسوت لكي يُحرر الإنسان المُستعبد ويرده إلى الأحضان الإلهية. [لأنه إن كان يقول أنه قد خٌلق "لأجل الأعمال" فإنه لا يريد أن يشير إلى جوهره، بل إلى التدبير الذي صار لأجل أعماله، وهو الأمر الذي يكون تاليًا لوجوده. لأن آدم خُلق لا لكي يعمل بل لكي يوجد أولًا كإنسان، بعد ذلك تلقى أمرًا أن يعمل. ونوح خُلق ليس من أجل الفلك، بل ليوجد أولًا ويصير إنسانًا، بعد ذلك تلقى أمرًا أن يصنع الفلك. ومن يبحث ويفتش فإنه سيجد نفس الشيء مع كل واحد من المخلوقات. لأن موسى العظيم أيضًا كان إنسانًا أولًا وبعد ذلك عُهد إليه بقيادة الشعب. هكذا هنا أيضًا من الممكن أن نفهم نفس الشيء لأنك تري أن الكلمة لم يُخلق لكي يكون له وجود بل "في البدء كان الكلمة"، لكنه بعد ذلك أُرسل "لأجل الأعمال" وتدبير خلاصها. لأنه من قبل أن توجد "الأعمال" كان الابن موجودًا دائمًا ولم تكن هناك أية حاجة لكي يخلق، وعندما خلقت "الأعمال"، وصارت الحاجة ماسة بعد ذلك إلى تدبير إصلاحها، عندئذ قدم الكلمة ذاته لكي ينزل ويصير مشابهًا "للأعمال". وهذا ما يوضح لنا معنى لفظ "خلق". لأنه يريد أن يثبت التشابه فإنه يقول مرة أخرى بإشعياء النبي: "الآن هكذا يقول الرب الذي شكَّلني من الرحم لأكون له عبدًا، لأرجع إليه يعقوب وإسرائيل. وأجمعهم جميعًا وأتمجد أمام الرب" (إش5:49) lxx. انظر هنا أيضًا إنه يتَّشكل لا بوجوده بل لكي يجمع الأسباط التي كانت موجودة قبل أن يتشَّكل. فكما في العبارة السابقة (أم2:8) جاءت العبارة "خلقني"، يقول هنا "شكّلني"، وكما قال هناك "من أجل أعماله" يقول هنا "ليجمع معًا"، حتى يظهر من كل ناحية أنه "خلقني" أو"شكّلني" جاءت لاحقة لوجود الكلمة. فكما قبل أن يتَّشكل كانت الأسباط موجودة التي لأجلها تَّشكل، هكذا يبدو أن الأعمال موجودة التي من أجلها خُلق. وعندما "كان الكلمة في البدء"لم تكن "الأعمال"موجودة بعد كما سبق أن أشرت، وعندما صارت "الأعمال" وأصبحت الحاجة ملحة، عندئذ قيلت لفظة "خلق". ذلك كما لو كان هناك ابن وعندما فقد العبيد وسقطوا في أيدي العدو بإهمالهم وصاروا محتاجون إلى عمل عاجل، أُرسل الابن بواسطة أبيه ليُخلصهم ويردهم، وقد ارتدى زيَّا مثلهم وتشكل مثلهم، كي لا يتعرف عليه المسئولون أنه السيد فيهربوا. إنه يخفي نزوله ويكتشف الكنوز التي خبّأوها تحت الأرض. وعندئذ إذا سأله أحد، لماذا فعلت هذا؟ يجيب قائلًا: "أبي شكَّلني هكذا وأعدّني لأجل أعماله". وكأنه بهذا القول لا يعني أنه عبد ولا أنه واحد من أعماله. ولا يتحدث عن بدء ميلاده، بل عن المهمة الموكلة إليه فيما بعد "من أجل الأعمال". بنفس الطريقة أيضًا فإن الرب لبس جسدنا، "وُجِد في الهيئة كإنسان"(في8:2). فلو أنه سُئل من الذين رأوه وتعجبوا لكان يقول لهم: "الرب خلقني أول طرقه لأجل أعماله" و"جبلني لكي أجمع إسرائيل". هذا ما يقوله الروح في المزامير: "أقمته على أعمال يديك". وهذا الأمر هو ما يشير به الرب عن ذاته قائلًا: "أنا أقمت ملكًا بواسطته على صهيون جبله المقدس" (مز6:2). وكما أنه حينما "أشرق جسديًا" على صهيون لم يكن هذا له بداية وجود أو مُلك، بل لكونه كلمة الله وملكًا أبديًا، فإنه حُسب مستحقًا من الناحية البشرية أن تشرق مملكته على صهيون أيضًا، لكي بعد أن يفديهم ويفدينا من الخطية المتملكة عليهم، يجعلهم في مملكته الأبوية. هكذا إذ أقيم من أجل الأعمال، فإن هذا ليس من أجل الأشياء التي لم تكن موجودة بعد، بل من أجل الأشياء التي كانت موجودة عندئذ وكانت في حاجة إلى إصلاح.] [تقولون أن الله، إذ أراد خلقة الطبيعة الأصلية وتحريرها دبَّر وخلق الابن حتى خلاله يُشكِّلنا. الآن إن كان الأمر هكذا انظروا أيضًا أنه لَكُفرٌ عظيم أن تتجاسروا على النطق به. يظهر الابن أنه جاء إلى الوجود من أجلنا وليس نحن لأجله، لأننا لم نُخلق من أجله، بل خُلق هو لأجلنا، لذا فهو مدين لنا بالشكر وليس نحن... نحن خُلقنا على صورة الله ولمجده، وأما الابن فهو صورتنا ووُجد لمجدِنا. نحن جئنا إلى الوجود لكي نوجد، أما كلمة الله فقد وُجد - كما يلزم أن تقولوا - لا ليوجد، بل كأداة لاحتياجاتنا، فليس نحن منه، بل هو نشأ لاحتياجنا. أليس من يتمسك بمثل هذه الأفكار يكون أكثر من جاهلٍ؟!] [لأن كلمة الله لم يُخلق لأجلنا بل بالأحرى نحن لأجله إذ "فيه كل الأشياء خُلقت" (راجع كو16:1). ليس لأننا كنا ضعفاء كان هو قويًا، وخُلق بواسطة الآب وحده لكي يُشكلنا بواسطة نفسه كأداة، لتهلك مثل هذه الأفكار! الأمر ليس هكذا. لأنه حتى إن كان الله لم يستحسن أن يخلق المخلوقات، لكن الكلمة كان عنده، الذي ليس بأقل من أن يكون مع الله، والآب فيه. في نفس الوقت، الأمور الأصلية لا يمكن أن توجد بدون الكلمة، إذ به خُلقت - هذا صواب - لأنه حيث إن الكلمة هو ابن الله بالطبيعة مرتبط بجوهره، ومنه وفيه، كما يقول هو نفسه إن الخليقة ما كان يمكن أن توجد إلا به. فكما أن النور يُضيء كل الأشياء بأشعته وبدونها ما كان يمكن وجود أضاءه، هكذا الآب - كما بيدٍ - خلق كل الأشياء في الكلمة وبغيره لم يكن شيء مما كان.] [بحسب كلامكم يظهر أولًا أن الابن قد جُعل من أجلنا، ولسنا نحن من أجله؛ بمعنى أننا لم نُخلق لأجله، لكنه هو قد صُنع من أجلنا، وبذلك يكون مدينًا بالفضل لنا، ولسنا نحن المدينين له.] [لم يُخلق شيء جديد في المرأة سوى جسد الرب، مولودًا من العذراء مريم بدون زرع، إذ قيل أيضًا في الأمثال عن شخص يسوع: "الرب قناني، أول طرقه من قِبَلْ (أجل) أعماله" [12]. إنه لا يقول: خلقني قبل أعماله"، بل "من أجل أعماله" (أي من أجل تدبير الخلاص)، وذلك لكي لا يفهم أحد النص بخصوص لاهوت الكلمة.] [الكلمة إذن ليس مخلوقًا ولا عملًا... لذلك لم يقل: "خلقني عملًا"، ولا قال "خلقني مع أعماله" لئلا يظهر أنه مخلوق بالطبيعة وفي جوهره. كما لم يقل: "خلقني لأصنع أعمالًا" لئلا من الجانب الآخر حسب فساد الأشرار يبدو أنه أداة صُنعت من أجلنا. مرة أخرى لم يُعلن: "خلقني قبل أعماله" لئلا وهو بالحقيقة قبل الكل كابن يظهر اللفظان "الولادة" و"الخلقة" كأنهما يحملان ذات المعنى. لكنه قال بتمييز دقيق: "لأجل أعماله"، وكأنه يقول: "الآب قد صنعني، في الجسد، لكي أكون إنسانًا". مرة أخرى يظهر أنه ليس عملًا بل ابن. فإنه كما أن الذي يأتي إلى منزل لا يكون هو جزء من المنزل بل آخر غيره، هكذا الذي خلق الأعمال يلزم أن يكون بالطبيعة آخر غير الأعمال. لأنه إن كان الأمر كما تقولون أيها الأريوسيون أن كلمة الله هو عمل، فبأي يد وحكمة جاء هو نفسه إلى الوجود؟ فإن كل الأشياء جاءت إلى الوجود بيد الله وحكمته، الذي هو نفسه يقول: "يديّ صنعت كل شيء" (إش2:66)، ويقول داود في المزمور: "وأنت يا رب في البدء أسست الأرض، والسموات هي عمل يديك". وأيضًا في المزمور 142 "تذكرت أيامًا قديمة، أتأمل جميع أعمالك، كنت أتأمل أعمال يديك (مز25:102، 24:104).] رابعًا: المولود الأزلي. في نفس الأصحاح يؤكد كلمة الله أنه مولود وليس مخلوقًا، إذ يقول "قبل التلال ولدني" [25]. [إن كان الصوت القائل: "هذا هو ابني الحبيب" (مت5:17)... هو صوت الآب وقد سمعه التلاميذ، والابن نفسه أيضًا يقول عن ذاته: "قبل كل التلال ولدني" (أم25:8)، ألا يكونون بهذا يحاربون الله... لأنهم لم يخافوا صوت الآب، ولم يحترموا كلمات المخلص، ولم يطيعوا القديسين، حيث كتب أحدهم: "الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره" (عب13:1)؛ و"المسيح قوة الله وحكمة الله" (1كو24:1). وترنم آخر: "لأن عندك ينبوع الحياة، وبنورك نرى نورًا" (مز9:36)، "كلها بحكمة صُنعت" (مز24:104). ويقول النبي: "كلمة الرب صارت إليَّ" (إر4:1). ويقول يوحنا : "في البدء كان الكلمة" (يو1:1). ويقول لوقا: "مثلما سلمها إلينا الذين صاروا منذ البدء معاينين وخدامًا للكلمة" (لو2:1). وكما يقول داود أيضًا: "أرسل كلمته فشفاهم" (مز20:107). كل هذه الأقوال تفضح الهرطقة الأريوسية في كل مكان؛ بل توضح أزلية الكلمة، وأنه من جوهر الآب وليس غريبًا عنه. لأنه متى رأى أحدٌ نورًا بغير إشعاع؟ أو من يجرؤ أن يقول إنه "رسم جوهر شيء آخر غير الجوهر؟" ألا يكون قد أصيب بالجنون بدرجة كبيرة ذاك الذي يفكر أيضًا بأن الله كان في وقت ما بلا كلمة وبلا حكمة؟ ] خامسًا: كلمة الله الأزلي يميز البابا أثناسيوسبين كلمات الإنسان التي تصدر عنه بلا وجود شخصي وبين كلمة الله الحيّ الأزلي والعامل مع الآب. يلجأ الإنسان إلى يديه ليعمل، لأن كلماته بلا وجود حيّ حقيقي، أما الله فيعمل بكلمته الموجود الحيّ. [بما أن الإنسان يُولد في وقت ما، فهو نفسه يلد ابنه أيضًا في وقت ما، وحيث أن الإنسان قد وُجد من العدم، لذلك فإن كلمته تتوقف ولا تبقى. أما الله فهو ليس كالإنسان لأن هذا ما قاله الكتاب (يهوديت16:8)، لكنه هو الكائن (خر14:39)، وهو الموجود دائمًا، لهذا فإن كلمته أيضًا كائن وأزلي مع الآب مثل إشعاع النور.] [لا يعمل الإنسان بواسطة الكلمات، بل بيديه، لأن يديه لهما وجود، أما كلمته فليس لها وجود فعّال، لكن يقول الرسول: "كلمة الله حيّ وفعّال، وأمضى من كل سيف ذي حدِّين، وخارق إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميز لأفكار القلب ونياته، ولا توجد خليقة غير ظاهرة أمامه، بل كل شيء مكشوف وعريان لعينيْ ذاك الذي نقدم له الحساب" (عب12:4، 13). فهو إذن خالق "وبغيره لم يكن شيء واحد" (يو1:3) ويمكن أن يكون شيء بدونه.] |
||||
15 - 10 - 2024, 01:07 PM | رقم المشاركة : ( 175640 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقولون أنه يُسمى كلمة بسبب الأشياء المدركة، وحكمة بسبب الأشياء التي نالت حكمة، يٌسمى قوة بسبب الأشياء التي اكتسبت قوة. يرد عليهم البابا أثناسيوس أنه بهذا القول يكون كلمة الله له وجود خيالي، مجرد أسماء نطلقها عليه. وهم يناقضون بعضهم بعضًا، إذ يؤكد البعض وجود الكلمة قبل كل الخليقة، وبه كان كل شيء، ويقول آخرون أنه مجرد أسماء ننتفع بها. [إنهم يصطدمون ببعضهم بعضًا، إذ تتعارض أفكارهم فيما بينها، فأحيانًا يقولون الحكمة كثيرة، وأحيانًا أخرى يقولون إن الحكمة واحدة... بينما هم أنفسهم يقولون إن الحكمة موجودة مع الله أزليًا، يتناسون أقوالهم نفسها.] |
||||