منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11 - 04 - 2017, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 17421 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار سمعان الذي من فركوتوريا (+1642م)‏
18 كانون الأول شرقي (31 كانون الأول غربي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لم يكن راهباً لكنه كان رجل صلاة وصوم. بقي في العالم لكنه اعتاد ارتياد الأماكن المنعزلة للصلاة. رقد قرابة العام 1642م. انتسي بالكلية. بعد خمسين عاماً من رقاده جرت على ضريحه سلسلة عجائب لفتت الأنظار إليه. فتحوا قبره فألفوا جسده غير منحل. لم يعرفوا من يكون. بقي اسمه مجهولاً لبعض الوقت. أعلنت هويته لراهب تقي في وقت لاحق.
 
قديم 11 - 04 - 2017, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 17422 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار سبسطانوس الذي من بوشكون (+1492م)‏
18 كانون الأول شرقي (31 كانون الأول غربي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عاش في الغابة سنسن طويلة دون أن يعلم بأمره أحد. اجتمع حوله بعض التلاميذ. اعتاد أن يخص نفسه بأقصى الأشغال. صلاة يسوع لم تكن تفارق شفتيه وقلبه ليل نهار. علم تلاميذه أن يطلبوا مشيئة الله في كل أمر. كان يحثهم على مكابدة الأتعاب من أجل الملكوت أنى عرضت ليكون لهم أن يجتنبوا العذاب الأبدي. رقد بسلام في الرب .
 
قديم 11 - 04 - 2017, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 17423 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار سرفولوس الرومي ‏‎ ‎‏(+590م)‏
23 كانون الأول شرقي (5 كانون الثاني غربي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تشبه سيرة القديس سرفولوس هذا سيرة لعازر في مثل لعازر والغني (لوقا19:16-31). كان شحاذاً مخلعاً منذ الطفولية. لم يكن بإمكانه أن يقف على رجليه ولا أن يجلس مستقيماً ولا أن يرفع يده إلى فمه ولا أن يتحول في استلقائه من جنب إلى جنب. كانت أمه وأخوه يأخذانه إلى رواق كنيسة القديس كليمنضوس في رومية ليستعطي. كل ما كان يفيض عن حاجته كان يوزعه على المحتاجين. آلامه ومذلته استغلها، إلى أبعد الحدود. في سعيه إلى القداسة. سلك في تواضع وصبر ووداعة ورضى وتوبة. اعتاد أن يتوسل إلى بعض الأتقياء أن يقرأوا عليه الكتاب المقدس وكان يصغي إليهم بانتباه كامل كأنه يريد أن يحفظ كلام الله عن ظهر قلب. كان يرتل ويسبح. آلامه المتواصلة لم تكن تسمح له بالسهو عن الله. كان يرفع ذهنه إليه باستمرار. سنوات قضاها في هذا السعي . ساءت حاله وعلم أن نهايته باتت قريبة. دعا الفقراء والغرباء الذين اعتاد إن يحسن إليهم وطلب منهم أن يرتلوا له ويزمروا. وفيما كان يضم صوته إلى أصواتهم صرخ فجأة: "اسكتوا! أما تسمعون التسابيح والألحان التي تتردد في السماء؟!" وإذ قال ذلك رقد فحملته الملائكة إلى الفردوس. كان ذلك في حدود العام 590م. دفن في كنيسة القديس كليمنضوس وشرفه الرب الإله بعجائب جمّة كما ورد. ذكره القديس غريغوريوس الكبير (540-604م)، أسقف رومية، في إحدى عظاته التي ختمها بالقول أن يلوك هذا الفقير المريض يدين، بالصوت الصارخ، أولئك الذين ينعمون بالصحة الجيدة والثروة الجزيلة ولا يحسنون ولا يطيقون الصليب مهما كان طفيفاً ولا يصبرون.
 
قديم 11 - 04 - 2017, 05:29 PM   رقم المشاركة : ( 17424 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
2 كانون الثاني غربي (15 كانون الثاني شرقي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يجعل مترجموه تاريخ ميلاده يوم التاسع عشر من تموز سنة 1759م في بلدة كورسك في روسيا الوسطى. كان أبوه، إيزيدوروس، بنّاءً. رقد و قديسنا في السنة الأولى من عمره. أمه، أغاثا، كانت امرأة طيّبة قويّة النفس معروفة بحبها للمرضى و الأيتام و الأرامل و عنايتها بهم. محبّة أمّه للناس أثّرت في نفسه أيّما تأثير، فلما كبر أبدى من التفاني في خدمة المرضى والمضنوكين ما كان في خط أمه و يزيد. سيرافيم، الذي كان اسمه يومذاك بروخوروس، هو ثالث الأولاد في الأسرة بعد أخ و أخت.
‏عندما بلغ بروخوروس العاشرة من عمره مرض مرضاً خطيراً. وفيما ظن من حوله أنه مشرف على الموت تعافى. وقد أخبر أمّه، فيما بعد، أن والدة الإله أتت إليه في رؤيا ووعدته بأن تشفيه. مذ ذاك نمت بين والدة الإله و بينه علاقة مميّزة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
‏عندما بلغ السابعة عشرة اشتغل في التجارة مع أخيه ألكسي، لكن التجارة لم تستهوه بحال. كان عقله في الإلهيات أبداً. وما فهم البيع والشراء ورأس المال والدين إلا إشارات و رموزاً للحقائق الروحية. وقد مالت نفسه إلى الحياة الرهبانية فسافر واثنين من أصحابه إلى كييف. هناك سمع من فم أحد الآباء الشيوخ كلمة اعتمدها، والكلمة كانت: "سوف تذهب إلى ساروف، يا ولدي. هناك تكون نهاية حجِّك الأرضي... والروح القدس يهديك و يسكن فيك".
مذ ذاك سلك بروخوروس طريق ساروف. وكانت ساروف على بعد ثلاثمائة كيلومتر من كورسك.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
راهباً مبتدئاً
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انضم بروخوروس إلى دير ساروف الكبير و هو في التاسعة عشرة من عمره. كان قوي البنية، تبدو عليه علامات الذكاء و الحيوية. عيناه زرقاوان. وروحه فرحة مرحة.
سلك في الطاعة والتواضع وصلاة القلب والأصول الرهبانية ككل الرهبان. عمل في الدير خبّازاً و عمل نجّاراً. جمع بين العمل و صلاة يسوع. واعتاد أن يقول فيما بعد: "كل الفن هناك! فسواء جئت أم ذهبت، كنت جالساً أم واقفاً أم في الكنيسة، لتخرجْ هذه الصلاة من بين شفتيك: أيها الرب يسوع المسيح، ارحمني أنا الخاطئ. فإذا استقرّت هذه الصلاة في قلبك، وجدت سلاماً داخلياً و خفراً في النفس والجسد". هذه الكلمات كانت نتاج الخبرة لديه.
لاحظ رؤساء بروخوروس صبره و احتماله وحميّته في الخدم الليتورجية فجعلوه قارئاً. وكان محباً لكتب الآباء. نُهي عنه أنه درس مؤلّف القديس باسيليوس الكبير عن الخلق في ستة أيام وكذلك مقالات القديس مكاريوس وسلّم الفضائل للقديس يوحنا السلّمي وغيرها من كتابات الآباء النسّاك، إضافة إلى الكتاب المقدس الذي اعتاد أن يسمِّيه "زوّادة النفس"، وكان يقرأه، لاسيما العهد الجديد منه، واقفاً أمام الإيقونات.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان بروخوروس، أول الأمر، يقسو على نفسه قسوة شديدة، يسهر كثيراً ولا يأكل إلا قليلاً. وقد سبّب له ذلك أوجاعاً حادة في الرأس ومرض. لذلك أخذ ينصح المبتدئين، فيما بعد، بعدم التقسّي الشديد في النسك، أن يناموا خمس أو ست ساعات ويرتاحوا قليلاً أثناء النهار إذ ليست الإماتة موجهة للجسد بل للأهواء. الجسد يجب أن يكون عشير النفس ومساعدها في عمل الكمال، وإلا فإن الجسد المضنى يضعف النفس، هذا ولم يسترد بروخوروس عافيته إلا بعد ثلاث سنوات وبعدما ظهرت له والدة الإله، من جديد، برفقة بطرس ويوحنا، وقالت لهما عنه: "هذا واحد منا!".
لبس بروخوروس الإسكيم الرهباني وهو في السابعة والعشرين. من ذلك اليوم صار اسمه سيرافيم.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شماساً
تشمّس سيرافيم سبع سنوات عرف خلالها الاكتئاب لقصوره عن تسبيح الله كالملائكة على الدوام. و قد أُعطي أن يعاين الملائكة يشتركون في خدمة الهيكل و الكهنة و الشمامسة، وسمعهم يرنّمون ترانيم سماوية لا مثيل لها بين الناس. قال "في نشوتي، التي لم يكن يعكرها شيء، كنت أنسى كل شيء. لم أكن واعياً أني على الأرض. أذكر فقط أني دخلت الكنيسة وخرجت منها. أما الوقت الذي أمضيته في خدمة هيكل الرب فكان خفيفاً رقيقاً رائعاً. ذاب قلبي كالشمع في وهج ذاك الفرح الذي لا يدانى".
و قد عاين سيرافيم الرب يسوع مرة و كان يشمِّس فتسمّر في موضعه إلى أن خرج شمّاسان و حملاه إلى الداخل حملاً.
كاهناً
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سيم القديس كاهناً وهو في سن الثلاثين فصار يقيم الذبيحة الإلهية كل يوم. وقد منّ عليه الرب الإله بمواهب الشفاء و طرد الأرواح الشرّيرة و البشارة بكلمة الله. كما اعتاد أن يحثّ المؤمنين على المناولة المتواترة. لكنه كان يعرف أن للمناولة أكثر من قناة. قال، مرة، لأرملة مات زوجها و لم يتسنّ له أن ينال القدسات: "لا تخافي على خلاصه، يا فرحي، لأنه يحدث أحياناً أن تحول ظروف قاهرة دون مناولة إنسان ما: فمثل هذا يمكن أن يحظى بالقدسات، بحال غير منظورة، من يد ملاك الرب".
‏بعد سنة من ذلك، سمح له رؤساؤه بمغادرة الدير و العيش ناسكاً على بعد ‏حوالي ستة كيلومترات من الدير في الغابة.
ناسكاً
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
‏كان القديس سيرافيم قد شاخ قبل أوانه. كما كان المرض و الإمساك قد أضنياه، وكانت رجلاه منتفختين متقرّحتين. لهذا سمح له رؤساؤه بالعزلة.
اعتاد أ‏ن يقرأ الأناجيل كمن يطلب أن يشترك في خبرة أحداثها. لهذا السبب أطلق على عدد من الأمكنة في محيطه أسماء كتابية، و أخذ يقرأ في كل منها الفصول التي تناسبها. فهنا الناصرة و هناك بيت لحم و هنالك قمة ثابور و الجسمانية.
‏كان لا يذهب إلى الدير إلا في آخر الأسبوع و لا يحمل معه إلا القليل من الخبز عائداً. و قد كان له شركاء في طعامه: حيوانات البرّية التي صارت له عشيرة أليفة. فمن المعروف مثلاً أن دباً كان يأتيه كالحملان ليأكل من يده. وقد اعتاد أن يعمل قليلاً في الأرض ويرتل أثناء العمل. وكثيراً ما كان يحدث أن يخطف بالروح و هو يرنم.
‏وفي عودة القديس إلى الدير، في الآحاد والأعياد، كان الرهبان يتحلّقون حوله ويصغون إليه و هو يحدثهم عن الله: "بمقدار ما تدفئ محبة الرب قلب الإنسان، بنفس المقدار يجد المرء، في اسم الرب يسوع، حلاوة و سلاماً".
‏اعتاد الرهبان انتظاره في مجيئه إليهم و البهائم في عودته إلى منسكه. كانت الحيوانات و العصافير و الزحّافات تجتمع أمام بابه تنتظر طعامها. مرة سأل الشمّاس ألكسندروس القديس سيرافيم كيف يتمكن من إطعام هذا الجم من الحيوانات فأجابه: لا أعرف كيف، أعرف فقط أني كلما مددت يدي إلى كيسي وجدت فيه ما ألقيه إليها.
كان منسكه أجرد. حتى السرير لم يكن موفوراً، لأن سيرافيم كان يستلقي على كيس من الحجارة الملساء. غمبازه كان يتيماً وله حبل يربط وسطه به، لكن كان عنده للشتاء معطف سميك وقبعة رهبانية.
كثيرون أخذوا يشقّون طريقهم إليه طلباً للنصح و البركة فتضايق و سأل الله حلاً فتشابكت الأغصان حول منسكه إلى حدّ تعذّر معه وصول الراغبين إليه.
صراع مع إبليس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
و كثيراً ما كان يبدو للقديس سيرافيم كأن حيطان منسكه على وشك التداعي والعدو يزأر و يهاجم من كل صوب و الحيوانات الضارية تضرب المكان بعنف لتنقضّ على من في الداخل. أصوات الصراخ والحيوانات الهادرة ملأت أذنيه. أحياناً كان يحس كأن أحداً يحمله في الجو ثم يلقيه أرضاً بعنف. و لما سئل القديس ما إذا كان قد رأى الأبالسة أجاب ببساطة: "إنها مقرفة!".
ثم بعد حين تغيّر نوع هجمات الشرّير عليه فربضت على قلبه كآبة ثقيلة واضطربت في روحه أفكار داكنة. عاين القديس نفسه مداناً، و قد تخلّى الله عنه. ساعتذاك قاربت معاناته اليأس. لذا قال: "من اختار حياة النسك وجب عليه أن يشعر بأنه مصلوب أبداً... والناسك، متى جربّته روح الظلمة، كان كأوراق الشجر الميتة في مهب الريح، و كالغيوم في هوجة العاصفة. شيطان البريّة ينزل على الناسك قرابة نصف النهار ليزرع فيه قلقاً لا يستكين... هذه التجارب لا تُقهر بغير الصلاة".
معركته مع الأبالسة دامت سنوات. لا نعرف الكثير عنها. نعرف فقط أنه بقي ألف يوم راكعاً أو منتصباً على الصخر يصلّي.
ثلاثة لصوص
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وجاء إلى القديس ثلاثة لصوص فيما كان يقطع الحطب في الغابة وطلبوا منه مالاً. وإذ لم يكن عنده ما يعطيه لهم غضبوا أشد الغضب وضربوه بقسوة فأغمي عليه. وبالجهد، بعدما استعاد وعيه، جرّر نفسه إلى الدير. كانوا قد تسبّبوا في إحداث كسور في جمجمته وأضلاعه علاوة على الجراح. ولم يسترد عافيته إلا بعد أشهر. وقد شاب شعره واحدودب ظهره وصار لازماً له أن يستعين في مشيته بعصى. فلما عاد إلى منسكه دخل في صمت و لم يعد يذهب إلى الدير، فاتخذ مجلس الشركة قراراً باسترداده، فعاد طائعاً. كان قد مضى على نسكه خمسة عشر عاماً.
مقفلاً على نفسه
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
‏أقفل القديس على نفسه قرابة الخمس سنوات قليلاً ما كان فيها يكّلم أحداً، ‏وكانوا يأتونه بالقدسات إلى قلاّيته. ثم بعد ذلك انفتح وصار يقبل الزائرين المنتصحين. بعض رؤساء الأديار في الجوار كان يأتي إليه سائلاً المنفعة فكان يحثّهم على اللطف ومحبة الإخوة كمثل ما تحب الأم أولادها وأن يصبروا على ضعفاتهم وشتى سقطاتهم. كما اعتاد أن يقول لهم: "تعلّموا أن تكونوا في سلام وألوف النفوس من حولكم تجد الخلاص". على هذا النحو، وبعد سبع وثلاثين عاماً من التهيئة بانت موهبة القديس: أن يكون شيخاً روحانياً، ستاريتزاً يُعنى بالنفوس. وصاروا يأتون إليه من كل مكان. حتى القيصر الكسندروس الأول اعتاد المجيء إليه. وإذ زاد عدد الطالبين صلواته فوق الطاقة صار أحياناً يكتفي بإضاءة شمعة لكل منهم اقتداء بموسى الذي أشعل من أجل الشعب قديماً ناراً تكفيرية.
موهبة الرؤية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
‏كانت للقديس سيرافيم موهبة معرفة مكنونات القلوب ورؤية الأمور على ‏بعد في المكان والزمان. وقد سأله أحدهم مرة راغباً في معرفة كيفية حدوث ذلك فأجابه: "القلب البشري مفتوح لله وحده وكلما اقترب منه أحد وجد نفسه على حافة جب عميق... أنا لا أفضي لأحد إلا بما يفضي إليّ به الرب الإله. وأني لمؤمن أن الكلمة الأولى التي ترد على ذهني موحاة من الروح القدس. ثم متى أخذت في الكلام لا أعرف ماذا يمكن في قلب الرجل الذي يسألني. أعرف فقط أن الله يوجّه كلماتي من أجل ما فيه خيره. لكن، إذا أعطيت جواباً من بنات حكمي على الأمور دون أن آتي به إلى الرب الإله أولاً فإني أقع في الشطط... على هذا كما الحديد بين يدي الحدّاد كذلك أنا بين يدي الله، لا أبدي تحرّكاً من دون مشيئته ولا أتلفظ بكلمة غير ما يلحّ هو به عليّ"...
أباً للراهبات
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
على بعد اثني عشر كيلومتراً من ساروف كانت قرية ديفيافو وفيها كان دير نسائي اهتم القديس سيرافيم به. ثم ما لبث أن أسس ديراً للفتيّات بين الراهبات أسماه دير الطاحونة قريباً من الدير الأول. وكان بينهن عدد من القدّيسات. تعاطيه معهن امتاز بالسعة والمرونة. سأل إحداهن مرة: "هل تقيمين صلواتك حسناً؟ أجابته: كلا! عندي الكثير من المهام ولست أصلّي كما يجب! فقال لها: ليس هذا مهماً، يا فرحي. إذا لم يكن لديك وقت كاف للصلاة فبإمكانك أن تصلّي وأنت تعملين أو فيما أنت ذاهبة من مكان إلى مكان أو حتى في السرير شرط ألا تنسي أن تدعي الرب في قلبك وأن تسجدي أمامه صبحاً ومساءً. فإذا فعلت ذلك فإن الله نفسه سوف يعينك على بلوغ الصلاة الكاملة".
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إحدى الراهبات في دير الطاحونة كانت هيلانة منتوروف. هذه كان القديس يعتمد على أخيها ميخائيل في الكثير من أشغال البناء. وإذ أصيب ميخائيل بمرض خطير ولم يشأ القديس أن يخسره لأنه كان بعد بحاجة إليه، أرسل في طلب هيلانة وقال لها: لقد كنت دائماً تطيعينني، يا فرحي، والآن عندي لك عمل طاعة، فهل أنت مستعدة لأن تتمّميه؟ فأجابت: أنا مستعدة دائماً لطاعتك يا أبانا. فقال لها: حسناً، يا فرحي... أخوك كما تعلمين مريض بمرض خطير وقد يموت، ولكننا لا نستطيع في الوقت الحاضر أن نستغني عنه. أنت تفهمين ما أقول. هذا هو عمل طاعتك، إذن: أن تموتي بدلاً منه! فأجابت: ببركتك يا أبانا! ثم أخذ القديس يتحدث عن سر الموت وهيلانة تسمع ولا تتفوّه بكلمة. فجأة هتفت: لكني يا أبانا خائفة من الموت! فأجابها: ولكن ليس في الموت ما يخيف لأنه يحمل إلينا الفرح! فلما خرجت من عنده أصيبت بتوعك وإغماءة ولازمت الفراش قليلاً. في أول الأمر انتابها الخوف، ثم ما لبث أن فارقها. صار الموت لها يعني أن تعطي حياتها لأخيها وللشركة الرهبانية التي كانت تنتمي إليها. وقبل رقادها بأيام قليلة بدت وكأنها انتقلت إلى عالم آخر: "إنه آت مع الملائكة...". وبعدما تناولت جسد الرب ودمه طلبت من الأخوات أن يعددن لدفنها. كان اليوم سهرانة عيد العنصرة. وكانت قد بلغت السابعة والعشرين. عندما أتت الأخوات إلى القديس ليخبرنه بموتها وهن باكيات قال لهن: يا لسخفكن أن تنتحبن على‏هذا النحو! آه لو كان بإمكانكن أن ترين روحها. فإن الشاروبيم والسارافيم ارتدّت إلى الوراء عندما شقت هيلانة طريقها إلى الثالوث القدّوس!".
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
موتوفيلوف
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
‏نيقولاوس موتوفيلوف اسم بارز في سيرة القديس سيرافيم أسماه القديس "صديق الله" وقد صار مدبّراً لدير الراهبات في ديفيافو. عندما جيء به إلى قديسنا كان في الثانية والعشرين، صاحب أملاك واسعة خلّفها له أبوه. وأقول جيء به لأنه كان مريضاً لا يقوى على الحركة، لا بل كان مشلولاً. فسأل قديس الله أن يشفيه فأجابه: "لكنني لست طبيباً: عليك أن تذهب إلى أحد الأطباء! "فأخبره موتوفيلوف عن معاناته والعلاجات التي تلقّاها وكيف أنه لم ينتفع شيئاً ولم يعد له رجاء إلا بالله. فسأله القديس: "هل تؤمن بالرب يسوع المسيح الذي خلق الإنسان وبأمه الكلية القداسة مريم الدائمة البتولية؟". فأجاب: "أؤمن!". فقال له: "وهل تؤمن بأن الرب الذي اعتاد أن يبرئ المرضى بقوة كلمته وحسب قادر في أيامنا أيضاً أن يبرئ من يسألونه بنفس السهولة؟". قال: "أؤمن!". "وهل تؤمن بأن لشفاعة والدة الإله قوة لا تقهر من لدن ابنها القادر على شفائك؟ "فأجاب: "أؤمن من كل قلبي، ولولا هذا الإيمان ما طلبت أن يؤتى بي إلى هذا الموضع!" حسناً، إذن! إذا كنت تؤمن فأنت معافى سلفاً". "كيف ذلك وأنت وخدمي تمسكونني لكي لا أقع أرضاً". "كلا، كلا، أنت الآن معافى تماماً! "عند ذاك سأل القديس ‏الرجال أن يرفعوا أيديهم عن موتوفيلوف، ثم أخذه بكتفيه وجعله على قدميه قائلاً له: "قف على قدميك ولا تخف! "ولما أمسك بيده دفع به قليلاً إلى الأمام ودار به حول الشجرة. "أترى كيف تقدر أن تمشي حسناً!" "هذا لأنك تمسكني جيداً! كلا بإمكانك أن تمشي لوحدك من دون مساعدتي! قال هذا وسحب يديه، فشعر موتوفيلوف بقوة خفيّة تسري في بدنه وأخذ يمشي لوحده من دون خوف. وقد شهد، فيما بعد، أنه لم يشعر بالعافية والحيوية في حياته كما شعر في ذلك اليوم.
القديس ووالدة الإله
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شهد سرافيم نفسه ونقل عارفوه أنه كانت للقدّيس إلفة كبيرة بوالدة الإله وإنها أتت إليه لا أقل من اثنتي عشرة مرة في حياته. وقد روت إحدى الراهبات واسمها أفدوكيا أن القديس دعاها إلى قلاّيته في الدير ليلة عيد البشارة في 24 ‏آذار سنة 1831‏م قائلاً أن فرحاً عظيماً سوف يعطى لها في ذلك اليوم. فبعدما صلّيا معاً هتف القدّيس فجأة: ها نعمة الله تنزل علينا! في تلك اللحظة سُمع صوت كهفيف نسيم عليل يتخلل رؤوس الأشجار وانبعثت أصوات الترتيل. وإذا بجو القلاية يعبق بالطيب أغنى وأحلى من البخور، فيسجد القديس هاتفاً بفرح: يا والدة الإله الكلية القداسة، الكلية النقاوة، يا أيتها الملكة الممتلئة نعمة! ثم رأت الراهبة ملاكين يتقدمان فوالدة الإله وعن جانبيها القدّيسين يوحنا المعمدان ويوحنا الحبيب ومعهما اثنتا عشرة عذراء، لكل منهن إكليل على رأسها. فامتلأت القلاية نوراً كما من ألف شمعة. ثم أخذ النور يقوى حتى أضحى أكثر بهاء من الشمس. وقد بدت حيطان القلاية كأنها اتّسعت والمنسك أرحب مما كان. ثم كلّم القديس والدة الإله بدالة فلم تسمع الراهبة من الحوار شيئاً سوى ما قالته والدة الإله للقديس: قريباً، يا صاح، تكون معنا!. ثم تقدّمت والدة الإله من الراهبة وأقامتها من وضع السجود ودعتها للتحدّث إلى العذارى مقدمة إليها كلاً منهن بالاسم، ثم غادرت. كان قد مضى على الزيارة أربع ساعات.
اقتناء الروح القدس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
‏في يوم من الأيام الباردة المثلجة جرى بين القديس سيرافيم ونيقولاوس موتوفيلوف حوار. هذا بعض ما جاء فيه:
القديس سيرافيم: لقد كشف لي الرب أنك عندما كنت ولداً رغبت في معرفة غاية الحياة المسيحية وطرحت السؤال بشأنها على عدد من رجال الكنيسة البارزين.
ونيقولاوس: اعترف أن هذا السؤال كان يؤرقني منذ أن كنت في سن الثانية عشر...
ومع ذلك لم يقل لك أحد شيئاً واضحاً محدّداً. قالوا لك أن تذهب إلى الكنيسة وأن تصلّي وأن تصنع صلاحاً وأن هذه هي غاية الحياة المسيحية. حتى أن بعضهم قال لك: لا تبحث عن أمور أكبر منك. لذلك سأحاول، أنا العبد الشقي، أن أشرح لك ما هو هذا القصد. فالصلاة والصيام وأعمال الرحمة كلها صالحة لكنها أدوات للحياة المسيحية وليست القصد منها. إن الغاية الحقيقية هي اقتناء الروح القدس.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
‏ولكن، ماذا تعني بلفظة اقتناء؟ لست أفهم تماماً ما تقول.
أن تقتني معناه أن تمتلك. أنت تعرف معنى أن يربح الإنسان مالاً، أليس كذلك؟ الشيء نفسه يقال عن الروح القدس. يرمي بعض الناس لأن يصيروا أغنياء. وأن يحظوا بكرامات وامتيازات. والروح القدس نفسه رأسمال، لكنه رأسمال أبدي. السيد يشبّه حياتنا بالتجارة وأعمال هذه الحياة بالشراء: أشير عليك أن تشتري مني ذهباً... لكي تستغني (رؤيا3‏:18‏). أثمن الأعمال على الأرض هي الأعمال الصالحة التي نقوم بها من أجل المسيح. هذه تكسبنا نعمة الروح القدس. ولا تأتينا الأعمال الصالحة بثمار الروح القدس إلا إذا كانت معمولة من أجل محبة المسيح. لذا قال السيد نفسه: من لا يجمع معي يفرِق... في مثل العذارى، دعي فريق منهن جاهلات رغم كونهن محافظات على عذريتهن. ما نقصهن في الحقيقة كانت نعمة الروح القدس. الأمر الأساسي ليس أن يصنع الإنسان صلاحاً بل أن يقتني نعمة الروح القدس، ثمرة كل الفضائل، الذي من دونه لا يكون خلاص... هذا الروح القدس الكلي القدرة معطى لنا شريطة أن نعرف نحن كيف نقتنيه. فإنه يقيم فينا ويعدّ في نفوسنا وأجسادنا مكاناً للآب حسب كلمة الله: أني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً (2‏كورنثوس16:6‏)... هذا وأكثر الأعمال التي تعطينا أن نقتني الروح القدس هي الصلاة.
لكن، يا أبي، أنت تتكلم عن الصلاة وعن الصلاة وحدها. حدّثني عن الصالحات الأخرى المعمولة باسم المسيح.
أجل، بإمكانك أن تحصّل نعمة الروح القدس من خلال أعمال صالحة أخرى... الصوم... الإحسان... ولكن ليس معنى الحياة أن نستزيد من عدد الصالحات بل أن نجني منها أعظم النفع، أعني المواهب الفضلى للروح القدس. وأنت عليك أن تكون موزّعاً لهذه النعمة... فإن بركات النعمة الإلهية تزداد في من يوزّعها...
إنك لا تكفّ يا أبي عن ترداد أن نعمة الروح القدس هي غاية الحياة المسيحية. ولكن كيف وأين يمكنني أن أعاين مثل هذه النعمة؟ الأعمال الصالحة منظورة ولكن هل يمكن للروح القدس أن يكون منظوراً؟ كيف يمكنني أن أعرف ما إذا كان فيّ أم لا؟
‏في أيامنا، وبسبب فتور إيماننا ونقص اهتمامنا بتدخل الله في حياتنا، نجدنا غرباء بالكلية عن الحياة في المسيح... في الكتاب المقدس مقاطع كثيرة عن ظهور الله للناس. البعض اليوم يقول إن هذه مقاطع غير مفهومة. مردّ عدم الفهم هنا هو فقدان البساطة التي تمتّع بها المسيحيون الأوائل... إبراهيم ويعقوب عاينا الله وتحدّثا إليه، ويعقوب صارعه، وموسى تفرّس فيه، وكذلك الشعب كله، في عمود الغمام الذي لم يكن غير نعمة الروح القدس هادياً شعب إسرائيل في البرّية... لم يكن هذا حلماً ولا غيبوبة ولا في الخيال بل في الواقع والحق. ولكن لأننا صرنا لا مبالين بشأن خلاصنا، لم نعد ندرك معنى كلمات الله كما ينبغي. لم نعد نلتمس النعمة، ويحول كبرياؤنا دون تجذّر النعمة في نفوسنا. ولم يعد لنا نور السيّد الذي يهبه للذين يتوقون إليه بحميّة وجوع وعطش...
ولكن كيف يمكنني أن أعرف أني داخل نعمة الروح القدس هذه؟ كيف يمكنني أن أتأكد من أنني أحيا في روح الله؟ آه كم أتوق لأن أفهم!
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
‏إذ ذاك أمسك القديس سيرافيم موتوفيلوف بكتفيه بقوة وقال له:
كلانا، يا صاح، في هذه اللحظة، في الروح القدس، أنت وأنا. لماذا لا ‏تنظر إليّ؟
لا أستطيع أن أتطلع إليك، يا أبي، لأن نوراً ينبعث من عينيك ‏ووجهك أبهى من الشمس ضياء!
‏لا تخف، يا صديق الله، أنت نفسك مضيء مثلي تماماً. أنت أيضاً الآن ‏في مل ء نعمة الروح القدس وإلا ما أمكنك أن تراني كما أنا.
لم يحتج قديس الله حتى إلى رسم إشارة الصليب ليكون لموتوفيلوف أن يعاين النور بعين الجسد. فقط صلّى من أجله في قلبه.
هيا، انظر إليّ ولا تخف لأن السيّد معنا!
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فنظر موتوفيلوف إلى القديس مرتعداً فرآه سابحاً في نور يفوق بهاء الشمس في نصف النهار... رأى شفتيه تتحركان، ورأى تعبير عينيه وسمع صوته وشعر بيديه حول كتفيه، لكنه لم يعاين لا ذراعيه ولا جسده ولا وجهه. كما فقد الإحساس بنفسه. كان النور يملأ كل شيء ورقع الثلج المتساقط عليهما كأنها اشتعلت.
بماذا تشعر؟
أشعر بأني في أحسن حال وأتعجّب!
ماذا تعني بذلك تماماً؟
أشعر بسكون عظيم في نفسي. أشعر بسلام لا يمكن التعبير عنه بالكلام!
هذا هو السلام الذي يفوق كل عقل الذي تحدّث عنه الرسول (فيلبي7:4). ماذا أيضاً؟
أشعر ببهجة غريبة لم آلفها من قبل!
عن هذه البهجة قال المرنم في المزمور: "....يشبعون من دسم بيتك وأنت تسقيهم من نهر نعمك" (8:35). ماذا أيضاً؟
فرح مدهش يملأ قلبي!
هذه أولى ثمار الفرح الذي أعدّه الله للذين يحبّونه والذي قال عنه الرسول: "ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعدّه الله للذين يحبّونه" (1كورنثيوس9:2). بمَ تشعر أيضاً؟
أشعر بدفء مدهش!
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
... ونحن في عمق الغابة وفي نصف الشتاء والثلج تحت أقدامنا وعلى أثوابنا!؟... إننا الآن، يا فرحي، في عداد من قال السيّد عنهم: لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت السموات قد أتى بقوة. ها أنت قد فهمت معنى أن نكون في ملء الروح القدس... لا يهم أن أكون أنا راهباً وأنت علمانياً، المهم، في عين الله، هو الإيمان الحقيقي به وبابنه الوحيد. من أجل هذا أعطيت لنا نعمة الروح القدس. ملتمس السيّد قلوب تفيض بمحبته ومحبة القريب. هذا هو العرش الذي يجلس هو عليه ويظهر منه ذاته في مل ء مجده. يا بني أعطني قلبك (أمثال26:23‏). في القلب يُبنى ملكوت الله.
رقاده
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
‏رقد قديس الله في سن السبعين. كان في أيامه الأخيرة يتحدّث عن قرب مغادرته بفرح ووجه مشع. وكان بعض الإخوة يسمعونه وهو يرنّم ترانيم الفصح. تناول القدسات الإلهية في الأول من كانون الثاني سنة 1833 ‏وقبّل إيقونات الكنيسة مشعلاً أمام كل منها شمعة. ثم بارك الإخوة قائلاً لهم أن يصنعوا خلاصهم وأن يسهروا لأن الأكاليل قد أُعدت لهم. بعد ذلك زار مدفنه، ثم أغلق على نفسه في القلاية. وأثناء الليل رقد، وقيل كان على ركبتيه. عُرض للتبرك ثمانية أيام في الكاتدرائية وتبرّك منه الآلاف. وقد ذكر أحد الرهبان في الجوار أن نوراً عظيماً التمع في السماء فقال: "هذه روح الأب سيرافيم تطير إلى السماء".
في 19 ‏تموز سنة 1903 ‏جرى إعلان قداسته بحضور العائلة المالكة ومئات ‏ألوف المؤمنين.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طروبارية للبار سيرافيم باللحن الثامن
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لِلبَرِيَّةِ غَيْرِ الـمُثْمِرَةِ بِمَجارِي دُمُوعِكَ أَمْرَعْتَ. وبِالتَّنَهُّداتِ التي مِنَ الأَعْماق أَثْمَرْتَ بِأَتْعابِكَ إِلى مِئَةِ ضِعْفٍ. فَصِرْتَ كَوكَباً لِلمَسْكونَةِ مُتَلأْلِئاً بِالعَجائِب. يا أَبانا البارَّ سيرافيم. فَتَشَفَّعْ إِلى المَسِيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.
 
قديم 11 - 04 - 2017, 05:30 PM   رقم المشاركة : ( 17425 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسون الشهداء سلوانس، أسقف حمص، ورفيقاه (القرن4م)‏
29 كانون الثاني غربي (11 شباط شرقي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قضوا للمسيح في زمن الإمبراطور مكسيميانوس، حوالي العام 311م. كان سلوانس متقدّماً في السن. أمضى في الأسقفية، بشهادة أفسافيوس القيصري، أربعين سنة كاملة. أما رفيقاه فهما لوقا الشمّاس وموقيوس القارئ. ألقي الثلاثة للوحوش بعدما اعترفوا بأنهم مسيحيون.
 
قديم 11 - 04 - 2017, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 17426 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار سمعان القديم‎ ‎‏(القرن4م)‏
26 كانون الثاني غربي (8 شباط شرقي)‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كتب سيرته ‏ثيودوريتوس، أسقف قورش، الذي سمع خبره من والدته التي حظيت ببركته ومن سواها. قضى في النسك زماناً طويلاً. أقام في كهف صغير ولم ‏يشعر بحاجة إلى معونة الناس له. طعامه كان من البقول البرّية الصالحة للأكل. أخبر يهود غير مؤمنين عنه أنهم فيما كانوا مسافرين، مرة، نزلت ‏بهم عاصفة مصحوبة بمطر شديد فلم يعد بإمكانهم أن يبصروا شيئاً وضلّوا السبيل. وإذ تاهوا في البرّية وصلوا، بتدبير الله، إلى كهف سمعان الإلهي. فلما رآهم بادرهم بالسلام إذ كان أنيساً جداً وسألهم عما بهم فرووا له ما نزل بهم وطلبوا منه أن يدلّهم على الطريق المؤدّية إلى المكان الذي كانوا ذاهبين إليه. فأجابهم إلى طلبهم ولكن بطريقة غريبة عجيبة. استدعى بالروح أسدين مروضين وأمرهما أن يهديا الغرباء الطريق ففعلا كما لو كانا عبدين ‏خادمين.

‏أيضاً يحكى عنه أن العرب كانوا يأتون إليه جماعات جماعات لأنهم كانوا يسكنون الصحراء التي نسك هو فيها. ولما كانت نفسه تشتاق إلى السكينة غادر كهفه إلى جبل الأمانوس حيث زرع التقوى بعدما كانت ناحية ذلك الجبل ‏ملوّثة بأنواع الخرافات الوثنيّة.
‏وقيل عنه أن رجلاً من الذين عرفوه سرق، في زمن الحصاد، بعضاً من أغمار جاره لأنه كان طمّاعاً. على الأثر نزل بالسارق غضب الله وشبّت النار في بيدره. فأسرع إلى رجل الله مستجيراً دون أن يعترف بما اقترفته يداه. أما سمعان فأدرك بالروح إن وراء ما حدث خطيئة فسأله أن يعترف بها فاعترف، فألزمه أن يعيد المسروق إلى صاحبه. فلما فعل خمدت النار من ذاتها.
‏إلى ذلك اعتاد أن يقصد سمعان كثيرون بهم أمراض وأرواح مضلّة وكانوا ‏يُشفون بنعمة الله التي فاضت منه.
‏ورغب قدّيسنا في العزلة من جديد فتوجّه إلى جبل سيناء ورافقت جماعة مالت إلى الحياة النسكية نظيره. فبعدما ساروا أياماً وصلوا إلى برّية سادوم. فجأة رأوا من بعيد يدين بشريّتين تخرجان من إحدى الحفر وترتفع إلى السماء. وإذ ظنّوا أن المنظر من الشيطان صلّوا بحرارة فلم يتغيّر. فلما دنوا من المكان لم يجدوا أحداً لأن من في الداخل كان قد اختبأ لما شعر بدنوهم منه. حينئذ انحنى سمعان وأخذ يتوسّل لمن كان مختبئاً أن يظهر ذاته إذا كان بشرياً. فإذا برجل يخرج من الموضع وعليه ملامح القفر وكان كلّه جافاً كالهيكل العظمي وعليه خرق بالية محيطة بورق النخيل. فحيّاهم وسأل عنهم فعلم أنهم راغبون في الحياة النسكية فقال لهم: "أنا أيضاً كنت أشعر برغبة كرغبتكم، واصطحبت معي رجلاً فكره كفكري ويصبو إلى ما أصبو إليه. وقد تعاهدنا على عدم الافتراق أحدنا عن الآخر حتى الموت. فلما بلغنا ‏هذا الموضع مات صاحبي فحفرت حفرة وواريت جسده فيها، وحفرت أنا لنفسي حفرة أخرى وأقمت فيها وفي نيّتي أن أقضي فيها بقيّة أيّام حياتي. أما طعامي فمن البلح يأتيني به أخ من لدن المعتني بي". من كان هذا الأخ؟ لم يكن إنساناً بل حيواناً. فبعد قليل ظهر أسد من بعيد فخاف الحاضرون، فطمأنهم الرجل وأمر الأسد بأن يأتي إليه من الجهة الأخرى ففعل. وكان يحمل عنقوداً من البلح وضعه بقرب الشيخ وارتدّ لينام على مسافة من القوم. أما الناسك فوزّع البلح على الضيوف واشترك معهم في تلاوة المزامير والصلوات ثم صرفهم.
‏وتابع سمعان وصحبه المسير إلى جبل سيناء فلما وصل إلى هناك ركع أسبوعاً كاملاً لم يتناول خلاله شيئاً من المأكول، ولم يقم من محلّه إلاّ بعدما سمع صوتاً يأمره بأن يأخذ ما يُقدَّم له ويأكله، فمدّ يده فتلقّى ثلاث تفاحات أكلها واستردّ نشاطه على الأثر ثم قام وغادر المكان.
‏هذا وقد أسّس سمعان ديرين في جبل الأمانوس، واحداً في أعلى الجبل والآخر في أسفله، جمع فيهما عدداً من الرهبان المجاهدين المباركين.
 
قديم 11 - 04 - 2017, 05:33 PM   رقم المشاركة : ( 17427 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسون الشهداء سبوزيبوس وألوزيبوس وملوزيبوس وجدّتهم نيونيللا
16 كانون الثاني غربي (29 كانون الثاني شرقي)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هؤلاء الثلاثة كانوا إخوة توائم بالجسد. أصلهم من كبادوكيا. عاشوا في زمن الإمبراطور الروماني مرقص أوريليوس (161 – 180م) أو ربما أوريليانوس (270 – 275م). نشأوا وثنيّين وبرزوا في فنّ الفروسية وترويض الأحصنة البرّية. حدث في يوم من الأيام أن القوم، في تلك الناحية، كانوا يحتفلون بعيد للإله زفس، فدعا الإخوة الثلاثة جدّتهم نيونيللا إلى الاشتراك معهم في العيد. كانت المرأة قد اهتدت إلى المسيح، فجاءت وبشرتهم به، ففطن الثلاثة إلى معنى ما رأوه في الليلة السابقة. كما أضاء نور الإيمان قلوبهم وعقولهم فآمنوا. للحال خطر ببالهم أن يعترفوا بالمسيح قدّام الناس فذهبوا وفعلوا وقلبوا الأصنام دلالة على جدّيتهم فيما جاهروا به. قبض الجند عليهم وأوقفوهم أمام القضاة ثم ألقوهم في السجن. وإذ رغب القضاة في استعادة الإخوة الثلاثة، أوفدوا نيونيلا الجدّة لتقنعهم. هذه جاءت وثبّتتهم ودعتهم إلى الجهاد الحسن. فلما استدعى القضاة التوائم من جديد وجدوهم متمسّكين بإيمانهم بالمسيح فحكموا عليهم بالموت حرقاً وتمّ تنفيذ الحكم. أما نيونيلا فلم يلبث الجنود أن قبضوا عليها فنالت، هي أيضاً، إكليل الشهادة.
 
قديم 11 - 04 - 2017, 05:35 PM   رقم المشاركة : ( 17428 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسون الشهداء ساتوروس و رفقته ‏
1 شباط شرقي (14 شباط غربي)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هؤلاء هم ساتورنينوس و سكوندوس و رفوكاتوس وبربتوة و فاليسيته . قضوا للمسيح في زمن فاليريانوس في مطلع القرن 3 م . قُبض عليهم في مدينة توبورود و استيقوا الى قرطاجة . ساتوروس كان معلم الباقين , و الباقون كانوا شباباً موعوظين .
بربتوة احتفظت بمولودها و كانت كريمة المحتد , في الثانية و العشرين من عمرها . بعض الموعظين كان عبداً . أوقف الجميع أمام الحكام . أبدوا تمسكهم بالإيمان بالرب يسوع فصدر في حقهم الموت . شددهم ملاك الرب بطرق هو يعرفها .
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيّن يوم شهادتهم ضمن موسم الألعاب و التسليات العامة .
فاليسيته كانت حبلى بالشهر الثامن . قيل لها أن تنفيذ الحكم في حقها سوف يتأخر ريثما تضع مولودها . شعرت بالأسى و اشتهت اكمال شوطها . قبل 3 أيام من موعد المباريات داهمتها آلام المخاض و انجبت مولوداً انثى تبنته امرأة مسيحية فاضلة . دقت ساعة المواجهة . ألقى الجميع للوحوش . بعضهم قضى عليه الفهود و الدببة و بعضهم تلهت به الوحوش ثم جرى قطع هامته بحد السيف .
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 11 - 04 - 2017, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 17429 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس سمعان الصديق القابل الإله وحنة النبيّة
3 شباط شرقي (16 شباط غربي)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" ان حنه اللاهجة بالله وسمعان الكلي السعادة لما تلألأا بالنبوءة وظهرا بلا عيب في الشريعة، أبصرا الآن معطي الناموس ظاهراً طفلاً على صورتنا وسجدا له. فلنعيّد اليوم لتذكارهما بفرح ممجّدين بحسب الواجب يسوع المحبّ البشر".
)قطعة على يارب إليك صرخت- صلاة المساء(
هكذا وصفت إحدى الترنيمات خدمة القدّيسين حالهما. كانا بارّين نبيّين، لذلك أبصرا معطي الشريعة طفلاً.
لقد قيل الكثير عن سمعان وحنّة. الشيء الثابت الوحيد بشأنهما هو ما ورد في نص لوقا الإنجيلي، الأصحاح الثاني.
فأما سمعان فكان رجلاً في أورشليم، باراً تقياّ، والروح القدس كان عليه. وكان قد أوحي له أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب. هذا جاء بالروح إلى الهيكل. فعندما دخل يوسف ومريم بالصبي إتماماّ لمقتضيات الشريعة، أخذ سمعان الصبي على ذراعيه وبارك الله. هل كانت لسمعان صفة معيّنة أخذ الصبي بين ذراعيه على أساسها؟ لا نعرف. ثم فتح فاه قائلاً "الآن تطلق عبدك يا سيّد حسب قولك بسلام، فإن عينّي قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته أمام كل الشعوب، نوراً لاستعلان الأمم ومجداً لشعبك إسرائيل". وبعدما صلّى كذلك وجّه كلامه إلى مريم قائلاً: "ها إن هذا قد وُضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تُقاوم وأنتِ أيضاً يجوز في نفسك سيف لتعلن أفكار من قلوب كثيرة".
هذا كل شيء بالنسبة لسمعان. أما بالنسبة لحنّة فقيل إنها نبيّة، وهي بنت فنوئيل، من سبط أشير، أحد أسباط إسرائيل الأثني عشر. كانت متقدّمة في أيّامها. عاشت مع زوجها سبع سنوات ثم ترمّلت ولم تتزوج من بعد، وقد بلغت في تلك الأيام التي التقت فيها الطفل يسوع الرابعة والثمانين. خلال هذه الفترة الطويلة من عمرها لم تفارق الهيكل وكانت عابدة بأصوام وطلبات ليلاً ونهاراً. وقد وقفت آئنذ تسبّح الرب وتحدّث عنه جميع المنتظرين فداء في أورشليم.
كل ما عدا هذا الذي ورد في إنجيل لوقا عن الصدّيقين أبدعه وجدان الأجيال المتعاقبة تعبيراً عن الصورة التي ارتسمت عنهما في الأذهان . فلقد اعتبر سمعان شيخاً مع أنه لا توجد كلمة واحدة في نص لوقا الإنجيلي تؤكد أنه كان طاعنا ً في السن. بعض الأخبار بالغ في تحديد سنه فجعله يتجاوز المائتين والثمانين عاماً. وقد شغلت هوية الرجل الناس: من يكون؟ فقال قوم إنه سمعان الذي وبخ أرخيلاوس الذي ملك بعد موت هيرودوس الكبير، والذي تزوج أرملة أخيه. وقال آخرون بل هو سمعان بن هلال، أبو غمالائيل المذكور في سفر اعمال الرسل والمقال عن بولس الرسول إنه تتلمذ عند رجليه ( أع 3:22) فريسياً. هذا ذُكر أنه كان رئيساً للسنهدريم عام 13 م . وربطاً لسمعان بالأنبياء، لاسيما اشيعاء، قيل إن سمعان لما قرأ اشيعاء 14:7، وفق النص السبعيني، والذي فيه "ها إن العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعى اسمه عمانوئيل"، خطر له ان يغير كلمة "عذراء " بكلمة " صبية "، ففعل. فلما عاد في اليوم التالي وجد لفظة " صبية " ممحاة ولفظة " عذراء " في محلها. فأيقن أنه ليس على الله أمر عسير . ثم أوحي إليه أنه لا يموت قبل أن يرى مسيح الرب.هذا ويحلو لقوم ان يطلقوا على سمعان لقب " رقيب الصبح " وأن يروا فيه صورة من قيل عنه في المزمور 129: "من أجل اسمك يارب نظرت إليك. نظرت نفسي إلى كلامك. توكلت نفسي على الرب. من انفجار الصبح إلى الليل فليتكل إسرائيل على الرب لأن من الرب الرحمة ومنه النجاة الكثيرة وهو ينجي إسرائيل من كل آثامه "(5-8).
وثمة تقليد يستفاد منه أن سمعان لم يكن لا كاهناً ولا فريسياً بل رجلاً باراً تقياً، عمره في حدود المائة والاثني عشر عاماً. هذا ربما كان أدنى من سواه إلى الواقع.
أنى يكن الأمر فإنه يتوقع أن يكون سمعان قد رقد بعد فترة قصيرة من معاينة مسيح الرب. وقد ورد أن رفاته كانت تكرم في القسطنطينية في كنيسة القديس يعقوب، في القرن السادس للميلاد، أيام الأمبراطور يوستينوس.
أما حنة فنموذج للأرامل والعذارى والرهبان الذين يلازمون العفة ويداومون على الصوم الصلاة ولايفارقون العبادة ليلاُ ونهاراُ.
لمزيد من التفصيل عن هذين الصديقين راجع ما ورد في شأنهما في كلامنا على عيد دخول السيد إلى الهيكل في الخامس عشر من شباط
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 11 - 04 - 2017, 05:55 PM   رقم المشاركة : ( 17430 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن الأب المسيحي؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: الوصية العظمي في الكتاب المقدس هي : "أن تحب الرب الهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قوتك" (تثنية 5:6). وقبل هذه الآية نجد في عدد 2، "لكي تتقي الرب الهك وتحفظ جميع فرائضه ووصاياه التي أنا أوصيك بها، أنت وأبنك وابن أبنك كل أيام حياتك، ولكي تطول أيامك". وبعد هذه الآية نجد "ولتكن هذه الكلمات التي أنا اوصيك بها اليوم علي قلبك، وقصها علي أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم" (تثنية 6: 6-7).

والتاريخ العبري يوضح لنا أن دور الأب كان يتضمن أرشاد الأولاد الي طرق الله وتعليمهم كلمته لمنفعتهم ونموهم الروحي. ونري أطاعة الآباء لهذه الوصايا. وأهم النقاط في هذا الجزء هو أن دور الأب هو تربية الأبناء في جو من "الرعاية ومخافة الرب". وهذا يأتي بنا لما هو مكتوب في سفر الأمثال 6:22-11 و الأية الموجودة في عدد 6 تقول "رب الولد في طريقه، فمتي شاخ أيضا لا يحيد عنه". والتربية هنا تعني أنه علي الأم والأب تدريب الأبناء علي طرق الحياة المرضية أمام الله. ومن الهام جداً التركيز علي السنوات الأولي من حياة الطفل.

وهناك جزء في العهد الجديد يوضح لنا وصايا الله للأب فيما يتعلق بتربية أبناؤه. أفسس 4:6 " وأنتم أيها الآباء، لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وأنذاره". وهنا يوضح مسئولية الآباء أمام الله. ويعلم الآباء الا يكونوا غير عادلين أو قساة علي أبنائهم. فلا يجب علي الأباء أن يسببوا الغضب والشر في قلوب أبنائهم. ولكن بالحري يحث الكتاب المقدس الأباء علي تعليم الأبناء، وتربيتهم، ورعايتهم وأرشادهم في طرق الحياة وتعليمهم مخافة الرب. وهذ التعليم أو التدريب المقدم للطفل (ممثل في سلوك الأب) ويتضمن تقويم وتأديب الأبناء. وتعليم الطفل مخافة الله (أي أتباع وصاياه تبعاً لعمر الطفل ومقدار استيعابه).

ولا يجب أن نسمح للأطفال أن ينمو بلا رعاية. ولكن يجب علينا أن نعلمهم، نقومهم، و ندربهم، الي المعرفة، وضبط النفس، والطاعة. وهذه العملية التعليمية يجب أن تكون علي درجة روحية أيضاً "فتعليمهم معرفة الله" أي أنارة أذهانهم بهذه المعرفة الروحية جزء هام جداً بل هو لب تعليمهم وتدريبهم. فالطرق الغير روحية الأخري المتاحة لن تفسر عن نتائج مرضية في النهاية. فالرعاية الروحية هامة عملياً وعقلياً. فمن المهم تجهيز عقولهم لمعرفة الله منذ الصغر. وسفر الأمثال يخبرنا أن "رأس الحكمة مخافة الله".

الأب المسيحي هو أداة في يد الله. وحيث أن الأيمان بالمسيح هو الطريق لله فتنفيذ وصايا الله تتضمن الأبوة الصالحة وهي تعليم وتقويم الأبناء في طريق الله. فلذا يجب علي الأب تدريب الطفل علي أن لله سلطة مطلقة في حياته وعليه تسليم عقله وقلبه وضميره لله. والأب الأرضي لا يجب أن يعلم أبنه أن له السلطة المطلقة التي تحدد الصالح من الطالح. ولكن بدلاً من هذا الأسلوب الأناني يجب أن يعلم الطفل أن الله هو الذي يعلمنا ويرشدنا وأنه هو صاحب السلطان. فيجب فعل كل الأشياء من خلال أيماننا بالمسيح. وهذه أفضل وسيلة تعليمية يمكن لأي أب استخدامها مع أبنه.

والأرشادات الكتابية الموجودة في الكتاب المقدس للأباء مبنية علي معايير الله وليس المعايير البشرية التي نتعلمها من تجربتنا البشرية. وبمحاولة الأجابة عن السؤال، ماذا يقول الكتاب المقدس عن الوالد المسيحي؟ وبالبحث في الحقائق الكتابية، وجدت أنني قد أخفقت في تربية أبنائي الثلاث من الناحية الكتابية. وهذا ليس لأن "ما هو موجود في الكتاب يصعب تحقيقه في الحياة" ولكن ذلك لقصوري الشخصي.

ودعني أقوم بتلخيص ما هو ذكر بعاليه. كلمة "غيظ" تعني أثارة، تسبيب أنفعال، أو مضايقة. والكتاب ينصحنا بالأبتعاد عن هذه الأساليب التي تتضمن القسوة، البرود، الحدة، العصبية، عند التعامل مع أولادنا. لأن النتيجة الطبيعية لهذه الأفعال الأنانية هو تمرد الأبناء، وعدم أحساسهم بالقبول والمحبة لأن الطفل يشعر أنه لا يستطيع أرضاء والديه مها قام بالمحاولة. وكما قال أب حكيم (أتمني أن أكون أباً أكثر حكمة) ويعني أنه يتمني أن ينجح في جعل طاعة أبناءه شيء يرغبون هم في فعله، والسر في ذلك هو التواصل مع الأبناء ومعاملتهم بحنان وحب.

ولقد قال مارتن لوثر "دائماً أحتفظ بتفاحة قريبة من العصا كي تمنحها للطفل لمكافأته عن أنجاز شيئاً جيد". تأديب الطفل يجب يتم بحنان وبعد التدرب علي التعامل مع المواقف المعينة والأستعانة بالصلاة. دائماً ذكر أطفالك بكلمة الله وتعاليمه. لا بد من تعليم الأطفال مخافة الله ومحبته وتقديم الأحترام اللائق به. وأيضاً تذكير الأطفال بالمباديء المسيحية وتعريفهم الطريق الذين عليهم أن يسلكوا وتدريبهم علي عادات ضبط النفس.

"كل الكتاب هو موحي به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم وللتأديب الذي في البر، لكي يكون انسان الله كاملاً، متأهباً لكل عمل صالح" (تيموثاوس 16:3-17). هذا ما يقول الكتاب المقدس عن الآباء. وهذا يعني أن الآباء قد يستخدمون أساليب مختلفة لتربية أبنائهم وتعليمهم عن الله. ولكن في النهاية يجب تطبيق وصايا الله في جميع نواحي الحياة. وعلي عاتق الأب أن يمثل لأبناءه محبة الله وتنفيذ وصاياه من خلال حياته الشخصية وذلك يتضمن كل مايفعل. وبذلك سيتعلم الأبناء أن "يحبوا الله بكل قلوبهم، ونفوسهم، وقوتهم" وسيرغبوا في أن يخدموا الله بكل قلوبهم.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024