10 - 04 - 2017, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 17401 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس سلوان الآثوسي 24 أيلول شرقي ( 7 تشرين الأول غربي) ولد القديس سلوان الآثوسي في إحدى قرى مقاطعة طامبوف، في روسيا الوسطى، عام 1866م. اسمه المدني كان سمعان ايفانوفيتش انطونوف، وعائلته عامية فلاحة، كان إنساناً بسيطاً، قوي البنية، عادياً بين العاديين. ومن العاديات التي ذكرها، فيما بعد، أنه كان على علاقة جسدية بإحدى الفتيات، وكاد أن يقتل شاباً من أهل القرية تحدّاه. وقد ولّد كلا الأمرين في نفسه إحساساً عميقاً بالخطيئة. هاجس الإلهيات لم يغادره منذ الطفولية. من أكثر الذين أثروا في حياته والده الذي وصفه سلوان بأنه كان رجلاً حكيماً، حليماً، لطيفاً، هادئاً، صبوراً. "نصور أنه صبر علي ستة أشهر منتظراً اللحظة المناسبة ليصلحني (في أمر ارتكبته) دون أن يحرجني". في التاسعة عشرة من عمره احتدت روح الرب فيه فكان كثير الصلاة، يبكي خطاياه. واستمر هكذا ثلاثة أشهر. مذ ذاك، اتجه ذهنه ناحية الرهبنة، لكنه انتظر نهاية خدمته العسكرية. ووصل إلى دير القديس بندلايمون في جبل آثوس في خريف 1892, هناك سلك في الطريقة التي يسلك فيها جميع الرهبان: صلوات في القلاية، صلوات في الكنيسة، أصوام، أسهار، اعترافات، مناولة، قراءة، عمل وطاعة. شهادات الرهبان عنه كانت طيبة. خدم في مطحنة الدير. قلة عرفته معرفة جيدة. ومن هذه القلة تلميذه الأرشمندريت صفروني (سخاروف) الذي كتب سيرته وجمع أقواله واهتم بإبراز قداسة سيرته إلى أن أعلن المجمع المقدس القسطنطيني قداسته في تشرين الثاني عام 1987. لم تخرج حياة القديس سلوان عن المألوف، لا في العالم ولا في الدير. حياته كانت مستترة كما هو حال الرهبان عموماً. هناك، في غربة عن عيون الناس، في "إنسان القلب الخفي" (1بط4:3)، دارت فصول حياة القديس سلوان. جاء في بروتوكول إعلان قداسته الذي صدر عن البطريرك المسكوني ديمتريوس والمجمع القسطنطيني المقدس: "... تفوق... في الفضيلة، جاعلاً نفسه بالورع وقداسة السيرة أنموذج حياة في المسيح يحتذى وإيقونة حية للفضيلة... أظهر نفسه معلماً رسولياً ونبوياً للكنيسة وللمؤمنين... بلغ قامة روحية عالية وأضحى إناء للروح القدس يمارس محبة نادرة... شرفه الله بمواهب شفاء المرضى والمتألمين وبحدس عجيب..." في حياة القديس سلوان ثلاث مراحل روحية أساسية. في المرحلة الأولى: كان أول عمل قام به سمعان بعد التحاقه بالدير تأدية اعتراف كامل بكل ما اقترفه من ذنوب في حياته. وقد استعد لذلك بضعة أيام، ثم قام بما كان مطلوباً منه. قال له الكاهن المعرف، بعدما حلّه من خطاياه: "اذهب الآن بسلام وكن فرحاً". كلام لم يصدقه سمعان من الفرح، وهو الذي عانى، أبداً، من إحساس مرهف بالخطيئة. وغمرته الفرحة إلى درجة أنه أهمل الانتباه إلى نفسه، عن قلة دراية، وسقط في التهاون. وفجأة ألفى نفسه في اضطراب وقلق وحزن ويأس، تتجاذبه الأفكار وتشدّه في كل اتجاه كما لتقلعه من جذوره. ظن أنه سيكون في مأمن في الدير، فإذا به يكتشف أنه، هنا أيضاً، يمكن أن يهلك. وتبدد الفرح وثارت ألسنة الجحيم وعاوده إحساس بالخطيئة قتال فظن أنه سيموت في الدير بسبب خطاياه. لكنه قرر أن يمضي في صلاة لا هوداة فيها مهما تكن التجربة قاسية. ولثلاثة أسابيع أخذ في صلاة حارة، رغم أن قلبه كان طريح أسى عميق. وإذا بالصلاة تدخل قلبه وتبدأ بالتدفق من ذاتها دونما توقف. لكن الأفكار استمرت تنفخ في صدره وتعبث به، ونما فيه اليأس إلى حد أنه اختبر النور الشيطاني يلفه وتراءت له الشياطين تتحدث إليه، تارة تؤكد له أنه قديس وتارة أن لا خلاص له. استمر الأخ سمعان على هذه الحال ستة أشهر بلغ بعدها أقسى درجات اليأس، فهبطت عزيمته وقال في نفسه: "الله قاس لا يلين". في اليوم عينه، في صلاة الغروب، عاين الرب يسوع المسيح حياً أمامه قرب إيقونته فامتلأ كيانه من نار نعمة الروح القدس. نور إلهي عظيم انسكب عليه ورفعه من هذا العالم إلى حيث سمع كلمات لا يسوغ النطق بها. تلك كانت ولادة له من العلى على نحو ما ذكر يوحنا في إنجيله (يو13:1،3:3). هذه كانت أول خبرة جحيمية عبر بها سلوان، والرب الإله كشف له ذاته بعدما استنفذ نفسه، فغفر له ذنوبه وكفت صلاة التوبة عنده وذاق حلاوة المصالحة مع الله وسلاماً عميقاً. المرحلة الثانية: ومر بعض الوقت والأخ سمعان في ما يشبه شهر العسل، ثم عاد إليه الجحيم في حلة أخرى. بدأت النعمة تتناقص فيه فخاف وارتبك. ذهب إلى أب روحي يسأله تفسيراً ونصحاً. فلما عرف الأب الروحي بحاله استغرب أن شاباً، في مثل حداثته، قد بلغ في النعمة قامة كهذه. ومن حيث لا يدري، تسبب الأب في دفع سمعان إلى أكثر التجارب قسوة في المسيرة الروحية: الكبرياء. لم تعد النعمة تأتي إليه إلا قليلاً ثم تغيب، رغم نسكه وجهاداته الفائقة. حربه مع أفكاره كانت شرسة، لكن نفسه كانت في جحيم، وجحيم الراهب أن تغادره النعمة بعد أن تسكن فيه. صار همه أن يعرف كيف تقتنى النعمة وكيف يحافظ عليها وما هي الأسباب التي من أجلها تغادرنا. استمر سمعان على هذه الحال خمسة عشر عاماً. وقد خبر برودة القلب وتشتت النفس وثورة الأهواء وبعثرة الأفكار. لم تعرف نفسه يومذاك الثبات. كل ذلك جعله يضاعف سعيه، حتى إنه لم يعرف النوم إلا ساعة ونصفاً أو ساعتين في اليوم. أخيراً، استنفذ نفسه من جديد ولم يعد يدري ماذا يفعل. قام مرة ليسجد فألفى الشيطان منتصباً أمامه، فعاد إلى كرسيه الصغير وقال: "قل لي يا رب ماذا افعل؟". فجاءه صوت يقول له: "احفظ نفسك في الجحيم ولا تيأس". إن الكبرياء هي جذر كل الخطايا وبذرة الموت، وإن الله تواضع ولا يبلغ إليه إلا في التواضع. المرحلة الثالثة: بعد هذا الإعلان الإلهي الجديد، باتت أنشودة سلوان المفضلة هي التالية: "سأموت وستنزل نفسي المسكينة إلى ظلمات الجحيم. هناك، وحيداً في اللهب المظلم، سوف أبكي وأصرخ إلى سيدي أين أنت، يا نور نفسي؟ لماذا تركتني؟ أنا لا طاقة لي على العيش من دونك...". لم تعد النعمة، في هذه المرحلة، تتركه كما من قبل. صار حاملاً لها في قلبه. أدرك حضور الله الحي وبات الذهول يملأه إزاء رأفات العلي. سلام المسيح العميق أفعم قلبه وأعطاه الروح القدس الطاقة على الحب. ومع أنه أضحى مجاهداً روحياً عظيماً، لكنه استمر يعاني من تقلبات الطبيعة البشرية. وكان كلما شعر بالنعمة تضعف فيه يذرف نفسه دمعاً وألماً. واستمر سلوان الراهب على هذا المنوال خمسة عشر عاماً إضافياً، أعطاه الله بعدها القدرة على طرد كل فكر بحركة بسيطة في النفس، فأضحى على شكر دائم لله. كان، في صلاته، لا يكف عن ترداد هذه الكلمات: "كيف أشكرك، ربي، على نعمك الجزيلة؟! فلجاهل ولخاطئ أنت تكشف أسرارك. العالم يلفه اليأس وإلى الهلاك يمضي، وأنت تفتح لي أبواب الحياة الأبدية، أنا، آخر الكل وأسوأ الجميع!. أيها السيد، ليس في وسعي أن أخلص وحيداً فهب العالم كله أن يعرفك!". وشيئاً فشيئاً غمرت الراهب سلوان رأفة ما بعدها رأفة حيال من لا يعرفون الله. صار له قلب كقلب الله. كان يقول: "أن نصلي من أجل الناس معناه أن نسكب دمنا من أجلهم". "إن أخانا هو حياتنا". تميز القديس سلوان بالصلاة لأجل المسكونة وباليقين أن لا نُطق بالله ولا حياة فيه إلا بالروح القدس. هكذا بلغ القديس سلوان الألم الكبير الذي حدا بكلمة الله لأن يتجسد. هكذا بلغ سلوان الحب الكبير، وبات يسير بخطى ثابتة صوب اللاهوى. كان رقاده هانئاً في الرب في 24 أيلول 1938. طروبارية للقديس سلوان الآثوسي باللحن الخامس لقد أدهشت أيُّها الأبُ جبل آثوس. إذ عِشتَ بما يفوقُ الطَّبيعة، مُعطيَّاً إيّانا قُوَّةً إلهيّة. فنحن نُكَرِّمُ بتوقيرٍ تذكارك يا سلوانُس، ممجِّدين مَن أعطاكَ للكنيسة كارزاً عظيماً بالمسيح. |
||||
10 - 04 - 2017, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 17402 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار ساباتيوس سولوفكي الروسي (+ 1435 م) 27 أيلول شرقي ( 10 تشرين الأول غربي) ترهب سنين في دير شركة ثم نسك في جزيرة قاحلة اسمها سولوفكي على البحر الأبيض . اتخد له رفيقا اسمه جرمانوس , ناسكا . جاهد جهادا بطوليا . لما تقدم في السن عاد الى البر و تناول القدسات بعدما اعترف بخطاياه و رقد بكنيسة صغيرة . على أتعابه بنى دير الشركة في سولوفكي فيما بعد . |
||||
10 - 04 - 2017, 05:20 PM | رقم المشاركة : ( 17403 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس البار سرجيوس نورما (فولوغدا) (+1412م) 7 تشرين الأول شرقي (20 تشرين الأول غربي) أصله يوناني . ترهب في جبل آثوس . انضم الى القديس سرجيوس رادونيج في روسيا . نسك ببركة أبيه الروحي على ضفة نهر نورما . منّ عليه الرب بموهبة التبصير و النبوءة و تمييز الأرواح . اجتمع اليه العديدون . أسس ديراً على اسم التجلي ضم 40 راهباً . هناك رقد بسلام سنة 1412م . |
||||
10 - 04 - 2017, 05:30 PM | رقم المشاركة : ( 17404 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اللص الذي هلك
اللص الذي هلك لقد خرج المسيح حاملاً الصليب على كتفه ليعلن لنا أن رياسته لا تكون إلا بالصليب. إنه يبسط سلطانه ورياسته على هذا العالم بصليبه، لا بالقسوة ولا بالقوة، بل بالمحبة والتضحية وصليب العار – رياسته هي صليبه. ويقول الكتاب: ".. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ." (يوحنا 19: 16) دبّروا أمر هذا الصليب وخططوا أن يُصلب بين لصين إمعانًا في محاولةٍ لإذلاله والسخرية منه والهزء به، وهم شأنهم في كل زمان ومكان – لم يعرفوا أنهم حين كانوا يظنون أنهم يمتلكون ناصية الأمور ويتصرفون كيفما يشاؤون، لا يعرفون أنهم كانوا يتممون إرادة الله الذي يهيمن على الجميع. كان لا بدّ أن يُصلب بين لصّين لكي يتمّ المكتوب: "وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ" (مرقس 15: 28) المسيح بين لصين، هذا هو الرجل المناسب في المكان المناسب، المخلّص بين الخطاة... الطبيب بين المرضى... الفادي بين الهالكين – وهو على الصليب بين لصين نجده في المكان المناسب لأنه "أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ،.. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ." (فيلبي 2: 7-8) كان لا بد أن يوجد المخلص بين الخطاة. أن يوجد الفادي بين اللصوص. وما كان ممكنًا أن يفتدينا ويخلصنا إلا بهذه الصورة. صلبوه وصلبوا معه لصين: لصًا خاطئًا التجأ إليه فخلص، ولصًا خاطئًا سخر منه فهلك. وهذه الصورة سنراها متكررة كما يحدثنا متى في إنجيله: حين يأتي المسيح ليملك، يقول: "وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ.وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ، فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ." (31:25- 33) هذه الصورة التي رأيناها فوق الجلجثة: المسيح في الوسط والناس ينقسمون إلى لص تائب نال حياة فيه، وإلى لص مجدّف مات في خطيته. هذه الصورة ستتكرّر حين يأتي المسيح ثانية ليملك على هذه الأرض، وسيقسم الشعوب إلى قسمين: إلى خراف وإلى وجداء. حين نتأمل اللص الهالك نلاحظ أنه إنسان هلك وهو على بعد أمتار قليلة من المخلص – وهذه حقيقة لا بد أن تستوقفنا. إن القرب المادي، أي المسافة الجغرافية من المسيح ليست هي التي تخلصنا، إنما خلاصنا هو بالعلاقة الروحية معه. قد نولد في بيوت مسيحية، وقد نعيش في كنائس مسيحية، لكننا بعيدون عنه كل البعد روحيًا. هذا اللص كان عطشانًا وإلى جواره ينبوع مياه، لكنه مات عطشانًا. كان خاطئًا وإلى جواره مخلص الخطاة، ولكنه مات في خطيته، لأن المهم ليست المسافة المادية الجغرافية، بل العلاقة والامتياز الشخصي. * ونظرتنا إلى اللص الذي هلك وإلى اللص الذي آمن، تُعلمنا أن الظروف ليست هي التي تغيّر الإنسان. فذات الظروف ونفس الآلام وقعت على اللصين، وكان الاثنان في ذات الظروف تمامًا. واحد آمن وواحد هلك. فليس لنا أن نتعلل بالظروف أو الألم – فالألم يمكن أن يطهر إنسانًا، ويمكن أن يقسي قلب إنسان آخر. كما أن الشمس التي تذيب الثلج هي ذاتها التي تجمّد الطين. واحد آمن فخلص، وآخر هلك. * أما الذي هلك فكان يسخر من المسيح سخرية الباقين. فالكلمات التي وُجّهت للمسيح وهو على الصليب كان منها ست كلمات سخرية وهزء. يقول الكتاب في متى : " وَكَانَ الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ " (متى 27: 39) سخر منه المجتازون، العابرون الذين لا يريدون أن يتوقفوا ليفهموا، الذين لا يريدون أن يبحثوا ويتعمّقوا. إنهم يأخذون الأمور بسطحية، وهم عابرون مجتازون لا يريدون أن يفهموا – ولو وقفوا لرأوا ما لا يخطر لهم على بال. * حذار أن نأخذ المسيح بمأخذ السطحية، أن نمرّ عليه مرور الكرام... دعونا نتعمّق في معرفته. دعونا نفهم ونختبر. ولو وقفنا واختبرنا لاكتشفنا ما لا يخطر لنا على بال. سخر هذا اللص كما سخر المجتازون، فقال: "إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!" والعابرون قالوا: "إِنْ كُنْتَ أَنْتَ مَلِكَ الْيَهُودِ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ!" لوقا 23: 37 ;39) استخدم الشيطان عبارة: "إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ" مرتين مع المسيح في تجربته بالبرية وكأني بالشيطان يقول: لا يليق بك -إن كنت ابن الله- أن تجوع، أو أن تُعلّق على صليب. فإن كنت فعلاً قادرًا، حوّل الحجارة إلى خبز أو انزل عن الصليب فنؤمن بك. إنهم يظنون أنه صُلب ضعفًا، إن الذي علّق المسيح على الصليب، لم تكن هي المسامير، ولا كانت قوة الرومان ولا قوة اليهود، وإنما الذي علّقه على الصليب هو محبته لنا. إنه ابن الله الذي جاء يطلب ويخلّص ما قد هلك. * إن هذا اللص تحدّث بذات الكلمات التي تحدّث بها الناس في مختلف العصور، فيقول له: "إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!" وهو يريد خلاص الجسد، فهو لا يتحدث عن خلاص الروح أو الخلاص من الخطية، وكأنه يقول له: ما نفعك وأنت لا تستطيع أن تنزلني عن الصليب وترفع الألم عني. إن كنت حقًا ابن الله فارفع عني الألم، واملأ جوفي وأشبعني. هذه هي النظرة المادية التي ما زلنا نسمعها، والتي يقولها الناس مع هذا اللص. إن كانت المسيحية حقيقة، وإن كان المسيح حقًّا هو ابن الله، فكيف يترك الجياع ولا يشبعهم؟ قبل أن يقول لنا: "اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ،" (متى 6: 33) ليملأ بطوننا الجائعة وإلا فالمسيحية أفيون الشعوب وليست حياة للشعوب. إن المسيح يخلصنا روحًا ونفسًا وجسدًا. إنه يخلص أرواحنا، ويفكّنا من أسرنا، ويعطينا حياة أبدية. لو أن الخطيئة رُفعت عن العالم بقبول المسيح فاديًا له، إذًا لرُفع الألم عن العالم. لكن الناس ما زالوا يقولون قولة هذ اللص إلى هذا اليوم: إما أن تنزلنا عن الصليب وترفع آلامنا وتخلص أجسادنا، وإلا فأنت بلا نفع، أنت أفيون للشعوب. إن كل الناس ينقسمون إلى فريقين لا ثالث لهما: إلى خاطئ التجأ إلى المسيح فنال الحياة، أو إلى خاطئ ينكر المسيح فيبقى في الموت، والمسيح في الوسط. لا يوجد فريق ثالث. نحن لسنا خطاة لأننا نخطئ، لكن نحن نخطئ لأننا خطاة وحين نتبرر بدم المسيح، لا نصبح أبرارً لأننا نصنع البر، ولكننا نصنع البر لأننا صرنا أبرارًا. فمن أي نوع نحن اليوم؟ إن الذي حدث للصّ الذي نال حياة في المسيح، يعطي رجاء لكل إنسان. لأنه في آخر لحظات حياته نال الحياة الأبدية، إنه يعطي الرجاء لأشر خاطئ! لأنه حتى في اللحظات الأخيرة يوجد له رجاء متى وضع ثقته في المسيح. إن آمنت أنه مات عنك وقام لأجل تبريرك فستنال الحياة الأبدية. قال اللص: "اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ" (لوقا 23: 42) لكن المسيح قال له سآتي ثانية، ولكني لن أنتظر حتى آتي في ملكوتي، بل : "..الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لوقا 23: 43) ويمكننا جميعًا أن نسمع هذه الكلمات: اليوم ننال حياة جديدة لو نظرنا إليه في ثقة وإيمان. إنه "مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا." (إشعياء 53: 5) * * * أشكرك أحبك كثيراً... الرب يسوع يحبك ... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
11 - 04 - 2017, 02:12 PM | رقم المشاركة : ( 17405 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العالم يتهاوى
حقاً لا توجد رحمة ولا شفقة في عالم وضع في الشرير، فلا سلام سيتحقق ولا هدوء أو راحة في هذه الأيام الصعبة القاسية، فأيام الإنسان على الأرض قليلة شبعانة تعباً، كلها مشقة مملوءة أوجاع لا تنتهي، حتى صار خبزه في الحلق علقم مُر، يكد ويسعى طول النهار وفي النهاية لا أمان، لا مسرة ولا راحة في منام ولا صحيان، ولا خيرة في صديق أو صاحب أو جيران، الكل حيران وتعبان وعنده ألف سؤال وسؤال، إلى متى يستمر هذا الحال!!! وفي هذا كله نشتاق لبسمة أمل، لشعاع نور يخترق الظلام، لذلك تتحرك نفوسنا بنبضات إلهية حية يشعها فينا روح الله لتنطلق أقلامنا بالحب وتعلو شفاهنا ابتسامة أولاد إله السلام، ونود أن نحفر بسلوكنا علامات عميقة مضيئة تهدي الجميع وتولد فيهم الشوق لطريق الحب الفائق المُعلن من السماء في ملء الزمان.فكم نشتاق ونطوق أن ننزع من العالم أشواك الخصومة الجارح للنفس لينهض الكل باتساع الفكر وصدق القلب فيتقدم المجتمع كله نحو السلام، وتعلو الشفاه ابتسامة المحبة كإشراق شمس النهار، فتبدد جراثيم الفُرقة، فتتطهر القلوب وتُشفى النفوس من سرطان الحقد القاتل للنفس، والكل يلتقي في وحدة وئام الحب الذي يُرضي الله في سرّ الخلاص وعمل محبته الفائق المعرفة، فيسكب قوة غفرانه الحلو لكل من يلتمس وجهه المُنير، فترتاح النفوس المتعبة وتتنسم رائحة ربيع الحياة الجديدة في المسيح يسوع الذي كان يجول يصنع خيراً، لأن كل من يغفر لكل من أخطأ إليه يتذوق حلاوة غفران الله ويبتهج قلبه جداً وتعلو وجهه ابتسامة رجاء الحياة الأبدية، وتظهر فيه ملامح مسيح القيامة والحياة، ملامح الحب الإلهي، لأن الله محبة، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه، فيدخل في شركة القديسين في النور بلا عائق أو مانع. آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ،نجي العالم من مرار الأطماع التي لم تنتهي بعد، والتي أنشأت البغضة وزرعت الكراهية في الصدور ونشرت الخصومة حتى أكلت الغث والثمين وأحرقت أغصان الزيتون، فلم يبقى شيء إلا وطاله الخراب، فالإنسان دمر نفسه وقضى على كل ما هو جميل خلقته وانشأته وصنعته ليكون جنة يحيا فيها حسب قصدك.نتوسل إليك يا سيدنا: |
||||
11 - 04 - 2017, 02:22 PM | رقم المشاركة : ( 17406 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الدُّخول إلى أورشليمـ الآلام – الحزن البَهِيّ
في أوّل الأسبوع العظيم يَدْخُلُ الرَّبُّ يسوع بأُبَّهَةٍ راكبًا على جحش أتان. إقامة لعازر من الموت ما كانت إلّا صورة لقيامة المسيح، كما إنَّ دخوله إلى أورشليم ما كان إلّا صورة لآلامه وقيامته. لنطرح السُّؤال الرّئيسيّ في هذا العيد: لماذا هذا الفرح العارِم في أحد الشَّعانين، والرّبّ يسوع داخِلٌ لكي يتأَلَّم؟!… هناك تناقض رهيب، حزن وفرح، أُبَّهَةُ الظَّافِرِين وتواضعٌ سَحِيق. “هوذا ملكُكِ يأتيكِ (يا أورشليم) راكِبًا على جحش” (يوحنَّا 12: 15 وزكريَّا 9: 9). الأطفال يحملون سَعَفَ النَّخْل وأغصان الزّيتون (دلالة على الظَّفَر والسَّلام)، والشُّموع مُزَيَّنَة بالزُّهور (علامة على النُّور والفرح). هذه هي الفضائل الّتي اقتنيناها بعد صوم… في عيد الشَّعانين نُرَتِّلُ: “اللهُ الرَّبُّ ظَهَرَ لنا، مُبَارَكٌ الآتي باسمِ الرَّبّ، خَلِّصْنَا يا ابنَ الله يا مَنْ رَكِبَ على جحش أَتَان”، “اليومَ نعمةُ الرُّوحِ القُدُسِ جَمَعَتْنَا…”. في أَحَدِ الشَّعانين نعلِنُ يسوع ملكنا وربّنا وإلهنا. *** نعود إلى السُّؤال الأَوَّل، وتَذَكَّرُوا ما قاله السَّيِّد لتلاميذه في الخطاب الوَدَاعِيّ قبل أن يذهب إلى الآلام: “الحقّ الحقّ أقول لكم، إنَّكم ستَبْكُون وتنوحُون والعالمُ يفرَحُ، أنتم ستحزَنُونَ ولكنَّ حزنَكُم يتحوَّلُ إلى فرح” (يوحنَّا 16: 30). هنا السِّرُّ الكبير، هنا فِعْلُ النِّعمة الإلهيّة السِّرِّيّ العامِل في قلبِ كلِّ مسيحيٍّ مُلْتَزِمٍ في حياته في المسيح: إنَّه سِرُّ مشاركتنا في آلام المسيح وموته وقيامته. هذا ما تسميِّه الكنيسة الأرثوذكسية الحُزْنُ البَهِيُّ (Charmolypi). في كنيستنا، لا ندعو الأسبوع الأخير من الصّوم “الجُمعة الحَزِينَة”، بل ندعوه الأسبوع العظيم أو أسبوع الآلام، فيه يختلط الألم مع الفرح. في أحد الشَّعانين، تحتفل الكنيسة بدخول المسيح إلى الآلام بفرحٍ عظيم. نشيد النَّصر هو نفسه نشيد الآلام الَّتي بها يدخل يسوع إلى أورشليم العُلْوِيَّة ويُدْخِلُنَا معه. فَلْنَصِرْ، أيُّها الأحِبَّاء، كهؤلاء الأطفال الَّذين خرجوا للقاء المسيح وهم يصرخون قائلين: “هُوشَعْنَا (أي خَلِّصْنَا) مُبَارَكٌ الآتي باسم الرّبّ”. تَذَكَّرُوا كيف تعجَّبَ الكهنة اليهود والكتبة من كلّ هذا، وكيف أجابهم يسوع بقوله: “نعم، أما قرأتم قَطّ إنَّه من أفواه الأطفال والرُّضَّع أَصْلَحْتَ تسبيحًا” (متّى 21: 16). أفرام، مطران طرابلس والكورة |
||||
11 - 04 - 2017, 04:37 PM | رقم المشاركة : ( 17407 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس سابين الأسقف القبرصي 15 تشرين الأول شرقي (28 تشرين الأول غربي) جعلته الرعية في قبرص أسقفاً بالنظر إلى فضائله، لكنه أحب حياة الهدوء فخرج إلى البرية. منحه الله موهبة صنع العجائي فشفى المرضى وطرد الشياطين وتنبأ بالآتيات. جذب بمثاله عدداً كبيراً من المؤمنين، لا سيما الشبان منهم، فتركوا كل شيء وانخرطوا في حياة التوحد. رقد بسلام في تاريخ لا نعرفه. |
||||
11 - 04 - 2017, 04:38 PM | رقم المشاركة : ( 17408 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسون الأبرار سمعان وثيودوروس وأفروسيني دير المغارة الكبرى (القرن9م) 18 تشرين الأول شرقي (31 تشرين الأول غربي) سمعان وثيودوروس أخوان بالجسد من سالونيك . اقتبلا الحياة الملائكية . حجّا الى الأراضي المقدسة . في رؤيا واحدة لوالدة الإله و القديسين بولس و لوقا و أندراوس علما بوجود إيقونة والدة الإله في مكان ما في البليوبونيز عليهما أ يكتشفاها . التقيا في اليونان راعية اسمها أفروسيني دلّتهما على الإيقونة في مغارة . تحولت المغارة الى كنيسة و المكان الى دير لا زال الى اليوم محجة شهيرة . |
||||
11 - 04 - 2017, 04:40 PM | رقم المشاركة : ( 17409 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسة الشهيدة سباسطياني 24 تشرين الأول شرقي (6 تشرين الثاني غربي) أصلها من سباسطيا في فيرجيا. تنصّرت على يد الرسول بولس. شرعت تكرز بالإنجيل في تراقيا. قبض عليها الولاة وتفنّنوا في تعذيبها ثم قطعوا هامتها. كان ذلك في أواخر القرن الأول للميلاد. عملت عجائب كثيرة. القديسان الشهيدان سباستياني وآريثا (الحارث) |
||||
11 - 04 - 2017, 04:41 PM | رقم المشاركة : ( 17410 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس سرابيون الأنطاكي (+212م) 30 تشرين الأول شرقي (12 تشرين الثاني غربي) هو الأسقف التاسع على أنطاكية بعد الرسول بطرس. تولى الكرسي بعد مكسيمينوس، في العام 191 للميلاد، أيام الإمبراطور الروماني سبتيموس سويروس. أطراه كل من افسافيوس القيصري، صاحب التاريخ الكنسي، والقديس ايرونيموس لتقواه وسعة معرفته. كما مدح أحد مجامع الإسكندرية المنعقد في زمن القديس اثناسيوس الكبير حرارة إيمان سرابيون وأرثوذكسية كتاباته، وهي الكتابات التي لم يبق لنا منها سوى رسالة إلى الاكليريكيين كاريك وبنطيوس، ومنها رسالة وجهها إلى دمنوس الذي كان مسيحياً فارتد ليرد عن نفسه آلام الاضطهاد فسقط، على ما ذكر افسافيوس القيصري، "في خرافة اليهود". نقل عنه أنه "صنف كتاباً في إنجيل بطرس بيّن فيه ما حواه هذا الإنجيل من التعاليم المرقيونية الفاسدة. وكان الداعي إلى ذلك إن دعاة المرقيونية تسللوا إلى صفوف كنيسة أرسوز الواقعة بين رأس الخنزير والإسكندرية فبذروا فيها بذور الشقاق. فأقبل بعض أبناء هذه الكنيسة على مطالعة هذا الإنجيل المزور وامتنع غيرهم عن ذلك. فأذن سرابيون بقراءته أولاً تهدئة للخصام. ثم استحصل على نسخة من هذا الإنجيل وعكف على مطالعتها، فلمس الدس والتضليل فيها فوضع رسالة في ذلك كله وبعث بها إلى المؤمنين في أرسوز وانبأهم بقرب زيارته لهم. وجاء في التراث أن سرابيون سام بالوط أسقفاً على الرها فأثبت بذلك وبتدخله في شؤون كنيسة أرسوز سلطته على الكنائس التي أسسها المبشرون الذين انطلقوا من أنطاكية" (رستم، أسد. كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى. الجزء الأول ص 79-80). |
||||