منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 09 - 2024, 06:04 PM   رقم المشاركة : ( 173971 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





يا رب ساعدنا بتسليم صراعاتنا الليلية إلى الله القدير
آمين
 
قديم 23 - 09 - 2024, 06:13 PM   رقم المشاركة : ( 173972 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




قشر البصل للنوم

صنع شاي بسيط باستخدام قشور البصل يمكن أن يحفزك
على النوم، حيث أن قشور البصل محملة بشكل من أشكال
الأحماض الأمينية التى تعمل كمهدئ طبيعي، ويمكن لهذا الشاي
البسيط المصنوع من قشور البصل أن يساعد
فى تحفيز النوم وتهدئة الأعصاب والاسترخاء جيدًا.
 
قديم 24 - 09 - 2024, 11:24 AM   رقم المشاركة : ( 173973 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يرد الله عدم سماعهم له بعدم سماعه لهم، إذ يقول:
"فجاء غضب عظيم من عند رب الجنود، فكما كان ينادي
هو فلم يسمعوا كذلك ينادون هم فلا أسمع قال رب الجنود
وأعصفهم إلى كل الأمم الذين لم يعرفوهم فخربت الأرض
وراءهم لا ذاهب ولا آئب فجعلوا الأرض البهجة خرابًا"
[12-14].


الله في محبته يهدد بالغضب حتى إذ نصرخ إليه: "لا تسخط كل السخط يا رب" (إش 64: 8)، "هل إلى الدهر تسخط علينا؟! هل تطيل غضبك إلى دور فدور؟! (مز 85: 6)، نجد نعمة في عينيه. فالرب في غضبه كما يقول: القديس ديديموس الضرير لا ينتقم لنفسه وإنما يعاقب لكي يجعلنا فضلاء، واضعًا نهاية للخطية كمرض أصابنا أو جراحات فينا، فإنه "يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (2 تي 2: 4). فبغضه يكشف عن اهتمامه بخلاصنا، لذا قيل: "عندما يأتي غضبي أشفيه من جديد" (إش 7: 4)، كما يقول من شُفي من جراحاته: "أحمدك يا رب لأنه إذ غضبت عليَّ ارتد غضبك فتعزيني" (إش 12: 1).
يقول القديس ديديموس الضرير: [إن غضب ربنا إذ يأتي معه حصاد الخير ليس بشر بل هو لازم. إنه عمل طبيب الأرواح الذي "يشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب" (مت 4: 23)... كطبيب فهيم صانع الخيرات يستخدم علاجًا مؤلمًا وبغيضًا، كما يشهد النبي... "هو أيضًا حكيم ويأتي بالشر ولا يرجع بكلامه" (إش 31: 2)].
إنه يؤدبهم معلنًا "وأعصفهم إلى كل الأمم الذين لم يعرفوهم" [14]، مع أنه لم يُشتتهم في ذلك الحين في كل العالم وإنما سمح بأسرهم بواسطة أشور وبابل وهما أمتان معروفتان لهم في ذلك حين، مما يدل على أن التهديد قد حمل نبوة واضحة لما يحدث لهم برفضه السيد المسيح وعصيانهم له فيتشتتوا في العالم كله، بين أمم لم يكونوا بعد قد عرفوها.
ما هذه الأمم التي يسقط تحت أسرها الإنسان برفضه الإيمان بالله إلاَّ الشرور المتنوعة كقول الكتاب: "أسلمهم الله أيضًا في شهوات قلبهم النجاسة" (رو 1: 24)، "أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض لأنهم لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم" (رو 1: 28). فبرفض البشر معرفة الله تتخلى عنهم نعمة الله فيسقطون تحت أسر الخطايا ويقال عنهم: "مملوئين من كل إثم" (رو 1: 29)، هذه هي الأمم الغريبة عن طبيعة الإنسان التي خلقها الله على مثاله! ‍‍‍‍‍‍‍
بسبب العناد تُخرب الأرض وتتحول بهجتها إلى خراب، ولا يكون بها ذاهب ولا آئب، هكذا بالخطية يفسد الجسد (الأرض) وتتحول حياة الإنسان إلى حياة غمّ وعقم، فاقدًا السلام الداخلي والبهجة القلبية والثمر الروحي.
 
قديم 24 - 09 - 2024, 11:31 AM   رقم المشاركة : ( 173974 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

1- كاتب النبوة:

يوئيل النبي ومعناه "يهوه هو الله"، وهو مِن سبط يهوذا مِن سُكان أورشليم.
2- زمن كتابة السفر:

لا يُمكننا الاستدلال عليه تمامًا لخلو السفر مِن أي حادثة تاريخية. ولكن الاحتمال يتراوح بين 760- 721 ق.م. -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- وكان هذا قبل السبي. وقد يكون قبل نبوة عاموس، لأن ما ختم به يوئيل نبوته بدأ به عاموس نبوته: فيقول يوئيل "الرب مِن صهيون يُزمجر ومِن أورشليم يُعطى صوته" (يؤ3: 16)، ويقول عاموس "الرب يُزمجر مِن صهيون ويُعطى صوته مِن أورشليم (عا1: 2)، وأيضًا لذكر حادثة الجراد في كلتا النبوتين (يؤ1: 4، عا7: 1)، مع مُلاحظة أن يوئيل تنبأ عنْ يهوذا وعاموس تنبأ عنْ إسرائيل.
3- موضوع السفر:

السفر كُله يتكلم عنْ حادثة جراد وقحط أحاط ببلاد يهوذا. وساعتها تذكر يوئيل قول الرب في سفر التثنية: "إن لم تسمع لصوت الرب إلهك لتحرص أن تعمل بجميع وصاياه وفرائضه التي أنا أوصيك بها اليوم تأتي عليك جميع هذه اللعنات وتُدركك. ملعونًا تكون في المدينة وملعونًا تكون في الحقل. ملعونة تكون سلتك ومعجنك. ملعونة تكون ثمرة بطنك وثمرة أرضك نِتاج بقرك وإناث غنمك. ملعونًا تكون في دخولك وملعونًا تكون في خروجك. يُرسل الرب عليك اللعن والاضطراب والزجر في كُل ما تمتد إليه يدك لتعمله حتى تهلك وتفنى سريعًا منِ أجل سوء أفعالك إذ تركتني" (تث28: 15- 20)، ولذلك نسب يوئيل النبي هذا القحط إلى ترك الشعب لبيت الرب وترك وصاياه.
ملحوظة: قد عالجنا موضوع عقاب الرب وتأديباته في مقدمة موضوع "تأملات في سفر عوبديا".


الإنسان حينما تكون كلمة ربنا أمامه في كُل حين لن ينسب كُل تجربة تحل به إلى إنها عقاب مِن الله، لأنه توجد أتعاب كثيرة نُسببها نحن لأنفسنا، مثل: (كبرياء وتعالي على الآخرين تجعلهم يبتعدون عنا، طباع خشنة تُسبٍب كراهية الناس لنا، أنانية مُفرطة تجعل الناس تتجنب التعامل معنا......).
بل على العكس، الإنسان الذي يضع كلمة الرب أمامه في كُل حين فإنه يكون قادرًا على تمييز طريقه، ويعرف إن كان ما يمر به بسبب سلوكياته أم هي تجربة مِن عند الرب يمتحن بها إيمانه.
4- معاني الكلمات الصعبة في السفر:

القمص (1: 4): الجراد أول خروجه مِن بيضه.
الزحاف (1: 4): الجراد في طور الزحف، قبل تمكنه مِن الطيران.
الغوغاء (1: 4): الجراد بعدما ينبت جناحاه، ويخُف للطيران.
الطيار (1: 4): الجراد في طور الطيران.
المسطار (1: 10): الخمر.
الجفنة (1: 12): شجرة العنب.
مَدَر (1: 17): طين، وحل.
الأهراء (1: 17): المخازن.
ساقته (2: 20): مؤخرة الجيش، الحرس الخلفي.
زهمته (2: 20): نتانته، رائحته الكريهة.
البيادر (2: 24): مُفردها بيدر، وهو مكان تُدرس فيه الحبوب بواسطة النورج.
سكاتكم (3: 10): مُفردها سكًة، رأس آلة الفلاحة وهي مِن الحديد.
الحياض (3: 13): مُفردها حوض، وهي حُفرة مُعدة لعصر العنب وغيره.
5- أقسام السفر:

** حادثة غزو الجراد (يؤ1: 1- 14).
** مجيء يوم الرب (يؤ1: 15- إلخ.، يؤ2).
** يوم الدينونة العظيم (يؤ3).

وصف الحادثة:

"قول الرب الذي صار إلى يوئيل بن فثوئيل. اسمعوا هذا أيها الشيوخ وأصغوا يا جميع سُكان الأرض. هل حدث هذا في أيامكم أو في أيام آبائكم. أخبروا بنيكم عنه وبنوكم بنيهم وبنوهم دورًا آخر. فضلة القمص أكلها الزحاف وفضلة الزحاف أكلها الغوغاء وفضلة الغوغاء أكلها الطيًار. اصحوا أيها السكارى وابكوا وولولوا يا جميع شاربي الخمر على العصير لأنه انقطع عنْ أفواهكم. إذ قد صعِدت على أرضي أمة قوية بلا عدد أسنانها أسنان الأسد ولها أضراس اللبوة. جعلت كرمتي خربة وتينتى مُتهشمة. قد قشرتها وطرحتها فإبيضت قُضبانَها" (1: 1- 7).
قوله "أيها الشيوخ" يعني أن هذه الحادثة لمْ يحدُث مثيلها في الأجيال القديمة التي عاشها الشيوخ أو عاشها آباؤهم. وأيضًا قوله "يا جميع سُكان الأرض"، تعني أنه لمْ تحدُث مثل هذه الحادثة في هذه الأيام في أي مكان مِن الأماكن. وكُل هذا يُبيٍن فظاعة الحادثة وشدة القصاص الذي حدث مِن الله.
وقوله: "أخبروا بنيكم عنه وبنوكم بنيهم وبنوهم دورًا آخر"، تعني أنه مِن هول القصاص فإنه سيكون حديث الشعب في كُل الأجيال.
القصاص كان هجوم مِن الجراد في أطواره المُختلفة، وما بقى مِن طور منه قضى عليه الطور الذي يليه. وهذا الجراد سبًب قحط، إذ أتلف المحصولات كُلها.
تأمل:

** بداية القصاص بالقمص ثم الزحاف ثم الغوغاء ثم الطيار، فيه تدُرج في حدوث التجربة. وهذا يعني أن الله يبدأ بصوت خفيف ليُنبه الإنسان إلى خطأه، وإن لمْ يتُب يضطر إلى أن يُرسل له صوت آخر أقوى وأشد.


** ومِن هذه الآيات نفهم أيضًا أن الله، الذي تخضع له كُل الأشياء، قادر أن يهدم ممالك بحشرة ضعيفة، حتى لو لمْ تكتمل في نموها، فقد جعل الجراد أسنانه مثل أسنان الأسد. وهكذا الإنسان المملوء كبرياء وذات مُتعالية، مُمكن تكسره نقطة ضعف صغيرة في حياته مُستعبد لها، لذلك يقول لنا الكتاب المقدس: "خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المُفسدة الكروم لأن كرومنا قد أقعلت" (نش2: 15). والعكس صحيح، الخطية المُتملكة فينا جدًا وسبًبت لنا حُزن شديد، قادر الله أن يرحمنا منها إن قدمنا توبة نقية في لحظة صدق، وساعتها نسمع الكتاب المقدس يقول لنا: "الصغير يصير ألفًا والحقير أمة قوية. أنا الرب في وقته أُسرع به" (أش60: 22)..
** دعوة السكارى أن ينوحوا ويولولوا، لأنهم أكثر المُتضررين، وهم المقصود بهم الأناس المُعتمدين على ملذات الجسد، أو الذين يستغلونها بطريقة خاطئة، وقد عبًر عنْ هذا الإحساس القديس أغسطينوس حينما قال: [عطاياك شغلتني عنْ محبتك]، فقد كان مُتعلمًا جدًا، وكان ذا ثراء، وله صداقات مُتعددة، وكُل هذا بدلًا منْ أن يكون وسيلة لحمد الله وتمجيده، جعله يبتعد إلى كورة بعيدة. وهذا هو نفس ما فعله الابن الضال حينما طلب ميراث أبوه وهو حي وبذره في عيش مُسرف بعيدًا عنْ بيت الآب (لو15: 11- الخ)، ونحن نفعل نفس الشيء حينما نستعمل ما نملكه بطريقة خاطئة (المال، الملبس، الذكاء، الوضع الاجتماعي، المواهب عمومًا...).
** الجراد لم يلتهم الثمار فقط، بل يقول "قد قشرتها"، أي أكلت حتى الورق الذي يحمي الثمار. وهكذا الضعفات والعثرات لا تقتلع الفضيلة منْ داخلنا فقط، بل تلتهم وسائط النعمة واحدة تلو الأخرى (التناول، الاعتراف، الصلاة، قراءة الإنجيل، محبة الأخوة، العطف على المحتاجين، الخدمة...)، فلا تُعطيها هذه الفرصة.
الكُل يتأذى:

"نوحي يا أرضي كعروس مؤتزرة بمِسح مِن أجل بعل صباها. انقطعت التقدمة والسكيب عنْ بيت الرب. ناحت الكهنة خُدام الرب. تلف الحقل ناحت الأرض لأنه قد تلف القمح جف المسطار ذبل الزيت. خجل الفلاحون ولول الكرامون على الحنطة وعلى الشعير لأنه قد تلف حصيد الحقل. الجفنة يبست والتينة ذبلت. الرمانة والنحلة والتفاحة كل أشجار الحقل يبست إنه قد يبست البهجة مِن بني البشر" (يؤ1: 8- 12).
"آه على اليوم لأن يوم الرب قريب. يأتي كخراب مِن القادر على كُل شيء. أما انقطع الطعام تجاه عيوننا. الفرح والابتهاج عنْ بيت إلهنا. عفًنت الحبوب تحت مدرها. خلت الأهراء. انهدمت المخازن لأنه قد يبس القمح. كمْ تئن البهائم هامت قُطعان البقر لأن ليس لها مرعى حتى قطعان الغنم تفنى. إليك يا رب أصرخ لأن نارًا قد أكلت مراعي البرية ولهيبًا أحرق جميع أشجار الحقل. حتى بهائم الصحراء تنظر إليك لأن جداول المياه قد جفت والنار أكلت مراعي البرية" (يؤ1: 15- 20).
إن تقصير الإنسان نحو الله يؤذي الخليقة كُلها، الناس والبهائم والأشجار والحقول. أليس هذا هو نفس ما حدث مع آدم حينما أخطأ، إذ صار قول الله له: "لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت مِن الشجرة التي أوصيتك قائلًا لا تأكل منها. ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كُل أيام حياتك. وشوكًا وحسكًا تُنبت لك وتأكل عُشب الأرض. بعرق وجهك تأكل خبزًا حتى تعود إلى الأرض التي أُخذت منها" (تك3: 17-19). ويقول بولس الرسول: "لأن انتظار الخليقة يتوقع استعلان أبناء الله" (رو8: 19). فالخليقة كُلها تتأثر بمدى علاقة الإنسان بالله، لأن الله حينما خلق الإنسان جعله كاهنًا للخليقة، أي مسئول عنها كُلها، إذا أخطأ تصير الأرض ملعونة بسببه، وإذا كان بارًا تتبارك فيه جميع قبائل الأرض، كما حدث مع إبراهيم أب الآباء (تك12: 3). وأيضًا هذا كان موضوع حديث الرب مع إبراهيم بخصوص سدوم وعمورة، لأنه قال لو وجدت عشرة فقط بارين لن أُهلك المدينة (تك18: 16- الخ). ولنعلم أيضًا أن البهائم تعرف أن تصرخ للرب: "حتى بهائم الصحراء تنظر إليك" (يؤ1: 20).


"إنه قد يبست البهجة مِن بني البشر"، الفرح زال مع زوال الخيرات المادية، فلنتعلم عدم الاتكال على الأمور الزائلة، بل لنتعلم أن يكون الرب هو سر فرحنا، فنجد أنفسنا نُرنم مع حبقوق النبي قائلين: "فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ، وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ. يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ، وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَامًا. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ، وَلاَ بَقَرَ فِي الْمَذَاوِدِ، فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلهِ خَلاَصِي. اَلرَّبُّ السَّيِّدُ قُوَّتِي، وَيَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَالأَيَائِلِ، وَيُمَشِّينِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي" (حب3: 17- 19). ويقول المزمور أيضًا: "كثيرة هي نكبات الشرير. أما المتوكل على الرب فالرحمة تُحيط به. افرحوا بالرب وابتهجوا أيها الصديقون واهتفوا يا جميع المستقيمي القلوب" (مز32: 10، 11).
التوبة هي الطريق الوحيد لإرضاء الرب

"تنطقوا ونوحوا أيها الكهنة. ولولوا يا خُدام المذبح. أدخلوا بيتوا بالمسوح يا خُدام إلهي لأنه قد إمتنع عنْ بيت إلهكم التقدمة والسكيب. قدسوا صومًا نادوا باعتكاف إجمعوا الشيوخ جميع سُكان الأرض إلى بيت الرب إلهكم وأصرخوا إلى الرب" (يؤ1: 13، 14).
إن القحط أصاب بيت الرب أيضًا، إذ لم تعُد هناك تقدمات تُقدم. دعا يوئيل النبي الكهنة وخُدام المذبح إلى النوح، ورسم لنا طريقًا للتوبة:
** بالصوم والبكاء والنوح، في بيت الرب. الخُدًام هم أول المدعوين للبكاء والصوم -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- لأنهم مسئولين عنْ ضعف الشعب وعنْ فتوره. وعليهم أن يذرفوا الدموع مِن أجل الشعب، حتى قبل أن يُخطئ، لكي يحفظ الرب شعبه في الفضيلة. وعليهم أن يُقدموا أصوام مِن أجل نهضة الشعب. هكذا فعل إرميا النبي: "إن نفسي تبكي في أماكن مُستترة مِن أجل الكبرياء وتبكي عيني بُكاء وتذرف الدموع لأنه قد سُبي قطيع الرب" (أر13: 17)، ويقول أيضًا: "يا ليت رأسي ماء وعيني ينبوع دموع فأبكى نهارًا وليلًا قتلى بنت شعبي" (أر9: 1). ويقول أيضًا بولس الرسول: "أنتم تعلمون مِن أول يوم دخلت آسيا كيف كُنت معكم كُل الزمان. أخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب أصابتني بمكائد اليهود..... لذلك اسهروا مُتذكرين أنى ثلاث سنين ليلًا ونهارًا لم أفتر أن عنْ أنْ أنذر بدموع كُل واحد" (أع20: 17، 18، 31)، ويقول أيضًا لأهل كورنثوس: "لأني مِن حزن كثير وكآبة قلب كتبت إليكم بدموع كثيرة لا لكي تحزنوا بل لكي تعرفوا المحبة التي عندي ولا سيما مِن أجلكم" (2كو2: 4)، وحتى أعداء صليب المسيح يذكرهم بولس أيضًا: "لأن كثيرين يسيرون ممن كُنت أذكرهم لكم مرارًا والآن أذكرهم أيضًا باكيًا وهم أعداء صليب المسيح" (في 3: 18)، بل أكثر مِن هذا يقول: "منْ يضعف وأنا لا أضعف. منْ يعثر وأنا لا ألتهب" (2كو11: 29).
لهذا كُله دعا يوئيل النبي الكهنة لكي يبكوا ويتذللوا أمام الرب مِن أجل الشعب.
الخادم هو الأب في بيته، والأم مع أولادها وجيرانها، والصديق لصديقه، والعامل في مجال عمله، الخادم هو كُل منْ اختبر المسيح في حياته ويذكر العالم كُله بدموع لكي يحفظه الرب مِن التجارب.
** ويطلب أيضًا يوئيل النبي جميع الشعب للبكاء والنوح على خطاياهم ويرجعوا للرب. ونجد السيد المسيح يقول: "طوباكم أيها الباكون الآن لأنكم ستضحكون" (لو6: 21)، ومدح المرأة الخاطئة التي بللت رجليه بدموعها، وغفر لها خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيرًا (لو7: 36- 50).
وداود النبي يُعلمنا الصلاة بدموع، فيقول: "تعبت في تنهدي. أعوم في كُل ليلة سريري بدموعي" (مز 6: 6)، ويقول أيضًا: "أبكيت بصوم نفسي" (مز69: 10)، ويطلب مِن الرب قائلًا: "اجعل أنت دموعي في زقٍ عندك" (مز56: 8).
وستجد الرب يقول لك: "حولي عني عيناك لأنهما غلبتاني" (نش6: 5)، العيون المملوءة دموع تأسُر محبة الرب وتجعله ينظر إلينا بعين الرحمة. وساعتها تسمع صوت أشعياء يقول: "يمسح السيد الرب الدموع عنْ كُل الوجوه" (أش25: 8). لأن السيد الرب في سفر الرؤيا يقول للنفوس الذين أتوا مِن الضيقة العظيمة: "لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد...لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح الله كُل دمعة مِن عيونهم" (رؤ7: 16، 17).
** يحرص يوئيل النبي أن يدعو الكُل: "أدخلوا بيتوا بالمسوح.... إلى بيت الرب إلهكم واصرخوا إلى الرب" (يؤ1: 13، 14).
فهو يؤكد على قضاء أوقات طويلة في الكنيسة والسهر فيها، لأن عينا الرب على بيته دائمًا، فيقول سليمان الحكيم على بيت الرب: "لتكن عيناك مفتوحتين على هذا البيت ليلًا ونهارًا على الموضع الذي قلت إن اسمي يكون فيه لتسمع الصلاة التي يُصليها عبدك في هذا الموضع. واسمع تضرع عبدك وشعبك إسرائيل الذين يُصلون في هذا الموضع واسمع أنت في موضع سُكناك في السماء وإذا سمعت فاغفر" (1مل8: 29، 30).
"قدسوا صومًا"، إن يوئيل النبي يتكلم عنْ صوم جماعي، ولذلك نهتم بالأصوام الجماعية التي تُرتبها الكنيسة لأنها تؤكد على شركة المؤمنين معًا في الجسد الواحد، الذي هو يسوع المسيح، والروح الواحد، كما قال الكتاب: "فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد" (1كو10: 17).
والصوم يكون مُقدس، أي مصحوبًا بأعمال مُقدسة، مثل الصلاة والتسبيح وقراءة كلمة الله وحُسن مُعاملة الغير ومُصالحة الآخرين ورد الديون، وليس مجرد صوم بتغيير الطعام.
"أصرخوا إلى الرب"، الصراخ يكون للرب وليس لأي هدف آخر، كراحة الضمير مثلًا.

يوم الرب يوم انتقام:

"اضربوا بالبوق في صهيون صوتوا في جبل قدسى. ليرتعد جميع سُكان الأرض لأن يوم الرب قادم لأنه قريب. يوم ظلام وقتام يوم غيم وضباب مثل الفجر ممتدًا على الجبال. شعب كثير وقوى لم يكن نظيره منذ الأزل ولا يكون أيضًا بعده إلى سني دور فدور. قدامه نار تأكُل وخلفه لهيب يحرق. الأرض قُدامه كجنة عدن وخلفه قفر خرب ولا تكون منه نجاة. كمنظر الخيل منظره ومثل الأفراس يركضون. كصريف المركبات على رؤوس الجبال يثبون. كزفير لهيب نار تأكل قشًا. كقوم أقوياء مُصطفين للقتال. منه ترتعد الشعوب. كُل الوجوه تجمع حُمرة. يجرون كأبطال. يصعدون السور كرجال الحرب ويمشون كُل واحد في طريقه ولا يُغيرون سُبلهم. ولا يُزاحم بعضهم بعضًا يمشون كُل واحد في سبيله. وبين الأسلحة يقعون ولا ينكسرون. يتراكضون في المدينة يجرون على السور يصعدون إلى البيوت يدخلون مِن الكوى كاللص. قدامه ترتعد الأرض وترجف السماء. الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها. والرب يُعطي صوته أمام جيشه. إن عسكره كثير جدًا. فإن صانع قوله قوي لأن يوم الرب عظيم ومخوف جدًا فمنْ يطيقه" (يؤ2: 1- 11).
يبدو أن يوئيل النبي في الأصحاح الأول كان يسرد النبوة كقول الرب، ولكن يبدو أنه في الأصحاح الثاني قد قرُب زمن تحقيق النبوة، لذلك قال: "اضربوا بالبوق"، أي استعدوا. والذين يضربون بالبوق هم الكهنة.
والآيات كُلها تصف طريقة هجوم الجراد الذي يعمل بأمر الرب. فعدده كثير جدًا، ويبدون كفرسان وجيوش. ومن كثرة الخراب الذي يخلفه ترتعد منه الشعوب وترجُف السماء.
تأمل:

ولكن إذا حاولنا كخُدام للرب أن نأخذ درسًا في الخدمة المُوكلة إلينا مِن الجراد، فنجد:
** إن الجراد مُرسل مِن عند الرب، والخادم يجب أن تكون دعوته للخدمة واضحة مِن عند الرب أيضًا. فالتلاميذ الأطهار لم يتحركوا للكرازة إلا بعد أن أرسلهم الرب بذاته، فقد قال لهم بعد قيامته: "أوصاهم أن لا تبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني.... لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كُل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أع1: 4، 8). فالخادم الذي يُقحم نفسه في الخدمة بدون دعوة واضحة مِن الرب لنْ يُثمر، بل ممكن أن يكون مُعطلًا لعمل الرب.
** "كمنظر الخيل منظره ومثل الأفراس يركضون"، مع إنهم مجرد جراد، إلا أنهم يبدون كفرسان وجيوش. وهكذا الخُدام يبدو أنهم صغار في أعين أنفسهم والناس، ولكن بالنعمة المُعطاة لهم يُرددون مع بولس الرسول: "لنا هذا الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا مِنًا. مُكتئبين في كُل شيء لكن غير مُتضايقين. مُتحيرين لكن غير يائسين. مُضطهدين لكن غير متروكين. مطروحين لكن غير هالكين. حاملين في الجسد كُل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضًا في جسدنا. لأننا نحن الأحياء نُسلم دائمًا للموت مِن أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضًا في جسدنا المائت. إذًا الموت يعمل فينا ولكن الحياة فيكم" (2كو4: 7- 12).
** "يصعدون السور كرجال"، والخدمة برجولة تعني: الجهاد والسهر والصوم والصلاة، وعدم التراجع عند المشاكل.
** "يمشون كُل واحد في طريقه ولا يُغيرون سُبلهم. ولا يُزاحم بعضهم بعضًا يمشون كُل واحد في سبيله"، أي الخادم الحقيقي لا يُنافس بقية الخُدام. بل كُل واحد يعرف موهبته ويسير في اتجاه دعوته، كما يقول بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس: "أذكر يسوع المسيح المُقام مِن الأموات مِن نسل داود حسب إنجيلي الذي فيه احتمل المشقات حتى القيود كمذنب. لكن كلمة الله لا تُقيًد. لذلك أنا أصبر على كُل شيء مِن أجل المختارين لكي يحصلوا هم أيضًا على الخلاص الذي في المسيح يسوع مع مجد أبدي. صادقة هي الكلمة أنه إن كُنًا قد مُتنا معه فسنحيا أيضًا معه. إن كُنًا نصبر فسنملك أيضًا معه. إن كُنا ننكره فهو أيضًا سينكرنا. إن كُنا غير أمناء فهو يبقى أمينًا لا يقدر أن يُنكر نفسه" (2تي 2: 8- 13).
** "بين الأسلحة يقعون ولا ينكسرون"، لأن الرب معهم، فإنهم يُرنمون مع داود دائمًا قائلين: "الله طريقه كامل. قول الرب نقى. تُرس هو لجميع المُحتمين به. لأنه منْ هو إله غير الرب. ومنْ هو صخرة سوى إلهنا الإله الذي يُمنطقني بالقوة ويُصًير طريقي كاملًا. الذي يجعل رجلي كالإيل وعلى مُرتفعاتي يُقيمني. الذي يُعلم يديّ القتال فتُحنى بذراعي قوس مِن نحاس..... تُمنطقني بقوة للقتال. تصرع تحتي القائمين علىً. وتُعطيني أقفية أعدائي ومُبغضي أفنيهم" (مز18: 30- 37).
** "الرب يُعطي صوته أمام شعبه"، بالضبط كما حدث مع شعب الله في القديم: "وكان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق وليلًا في عمود نار ليُضئ لهم. لكي يمشوا نهارًا وليلًا. لم يبرح عمود السحاب نهارًا وعمود النار ليلًا مِن أمام الشعب" (خر13: 21، 22).
** "لأن صانع قوله قوي"، فكُل جهاد المؤمن وثباته يكون بمعونة الرب لأن الرب قوي.
يوم الرب يوم توبة عظيمة:

"ولكن الآن يقول الرب ارجعوا إلىً بكُل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح. ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم بطئ الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشر. لعلًه يرجع ويندم فيُبقى وراءه بركة تقدمة وسكيبًا للرب إلهكم.
اضربوا بالبوق في صهيون قدٍسوا صومًا نادوا باعتكاف. اجمعوا الشعب قدٍسوا الجماعة احشدوا الشيوخ اجمعوا الأطفال وراضعي الثدي ليخرُج العريس مِن مخدعه والعروس مِن حجلتها. ليبكِ الكهنة خدام الرب بين الرواق والمذبح ويقولوا أشفق يا رب على شعبك ولا تُسلم ميراثك للعار حتى تجعلهم الأمم مثلًا. لماذا يقولون بين الشعوب أين إلههم" (يؤ2: 12- 17).
يُكمل النبي ويُكرٍر:
** نوح الكهنة وخُدام المذبح: بكاء الكهنة بين الرواق والمذبح، فهذا المكان هو مكان تقديم الذبائح، أي بدلًا مِن تقديم ذبائح دموية -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- الرب يطلب تقديم ذبائح روحية مِن صوم واعتكاف وبكاء، وهذا المكان أيضًا هو الذي قُتل فيه زكريا الكاهن والد يوحنا المعمدان. وبكاء الكهنة في هذا المكان يشبه المطانيات metanoia التي يعملها الكاهن في الصوم الكبير، إذ يترك المذبح ويُغلق الستر ويعمل المطانيات في خورس الشمامسة.
** "لكن الآن يقول الرب": الرب رحوم جدًا، فبعد أن ذكر الويلات التي سوف يجلبها على الشعب بسبب خطيته، فإنه يُناديهم ويتمنى رجوعهم إليه، وهو مُستعد لأن يلغى كُل هذه الويلات، كما حدث مع أهل نينوى حينما تابوا بمناداة يونان النبي.
** "أدخلوا بيتوا.... البسوا المسوح": أي قضاء أوقات طويلة في الكنيسة مع الصلاة والتذلل.
** "نادوا باعتكاف": فالصوم يكون مصحوب بالامتناع عنْ الملذات الأرضية والاهتمامات الأخرى.
** "ليخرج العريس منْ مخدعه والعروس منْ حجلتها": أي أنْ العلاقات الزوجية في الصوم غير موجودة.
** "لعله يرجع ويندم ويُبقى وراءه بركة": كُل الصفات التي جاءت عنْ الرب، بكونه رحوم ورؤوف وبطئ الغضب هي صفات حقيقية وثابتة لا شك فيها. ولكن كُل هذا شيء وكون الرب يرفع العقاب الزمني شيء آخر، مثلما سمح بموت ابن داود مِن أبيجايل امرأة أوريا الحثي، بالرغم مِن أن داود قدًم صوم وصلاة لمدة أسبوع مِن أجل ابنه (2صم12: 15- 23). وكما يقول بولس الرسول: "لأننا لو كُنا حكمنا على أنفسنا لما حُكم علينا. ولكن إذ قد حُكم علينا نؤدب مِنْ الرب لكي لا نُدان مع العالم" (1كو11: 31).
يوم الرب يوم خلاص:

"فيغار الرب لأرضه ويرق لشعبه. ويُجيب الرب ويقول لشعبه هأنذا مُرسل لكم قمحًا ومِسطارًا وزيتًا لتشبعوا منها ولا أجعلكم أيضًا عارًا بين الأمم. والشمالي أُبعده عنكم وأطرده إلى أرض ناشفة ومقفرة مُقدمته إلى البحر الشرقي وساقته إلى البحر الغربي فيصعد نتنه وتطلع زُهمته لأنه قد تصلف في عمله.
لا تخافي أيتها الأرض ابتهجي وافرحي لأن الرب يُعظم عمله. لا تخافي يا بهائم الصحراء فإن مراعي البرية تنبُت لأن الأشجار تحمل ثمرها التينة والكرمة تُعطيان قوتهما. ويا بني صهيون ابتهجوا وافرحوا بالرب إلهكم لأنه يُعطيكم المطر المُبكر على حقه ويُنزل عليكم مطرًا مُبكرًا ومُتأخرًا في أول الوقت. فتُملأ البيادر حنطة وتفيض حياض المعاصر خمرًا وزيتًا. وأُعوض لكم عنْ السنين التي أكلها الجراد الغوغاء والطيار والقمص جيشي العظيم الذي أرسلته عليكم. فتأكلون أكلًا وتشبعون وتُسبحون اسم الرب إلهكم الذي صنع معكم عجبًا ولا يخزى شعبي إلى الأبد. وتعلمون أنى أنا في وسط إسرائيل وأنى أنا الرب إلهكم وليس غيري ولا يخزى شعبي إلى الأبد" (يؤ2: 18- 27).


** "يغار الرب لأرضه ويرق لشعبه": إنه مِن أهم دوافع خلاصنا، هي غيرة الرب ورقته على شعبه: "لأن السيد لا يرفض إلى الأبد. فإنه ولو أحزن يرحم حسب كثرة مراحمه" (مراثى3: 31، 32). ويشهد عنه بولس الرسول قائلًا: "الله بيًن محبته لنا لأنه ونحن بعد خُطاة مات المسيح لأجلنا" (رو5: 8).
** وبالرغم مِن كُل أخطاء الشعب، إلا أن الرب لا زال يُسميه شعبه ولم يخجل منه. هكذا أعلن الرب عن محبته في مثل الابن الضال والدرهم المفقود والخروف الضال (لو15). فكُل الذين نالوا نعمة البنوة لله بالمعمودية لا يُفقدهم تقصيرهم في محبة الرب أو ضلالهم بنوتهم لله لأنهم اصطبغوا بصبغته، بل لهم فرصة للرجوع إلى حُضن الآب طالما همْ في الجسد.
** بركات الخلاص:

1 الأرض تعود تُعطي ثمرها، والبهائم تشبع، والإنسان يتمتع بالقمح والمسطار والزيت. خلاص الرب يُعطي شِبعًا فلا نكون مُحتاجين للعالم وملذاته، ونجد أنفسنا نُرنم مع داود قائلين: "الرب راعيَّ فلا يُعوزني شيء. في مراعِ خضر يُربضني. إلى مياه الراحة يُوردني. يرُد نفسي. يهديني إلى سُبل البر مِن أجل اسمه. أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يُعزيانني. تُرتب قدامى مائدة تجاه مُضايقيَّ. مسحت بالدهن رأسي. كأسى ريًا. إنما خير ورحمة يتبعانى كُل أيام حياتى وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام" (مز23). ويقول أيضًا: "معك لا أريد شيئًا في الأرض" (مز73: 25).
2 "لا أجعلكم عارًا بين الأمم"، فالرب يُزيل مِن حياتنا أسباب العار، ويُعطينا نُصرة وكرامzة، "فمن يؤذيكم إن كُنتم مُتمثلين بالخير" (1بط3: 13). وحتى إن كُنا مُتألمين أو مُضطهدين فإننا نتبع وصية بطرس الرسول القائلة: "أيها الأحباء لا تستغربوا البلوى المُحرقة التي بينكم حادثة لأجل امتحانكم كأنه أصابكم أمر غريب. بل كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضًا مُبتهجين. إن عُيرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأن روح المجد والله يحل عليكم.... فإذًا الذين يتألمون بحسب مشيئة الله فليستودعوا أنفسهم كما لخالق أمين في عمل الخير" (1بط4: 12- 19).
3 "الشعور بالفرح والبهجة"، فرح الرب لا يستطيع أحد أن ينزعه منًا. لأن خلاص الرب عوضنا عنْ كُل ما أتلفته الخطية فينا، فمراعي البرية تُنبت، البرية أي الأماكن التي لا يُمكن أن تأتي بثمر، إلا إنها في يد الرب تأتي بثمر كثير.
4 "تشبعون وتُسبحون": مِن بركات الخلاص أنها تُطلق أصواتنا بالتسبيح، لمنْ عظًم الصنيع معنا. كما قال السيد المسيح للإنسان الذي كان به روح نجس بعد أن شفاه: "اذهب إلى بيتك وإلى أهلك وأخبرهم كمْ صنع الرب بك ورحمك" (مر5: 19). وكما سبحت القديسة حنة بعد أن أعطاها الرب صموئيل النبي وقالت: "فرِح قلبي بالرب. ارتفع قرني بالرب. اتسع فمي على أعدائي. لأني قد ابتهجت بخلاصك" (1صم2: 1). ويقول دانيال النبي بعد أن أعلمه الرب بحلم الملك: "إياك يا إله آبائي أحمدُ وأُسبٍح الذي أعطاني الحكمة والقوة وأعلمني الآن ما طلبناه منك لأنك أعلمتنا أمر الملك" (دا2: 23). ويوصينا بولس الرسول قائلًا: "لأن ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة. فلنُقدٍم به (بالمسيح) في كُل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شِفاه مُعترفة باسمه" (عب13: 14، 15).
5 وبخلاص الرب يزداد إيماننا بالله، إذ يقول: "وتعلمون أنى أنا في وسط إسرائيل وأنى أنا الرب إلهكم وليس غيري ولا يخزى شعبي إلى الأبد" (يؤ2: 27). كما نطق أيوب بعد أن شفاه الرب قائلًا: "بسمع الأذن سمعت عنك والآن رأتك عيناي" (أي 42: 5).
يوم الرب يوم حلول الروح القدس:



"ويكون بعد ذلك أنى أسكب روحي على كُل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلامًا ويرى شبابكم رؤى. وعلى العبيد أيضًا وعلى الإماء أسكب روحي في تلك الأيام" (2: 28، 29).
هذه نبوة عنْ يوم حلول الروح القدس على التلاميذ وكُل المجتمعين معهم، الروح القدس الذي استحقه المؤمنين كثمرة للخلاص الذي قدًمه السيد المسيح بذاته. وهذا هو الوعد الذي أعطاه الرب لتلاميذه قبل صعوده عنهم، إذ قال لهم: "وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا مِن أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني. لأن يوحنا عمًد بالماء وأما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير" (أع1: 4، 5). وجاء هذا الوعد بعدما دينَت الخطية بالصليب، وصرنا أبناء الله، واستحققنا حلول الروح القدس علينا.
في العهد القديم، الروح القدس كان يحل على ثلاثة فئات فقط مِن الشعب، الملوك والأنبياء والكهنة، وذلك عنْ طريق دهنهم بدُهن المسحة. أما في العهد الجديد صار الروح القدس عطية لكُل المؤمنين الرجال والنساء والأطفال والشيوخ العبيد والإماء، كما قال بولس الرسول: "أما الآن فاطرحوا عنكم أنتم أيضًا الغضب السخط الخبث التجديف الكلام القبيح مِن أفواهكم. لا تكذبوا بعضكم على بعض إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله ولبستم الجديد الذي يتجدًد للمعرفة حسب صورة خالقه. حيث ليس يوناني ويهودي ختان وغرلة بربري سكيثي عبد حر بل المسيح الكُل وفي الكُل" (كو3: 8- 11).
** ونستحق حلول دوام عمل الروح القدس فينا، إذا:
# داومنا على تقديم توبة نقية للرب، مثلما جاء في (يؤ1: 13، 14).
# انتظار الخلاص من الرب ونحن مؤمنين أنه لا بُد أن يُخلٍص الذين التجأوا إليه، كما جاء في (يؤ2: 18-27).
# الإيمان الكامل بوعد الرب لنا بالامتلاء مِن الروح القدس.
يوم الرب الأخير:

"وأعطى عجائب في السماء والأرض دمًا ونارًا وأعمدة دُخان. تتحول الشمس إلى ظُلمة والقمر إلى دم قبل أن يجئ يوم الرب العظيم المخوف. ويكون أن كُل منْ يدعو باسم الرب ينجو. لأنه في جبل صهيون وفي أورشليم تكون نجاة. كما قال الرب. وبين الباقين منْ يدعوه الرب" (يؤ2: 30- 32).
هذه نبوة أيضًا على اليوم الأخير، هي غير مُحدًدة بزمان، كما قال السيد المسيح عنْ هذه الأيام: "فيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم إليه التلاميذ على إنفراد قائلين قُل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر. فأجاب يسوع وقال لهم أنظر لا يُضلكم أحد. فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين أنا هو المسيح ويضلون كثيرين. وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب. أنظروا لا ترتاعوا. لأنه لا بُد أن تكون هذه كُلها. ولكن ليس المنتهى بعد. لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن. ولكن هذه كُلها مُبتدأ الأوجاع. حينئذ يُسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم وتكونون مُبغضين مِن جميع الأمم لأجل اسمي. وحينئذ يعثر كثيرون ويُسلمون بعضهم بعضًا. ويقوم أنبياء كذبة كثيرين ويُضلون كثيرين. ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين. ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص. ويُكرز ببشارة الملكوت هذه في كُل المسكونة شهادة لجميع الأمم. ثم يأتي المنتهى" (مت23: 3- 14).
ونلاحظ أنه في السفر يقول "كُل منْ يدعو باسم الرب ينجو". كُل منْ يبقى أمينًا للرب ينجو.
ويقول السفر أيضًا "في أورشليم تكون نجاة"، فليست نجاة خارج الكنيسة، والالتزام بصلواتها. لذلك علينا أن نُصلي مع داود الملك قائلين: "علمني يا رب طريق فرائضك فأحفظها إلى النهاية. فهمني فألاحظ شريعتك وأحفظها بكل قلبي. دربني في سبيل وصاياك لأني بها سُررت. أمل قلبي إلى شهاداتك لا إلى المكسب. حوٍل عينيَّ عنْ النظر إلى الباطل. في طريقك أحيني. أقم لعبدك قولك الذي لمُتقيك. أزل عاري الذي حَذِرت منه لأن أحكامك طيبة. هأنذا قد اشتهيت وصاياك. بعدلك أحيني" (مز119: 33- 39).

يوم الدينونة العظيم

"لأنه هوذا في تلك الأيام وفي ذلك الوقت عندما أرد سبي يهوذا وأورشليم أجمع كُل الأمم وأُنزلهم إلى وادي يهوشافاط وأحاكمهم هناك على شعبي وميراثي إسرائيل الذين بددوهم بين الأمم وقسموا أرضي وألقوا قرعة على شعبي وأعطوا الصبي بزانية وباعوا البنت بخمر ليشربوا.
وماذا أنتن لي يا صور وصيدون وجميع دائرة فلسطين. هل تُكافئونني عنْ العمل أم هل تصنعون بي شيئًا. سريعًا بالعجل أرد عملكم على رؤوسكم. لأنكم أخذتم فضتي وذهبي وأدخلتم نفائسي الجيدة إلى هياكلكم. وبعتم بني يهوذا وبني إسرائيل لبني الياوانيين لكي تُبعدوهم عنْ تخومهم. هأنذا أُنهضهم مِن الموضع الذي بعتموهم إليه وأرد عملكم على رؤوسكم. وأبيع بنيكم وبناتكم بيد بني يهوذا ليبيعوهم للسبائيين لأمة بعيدة لأن الرب قد تكلم.


نادوا بهذا بين الأمم. قدٍسوا حربًا أنهضوا الأبطال ليتقدم ويصعد كُل رجال الحرب. اطبعوا سِكاتكم سيوفًا ومناجلكم رِماحًا. ليقُل الضعيف بطُل أنا. أسرعوا وهلموا يا جميع الأمم مِن كُل ناحية واجتمعوا. إلى هناك أنزل يا رب أبطالك. تنهض وتصعد الأمم إلى وادي يهوشافاط لأني هناك أجلس لأحاكم جميع الأمم مِن كُل ناحية. أرسلوا المنجل لأن الحصيد قد نضج. هلموا دوسوا لأنه قد امتلأت المعصرة. فاضت الحياض لأن شرهم كثير" (يؤ3: 1- 13).
وادي يهوشافاط معناها "دينونة الرب"، وهذا الأصحاح يتكلم عنْ يوم الدينونة التي يدين فيها الله كُل الأمم الذين أذلوا شعبه في هذا المكان.
أسباب الدينونة:

** لأنهم بددوا شعب الرب وقسموا الأرض.
** باعوهم كأسرى... الصبي بزانية والبنت بخمر.
** باعوا أبناء يهوذا لليونانيين، فكان في أثينا 400000 عبد يهودي، وفي كورنثوس 460000 عبد يهودي، ويُباع يوميًا في دبلوس 10000 عبد يهودي. إذ كان أهل صور تُجار رقيق، ولكن انتقم الرب منها فبيع مِن أبنائها 13000 للعرب أمام الإسكندر الأكبر -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- (السبائيين هم العرب).
** صور وصيدون وفلسطين، هي بلاد مُجاورة ليهوذا، وقد تأذت منهم يهوذا أكثر مِن غيرها.
ومِن أجل يوم الدينونة هذا يُحذرنا بطرس الرسول قائلًا: "لا يَخف عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء أن يومًا واحدًا عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد. لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أُناس بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة. ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر مُحترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها.
فبما أن هذه كُلها تنحل أي أُناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مُقدسة وتقوى مُنتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب" (2بط3: 8- 12).
يوم الدينونة مُخيف للخطاة:

إذ يقول الرب: "«وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ.. ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ، لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي. عَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَلَمْ تَأْوُونِي. عُرْيَانًا فَلَمْ تَكْسُونِي. مَرِيضًا وَمَحْبُوسًا فَلَمْ تَزُورُونِي. حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضًا قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا أَوْ عَطْشَانًا أَوْ غَرِيبًا أَوْ عُرْيَانًا أَوْ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟ فَيُجِيبُهُمْ قِائِلًا: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا. فَيَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ»." (مت 25: 31، 41-46).
** سيستخدم الرب شعبه في يوم الدينونة هذا، "يصعد كُل رجال الحرب". كما قال بولس الرسول: "ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم... ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة" (1كو6: 2، 3).
وقال أيضًا لتلاميذه: "أَنْتُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي، وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتًا، لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي، وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ»." (لو 22: 28-30).
** "الأبطال" هم ملائكة الرب التي سوف يُرسلها في نهاية الأيام لتفرز الخراف عنْ الجداء.
** "ليقُل الضعيف بطل أنا"، ونحن أيضًا نكون أبطالًا في عين الرب عندما نُجاهد ضد الخطية بشجاعة، ونحرص على نقاوة قلوبنا أمام الرب، ونحفظ وصاياه، ونعيش له بالأمانة إلى آخر العمر. وقد قدًم لنا بولس الرسول الأسلحة التي يجب أن نحملها لنكون أبطال حقيقيين: "أخيرًا يا إخوتي تقووا في الرب وفي شدة قوته. البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس. فإن مُصارعتنا ليست مع لحم ودم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظُلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات. مِن أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير وبعد أن تتمموا كُل شيء أن تثبتوا. فإثبتوا مُمنطقين أحقاءكم بالحق ولابسين درع البر وحاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام. حاملين فوق الكُل تُرس الإيمان الذي به تقدرون أن تُطفئوا جميع سهام الشرير المُلتهبة. وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله. مُصلين بكُل صلاة وطلبة كُل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكُل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين" (أف6: 10- 18).
يوم الدينونة للأبرار يوم خلاص وفرح:

"جماهير جماهير في وادي القضاء لأن يوم الرب قريب في وادي القضاء. الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها. والرب مِن صهيون يُزمجر ومِن أورشليم يُعطي صوته فترجُف السماء والأرض. ولكن الرب ملجأ لشعبه وحصن لبني إسرائيل. فتعرفون أنى أنا الرب إلهكم ساكناُ في صهيون جبل قدسي وتكون أورشليم مُقدسة ولا يجتاز فيها الأعاجم في ما بعد.


ويكون في ذلك اليوم أن الجبال تقطر عصيرًا والتلال تفيض لبنًا وجميع ينابيع يهوذا تفيض ماء ومِن بيت الرب يخرج ينبوع ويسقى وادي السنط. مصر تصير خرابًا وأدوم تصير قفراُ خربًا مِن أجل ظلمهم لبني يهوذا الذين سفكوا دمًا بريئًا في أرضهم. ولكن يهوذا تُسكَن إلى الأبد وأورشليم إلى دور فدور. وأبرئ دمهم الذي لم أبرئه والرب يسكن في صهيون" (يؤ3: 14- 21).
وادي القضاء هو وادي يهوشافاط.
** "الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها"، فقد قال يوحنا الإنجيلي عنْ ذلك: "المدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليُضيئا فيها لأن مجد الله قد أنارها والخروف سراجها. وتمشي شعوب المخلًصين بنورها وملوك الأرض يجيئون بمجدهم وكرامتهم إليها" (رؤ21: 23، 24). وكما قال بطرس الرسول عنهم: "تتحول الشمس إلى ظلمة والقمر إلى دم قبل أن يجئ يوم الرب العظيم الشهير" (أع2: 20).
** يوم الدينونة للمؤمنين يوم فرح وسلام وتعزية عوضًا عنْ كُل أتعاب الأرض. فبولس الرسول يقول: "نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعًا معهم في السُحب لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون كُل حين مع الرب. لذلك عزوا بعضكم بعضًا بهذا الكلام" (1تس4: 17، 18).
ويصف لنا سفر الرؤيا انتظار المؤمنين ليوم الدينونة فيقول: "ثم رأيت سماء جديدة وأرضًا جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا والبحر لا يوجد في ما بعد. وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة مِن السماء مِن عند الله مُهيئة كعروس مُزينة لرجلها. وسمعت صوتًا عظيمًا مِن السماء قائلًا هوذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبًا والله نفسه يكون معهم إلهًا لهم. وسيمسح الله كُل دمعة مِن عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صُراخ ولا وجع في ما بعد لأن الأمور الأولى قد مضت. وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كُل شيء جديدًا. وقال لي أكتب فإن هذه الأقوال صادقة وأمينة. ثم قال لي قد تم. أنا هو الألف والياء البداية والنهاية. أنا أُعطى العطشان مِن ينبوع ماء الحياة مجانًا. منْ يغلب يرث كُل شيء وأكون له إلهًا وهو يكون لي ابنًا" (رؤ21: 1- 7).
** "مصر وأدوم تخرب"، مصر عدو قديم لإسرائيل، وأدوم هو عيسو أخو يعقوب وهو عدو لأبناء يعقوب.
** "وادي السنط". يبعد كثيرًا عن هيكل أورشليم ويقع على الشاطئ الآخر مِن نهر الأردن. وكان واديًا جافًا مُقفرًا، وقوله أن الينبوع يروى وادي السنط معناها أن الخير في آخر الأيام سوف يعُم حتى على الأماكن المُقفرة.
والسنط هو خشب وشجر، السنط هو شجر البرية الذي ينمو في ظروف البيئة القاسية، فهو يُعتبر رمز للنصرة على كُل الظروف القاسية. والسنط أيضًا رمز الحياة التي تغلب الموت إذ أنه ينمو في بيئة تموت فيها كُل الأشجار.
ونرى خشب السنط مُغشى بالذهب في تابوت العهد والمائدة ومذبح البخور، أما مذبح المحرقة فمنْ خشب السنط المُغشى بالنحاس. أما ألواح المسكن فمن خشب السنط المُغشى بالذهب وهي رمز للمؤمنين الذين هم في المسيح يسوع.
 
قديم 24 - 09 - 2024, 11:37 AM   رقم المشاركة : ( 173975 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


معاني الكلمات الصعبة في سفر يوئيل


القمص (1: 4): الجراد أول خروجه مِن بيضه.
الزحاف (1: 4): الجراد في طور الزحف، قبل تمكنه مِن الطيران.
الغوغاء (1: 4): الجراد بعدما ينبت جناحاه، ويخُف للطيران.
الطيار (1: 4): الجراد في طور الطيران.
المسطار (1: 10): الخمر.
الجفنة (1: 12): شجرة العنب.
مَدَر (1: 17): طين، وحل.
الأهراء (1: 17): المخازن.
ساقته (2: 20): مؤخرة الجيش، الحرس الخلفي.
زهمته (2: 20): نتانته، رائحته الكريهة.
البيادر (2: 24): مُفردها بيدر، وهو مكان تُدرس فيه الحبوب بواسطة النورج.
سكاتكم (3: 10): مُفردها سكًة، رأس آلة الفلاحة وهي مِن الحديد.
الحياض (3: 13): مُفردها حوض، وهي حُفرة مُعدة لعصر العنب وغيره.
أقسام السفر:

** حادثة غزو الجراد (يؤ1: 1- 14).
** مجيء يوم الرب (يؤ1: 15- إلخ.، يؤ2).
** يوم الدينونة العظيم (يؤ3).
 
قديم 24 - 09 - 2024, 11:41 AM   رقم المشاركة : ( 173976 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




هجوم مِن الجراد في أطواره المُختلفة
وصف الحادثة:

"قول الرب الذي صار إلى يوئيل بن فثوئيل. اسمعوا هذا أيها الشيوخ وأصغوا يا جميع سُكان الأرض. هل حدث هذا في أيامكم أو في أيام آبائكم. أخبروا بنيكم عنه وبنوكم بنيهم وبنوهم دورًا آخر. فضلة القمص أكلها الزحاف وفضلة الزحاف أكلها الغوغاء وفضلة الغوغاء أكلها الطيًار. اصحوا أيها السكارى وابكوا وولولوا يا جميع شاربي الخمر على العصير لأنه انقطع عنْ أفواهكم. إذ قد صعِدت على أرضي أمة قوية بلا عدد أسنانها أسنان الأسد ولها أضراس اللبوة. جعلت كرمتي خربة وتينتى مُتهشمة. قد قشرتها وطرحتها فإبيضت قُضبانَها" (1: 1- 7).
قوله "أيها الشيوخ" يعني أن هذه الحادثة لمْ يحدُث مثيلها في الأجيال القديمة التي عاشها الشيوخ أو عاشها آباؤهم. وأيضًا قوله "يا جميع سُكان الأرض"، تعني أنه لمْ تحدُث مثل هذه الحادثة في هذه الأيام في أي مكان مِن الأماكن. وكُل هذا يُبيٍن فظاعة الحادثة وشدة القصاص الذي حدث مِن الله.
وقوله: "أخبروا بنيكم عنه وبنوكم بنيهم وبنوهم دورًا آخر"، تعني أنه مِن هول القصاص فإنه سيكون حديث الشعب في كُل الأجيال.
القصاص كان هجوم مِن الجراد في أطواره المُختلفة، وما بقى مِن طور منه قضى عليه الطور الذي يليه. وهذا الجراد سبًب قحط، إذ أتلف المحصولات كُلها.
تأمل:

** بداية القصاص بالقمص ثم الزحاف ثم الغوغاء ثم الطيار، فيه تدُرج في حدوث التجربة. وهذا يعني أن الله يبدأ بصوت خفيف ليُنبه الإنسان إلى خطأه، وإن لمْ يتُب يضطر إلى أن يُرسل له صوت آخر أقوى وأشد.


** ومِن هذه الآيات نفهم أيضًا أن الله، الذي تخضع له كُل الأشياء، قادر أن يهدم ممالك بحشرة ضعيفة، حتى لو لمْ تكتمل في نموها، فقد جعل الجراد أسنانه مثل أسنان الأسد. وهكذا الإنسان المملوء كبرياء وذات مُتعالية، مُمكن تكسره نقطة ضعف صغيرة في حياته مُستعبد لها، لذلك يقول لنا الكتاب المقدس: "خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المُفسدة الكروم لأن كرومنا قد أقعلت" (نش2: 15). والعكس صحيح، الخطية المُتملكة فينا جدًا وسبًبت لنا حُزن شديد، قادر الله أن يرحمنا منها إن قدمنا توبة نقية في لحظة صدق، وساعتها نسمع الكتاب المقدس يقول لنا: "الصغير يصير ألفًا والحقير أمة قوية. أنا الرب في وقته أُسرع به" (أش60: 22)..
** دعوة السكارى أن ينوحوا ويولولوا، لأنهم أكثر المُتضررين، وهم المقصود بهم الأناس المُعتمدين على ملذات الجسد، أو الذين يستغلونها بطريقة خاطئة، وقد عبًر عنْ هذا الإحساس القديس أغسطينوس حينما قال: [عطاياك شغلتني عنْ محبتك]، فقد كان مُتعلمًا جدًا، وكان ذا ثراء، وله صداقات مُتعددة، وكُل هذا بدلًا منْ أن يكون وسيلة لحمد الله وتمجيده، جعله يبتعد إلى كورة بعيدة. وهذا هو نفس ما فعله الابن الضال حينما طلب ميراث أبوه وهو حي وبذره في عيش مُسرف بعيدًا عنْ بيت الآب (لو15: 11- الخ)، ونحن نفعل نفس الشيء حينما نستعمل ما نملكه بطريقة خاطئة (المال، الملبس، الذكاء، الوضع الاجتماعي، المواهب عمومًا...).
** الجراد لم يلتهم الثمار فقط، بل يقول "قد قشرتها"، أي أكلت حتى الورق الذي يحمي الثمار. وهكذا الضعفات والعثرات لا تقتلع الفضيلة منْ داخلنا فقط، بل تلتهم وسائط النعمة واحدة تلو الأخرى (التناول، الاعتراف، الصلاة، قراءة الإنجيل، محبة الأخوة، العطف على المحتاجين، الخدمة...)، فلا تُعطيها هذه الفرصة.
 
قديم 24 - 09 - 2024, 11:42 AM   رقم المشاركة : ( 173977 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الكُل يتأذى:

"نوحي يا أرضي كعروس مؤتزرة بمِسح مِن أجل بعل صباها. انقطعت التقدمة والسكيب عنْ بيت الرب. ناحت الكهنة خُدام الرب. تلف الحقل ناحت الأرض لأنه قد تلف القمح جف المسطار ذبل الزيت. خجل الفلاحون ولول الكرامون على الحنطة وعلى الشعير لأنه قد تلف حصيد الحقل. الجفنة يبست والتينة ذبلت. الرمانة والنحلة والتفاحة كل أشجار الحقل يبست إنه قد يبست البهجة مِن بني البشر" (يؤ1: 8- 12).
"آه على اليوم لأن يوم الرب قريب. يأتي كخراب مِن القادر على كُل شيء. أما انقطع الطعام تجاه عيوننا. الفرح والابتهاج عنْ بيت إلهنا. عفًنت الحبوب تحت مدرها. خلت الأهراء. انهدمت المخازن لأنه قد يبس القمح. كمْ تئن البهائم هامت قُطعان البقر لأن ليس لها مرعى حتى قطعان الغنم تفنى. إليك يا رب أصرخ لأن نارًا قد أكلت مراعي البرية ولهيبًا أحرق جميع أشجار الحقل. حتى بهائم الصحراء تنظر إليك لأن جداول المياه قد جفت والنار أكلت مراعي البرية" (يؤ1: 15- 20).
إن تقصير الإنسان نحو الله يؤذي الخليقة كُلها، الناس والبهائم والأشجار والحقول. أليس هذا هو نفس ما حدث مع آدم حينما أخطأ، إذ صار قول الله له: "لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت مِن الشجرة التي أوصيتك قائلًا لا تأكل منها. ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كُل أيام حياتك. وشوكًا وحسكًا تُنبت لك وتأكل عُشب الأرض. بعرق وجهك تأكل خبزًا حتى تعود إلى الأرض التي أُخذت منها" (تك3: 17-19). ويقول بولس الرسول: "لأن انتظار الخليقة يتوقع استعلان أبناء الله" (رو8: 19). فالخليقة كُلها تتأثر بمدى علاقة الإنسان بالله، لأن الله حينما خلق الإنسان جعله كاهنًا للخليقة، أي مسئول عنها كُلها، إذا أخطأ تصير الأرض ملعونة بسببه، وإذا كان بارًا تتبارك فيه جميع قبائل الأرض، كما حدث مع إبراهيم أب الآباء (تك12: 3). وأيضًا هذا كان موضوع حديث الرب مع إبراهيم بخصوص سدوم وعمورة، لأنه قال لو وجدت عشرة فقط بارين لن أُهلك المدينة (تك18: 16- الخ). ولنعلم أيضًا أن البهائم تعرف أن تصرخ للرب: "حتى بهائم الصحراء تنظر إليك" (يؤ1: 20).


"إنه قد يبست البهجة مِن بني البشر"، الفرح زال مع زوال الخيرات المادية، فلنتعلم عدم الاتكال على الأمور الزائلة، بل لنتعلم أن يكون الرب هو سر فرحنا، فنجد أنفسنا نُرنم مع حبقوق النبي قائلين: "فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ، وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ. يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ، وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَامًا. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ، وَلاَ بَقَرَ فِي الْمَذَاوِدِ، فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلهِ خَلاَصِي. اَلرَّبُّ السَّيِّدُ قُوَّتِي، وَيَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَالأَيَائِلِ، وَيُمَشِّينِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي" (حب3: 17- 19). ويقول المزمور أيضًا: "كثيرة هي نكبات الشرير. أما المتوكل على الرب فالرحمة تُحيط به. افرحوا بالرب وابتهجوا أيها الصديقون واهتفوا يا جميع المستقيمي القلوب" (مز32: 10، 11).
 
قديم 24 - 09 - 2024, 11:42 AM   رقم المشاركة : ( 173978 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




التوبة هي الطريق الوحيد لإرضاء الرب

"تنطقوا ونوحوا أيها الكهنة. ولولوا يا خُدام المذبح. أدخلوا بيتوا بالمسوح يا خُدام إلهي لأنه قد إمتنع عنْ بيت إلهكم التقدمة والسكيب. قدسوا صومًا نادوا باعتكاف إجمعوا الشيوخ جميع سُكان الأرض إلى بيت الرب إلهكم وأصرخوا إلى الرب" (يؤ1: 13، 14).
إن القحط أصاب بيت الرب أيضًا، إذ لم تعُد هناك تقدمات تُقدم. دعا يوئيل النبي الكهنة وخُدام المذبح إلى النوح، ورسم لنا طريقًا للتوبة:
** بالصوم والبكاء والنوح، في بيت الرب. الخُدًام هم أول المدعوين للبكاء والصوم -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- لأنهم مسئولين عنْ ضعف الشعب وعنْ فتوره. وعليهم أن يذرفوا الدموع مِن أجل الشعب، حتى قبل أن يُخطئ، لكي يحفظ الرب شعبه في الفضيلة. وعليهم أن يُقدموا أصوام مِن أجل نهضة الشعب. هكذا فعل إرميا النبي: "إن نفسي تبكي في أماكن مُستترة مِن أجل الكبرياء وتبكي عيني بُكاء وتذرف الدموع لأنه قد سُبي قطيع الرب" (أر13: 17)، ويقول أيضًا: "يا ليت رأسي ماء وعيني ينبوع دموع فأبكى نهارًا وليلًا قتلى بنت شعبي" (أر9: 1). ويقول أيضًا بولس الرسول: "أنتم تعلمون مِن أول يوم دخلت آسيا كيف كُنت معكم كُل الزمان. أخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب أصابتني بمكائد اليهود..... لذلك اسهروا مُتذكرين أنى ثلاث سنين ليلًا ونهارًا لم أفتر أن عنْ أنْ أنذر بدموع كُل واحد" (أع20: 17، 18، 31)، ويقول أيضًا لأهل كورنثوس: "لأني مِن حزن كثير وكآبة قلب كتبت إليكم بدموع كثيرة لا لكي تحزنوا بل لكي تعرفوا المحبة التي عندي ولا سيما مِن أجلكم" (2كو2: 4)، وحتى أعداء صليب المسيح يذكرهم بولس أيضًا: "لأن كثيرين يسيرون ممن كُنت أذكرهم لكم مرارًا والآن أذكرهم أيضًا باكيًا وهم أعداء صليب المسيح" (في 3: 18)، بل أكثر مِن هذا يقول: "منْ يضعف وأنا لا أضعف. منْ يعثر وأنا لا ألتهب" (2كو11: 29).
لهذا كُله دعا يوئيل النبي الكهنة لكي يبكوا ويتذللوا أمام الرب مِن أجل الشعب.
الخادم هو الأب في بيته، والأم مع أولادها وجيرانها، والصديق لصديقه، والعامل في مجال عمله، الخادم هو كُل منْ اختبر المسيح في حياته ويذكر العالم كُله بدموع لكي يحفظه الرب مِن التجارب.
** ويطلب أيضًا يوئيل النبي جميع الشعب للبكاء والنوح على خطاياهم ويرجعوا للرب. ونجد السيد المسيح يقول: "طوباكم أيها الباكون الآن لأنكم ستضحكون" (لو6: 21)، ومدح المرأة الخاطئة التي بللت رجليه بدموعها، وغفر لها خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيرًا (لو7: 36- 50).
وداود النبي يُعلمنا الصلاة بدموع، فيقول: "تعبت في تنهدي. أعوم في كُل ليلة سريري بدموعي" (مز 6: 6)، ويقول أيضًا: "أبكيت بصوم نفسي" (مز69: 10)، ويطلب مِن الرب قائلًا: "اجعل أنت دموعي في زقٍ عندك" (مز56: 8).
وستجد الرب يقول لك: "حولي عني عيناك لأنهما غلبتاني" (نش6: 5)، العيون المملوءة دموع تأسُر محبة الرب وتجعله ينظر إلينا بعين الرحمة. وساعتها تسمع صوت أشعياء يقول: "يمسح السيد الرب الدموع عنْ كُل الوجوه" (أش25: 8). لأن السيد الرب في سفر الرؤيا يقول للنفوس الذين أتوا مِن الضيقة العظيمة: "لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد...لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح الله كُل دمعة مِن عيونهم" (رؤ7: 16، 17).
** يحرص يوئيل النبي أن يدعو الكُل: "أدخلوا بيتوا بالمسوح.... إلى بيت الرب إلهكم واصرخوا إلى الرب" (يؤ1: 13، 14).
فهو يؤكد على قضاء أوقات طويلة في الكنيسة والسهر فيها، لأن عينا الرب على بيته دائمًا، فيقول سليمان الحكيم على بيت الرب: "لتكن عيناك مفتوحتين على هذا البيت ليلًا ونهارًا على الموضع الذي قلت إن اسمي يكون فيه لتسمع الصلاة التي يُصليها عبدك في هذا الموضع. واسمع تضرع عبدك وشعبك إسرائيل الذين يُصلون في هذا الموضع واسمع أنت في موضع سُكناك في السماء وإذا سمعت فاغفر" (1مل8: 29، 30).
"قدسوا صومًا"، إن يوئيل النبي يتكلم عنْ صوم جماعي، ولذلك نهتم بالأصوام الجماعية التي تُرتبها الكنيسة لأنها تؤكد على شركة المؤمنين معًا في الجسد الواحد، الذي هو يسوع المسيح، والروح الواحد، كما قال الكتاب: "فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد" (1كو10: 17).
والصوم يكون مُقدس، أي مصحوبًا بأعمال مُقدسة، مثل الصلاة والتسبيح وقراءة كلمة الله وحُسن مُعاملة الغير ومُصالحة الآخرين ورد الديون، وليس مجرد صوم بتغيير الطعام.
"أصرخوا إلى الرب"، الصراخ يكون للرب وليس لأي هدف آخر، كراحة الضمير مثلًا.
 
قديم 24 - 09 - 2024, 11:44 AM   رقم المشاركة : ( 173979 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يوم الرب يوم انتقام:

"اضربوا بالبوق في صهيون صوتوا في جبل قدسى. ليرتعد جميع سُكان الأرض لأن يوم الرب قادم لأنه قريب. يوم ظلام وقتام يوم غيم وضباب مثل الفجر ممتدًا على الجبال. شعب كثير وقوى لم يكن نظيره منذ الأزل ولا يكون أيضًا بعده إلى سني دور فدور. قدامه نار تأكُل وخلفه لهيب يحرق. الأرض قُدامه كجنة عدن وخلفه قفر خرب ولا تكون منه نجاة. كمنظر الخيل منظره ومثل الأفراس يركضون. كصريف المركبات على رؤوس الجبال يثبون. كزفير لهيب نار تأكل قشًا. كقوم أقوياء مُصطفين للقتال. منه ترتعد الشعوب. كُل الوجوه تجمع حُمرة. يجرون كأبطال. يصعدون السور كرجال الحرب ويمشون كُل واحد في طريقه ولا يُغيرون سُبلهم. ولا يُزاحم بعضهم بعضًا يمشون كُل واحد في سبيله. وبين الأسلحة يقعون ولا ينكسرون. يتراكضون في المدينة يجرون على السور يصعدون إلى البيوت يدخلون مِن الكوى كاللص. قدامه ترتعد الأرض وترجف السماء. الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها. والرب يُعطي صوته أمام جيشه. إن عسكره كثير جدًا. فإن صانع قوله قوي لأن يوم الرب عظيم ومخوف جدًا فمنْ يطيقه" (يؤ2: 1- 11).
يبدو أن يوئيل النبي في الأصحاح الأول كان يسرد النبوة كقول الرب، ولكن يبدو أنه في الأصحاح الثاني قد قرُب زمن تحقيق النبوة، لذلك قال: "اضربوا بالبوق"، أي استعدوا. والذين يضربون بالبوق هم الكهنة.
والآيات كُلها تصف طريقة هجوم الجراد الذي يعمل بأمر الرب. فعدده كثير جدًا، ويبدون كفرسان وجيوش. ومن كثرة الخراب الذي يخلفه ترتعد منه الشعوب وترجُف السماء.
تأمل:

ولكن إذا حاولنا كخُدام للرب أن نأخذ درسًا في الخدمة المُوكلة إلينا مِن الجراد، فنجد:
** إن الجراد مُرسل مِن عند الرب، والخادم يجب أن تكون دعوته للخدمة واضحة مِن عند الرب أيضًا. فالتلاميذ الأطهار لم يتحركوا للكرازة إلا بعد أن أرسلهم الرب بذاته، فقد قال لهم بعد قيامته: "أوصاهم أن لا تبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني.... لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كُل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أع1: 4، 8). فالخادم الذي يُقحم نفسه في الخدمة بدون دعوة واضحة مِن الرب لنْ يُثمر، بل ممكن أن يكون مُعطلًا لعمل الرب.
** "كمنظر الخيل منظره ومثل الأفراس يركضون"، مع إنهم مجرد جراد، إلا أنهم يبدون كفرسان وجيوش. وهكذا الخُدام يبدو أنهم صغار في أعين أنفسهم والناس، ولكن بالنعمة المُعطاة لهم يُرددون مع بولس الرسول: "لنا هذا الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا مِنًا. مُكتئبين في كُل شيء لكن غير مُتضايقين. مُتحيرين لكن غير يائسين. مُضطهدين لكن غير متروكين. مطروحين لكن غير هالكين. حاملين في الجسد كُل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضًا في جسدنا. لأننا نحن الأحياء نُسلم دائمًا للموت مِن أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضًا في جسدنا المائت. إذًا الموت يعمل فينا ولكن الحياة فيكم" (2كو4: 7- 12).
** "يصعدون السور كرجال"، والخدمة برجولة تعني: الجهاد والسهر والصوم والصلاة، وعدم التراجع عند المشاكل.
** "يمشون كُل واحد في طريقه ولا يُغيرون سُبلهم. ولا يُزاحم بعضهم بعضًا يمشون كُل واحد في سبيله"، أي الخادم الحقيقي لا يُنافس بقية الخُدام. بل كُل واحد يعرف موهبته ويسير في اتجاه دعوته، كما يقول بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس: "أذكر يسوع المسيح المُقام مِن الأموات مِن نسل داود حسب إنجيلي الذي فيه احتمل المشقات حتى القيود كمذنب. لكن كلمة الله لا تُقيًد. لذلك أنا أصبر على كُل شيء مِن أجل المختارين لكي يحصلوا هم أيضًا على الخلاص الذي في المسيح يسوع مع مجد أبدي. صادقة هي الكلمة أنه إن كُنًا قد مُتنا معه فسنحيا أيضًا معه. إن كُنًا نصبر فسنملك أيضًا معه. إن كُنا ننكره فهو أيضًا سينكرنا. إن كُنا غير أمناء فهو يبقى أمينًا لا يقدر أن يُنكر نفسه" (2تي 2: 8- 13).
** "بين الأسلحة يقعون ولا ينكسرون"، لأن الرب معهم، فإنهم يُرنمون مع داود دائمًا قائلين: "الله طريقه كامل. قول الرب نقى. تُرس هو لجميع المُحتمين به. لأنه منْ هو إله غير الرب. ومنْ هو صخرة سوى إلهنا الإله الذي يُمنطقني بالقوة ويُصًير طريقي كاملًا. الذي يجعل رجلي كالإيل وعلى مُرتفعاتي يُقيمني. الذي يُعلم يديّ القتال فتُحنى بذراعي قوس مِن نحاس..... تُمنطقني بقوة للقتال. تصرع تحتي القائمين علىً. وتُعطيني أقفية أعدائي ومُبغضي أفنيهم" (مز18: 30- 37).
** "الرب يُعطي صوته أمام شعبه"، بالضبط كما حدث مع شعب الله في القديم: "وكان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق وليلًا في عمود نار ليُضئ لهم. لكي يمشوا نهارًا وليلًا. لم يبرح عمود السحاب نهارًا وعمود النار ليلًا مِن أمام الشعب" (خر13: 21، 22).
** "لأن صانع قوله قوي"، فكُل جهاد المؤمن وثباته يكون بمعونة الرب لأن الرب قوي.
 
قديم 24 - 09 - 2024, 11:44 AM   رقم المشاركة : ( 173980 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يوم الرب يوم توبة عظيمة:

"ولكن الآن يقول الرب ارجعوا إلىً بكُل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح. ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم بطئ الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشر. لعلًه يرجع ويندم فيُبقى وراءه بركة تقدمة وسكيبًا للرب إلهكم.
اضربوا بالبوق في صهيون قدٍسوا صومًا نادوا باعتكاف. اجمعوا الشعب قدٍسوا الجماعة احشدوا الشيوخ اجمعوا الأطفال وراضعي الثدي ليخرُج العريس مِن مخدعه والعروس مِن حجلتها. ليبكِ الكهنة خدام الرب بين الرواق والمذبح ويقولوا أشفق يا رب على شعبك ولا تُسلم ميراثك للعار حتى تجعلهم الأمم مثلًا. لماذا يقولون بين الشعوب أين إلههم" (يؤ2: 12- 17).
يُكمل النبي ويُكرٍر:
** نوح الكهنة وخُدام المذبح: بكاء الكهنة بين الرواق والمذبح، فهذا المكان هو مكان تقديم الذبائح، أي بدلًا مِن تقديم ذبائح دموية -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- الرب يطلب تقديم ذبائح روحية مِن صوم واعتكاف وبكاء، وهذا المكان أيضًا هو الذي قُتل فيه زكريا الكاهن والد يوحنا المعمدان. وبكاء الكهنة في هذا المكان يشبه المطانيات metanoia التي يعملها الكاهن في الصوم الكبير، إذ يترك المذبح ويُغلق الستر ويعمل المطانيات في خورس الشمامسة.
** "لكن الآن يقول الرب": الرب رحوم جدًا، فبعد أن ذكر الويلات التي سوف يجلبها على الشعب بسبب خطيته، فإنه يُناديهم ويتمنى رجوعهم إليه، وهو مُستعد لأن يلغى كُل هذه الويلات، كما حدث مع أهل نينوى حينما تابوا بمناداة يونان النبي.
** "أدخلوا بيتوا.... البسوا المسوح": أي قضاء أوقات طويلة في الكنيسة مع الصلاة والتذلل.
** "نادوا باعتكاف": فالصوم يكون مصحوب بالامتناع عنْ الملذات الأرضية والاهتمامات الأخرى.
** "ليخرج العريس منْ مخدعه والعروس منْ حجلتها": أي أنْ العلاقات الزوجية في الصوم غير موجودة.
** "لعله يرجع ويندم ويُبقى وراءه بركة": كُل الصفات التي جاءت عنْ الرب، بكونه رحوم ورؤوف وبطئ الغضب هي صفات حقيقية وثابتة لا شك فيها. ولكن كُل هذا شيء وكون الرب يرفع العقاب الزمني شيء آخر، مثلما سمح بموت ابن داود مِن أبيجايل امرأة أوريا الحثي، بالرغم مِن أن داود قدًم صوم وصلاة لمدة أسبوع مِن أجل ابنه (2صم12: 15- 23). وكما يقول بولس الرسول: "لأننا لو كُنا حكمنا على أنفسنا لما حُكم علينا. ولكن إذ قد حُكم علينا نؤدب مِنْ الرب لكي لا نُدان مع العالم" (1كو11: 31).
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024