سفر زكريا النبي
سماته:
1. يُعتبر هذا السفر سندًا قويًا للنفس الخائرة، فجاء يحمل لغة الرجاء لشعبٍ عاش تحت نير السبي سبعين عامًا محرومًا من الهيكل والتقدمات وعند عودته لبناء الهيكل بقي حوالي 15 عامًا عاجزًا عن العمل. فجاء السفر ييقظ الهمم الخائرة الواهنة فلا نجد فيه نغمة الانتهار العنيف أو التهديد.
2. قدم لنا في الأصحاحات الستة الأولى تسع رؤى، كما استخدم الرمزية في بعض أجزائه.
3. ركز على العصر المسياني، ففيما هو يسندهم على إعادة بناء الهيكل يكشف لهم عن هيكل المسيا المخلص في كنيسة العهد الجديد، مقدمًا نبوات واضحة عن شخص السيد المسيح مثل دخوله الملوكي إلى أورشليم (زك 9: 9)، وتسليمه بثلاثين من الفضة (زك 11: 12)، وجراحاته (زك 13: 6)، وطعنه (زك 12: 10)، وكونه الراعي المتألم (زك 13: 7)، وفتح ملكوته للجميع (زك 9: 10). هذا بجانب ارتباط بعض الأفكار والعبارات التي للسفر بالعهد الجديد مثل الفرسان الأربعة (زك 1: 7 الخ، رؤ 6: 1-8)، وقياس المدينة المقدسة (زك 1: 16، رؤ 11: 1-2)، المنارة والزيتونتان (زك 4: 1-3 ،11-14؛ رؤ 11: 4-10) وتشتيت الخراف (زك 13: 7، مت 26: 31) إلخ...
يتحدث ماكنزي Mckenzieعن العنصر المسياني كما جاء في سفر زكريا، قائلًا: [المسيانية هي النغمة السائدة في زكريا (زك 1-8)، إذ يعرض لنا كشفًا عن جماعة دينية قومية مسيانية جديدة تقوم في فلسطين ومركزها أورشليم. يرى النبي أن الوقت قد قرب لتحقيق الخلاص الذي يقدمه المسيا، وأن إعادة بناء الهيكل هو علامة بداية لمجيئه. في العصر الميسانى ينهزم الأمم (زك 2: 1-4، 10: 13)، ويُعاد بناء الهيكل (زك 1: 16)، وأورشليم (زك 8: 3)، ويأتي يهوه ويسكن مع شعبه (زك 2: 14، 8: 3)، ويجتمع المسبيون معًا، ويتعبد الأمم ليهوه (زك 2: 15؛ 8: 20-23)، ويحل السلام والفرح (زك 3: 10، 8: 12)، وتنتزع الخطية (زك 3: 9، 5: 1، 11)... فالمسيانية حسب زكريا ليست مجرد قومية لكنها تضم تطهيرًا للجماعة المعينة باتحادها بيهوه].
كما يقول: [والمسيانية أيضًا هي النغمة السائدة في زكريا (زك 9-14)، لكنها هنا تظهر رؤية بصورة أقوى، وأن الخلاص يتحقق مع نهاية الزمن... وأن أهم ملامح المسيانية هنا هو ظهور مسيا الفقراء (زك 9: 9)].
4. إذ كان زكريا النبي كاهنًا كان قلبه ملتهبًا نحو الخدمة الكهنوتية التي حُرم منها هو وآباؤه زمانًا طويلاً، فجاءت نبوته مثالاً للنبي الطقسي، تعلن عن الله العامل في الطقس الروحي، مقدمًا لنا السيد المسيح ككاهن ينزع عنا ثوبنا القذر، ويهبنا الثوب المزخرف والعمامة الطاهرة (زك 3)، ويعطينا خلال عمله الكهنوتي شركة إكليله السماوي المجيد (زك 6).
أقسامه:
أولًا: الرؤى التسع
[1 - 6].
ثانيًا: تساؤل حول الصوم
[7 - 8].
ثالثًا: إسرائيل والعصر المسياني
[9 - 14].