20 - 09 - 2024, 04:19 PM | رقم المشاركة : ( 173621 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله واحد في الجوهر فهذه الآيات المجيدة تدل على أن الله واحد في الجوهر .مثلَّث الأقانيم. ومن الأفضل قبل أن ندرس هذه العقيدة أو نبحثها البحث الكتابي المجرَّد .أن نلمَّ بتاريخها في كنيسة المسيح .وبالأفكار التي تناولتها حتى انتهت إلى وضعها النهائي الدائم غير المتغيّر. كان المسيحيّون أيام الرسل وحتى أول القرن الميلادي الثاني لا يفكرون في وضع صيغ معينة للعقائد المسيحيّة .إذ كانوا يمارسون مبادئ هذه العقائد كما جاءت في الكتب المقدسة دون أن يضعوا لها شكلاً معيناً. وحين كانت تعترضهم صعوبة أو مشكلة كانوا يرجعون إلى الرسل أو تلاميذ الرسل من بعدهم. ولكن ما أن انتشرت المسيحيّة في رحاب الدنيا .وقامت بعض البدع حتى باتت الحاجة ماسة إلى أن تقول الكنيسة كلمتها خصوصاً عندما انتشرت ضلالات أريوس وسباليوس المخالفة للعقائد المسيحيّة فيما يختص بلاهوت الابن والروح القدس. فقام رجال أعلام في الكنيسة وفنَّدوا آراء المبتدعين .من أبرزهم القديس أثناسيوس الملقَّب بحامي الإيمان .الذي قاوم تلك البدع وأصدر القانون الأثناسي المعروف والذي يقول : 1كل من ابتغى الخلاص .وجب عليه قبل كل شيء أن يتمسك بالإيمان الجامع العام للكنيسة المسيحيّة. 2كل من لا يحفظ هذا الإيمان .دون إفساد .يهلك هلاكاً أبدياً. 3هذا الإيمان الجامع هو أن تعبد إلهاً واحداً في ثالوث .وثالوثاً في توحيد. 4لا نمزج الأقانيم ولا نفصل الجوهر. 5إن للآب أقنوماً .وللابن أقنوماً .وللروح القدس أقنوماً. 6ولكن الآب والابن والروح القدس لاهوت واحد ومجد متساوٍ .وجلال أبدي معاً. 7كما هو الآب .كذلك الابن .كذلك الروح القدس. 8الآب غير مخلوق .والابن غير مخلوق .والروح القدس غير مخلوق. 9الآب غير محدود .والابن غير محدود .والروح القدس غير محدود. 10الآب سرمد .والابن سرمد .والروح القدس سرمد. 11ولكن ليسوا ثلاثة سرمديين .بل سرمد واحد. 12وكذلك ليس ثلاثة غير مخلوقين .ولا ثلاثة غير محدودين .بل واحد غير مخلوق وواحد غير محدود. 13وكذلك الآب ضابط الكل .والابن ضابط الكل .والروح ضابط الكل. 14ولكن ليسوا ثلاثة ضابطي الكل .بل واحد ضابط الكل. 15وهكذا الآب إله .والابن إله .والروح القدس إله. 16ولكن ليسوا ثلاثة آلهة .بل إله واحد. 17وهكذا الآب رب .والابن رب .والروح القدس رب. 18ولكن ليسوا ثلاثة أرباب .بل رب واحد. 19وكما أن الحق المسيحي يكلّفنا أن نعترف بأن كلاً من هذه الأقانيم بذاته إله ورب. 20كذلك الدين الجامع .ينهانا عن أن نقول بوجود ثلاثة آلهة وثلاثة أرباب. 21فالآب غير مصنوع من أحد .ولا مخلوق .ولا مولود. 22والابن من الآب وحده .غير مصنوع .ولا مخلوق .بل مولود. 23والروح القدس من الآب والابن .ليس مخلوق ولا مولود بل منبثق. 24فإذاً آب واحد لا ثلاثة آباء .وابن واحد لا ثلاثة أبناء .وروح قدس واحد لا ثلاثة أرواح قدس. 25ليس في هذا الثالوث من هو قبل غيره أو بعده ولا من هو أكبر ولا أصغر منه. 26ولكن جميع الأقانيم سرمديون معاً ومتساوون. 27ولذلك في جميع ما ذُكر .يجب أن نعبد الوحدانية في ثالوث .والثالوث في وحدانية. 28إذاً من شاء أن يَخْلُص عليه أن يتأكد هكذا في الثالوث. 29وأيضاً يلزم له الخلاص أن يؤمن كذلك بأمانة بتجسُّد ربنا يسوع المسيح. 30لأن الإيمان المستقيم هو أن نؤمن ونقرّ بأن ربنا يسوع المسيح ابن الله .هو إله وإنسان. 31هو إله من جوهر الآب .مولود قبل الدهور،وإنسان من جوهر أمه مولود في هذا الدهر. 32إله تام وإنسان تام .كائن بنفس ناطقة وجسد بشري. 33مساوٍ للآب بحسب لاهوته .ودون الآب بحسب ناسوته. 34وهو وإن يكن إلهاً وإنساناً .إنما هو مسيح واحد لا اثنان. 35ولكن واحد .ليس باستحالة لاهوته إلى جسد .بل باتِّخاذ الناسوت إلى اللاهوت. 36واحد في الجملة .لا باختلاط الجوهر .بل بوحدانية الأقنوم. 37لأنه كما أن النفس الناطقة والجسد إنسان واحد .كذلك الإله والإنسان مسيح واحد. 38هو الذي تألم لأجل خلاصنا .ونزل إلى الهاوية - أي عالم الأرواح - وقام أيضاً في اليوم الثالث من بين الأموات. 39وصعد إلى السماء وهو جالس عن يمين الآب الضابط الكل. 40ومن هناك يأتي ليدين الأحياء والأموات. 41الذي عند مجيئه يقوم أيضاً جميع البشر بأجسادهم .ويؤدُّون حساباً عن أعمالهم الخاصة. 42فالذين فعلوا الصالحات .يدخلون الحياة الأبدية .والذين عملوا السيئات يدخلون النار الأبدية. 43هذا هو الإيمان الجامع .الذي لا يقدر الإنسان أن يخلص بدون أن يؤمن به بأمانة ويقين. وخلاصة ما تقدم أن الله في المسيحيّة واحد .وإن كان اللاهوت ثلاثة أقانيم : الآب والابن والروح القدس .أي جوهر واحد وثلاثة أقانيم .غير أن الجوهر غير مقسوم. فليس لكلٍ من الأقانيم جزء خاص منه .بل لكل أقنوم كمال الجوهر الواحد نظير الآخر. وأن ما بينهم من النسب سرّ لا يقدر العقل البشري أن يدركه. غير أن لنا في الكتاب المقدس ما يوضحه. وكل ما جاء من خارج الكتاب المقدس عن الثالوث من أفكار فلسفية .أو محاجات منطقية .لم يكن إلا بَسْطاً أو عَرْضاً لما جاء في الكتاب المقدس عن طريق القياس. والمعروف تاريخياً أن المسيحيين القدماء قاموا بدرس عقيدة الثالوث في ضوء كتب الوحي المقدسة .وآمنوا بها واستقروا عليها .ورسموا صورتها في قوانين الكنيسة. وأبرز هذه القوانين قانون الإيمان النيقاوي الذي يقول : أنا أؤمن بإله واحد .قادر على كل شيء .خالق السماء والأرض .وكل ما يُرى وما لا يُرى. وبرب واحد .يسوع المسيح. ابن الله الوحيد. المولود من الآب قبل كل الدهور. إله من إله. نور من نور. إله حق من إله حق. مولود غير مخلوق. ذو جوهر واحد مع الآب. هو الذي به كان كل شيء. الذي من أجلنا نحن البشر .ومن أجل خلاصنا .نزل من السماء. وتجسَّد بالروح القدسمن مريم العذراء .وصار إنساناً .وصُلب على عهد بيلاطس البنطي .وتألم. وقُبِر. وقام في اليوم الثالث. وصعد إلى السماء. وهو جالس عن يمين الآب وسيأتي أيضاً بمجد .ليدين الأحياء والأموات. الذي ليس لمُلكه نهاية. وأؤمن بالروح القدس. الرب المحيي. المنبثق من الآب. المسجود له والممجَّد مع الآب والابن. الذي تكلم بالأنبياء. وأعتقد بكنيسة واحدة جامعة رسولية. وأعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا. وأنتظر قيامة الموتى وحياة الدهر الآتي آمين . |
||||
20 - 09 - 2024, 04:22 PM | رقم المشاركة : ( 173622 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الدفن المعلومات التي عندنا عن دفن المسيح في قبر يوسف الرامي تفوق في تفصيلاتها أي معلومات تاريخية عندنا عن دفن أي شخص آخر، سواء من العهد القديم، أو ملوك بابل، أو فراعنة مصر، أو فلاسفة الأغريق، أو قياصرة الرومان. إننا نعرف من أخذ جسده من على الصليب، ونعلم شيئاً عن تعطير جسده بالأطياب وعن أكفانه، ونعرف القبر الذي دُفن فيه واسم صاحبه، يوسف الرامي، ونعرف أن موضع القبر كان في بستان قريب من مكان الصلب، خارج أسوار المدينة. وعندنا أربعة سجلات تاريخية عن الدفن، تتوافق كلها، واحد منهم هو متى تلميذ المسيح الذي حضر حادثة الصلب. والثاني مرقس الذي كتب قصته بعد صعود المسيح بأقل من عشر سنوات. والثالث لوقا رفيق بولس والمؤرخ العظيم. والرابع يوحنا آخِر من غادر مكان الصلْب، وكان مع بطرس، أول التلاميذ الاثني عشر، اللذين رأيا القبر الفارغ (3). ويقول المؤرخ ألفرد إدرشايم: لم يكن الأغنياء وحدهم هم الذين يملكون قبوراً خاصة، بل كان متوسِّطو الحال يفعلون ذلك، كانوا يجهزون القبر قبل الحاجة إليه بوقت طويل. وكانوا يحفرون القبور في الصخور ويضعون فيها الجسد بعد تعطيره بالأطياب والحنوط وماء الورد وزيته. وكانوا يلفّون الجسد بالأكفان، وفي أقمشة قديمة تكون غالباً قد سبق أن لُفَّت بها كتب الشريعة. وكانت القبور أحياناً كهوفاً طبيعية (11). ويقول إدرشايم عن دفن المسيح: لعله بسبب اقتراب السبت وضرورة الاستعجال، أن يوسف الرامي اقترح دفن المسيح في قبره الجديد الذي لم يسبق لأحد أن وُضع فيه. وأُنزل الصليب إلى مستوى الأرض، وجُذبت منه المسامير الخشنة. ولفَّ يوسف الرامي ومن معه الجسد بقماش من الكتان النقي، وأسرع به إلى قبره المنحوت في الصخر في بستان قريب، حيث يلائم النحت وضع جسد الميت. وكانوا عادة يلحقون بالقبر غرفة نحو تسعة أقدام مربعة يضعون فيها التابوت، وفيها يتمكن حاملو الميت من القيام بآخر الواجبات من نحو الجثة . (11). ولقد تمَّ تطييب الجسد في تلك الغرفة الملحقة بالقبر. وكانوا عادة يستخدمون كمية كبيرة من المرّ والعود على جسد ذي المكانة الخاصة (11). ويخبرنا إنجيل يوحنا أن نيقوديموس أحضر نحو مئة مناً (نحو سبعين رطلاً) من الأطياب لتكفين جسد يسوع. ولا بد أن يوسف الرامي أراد أن يعّوض جُبْنه من نحو المسيح، فاشترى الكثير من الأطياب كما أنه كان غنياً. ولم تكن كمية الأطياب - مع ضخامتها - غير عادية، فقد طيَّبوا جسد غمالائيل (معاصر يسوع) بنحو ثمانين رطلاً من الأطياب. ويصف يوسيفوس، المؤرخ اليهودي في القرن الأول الميلادي، جنازة أرستوبولوس الذي قُتل وهو في الثامنة عشرة من عمره، وكان رئيساً للكهنة لمدة سنة واحدة فقط، قال إن الملك هيرودس بذل عناية خاصة لتجهيز القبر الذي يُوضع فيه الجسد، وزّوَده بكمية كبيرة من الأطياب، ودفن معه بعض أدوات الزينة (6). ولقد كان المرّ دواء يلصق بالجسد ويلتحم به حتى يصعب نزع الأكفان عن بدن الميت. وكانت عادة اليهود في التكفين أن يغسلوا الجسد، ويسّووه، ثم يلفّونه من الإِبطين إلى الكعبين بقماش كتاني بعرض قدم (30 سم). وكانوا يضعون الأطياب بين طيات الأكفان لحفظ الجسد وللصق الكتان. وتعبير يوحنا تعبير دقيق لفاه بأكفان مع الأطياب . وفي صباح اليوم الأول بعد الدفن اختفى جسد يسوع، لكن بقيت الأكفان! ولقد اتبع يوسف الرامي الوصية القائلة: فَلَا تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذ لِكَ الْيَوْمِ، لِأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللّهِ. فَلَا تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِل هُكَ نَصِيباً (تثنية 21: 23). ويعلّق بولس على هذا قائلاً: اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لِأَجْلِنَا، لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ (غلاطية 3: 13). ولا زالت عادات الدفن قائمة حتى اليوم في الشرق، فالجثة تُغسَّل، وتُلف بالأكفان، وتُطيَّب بالأطياب، ويُغطى الوجه بمنديل (يوحنا 11: 44). |
||||
20 - 09 - 2024, 04:23 PM | رقم المشاركة : ( 173623 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحجر كان اليهود عادة يضعون حجراً على باب القبر ليحفظ جسد الميت من عَبَث الناس والحيوانات. وكان الحجر عادة ثقيلاً يحتاج لبضعة رجال ليزحزحوه. ولما كان قبر المسيح مهدداً باحتمال سرقة التلاميذ له، فقد اختاروا له حجراً ضخماً أكبر من المعتاد. وقد وُجد في نسخة قديمة (نسخة بيزا) من القرن الثاني لإنجيل مرقس تعليق بين قوسين على مرقس 16: 4 : فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لِأَنَّهُ كَانَ عَظِيماً جِدّ (لا يستطيع عشرون رجلاً أن يزحزحوه) . وكانت العادة أن يكتب القرَّاء ملاحظاتهم على هامش الإنجيل. لكن كتابة هذه العبارة بين قوسين وسط النص يعني أن هذه ملاحظة قديمة، لعل شخصاً معاصراً شاهد عيان كتبها تعليقاً على ضخامة الحجر، وكانت ضخامة الحجر قد أدهشته (12). وتوضح القصة الكتابية أن الحجر كان ضخماً، حتى أن النسوة لم يكنَّ قادرات على دحرجته. ويقول المؤرخ إدرشايم، اليهودي الأصل: وهكذا وضعوا جسده داخل القبر الجديد المنحوت في الصخر، وعند خروجهم دحرجوا حجراً عظيماً جداً على الباب، حسب عادة اليهود، اسمه جوليل . ولعلهم سندوا الحجر الكبير بحجر آخر صغير يسمونه دوفج . والأغلب أن السلطات وضعت الختم عند اتصال الحجرين حتى يظهر أقل تغيُّر يطرأ عليهما (11). ويقدم المحامي فرنك موريسون في كتابه من دحرج الحجر؟ تعليقاً على زيارة مريم وصديقاتها لقبر يسوع باكراً صباح الأحد فيقول: لا بد أن مسألة دحرجة الحجر شكَّلت حيرة ملحوظة للنسوة، فقد رأت اثنتان منهن على الأقل المنظر من قبل وعرفتا الموقف. وكان الحجر الكبير على الباب محل حيرتهن. وتقول أقدم الروايات الإنجيلية، وهي رواية مرقس وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟ (مرقس 16: 3) وهذا يُرينا أن مشكلة الحجر لم تكن مشكلة نفسية وحسب، لكنها كانت عنصراً تاريخياً في الموقف كله إلى أن وصلن إلى القبر (13). ويدعو موريسون الحجر الشاهد الصامت الذي لا يخطئ ويقول إن هناك حقائق تستدعي الدراسة الدقيقة والبحث في مسألة الحجر: أولاً حجمه وصفاته. لا شك أنه كان كبيراً ثقيل الوزن، حتى يقول مرقس: كان عظيماً جداً . ويقول متى: دحرج حجراً كبيراً على باب القبر . وقد حارت النسوة في تحريكه. ولو لم يكن ثقيلاً ما تحيَّرت ثلاث نسوة في مشكلة دحرجته، فلا بد أنه كان أثقل مما يستطعن زحزحته (13). |
||||
20 - 09 - 2024, 04:24 PM | رقم المشاركة : ( 173624 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الختم يقول متى: فَمَضَوْا وَضَبَطُوا الْقَبْرَ بِا لْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا الْحَجَرَ (متى 27: 66) وكانت إحدى طرق الختم أن يشدّوا حبلاً على الحجر يثبتونه من طرفيه بصلصال لاصق، كما قيل في دانيال 6: 17 وَأُتِيَ بِحَجَرٍ وَوُضِعَ عَلَى فَمِ الْجُبِّ وَخَتَمَهُ الْمَلِكُ بِخَاتِمِهِ وَخَاتِمِ عُظَمَائِهِ، لِئَلَّا يَتَغَيَّرَ الْقَصْدُ فِي دَانِيآلَ . ولقد تمَّ الختم في حضور عسكر الرومان الذين بقوا لحراسة القبر ليمنعوا السرقة أو القيامة، لكنهم أصبحوا شاهداً جديداً على القيامة! وكان الرومان يضعون الأختام ليبرهنوا على صحة الأمر وصدقه، كما كانوا يضعونه على الوصايا والوثائق الهامة، ليحل محل التوقيع والإمضاء. وكان الختم ضماناً للسرية، إذ لا بد من فض الختم قبل الاطلاع على محتويات الوثائق. كان الختم على الحجر إذاً ضماناً لعدم زحزحته عن باب القبر، إذ أن أي تحريك له يكسر الأختام. وهو كما ذكرنا يكون بشدّ حبل على الحجر يثبتونه من طرفيه بصلصال لاصق ثم يختم على الصلصال، أو بوَضْع عارضتي خشب بهيئة صليب، فوق الحجر، يختمون أطرافها الأربعة إلى باب القبر. وقد تم كل هذا أمام الحراس لضمان سلامة الختم الذي كان يمثّل كرامة الامبراطورية الرومانية، وكل من يتعدى عليه، فإنه يتعدى على شرف الامبراطورية. قال القديس يوحنا فم الذهب، أسقف القسطنطينية في القرن الرابع، عن إجراءات الأمن التي اتُّخذت عند قبر المسيح: ذهب قادة اليهود إلى بيلاطس قائلين: يا سيد، قد تذكَّرنا أن ذلك المضلّ قال وهو حي إني بعد ثلاثة أيام أقوم. فمُرْ بضبط القبر إلى اليوم الثالث، لئلا يأتي تلاميذه ويسرقوه ويقولوا للشعب إنه قام من الأموات . وعلى هذا فقد وجب أن يُختَم الحجر على باب القبر. وهذا الختم، وهذه الحراسة المشددة دليل واضح على عدم وجود خداع في قيامة المسيح. ولما كانت هذه الإجراءات قد اتُّخذت فإن وجود القبر خالياً برهان قاطع على أنه قام. هل ترى إذاً كيف قدموا البرهان على صدق حقيقة القيامة، دون قصد؟ (14). |
||||
20 - 09 - 2024, 04:25 PM | رقم المشاركة : ( 173625 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحراس عند القبر ذهبت جماعة من رؤساء اليهود، بقيادة رئيس الكهنة إلى بيلاطس الوالي مطالبين بختم القبر وحراسته تحت إشراف عسكر الرومان. وكانت الحجَّة التي ساقوها هي أن يحموا القبر من سطو تلاميذ المسيح ليلاً، حتى لا يدَّعوا أن المسيح قام. وقال بيلاطس: عندكم حراس. إذهبوا واضبطوه كما تعلمون . ولا بد أن عدداً (عادة ما بين عشرة وثلاثين جندياً) من عسكر الرومان مضى معهم تحت إشرافهم لختم الحجر على القبر المملوك ليوسف الرامي، بختم النسر الروماني، مع ختم الوالي الروماني. وكان فضُّ مثل هذا الختم جريمة كبرى ضد الدولة. وكان هذا الإجراء أكبر برهان يدحض الاتهام الذي وجَّهه اليهود فيما بعد لتلاميذ المسيح من أنهم جاءوا ليلاً وسرقوا جسد يسوع. ولا بد أن قائد العسكر الروماني كان برتبة قائد مئة، ومحل ثقة عند بيلاطس، وقد حفظ التقليد لنا أن اسمه بترونيوس. وقد قام عسكر الرومان بواجبهم في حراسة القبر، كما سبق وقاموا بواجبهم في تنفيذ حكم الصلب، فقد كان عسكر الرومان يؤدّون واجبهم دوماً بأمانة وانضباط. وكان الختم الذي يحمل النسر الروماني أكثر قداسة عندهم من كل فلسفات إسرائيل وعقائدها القديمة.. ولا عجب فإن الجنود الذين يقترعون على رداء مصلوب دون اهتمام بآلامه، لا يمكن أن يخدعهم جليليون ضعفاء، أو أن يناموا في أثناء نوبة حراستهم فيعرضّون نفوسهم للموت. ولقد جرى جدال كثير حول قول بيلاطس: عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ. اِذْهَبُوا وَاضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ (متى 27: 65) فجاء السؤال: هل كان الحراس جنوداً رومانيين، أم كانوا من حرس الهيكل؟ ذلك أن قول بيلاطس: عندكم حراس قد تعني (1) أن عندهم حرس الهيكل أو (2) خذوا حراساً من الجند الروماني. ولكننا نرى أن الحراس كانوا من الرومان. فلماذا يذهب اليهود لبيلاطس لطلب حراس وعندهم الحراس؟ ولماذا قالوا للحراس بعد اكتشاف القبر الفارغ: وَإِذَا سُمِعَ ذ لِكَ عِنْدَ الْوَالِي فَنَحْنُ نَسْتَعْطِفُهُ، وَنَجْعَلُكُمْ مُطْمَئِنِّينَ (متى 28: 14). لا شك أنهم جنود الوالي وهم يستعطفون لهم الوالي. ثم أن قول بيلاطس عندكم حراس تحمل معنى الأمر، أي خذوا حراساً . كما أن كلمة حراس في اللغة الأصلية تطلق عادة على الحرس الروماني، وقد وُجدت وصفاً للعسكر الرومان في بردية ترجع إلى عام 22 م كما أن رؤساء الكهنة طلبوا من بيلاطس أن يأمر بضبط القبر (متى 27: 64). وسياق القصة كلها في أصحاحي 27 و 28 من إنجيل متى يظهر أن الحرس كان رومانياً، فإن اليهود يمكن أن يسامحوا الحرس اليهودي إذا نام، لكن الوالي الروماني هو الذي يسامح الحرس الروماني إذا نام! (راجع متى 28: 11 ، 14). لقد أخبر الحراس رؤساء الكهنة بقصة القبر الفارغ، ليتدبَّروا الأمر معهم، ولو أنهم أخبروا بيلاطس لوقع عليهم العقاب بالموت. لقد طلب قادة اليهود حرساً رومانياً، فأعطاهم الوالي الحرس. ولما كان العقاب واجباً على الحرس فقد استعطف قادة اليهود الوالي حتى لا يوقّع العقاب على حرسه. وقد كان انضباط الجندي الروماني مذهلاً، وكانت عقوبة الموت تُوقّع على الجندي في الأحوال الآتية، حسبما وردت في قوانين جستنيان: البقاء مع الأعداء - الهروب - قطع عضو من الجسد للهروب من الخدمة - العصيان زمن الحرب - صعود سور أو متراس - بدء تمرد - رفض حماية القائد - التهرب من الخدمة - القتل - مدّ اليد على رتبة أعلى أو شتم قائد - الهروب الذي يجعل آخرين يهربون - إفشاء السر للأعداء - ترك مكان الخدمة - جرح زميل بسيف - ترك الحراسة الليلية - كسر عصا قائد المئة عند تنفيذه التأديب - الهروب من السجن - تعكير السلام (15). وكانت العقوبة تتم بالقتل بالسيف، أو بالرمي من جبل عال. ولقد كان العقاب قديماً قاسياً للغاية بمقارنته بالعقاب الذي يوقَّع اليوم على الجندي المقصِّر. وبهذا انتصرت روما في حروبها الكثيرة (15). وكانت فرقة الحراسة الرومانية تتكون من عدد يتراوح بين 60 و 120 جندياً، ينقسمون إلى فرق صغيرة من أربعة جنود. أربعة يحرسون الخيمة من الأمام وأربعة يحرسونها من الخلف وسط الخيول. وكان أحد الأربعة يقف وقفة انتباه بينما يستريح زملاؤه الثلاثة بعض الشيء! ولكنهم جميعاً يكونون متنبهين لأي إنذار. ولقد كان هناك أربعة عساكر عند الصليب (يوحنا 19: 23). أما حرس الهيكل فقد كانوا ينتشرون ليلاً في 24 مكاناً عند الأبواب وفي الأفنية، 21 منهم من اللاويين فقط، وثلاثة من الكهنة معاً. وكانت كل فرقة منهم تتكّوَن من عشرة رجال، وهكذا نجد أن هناك 240 لاوياً و 30 كاهناً يعملون في الحراسة كل ليلة. وكان حرس الهيكل يستريحون نهاراً ويعملون ليلاً. وكان الرومان يقسمون حراسة الليل إلى أربع حراسات لكن اليهود كانوا يقسمونه على الأرجح إلى ثلاث. وكان هناك قائد عام لحرس الهيكل ليحفظ النظام في الهيكل. وليفتش على الحرس ليلاً. وكان الرؤساء والولاة يعيّنون القائد العام للحرس (16). وعندما كان القائد العام يصل إلى حرس الهيكل كانوا يقومون لتحيته. وكان الحارس النائم يُضرب أو تُحرق ثيابه عقاباً له. ومن هذا نفهم معنى قول الرؤيا 16: 15 طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عرياناً (16). وتقول المشنا إن حارساً كان يسير أمام القائد العام لحرس الهيكل يحمل مشعلاً. وكان كل جندي يقف ليقول للقائد: يا قائد حرس الهيكل، سلام لك وما لم يقف بهذه التحية فمعنى ذلك أنه كان نائماً، ويستحق ضرب العصا أو إحراق ثيابه. وعندما يسأل زملاؤه عن سبب الضوضاء في الهيكل كانوا يسمعون: وجدنا فلاناً نائماً في نوبة حراسته وهم يضربونه ويحرقون ثيابه! . بل إنهم أحياناً كانوا يحرقون قميص النائم على جسده، ليكون عبرة لغيره! فلو أن حراس القبر كانوا من الرومان أو من اليهود، فإن حراستهم كانت دقيقة. ولم يحدث أن لقي قبر كل هذه العناية.. |
||||
20 - 09 - 2024, 04:26 PM | رقم المشاركة : ( 173626 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التلاميذ الهاربون يشرح لنا متى جُبْن التلاميذ بقوله: حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلَامِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا (متى 26: 56) وهكذا يقول مرقس: فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا (مرقس 14: 50). ومن الواضح أن التلاميذ لم يكونوا شجعاناً بواسل ولا متسعي الفكر، ولذلك فإنهم هربوا جميعاً تاركين معلّمهم للذين قبضوا عليه. بل أن بطرس لعن وحلف أنه لا يعرف هذا الرجل ! وذلك أمام جارية! ولقد ملأ الرعب قلب بطرس فأنكر المعلم الذي أحبه والذي دعاه ليترك الشِباك ويصيد الناس. لقد كان التلاميذ صيّادين لا يعرفون حياة المدن، ولكنهم تبعوا المعلم الجليلي بأمانة وإخلاص، حتى جاءت الساعة الفاصلة عندما قُبض عليه في البستان، فأرعبتهم أضواء مشاعل الجند، فهربوا جميعاً! وظل التلاميذ مختفين حتى جاءتهم مريم المجدلية بأخبار القيامة في اليوم الثالث. ولقد ظنوا أن المرأة تهذي، فإن معلمهم قد مات وانتهى! ولم يكونوا بعد يعرفون الكتب أن مخلّصهم ينبغي أن يقوم من الأموات! |
||||
20 - 09 - 2024, 04:27 PM | رقم المشاركة : ( 173627 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القبر الفارغ لم يُقنع القبر الفارغ التلاميذ بحقيقة القيامة، والقول إن يوحنا رأى وآمن (يوحنا 20: 8) سببه أن يوحنا تذكَّر ما سبق أن قاله المسيح عن قيامته. أما مريم المجدلية والنسوة وبطرس فلم يؤمنوا بالقيامة عندما رأوا القبر الفارغ. ولكن ظهورات المسيح لهم بعد القيامة هي التي جعلتهم يؤمنون. غير أن القبر الفارغ برهن حقيقة تاريخية هي أن الذي ظهر للتلاميذ هو نفسه يسوع الناصري. ويلاحظ دارس العهد الجديد أن حقيقة القبر الفارغ لم ترِدْ إلا في الأناجيل. ولكن مواعظ الرسل للجمهور - كما يسجّلها سفر الأعمال - لم تذكرها، بالرغم من تأكيد الرسل الشديد على القيامة - والسبب: إن هذه الحقيقة كانت معروفة للجميع، فلم يكن هناك ما يدعو إلى برهنتها. لقد عرف الجمهور كله أن قبر المسيح فارغ، فكان المهم هو: ما هي دلالة القبر الفارغ؟ لماذا هو فارغ؟ والقبر الفارغ يقف صخرة راسخة كدليل من أقوى الأدلة على قيامة المسيح. لقد ربح الرسل كثيرين للإيمان بالمسيح - بالرغم من عداوة السامعين بعد أن أعلنوا خبر القيامة المفرح، وهم على بُعد قريب من القبر، يمكن لمن يشاء أن يذهب إليه بنفسه. فهل كان يمكن أن يربحوا كل هؤلاء لو أن جسد المسيح كان مُسجى في قبره؟! وهل يمكن أن يقبل الكهنة والفريسيون وقادة اليهود ما أعلنه التلاميذ البسطاء، بدون مقاومة، لو لم يكن القبر فارغاً فعلاً؟! إن حقيقة القيامة ما كان يمكن أن تُعلَن في أورشليم لو لم يكن القبر قد خلا حقاً من جسد المسيح، فقد كان اليهود قادرين على إحضار الجسد لو أنه كان موجوداً! (13). حاول قادة اليهود أن يَرْشوا الحراس ليقولوا إن تلاميذ المسيح سرقوا جسده، وهم نيام (متى 28: 11 - 15). وهذا في ذاته برهان على أن القبر كان فارغاً.. لكن المشكلة هي في تفسير سرّ هذا الفراغ! لقد نشر اليهود في القرن الثاني عشر كتابات تحوي تفسيراً للقبر الفارغ، تقول إن الملكة عندما سمعت أن الرؤساء قتلوا يسوع ودفنوه وأنه قام أيضاً، أمرتهم أن يجيئوا بجسد يسوع في بحر ثلاثة أيام وإلا قتلتهم. عندئذ قال يهوذا: تعالوا لتروا الرجل الذي تطلبونه لأني أنا الذي أخذته من القبر. لقد خفت أن يسرقه التلاميذ، فأخذته وخبأته في بستان وعملت مجرى ماء فوق مكانه . وتكمل القصة بأن الجسد قد ظهر. (عن توليدوث يسوع ) (17). وواضح أن هذه القصة هي من إنتاج فكر العصور الوسطى، ولكنها دليل على أن القبر كان فارغاً. وأن الأمر يعوزه التعليل. ولعله لهذا السبب تغفل معظم الكتابات المنافية للمسيحية ذكر القبر الفارغ، لأن القبر الفارغ ضربة مميتة لكل الاعتراضات على الشهادة المسيحية، والصخرة التي تتحطم عليها كل النظريات المخادعة. ويلاحظ دارس تاريخ الكنيسة أن المسيحيين في القرون الأولى لم يجعلوا من قبر المسيح مزاراً، فإن الجسد لم يكن هناك. فلماذا الزيارة؟ فلا الأناجيل ولا سفر الأعمال ولا الرسائل لا كتابات الأبوكريفا ولا الكتابات القديمة تذكر أن للمسيحية مزاراً. ألم تَشْتَقْ سيدة واحدة من اللواتي أحسن المسيح إليهنّ أن تزور قبره؟ ألم يَشْتَقْ أندراوس أو بطرس أو يوحنا أن يحجّوا إلى قبره؟ ألم يُرِدْ شاول الطرسوسي أن يزور القبر ليذرف الدمع ندماً على ما سبق أن اقترفه في حق صاحبه؟.. لو أنهم عرفوا أن جسد المسيح مُسجَى هناك لأسرعوا لزيارته (13). |
||||
20 - 09 - 2024, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 173628 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأكفان تتضح من رواية يوحنا أهمية الأكفان كبرهان للقيامة. إنه يقول: فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الْآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ. وَكَانَ الِا ثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعاً. فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الْآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَّوَلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَانْحَنَى فَنَظَرَ الْأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَل كِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الْأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَالْمِنْدِيلَ الّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعاً مَعَ الْأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفاً فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضاً التِّلْمِيذُ الْآخَرُ الّذِي جَاءَ أَّوَلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الْأَمْوَاتِ (يوحنا 20: 3 - 9). كانت مريم المجدلية قد أخبرت بطرس ويوحنا أن المسيح ليس في القبر، فجَرَيا حتى سبق يوحنا بطرس، وانحنى ينظر فرأى الأكفان موضوعة، وتبعه بطرس، وكان المنديل الذي يغطي الرأس ملفوفاً وحده بعيداً عن الأكفان. والكلمة موضوعة في اليونانية تعني العناية في وضعها، وهي في صيغة التوكيد، بمعنى أنها ليست ملقاة، بل في موضعها الذي كانت فيه على الجسد. وفي موضع الرأس كان المنديل، وهذا معناه أن الجسد قد انسحب من أكفانه. وعندما رأى يوحنا ذلك لم يحتَجْ إلى شهادة إنسان ولا ملاك بل رأى فآمن، وسجّل شهادته لنا. ويقول كيرلس الاسكندري (326 - 444 م) إن الطريقة التي وُضعت بها الأكفان قادت التلاميذ للتأكد من القيامة. ويقول بروفسور ا. ه-. داي: إن رواية يوحنا تتميَّز بلمسة شخصية. إنها لا تحمل شهادة شاهد عيان فحسب، بل وشهادة مراقب دقيق الملاحظة.. إن ركض التلميذين وترتيب وصولهما إلى القبر ودخولهما إليه، وكيف أن يوحنا انحنى أولاً ونظر من خلال باب القبر ورأى الأكفان موضوعة، بينما بطرس أكثرهما جسارة - كان أول من دخل ونظر (وهي في اليونانية تعني التدقيق والفحص)، ووصف موضع الأكفان والمنديل - وهو وصف لا تصنُّع فيه، لكنه وصف دقيق انطبع في ذاكرته بسبب ما رآه، وكان نقطة تحّول في إيمانه وحياته. فلم يكن الأمر قاصراً على القبر الفارغ فحسب، بل والأكفان التي ظلت في موضعها كما هي. لقد سجَّل لنا يوحنا أن يوسف الرامي ونيقوديموس أتيا بمزيج مرّ وعود نحو مئة مناً، ولفَّا الجسد بالأكفان مع الأطياب.. ولكن ها يوحنا يسجل ما رآه هو وزميله بطرس عندما أتيا إلى القبر في صباح القيامة: 1 - الأكفان موضوعة بعناية كما لو أن الجسد ما زال داخلها. 2 - المنديل الذي كان على الرأس ليس موضوعاً مع الأكفان. 3 - المنديل ملفوفاً، وكأنه ما زال على الرأس، على مسافة قريبة من بقية الأكفان، في موضع الرأس. لقد كانت جميعها في مكانها كما هي لم تلمسها يد، ولم يُطّوَح بها في أي مكان، بل كانت جميعها كالشرنقة التي خرجت منها الفراشة وطارت! وبعد التلميذين نظرت المجدلية فرأت ملاكين بثياب بيض جالسَيْن واحداً عند الرأس والآخر عند القدمين، والأكفان بينهما. ويضيف كل من متى ومرقس أن أحد الملاكين قال: قد قام. ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه . وقد أكَّد هذا كله للتلاميذ أن القيامة قد حدثت! (2). ولا شك أن بطرس ويوحنا اختبرا ما يمكن أن يقولا عنه: حقاً! الرب في هذا المكان (10) وكأن الأكفان والأطياب والمنديل قالت للمشاهدين: كل ما تألم به المسيح قد تغيَّر ومضى.. أما نحن الأكفان والأطياب والمنديل، فإننا من الأرض ونبقى (10). |
||||
20 - 09 - 2024, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 173629 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وضع الحجر الكلمة اليونانية التي تصف وضع الحجر لها معناها. متى 27: 60 دحرج حجراً كبيراً . مرقس 16: 3 ، 4 يستعمل دحرج مع إضافة كلمة يونانية أخرى لتعني أن مدخل القبر كان منحدراً أو مائلاً قليلاً. لوقا 24: 2 يستعمل دحرج مع إضافة كلمة يونانية أخرى لتعني منفصلاً، أو بعيداً قليلاً. أي أن الحجر كان بعيداً قليلاً في المسافة عن القبر كله. يوحنا 20: 1 كلمة أخرى هي مرفوعاً عن القبر أي بعيداً عنه كله. لقد كان يلزم جهد ضخم لدحرجة مثل هذا الحجر الكبير. |
||||
20 - 09 - 2024, 04:31 PM | رقم المشاركة : ( 173630 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الختم ولقد تمَّ ختم القبر بحضور الجند الرومان. ولن يُفتح باب القبر إلا إذا كُسر الختم، وهذه جريمة ضد الدولة الرومانية! ولكن الختم كُسر، والحجر دُحرج، وكان على الحراس أن يقدموا تقريراً لقادتهم ورؤسائهم .. فقد كان الكل يخافون كسر الختم الروماني! الحرس الروماني: يقدم متى الملاحظات الآتية: وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لِأَنَّ مَلَاكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَا لْبَرْقِ، وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَا لثَّلْجِ. فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ.,, قَوْمٌ مِنَ الْحُرَّاسِ جَاءُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ بِكُلِّ مَا كَانَ. فَا جْتَمَعُوا مَعَ الشُّيُوخِ، وَتَشَاوَرُوا، وَأَعْطَوُا الْعَسْكَرَ فِضَّةً كَثِيرَةً قَائِلِينَ: قُولُوا إِنَّ تَلَامِيذَهُ أَتَوْا لَيْلاً وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَامٌ. وَإِذَا سُمِعَ ذ لِكَ عِنْدَ الْوَالِي فَنَحْنُ نَسْتَعْطِفُهُ، وَنَجْعَلُكُمْ مُطْمَئِنِّينَ . فَأَخَذُوا الْفِضَّةَ وَفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُمْ، فَشَاعَ هذَا الْقَوْلُ عِنْدَ الْيَهُودِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ (متى 28: 2 - 4 ، 11 - 15). ارتعب الحراس - الغلاظ وقساة القلوب - من المنظر المصاحب لقيامة المسيح حتى صاروا كأموات! ولم يكن لديهم أدنى اهتمام بطبيعة العمل الذي أُوكل إليهم، بل كان كل همهم أن يقوموا بالحراسة فقط، إخلاصاً منهم للنسر الروماني الموضوع على الختم، فقد كان هذا الختم شيئاً مقدساً عندهم وأكثر أهمية من كل فلسفة اليهود وعقائدهم. ولم يستطيعوا أن يقولوا إنهم كانوا نائمين لأن هذا يعني حكم الموت عليهم. وكان عليهم أن يعتمدوا على وعد رؤساء الكهنة لهم في استعطافهم للوالي (12) إذاً لا سبيل أمامهم غير ذلك فالحجر قد دُحرج والختم كُسر والجسد غير موجود! |
||||