13 - 09 - 2024, 03:48 PM | رقم المشاركة : ( 173001 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
امتناع رجل الله عن الأكل: 7 ثُمَّ قَالَ الْمَلِكُ لِرَجُلِ اللهِ: «ادْخُلْ مَعِي إِلَى الْبَيْتِ وَتَقَوَّتْ فَأُعْطِيَكَ أُجْرَةً». 8 فَقَالَ رَجُلُ اللهِ لِلْمَلِكِ: «لَوْ أَعْطَيْتَنِي نِصْفَ بَيْتِكَ لاَ أَدْخُلُ مَعَكَ وَلاَ آكُلُ خُبْزًا وَلاَ أَشْرَبُ مَاءً فِي هذَا الْمَوْضِعِ. 9 لأَنِّي هكَذَا أُوصِيتُ بِكَلاَمِ الرَّبِّ قَائِلًا: لاَ تَأْكُلْ خُبْزًا وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً وَلاَ تَرْجعْ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتَ فِيهِ». "ثم قال الملك لرجل الله: ادخل معي إلى البيت وتقوَّت فأعطيك أجرة" [7]. يرى البعض أن هذه الدعوة هي عرض من الملك للنبي لكي يقبل أن يكون كاهنًا لديه، فيقدِّم له أجرة مجزية ومغرية. ربَّما كانت الدعوة هي مكافأة أراد أن يقدِّمها الملك للنبي مقابل شفاء يده. جاء الأمر الإلهي ألاَّ يرجع من نفس الطريق الذي جاء منه، أولًا كاختبار عملي لطاعته لله. ومن جانب آخر لكي لا يعطي فرصة أن يتعرَّف عليه أحد ويسيء معاملته بعدما وبَّخ الملك ورفض قبول الدعوة للدخول إلى بيته والجلوس على مائدته الملوكيَّة. "فقال رجل الله للملك: لو أعطيتني نصف بيتك لا ادخل معك، ولا أكل خبزًا ولا أشرب ماء في هذا الموضع. لأنِّي هكذا أوصيت بكلام الرب قائلًا: لا تأكل خبزًا ولا تشرب ماء ولا ترجع في الطريق الذي ذهبت فيه" [8-9]. تنفيذ الوصيَّة أو الطاعة لله في عيني الله أفضل من اقتناء نصف مملكة يربعام. هكذا يرى المؤمن في الوصيَّة الإلهيَّة ليس مجالًا للحوار والنقاش، لكنَّها فرصة لقاء حب مع الله يشبع كل كيانه. لا يرى في تنفيذها حرمانًا من لذَّة معيَّنة، أو كبتًا لمشاعر معيَّنة، إنَّما يرى فيها لذَّة تفوق كل لذَّة في العالم كلُّه. يرى فيها اقتناء لمواهب كل الخيرات، وتمتُّع بخالق السماء والأرض. الوصيَّة مشبعة لأعماقه ومفرحة للغاية، فهي كنزه الذي يحرص عليه فيحوط به بكل قلبه لتبقى مستقرَّة في أعماقه الداخليَّة. يقول المرتِّل:"إن كلماتك حلوة في حلقي، أفضل من العسل والشهد في فمي" (مز 119: 103). لكلمة الله عذوبة خاصة، أحلى من كل فلسفات العالم ومعرفته وحكمته. شتَّان بين من يدرس كلمة الله بطريقة عقلانيَّة بشريَّة جافة، وبين من يأكلها ليغتذي بها، فيجدها طعامًا مشبعًا وحلوًا، أشهى من العسل والشهد. إنَّها تعطي عذوبة للنفس، فتحوِّل جفاف قلبنا القاسي إلى عذوبة الحب المتَّسع والمترفِّق! كأن كلمة الله في عذوبتها تحوِّل المؤمن إلى الحياة العذبة، فيستعذب الآخرون الشركة معه. * إذا أكل إنسان حصرمًا تضرَّست أسنانه وصارت تعاني من فرط الحساسيَّة فلا يقوى على أكل الخبز، هكذا أيضًا إذا ما اقتات إنسان على دنس هذا العالم بإفراط وانغمس في أحاديث النميمة الباطلة فإنَّه يحتقر ويرفض الدرس الإلهي الحلو حتى إذا ما قرأه هذا الإنسان لا يستطيع أن يقول مع النبي: "ما أحلي قولك يا رب". * تبقى حلاوة كلمة الله دائمة فينا شريطة أن نرغب في غرسها في الآخرين بتكرارها وترديدها دومًا بحبٍ كاملٍ متدفِّقٍ. الأب قيصريوس أسقف آرل * أحيانًا يكون لعبارات كتابيَّة عذوبة متزايدة في الفم (مز 119: 103) كما يكرِّر المرء عبارة بسيطة في الصلاة عدَّة مرَّات دون أن يشبع منها وينتقل منها إلى عبارة أخرى. مار اسحق أسقف نينوى * الآن تعليم الحكمة المُعلن يشبه العسل، وكالشهد الذي يُضغط عليه من الأسرار الغامضة كما يُفعل بخلايا الشمع بفم المُعلِّم كمن يمضغه، فيكون حلوًا في فم القلب لا الفم الجسدي. القديس أغسطينوس * إنَّه سحر الحق الذي عبَّر عنه المرتِّل مؤكِّدًا ذلك عند قوله: "كم هي حلوة كلماتك لحلقي، إنَّها أحلى من العسل في فمي". القدِّيس باسيليوس * صارت كلمات الله حلوة لي مثل عسل الشهد، وصرخت من أجل المعرفة، ورفعت صوتي لأجل الحكمة. القديس غريغوريوس النزينزي * أيضًا "اذهب إلى النحلة وتعلَّم منها مقدار نشاطها". تأمَّل كيف تنتقل بين كل أنواع الزهور المختلفة لتجمع لك عسلها. هكذا لتنتقل أنت بين الكتب المقدَّسة وتتمسَّك بخلاص نفسك، وإذ تشبع منها تقول: "وجدت كلامك حلوًا في حلقي، أحلى من العسل والشهد في فمي". القديس كيرلس الأورشليمي يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أنَّه ليس كل نفسٍ تجد عذوبة في كلمة الله، بل النفس السويَّة غير المريضة، فإن المريض لا يشعر بطعم الطعام وعذوبته. * مع هذا... لا يعرف البعض حتى أنَّه توجد كتب مقدَّسة لا نهائيًا. لهذا السبب صدِّقوني ليس شيء سليمًا، ليس من أمرٍ نافعٍ يصدر عنَّا. القديس يوحنا الذهبي الفم إذ يكتب القديس جيرومعن الأرملة Furia تحدَّث عن دبُّورة بكونها النحلة التي تجمع من زهور الكتاب المقدَّس عسل النحل.[حسنًا دُعيت نحلة (دبُّورة)، لأنَّها تتغذَّى على زهور الكتاب، وكانت تُحاط برائحة الروح القدس الذكيَّة، وتجمع معًا في وحدة مع الشفاه النبوي عصير النكتارين الحلو]. |
||||
13 - 09 - 2024, 04:20 PM | رقم المشاركة : ( 173002 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* إذا أكل إنسان حصرمًا تضرَّست أسنانه وصارت تعاني من فرط الحساسيَّة فلا يقوى على أكل الخبز، هكذا أيضًا إذا ما اقتات إنسان على دنس هذا العالم بإفراط وانغمس في أحاديث النميمة الباطلة فإنَّه يحتقر ويرفض الدرس الإلهي الحلو حتى إذا ما قرأه هذا الإنسان لا يستطيع أن يقول مع النبي: "ما أحلي قولك يا رب". * تبقى حلاوة كلمة الله دائمة فينا شريطة أن نرغب في غرسها في الآخرين بتكرارها وترديدها دومًا بحبٍ كاملٍ متدفِّقٍ. الأب قيصريوس أسقف آرل |
||||
13 - 09 - 2024, 04:21 PM | رقم المشاركة : ( 173003 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* أحيانًا يكون لعبارات كتابيَّة عذوبة متزايدة في الفم (مز 119: 103) كما يكرِّر المرء عبارة بسيطة في الصلاة عدَّة مرَّات دون أن يشبع منها وينتقل منها إلى عبارة أخرى. مار اسحق أسقف نينوى |
||||
13 - 09 - 2024, 04:23 PM | رقم المشاركة : ( 173004 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* الآن تعليم الحكمة المُعلن يشبه العسل، وكالشهد الذي يُضغط عليه من الأسرار الغامضة كما يُفعل بخلايا الشمع بفم المُعلِّم كمن يمضغه، فيكون حلوًا في فم القلب لا الفم الجسدي. القديس أغسطينوس |
||||
13 - 09 - 2024, 04:24 PM | رقم المشاركة : ( 173005 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* إنَّه سحر الحق الذي عبَّر عنه المرتِّل مؤكِّدًا ذلك عند قوله: "كم هي حلوة كلماتك لحلقي، إنَّها أحلى من العسل في فمي". القدِّيس باسيليوس |
||||
13 - 09 - 2024, 04:26 PM | رقم المشاركة : ( 173006 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* أيضًا "اذهب إلى النحلة وتعلَّم منها مقدار نشاطها". تأمَّل كيف تنتقل بين كل أنواع الزهور المختلفة لتجمع لك عسلها. هكذا لتنتقل أنت بين الكتب المقدَّسة وتتمسَّك بخلاص نفسك، وإذ تشبع منها تقول: "وجدت كلامك حلوًا في حلقي، أحلى من العسل والشهد في فمي". القديس كيرلس الأورشليمي |
||||
13 - 09 - 2024, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 173007 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أنَّه ليس كل نفسٍ تجد عذوبة في كلمة الله، بل النفس السويَّة غير المريضة، فإن المريض لا يشعر بطعم الطعام وعذوبته. * مع هذا... لا يعرف البعض حتى أنَّه توجد كتب مقدَّسة لا نهائيًا. لهذا السبب صدِّقوني ليس شيء سليمًا، ليس من أمرٍ نافعٍ يصدر عنَّا. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
13 - 09 - 2024, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 173008 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
افتراس رجل الله: 10 فَذَهَبَ فِي طَرِيق آخَرَ، وَلَمْ يَرْجعْ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ إِلَى بَيْتِ إِيلَ. 11 وَكَانَ نَبِيٌّ شَيْخٌ سَاكِنًا فِي بَيْتِ إِيلَ، فَأَتَى بَنُوهُ وَقَصُّوا عَلَيْهِ كُلَّ الْعَمَلِ الَّذِي عَمِلَهُ رَجُلُ اللهِ ذلِكَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِ إِيلَ، وَقَصُّوا عَلَى أَبِيهِمِ الْكَلاَمَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ إِلَى الْمَلِكِ. 12 فَقَالَ لَهُمْ أَبُوهُمْ: «مِنْ أَيِّ طَرِيق ذَهَبَ؟» وَكَانَ بَنُوهُ قَدْ رَأَوْا الطَّرِيقَ الَّذِي سَارَ فِيهِ رَجُلُ اللهِ الذَّي جَاءَ مِنْ يَهُوذَا. 13 فَقَالَ لِبَنِيهِ: «شُدُّوا لِي عَلَى الْحِمَارِ». فَشَدُّوا لَهُ عَلَى الْحِمَارِ فَرَكِبَ عَلَيْهِ 14 وَسَارَ وَرَاءَ رَجُلِ اللهِ، فَوَجَدَهُ جَالِسًا تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ، فَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ رَجُلُ اللهِ الَّذِي جَاءَ مِنْ يَهُوذَا؟» فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». 15 فَقَالَ لَهُ: «سِرْ مَعِي إِلَى الْبَيْتِ وَكُلْ خُبْزًا». 16 فَقَالَ: «لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَرْجعَ مَعَكَ وَلاَ أَدْخُلُ مَعَكَ وَلاَ آكُلُ خُبْزًا وَلاَ أَشْرَبُ مَعَكَ مَاءً فِي هذَا الْمَوْضِعِ، 17 لأَنَّهُ قِيلَ لِي بِكَلاَمِ الرَّبِّ: لاَ تَأْكُلْ خُبْزًا وَلاَ تَشْرَبْ هُنَاكَ مَاءً. وَلاَ تَرْجعْ سَائِرًا فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتَ فِيهِ». 18 فَقَالَ لَهُ: «أَنَا أَيْضًا نَبِيٌّ مِثْلُكَ، وَقَدْ كَلَّمَنِي مَلاَكٌ بِكَلاَمِ الرَّبِّ قَائِلًا: ارْجعْ بِهِ مَعَكَ إِلَى بَيْتِكَ فَيَأْكُلَ خُبْزًا وَيَشْرَبَ مَاءً». كَذَبَ عَلَيْهِ. 19 فَرَجَعَ مَعَهُ وَأَكَلَ خُبْزًا فِي بَيْتِهِ وَشَرِبَ مَاءً. 20 وَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عَلَى الْمَائِدَةِ كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى النَّبِيِّ الَّذِي أَرْجَعَهُ، 21 فَصَاحَ إِلَى رَجُلِ اللهِ الَّذِي جَاءَ مِنْ يَهُوذَا قَائِلًا: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ خَالَفْتَ قَوْلَ الرَّبِّ وَلَمْ تَحْفَظِ الْوَصِيَّةَ الَّتِي أَوْصَاكَ بِهَا الرَّبُّ إِلهُكَ، 22 فَرَجَعْتَ وَأَكَلْتَ خُبْزًا وَشَرِبْتَ مَاءً فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَكَ: لاَ تَأْكُلْ فِيهِ خُبْزًا وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً، لاَ تَدْخُلُ جُثَّتُكَ قَبْرَ آبَائِكَ». 23 ثُمَّ بَعْدَمَا أَكَلَ خُبْزًا وَبَعْدَ أَنْ شَرِبَ شَدَّ لَهُ عَلَى الْحِمَار،ِ أَيْ لِلنَّبِيِّ الَّذِي أَرْجَعَهُ، 24 وَانْطَلَقَ. فَصَادَفَهُ أَسَدٌ فِي الطَّرِيقِ وَقَتَلَهُ. وَكَانَتْ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً فِي الطَّرِيقِ وَالْحِمَارُ وَاقِفٌ بِجَانِبِهَا وَالأَسَدُ وَاقِفٌ بِجَانِبِ الْجُثَّةِ. "فذهب في طريق آخر ولم يرجع في الطريق الذي جاء فيهإلى بيت إيل. وكان نبي شيخ ساكنًا في بيت إيل، فأتى بنوه وقصُّوا عليه كل العمل الذي عمله رجل الله ذلك اليوم في بيت إيل، وقصُّوا على أبيهم الكلام الذي تكلَّم بهإلى الملك. فقال لهم أبوهم: من أي طريق ذهب؟ وكان بنوه قد رأوا الطريق الذي سار فيه رجل الله الذي جاء من يهوذا" [8-12]. ما أكثر حيل إبليس وخداعاته. استطاع النبي أن يقف أمام الملك، وبكل جرأة رفض الدخول إلى بيته والجلوس على مائدته. وفي طاعة لله عاد في طريق آخر غير الذي جاء منه. ومع هذا لم يتركه عدوّ الخير يتمتَّع بما ناله من بركات الطاعة. أرسل إليه من يخدعه حتى لا يتمِّم وصيَّة الله له. أرسل إليه نبي شيخ مخادع وكاذب، قدَّم مشورة لرجل الله، ناسبًا إيَّاها لإعلان سماوي. ربَّما نشأ هذا النبي الكاذب في مدرسة الأنبياء التي أسَّسها صموئيل النبي، لكن العالم أغواه، ففارقه روح النبوَّة بسبب شرِّه، لأنَّه يليق بأنبياء الله الحقيقيِّين أن يكونوا قدِّيسين (2 بط 1: 21). يرى البعض أن ما فعله هذا المخادع كان بحسن نيَّة فقد أراد أن يقدِّم طعامًا لرجل الله الجائع والمرهق. لكن الرأي الغالب أنَّه نبي كذاب، وكان من طبيعة هؤلاء الأنبياء أن يُسرُّوا بسقوط الأنبياء الحقيقيِّين. حقًا إنَّه لم يذهب ليشترك مع الملك في تقديم العبادة، إنَّما ذهب أولاده وعادوا يحكون له ما قد حدث. ربَّما ذهبوا من أجل حب الاستطلاع وليس للاشتراك في العبادة الوثنيَّة. على أي الأحوال لم يقف هذا النبي ضد العبادة الوثنيَّة، ولم يقف ضد الملك في هذا الشأن. كان غير مخلصٍ للرب، سكن في مدينة وثنيَّة، ولم يشهد للإله الحق. كان يليق برجل الله أن يكون له روح التمييز، فيفرز ما هو حق ممَّا هو باطل، فلا يقدر النبي الكاذب أن يخدعه. * صلوا لكي يهبكم الله نعمة الإدراك السليم في كل الأمور، فتقدروا أن تميِّزوا بين الخير والشرّ تمييزًا حسنًا. * لقد كتب الرسول بولس: "وأمَّا الطعام القوي فللبالغين" (عب 5: 14). هؤلاء الذين بواسطة العمل المتواصل والجهاد" تُدرَّب حواسهم وميولهم على التمييز بين الخير والشرّ، وقد أُحصوا كأبناء الملكوت وصاروا من عداد أبناء الله، هؤلاء يعطيهم الله الحكمة والتمييز الحسن في كل أعمالهم، فلا يقدر إنسان أو شيطان أن يخدعهم. فالعدوّ يحارب المؤمنين تحت صورة الخير، وينجح في خداع كثيرين، هؤلاء الذين ليس لهم حكمة ولا تمييز حسن. لهذا علَّم الرسول بولس عن غنى الفهم الذي لا حد لعظمته، المخصَّص للمؤمنين، إذ كتب إلى أهل أفسس يقول: "كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والإعلان في معرفته مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته، وما هو غنى مجد ميراثه مع القدِّيسين" (أف 1: 17-18)، كاتبًا هذا بدافع حبُّه العظيم المتزايد نحوهم، ولعلمه أنَّهم إن اقتنوا الفهم لا يعود يكون بالنسبة لهم شيء فيه صعوبة، ولا يمسُّهم خوف، بل يعزِّيهم فرح الرب نهارًا وليلًا، وتصير الأعمال بالنسبة لهم عذبة في كل حين. حقًا إن كثيرين من الرهبان والعذارى في المجمع لم يقتنوا الفهم بهذه الدرجة، وأمَّا أنتم فإن أردتم أن تحصلوا عليه بهذا المقدار الذي فيه كمال، فاهربوا من أولئك الذين يحملون اسم "رهبان وبتوليُّون" دون أن يكون لهم الإدراك الحقيقي والتمييز الحسن. لأنَّكم إن اختلطتم بهم، لن يدعكم تتقدَّمون بل وربَّما يطفئون حرارة غيرتكم، إذ لا حرارة لهم بل برودة وهم يسيرون وراء أهوائهم. فإن أتوا إليكم وتحدَّثوا معكم في أمور أرضيَّة حسب أهوائهم الخاصة، لا تستكينوا لهذا؟، إذ كتب الرسول بولس: "لا تطفئوا الروح، لا تحتقروا النبوَّات" (1 تس 5: 20)، عالمين أنَّه لا شيء يطفئ الروح أكثر من الكلام الباطل. القديس أنبا أنطونيوس |
||||
13 - 09 - 2024, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 173009 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* صلوا لكي يهبكم الله نعمة الإدراك السليم في كل الأمور، فتقدروا أن تميِّزوا بين الخير والشرّ تمييزًا حسنًا. * لقد كتب الرسول بولس: "وأمَّا الطعام القوي فللبالغين" (عب 5: 14). هؤلاء الذين بواسطة العمل المتواصل والجهاد" تُدرَّب حواسهم وميولهم على التمييز بين الخير والشرّ، وقد أُحصوا كأبناء الملكوت وصاروا من عداد أبناء الله، هؤلاء يعطيهم الله الحكمة والتمييز الحسن في كل أعمالهم، فلا يقدر إنسان أو شيطان أن يخدعهم. فالعدوّ يحارب المؤمنين تحت صورة الخير، وينجح في خداع كثيرين، هؤلاء الذين ليس لهم حكمة ولا تمييز حسن. لهذا علَّم الرسول بولس عن غنى الفهم الذي لا حد لعظمته، المخصَّص للمؤمنين، إذ كتب إلى أهل أفسس يقول: "كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والإعلان في معرفته مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته، وما هو غنى مجد ميراثه مع القدِّيسين" (أف 1: 17-18)، كاتبًا هذا بدافع حبُّه العظيم المتزايد نحوهم، ولعلمه أنَّهم إن اقتنوا الفهم لا يعود يكون بالنسبة لهم شيء فيه صعوبة، ولا يمسُّهم خوف، بل يعزِّيهم فرح الرب نهارًا وليلًا، وتصير الأعمال بالنسبة لهم عذبة في كل حين. حقًا إن كثيرين من الرهبان والعذارى في المجمع لم يقتنوا الفهم بهذه الدرجة، وأمَّا أنتم فإن أردتم أن تحصلوا عليه بهذا المقدار الذي فيه كمال، فاهربوا من أولئك الذين يحملون اسم "رهبان وبتوليُّون" دون أن يكون لهم الإدراك الحقيقي والتمييز الحسن. لأنَّكم إن اختلطتم بهم، لن يدعكم تتقدَّمون بل وربَّما يطفئون حرارة غيرتكم، إذ لا حرارة لهم بل برودة وهم يسيرون وراء أهوائهم. فإن أتوا إليكم وتحدَّثوا معكم في أمور أرضيَّة حسب أهوائهم الخاصة، لا تستكينوا لهذا؟، إذ كتب الرسول بولس: "لا تطفئوا الروح، لا تحتقروا النبوَّات" (1 تس 5: 20)، عالمين أنَّه لا شيء يطفئ الروح أكثر من الكلام الباطل. القديس أنبا أنطونيوس |
||||
13 - 09 - 2024, 04:34 PM | رقم المشاركة : ( 173010 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"فقال لبنيه: شِدُّوا لي على الحمار. فشَدُّوا له على الحمار، فركب عليه. وسار وراء رجل الله، فوجده جالسًا تحت البلُّوطة. فقال له: أأنت رجل الله الذي جاء من يهوذا؟ فقالأنا هو. فقال له: سر معيإلى البيت وكل خبزًا" [13-15]. لم يكن رفضه مثل هذه الدعوة مقبولًا في الشرق، إذ تحمل معنى الاستهانة بالمضيف. كانت العادة عندما يصل إنسان إلى مدينة يستضيفه أحد سكَّانها، فيقدِّم له طعامًا ويعطيه مأوى يحميه من الجو كما من اللصوص أو الأعداء، ويشارك الضيف المضيف العبادة أو يتمتَّع بآلهة العائلة. كان ينظر إلى الضيف أنَّه قد صار أحد أفراد الأسرة يشاركها كل شيء، وأنَّه "ضيف الله". "فقال: لا أقدر أن أرجع معك، ولا أدخل معك، ولا أكل خبزًا ولا أشرب معك ماء في هذا الموضع. لأنَّه قيل لي بكلام الرب: لا تأكل خبزًا ولا تشرب هناك ماء، ولا ترجع سائرًا في الطريق الذي ذهبت فيه. فقال له: أنا أيضًا نبي مثلك، وقد كلَّمني ملاك بكلام الرب قائلًا: ارجع به معك إلى بيتك فيأكل خبزًا ويشرب ماء. كذب عليه" [16-18]. يرى البعض أنَّه من المستحيل أن يكون هذا النبي كذَّابًا، لكنَّه إذ قال بأن ملاكًا تحدَّث معه بكلمة الرب [18]، فإن كلمة "ملاك" معناها "رسول". فهو يقصد بالملاك ابنيه اللذين قدُما إليه من عند الملك وأخبراه بكل ما حدث مع رجل الله، وأنَّهما اشتهيا أن يستضيفاه. لهذا فما قاله النبي إنَّما هو تورية عن ابنيه اللذين أرسلهما له الرب لكي يحثَّاه على استضافته، خاصة وأنَّه إذ شاهد رجل الله تحت الشجرة في تعب شديد، شعر بأنَّه محتاج إلى طعام وشراب ليتقوَّى جسده. لهذا فإن النبي الشيخ هو نفسه قد خدعه عدوّ الخير، لكن بدافع الشفقة أغوى رجل الله ليخالف وصيَّة الرب له. "ولا عجب لأن الشيطان نفسه يغيِّر شكله إلى شبه ملاك نور (2 كو 14: 11). إنَّه يخدع الآخرين، ويحثُّهم على خداع الغير تحت ثوب الفضيلة. على أي الأحوال كان يمكن لرجل الله أن يكتشف كذب هذا النبي، أولًا لأن الوصيَّة الإلهيَّة التي بلغته جاءت مباشرة من الله، فلماذا يطالب الله بما يخالفها عن طريق شخص آخر؟ لو أن هذا النبي أمينًا لماذا لم يشهد ضد العبادة الوثنيَّة في يوم الاحتفال العظيم الذي أعدَّه الملك؟ لماذا لم يرجع رجل الله إلى الله يسأله قبل أن يعصي الوصيَّة ويأكل؟ كان كلاهما في حاجة إلى روح التمييز، فإن كان النبي المُسنّ قد انخدع تحت الرغبة في استضافة رجل الله المرهق، فهو بلا عذر. كان رجل الله - الذي جاء من يهوذا بدعوة إلهيَّة مباشرة وتنبَّأ للملك وتحقَّقت نبوَّته، وعلى يديه أُصيبت يد الملك بالفالج وشُفيت - في حاجة إلى روح التمييز ليفرز الحق من الباطل. روح التمييز والإفراز هو الطريق الآمن، هو عطيَّة الروح القدس الذي يقودنا في طريقه الملوكي حتى يعبر بنا إلى حضن الآب. |
||||