منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 05 - 09 - 2024, 05:29 PM   رقم المشاركة : ( 172371 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








خدمة الملائكة لله

(1) التسبيح والسجود لله: إن مهمة الملائكة هي التسبيح لله بصفة دائمـة (مز 148: 2؛ 103: 20). ولقد ترنمت كواكب الصبح معًا، وهتف جميع بني الله، عندما خلق الله الخليقة الأولى (أي 38: 7)، وكان ترنيمهم وهتافهم دلالة على الفرح والإعجاب بالله الخالق، وبإبداعه فيما خلق، وبقدرته العظيمة. ولقد رأى إشعياء النبي السرافيم حول العرش قائلة: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ» (إش 6: 3). ولقد نظر يوحنا الحبيب، وسمع صوت ملائكة كثيرين حول العرش «وَكَانَ عَدَدُهُمْ رَبَوَاتِ رَبَوَاتٍ وَأُلُوفَ أُلُوفٍ، قَائِلِينَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: مُسْتَحِقٌّ هُوَ الخَروُفُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ!» (رؤ 5: 12؛ انظر أيضًا رؤ 7: 11). وفي سجودهم إكرام وتعظيم لله.

(2) تنفيذ أوامره: «الْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِ كَلاَمِهِ» (مز 103: 20؛ أنظر أيضًا دا 7: 10). فلقد أمرهم الله بحراسة طريق شجرة الحياة (تك 3: 24)، وأرسل الرب ملاكين لإهلاك وحرق سدوم وعمورة بسبب شرهما (تك 19: 12، 13)، وعندما غضب الرب على إسرائيل أرسل وباءً عن طريق الملاك المهلك ومات من الشعب سبعون ألف رجل (2صم 24)، وعندما لم يعطِ هيرودس المجد لله، ضربه ملاك الرب، فصار يأكله الدود ومات (أع 12: 23).

(3) يبلغون رسائله: فلقد أعطى الله الناموس للشعب الأرضي عن طريق الملائكة، إذ مكتوب عن اليهود: «الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ» (أع 7: 53؛ انظر أيضًا غل 3: 19؛ عب 2: 2).
 
قديم 05 - 09 - 2024, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 172372 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








خدمة الملائكة للرب يسوع
(1) قبل ولادته:
ظهر الملاك جبرائيل للعذراء مريم، مُبشّرًا إياها بولادة الرب يسوع، وأوضح لها كيف أنها ستحبل من الروح القدس، وظهر ملاك الرب ليوسف لكي يشجِّعه أن يأخذ مريم امرأته، لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس (مت1، لو 1).

(2) الإعلان عن ولادته: في يوم ولادة ربنا يسوع المسيح، جاء ملاك الرب للرعاة وبشرهم قائلاً: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ ... وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: ï*گلْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ» (لوقا 2: 10-14).

(3) بعد ولادته: بعد أن جاء المجوس وسجدوا للصبي يسوع وقدموا له هداياهم، طلب هيرودس أن يقتله، لكن ملاك الرب ظهر ليوسف في حلم قائلاً له: ««قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ». وعندما مات هيرودس ظهر ملاك الرب في حلم ليوسف وهو في مصر قائلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ» (مت2: 20).

(4) في حياته:
(أ) بعد أن انتصر الرب يسوع على إبليس
في التجربة نجد أن الملائكة قد جاءت وصارت تخدمه. ربما أحضروا له الطعام اللازم لجسده، والذي رفض توفيره بناء على اقتراح الشيطان. ونلاحظ كلمة «ملائكة»؛ لقد كان يكفي ملاك واحد ليقوم بتلك المهمة، لكن نجد ملائكة صارت تخدمه، بالنظر إلى تقدير الآب له.

(ب) وطوال حياة المسيح - لـه المجد - على الأرض، والتي فيها ظهر اتكاله الكامل على الله، نجد خدمة الملائكة له، كما هو مكتوب: «لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرْقِكَ. عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ» (مز 91: 11, 12).

(ج) وفي بستان جثسيماني: نجده يصلي في جهاد بأشد لجاجة، وظهر لـه ملاك من السماء ليقوّيه.

(5) في قيامته: عندما قام المسيح من الأموات حدثت زلزلة عظيمة؛ لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن باب القبر، وجلس عليه، وكان الهدف من دحرجة الحجر هو الإعلان عن قيامته وأن القبر صار فارغًا. وقد سبب ظهور الملاك ارتعادًا للحراس وصاروا كأموات. وعندما جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى في الفجر إلى القبر، أعلن الملاك لهما عن قيامة الرب من الأموات بالقول: «لَيْسَ هُوَ هَهُنَا لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ!» (مت28: 6).

(6) في صعوده: عندما صعد المسيح إلى السماء، ظل التلاميذ يشخصون إلى السماء، وإذا رَجُلاَن قد وَقَفَا بهم بلباسٍَ أبيضَ، وَقَالاَ: «إِنَّ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هَكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقاً إِلَى السَّمَاءِ» (أع1: 11).

(7) في الظهور: عندما يأتي الرب في الظهور سيأتي في مجده وجميع الملائكة القديسين معه (مت 25: 31). وفي هذا المشهد المهيب ستسجد له كل ملائكة الله (عب 1: 6). وفي ذلك الوقت سيرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم ويطرحونهم في أتون النار (مت 13: 49, 50).

(8) في الملك الألفي: قبل ملك ربنا يسوع المسيح مباشرة، سينزل ملاك من السماء معه مفتاح الهاوية، وسلسلة عظيمة على يده، وسيقبض على التنين، الحية القديمة، الذي هو إبليس والشيطان، وسيقيده ألف سنة، ويطرحه في الهاوية ويغلق عليه (رؤ 20).
 
قديم 05 - 09 - 2024, 05:35 PM   رقم المشاركة : ( 172373 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








خدمة الملائكة للمؤمنين
للملائكة دور عظيم في خدمة المؤمنين «أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!» (عب 1: 14).

(1) للحماية وللإنقاذ: ما أروع هذه الآية التي كانت سببًا في تشجيع الكثير من المؤمنين «مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ وَيُنَجِّيهِمْ» (مز 34: 7) وأيضًا آية أخرى تعبر عن قضاء الله على الأشرار «وَمَلاَكُ الرَّبِّ دَاحِرُهُمْ ... وَمَلاَكُ الرَّبِّ طَارِدُهُم» (مز 35: 5، 6). ونجد في كلمة الله مشاهد كثيرة فيها أرسل الله الملائكة لإنقاذ المؤمنين وحمايتهم؛ فلقد أرسل الرب ملاكين لإنقاذ لوط من حريق سدوم وعمورة (تك 19: 16). وأرسل الله جيشين من الملائكة ليعقوب لتشجيعه (تك 32: 1، 2). وامتلأ الجبل خيلاً ومركبات من نار حـول إليشع لحمايته (2مل 6: 17). وأنقذ الرب حزقيا الملك إذ أرسل ملاكًا وقتل 185 ألفًا من جيش سنحاريب (2مل 19: 35). وأرسل ملاكه لدانيآل لإنقاذه من الأسود المفترسة (دا 6: 22). وأرسل ملاكًا وفتح أبواب السجن وأخرج الرسل (أع 5: 19). وأرسل ملاكًا وأخرج بطرس من السجن وأنقذه من يد هيرودس ومن كل انتظار شعب اليهود (أع 12).

(2) لإرشاد المؤمنين: عندما كان فيلبس في السامرة، كلمه ملاك الرب أن يذهب لكي يتقابل مع الخصي الحبشي لكي يبشره بيسوع (أع 8: 26) ولقد أرسل الله ملاكًا إلى كرنيليوس لكي يستدعي سمعان بطرس لكي يكلمه كلامًُا به يخلص (أع 10: 3). وإعلان يسوع المسيح أعطاه ليوحنا عن طريق الملاك (رؤ 1: 1).

(3) تفهيم مؤمني العهد القديم: أرسل الله في العهد القديم ملاكًا لكي يفهم الأنبياء معنى ما رأوه، كما حدث مع دانيآل وزكريا؛ فزكريا النبي يسأل الملاك، والملاك يفسّر لـه (دا 8: 16؛ 9: 22؛ 7: 16؛ 10: 11؛ زك 1: 9، 2: 1-4، 4: 4-7). بينما من امتياز مؤمني العهد الجديد – نظرًا لسكنى الروح القدس فيهم، وإعلان السر الخاص بالكنيسة – أن أصبحت الملائكـة الآن تتعلـم بواسطـة الكنيسة عن حكمة الله المتنوعة (أف3: 10).

(4) تشجيع المؤمنين: وعندما كان بولس في السفينة التي خطفت بفعل الريح، وكان نوء عنيف، وانتزع كل رجاء في نجاتهم، وقف به ملاك الإله الذي هو له والذي يعبده قائلاً: «لاَ تَخَفْ يَا بُولُسُ. يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ. وَهُوَذَا قَدْ وَهَبَكَ اللهُ جَمِيعَ الْمُسَافِرِينَ مَعَكَ» (أع 27: 23، 24).

(
5) حمل أرواح الأبرار إلى الفردوس: وهذا ما أوضحه الرب في لوقا 16: 22 فعندما مات لعازر، حملته الملائكة إلى حضن إبراهيم. ولقد حملت الملائكة إيليا بجسده وروحه إلى السماء في مركبة من نار وخيل من نار (2مل 2).

بعد أن رأينا جيوش الملائكة في خدمة الله والمؤمنين الحقيقيين بالرب يسوع، فإننا يومًا سنقف متعجبين من الخدمات العديدة التي أدتها لنا وهم من حولنا ونحن لا نراهم، وهذا يقودنا أن نخر ونسجد لخالقنا وفادينا، الذي أمرهم بخدمتنا.
 
قديم 05 - 09 - 2024, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 172374 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






خدمة الخليقة غير العاقلة



خلق الله الخليقة فأبدع. وإنها لَلحظات خلابة حين نتأمل في جمالها، ودقة الأداء الوظيفي لكل عنصر منها، فلا يملك القلب إزاءها إلا تسبيح ذلك الخالق العظيم الذي «صنع الكلَّ لغرضه» (أم16: 4). فكل عنصر يعمل لصالح الآخر، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، في تناغم شجي، لصالح المنظومة الكونية المُتقنة؛ فهي إذًا خليقة خادمة. وليس من المُستغرَب أن هذه الخليقة الخادمة تخدم خالقها، بل لعلها من الخدام الأوائل له. فمنذ القديم و«السماوات تحدّث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه... (وإن كان) لا قول ولا كلام، لا يُسمع صوتهم. (لكن) في كل الأرض خرج منطقهم، وإلى أقصى المسكونة كلماتهم» (مز19: 1-4). إننا لا نستطيع أن نُحصي من شَهدت لهم الخليقة، وتمّ فيهم القول: «إذ معرفة الله ظاهرة فيهم؛ لأن الله أظهرها لهم. لأن أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم، مُدرَكة بالمصنوعات (الخليقة) قدرته السرمدية ولاهوته، حتى إنهم بلا عذر» (رو1: 19، 20). كما لا يمكننا أن نتوقع عدد مَن، مِن خلال خدمة الخليقة، عرفوا الخالق. إنها أول ”إذاعة“ تذيع عن الله، وأوسع ”فضائية“ انتشارًا تحدِّث بحقِّه.

كذلك، من خلال التأمل في الطبيعة، كم أُعلنت حقائق لقديسين، يقول المرنم: «إذا أرى سماواتك عمل أصابعك، القمر والنجوم التي كوّنتها؛ (اكتشف ضآلته فقالوجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة فمن هو الإنسان حتى تذكره وابن آدم حتى تفتقده...» (مز8). ويقِرّ الرسول بولس هذا المبدأ: «أم ليست الطبيعة نفسها تعلّمكم...؟» (1كو11: 14)، وذلك في سياق تعليم كنسي!

الخلائق العجماء

وعلى مَرِّ التاريخ المدوَّن بالوحي، كم رأينا الله يستخدم الخلائق العجماء لخدمة مقاصده ولخير قديسيه. فقد أمر الغربان أن تعول إيليا (1مل17: 4)، وأعدَّ حوتًا ليعلِّم يونان درسه المشهور، ثم أعد يقطينة ليسري عن قلبه وليعلّمه درسًا آخر (يون1: 17؛ 2: 6-11)، كما واستخدم الديك ليذكِّر بطرس بما قاله (مت26: 74، 75).

والحمار هو مثل رائع على استخدام الله للحيوان. فعلى سبيل المثال استخدم حمارًا لمنع حماقة بلعام العراف الشرير (2بط 2: 16). لقد «أبصرت الأتان ملاك الرب واقفًا في الطريق» في حين أخفق بلعام في ذلك، وبعينيها المفتوحتين استبقت حياة ذلك الأحمق.

وما أجمل المشهد حين تم المكتوب، ودخل الملك وهو «راكب على حمار وعلى جحش ابن اتان» (زك9: 9). يومها قال السيد لتلميذيه: «اذهبا إلى القرية التي أمامكما، فللوقت تجدان أتانًا مربوطة وجحشًا معها، فحلاّهما وأتياني بهما. وإن قال لكما أحد شيئًا؛ فقولا: الرب محتاج إليهما. فللوقت يرسلهما» (مت21: 2، 3).

عادمات الأنفس
حتى عادمات الأنفس (الجماد) استخدمها الرب لخدمته، بل ويعلمنا أن نستخدمها لمجده. ويكفي إن نشير - كمثال - إلى العصا، وبالتحديد عصا موسى.
كان الرب مزمعًا أن يستخدم موسى، وأن يستخدمه بطريقة فوق العادة، وأن يؤيّده بعجائب لم يُسمع بمثلها من قبل. ولكن من الجميل أن نلاحظ مدخل الكلام وهو يكلِّفه بالمأمورية (خر4): «فقال له الرب: ما هذه في يدك؟ فقال: عصا. فقال: اطرحها إلى الأرض...».

والعصا بالنسبة لموسى كانت أداة طبيعية يحملها راعٍ مثله، يستخدمها بشكل معتاد دون أي إعداد خاص. وعصا موسى - بالنسبة لنا - هي كل مُمتلك أعطاه الرب لنا، وكل موهبة منحها لنا، وكل إمكانية أتاحها لنا. والكل هو منه.

ومن الملاحظ أن الرب كرَّر على موسى كثيرًا استخدامه للعصا «وتأخذ في يدك هذه العصا التي تصنع بها الآيات»، وكأنه يؤكِّد على أنه ينبغي أن يستخدم هو ما في يده، حتى وإن كان الرب سيعمل معه العجائب. وقد فهم موسى المطلوب، فنقرأ «وأخذ موسى عصا الله في يده».

والجميل أن الرب يقول لموسى عن هذه العصا «عصاك» (خر 14: 16؛ 17: 5)، بينما يسميها موسى «عصا الله» (خر 17: 9)! وبنظرة إنصاف يمكننا أن نرى أن الذي وضعها في يده هو الله. فهذه العصا هي في الأصل فرع شجرة أنبتها الله، ثم أبصرها موسى، والرب هو الذي منحه الإبصار ليراها. ولقد وهبه الله إياها، فصارت ”عصا موسى“. لكن موسى أعاد نسب العطية لصاحبها، فتعامل معها على أنها ”عصا الله“. وليتنا نفعل مثله مع كل ما لنا، فنُعيد الفضل لصاحبه، ونستخدمه لصالحه، مقرّين أن كل ما نقدم له هو «من يدك أعطيناك» (1أخ29: 14).

التطبيق العصري

نحن لا نتكلم هنا عن المعنى الرمزي الجميل للعصا، لكن عن المعنى التطبيقي المباشر.
انظر خروج7: 9، 10، 12، 15، 17، 19، 20؛ 8: 5، 16، 17؛ 9: 23؛ 10: 13؛ 14: 16؛ 17: 9.

ومع تطور العصر وكثرة المخترعات، لم يعُد الحمار حمارًا، بل صار سيارة وطائرة، ولم تعد العصا عصا، بل أصبحت كمبيوتر وأجهزة أخرى متعددة، وأضيف إلى إعلان الكون الإذاعة والفضائيات وسبل الاتصالات.

وربما كان الله وكلمته في ذهن بعض المخترعين وهم يطوّرون اختراعاتهم، مثل ”جون جوتنبرج“ الذي توَّج اختراعه للطباعة بأن كان الكتاب المقدس أول مطبوع يتم انتاجه على ماكيناته. على أن الغالبية – على الأرجح – لم تكن كذلك، بل يتم فيها القول «الله صنع الإنسان مستقيمًا، أما هم فطلبوا اختراعات (أجهزة) كثيرة» (جا7: 29). على أنه في هذه الحالة وتلك، ينبغي أن نُحسن استخدام الكلَّ لمجد الله. فلقد استخدم الرب نفسه دينارًا ليقرَّ حقيقة (مت22: 16-22)، ولا نظن أن الدنانير اختُرعت والله في فكر مخترعها!

ولقد استخدمنا بالأمس اختراع الطباعة استخدامًا حسنًا، فبه نُشِرت كلمة الله، ومن خلاله قُدِّمت البشارة، وأيضًا شُرح الحق. وبعده استخدمنا اختراعات أخرى كالميكروفون وآلة التسجيل وغيرهما. واليوم علينا أن نطوِّع الجديد لعمل الخدمة، لنصل بالبشارة وبكلمة الله إلى أقصى الأرض. فمعطيات الزمن الذي نعيش فيه، من حيث عدد السكان واتساع رقعة سكنهم وطبيعة الحياة وغير ذلك ، تجعل هناك ضرورة لاستخدام كل ما يمكننا لنصل بالبشارة للعالم.

أقصى تقدير علمي لعدد سكان العالم في القرن الأول الميلادي وصل إلى 200 مليون نسمة. بينما التقدير الحالي للسكان، في يوليو 2008، حسب الموقع الرسمي للإحصاء الأمريكي (www.census.gov)، هو 6.7 مليار، أي أكثر من 33 ضعفًا. والرقعة التي يعيش عليها الإنسان الآن تقترب من 10 أضعاف الرقعة التي كان يعيش عليها في القرن الأول، ولا يخفى على أحد كَمَّ الحدود السياسية والعرقية واللغوية الموجودة

فمع تزايد استخدام الإنترنت ، أصبح من الضرورة بمكان إنشاء مواقع تقدِّم كلمة الله الصافية ، فيمكن الوصول إلى كثيرين ممن يقضون الساعات والساعات يتصفّحون الشبكة، وبصفة خاصة الشباب الذين أصبحت تلك لغتهم. ولا سيما مع تنامي إمكانات الشبكة، فأصبح من الممكن تقديم النصوص والصوتيات والمرئيات. ولا يفوتنا أن محتوى الشبكة متاح على مدار الساعة بكل سهولة في كل مكان.

وإذا علمنا أن ثلث سكان العالم يقضون ثُلث يومهم (أو أكثر) أمام أجهزة الكمبيوتر، لَكان من اللازم أن نلجأ إلى استخدام برامجه لنشر كلمة الله، ولَتوسعنا في استخدام الوسائط المتعددة multi-media من صوتيات ومرئيات، وقدّمنا الحق الغالي على أقراص CD وDVD.

أما عن الفضائيات ، فهي فرصة سانحة للوصول لشرائح من المجتمعات لا يتوفر الوصول إليهم بوسائل أخرى. وهي تخترق حاجز المكان، وحاجز الزمان أيضًا. وغير خافٍ على أحد قوة إقناعها وتأثيرها الشديد على عقول الناس

بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في مارس 2008 حوالي 1.41 مليار أي ما يقرب من 22% من سكان العالم، 60 مليون منهم من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عدا ناطقي العربية في بلاد المهجر. وقد شهدت هذه المنطقة نموًا في استخدام الانترنت من عام 2000 حتى اليوم يقدّر بنسبة 1177%، والمستقبل واعد!

عدد مشاهدي القنوات الفضائية في منطقتنا لا يمكن حصره بسهولة من ضخامته وقلة الإحصائيات الرسمية في هذا الصدد، غير أن حجم مبيعات أجهزة الاستقبال ينمّ عن رقم كبير يُعَدّ بمئات الملايين.

وتصرفاتهم في شتى المجالات . أفلا يجب أن نحسن استغلال هذا التأثير؟!

ونحن نشكر الرب كثيرًا أنه جعل من وسطنا مختصين في شتى المجالات العلمية والتقنية اللازمة لما سبق، بل ووهبنا شبابًا مستعدين للعمل بلغة اليوم لمجد السيد، ولم يبخَل بإمكانيات مادية يؤمِّنها هو حسب حاجة الخدمة، والأبواب مفتوحة أمامنا على مصراعيها؛ فليتنا لا نتوانى.

الدرس العملي
لعلنا نسمع جميعًا سؤال الرب: «ما هذه في يدك؟»، ونقرنه بقوله «الرب محتاج إليهما»؛ فننظر إلى ما في أيدينا وما لنا على أنه له، وهذا عين الحقيقة.

كل ما أملك
وما يدي تمسك

الكل لديك أيها العلي
عندما قال الرب عن الحمار والجحش أنه «محتاج إليهما»، أردف قائلاً عن صاحبهما «فللوقت يرسلهما»!! مغبوط ذاك الذي لا نعرف اسمه، لكن يسجِّل الرب عنه أنه لم يتردَّد للحظة أن يقدّم للرب ممتلكاته بمجرد أن علم أنه – تبارك اسمه – يطلبها. فلِمَ نكون أقل من هذا الرجل؟!

أخي العزيز..
أَ لم تَحِن الساعة بعد لتعترف عمليًا أن ”عصاك“ التي وضعها الله في يدك هي في الحقيقة ”عصا الله“؟!

هيا استخدم ممتلكاتك لمجده:

استخدم سيارتك لنقل العجائز وغير القادرين للوصول لأماكن خدمة بعيدة.

يكفي للتدليل على ذلك مقولة سائدة، وهي حقيقية إلى حد بعيد، أن ”المنتج الذي يعلن في الفضائيات يسبب رواجًا يعادل 20 ضعفًا للمنتج المماثل الذي يعلن في الجرائد“.

ودراجتك لتوزيع كتب ومجلات روحية. وحاسبك الآلي للمساهمة في منظومة الخدمة. وهاتفك للسؤال عن المرضى وترتيب أمور الخدمة... صلِّ أن يفهمك الرب مُراده من كل ما وضعه في يدك.

هيا استخدم مواهبك لصالح من وهبك إياها:

استخدم إجادتك للرسم في توضيح بعض الحقائق أو في جَعل المطبوعات أكثر قبولاً للقراءة. استعمل موسيقاك لتعليم نغمات الترنيمات... الخ.

بل هيا استخدم ميولك الطبيعية التي زرعها الله فيك لتكون له:
استغل حبك للأطفال لتعلِّمهم من الصغر طريق الرب. وميلك لكبار السن لتكون سندًا لهم وتقديم محبة الله لهم ومن خلالهم. استخدم شخصيتك من حيث سهولة التعامل مع الآخرين لتكلمهم عن المسيح. وإن كانت شخصيتك خجلة، دعها تدفعك لأن تأخذ موقعك منفردًا بإلهك مصّليًا من أجل القديسين ومن يخدم منهم. بالإجمال دعه يستخدم تركيبتك النفسية كما أنت، فهو قد خلقك هكذا لغرض في قلبه.

هيا استخدم بيتك:
وليكن كبيت استفاناس «أنتم تعرفون بيت استفاناس أنهم باكورة أخائية، وقد رتّبوا أنفسهم لخدمة القديسين» (1كو16: 15).

هيا استخدم مهنتك أيضًا:
كطبيب؛ الباب مفتوح على مصراعيه لتوصِّل مرضاك وأسرهم إلى الطبيب العظيم. وكمهندس؛ هناك الكثير لتعمله من أجل إتمام الخدمة في جيل يعتمد كثيرًا على التكنولوجيا. كبائع في محل؛ كن مستعدًا لتوصيل المسيح لزبائنك، فأنت ستراهم في محلك وليس بالضرورة في اجتماعك. كمدرس؛ عندك تلاميذ صغار في أفضل مراحل التعلّم وأَحيَن وقت لقبول المسيح المخلِّص. كعامل بنّاء، كسبَّاك، كحمّال... هيا استودع المهنة التي اختارها لك بين يديه ليستخدمها.

دعني في النهاية أسألك:
”ما هذه في يدك؟!“
هيا استعملها!
هيا افعل.. وعلِّم أولادك أن يفعلوا!

 
قديم 05 - 09 - 2024, 05:42 PM   رقم المشاركة : ( 172375 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






خدمة قديسي العهد القديم خدمة اللاويين



(عدد3 : 5)

قال أحد رجال الله: ”إن العهد الجديد مخبوء في العهد القديم، والقديم مُعلن في الجديد“. وهذا ينطبق أيضًا علي الخدمة؛ فخدمة اللاويين تُلقي ضوءًا واضحًا علي الخدمة المسيحية اليوم. وسنكتفي هنا بتقديم بعض ملامح هذه الخدمة، ودلالاتها اليوم.

إن أول عمل دُوّن في كلمة الله بخصوص لاوي هو اشتراكه مع أخيه شمعون في عمل شديد القسوة، إذ «أخذا - كلُّ واحدٍ سيفهُ - وآتيا علي المدينة بأمنٍ (بجرأة boldly) وقتلا كل ذكرٍ» (تك34: 25). ونتيجة لذلك فقد قال يعقوب لهما: «كدرتُماني بتكريهكُما إياي عند سكان الأرض» (تك34: 30). واستوجب لاوي على نفسه اللعنة «ملعونٌ غضبهُما فإنهُ شديدٌ، وسخطُهُما فإنَّهُ قاسٍ. أُقسِّمُهما في يعقوب، وأُفرِّقهُما في إسرائيل» (تك49: 7). ألا تنطبق هذه البداية السيئة علينا نحن أيضًا؟ أولا ينطبق علينا ما دّونه داود لاحقًا «ها أنذا بالإثم صُوِّرتُ، وبالخطية حَبِلت بي أمِّي» (مز51: 5)؟ وباعتبارنا خطاة من نسل آدم الساقط (رو5)، فهل لهذا الكيان أن يُستخدم في خدمة الله؟

الواقع إن فداء الله لهم كان سبب الاختلاف والتغيير الذي حدث معهم.
لا يُعدُّوا... ويُعدُّوا...

طبقًا لسفر العدد والأصحاح الأول، فإن اللاويين لم يُعدُّوا مع الشعب، والله قد احتفظ بهم ليخدموا هارون، ويقوموا بخدمة المسكن «أَمَّا سِبْطُ لاوِي فَلا تَحْسِبْهُ وَلا تَعُدَّهُ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيل» (عد 49:1). وفي الإصحاح الثالث أمر الرب بعدِّهم بدون الشعب «عُدَّ بَنِي لاوِي حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ. كُل ذَكَرٍ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَصَاعِداً تَعُدُّهُمْ» (عد3: 15). فلم يُعدّ اللاويين في التعداد الطبيعي الذي يبدأ من سن العشرين، ولكنهم عُدُّوا في تعداد خدمة القدس وخيمة الاجتماع، وإن كانوا عمليًا يقومون بالخدمة من سن الخامس والعشرين «هَذَا مَا لِلاوِيِّينَ: مِنِ ابْنِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً يَأْتُونَ لِيَتَجَنَّدُوا أَجْنَاداً فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ» (عد8: 24). وهذا يُبين أن هناك تعيين للخدمة قبل التجنّد للخدمة. أليس هذا ما عبَّر عنه الرسول بولس بالروح القدس قائلاً: «ولكن لما سَرَّ الله الذي أفرزني من بطن أُمِّي، ودعاني بنعمته أن يُعلن ابنه فيَّ لأُبشِّر به بين الأمم» (غل 1: 15 - 16). وهذا يعني أن الله يعتني بكل واحد ينوي أن يستخدمه في خدمته منذ سنواته الأولي، بل ومن قبل وجوده «قبلما صوَّرتُكَ في البطن عرفتُك، وقبلما خرجتَ من الرَّحم قدَّستُكَ. جعلتُكَ نبيًّا للشعُوب» (إر1: 5). ويُمكننا أن نري من هذا أن خدمة اللاويين هي تكليف بسلطان إلهي. ونحن مدعوون لنكون لاويي العهد الجديد منذ البداية، وهناك عدة دلائل علي التكليف بالخدمة؛ فتيموثاوس كانت تميِّزه «النبوات التي سبقت عليه» (1تي1: 18).
مكانة مميَّزة

إن القديسين مُمثَّلين في سبط لاوي لهم مكانة خاصة. وكانت الخدمة الروحية بالنسبة للاويين أكثر تميزًا وقداسة عن التي كان يشغلها بقية الأسباط، لكنها لم تصل إلي خدمة الكهنة، ذلك أنهم كانوا مُقدَّمين إلي الكهنة، الذين يقومون بإرشادهم في كل تفاصيل خدمتهم. لذا لا بد أن ندرك هذا الحق الواضح في كلمة الله: إن العبادة والسجود يأتيان أولاً، ثم يأتي دور الخدمة تاليًا لهما. وإذا لم ندرك هذا الحق لن نجد مكاننا الصحيح في الترتيب الإلهي للخدمة.

والخدمة كما نراها هنا هي «خدمة المسكن» (عد3: 7, 8). وإنه من المفيد أن نفهم ماذا يعني هذا، فالخيمة هي «شِبهَ السَّماويات وظِلَّها» و«أمثِلَةَ الأشـياء التي في السَّماوات» (عب8: 5؛ 9: 23)، فهي تمثل المشهد العظيم الذي فيه يُستعرض مجد الله في المسيح. ونحن كلاويين مُقرَّبون إلي الله (عد16: 9)، ومدعوون لنخدم نظام سماوي في طبيعته، تحت إرشاد هارون الحقيقي وبنيه (أي الروحيين في الجماعة). لذا كان على اللاويين أن يأخذوا مركزهم حول خيمة الاجتماع (عد2: 17). ألا يُبين هذا أن اللاويين كان لهم شعور دائم ومستمر بحضور الله؟ وأن خدمتهم لله كان لها الصدارة والأولوية على كل اعتبارات أخرى؟ وطالما أن خدمتهم كان لها علاقة بخيمة الاجتماع؛ فلا بد أن يعيشوا بالقرب منها.

موهوبون لهارون
«وكَلَّمَ الرَّبُّ ِمُوسَى قَائِلاً: قَدِّمْ سِبْطَ لاوِي وَأَوْقِفْهُمْ قُدَّامَ هَارُونَ الكَاهِنِ وَليَخْدِمُوهُ» (عد3: 6). هذه العبارة تكشف لنا الكثير، ليس عن طبيعة خدمة اللاويين فقط بل عن الخدمة المسيحية أيضًا. لقد كان لا بد أن يتم تقديم اللاويين لهارون، مثال المسيح، ولا بد أن يخدموه. وهكذا فإن الخدمة المسيحية هي للمسيح في الاعتبار الأول. وبساطة هذه الفكرة لا يجب أن تجعلنا نهمل أهميتها. فكلما كان الشخص علي دراية أن الخدمة مقدَّمة للمسيح، كلما قدّم هذه الخدمة بالوضع الصحيح والاتجاه الصحيح أيضًا، بل وبطريقة مقبولة لدي المسيح. ولا يفوتنا أن اللاويين هم لخدمة هارون وبنيه (عد3: 9). وهكذا الخادم المسيحي موهُوب كليَّة للرب يسوع المسيح. ولكن اللاويين أيضًا «يَحْفَظُونَ شَعَائِرَهُ (شعائرهارون) وَشَعَائِرَ كُلِّ الجَمَاعَةِ قُدَّامَ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ، وَيَخْدِمُونَ خِدْمَةَ المَسْكَنِ» (عد3: 7)، فالخدمة المسيحية هي للمسيح أولاً، ولكنها أيضًا لمنفعة شعب الله والشهادة له.

بدل كل بكر
كان لللاويين مكانة مميَّزة، فما هو السر في ذلك؟ يكشف لنا سفر العدد3: 12 سر هذه المكانة؛ «وَهَا إِنِّي قَدْ أَخَذْتُ اللاوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيل بَدَل كُلِّ بِكْرٍ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل فَيَكُونُ اللاوِيُّونَ لِي». لقد اختارهم الله بدل كل بكر. ففي أرض مصر، لم يوقع الله القضاء علي كل بكر من بني إسرائيل، علي أساس دم خروف الفصح، وهذا كان ثمن فداء كل بكر. ونتيجة لذلك صاروا ملكا لله. «لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ»، هذا ما يقوله بولس للكورنثيين (1كو6: 20). وبعد أن قدَّم الإنجيل الكامل للرومان في رسالته إليهم (رو1-11)، حثَّهم أن يقدِّمُوا أجسادهم ذبيحة حيَّة للمسيح، لأن هذه هي الخدمة العاقلةintelligent service (رو12: 1). إن إدراكنا الواعي لنعمة الله المُخلِّصة يؤدي حتمًا إلي التكريس في الخدمة. وإذا كان اللاويون بدلاً من الأبكار المقدسين في كل الجماعة، فإنهم يمثلون القديسين كمن هم «كَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ» (عب12: 23).

ثلاث عشائر
كان للاوي ثلاثة أبناء:
جرشون وقهات ومراري (عد3: 17). هؤلاء الأبناء الثلاثة مع عائلاتهم وأحفادهم يُشكّلون ثلاث عشائر، كل منها له خدمتة الخاصة؛ فكل خدمة في الخيمة لم تكن متشابهة مع الأخرى. فحتى إن كنت لاويًا، لا بد أن تعرف من أي عشيرة أنت!

«وَحِرَاسَةُ بَنِي جَرْشُونَ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ: المَسْكَنُ وَالخَيْمَةُ وَغِطَاؤُهَا وَسَجْفُ بَابِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ وَأَسْتَارُ الدَّارِ وَسَجْفُ بَابِ الدَّارِ اللوَاتِي حَوْل \لمَسْكَنِ وَحَوْل المَذْبَحِ مُحِيطاً وَأَطْنَابُهُ مَعَ كُلِّ خِدْمَتِهِ» (عد3: 25, 26). الجرشونيون لم يقوموا بصنع هذه الأشياء بل بحملها، بحيث لا تُفقَّد ولا تُترك في الخلف. وهكذا نحن لا بد أن نحمل الشهادة كما هي، بحيث لا تفقد الشهادة ملامحها. وهذا هو عمل الجرشونيين الأساسي. وهو عمل له علاقة باستمرارية الشهادة وتحركها، وليس ببدايتها.

والقهاتيون اؤتمنوا علي حراسة أدوات القدس «وَحِرَاسَتُهُمُ التَّابُوتُ وَالمَائِدَةُ وَالمَنَارَةُ وَالمَذْبَحَانِ وَأَمْتِعَةُ القُدْسِ التِي يَخْدِمُونَ بِهَا وَالحِجَابُ وَكُلُّ خِدْمَتِهِ» (عد3: 31). وكل أدوات القدس ترمز للمسيح شخصيًا، الذي هو موضوع الشهادة. ومن ثم نفهم أن «هَذِهِ خِدْمَةُ بَنِي قَهَاتَ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ: قُدْسُ الأَقْدَاسِ» (عد4: 4). فكل فهم روحي للمسيح أُعطيَ للرسل في البداية، وعلَّمُوه للقديسين بالروح القدس، لا بد أن يُنقل بطريقة حكيمة. وإنه من الأهمية بمكان أن ما سمعناه من البدء يثبت فينا. وبالتأكيد ليست هذه هي الخدمة المباشرة لله عن طريق العبادة والتسبيح والسجود، لأن هذا هو عمل الكهنة. لكن المقصود هو حمل كل جزء في الشهادة بكل حكمة وأمانة، بحيث يظل في طبيعته الأصلية بين شعب الله. وإن كان الكثيرون قد ابتعدوا عن هذه الخدمة (حمل الشهادة والحفاظ عليها) فيجب علينا أن نعود إلى ترتيب الله، وأن نواظب عليه، ونثابر فيه مهما ابتعد عنه الكثيرون.

وأما المراريون فَوَكَالةُ حِرَاسَتهِم «أَلوَاحُ المَسْكَنِ وَعَوَارِضُهُ وَأَعْمِدَتُهُ وَفُرَضُهُ وَكُلُّ أَمْتِعَتِهِ وَكُلُّ خِدْمَتِهِ، وَأَعْمِدَةُ الدَّارِ حَوَاليْهَا وَفُرَضُهَا وَأَوْتَادُهَا وَأَطْنَابُهَا» (عد3: 36, 37). ودورهم يرتبط بالبناء، وفيهم نري من يقوم بربط القديسين معًا، والعمل علي ثباتهم إذ إنهم «بِنَاءُ اللهِ» (1كو3: 9؛ أف2: 10؛ 1بط2: 5)، بل ويقومون بحمل وتثبيت الألواح التي فيها نري صورة للقديسين. كم نحتاج إلي هذه الخدمة، خاصة في هذه الأيام الأخيرة، ليتم فينا ما قاله الرب لبطرس: «ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ» (لو22: 32). وكم يجب أن نعتني بالقديسين كمن هم بناء الله.
ومن ثم فليس كل لاوي له نفس مجال الخدمة، كما أنه ليس حرًّا في اختيار خدمته. فإذا وُلدت مراريًا لا يمكنك أن تعتني بأواني القدس التي اؤتمن عليها القهاتيون، وهكذا. وبالمثل في الخدمة المسيحية اليوم؛ الله يُعطي خدمات متنوعة لمختلف خدامه، كما أن هذه الخدمات كانت تتم تحت إشراف كهنوتي (عد3: 32)، تمامًا مثل الخدمة المسيحية التي يجب أن تكون تحت إرشاد وتوجيه الرب يسوع. وإذا كان ”لاوي“ يعني ”اقتران“، فلم تقم أية عشيرة بالخدمة بالانفصال عن العشائر الأخرى، وكذلك كل خادم له خدمته المميزة، لكنها ليست منفصلة عن الخدمات الأخرى.

ما الذي يعطي للخدمة أهميتها؟
كما رأينا تبدو بعض الخدمات أكثر أهمية عن الأخرى. فالاهتمام بالألواح والأوتاد والأطناب، علي سبيل المثال، يبدو كأنه خدمة غير مرغوبة. لكن هذه لم تكن أيّة ألواح ولا أية أطناب؛ إنها ألواح وأطناب المسكن. وهذه الخدمة مرتبطة بالشهادة لله. بيد أن بعض الخدمات المسيحية مرغوبة وشيقة في ذاتها، مثل خدمة التعليم والوعظ، والبعض الآخر مثل إضافة المؤمنين والخدمات التدبيرية و... و... تبدو أقل أهمية؛ لكن ما يُعطي كرامة وأهمية لهذه الخدمات أنها مرتبطة بالشهادة لله.

النقص في اللاويين
عندما أتي يوم عدّ اللاويين اتضح أنهم «اثْنَانِ وَعِشْرُونَ أَلفًا» (عد3: 39). بينما «كَانَ جَمِيعُ الأَبْكَارِ الذُّكُور... اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلفاً وَمِئَتَيْنِ وَثَلاثَةً وَسَبْعِينَ» (عد3: 42, 43). وبما أنهم كانوا بدلَ كل بِكرٍ، كما علمنا سابقًا، فإنهم كانوا ينقصون بمقدار مائتين وثلاثة وسبعين عن الأبكار. هل هذا صدفة؟ أم اختلاف طفيف لا معنى له؟ بالطبع لا. ذلك لأن الله لاحظ هذا الفرق، وأمر بدفع فدية مقابل العجز في اللاويين. وعلي مدار التاريخ ازداد نقص اللاويين، ففي وقت عزرا ونحميا أصبح اللاويون نادرين! ولا نجد سوى أربعة وسبعين لاويًا في عزرا 2: 40. وفي الأصحاح الثامن أصبحوا من الندرة لدرجة أن عزرا أرسل أحد عشر رجلاً ليفتشوا عن اللاويين، فوجدوا ثمانية وثلاثين لاويُا فقط (عز8: 15, 16)! وإلي اليوم، لا يزال البحث عن اللاويين مستمرًا؛ هؤلاء الذين لديهم الرغبة في تحمل أعباء الخدمة المرتبطة بالشهادة لله. وإنني أتساءل عما إذا كان قارئ المقال لاويًا مفقودًا!

وبما أن كل الأبكار المُفرزين يُمثلون عشيرة لاوي، لذلك لا يمكن لأي شخص مفدي أن يتجنب المسؤولية ويترك الخدمة اللاوية. وحقيقة أنه يوجد أبكار أكثر من عدد اللاويين، يؤكد عمليًا أنه يوجد أشخاص مفرزون لله من خلال الفداء أكثر من المعدودين عمليًا في الخدمة. والتفاوت في الأعداد زاد جدًّا في الوقت الحالي، لكن الله يطلب الإلزام بدفع فدية. فإذا كنت بكرًا مفديًا، فأنت مُفرز لله. وإذا لم تشارك في الخدمة كلاوي، فلا بد أن تفكر في الفدية، حتى وإن كنت صغيرًا وغير ناضج، فالله يؤكد أن لك قيمة في خدمته المقدسة (عد3: 46-48).

إنها الآن فرصة
كان اللاويون يبدأون خدمتهم من عمر الثلاثين (أو 25 سنة) وكانوا يتقاعدون في عمر الخمسين سنة (ع4: 3؛ 8: 24, 25). والخدمة المسيحية تتطلب حدًّا معينًا من النضوج، للقيام بخدمات مختلفة. كما أن هناك وقت تنتهي فيه إمكانية الخدمة النشطة. وعندما يأتي الرب ستكون فرصة خدمته في البرية قد انتهت.

إن كل مؤمن مهتم بخدمة الرب، عندما يدرس خدمة اللاويين، سيجد الكثير من التفاصيل التي تحمل دروسًا شيقة. فلكل لاوي خدمته الفردية «حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ عَنْ يَدِ مُوسَى عُدَّ كُلُّ إِنْسَانٍ عَلى خِدْمَتِهِ وَعَلى حِمْلِهِ الذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ» (عد4: 49). وتتطلب خدمة اللاويين تطهيرًا وتكريسًا وحكمًا علي الذات (عد8). كما لم يكن لهم ميراث في الأرض؛ لأن ميراثهم هو الرب (تث18: 2). وكان الشعب يُدعمهم من خلال العشور (تث26: 12). ولقد وقفوا إلي جوار الرب في خروج32: 26؛ وبلا شك بسبب هذا نالوا بركة خاصة (ملا2: 4-8). كل هذه الأمور تلقي ضوءًا علي الخدمة المسيحية اليوم: تحدياتها وأعبائها، وكذلك شرفها ومكافأتها.

ليتنا نتشجع ولا نحرم أنفسنا من الخدمة اللاوية. فإذا كنت بِكرًا مُفرزًا، فإن هذا من النعمة المطلقة، ونفس النعمة تخول لي أن أكون من ”كنيسة أبكار“ التي يمثلها سبط لاوي. ولكوني من هذا السبط فلا بد أن أدرك طبيعة الخدمة التي أنا مدعو إليها، ولا بد أن أسعي للتعليم والتدريب تحت إشراف شخصه الكريم لأعرف ماذا أفعل؟ وكيف أفعل؟
 
قديم 05 - 09 - 2024, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 172376 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








كانت الخدمة الروحية بالنسبة للاويين أكثر تميزًا وقداسة عن التي كان يشغلها بقية الأسباط، لكنها لم تصل إلي خدمة الكهنة، ذلك أنهم كانوا مُقدَّمين إلي الكهنة، الذين يقومون بإرشادهم في كل تفاصيل خدمتهم. لذا لا بد أن ندرك هذا الحق الواضح في كلمة الله: إن العبادة والسجود يأتيان أولاً، ثم يأتي دور الخدمة تاليًا لهما. وإذا لم ندرك هذا الحق لن نجد مكاننا الصحيح في الترتيب الإلهي للخدمة.

والخدمة كما نراها هنا هي «خدمة المسكن» (عد3: 7, 8). وإنه من المفيد أن نفهم ماذا يعني هذا، فالخيمة هي «شِبهَ السَّماويات وظِلَّها» و«أمثِلَةَ الأشـياء التي في السَّماوات» (عب8: 5؛ 9: 23)، فهي تمثل المشهد العظيم الذي فيه يُستعرض مجد الله في المسيح. ونحن كلاويين مُقرَّبون إلي الله (عد16: 9)، ومدعوون لنخدم نظام سماوي في طبيعته، تحت إرشاد هارون الحقيقي وبنيه (أي الروحيين في الجماعة). لذا كان على اللاويين أن يأخذوا مركزهم حول خيمة الاجتماع (عد2: 17). ألا يُبين هذا أن اللاويين كان لهم شعور دائم ومستمر بحضور الله؟ وأن خدمتهم لله كان لها الصدارة والأولوية على كل اعتبارات أخرى؟ وطالما أن خدمتهم كان لها علاقة بخيمة الاجتماع؛ فلا بد أن يعيشوا بالقرب منها.
 
قديم 05 - 09 - 2024, 05:46 PM   رقم المشاركة : ( 172377 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








موهوبون لهارون
«وكَلَّمَ الرَّبُّ ِمُوسَى قَائِلاً: قَدِّمْ سِبْطَ لاوِي وَأَوْقِفْهُمْ قُدَّامَ هَارُونَ الكَاهِنِ وَليَخْدِمُوهُ» (عد3: 6). هذه العبارة تكشف لنا الكثير، ليس عن طبيعة خدمة اللاويين فقط بل عن الخدمة المسيحية أيضًا. لقد كان لا بد أن يتم تقديم اللاويين لهارون، مثال المسيح، ولا بد أن يخدموه. وهكذا فإن الخدمة المسيحية هي للمسيح في الاعتبار الأول. وبساطة هذه الفكرة لا يجب أن تجعلنا نهمل أهميتها. فكلما كان الشخص علي دراية أن الخدمة مقدَّمة للمسيح، كلما قدّم هذه الخدمة بالوضع الصحيح والاتجاه الصحيح أيضًا، بل وبطريقة مقبولة لدي المسيح. ولا يفوتنا أن اللاويين هم لخدمة هارون وبنيه (عد3: 9). وهكذا الخادم المسيحي موهُوب كليَّة للرب يسوع المسيح. ولكن اللاويين أيضًا «يَحْفَظُونَ شَعَائِرَهُ (شعائرهارون) وَشَعَائِرَ كُلِّ الجَمَاعَةِ قُدَّامَ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ، وَيَخْدِمُونَ خِدْمَةَ المَسْكَنِ» (عد3: 7)، فالخدمة المسيحية هي للمسيح أولاً، ولكنها أيضًا لمنفعة شعب الله والشهادة له.
 
قديم 05 - 09 - 2024, 05:46 PM   رقم المشاركة : ( 172378 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








بدل كل بكر
كان لللاويين مكانة مميَّزة، فما هو السر في ذلك؟ يكشف لنا سفر العدد3: 12 سر هذه المكانة؛ «وَهَا إِنِّي قَدْ أَخَذْتُ اللاوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيل بَدَل كُلِّ بِكْرٍ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل فَيَكُونُ اللاوِيُّونَ لِي». لقد اختارهم الله بدل كل بكر. ففي أرض مصر، لم يوقع الله القضاء علي كل بكر من بني إسرائيل، علي أساس دم خروف الفصح، وهذا كان ثمن فداء كل بكر. ونتيجة لذلك صاروا ملكا لله. «لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ»، هذا ما يقوله بولس للكورنثيين (1كو6: 20). وبعد أن قدَّم الإنجيل الكامل للرومان في رسالته إليهم (رو1-11)، حثَّهم أن يقدِّمُوا أجسادهم ذبيحة حيَّة للمسيح، لأن هذه هي الخدمة العاقلةintelligent service (رو12: 1). إن إدراكنا الواعي لنعمة الله المُخلِّصة يؤدي حتمًا إلي التكريس في الخدمة. وإذا كان اللاويون بدلاً من الأبكار المقدسين في كل الجماعة، فإنهم يمثلون القديسين كمن هم «كَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ» (عب12: 23).
 
قديم 05 - 09 - 2024, 05:48 PM   رقم المشاركة : ( 172379 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








ثلاث عشائر
كان للاوي ثلاثة أبناء:
جرشون وقهات ومراري (عد3: 17). هؤلاء الأبناء الثلاثة مع عائلاتهم وأحفادهم يُشكّلون ثلاث عشائر، كل منها له خدمتة الخاصة؛ فكل خدمة في الخيمة لم تكن متشابهة مع الأخرى. فحتى إن كنت لاويًا، لا بد أن تعرف من أي عشيرة أنت!

«وَحِرَاسَةُ بَنِي جَرْشُونَ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ: المَسْكَنُ وَالخَيْمَةُ وَغِطَاؤُهَا وَسَجْفُ بَابِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ وَأَسْتَارُ الدَّارِ وَسَجْفُ بَابِ الدَّارِ اللوَاتِي حَوْل \لمَسْكَنِ وَحَوْل المَذْبَحِ مُحِيطاً وَأَطْنَابُهُ مَعَ كُلِّ خِدْمَتِهِ» (عد3: 25, 26). الجرشونيون لم يقوموا بصنع هذه الأشياء بل بحملها، بحيث لا تُفقَّد ولا تُترك في الخلف. وهكذا نحن لا بد أن نحمل الشهادة كما هي، بحيث لا تفقد الشهادة ملامحها. وهذا هو عمل الجرشونيين الأساسي. وهو عمل له علاقة باستمرارية الشهادة وتحركها، وليس ببدايتها.

والقهاتيون اؤتمنوا علي حراسة أدوات القدس «وَحِرَاسَتُهُمُ التَّابُوتُ وَالمَائِدَةُ وَالمَنَارَةُ وَالمَذْبَحَانِ وَأَمْتِعَةُ القُدْسِ التِي يَخْدِمُونَ بِهَا وَالحِجَابُ وَكُلُّ خِدْمَتِهِ» (عد3: 31). وكل أدوات القدس ترمز للمسيح شخصيًا، الذي هو موضوع الشهادة. ومن ثم نفهم أن «هَذِهِ خِدْمَةُ بَنِي قَهَاتَ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ: قُدْسُ الأَقْدَاسِ» (عد4: 4). فكل فهم روحي للمسيح أُعطيَ للرسل في البداية، وعلَّمُوه للقديسين بالروح القدس، لا بد أن يُنقل بطريقة حكيمة. وإنه من الأهمية بمكان أن ما سمعناه من البدء يثبت فينا. وبالتأكيد ليست هذه هي الخدمة المباشرة لله عن طريق العبادة والتسبيح والسجود، لأن هذا هو عمل الكهنة. لكن المقصود هو حمل كل جزء في الشهادة بكل حكمة وأمانة، بحيث يظل في طبيعته الأصلية بين شعب الله. وإن كان الكثيرون قد ابتعدوا عن هذه الخدمة (حمل الشهادة والحفاظ عليها) فيجب علينا أن نعود إلى ترتيب الله، وأن نواظب عليه، ونثابر فيه مهما ابتعد عنه الكثيرون.

وأما المراريون فَوَكَالةُ حِرَاسَتهِم «أَلوَاحُ المَسْكَنِ وَعَوَارِضُهُ وَأَعْمِدَتُهُ وَفُرَضُهُ وَكُلُّ أَمْتِعَتِهِ وَكُلُّ خِدْمَتِهِ، وَأَعْمِدَةُ الدَّارِ حَوَاليْهَا وَفُرَضُهَا وَأَوْتَادُهَا وَأَطْنَابُهَا» (عد3: 36, 37). ودورهم يرتبط بالبناء، وفيهم نري من يقوم بربط القديسين معًا، والعمل علي ثباتهم إذ إنهم «بِنَاءُ اللهِ» (1كو3: 9؛ أف2: 10؛ 1بط2: 5)، بل ويقومون بحمل وتثبيت الألواح التي فيها نري صورة للقديسين. كم نحتاج إلي هذه الخدمة، خاصة في هذه الأيام الأخيرة، ليتم فينا ما قاله الرب لبطرس: «ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ» (لو22: 32). وكم يجب أن نعتني بالقديسين كمن هم بناء الله.
ومن ثم فليس كل لاوي له نفس مجال الخدمة، كما أنه ليس حرًّا في اختيار خدمته. فإذا وُلدت مراريًا لا يمكنك أن تعتني بأواني القدس التي اؤتمن عليها القهاتيون، وهكذا. وبالمثل في الخدمة المسيحية اليوم؛ الله يُعطي خدمات متنوعة لمختلف خدامه، كما أن هذه الخدمات كانت تتم تحت إشراف كهنوتي (عد3: 32)، تمامًا مثل الخدمة المسيحية التي يجب أن تكون تحت إرشاد وتوجيه الرب يسوع. وإذا كان ”لاوي“ يعني ”اقتران“، فلم تقم أية عشيرة بالخدمة بالانفصال عن العشائر الأخرى، وكذلك كل خادم له خدمته المميزة، لكنها ليست منفصلة عن الخدمات الأخرى.
 
قديم 05 - 09 - 2024, 05:53 PM   رقم المشاركة : ( 172380 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








ما الذي يعطي للخدمة أهميتها؟
كما رأينا تبدو بعض الخدمات أكثر أهمية عن الأخرى. فالاهتمام بالألواح والأوتاد والأطناب، علي سبيل المثال، يبدو كأنه خدمة غير مرغوبة. لكن هذه لم تكن أيّة ألواح ولا أية أطناب؛ إنها ألواح وأطناب المسكن. وهذه الخدمة مرتبطة بالشهادة لله. بيد أن بعض الخدمات المسيحية مرغوبة وشيقة في ذاتها، مثل خدمة التعليم والوعظ، والبعض الآخر مثل إضافة المؤمنين والخدمات التدبيرية و... و... تبدو أقل أهمية؛ لكن ما يُعطي كرامة وأهمية لهذه الخدمات أنها مرتبطة بالشهادة لله.

النقص في اللاويين
عندما أتي يوم عدّ اللاويين اتضح أنهم «اثْنَانِ وَعِشْرُونَ أَلفًا» (عد3: 39). بينما «كَانَ جَمِيعُ الأَبْكَارِ الذُّكُور... اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلفاً وَمِئَتَيْنِ وَثَلاثَةً وَسَبْعِينَ» (عد3: 42, 43). وبما أنهم كانوا بدلَ كل بِكرٍ، كما علمنا سابقًا، فإنهم كانوا ينقصون بمقدار مائتين وثلاثة وسبعين عن الأبكار. هل هذا صدفة؟ أم اختلاف طفيف لا معنى له؟ بالطبع لا. ذلك لأن الله لاحظ هذا الفرق، وأمر بدفع فدية مقابل العجز في اللاويين. وعلي مدار التاريخ ازداد نقص اللاويين، ففي وقت عزرا ونحميا أصبح اللاويون نادرين! ولا نجد سوى أربعة وسبعين لاويًا في عزرا 2: 40. وفي الأصحاح الثامن أصبحوا من الندرة لدرجة أن عزرا أرسل أحد عشر رجلاً ليفتشوا عن اللاويين، فوجدوا ثمانية وثلاثين لاويُا فقط (عز8: 15, 16)! وإلي اليوم، لا يزال البحث عن اللاويين مستمرًا؛ هؤلاء الذين لديهم الرغبة في تحمل أعباء الخدمة المرتبطة بالشهادة لله. وإنني أتساءل عما إذا كان قارئ المقال لاويًا مفقودًا!

وبما أن كل الأبكار المُفرزين يُمثلون عشيرة لاوي، لذلك لا يمكن لأي شخص مفدي أن يتجنب المسؤولية ويترك الخدمة اللاوية. وحقيقة أنه يوجد أبكار أكثر من عدد اللاويين، يؤكد عمليًا أنه يوجد أشخاص مفرزون لله من خلال الفداء أكثر من المعدودين عمليًا في الخدمة. والتفاوت في الأعداد زاد جدًّا في الوقت الحالي، لكن الله يطلب الإلزام بدفع فدية. فإذا كنت بكرًا مفديًا، فأنت مُفرز لله. وإذا لم تشارك في الخدمة كلاوي، فلا بد أن تفكر في الفدية، حتى وإن كنت صغيرًا وغير ناضج، فالله يؤكد أن لك قيمة في خدمته المقدسة (عد3: 46-48).

إنها الآن فرصة
كان اللاويون يبدأون خدمتهم من عمر الثلاثين (أو 25 سنة) وكانوا يتقاعدون في عمر الخمسين سنة (ع4: 3؛ 8: 24, 25). والخدمة المسيحية تتطلب حدًّا معينًا من النضوج، للقيام بخدمات مختلفة. كما أن هناك وقت تنتهي فيه إمكانية الخدمة النشطة. وعندما يأتي الرب ستكون فرصة خدمته في البرية قد انتهت.

إن كل مؤمن مهتم بخدمة الرب، عندما يدرس خدمة اللاويين، سيجد الكثير من التفاصيل التي تحمل دروسًا شيقة. فلكل لاوي خدمته الفردية «حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ عَنْ يَدِ مُوسَى عُدَّ كُلُّ إِنْسَانٍ عَلى خِدْمَتِهِ وَعَلى حِمْلِهِ الذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ» (عد4: 49). وتتطلب خدمة اللاويين تطهيرًا وتكريسًا وحكمًا علي الذات (عد8). كما لم يكن لهم ميراث في الأرض؛ لأن ميراثهم هو الرب (تث18: 2). وكان الشعب يُدعمهم من خلال العشور (تث26: 12). ولقد وقفوا إلي جوار الرب في خروج32: 26؛ وبلا شك بسبب هذا نالوا بركة خاصة (ملا2: 4-8). كل هذه الأمور تلقي ضوءًا علي الخدمة المسيحية اليوم: تحدياتها وأعبائها، وكذلك شرفها ومكافأتها.
ليتنا نتشجع ولا نحرم أنفسنا من الخدمة اللاوية
ليتنا نتشجع ولا نحرم أنفسنا من الخدمة اللاوية. فإذا كنت بِكرًا مُفرزًا، فإن هذا من النعمة المطلقة، ونفس النعمة تخول لي أن أكون من ”كنيسة أبكار“ التي يمثلها سبط لاوي. ولكوني من هذا السبط فلا بد أن أدرك طبيعة الخدمة التي أنا مدعو إليها، ولا بد أن أسعي للتعليم والتدريب تحت إشراف شخصه الكريم لأعرف ماذا أفعل؟ وكيف أفعل؟
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024