منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 04 - 09 - 2024, 12:06 PM   رقم المشاركة : ( 172241 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



العذراء مريم والدة المسيح بالحبل المقدس

ميلاد السيد المسيح من عذراء


تم ميلاد السيد المسيح بمعجزة عظيمة جدا، لأنه وُلد من عذراء لم تعرف رجلا. لا يوجد أب بشري طبيعي للمسيح. هذه معجزة فريدة من نوعها في تاريخ البشرية. بشر ملاك الله الحي السيدة العذراء مريم والدته بالحبل المقدس قائلا:

وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: "سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ." فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ وَفَكَّرَتْ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ التَّحِيَّةُ! فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: "لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ." فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: "كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟" فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا وَهَذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِراً لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ." فَقَالَتْ مَرْيَمُ: "هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ." فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ (لُوقَا 1: 26-38).

بالعهد القديم للكتاب المقدس (كتب الأنبياء) نبوات خاصة بميلاد السيد المسيح وطفولته (إِشَعْيَاءَ 7: 14؛ 9: 6-7؛ مِيخَا 5: 2؛ هُوشَع 11: 1؛ إِرْمِيَا 31: 15). سبقت هذه النبوات مجيء السيد المسيح ببضعة قرون من الزمان (600-700 سنة ق.م). تحققت هذه النبوات في ميلاد وطفولة السيد المسيح. كانت عملية ميلاد السيد المسيح بكاملها مبادرة الله وعمله المقدس. فقد جلبت قوة الله الحي القدير العاملة بروحه القدوس حبل العذراء بطريقة إعجازية غير طبيعية بدون تدخل رجل. "أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (مَتَّى 1: 18، 20-21؛ لُوقَا 1: 35).

السيد المسيح هو الابن الوحيد لله ألآب__بنوة حقيقية روحية فريدة من نوعها. السيد المسيح هو "... عِمَّانُوئِيل--ï*گلَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا" (مَتَّى 1: 23). في تجسده، أخلى ابن الله الأزلي ذاته ليأخذ صورة إنسان (فِيلِبِّي 2: 5-8). "يشوع" هو ألأصل العبري لكلمة "يسوع." معنى كلمة "يشوع" في اللغة العبرية "الله يخلص:" "... وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ" (مَتَّى 1: 21؛ لُوقَا 1: 31). معنى كلمة "المسيح" "الممسوح" (بالروح القدس لله الحي).

ميلاد السيد المسيح من العذراء يؤكد ويوطد لنا حقيقتين على درجة كبيرة من الأهمية. الحقيقة الأولى: أن للسيد المسيح طبيعة بشرية كاملة أخذها من والدته السيدة العذراء مريم، التي أعطته ميلاده البشري. الحقيقة الثانية: أن للسيد المسيح أيضا طبيعة إلهية كاملة لأن ميلاده تم بطريقة إعجازية فريدة من نوعها في تاريخ البشرية جمعاء "... عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ ..." (تِيمُوثَاوُسَ الأُولَى 3: 16). إتحدت الطبيعتين في شخص السيد المسيح بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.

قبلت القديسة العذراء مريم بإرادتها الحرة مشيئة الله لها بخصوص حبلها المقدس الفريد من نوعه (لُوقَا 1: 38)، بلا خوف من عار قد يسببه ذلك لأنها لم تكن قد تزوجت بعد. كانت مسكنا لجنين السيد المسيح لمدة تسعة أشهر. يشير هذا إلى أن السيد المسيح هو المسكن الزمني والأبدي للمؤمن به الذي يحيى في حياة شركة معه. السيد المسيح هو "... حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (يُوحَنَّا 1: 29). وُلد السيد المسيح، حمل الله، في مذود للمواشي (لُوقَا 2: 7). ولقد أعلنت الملائكة ميلاده أولا "... لرُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ" (لُوقَا 2: 8). يشير كل هذا إلى تقدمة السيد المسيح لنفسه على الصليب ليكفر عن خطايا المؤمنين به.

حمت ملائكة الله الحي السيد المسيح في ميلاده وفي طفولته من يوسف الذي انتابه الشك في عفة القديسة العذراء مريم (مَتَّى 1: 19-21)، ومن هِيرُودُسَ الملك الذي أراد قتل الطفل يسوع (مَتَّى 2: 12-13)، ومن أَرْخِيلاَوُسَ الملك (مَتَّى 2: 22).
المعجزات الكثيرة للسيد المسيح


فعل السيد المسيح أثناء عمله التبشيري على الأرض الذي إستغرق حوالي ثلاث سنوات معجزات كثيرة، بعضها فريد من نوعه في تاريخ البشرية—معجزات لم يفعلها أحد من قبله. لقد فعل السيد المسيح معجزات أكثر جدا من معجزات أي نبي في تاريخ البشرية جمعاء. ما استخدم يسوع قوته الإلهية لايذاء أو لتدمير أي شخص، أو لمنفعته الشخصية. أعماله لم تؤدي إلى عجائب بلا معنى عديمة الفائدة. كانت أقوى معجزة فعلها هي إقامة رجل يدعى لعازر من الموت بعد أربعة أيام من موته. كانت جثته قد بدأت تتعفن في قبره (يوحنا 11: 1-44). من المعجزات الأخرى القوية معجزات خلق مادة جديدة. أطعم يسوع آلافا من الجياع بتكثير قليل من الخبز والأسماك، فأكلوا وشبعوا ثم جمعوا كثيرا من الفضلات في سلال (لوقا 9: 11-17؛ متّى 15: 32-39). خلق يسوع مقلتي عينين جديدتين لرجل مولود أعمى بدون مقل العيون (يوحنا 9). بالإضافة إلى ذلك، فعل يسوع كثيرا من معجزات شفاء أمراض وإخراج شياطين ليحرر الناس من قوى الظلام الشريرة.

فعل السيد المسيح معجزاته علنا حتى يراها الناس ويؤمنوا. يخبرنا الإنجيل أن السيد المسيح فعل أكثر من 900-1000 معجزة. شاهد تلك المعجزات حوالي 15,000 شخص. بالإضافة إلى هذا، حوالي 86,000 من أصدقاء وأقارب المرضى الذين شفاهم السيد المسيح كان في إمكانهم التأكيد أن ألئك الأشخاص كانوا مرضى ثم أصبحوا أصحاءا. يعني هذا أن حوالي واحد من كل عشرين شخص ممن عاشوا في فلسطين في ذلك الوقت إما رأى معجزة، أو عرف مريضا قد حصل على الشفاء. يقدم لنا الإنجيل فقط جزءا صغيرا من معجزات السيد المسيح يمثل قواته المختلفة: "وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ" (يُوحَنَّا 20: 30، 31؛ 21: 25).
معجزات رسل السيد المسيح


قام رسل السيد المسيح بعمل معجزات كثيرة باسمه في القرن الأول من الميلاد حتى يؤمن الناس بإنجيل المسيح (أَعْمَالِ الرُّسُلِ 2: 43؛ 8: 7). أعطاهم السيد المسيح قوة عمل المعجزات (مَرْقُسَ 3: 15؛ 16: 17). شفى القديس بطرس الرسول المرضى (أعمال الرسل 5: 15)، وأقام امرأة مؤمنة تدعى طابيثا من الموت (أعمال الرسل 9: 36-43). شفى الرسولين بطرس ويوحنا رجلا أعرجا (أعمال الرسل 3: 2-11). تم الإفراج عن بطرس الرسول ورسل آخرين من السجن بمعجزة (أعمال الرسل 5: 19-23؛ 12: 6-11؛ 16: 25-30). ضرب بولس الرسول ساحرا يدعى باريَشوع بالعمى (أعمال الرسل 13: 6-12)؛ شفى الرجل المشلول (أعمال الرسل 14: 8-10)؛ أخرج أرواحا شريرة وشفى المرضى (أعمال الرسل 16: 18؛ 19: 11-12؛ 28: 8-9)؛ وأقام من الموت شابا يدعى أفتيخوس (أعمال الرسل 20: 9-12). ذكّر القديس بولس الرسول المؤمنين بمعجزاته في بعض رسائله (رُومِيَةَ 15: 18-19؛ كُورِنْثُوس الثَّانِيَةُ 12: 12).
معجزات العصر المسيحي التالي للعصر الرسولي
(من القرن الثاني الميلادي حتى الآن)


إستمر حدوث المعجزات الإلهية في تاريخ الكنيسة بعد العصر الرسولي. مازالت معجزات شفاء وإخراج شياطين والحديث بألسنة والتنبؤ تحدث بكثرة بإسم السيد المسيح حتى الآن. كما تحدث أنواع أخرى من المعجزات من وقت لآخر على حسب احتياجات الوضع البشري. نتحدث هنا باختصار عن ثلاثة معجزات عظيمة—حدثت إثنتان منهما في مصر والثالثة في القدس.
نقل جبل المقطم

قصد الرب الإله في طريقة خلاصه للبشرية ألا يترك نفسه بدون شاهد في الشرق الأوسط. إختار أن يكون هذا الشاهد في مصر حيث تعيش أكبر أقليه مسيحية في الشرق الأوسط اليوم: "فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُمِهَا" (إِشَعْيَاءَ 19: 19)؛ " يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ" (إِشَعْيَاءَ 19: 25 أ). كل ألف سنة، يصدر السيد المسيح تصريحه وقوله في مصر ليؤكد هذه النبوءة. يبدو أنه يعلن جهارا أن شاهده في مصر سيبقى الألف سنة التالية، أو حتى مجيئه الثاني إذا حدث قبل ذلك.

تميزت أول ألف سنة بعد الميلاد بسلسلة من الإضطادات الرومانية والبيظنتية والإسلامية للكنيسة القبطية في مصر. حدثت هذه المعجزة في نهاية الألف سنة الأولى للمسيحية في القرن العاشر الميلادي في عهد الخليفة الفاطمي المُعز لدين الله (952-975) والبطريرك القبطي أبرآم السرياني (البطريرك الثاني والستين—975-978). كان المسئول على جباية الخراج رجل يدعى يعقوب بن كلس الذي تحوّل من اليهودية إلى الإسلام حتى يحصل على منصب عالي في الحكومة. كان يعقوب يمقت المسيحية والمسيحيين. قد حاول أن يثبت أن المسيحية ديانة كاذبة وباطلة. لذلك طلب من الخليفة أن يجادل ممثلي الكنيسة القبطية في حضرته. أفحمه ودحض حججه الأسقف القبطي ساويرس ابن المقفع وتغلب عليه في المجادلة. غضب يعقوب لهذه النتيجة وخرج من المجادلة مُصرا أن يفعل كل ما في وسعه ليمحو المسيحية من مصر. ليحقق هذا الهدف، ذكر للخليفة المسلم أن السيد المسيح قد علم تلاميذه قائلا: "فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ" (مَتَّى 17: 20). أشار على الخليفة أن يطلب من المسيحيين المصريين أن يثبتوا صحة ديانتهم بتحريك جبل المقطم العظيم المطل على القاهرة. إستدعى الخليفة البطريرك القبطي أبرآم السرياني وأعطاه ثلاثة إختيارات: إما أن يحرك الجبل، أو يتحول كل الشعب القبطي إلى الإسلام، أو يتم الإستيلاء على جميع ممتلكات الشعب القيطي ونفيهم. طلب البطريرك من الخليفة أن يمهله ثلاثة أيام ليتدبر الأمر. أمر البطريرك كل مسيحي مصر بالصلاة والصوم لمدة ثلاثة أيام حتى يتدخل الرب الإله وينقذ كنيسته وشعبه من الدمار. أما هو فانطلق إلى كنيسة السيدة العذراء مريم المعروفة بالمعلقة بمصر القديمة (مازالت قائمة حتى الآن) حيث إنعكف على الصوم والصلاة حتى شاهد في رؤية السيدة العذراء في صباح اليوم الثالث. أعطته إرشادات مفصلة ليتصل برجل سيفعل الرب معجزة تحريك الجبل على يديه. أطاع الإرشادات فوجد الرجل المطلوب. كان رجلا دبّاغا فقيرا في ملابس رثة بعين واحدة يدعى سمعان الخراز. خلع عينه الأخرى عندما حاولت إمرأة أن تغريه إذ قد فهم تعليم السيد المسيح في هذا الشأن بطريقة حرفية (مَتَّى 5: 29). وقد إعتاد كل صباح باكر أن يملأ قربته بالماء ويقوم بتوزيعه على المقعدين من الكهول والمرضى الذين لا يستطيعون الحصول على الماء لأنفسهم. أخبر سمعان البطريرك بما ينبغي عمله.

أخبر البطريرك الخليفة أن الرب سيحرك الجبل. أخذ الخليفة عظماءه وجنوده إلى الجبل، كما ذهب البطريرك وأساقفته وسمعان الخراز وكهنة ومجموعة كبيرة من الشعب القبطي إلى سفح الجبل. بعد تقديم القداس الإلهي، سجد البطريرك والشعب ثم وقفوا قائلين "كيرياليصون" (يا رب ارحم) فحدثت زلزلة وضوضاء إذ بدأت صخور قاعدة الجبل تتشقق وتحرك الجبل وارتفع عند قيامهم من سجودهم حتى ظهرت الشمس من تحته. وكان الجبل ينخفض ويرتفع متابعا حركتهم كلما سجدوا ووقفوا بعد سجودهم حتى أكملوا ثلاثة مرات. ففزع الخليفة وحاشيته وجنوده فأسرع إلى البطريرك يلتمس منه أن يكف لأنه الآن يعلم أن الإيمان المسيحي إيمان صادق وأن المسيح حي. نتيجة لهذه المعجزة العظيمة بقيت المسيحية في مصر ولم تندثر وتحسّنت أحوال المسيحيين في مصر في عهد الخليفة المُعز. تم بناء كنائس جديدة وإصلاح كنائس مخرّبة. فضّل المعز المسيحيين لدرجة أنه أمر بهدم مسجد بُنِيَ مواجها كنيسة الأنبا شنودة في مصر القديمة. توجد أدلة تاريخية هامة تشير إلى أن الخليفة المعز آمن بالمسيحية وتعمّد وتنازل عن عرشه لإبنه العزيز بالله وقضى أواخر سني حياته في دير في الصحراء. تزوج إبنه العزيز إمرأة مسيحية؛ فضل المسيحيين في مناصب الحكومة الرفيعة؛ سمح ببناء كنائس جديدة وبإصلاح الكنائس القديمة؛ وخفف حمل الضرائب الثقيل عن كاهل المسيحيين.
تجلي القديسة العذراء مريم


في نهاية القرن العشرين، بعد نقل جبل المقطم بحوالي ألف سنة، أصدر الرب إعلانه في مصر للمرة الثانية بدون تأخير.

بدأت القديسة العذراء مريم تتجلّى في وفوق قباب كنيستها بالزيتون (أحد ضواحي مدينة القاهرة) في 2 أبريل 1968. إستمر ظهور القديسة العذراء مريم بطريقة متقطعة لمدة أكثر من عام في عهد البطريرك القديس كيرلس السادس، المائة والسادس عشر من باباوات الكنيسة القبطية. وكان تجليها يطول في بعض الليالي إلى بضع ساعات دون توقف أمام آلاف من الناس. وكان يصاحب بعض تجليات القديسة العذراء مريم ظهور كائنات روحانية مضيئة تشبه الحمام فوق رأسها وأضواء تغمر القبة الوسطى للكنيسة وسحاب نوراني فوق قباب الكنيسة.

أخذ الناس الذين شاهدوها صورا فوتغرافية لها. رآها أكثر من مليون شخص من أقباط ومسلمين وسواح أوربيين وأمريكيين. كما شاهدها الرئيس المصري جمال عبد الناصر وزوجته وبناته. تمت على يديها معجزات شفاء كثيرة لكثير من الناس بنعمة جزيلة. لم يحدث في التاريخ أن رآى تجليّ القديسة العذراء مريم هذا العدد الكبير من الناس لهذه المدة الطويلة. مرة ثانية بقيت المسيحية في مصر، وأصدر السيد المسيح إعلانه بوضوح وجلاء أن شاهده في مصر سيبقى ألف سنة أخرى، أو حتى مجيئه الثاني إذا حدث قبل ذلك.

هذا الموقع يحتوي على صور فوتغرافية لتجلّي القديسة العذراء مريم.
النور المقدس في عيد القيامة


كثيرا ما تكون أعمال الرب وتجلي مجده مصحوبة بظهور نور ونار. دعي الرب موسى للنبوة من العليقة المشتعلة التي لم تحترق بالنار (خروج 3: 2-4). عندما نزل الرب على جبل سيناء ليعطي الشريعة لموسى النبي، "كَانَ جَبَلُ سِينَاءَ كُلُّهُ يُدَخِّنُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالنَّارِ وَصَعِدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ وَارْتَجَفَ كُلُّ الْجَبَلِ جِدّاً" (الْخُرُوجِ19: 18)؛ "وَكَانَ مَنْظَرُ مَجْدِ الرَّبِّ كَنَارٍ آكِلَةٍ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ أَمَامَ عُيُونِ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (الْخُرُوجِ 24: 17)؛ "وَلَمَّا نَزَلَ مُوسَى مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ وَلَوْحَا الشَّهَادَةِ فِي يَدِهِ عِنْدَ نُزُولِهِ مِنَ الْجَبَلِ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ أَنَّ جِلْدَ وَجْهِهِ صَارَ يَلْمَعُ مِنْ كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَهُ. فَنَظَرَ هَارُونُ وَجَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى وَإِذَا جِلْدُ وَجْهِهِ يَلْمَعُ فَخَافُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ" (الْخُرُوجِ 34: 29-30). قاد الرب بني إسرائيل في برية سيناء بأعمدة سحاب ونار: "وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَاراً فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ - لِكَيْ يَمْشُوا نَهَاراً وَلَيْلاً" (الْخُرُوجِ 13: 21). عند تكريس معبد سليمان بالقدس تجلى مجد الرب في سحابة مضيئة ملأت المعبد (الْمُلُوكِ الأَوَّلُ 8: 10-11؛ حِزْقِيَالَ 10: 4). قدم إيليا النبي ذبيحة (ثورا) إلى الرب على جبل الكرمل حتى يقنع بني إسرائيل بأن الرب هو الإله الحقيقي فيتركوا عبادة الآلهة الوثنية، "فَسَقَطَتْ نَارُ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالْحَطَبَ وَالْحِجَارَةَ وَالتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ الْمِيَاهَ الَّتِي فِي الْقَنَاةِ" (الْمُلُوكِ الأَوَّلُ 18: 38). عندما تجلى السيد المسيح أمام بعض تلاميذه على جبل طابور، "وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً وَلِبَاسُهُ مُبْيَضّاً لاَمِعاً" (لُوقَا 9: 29). عندما ذهبت النسوة بالحنوط إلى قبر السيد المسيح بعد قيامته من بين الأموات، رأين "...رَجُلينِ (ملاكين) واَقَفَين بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ" (لُوقَا 24: 4).

في عصر السبت السابق لأحد عيد القيامة الأرثوذكسي، يدخل وفد من السلطة الحاكمة الغير مسيحية (كانت إسلامية ثم الآن يهودية) قبر السيد المسيح في كنيسة صغيرة داخل كنيسة القيامة ليفتشه للتأكد من عدم وجود أي مصدر أو وسيلة لإشعال نار. ثم يختم بابه بالشمع. يذكرنا هذا بما فعلته السلطات الرومانية الحاكمة بعد دفن السيد المسيح. ختمت قبره وأرسلت جنودا لحراسته "...لِئَلَّا يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!" (مَتَّى 27: 64). ثم يتم إطفاء كل الأضواء في الكنيسة. يدخل البطريرك الأرثوذكسي للقدس كنيسة القيامة في موكب كبير من المؤمنين. يطوف موكب البطريرك ثلاثة مرات حول الكنيسة الصغيرة التي تحتوي على قبر السيد المسيح. ثم يدخل البطريرك قبر السيد المسيح حاملا في يده شمعتين منطفئتين. يركع أمام الحجر حيث وضعوا جسد السيد المسيح بعد موته على الصليب، ويصلي بحرارة لبضعة دقائق. فينبثق النور ألسمائي المقدس من الحجر. هو نور غير محدد أزرق قد يتوهج بألوان مختلفة. عند ظهوره في البداية لا يحرق. يشعل شمعتي البطريرك. ثم يشعل المؤمنون الحاضرون شموعهم من شمعتي البطريرك. كما أن النور المقدس يشعل مباشرة قناديل الزيت المعلقة في أماكن مختلفة في الكنيسة ليست في متناول يد المؤمنين. كما قد يطوف النور المقدس بأرجاء الكنيسة. يحصل البعض على النور المقدس مباشرة حيث يتقد شمعهم تلقائيا، فيجددهم هذا الاختبار روحيا.

تحدث معجزة النور المقدس بانتظام بنفس الطريقة وفي نفس المكان كل سنة لأكثر من ستة عشر قرنا منذ القرن الرابع الميلادي. يدل هذا الانتظام على أمانة السيد المسيح تجاهنا. إذ أنه يعطي النور المقدس كل سنة على الرغم من ضعفاتنا وأخطائنا.

مازالت نار القيامة المقدسة تضيء في سبت عيد القيامة الأرثوذكسي حتى يومنا هذا معلنة أقوى معجزة في تاريخ البشرية: معجزة قيامة يسوع المسيح، رب المجد، من الأموات في اليوم الثالث منتصرا على الموت، ليس فقط موته لكن أيضا موت كل المؤمنين به الذين يعيشون في حياة شركة معه. إنها تجعل قيامته ملموسة وقريبة منا. نار القيامة القدسة هي هدية محبة المسيح الفريدة للكنيسة الأرثوذكسية. شمعة القيامة تمثل شخص المسيح؛ ووهجها يمثل قيامته من الأموات لينير العالم: "ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ" (يُوحَنَّا 8: 12). إعطاء النور للمؤمنين يرمز إلى تضحية المسيح بحياته لأجل المؤمنين به.

في عهد البطريرك القبطي بطرس الجاولي (1810-1852)، إدعى البعض أمام إبراهيم باشا (إبن محمد علي باشا، الحاكم التركي) بأنه لا صحة لما يدّعي به المسيحيون بظهور النور من قبر السيد المسيح سبت عيد القيامة وأن كل ذلك زيف وخداع. طلب إبراهيم باشا من البطريرك بطرس أن يثبت له صدق ظهور نور القيامة. سافر البطريرك القبطي إلى القدس واشترك مع بطريرك القدس الأرثوذكسي في الصلوات في قبر السيد المسيح بكنيسة القيامة في سبت عيد القيامة الأرثوذكسي. إنبثق نور القيامة المقدس من قبر السيد المسيح الفارغ؛ طاف في الكنيسة؛ ثم شق العمود القائم على يسار مدخل الكنيسة من وسطه في طريقه لمقابلة جموع المؤمنين المحتشدين خارج الكنيسة. لا يزال هذا العمود قائما للآن مشقوقا من وسطه شاهدا ومعلنا حقيقة وقوة قيامة السيد المسيح التي تعطي حياة للمؤمنين به. إنزعج إبراهيم باشا لما حدث فأسرع إلى البطريرك القبطي يطلب منه الأمان.



خلال كل تاريخ البشرية حتى يومنا هذا، يعلن الله الحقيقي القدير الحي نفسه للبشرية، خليقته العاقلة، بمعجزات وقوات عظيمة لكي يؤكد صدق وصحة وأصالة وحيه للبشرية؛ لكي يعلن سماته القدسية؛ ولكي يرد على أعمال الناس وصلوات المؤمنين.

صدّق الله على الوحي إلى موسى النبي وأكد وأثبت صحته بواسطة معجزات قوية. شعّ وتألق من يسوع المسيح وجود الله بواسطة تعاليمه وأعماله التي إشتملت على معجزات قويه كثيرة شهدت على سلطانه الإلهي وقوته للخلاص. على عكس ذلك، عجز محمد عن فعل أية معجزات على الإطلاق؟ لم تُثبت أية معجزات صحة إدعاءات محمد بالنبوه. في الواقع أن محمد قد أعلن في القرآن أنه لا يستطيع أن يفعل أية معجزات: "وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ" (العنكبوت 29: 50)؛ "أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً" (الإسراء 17: 93).

معجزات وقوّات الرب الإله له المجد ضرورية وأساسية جدّا لفهمنا للإله الحقيقي الحي ولإيماننا به، ولثقتنا بعمله الخلاصي في حياتنا ونفوسنا. ألإله الذي لا يعلن عن ذاته بمعجزات وقوات هو مجرد فكرة نظرية تعيش فقط في عقل ومُخيلة الشخص الذي يؤمن بها. هو إله لا حول له ولا قوة. هو إله لا يوجد في الواقع.

 
قديم 04 - 09 - 2024, 12:20 PM   رقم المشاركة : ( 172242 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




تذكُّر وعود الله:

12 حِينَئِذٍ تَكَلَّمَ سُلَيْمَانُ: «قَالَ الرَّبُّ إِنَّهُ يَسْكُنُ فِي الضَّبَابِ. 13 إِنِّي قَدْ بَنَيْتُ لَكَ بَيْتَ سُكْنَى، مَكَانًا لِسُكْنَاكَ إِلَى الأَبَدِ». 14 وَحَوَّلَ الْمَلِكُ وَجْهَهُ وَبَارَكَ كُلَّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ، وَكُلُّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ وَاقِفٌ. 15 وَقَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِفَمِهِ إِلَى دَاوُدَ أَبِي وَأَكْمَلَ بِيَدِهِ قَائِلًا: 16 مُنْذُ يَوْمَ أَخْرَجْتُ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ لَمْ أَخْتَرْ مَدِينَةً مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ لِبِنَاءِ بَيْتٍ لِيَكُونَ اسْمِي هُنَاكَ، بَلِ إِنَّمَا اخْتَرْتُ دَاوُدَ لِيَكُونَ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 17 وَكَانَ فِي قَلْبِ دَاوُدَ أَبِي أَنْ يَبْنِيَ بَيْتًا لاسْمِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ. 18 فَقَالَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ أَبِي: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَ فِي قَلْبِكَ أَنْ تَبْنِيَ بَيْتًا لاسْمِي، قَدْ أَحْسَنْتَ بِكَوْنِهِ فِي قَلْبِكَ. 19 إِلاَّ إِنَّكَ أَنْتَ لاَ تَبْنِي الْبَيْتَ، بَلِ ابْنُكَ الْخَارِجُ مِنْ صُلْبِكَ هُوَ يَبْنِي الْبَيْتَ لاسْمِي. 20 وَأَقَامَ الرَّبُّ كَلاَمَهُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ، وَقَدْ قُمْتُ أَنَا مَكَانَ دَاوُدَ أَبِي وَجَلَسْتُ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ، وَبَنَيْتُ الْبَيْتَ لاسْمِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ، 21 وَجَعَلْتُ هُنَاكَ مَكَانًا لِلتَّابُوتِ الَّذِي فِيهِ عَهْدُ الرَّبِّ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَ آبَائِنَا عِنْدَ إِخْرَاجِهِ إِيَّاهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».

أعلن الرب عن سُكناه في بيته وحلول مجده فيه عند بدء طقس التدشين ليكشف عن حبه الفائق. أنَّه يُبادر بالحب، ويشتاق أن يسكب مجده على مؤمنيه. أمَّا المؤمنون فيلزمهم أن يتجاوبوا مع حبُّه بالحب، وذلك بتذكُّرهم لوعوده الإلهيَّة، ودخولهم في حوار حب معه، واتِّساع قلبهم لاخوتهم، وثقتهم في التمتُّع بروح النصرة والغلبة، وحفظهم للوصيَّة الإلهيَّة بفرح، وتقديم ذبائح الحب المقبولة لديه مع ممارستهم للحياة المفرحة كظل للحياة السماويَّة. هذا باختصار ما ندعوه بتدشين بيت الرب. أنَّه مزيج بين الحب المتبادل مع الله والناس، مع صلوات وتسابيح، وطاعة وعطاء، وفرح لا ينقطع!
إن كانت الكنيسة تمارس طقسًا خاصًا بالتدشين، فإن تدشين الكنيسة بالصلوات والتسابيح هو نقطة بداية لا نهاية. يبقى الكهنة مع الشعب يمارسون الحب مع الصلاة والفرح بروح الطاعة، فيختبروا التدشين كعمل الروح القدس الدائم في حياة كنيسته.
بيت الرب ليس مكانًا مجرَّدًا لممارسة العبادة بل هو لقاء حيّ مع الله محب البشر، فيه يتمتَّع المؤمنون بالحب المتبادل مع الله ومع بعضهم البعض، ويشاركون السمائيِّين وفرحهم المستمر.
عند تدشين خيمة الاجتماع ملأ مجد الرب القدس، ولم يستطع موسى أن يدخل (خر 40: 34-35)، تكرَّر الأمر عند تدشين الهيكل.
حاول البعض أن يخلط بين سحابة المجد الإلهي في الهيكل وسحابة الدخان الصاعدة من مذبح المحرقة حيث قُدمت ذبائح كثيرة. لكن النص واضح أن السحابة هنا داخل البيت ليست سحابة دخان بل سحابة مجد إلهي.
مجد الرب الذي يظهر كنارٍ آكلة (خر 24: 17؛ تث 9: 3) فلا يقدر أحد أن يقف يُعلن عن ذاته هنا بسحابة مجيدة لم تغطِّ قدس الأقداس وحده، بل كل الهيكل، والدار حتى يتمتَّع كل الشعب بهذا المجد، ويدرك الكل مسرَّة الله بحلوله في وسطهم، وقبوله السُكنى في البيت الذي أُقيم له.


"حينئذ تكلَّم سليمان
قال الرب أنَّه يسكن في الضباب" [12].
عندما دخل التلاميذ السحابة النيِّرة خافوا (لو 9: 34)، هكذا خاف الكهنة عندما ملأ مجد الرب البيت بالسحاب. لذلك وقف سليمان يشجِّعهم، يقدِّم لكل الشعب عظة هي في جوهرها تسبحة شكر لله الذي وهبه ما اشتهاه أبوه داود. كأنَّه بهذه التسبحة يفي دينًا كان على أبيه داود.
كانت السحابة أشبه بصوت إلهي خلاله يقول الرب: "بالحقيقة أنا قادم لأسكن في بيتي، وأحل في وسطكم". وجاءت تسبحة سليمان أشبه باستجابة لهذا الصوت الإلهي، وكأنَّه يقول: [نعم تعال أيها الرب، فإنك سبق فوعدتنا بذلك؛ تعال، فإن البيت هو بيتك، وهو من فضل خيراتك ونعمك علينا. بنيناه لك، لك وحدك. لن يستخدمه آخر غيرك].
"أنِّي قد بنيت لك بيت سكنى مكانًا لسكناك إلى الأبد.
وحول الملك وجهه وبارك كل جمهور إسرائيل وكل جمهور إسرائيل واقف" [13-14].
لم يذكر الكتاب المقدَّس البركة التي بارك بها الملك الشعب، ربَّما كانت مشابهة لتلك التي يبارك بها رئيس الكهنة الشعب.
"وكلم الرب موسى قائلًا: كلِّم هرون وبنيه قائلًا: هكذا تباركون بني إسرائيل قائلين لهم: يباركك الرب ويحرسك. يضيء الرب بوجهه عليك ويرحمك. يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلامًا، فيجعلون اسمي على بني إسرائيل، وأنا أباركهم" (عد 6: 22-27).
يبدو أن سليمان هنا يقوم كما بدور رئيس الكهنة (فيما عدا تقديم الذبائح)، أو بدور موسى النبي في قيادته للشعب ليعبدوا الرب، كما باركهم (خر 39: 43). فعل كأبيه إذ قيل عنه عند إصعاده وجميع بيت إسرائيل تابوت الرب مدينة داود: "ولما انتهى داود من اصعاد المحرقات وذبائح السلامة بارك الشعب باسم رب الجنود" (2 صم 6: 18).


"إنَّه يسكن في الضباب"، ماذا يعني الضباب هنا إلاَّ عجز الخليقة عن رؤية الله كما هو. كلٌ يراه قدر ما تستطيع عيناه أن تنظرا.
"وقال مبارك الرب إله إسرائيل الذي تكلَّم بفمه إلى داود أبي وأكمل بيده قائلًا:
منذ يوم أخرجت شعبي إسرائيل من مصر لم اختر مدينة من جميع أسباط إسرائيل لبناء بيت ليكون اسمي هناك.
بل إنَّما اخترت داود ليكون على شعبي إسرائيل.
وكان في قلب داود أبي أن يبني بيتًا لاسم الرب إله إسرائيل.
فقال الرب لداود أبي من أجل أنَّه كان في قلبك أن تبني بيتًا لاسمي قد أحسنت بكونه في قلبك.
إلا أنَّك أنت لا تبني البيت بل ابنك الخارج من صلبك هو يبني البيت لاسمي.
وأقام الرب كلامه الذي تكلَّم به،
وقد قمت أنا مكان داود أبي،
وجلست على كرسي إسرائيل كما تكلَّم الرب.
وبنيت البيت لاسم الرب إله إسرائيل.
وجعلت هناك مكانًا للتابوت الذي فيه عهد الرب الذي قطعه مع آبائنا عند إخراجه إيَّاهم من أرض مصر" [15-21].
لم يشر سليمان إلى عظمة البيت وفخامة مبناه، وكنوزه الثمينة، لكنَّه أشار إلى أمرين هما سرّ قوَّة البيت وقدسيَّته ومجده. الأمر الأول هو الوعد الإلهي لداود، والأمر الثاني هو وجود مكان خاص بتابوت العهد الذي ينظر إليه كمركز وكوكب البيت كله، بكونه يمثِّل العرش الإلهي. وكأن سرّ القوَّة هو الوعد الإلهي والحضرة الإلهيَّة.
هكذا سرّ قوَّة الكنيسة الوصيَّة الإلهيَّة أو الوعد الإلهي، وأيضًا العهد الذي به نلنا المصالحة مع الآب وتمتُّعنا بالخلاص لننعم بشركة المجد السماوي.
 
قديم 04 - 09 - 2024, 12:22 PM   رقم المشاركة : ( 172243 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



التسبيح لله:

22 وَوَقَفَ سُلَيْمَانُ أَمَامَ مَذْبَحِ الرَّبِّ تُجَاهَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، وَبَسَطَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ 23 وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، لَيْسَ إِلهٌ مِثْلَكَ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَلاَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ، حَافِظُ الْعَهْدِ وَالرَّحْمَةِ لِعَبِيدِكَ السَّائِرِينَ أَمَامَكَ بِكُلِّ قُلُوبِهِمْ. 24 الَّذِي قَدْ حَفِظْتَ لِعَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي مَا كَلَّمْتَهُ بِهِ، فَتَكَلَّمْتَ بِفَمِكَ وَأَكْمَلْتَ بِيَدِكَ كَهذَا الْيَوْمِ. 25 وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ احْفَظْ لِعَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي مَا كَلَّمْتَهُ بِهِ قَائِلًا: لاَ يُعْدَمُ لَكَ أَمَامِي رَجُلٌ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ، إِنْ كَانَ بَنُوكَ إِنَّماَ يَحْفَظُونَ طُرُقَهُمْ حَتَّى يَسِيرُوا أَمَامِي كَمَا سِرْتَ أَنْتَ أَمَامِي. 26 وَالآنَ يَا إِلهَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَتَحَقَّقْ كَلاَمُكَ الَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ دَاوُدَ أَبِي. 27 لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللهُ حَقًّا عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ؟

"ووقف سليمان أمام مذبح الرب تجاه كل جماعة إسرائيل،
وبسط يديه إلى السماء" [22].


كان وجه سليمان نحو قدس الأقداس عندما أحضر الكهنة تابوت العهد، وعندما خرجوا وملأ السحاب البيت. وبدأ حديثه وهو متَّجه نحو قدس الأقداس. الآن إذ بدأ يبارك الشعب حوَّل وجهه نحوهم [14]، فإنَّه لا يبارك أحد آخر وهو يعطيه القفا، بل يعطيه الوجه. اعتادت الكنيسة في كل مرة يبارك الكاهن شخصًا أو الشعب أن يعطيه أو يعطيهم وجهه، حتى إن كان واقفًا أمام الهيكل.
حمل تدشين الهيكل مفاهيم حيَّة لبيت الرب:
* بيت الذبيحة: قدم سليمان والشعب ذبائح كثيرة لأنَّه بدون سفك دم لن تحصل مغفرة. لقد عرَّف القدِّيس أغناطيوس النورانيالكنيسة بأنَّها "موضع الذبيحة". ففي الكنيسة نلتقي بالسيِّد المسيح الذبيحة الحقيقيَّة، ونتَّحد به فتصير حياتنا ذبيحة حب فائقة.
* بيت الصلاة: قدم سليمان صلاته للتدشين.
* بيت الفرح: كان التدشين عيدًا مفرحًا للجميع. والكنيسة هي حياة في الرب واهب الفرح الدائم.
* بيت التسبيح: حيث بارك سليمان الرب وسبحه.
يقول القدِّيس أغناطيوس النوراني: [اهتمُّوا في أن تجتمعوا بكثافة أكثر لتقديم الشكر والمجد لله، فعندما تجتمعون مرارًا معًا في الاجتماع الأفخارستي تضمحل قوى الشيطان وتنحل قوَّته أمام إيمانكم وتآلفه].
* بيت الحب: بالحب طلب سليمان لا من أجل الشعب فحسب، بل ومن أجل الأجنبي أيضًا.
يُقصد بمذبح الرب هنا مذبح المحرقة لا مذبح البخور، حيث قدم سليمان صلاته أمام كل جمهور الشعب.
"وقال أيها الرب إله إسرائيل ليس إله مثلك في السماء من فوق ولا على الأرض من اسفل،
حافظ العهد والرحمة لعبيدك السائرين أمامك بكل قلوبهم" [23].
"حافظ العهد والرحمة". تعلَّم سليمان ذلك من أبيه الذي يعلن في تسبحته لله: "برج خلاص لملكه والصانع رحمة لمسيحه لداود ونسله إلى الأبد" (2 صم 22: 51). لقد أدرك داود أن الله صانع رحمة بتحقيقه للوعود الإلهيَّة التي قدَّمها له ولحساب نسله إلى الأبد. لقد تمتَّع داود بنفس الفكر الذي عاشه موسى النبي القائل: "فاعلم أن الرب إلهك هو الله الإله الأمين الحافظ العهد والإحسان للذين يحبُّونه ويحفظون وصاياه إلى ألف جيل" (تث 7: 9). الله أمين في وعوده، لذا يليق بخاصته أن تكون أمينة له، لا بوضع أشعارٍ مملوءة بلاغة كاذبة، بل بحفظ وصاياه بأمانة. يمجدونه لا بكلمات بل بأعمال منيرة. أمين في تحقيق عهده "إلى ألف جيلٍ"، فهو ينبوع الحب الأمين عبر الأجيال.
"الذي قد حفظت لعبدك داود أبي ما كلِّمته به،


فتكلَّمت بفمك وأكملت بيدك كهذا اليوم" [24].
بعد تقديم الشكر لله الحافظ عهد والذي حقَّق وعوده الإلهيَّة، سأله سليمان الآتي:
* ديمومة كرسي إسرائيل بحفظهم وصاياه[25].
* استمرار الحضرة الإلهيَّة وسط شعبه[29].
* إدانة الأشرار وتبرير البار[31-32].
* الخلاص من الأعداء بغفران الخطايا[33].
* الخلاص من الكوارث[35-40].
* مساندة الأجنبي التقي[41-43].
* النصرة في المعارك القادمة[44-45].
* تحرير من السبيّ بالغفران الجماعي[46-50].
* استمرار إقامة العهد الإلهي مع الشعب [51-53].
"والآن أيها الرب إله إسرائيل احفظ لعبدك داود أبي ما كلَّمته به قائلًا:
لا يعدم لك أمامي رجل يجلس على كرسي إسرائيل.
إن كان بنوك إنَّما يحفظون طرقهم حتى يسيروا أمامي كما سرتَ أنت أمامي.
والآن يا إله إسرائيل فليتحقَّق كلامك الذي كلَّمت به عبدك داود أبي.
لأنَّه هل يسكن الله حقًا على الأرض؟
هوذا السماوات وسماء السماوات لا تسعك،
فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت؟" [25-27].
قدَّم سليمان صلاة طويلة، وربَّما ما ورد هنا مختصر أو مقتطفات من صلاته. فإنَّه إذ ينفتح القلب على الله لا يجد الفم صعوبة في الحديث مع الله محبوبه.
* إنَّه يسكن على الأرض، ملتحفًا بالجسد، ومسكنه مع البشر يتأثَّر بالارتباط والانسجام اللذين يحدثا بين الأبرار، واللذين يبنيا ويقيما هيكلًا جديدًا. فالمؤمنون هم الأرض، والأرض أيضًا تقارن بعظمة الرب. لهذا لم يتردَّد الطوباوي بطرس في القول: "كونوا أنتم أيضًا مبنيِّين كحجارة حيَّة، بيتًا روحيًا، كهنوتًا مقدَّسًا، لتقديم ذبائح روحيَّة مقبولة عند الله بيسوع المسيح" (1 بط 2: 5).
وبالنسبة للجسد الذي يختتن، فإنَّه يقدِّسه كموضع مقدَّس لنفسه على الأرض. لقد قال: "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيَّام أقيمه. فقال اليهود: في ست وأربعين سنة بُنِيَ هذا الهيكل، أفأنت في ثلاثة أيَّام تقيمه؟ وأمَّا هو فكان يقول عن هيكل جسده" (يو 2: 19-21).
القديس إكليمنضس الإسكندري
 
قديم 04 - 09 - 2024, 12:38 PM   رقم المشاركة : ( 172244 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الصلاة والطلبة:

28 فَالْتَفِتْ إِلَى صَلاَةِ عَبْدِكَ وَإِلَى تَضَرُّعِهِ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي، وَاسْمَعِ الصُّرَاخَ وَالصَّلاَةَ الَّتِي يُصَلِّيهَا عَبْدُكَ أَمَامَكَ الْيَوْمَ. 29 لِتَكُونَ عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ عَلَى هذَا الْبَيْتِ لَيْلًا وَنَهَارًا، عَلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قُلْتَ: إِنَّ اسْمِي يَكُونُ فِيهِ، لِتَسْمَعَ الصَّلاَةَ الَّتِي يُصَلِّيهَا عَبْدُكَ فِي هذَا الْمَوْضِعِ. 30 وَاسْمَعْ تَضَرُّعَ عَبْدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ فِي هذَا الْمَوْضِعِ، وَاسْمَعْ أَنْتَ فِي مَوْضِعِ سُكْنَاكَ فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا سَمِعْتَ فَاغْفِرْ. 31 إِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ إِلَى صَاحِبِهِ وَوَضَعَ عَلَيْهِ حَلْفًا لِيُحَلِّفَهُ، وَجَاءَ الْحَلْفُ أَمَامَ مَذْبَحِكَ فِي هذَا الْبَيْتِ، 32 فَاسْمَعْ أَنْتَ فِي السَّمَاءِ وَاعْمَلْ وَاقْضِ بَيْنَ عَبِيدِكَ، إِذْ تَحْكُمُ عَلَى الْمُذْنِبِ فَتَجْعَلُ طَرِيقَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَتُبَرِّرُ الْبَارَّ إِذْ تُعْطِيهِ حَسَبَ بِرِّهِ. 33 إِذَا انْكَسَرَ شَعْبُكَ إِسْرَائِيلُ أَمَامَ الْعَدُوِّ لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْكَ وَاعْتَرَفُوا بِاسْمِكَ وَصَلَّوْا وَتَضَرَّعُوا إِلَيْكَ نَحْوَ هذَا الْبَيْتِ، 34 فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ وَاغْفِرْ خَطِيَّةَ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْجِعْهُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتَهَا لآبَائِهِمْ. 35 «إِذَا أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ وَلَمْ يَكُنْ مَطَرٌ، لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، ثُمَّ صَلَّوْا فِي هذَا الْمَوْضِعِ وَاعْتَرَفُوا بِاسْمِكَ، وَرَجَعُوا عَنْ خَطِيَّتِهِمْ لأَنَّكَ ضَايَقْتَهُمْ، 36 فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ وَاغْفِرْ خَطِيَّةَ عَبِيدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، فَتُعَلِّمَهُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الَّذِي يَسْلُكُونَ فِيهِ، وَأَعْطِ مَطَرًا عَلَى أَرْضِكَ الَّتِي أَعْطَيْتَهَا لِشَعْبِكَ مِيرَاثًا. 37 إِذَا صَارَ فِي الأَرْضِ جُوعٌ، إِذَا صَارَ وَبَأٌ، إِذَا صَارَ لَفْحٌ أَوْ يَرَقَانٌ أَوْ جَرَادٌ جَرْدَمٌ، أَوْ إِذَا حَاصَرَهُ عَدُوُّهُ فِي أَرْضِ مُدُنِهِ، فِي كُلِّ ضَرْبَةٍ وَكُلِّ مَرَضٍ، 38 فَكُلُّ صَلاَةٍ وَكُلُّ تَضَرُّعٍ تَكُونُ مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ كَانَ مِنْ كُلِّ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، الَّذِينَ يَعْرِفُونَ كُلُّ وَاحِدٍ ضَرْبَةَ قَلْبِهِ، فَيَبْسُطُ يَدَيْهِ نَحْوَ هذَا الْبَيْتِ، 39 فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ، وَاعْمَلْ وَأَعْطِ كُلَّ إِنْسَانٍ حَسَبَ كُلِّ طُرُقِهِ كَمَا تَعْرِفُ قَلْبَهُ. لأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ قَدْ عَرَفْتَ قُلُوبَ كُلِّ بَنِي الْبَشَرِ، 40 لِكَيْ يَخَافُوكَ كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي يَحْيَوْنَ فِيهَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتَ لآبَائِنَا.

"فالتفت إلى صلاة عبدك والى تضرعه أيها الرب إلهي،
واسمع الصراخ والصلاة التي يصلِّيها عبدك أمامك اليوم" [28].
إنَّه الحب هو الذي يجعل الله يتنازل ليقبل السُكنى في بيت كهذا. مهما قدَّم سليمان وشعبه لله فإنَّه لا يوجد ما يليق تقديمه لذاك الخالق القدير غير المحدود. من أجل حبُّه يقبل عطايانا التي ننالها من يديه لنقدِّمها هبة كأنَّها منَّا.
"لتكون عيناك مفتوحتين على هذا البيت ليلًا ونهارًا،
على الموضع الذي قلت إن اسمي يكون فيه.
لتسمع الصلاة التي يصليها عبدك في هذا الموضع" [29].
بقوله "إن اسمي يكون فيه" يعني حضرة الرب في بيته وسط شعبه، حيث يقدِّم لهم قوَّته قوَّة لهم، مجده مجدًا داخليًا لنفوسهم، ينير أعينهم فيدركوا أسراره الإلهيَّة ويتفهَّموا خطَّته من نحوهم. يهبهم نموًا مستمرًا وغفرانًا لخطاياهم، وتقديسًا لكل كيانهم الروحي والجسدي والعقلي والعاطفي، وخلاصًا مفرحًا. هذا هو سُكنى اسم الرب في بيته!
"واسمع تضرُّع عبدك وشعبك إسرائيل الذين يصلُّون في هذا الموضع،
واسمع أنت في موضع سُكناك في السماء،
وإذا سمعت فاغفر" [30].
إنَّها صلاة عبد محتاج إلى خالقه وسيِّده، لكنَّها تمثِّل صرخة قلب داخليَّة، ملتهبة بالإيمان والحب.
الهيكل وتابوت العهد وما يحويانهما كلَّها رموز لكلمة الله الذي تجسَّد، فصار جسده هيكلًا مقدَّسًا، خلاله نصلِّي، فهو الوسيط الذي به نلتقي مع الآب. يحملنا رب المجد يسوع إلى حضن أبيه حيث نسمعه يغفر لنا بدم المخلص، ويبرِّرنا بقيامته.
"إذا أخطأ أحد إلى صاحبه ووضع عليه حلفًا ليحلفه وجاء الحلف أمام مذبحك في هذا البيت،
فاسمع أنت في السماء، واعمل واقضِ بين عبيدك.
إذ تحكم على المذنب، فتجعل طريقه على رأسه،
وتبرِّر البار، إذ تعطيه حسب برّه" [31-32].
يبدأ بالشخص المُصاب بضررٍ، وقد راوده الشك في شخصٍ ما أنَّه هو المتسبِّب في أذيَّته. يأتي به إلى بيت الرب ويحلف المشكوك في أمره، فإن حلف كذبًا يدينه الرب، وإن كان صدقًا يبرِّره الرب.
"إذا انكسر شعبك إسرائيل أمام العدو،
لأنَّهم أخطأوا إليك، ثم رجعوا إليك واعترفوا باسمك،
وصلُّوا وتضرَّعوا إليك نحو هذا البيت.
فاسمع أنت من السماء، واغفر خطيَّة شعبك إسرائيل،
وأرجعهم إلى الأرض التي أعطيتها لآبائهم" [33-34].
بعد تقديم العيِّنات السابقة من الصارخين إلى الرب، متَّجهين نحو هيكله يقدِّم طلبة عامة من أجل الكل. كان الهيكل رمزًا للسيِّد المسيح، الذي يبسط يديه ليحتضن الكل، يشتاق أن يُعطي بسخاء كل سائليه.
لقد سبق الرب فحذَّرهم منذرًا إيَّاهم أنَّه يسمح لهم بالهزيمة وبالسبيّ إن أصرُّوا على شرورهم. "وأجعل وجهي ضدَّكم فتنهزمون أمام أعدائكم، ويتسلَّط عليكم مبغضوكم، وتهربون وليس من يطردكم" (لا 26: 17)؛ "يجعلك الرب منهزمًا أمام أعدائك، في طريق واحدة تخرج عليهم، وفي سبع طرق تهرب أمامهم، وتكون قلقًا في جميع ممالك الأرض، وتكون جثَّتك طعامًا لجميع طيور السماء ووحوش الأرض، وليس من يزعجها" (تث 28: 25-26).
قبل دخولهم أرض الموعد وتمتُّعهم بالنصرة على الأمم القاطنة في كنعان أكَّد لهم أنَّهم إن خالفوا وصيَّته يفقدون نصرتهم وكرامتهم وتصير جثثهم مأكلًا لطيور السماء ووحوش البريَّة، سواء على مستوى الشعب ككل أو على مستوى الفرد. وكما قال أخيّا النبي لامرأة يربعام: "من مات ليربعام في المدينة تأكله الكلاب، ومن مات في الحقل تأكله طيور السماء، لأن الرب تكلَّم" (1 مل 14: 11). وجاء في المزمور: "اَلَّلهُمَّ، إِنَّ الأُمَمَ قَدْ دَخَلُوا مِيرَاثَكَ. نَجَّسُوا هَيْكَلَ قُدْسِكَ. جَعَلُوا أُورُشَلِيمَ أَكْوَامًا. دَفَعُوا جُثَثَ عَبِيدِكَ طَعَامًا لِطُيُورِ السَّمَاءِ، لَحْمَ أَتْقِيَائِكَ لِوُحُوشِ الأَرْضِ" (مز 79: 1، 2). ويقول الرب على لسان إرميا النبي: "لذلك ها أيَّام تأتي يقول الرب... تصير جثث هذا الشعب أكلًا لطيور السماء ولوحوش الأرض ولا مزعج" (إر 7: 32-33). الترجمة الحرفيَّة لعبارة "قلقًا في جميع ممالك الأرض" هي "تحرِّكها جميع ممالك الأرض من هنا وهناك، إلى أعلى وإلى أسفل"، أي تصير أشبه بكره تلعب بها كل ممالك الأرض. وكما قيل: "وأدفعهم للقلق في كل ممالك الأرض" (إر 15: 4)، "وأسلمهم للقلق والشرّ في جميع ممالك الأرض عارًا ومثلًا وهزأة ولعنة في جميع المواضع التي أطردهم إليها" (إر 24: 9؛ راجع إر 29: 18).
يسمح الله بالهزيمة أمام الأمم لكي يدركوا هزيمتهم الداخليَّة أمام الخطيَّة، ويسمح بالسبيّ المُرّ لكي يطلبوا تحرُّرهم من سبيّ إبليس والاستعباد للشهوات والخطايا.
"إذا أغلقت السماء ولم يكن مطر لأنَّهم أخطأوا إليك،
ثم صلوا في هذا الموضع،
واعترفوا باسمك،
ورجعوا عن خطيَّتهم لأنَّك ضايقتهم.
فاسمع أنت من السماء، واغفر خطيَّة عبيدك وشعبك إسرائيل.
فتعلِّمهم الطريق الصالح الذي يسلكون فيه.
وأعط مطرًا على أرضك التي أعطيتها لشعبك ميراثًا.
إذا صار في الأرض جوع، إذا صار وبَأ إذا صار لفح أو يرقان أو جراد جردم،
أو إذا حاصره عدوه في أرض مدنه في كل ضربة وكل مرض" [35-37].
يورد هنا مجموعة من الكوارث تحل بالشعب كثمرة لعصيانهم للرب.
الجوع: نقص شديد في الغلال، خاصة القمح، بسبب الجفاف.
الوبأ: انتشار أمراض خطيرة معدية.
لفح: إصابة المزروعات لسبب أو آخر، فلا تنضج السنابل قط بل تحمل أشبه بتراب أسود عِوض البذور أو الغلال. سقوط الزهور أو البراعم الصغيرة من الأغصان.
جراد: أحد الضربات التي تصيب أحيانًا مساحات شاسعة من الأراضي حيث تهجم موجات ضخمة من الجراد تأكل كل ما هو أخضر، فلا تترك أوراق الشجر أو العشب على الأرض.
جردم: الجراد في مراحل نموه الأولى. الجراد يأتي مهاجمًا الحقول من بلاد بعيدة، أمَّا الجردم فيظهر من نفس البلد.
عدو يهاجم المدن الحصينة والحصون.
كل ضربةٍ تحل بالإنسان أو الحيوان أو النباتات كالبرص.
كل مرضٍ يُفقد الإنسان قدرته وطاقته للعمل والحياة.
"فكل صلاة وكل تضرُّع تكون من أي إنسان كان من كل شعبك إسرائيل،
الذين يعرفون كل واحدٍ ضربة قلبه،
فيبسط يديه نحو هذا البيت" [38].
إذ يتحدَّث عن الصلاة وقت الضيق، حيث يتَّجه الإنسان بوجه نحو الهيكل كما نحو الله نفسه، أو نحو الحضرة الإلهيَّة، لا يلم الظروف أو الأشخاص بل ينظر إلى "ضربة قلبه" [38]، ملقيًا اللوم على نفسه. إن الضيق الحقيقي ليس في الظروف المحيطة بنا، بل هو ضيق القلب المضروب بجفاف الحب أو عدم اتِّساعه بالمحبَّة للغير. هذه هي الضربة الحقيقيَّة التي من أجلها نصرخ إلى الله.
"فاسمع أنت من السماء مكان سكناك،
واغفر واعمل وأعط كل إنسان حسب كل طرقه،
كما تعرف قلبه،
لأنَّك أنت وحدك قد عرفت قلوب كل بني البشر" [39].
بقوله: "اغفر واعمل وأعط" يقدِّم سليمان الحكيم مفهومًا روحيًا صادقًا لنظرتنا إلى بيت الرب. فهو ليس بالموضع الذي فيه نطلب احتياجاتنا الزمنيَّة فحسب، وإنَّما هو بيت الغفران، وبيت العمل الإلهي، وبيت العطاء السماوي. نلتقي مع الله في بيته لنطلب أولًا المصالحة معه، وندخل معه في علاقة اتِّحاد وحب، عندئذ نتمتَّع بعمله الإلهي في حياتنا الداخليَّة، وننعم بعطاياه التي تشبع كل احتياجاتنا الروحيَّة والنفسيَّة والاجتماعيَّة والماديَّة. بالغفران نتمتَّع بمواهب العطايا، وبالعمل الإلهي نتقبَّل فينا إمكانيَّاته، وبالعطاء ننال خيراته. وكأن الملك يطلب هنا أن يتمتَّع المؤمنون بالله ذاته وقدراته وعطاياه!
"لكي يخافوك كل الأيَّام التي يحيون فيها على وجه الأرض التي أعطيت لآبائنا" [40].
 
قديم 04 - 09 - 2024, 12:42 PM   رقم المشاركة : ( 172245 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الإعلان عن الحب لكل بشر:

41 وَكَذلِكَ الأَجْنَبِيُّ الَّذِي لَيْسَ مِنْ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ هُوَ، وَجَاءَ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ، 42 لأَنَّهُمْ يَسْمَعُونَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ وَبِيَدِكَ الْقَوِيَّةِ وَذِرَاعِكَ الْمَمْدُودَةِ، فَمَتَى جَاءَ وَصَلَّى فِي هذَا الْبَيْتِ، 43 فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ، وَافْعَلْ حَسَبَ كُلِّ مَا يَدْعُو بِهِ إِلَيْكَ الأَجْنَبِيُّ، لِكَيْ يَعْلَمَ كُلُّ شُعُوبِ الأَرْضِ اسْمَكَ، فَيَخَافُوكَ كَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، وَلِكَيْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ دُعِيَ اسْمُكَ عَلَى هذَا الْبَيْتِ الَّذِي بَنَيْتُ.

"وكذلك الأجنبي الذي ليس من شعبك إسرائيل هو وجاء من أرض بعيدة من أجل اسمك.
لأنَّهم يسمعون باسمك العظيم وبيدك القويَّة وذراعك الممدودة،
فمتى جاء وصلَّى في هذا البيت" [41، 42].
اليد القويَّة والذراع الممدودة يشيران إلى رعاية الله الفائقة لشعبه.
لقد سمع عن أعمال الله العجيبة مع شعبه بلعام الذي في أرض موآب (عد 22).
"فاسمع أنت من السماء مكان سُكناك،
وافعل حسب كل ما يدعو به إليك الأجنبي،
لكي يعلم كل شعوب الأرض اسمك،
فيخافوك كشعبك إسرائيل،
ولكي يعلموا أنَّه قد دعي اسمك على هذا البيت الذي بنيت" [43].
في صلاة التدشين يتطلَّع سليمان الحكيم إلى الله بكونه ليس إله إسرائيل وحده، بل إله كل الشعوب. يسأل الله أن يستجيب لصلاة الكل، حتى تعرف كل شعوب الأرض اسمه وتخشاه.
"وكذلك الأجنبي الذي ليس هو من شعبك إسرائيل وقد جاء من أرض بعيدة من أجل اسمك العظيم ويدك القويَّة وذراعك الممدودة، فمتى جاءوا وصلُّوا في هذا البيت، فاسمع أنت من السماء مكان سكناك وافعل حسب كل ما يدعوك به الأجنبي لكي يعلم كل شعوب الأرض اسمك، فيخافونك كشعبك إسرائيل، ولكي يعلموا أن اسمك قد دُعي على هذا البيت الذي بنيت" (2 أي 6: 32-33).
لقد سمح موسى للغرباء الذين يعيشون بين الإسرائيليِّين أن يقدِّموا ذبائح في الهيكل (عد 15: 14 إلخ.). وقيل أن اسم الرب العظيم وذراعه قد سمع عنهما في الأمم المحيطة (خر 15: 14؛ 18: 1؛ يش 5: 1).
يتحدَّث هنا عن وثنيِّين جاءوا إلى بيت الرب ليصيروا دخلاء في الإيمان الحقيقي.
 
قديم 04 - 09 - 2024, 12:44 PM   رقم المشاركة : ( 172246 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الإعلان عن الحب لكل بشر:
طلب النصرة:

44 «إِذَا خَرَجَ شَعْبُكَ لِمُحَارَبَةِ عَدُوِّهِ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي تُرْسِلُهُمْ فِيهِ، وَصَلَّوْا إِلَى الرَّبِّ نَحْوَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَرْتَهَا وَالْبَيْتِ الَّذِي بَنَيْتُهُ لاسْمِكَ، 45 فَاسْمَعْ مِنَ السَّمَاءِ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ. 46 إِذَا أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ، وَغَضِبْتَ عَلَيْهِمْ وَدَفَعْتَهُمْ أَمَامَ الْعَدُوِّ وَسَبَاهُمْ، سَابُوهُمْ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، بَعِيدَةً أَوْ قَرِيبَةً، 47 فَإِذَا رَدُّوا إِلَى قُلُوبِهِمْ فِي الأَرْضِ الَّتِي يُسْبَوْنَ إِلَيْهَا وَرَجَعُوا وَتَضَرَّعُوا إِلَيْكَ فِي أَرْضِ سَبْيِهِمْ قَائِلِينَ: قَدْ أَخْطَأْنَا وَعَوَّجْنَا وَأَذْنَبْنَا. 48 وَرَجَعُوا إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِهِمْ فِي أَرْضِ أَعْدَائِهِمِ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ، وَصَلَّوْا إِلَيْكَ نَحْوَ أَرْضِهِمِ الَّتِي أَعْطَيْتَ لآبَائِهِمْ، نَحْوَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَرْتَ وَالْبَيْتِ الَّذِي بَنَيْتُ لاسْمِكَ، 49 فَاسْمَعْ فِي السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ، 50 وَاغْفِرْ لِشَعْبِكَ مَا أَخْطَأُوا بِهِ إِلَيْكَ، وَجَمِيعَ ذُنُوبِهِمِ الَّتِي أَذْنَبُوا بِهَا إِلَيْكَ، وَأَعْطِهِمْ رَحْمَةً أَمَامَ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ فَيَرْحَمُوهُمْ، 51 لأَنَّهُمْ شَعْبُكَ وَمِيرَاثُكَ الَّذِينَ أَخْرَجْتَ مِنْ مِصْرَ، مِنْ وَسَطِ كُورِ الْحَدِيدِ. 52 لِتَكُونَ عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ نَحْوَ تَضَرُّعِ عَبْدِكَ وَتَضَرُّعِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، فَتُصْغِيَ إِلَيْهِمْ فِي كُلِّ مَا يَدْعُونَكَ، 53 لأَنَّكَ أَنْتَ أَفْرَزْتَهُمْ لَكَ مِيرَاثًا مِنْ جَمِيعِ شُعُوبِ الأَرْضِ، كَمَا تَكَلَّمْتَ عَنْ يَدِ مُوسَى عَبْدِكَ عِنْدَ إِخْرَاجِكَ آبَاءَنَا مِنْ مِصْرَ يَا سَيِّدِي الرَّبَّ».

"إذا خر ج شعبك لمحاربة عدوُّه في الطريق الذي ترسلهم فيه،
وصلُّوا إلى الرب نحو المدينة التي اخترتها والبيت الذي بنيته لاسمك.
فاسمع من السماء صلاتهم وتضرُّعهم واقضي قضائهم.
إذا أخطأوا إليك، لأنَّه ليس إنسان لا يخطئ.
وغضبت عليهم،
ودفعتهم أمام العدو وسباهم سابوهم إلى أرض العدو بعيدة أو قريبة" [44-46].
لا يُفهم من قوله "ليس إنسان لا يخطئ" أنَّه تبرير لنا، لكنَّه يستعرض الضعف البشري ليستدر مراحم الله. وفي نفس الوقت يفتح باب الرجاء أمام الخطاة، إن الجميع دون استثناء في حاجة إلى عمل المخلِّص.
* تستخدم الحكمة بالأكثر في الطريق لتعين أفضل من صحبة أقوى الرجال في مدينة، وهي أيضًا تغفر بحق للذين يفشلون في تحقيق واجبهم، لأنَّه لا يوجد إنسان واحد بلا عثرة.
القدِّيس غريغوريوس العجائبي
* ماذا يقول الإناء المختار؟ "لأن الله أغلق على الجميع معًا في العصيان لكي يرحم الجميع" (رو 11: 32) وفي موضع آخر:" إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رو 3: 23).
يعترض بصراحة أيضًا المبشِّر الذي هو المتحدِّث باسم الحكمة الإلهيَّة ويقول: "لأنَّه لا إنسان صديق في الأرض يعمل صلاحًا ولا يخطئ" (جا 7: 20).
و[إذا أخطأ شعبك إليك، لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ] (1 مل 8: 46).
و"مَن يقول أنِّي زكَّيت قلبي، تطهَّرت من خطيَّتي؟!" (أم 20: 9). و[ليس أحد طاهرًا من خطيَّة ولو كانت حياته على الأرض يومًا واحدًا].
يصمِّم داود على نفس الأمر: [بالآثام حُبِلَ بي وبالخطايا ولدتني أمِّي] (مز 51: 5). وفي مزمور آخر يقول: [في عينيك لا يتبرَّر قُدَّامَكَ حَيٌّ] (مز 143: 2)...، إذ يقال "في عينيك" يعني أولئك الذين يبدون قدِّيسين للبشر، فإنَّهم في عيني الله في كمال معرفته ليسوا قدِّيسين بالمرة. "لأن الإنسان ينظر إلى العينين وأمَّا الرب فإنَّه ينظر إلى القلب" (1 صم 16: 7).
القديس جيروم
"فإذا ردُّوا إلى قلوبهم في الأرض التي يسبون إليها،
ورجعوا وتضرَّعوا إليك في أرض سبيهم قائلين:
قد أخطأنا وعوَّجنا وأذنبنا.
ورجعوا إليك من كل قلوبهم ومن كل أنفسهم في أرض أعدائهم الذين سبوهم،
وصلُّوا إليك نحو أرضهم التي أُعطيت لآبائهم نحو المدينة التي اخترت والبيت الذي بنيت لاسمك" [47-48].
يصلِّي سليمان الحكيم هنا بروح النبوَّة، فيرى ما سيحل بشعبه وبهيكل الرب خلال السبي البابلي على يد نبوخذنصَّر عام 585/586 ق.م. يقول: "ورجعوا إليك من كل قلوبهم" مؤكِّدًا الاهتمام بالصلاة والتوبة من القلب.
* الله لا يطلب الكلمات بل قلوبكم.
* إنَّنا بالقلب نسأل، وبالقلب نطلب، ولصوت القلب ينفتح الباب.
* لا يتم الصراخ لله بصوت جسدي، بل بالقلب. كثيرون شفاهم صامتة لكنَّهم يصرخون بالقلب، وكثيرون يقدِّمون ضجيجًا بشفاههم، أمَّا قلوبهم فصارت عاجزة عن تقديم أي شيء. لذلك إن صرخت إلى الله، أصرخ إليه من الداخل حيث هناك يسمعك.
القديس أغسطينوس
"فاسمع في السماء مكان سُكناك صلاتهم وتضرُّعهم واقض قضاءهم.
واغفر لشعبك ما أخطأوا به إليك، وجميع ذنوبهم التي أذنبوا بها إليك،
وأعطهم رحمة أمام الذين سبوهم، فيرحموهم" [49-50].
الله الذي بحبُّه يُحرِّك الكل لبنيان نفوسنا، هو الذي يسمح بالتأديب حتى بالسبي، وهو الذي يحرِّك قلوب الذين يُسْبون سواء ليمارسوا عنفهم لكن في حدود يضعها، أو يمارسوا الرحمة، فيعطي شعبه نعمة في أعينهم. يترنَّم المرتِّل قائلًا: "وذكر لهم عهده وندم حسب كثرة رحمته، وأعطاهم نعمة قدَّام كل الذين سبوهم" (مز 106: 45-46).
لم يُصلِّ من أجل خلاصهم من السبيّ بالعودة إلى أرضهم، إنَّما بإعطائهم نعمة في أعين الذين سبوهم، فيتركونهم يعبدون الرب ويشهدون له وسط السبيّ كشعبٍ مؤمنٍ حقيقيٍ.
"لأنهم شعبك وميراثك الذين أخرجت من مصر من وسط كور الحديد.
لتكون عيناك مفتوحتين نحو تضرُّع عبدك وتضرُّع شعبك إسرائيل،
فتصغي إليهم في كل ما يدعونك" [51-52].
يفترض سليمان الحكيم أنَّه هو وشعبه رجال صلاة، في كل أمورهم يركِّزون أنظارهم على بيت الرب، ويفتحون أفواههم للحديث معه، وقلوبهم للصراخ إليه.

يقدِّم هنا حالات معينة على وجه الخصوص(**):
* القضاء بين الشعب، لتبرير البار ومعاقبة المذنب، أي الاستجابة لصلاة الشخص العضو في الجماعة المقدَّسة [32].
* عند الهزيمة أمام العدوّ، أي في حالة كارثة جماعيَّة [33].
* إن حدث جفاف أو وبأ، أي في حالة كارثة خاصة بالطبيعة [35، 37].
* إن جاء أجنبي يطلب من الله، واثقًا فيه، لا في الآلهة الوثنيَّة [41].
وكأنَّه يقدِّم أربع عيِّنات لاستجابة الله لصلوات الفرد كما الجماعة، والطبيعة كما الأجانب عن الشعب، وهو يفترض أن ما يحل بالفرد أو بالجماعة إنَّما هو ثمرة الخطيَّة. لذلك يربط الصلاة بالتوبة والرجوع إلى الله عمليًا.
"لأنَّك أنت أفرزتهم لك ميراثًا من جميع شعوب الأرض كما تكلَّمت عن يد موسى عبدك،
عند إخراجك آباءنا من مصر يا سيِّدي الرب" [53].
 
قديم 04 - 09 - 2024, 12:46 PM   رقم المشاركة : ( 172247 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* تستخدم الحكمة بالأكثر في الطريق لتعين أفضل من صحبة أقوى الرجال في مدينة، وهي أيضًا تغفر بحق للذين يفشلون في تحقيق
واجبهم، لأنَّه لا يوجد إنسان واحد بلا عثرة.



القدِّيس غريغوريوس العجائبي
 
قديم 04 - 09 - 2024, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 172248 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يصمِّم داود على نفس الأمر:

[بالآثام حُبِلَ بي وبالخطايا ولدتني أمِّي] (مز 51: 5).
وفي مزمور آخر يقول: [في عينيك لا يتبرَّر قُدَّامَكَ حَيٌّ] (مز 143: 2)...،
إذ يقال "في عينيك" يعني أولئك الذين يبدون قدِّيسين للبشر،
فإنَّهم في عيني الله في كمال معرفته ليسوا قدِّيسين بالمرة.
"لأن الإنسان ينظر إلى العينين وأمَّا الرب فإنَّه ينظر إلى القلب" (1 صم 16: 7).

القديس جيروم
 
قديم 04 - 09 - 2024, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 172249 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* إنَّنا بالقلب نسأل، وبالقلب نطلب،
ولصوت القلب ينفتح الباب.





القديس أغسطينوس
 
قديم 04 - 09 - 2024, 12:54 PM   رقم المشاركة : ( 172250 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* لا يتم الصراخ لله بصوت جسدي، بل بالقلب.
كثيرون شفاهم صامتة لكنَّهم يصرخون بالقلب، وكثيرون يقدِّمون
ضجيجًا بشفاههم، أمَّا قلوبهم فصارت عاجزة عن تقديم أي شيء.
لذلك إن صرخت إلى الله، أصرخ إليه من الداخل حيث هناك يسمعك.





القديس أغسطينوس
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024