* لا يجوز لأي شخص وهو في الخطية (متهاونًا)... أن يشترك في الأسرار... فإن داود يقول في مزموره: "على الصفصاف في وسطها علقنا أعوادنا... كيف نرنم ترنيمة الرب في أرض غريبة؟" (مز 137: 2، 4) إن كان الجسد لازال يقاوم الذهن، ولا يخضع لإرشاد الروح القدس، فإنه لازال في أرض غريبة، لم يخضع لكفاح المزارع، لهذا لن يأتي بثمار المحبة والاحتمال والسلام... فإذا كانت التوبة غير عاملة فيك، فخير لك ألاَّ تتقدم للأسرار، لئلا تحتاج إلى توبة عن هذه التوبة غير العاملة، ولكنك محتاج إلى تلك الكلمات "انقضوا، انقضوا حتى الأساس منها" (مز 137: 7).
يواسي داود هذه النفس البائسة قائلًا: "يا بنت بابل الشقيَّة!" حقًا إنَّها شقيَّة لأنها بنت بابل، حيث رفضت بنوَّتها لأورشليم أي السماء (وتمسَّكت بالخطيَّة بابل أرض السبي). ومع ذلك فإنَّه يدعو لها بالشفاء قائلًا: "طُوبَى لِمَنْ يُكافئك مكافأتك التِي جَازَيْتِنَا! طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ، ويدفنهم عند الصَّخْرَةَ!" (مز ظ،ظ£ظ§: ظ©). أي يدفن أفكارها الفاسدة المضادة للمسيح. فقد قيل لموسى: "اخلع نعليك من رجليك" (خر ظ£: ظ¥). فكم بالأولى يلزمنا نحن أن نخلع من أرجلنا الروحيَّة رباطات الجسد، وننظِّف خطواتنا من كل ارتباطات العالم؟!
القديس أمبروسيوس