القديس يوحنا الذهبي الفم
عن صعودنا إلى السموات في المسيح يسوع الصاعد يكشف لنا كيف انحدرت حياتنا وطبيعتنا فصرنا أقل من الحيوانات، لكن مسيحنا رفعنا من هذه المذلة بصعوده ووهبنا التمتع بسمواته، إذ يقول: [انظروا إلى طبيعتنا كيف انحطت ثم ارتفعت. فإنه ما كان يمكن النزول إلى أكثر مما نزل إليه الإنسان، ولا يمكن الصعود إلى أكثر مما ارتفع إليه المسيح... ويوضح بولس ذلك إذ يقول: "الذي نزل هو الذي صعد أيضًا". أين نزل؟ "إلى أقسام الأرض السفلي"؛ وصعد إلى "فوق جميع السموات" (أف 4: 10-9)... إننا لم نكن سوى ترابًا ورمادًا.... لقد صرنا أكثر غباء من الحيوانات غير العاقلة، فقد صار الإنسان يُقارن بها وصار مثلها (مز 48: 21؛ إش 1: 3)... انظروا كيف صرنا أكثر غباءً من الحمار والثور (إش 1: 3)، ومن طيور السماء واليمامة والسنونة (إر 8: 7)... صرنا تلاميذ للنمل (أم 6: 6)... أكثر جمودًا من الحجارة (إش 6: 2)، نشّبه بالأفاعي (مز 58: 5)... نُدعى أبناء إبليس (يو 8: 44)... هكذا صار انحطاطنا وعدم استحقاقنا... لكن اليوم ارتفعت طبيعتنا فوق كل خليقة. اليوم استعاد الملائكة من فقدوهم منذ زمن طويل! اليوم رأى رؤساء الملائكة أولئك الذين يشتاقون إلى رؤيتهم منذ زمن بعيد! اليوم رأوا طبيعتنا في العرش الإلهي تتلألأ في جمال أبدي ومجد سرمدي!].