منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 16 - 08 - 2024, 12:00 PM   رقم المشاركة : ( 170481 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,735

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المزمور المئة والحادى والخمسون
المتضع ينتصر على الجبار

"أنا صغيرًا كنت في إخوتي وحدثًا في بيت أبي كنت راعيًا غنم أبي" ع1



كاتبه: داود النبي كما تذكر مقدمة الترجمة السبعينية إذ تقول "هذا مزمور لداود مكتوب بيده بعد خروجه منتصرًا من حربه مع جليات".

متى كتب؟ بالتأكيد بعد أن مسحه صموئيل النبي ملكًا وهو في بيت أبيه، وبعد انتصاره على جليات الجبار، وإن كان غير معروف بالضبط زمن كتابته.

يوجد هذا المزمور في الترجمات السبعينية والقبطية والفاتيكانية والحبشية والسريانية. ولا يوجد في الترجمة العبرية، إذ لم يجمع عزرا هذا المزمور وغيره من أسفار الكتاب المقدس، مثل طوبيا ويهوديت، ولكنه موجود في النسخ القديمة للكتاب.

يوجد أيضا هذا المزمور في النسخ القديمة للكتاب المقدس، مثل النسخة السينائية والإسكندرانية.

أشار القديسون الأوائل إلى هذا المزمور، مثل القديس أثناسيوس الرسولى والقديس يوحنا ذهبى الفم.

يعتبر هذا المزمور من المزامير المسيانية؛ لأن داود يرمز للمسيح، فكما كان داود راعيًا للغنم، هكذا المسيح ولد باتضاع في المزود، وعمل كنجار. وكما كان إخوة داود حسان وكبار؛ هكذا أيضًا كان البشر فيهم عظماء كثيرون، لكن الآب لم يسر إلا بالإبن الوحيد يسوع المسيح. وكما انتصر داود على جليات انتصر المسيح على الشيطان في التجربة على الجبل، ثم قيده بالصليب.

هذا المزمور ليتورجى يستخدم في الصلوات الطقسية في الكنيسة، بل له أهمية خاصة في طقس الكنيسة، إذ تفتح به صلوات القيامة، فهو أول صلاة من صلوات سبت الفرح، الذي يعدنا للاحتفال بقيامة رب المجد يسوع المسيح، وله لحنه الخاص الجميل، ويصاحبه طقس بديع، وهو أن يمسك الكاهن بسفر المزامير الملفوف بكتان أبيض، ويخلع غطاء رأسه (الطيلسانه) احترامًا وتوقيرًا لهذا المزمور، ثم يدور بعد أن يصليه في الكنيسة كلها، ثم يعود أمام الهيكل.

لا يوجد هذا المزمور في صلوات الأجبية.
 
قديم 16 - 08 - 2024, 12:02 PM   رقم المشاركة : ( 170482 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,735

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أَنَا صَغِيرًا كُنْتُ فِي إِخْوَتِي وَحَدَثًا فِي بَيْتِ أَبِي كُنْتُ رَاعِيًا غَنَمَ أَبِي.

حدثًا : صغيرًا.

يصف داود نفسه بأنه كان الصغير بين أبناء يسى أبيه. إذ كان له سبعة إخوة أكبر منه، وهو الثامن. وكان يرعى غنم أبيه وهي الحرفة الشائعة بين اليهود. أما إخوته الكبار آليآب وأبيناداب وشمة فكانوا رجالًا أقوياء، خرجوا للحرب ضد الفلسطينيين (1 صم17: 13).

وصف داود نفسه بالأصغر وراعى الغنم تبين اتضاعه، وفى نفس الوقت تظهر تعلمه الأبوة والمحبة والرعاية من خلال رعاية الغنم، فتأهل بهذا ليكون راعيًا لشعبه عندما تملك عليهم.



 
قديم 16 - 08 - 2024, 12:03 PM   رقم المشاركة : ( 170483 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,735

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يَدَايَ صَنَعَتَا الْأُرْغُنَ وَأَصَابِعِي أَلِفَتِ الْمِزْمَارَ. هَلِّلُويَا.

الأرغن : بوصة مفرغة طويلة، وقد تكون مزدوجة وفيها ثقوب وهي من آلات النفخ، وتشبه المزمار ولكنها أطول منه.

المزمار : قطعة من البوص بها ثقوب وتصدر صوتًا بالنفخ مع تحريك الأصابع فوق الثقوب.

اعتاد الرعاة أثناء جلوسهم ورعايتهم للغنم في المرعى أن يستخدموا المزمار، أو الناى. وكان داود بارعًا في استخدام الآلات الموسيقية؛ حتى أن شاول الملك اختاره؛ ليعزف أمامه، فتهدأ نفسه المنزعجة من الشياطين (1 صم16: 23).

من محبة داود للتسبيح صنع بيديه الأرغن الذي يضرب عليه الموسيقى، وألف المزامير ولحنها، وكان يرددها ويضرب الموسيقى على آلات؛ الأرغن والمزمار، التي تعود العزف عليها.

تنتهي الآية بكلمة هللويا تعبيرًا عن الفرح والتهليل بتسبيح الرب الذي يبارك المتضعين، ويستحق التمجيد الدائم.



 
قديم 16 - 08 - 2024, 12:04 PM   رقم المشاركة : ( 170484 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,735

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




مَنْ هُوَ الَّذِي يُخَبِّرُ سَيِّدِي
هُوَ الرَّبُّ الَّذِي يَسْتَجِيبُ لِلَّذِينَ يَصْرُخُونَ إِلَيْهِ.

عندما غنت النساء لداود بعد قتله جليات، دبت الغيرة في قلب شاول الملك، وحاول قتله؛ حتى أنه هرب منه، وطارده شاول؛ حتى مات شاول في الحرب. ولذا يتساءل داود في هذه الآية ويقول، من هو الذي يخبر سيدى الملك شاول أنى أحبه وخاضع له، خاصة وأن محبة داود ظهرت أثناء مطاردة شاول له، إذ سقط شاول مرتين تحت يد داود، ولم يمسه بأذى. وقد يكون المقصود بسيدى الرب، أي من يخبر الرب أنى أحب شاول، فيجيب داود على نفسه ويقول الرب نفسه هو القادر وحده أن يخبر شاول ويعرفه أنى أحبه؛ لأن الرب يستجيب للذين يصرخون إليه، وداود كان يصلى ويصرخ إلى الله من أجل هذا الأمر. وهذه الآية تبين مدى معاناة داود من اضطهاد شاول له، وتظهر أيضًا إيمان داود بالله ومحبته للصلاة.
 
قديم 16 - 08 - 2024, 12:04 PM   رقم المشاركة : ( 170485 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,735

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





هُوَ أَرْسَلَ مَلاَكَهُ، وَحَمَلَنِي (وَأَخَذَنِي)
مِنْ غَنَمِ أَبِي وَمَسَحَنِي بِدُهْنِ مَسْحَتِهِ. هَلِّلُويَا.

الرب أرسل ملاكه وأخذ داود، وحمله، ورفعه من رعاية الغنم، ومسحه بدهن المسحة كملك، وهو ما زال في بيته أبيه يسى (1 صم16: 13). والملاك الذي أخذ داود ومسحه هو صموئيل النبى؛ لأن كلمة ملاك تعنى مرسل، فالله أرسل صموئيل ومسح داود بيد صموئيل. فداود يمجد الله الذي يرفع البائس من المزبلة ويجلسه مع رؤساء شعبه (مز113: 7).

المسيح الذي يرمز إليه داود ولد باتضاع في المزود، ومسح بالروح القدس عند عماده، والمؤمنون بالمسيح يمسحون بزيت الميرون بعد معموديتهم، فيصيروا أعضاء في جسد المسيح؛ ليثبتوا فيه.
 
قديم 16 - 08 - 2024, 12:06 PM   رقم المشاركة : ( 170486 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,735

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إِخْوَتِي حِسَانٌ وَهُمْ أَكْبَرُ مِنِّي وَالرَّبُّ لَمْ يُسَرُّ بِهِمْ.

كان إخوة داود أكبر منه، ومنظرهم جميل وعظيم؛ حتى أن صموئيل
النبي أعجب بالإبن الاكبر ليسى وهو آليآب، وظن أنه المقصود
من الله ليكون ملكًا، ولكن الرب نبه صموئيل أن الإنسان ينظر
إلى العينين أما الرب فإنه ينظر إلى القلب (1 صم16: 7).
ومن أجل نقاوة قلب داود اختاره الله، وسر به،
بل وشهد عنه أن قلبه مثل قلب الله (أع13: 22).

 
قديم 16 - 08 - 2024, 12:07 PM   رقم المشاركة : ( 170487 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,735

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




† الله يحب المتضعين لأنهم لا يسرقون مجده؛
لذا اتضع امام الله في صلواتك، وليظهر
تواضعك أيضًا أمام الناس.
وإذ تثبت في الاتضاع تنال بركات الله الوفيرة.


 
قديم 16 - 08 - 2024, 12:12 PM   رقم المشاركة : ( 170488 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,735

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


قداسة البابا تواضروس الثاني

مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة :

الرسالة البابوية لعيد القيامة المجيد 2024م


باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.

تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد آمين.

إخريستوس آنيستي، أليثوس آنيستي.

المسيح قام، حقًا قام.

أهنئُكم أيها الأحباءُ بعيدِ القيامةِ المجيد. أهنئُ كلَ الكنائسِ والأديرة القبطية الأرثوذكسية في قارات العالم: في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأيضًا في قارة أستراليا وفي مدينة إلهِنا العظيم أورشليم. أهنئُكم بهذا العيد الذي نحتفلُ به بعد أن صمنا هذا الصوم الكبير، الصوم المقدس. وهو الصومُ الذي فيه نسكياتٌ وفيه حياةٌ روحية، نمتلئ ونشبع بها.

وعندما نأتي إلى القيامةِ وإلى فجرِ القيامةِ تأتي أمامَنا مشاهدٌ كثيرة. من هذه المشاهدِ مشهدُ المريمات وهن يحاولن أن يقدمن الأطياب. ولكن كان يشغلهن هذا السؤال، من يدحرجُ لنا الحجرَ (مرقس 16: 3)؟

وهذا السؤالُ ليس من عند المريمات فقط ولكنه يواجهنا في حياتنا اليومية. نواجه موضوعاتٍ كثيرة ومواقفَ كثيرة في حياة كلِ واحدٍ فينا، وأحيانًا يبقى ظاهرًا في حياتنا حجرٌ. هذا الحجرُ يمكن أن يكون الخطية. ممكن أن يكون الكسل، ممكن أن يكون الانشغال الزائد بالعمل، ممكن أن يكون ذات الإنسان، ممكن أن يكون الأولويات وترتيبها.

من يدحرجُ لنا الحجر؟ الحجرُ هنا يمثل صعوبةً أمامَ الإنسان. من سيحركها؟ طبعًا واضحٌ لنا أن المريمات كن نساءً وقفن أمامَ حجرٍ كبيرٍ كان يسدُ بابَ القبرِ، ولم يكن بسهولة أن يحركنه. فكان يسببُ مشكلة.

ونحن في حياتِنا اليومية نواجه مشكلاتٍ كثيرة ويأتي السؤالُ: من يدحرجُ الحجر؟ من يحِلُ المشكلة؟ من يزيلُ هذه الصعوبة؟ من يفتحُ الطريقَ المسدود؟ أذكَّركم بالشاب الغني (مرقس 10: 17-22). الشاب الغني الذي عاش وذهب ليسألَ المسيحَ سؤالاً جميلاً جدًا وقال: “مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟” سؤالٌ رائع. شابٌ يبحث عن أبديته. وبعدما شرحَ له المسيحُ أن يحفظَ الوصايا، قال له: “هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي”. فقال له: “يُعْوِزُكَ أَيْضاً شَيْءٌ وَاحِدٌ”. باقٍ خطوة واحدة. ما هي الخطوة الباقية؟ “اذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ”. يقول لنا الكتاب: “فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِينًا” (متى 19: 22). كان هناك حجرٌ أمامَه، وهذا الحجر لم يستطع أن يتخطاه. كان غناه هو الحجر. ويمكن أن أذكِّرُكم بمثل الفريسي والعشار (لوقا 18: 9–14). عندما دخلا للصلاة، الفريسي وقفت أمامه الذات. الذاتُ وإحساسٌ بأنه هو الأفضل. أما الرجلُ العشار فخرج مُبَررًا، لأنه قال عبارةً واحدةً: “اللهُمَّ ارْحَمْنِي أَنَا الْخَاطِئَ” (لوقا 18: 13). من يدحرجُ لنا الحجر؟

النقطة الثانية: المريمات بالرغم من أن السؤال شغلْهن وكانت هناك صعوبةٌ قدامهن، لكن -في الحقيقة- كان عندهن اجتهادٌ، وكان عندهن جهاد. ماذا فعلن؟ أعددن الحنوطَ وابتدأن يحضِّرن أنفسَهن وابتدأن يَخْرُجْن ويمشين في الفجر مبكرًا (مرقس 16: 1) لكي يذهبن ويضعن هذه الحنوط على جسدِ المسيحِ الذي ماتَ على عودِ الصليب. لكن كان عندهن شاغلٌ: من يرفعُ الحجر؟ هذا السؤال لم يجعلهن يتعطلن. بل حفَّزَهن ليكون عندهن جهادٌ، وعندهن نشاطٌ، وعندهن أملٌ، وعندهن إيمانٌ قويٌ أن هناك أشياء ستحدث. القديس بولس الرسول يقول لنا أيةً جميلةً إذ يقول: “غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الِاجْتِهَادِ حَارِّينَ فِي الرُّوحِ عَابِدِينَ الرَّبَّ” (رومية 12: 11).

وفي سفر الأمثال في العهد القديم يقول: “الرَّخَاوَةُ لاَ تَمْسِكُ صَيْدًا” (أمثال 12: 27)، فهذا يعني لو أنك أحضرتَ صنارةً ووضعتها هكذا من غير أن تستعدَ لها جيدًا، سوف لا تمسك ولا سمكة [واحدة]. في العهد القديم يأتي أمامَنا موقفُ نحميا وهو في الأسْرِ أو السبي. فقد أتت لنحميا أخبار أن بلادَه أسوارُها مهدومةٌ وأبوابُها محروقة بالنار. وبعد أن أخذ إذنَ الملكِ، ابتدأ يرجع لمدينتِه التي هي أورشليم ويحاول أن يبني وليس لديه أيُ إمكانيات، فبدأ يقولُ للساكنينَ على محيطِ السور أن يبني كلُ واحدٍ جزءً من السورِ الذي يقعُ أمامَ بيتِه (نحميا 3: 28). وابتدأوا يعملون كذلك. وقال لهم شعارًا قويًا إذ قال: “إِنَّ إِلَهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي” (نحميا 2: 20). يعني أن هذا النجاح نأخذه من ربنا، ونحن سنقوم ونعمل. رغم أن السورَ كان أمامه مهدومًا والأبواب محروقةَ بالنار. ربما كان نفس هذا الموقف أيضًا مع العذارى الحكيمات (متى 25: 1–13)، فقد اجتهدن وحضَّرن الزيتَ وحضَّرن المصابيحَ وانتظرن المسيحَ. سهرن، رغم أنهن لم يكنَّ يعرفن متى سيأتي المسيحُ العريس.

الخطوة الأولى: مَن يدحرجُ لنا الحجر؟ هذه هي الصعوبة.

الخطوة الثانية: الاجتهاد والجهاد.

الخطوة الثالثة: كانت خطوةً طيبة، وهي خطوةُ الحجر المرفوع. وهي يدُ ربنا عندما تعمل. وصلن إلى القبر وشاهدن الحجرَ مرفوعًا (مرقس 16: 4). وأرجوكم أن تتخيلوا مشاعرهن، وفرحتهن الداخلية بأن الحجر -الذي كان يمثل المشكلة والصعوبة- رفعه السيدُ المسيحُ وقامَ من بين الأموات. وجدن الحجرَ مرفوعًا والقبرَ فارغًا ويدَ الله قد عملت. لأجل ذلك وأنتَ أمام أي صعوبة، اعرف أن يدَ ربنِا تعمل. في يوم من الأيام، وقبل القيامة بيومين، كان الصليبُ يوم الجمعة، وعلى الصليب صُلب السيد المسيح وعن يمينه لصٌ وعن شماله لصٌ، لكي يُحسَب الجميع كأنهم لصوص. واللصُ اليمين قال عبارةً جميلة، وأعتقد أنه لم يكن يتوقع نتيجتَها: “اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ” فكانت النتيجة: “الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ” (لوقا 23: 42–43). لقد قامَ المسيحُ ليُقيمَنا معه. لأجل ذلك أنت عندما تواجه صعوبة أو مشكلة، اجتهدْ وكنْ أمينًا واعرفْ أن يدَ الله تعملُ وستكون النتيجة مبهرةً بإيمانِك وبرجائِك.

أهنئُكم بهذا العيد المجيد. أهنئُ كلَ الآباء المطارنة والآباء الأساقفة والآباء الكهنة القمامصة والقسوس، أهنئُ الشمامسة والأراخنة والخدام والخادمات، وأهنئُ أيضًا كلَ أسرة قبطية في كلِ كنيسة وفي أي مكانٍ، وأهنئُ الشبابَ والشاباتِ، وأهنئُ أيضا الفتيانَ والفتيات، وأهنئُ الأطفالَ والصغار. أهنئكم جميعًا من أرض مصر ومن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، هنا من الكاتدرائية -كاتدرائية مارمرقس- في العباسية بالقاهرة، أرسلُ هذه التهنئةَ إلى جميعِكُم، وأرجو لكم عيدًا مملوءً بالفرح والبهجة والشعور القوي الذي نشعرُ به في القيامة المجيدة التي نصلي بها كل يوم في التسبحة ونقول: “قوموا يا بني النورِ لنُسبحَ ربَ القوات”.

إخريستوس آنيستي، أليثوس آنيستي.

المسيحُ قام، حقًا قام.

 
قديم 16 - 08 - 2024, 12:14 PM   رقم المشاركة : ( 170489 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,735

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


قداسة البابا تواضروس الثاني


من يدحرجُ لنا الحجر؟ الحجرُ هنا يمثل صعوبةً أمامَ الإنسان. من سيحركها؟ طبعًا واضحٌ لنا أن المريمات كن نساءً وقفن أمامَ حجرٍ كبيرٍ كان يسدُ بابَ القبرِ، ولم يكن بسهولة أن يحركنه. فكان يسببُ مشكلة.

ونحن في حياتِنا اليومية نواجه مشكلاتٍ كثيرة ويأتي السؤالُ: من يدحرجُ الحجر؟ من يحِلُ المشكلة؟ من يزيلُ هذه الصعوبة؟ من يفتحُ الطريقَ المسدود؟ أذكَّركم بالشاب الغني (مرقس 10: 17-22). الشاب الغني الذي عاش وذهب ليسألَ المسيحَ سؤالاً جميلاً جدًا وقال: “مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟” سؤالٌ رائع. شابٌ يبحث عن أبديته. وبعدما شرحَ له المسيحُ أن يحفظَ الوصايا، قال له: “هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي”. فقال له: “يُعْوِزُكَ أَيْضاً شَيْءٌ وَاحِدٌ”. باقٍ خطوة واحدة. ما هي الخطوة الباقية؟ “اذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ”. يقول لنا الكتاب: “فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِينًا” (متى 19: 22). كان هناك حجرٌ أمامَه، وهذا الحجر لم يستطع أن يتخطاه. كان غناه هو الحجر. ويمكن أن أذكِّرُكم بمثل الفريسي والعشار (لوقا 18: 9–14). عندما دخلا للصلاة، الفريسي وقفت أمامه الذات. الذاتُ وإحساسٌ بأنه هو الأفضل. أما الرجلُ العشار فخرج مُبَررًا، لأنه قال عبارةً واحدةً: “اللهُمَّ ارْحَمْنِي أَنَا الْخَاطِئَ” (لوقا 18: 13). من يدحرجُ لنا الحجر؟
 
قديم 16 - 08 - 2024, 12:15 PM   رقم المشاركة : ( 170490 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,735

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


قداسة البابا تواضروس الثاني


المريمات بالرغم من أن السؤال شغلْهن وكانت هناك صعوبةٌ قدامهن، لكن -في الحقيقة- كان عندهن اجتهادٌ، وكان عندهن جهاد. ماذا فعلن؟ أعددن الحنوطَ وابتدأن يحضِّرن أنفسَهن وابتدأن يَخْرُجْن ويمشين في الفجر مبكرًا (مرقس 16: 1) لكي يذهبن ويضعن هذه الحنوط على جسدِ المسيحِ الذي ماتَ على عودِ الصليب. لكن كان عندهن شاغلٌ: من يرفعُ الحجر؟ هذا السؤال لم يجعلهن يتعطلن. بل حفَّزَهن ليكون عندهن جهادٌ، وعندهن نشاطٌ، وعندهن أملٌ، وعندهن إيمانٌ قويٌ أن هناك أشياء ستحدث. القديس بولس الرسول يقول لنا أيةً جميلةً إذ يقول: “غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الِاجْتِهَادِ حَارِّينَ فِي الرُّوحِ عَابِدِينَ الرَّبَّ” (رومية 12: 11).

وفي سفر الأمثال في العهد القديم يقول: “الرَّخَاوَةُ لاَ تَمْسِكُ صَيْدًا” (أمثال 12: 27)، فهذا يعني لو أنك أحضرتَ صنارةً ووضعتها هكذا من غير أن تستعدَ لها جيدًا، سوف لا تمسك ولا سمكة [واحدة]. في العهد القديم يأتي أمامَنا موقفُ نحميا وهو في الأسْرِ أو السبي. فقد أتت لنحميا أخبار أن بلادَه أسوارُها مهدومةٌ وأبوابُها محروقة بالنار. وبعد أن أخذ إذنَ الملكِ، ابتدأ يرجع لمدينتِه التي هي أورشليم ويحاول أن يبني وليس لديه أيُ إمكانيات، فبدأ يقولُ للساكنينَ على محيطِ السور أن يبني كلُ واحدٍ جزءً من السورِ الذي يقعُ أمامَ بيتِه (نحميا 3: 28). وابتدأوا يعملون كذلك. وقال لهم شعارًا قويًا إذ قال: “إِنَّ إِلَهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي” (نحميا 2: 20). يعني أن هذا النجاح نأخذه من ربنا، ونحن سنقوم ونعمل. رغم أن السورَ كان أمامه مهدومًا والأبواب محروقةَ بالنار. ربما كان نفس هذا الموقف أيضًا مع العذارى الحكيمات (متى 25: 1–13)، فقد اجتهدن وحضَّرن الزيتَ وحضَّرن المصابيحَ وانتظرن المسيحَ. سهرن، رغم أنهن لم يكنَّ يعرفن متى سيأتي المسيحُ العريس.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024