14 - 08 - 2024, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 170341 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* عيناك منجذبتان نحو خطوات البشر... إذ أنت مهتم بكل خليقتك، لا تحرم أحدًا من جبلة يديك عن فيض حبك! أنت بنفسك تهتم بخطواتي وطرقي ليلًا ونهارًا، تسهر على رعايتي، تلاحظ كل سبلي، لا تكف عن الاهتمام بيّ، حتى ليمكنني أن أقول: أنك تنسى السماء والأرض وما فيهما، مركزًا اهتمامك بيّ، فتبدو كمن لا يهتم بخليقة سواي! القديس أغسطينوس |
||||
14 - 08 - 2024, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 170342 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله المخلص هو سرّ نصرتنا ما دام معنا لا تغمرنا مياه هذا العالم ولا تحرقنا نيران الشهوات: "إذا اجتزت في المياه فأنا معك، في الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تلدغك، واللهيب لا يحرقك" [2]. صورة رائعة لعمل المخلص، يهبنا ذاته فلا يقدر الموت بكل وسائله وطرقه أن يبتلعنا... نحمل مسيحنا "القيامة" (يو 11: 25) فينا فنمارس الحياة المقامة الغالبة للموت. إن كنا نواجه مياه محبة العالم التي تغرق النفس وتقتلها، ولهيب نار الشهوة الذي يُحطمها فقد وهبنا المخلص روحه القدوس خلال مياه المعمودية حيث فيها نجحد الشيطان وكل جنوده وكل أعماله ونخدش رأسه تحت أقدامنا، وهبنا روحه القدوس الناري كما في يوم العنصرة الذي يحرق الخطية ويبدد لهيبها القاتل. لعل إشعياء النبي يُذكّر شعبه هنا بعمل الله مع آبائهم عند خروجهم من مصر. لقد وهبهم بالصليب الغلبة على مياه بحر سوف (بواسطة العصا)، وأيضًا الغلبة على الحيّات المحرقة (بالحية النحاسية). الله الذي عمل قديمًا يعمل في الخروج الثاني من السبي البابلي، وهذان الخروجان هما رمز للخروج الأعظم الذي يحققه المخلص بصليبه في حياة مؤمنيه. * هل تقدرون أن تُقاوموا الشيطان يا أيها غير الأمناء ما لم يكن لكم درع الإيمان؟ إذ به تستطيعون أن تطفئوا سهامه...! ألعلك تبرر ذاتك إذ تملكت الخطية على جسدك؟ ومن أين لك أن تمجد والله بجسدك وهو الذي فداك بدمه الزكي؟! القديس أنبا شنودة رئيس المتوحدين |
||||
14 - 08 - 2024, 05:05 PM | رقم المشاركة : ( 170343 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المخلص يدفع الثمن فقد تطلعت الكنيسة الأولى إلى الصليب كإيفاء للدين الذي علينا نحو الآب وكاقتناء لنا من يد إبليس الذي اشترانا عبيدًا له فدفع الرب دمه ثمنًا لذلك من أجل تحريرنا. هذا هو عمل المخلص القدوس الذي يُريد تقديسنا بدمه وتحريرنا من عبودية إبليس، لذلك يقول: "لأني أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل مخلصك؛ جعلت مصر فديتك، كوش وسبا عوضك" [3]. مصر بفرعونها التي كانت تمثل إحدى القوتين العظيمتين في ذلك الحين (مصر وأشور؛ ثم مصر وبابل...) لا تسند شعب الله ولا تحميه إنما تحتل مركز الضعف... أما كوش وسبا فعرفتا بغناهما. كأن الله هو الذي يفدي ويخلص بكونه القدوس، وليس فرعون بسطوته ولا كوش وسبا بإمكانياتهما ومواردهما الغنية. لقد اشترانا الرب لا بذهب أو فضة إنما بدمه الثمين ليقيمنا ملوكًا وكهنة: "لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمه، وجعلتنا لإلهنا ملوكًا وكهنة" (رؤ 5: 9-10). "لأنكم قد اشتريتم بثمن، فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (1 كو 6: 20). "لقد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيدًا للناس" (1 كو 7: 23). "عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح" (1 بط 1: 18-19). * لقد اشتريتم بثمن، أي بالدم. قد نُزعتم عن إمبراطورية الجسد لتمجدوا الرب في أجسادكم. العلامة ترتليان القديس أمبروسيوس |
||||
14 - 08 - 2024, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 170344 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمه، وجعلتنا لإلهنا ملوكًا وكهنة" (رؤ 5: 9-10). "لأنكم قد اشتريتم بثمن، فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (1 كو 6: 20). "لقد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيدًا للناس" (1 كو 7: 23). "عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح" (1 بط 1: 18-19). * لقد اشتريتم بثمن، أي بالدم. قد نُزعتم عن إمبراطورية الجسد لتمجدوا الرب في أجسادكم. العلامة ترتليان فالغنى في الكنيسة هو الغنى في الإيمان؛ إذ المؤمن له كل عالم الغنى. أي عجب من هذا إن كان المؤمن يملك ميراث المسيح الذي هو أثمن من العالم. القديس أمبروسيوس |
||||
14 - 08 - 2024, 05:09 PM | رقم المشاركة : ( 170345 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المخلص يرد لنا مجدنا ووحدتنا غالبًا ما يئس الكثيرون أثناء السبي من إمكانية العودة إلى بلادهم بسبب طول مدة بقائهم فيه، لكن الله المخلص يطمئن أولاده قائلًا: "لا تخف فإني معك. من المشرق آتي بنسلك ومن المغرب أجمعك. أقول للشمال اعطِ وللجنوب لا تمنع. إيت ببنيّ من بعيد وببناتي من أقصى الأرض. بكل من دُعي باسمي وكمجدي خلقته وجبلته وصنعته" [5-7]. يُلاحظ في هذا الأصحاح أن الله يتحدث عن نفسه "أنا" لا يقل عن 36 مرة حتى دعي أصحاح "الذات الإلهية" أو "الأنا الإلهية" وقد تكرر نفس الأمر في الأصحاح الخامس والأربعين 31 مرة... ماذا يعني هذا؟ إن كان عمل الخطية هي تحوصل الإنسان في "الأنا"، فيجد في نفسه مركزًا للعالم وللآخرين، يود أن يتمتع بالملذات الجسدية أو الكرامة لحسابه الخاص في كبرياء وأنانية، فإن مسيحنا على العكس يُقدم ذاته التي هي "الحب" لكي نقتنيه. عندما يُنادينا ألا نخف، وعندما يدعونا بالاسم، ويؤكد رعايته لنا أينما وجدنا ومهما حلت بنا من تجارب وعندما يقدم لنا مواعيده بأن يجمعنا من أقاصي المسكونة لكي يضّمنا إليه... إنما في هذا كله لا يطلب ما لنفسه بل ما هو لنا. يهبنا معيته لكي نقتنيه. لهذا بين الحين والآخر يقول "إني معك"، وأنه لنا، نصيبنا الأبدي. مجد اسم الله وكرامته يُعلنان في حبه العملي الباذل، في عطاء نفسه لخليقته. |
||||
14 - 08 - 2024, 05:11 PM | رقم المشاركة : ( 170346 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سَبِّحِي الرَّبَّ مِنَ الأَرْضِ، يَا أَيَّتُهَا التَّنَانِينُ وَكُلَّ اللُّجَجِ. ينتقل كاتب المزمور إلى مجموعة جديدة، هي مجموعة ثالثة تسبح الله، وهي الأرض وما عليها، وكذا البحار وما فيها. ويذكر في هذه الآية التنانين وهي جمع تنين، الذي هو حيوان ضخم قوى؛ يعيش إما على الأرض مثل الثعبان الضخم، أو في اللجج وهي أعماق المياه، أو على شواطئها، مثل الحيتان والتماسيح. وقد اختار هذه الحيوانات المفترسة والضخمة؛ ليعلن أن كل الحيوانات؛ حتى المفترسة منها تسبح الله بسيرها في نظامها الذي حدده الله. التنانين تمثل الحيوانات الضخمة والمفترسة وترمز للغضب. وإذ يرى الإنسان - مهما كانت قوته، أو مركزه - هذه التنانين تسير في نظامها، يخضع الإنسان لله، ويضبط غضبه، ويسعى للصلاة والتسبيح ومحبة الآخرين. واللجج أيضًا ترمز للأعماق، فينبغى أن يسبح الإنسان الله في أعماقه، أي بكل مشاعره. |
||||
14 - 08 - 2024, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 170347 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
النَّارُ وَالْبَرَدُ، الثَّلْجُ وَالضَّبَابُ، الرِّيحُ الْعَاصِفَةُ الصَّانِعَةُ كَلِمَتَهُ. يذكر مجموعة من الظواهر الطبيعية التي تؤثر في الأرض، مثل النار والبرد والثلج والضباب والريح العاصفة؛ كل هذه تسير في النظام الذي وضعه الله لها. ولا تخرج عن طبيعتها إلا بأمر الله، مثل النار التي لم تضر الثلاث فتية. هذه الظواهر الطبيعية تمثل التجارب في حياة الإنسان، والله عندما يسمح بهذه التجارب يكون لخير الإنسان، إذ أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله. وإذ يقبلها الإنسان ويستمر في صلواته وتسبيحه، يعطيه الله بركات كثيرة من أجل احتماله. خاصة وأن كل هذه الظواهر تصنع كلمة الله، أي تنفذ أوامره، وهي كلها لفائدة الإنسان الذي لا يفهم معناها لأول وهلة، ولكن بخضوعه لمشيئة الله يفهم مع الوقت قصد الله وينال بركته. |
||||
14 - 08 - 2024, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 170348 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الْجِبَالُ وَكُلُّ الآكَامِ، الشَّجَرُ الْمُثْمِرُ وَكُلُّ الأَرْزِ. الجبال والآكام : أي الأماكن العالية جدًا والمتوسطة الارتفاع تسبح الله، فهي تمثل الثبات والقوة التي يقتدى بها الإنسان في علاقته مع الله، وكذا السمو والاقتراب من الله، فهذه الجبال والآكام رتب الله وجودها لتمجده بثباتها؛ حتى يقتدى بها الإنسان ويتعلم منها. الأشجار المثمرة، أو غير المثمرة : مثل الأرز كلها تمجد الله وكل شجرة لها فائدتها، فأخشاب شجر الأرز عظيمة جدًا؛ ليعلم الإنسان أنه يستطيع أن يمجد الله باستخدام إمكانياته، ولا يقارن نفسه بغيره، بل يعمل واجبه بأمانة، والله يفرح بعمل الإنسان كتمجيد له. |
||||
14 - 08 - 2024, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 170349 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الْوُحُوشُ وَكُلُّ الْبَهَائِمِ، الدَّبَّابَاتُ وَالطُّيُورُ ذَوَاتُ الأَجْنِحَةِ. الوحوش : وهي الحيوانات المفترسة تمجد الله في سيرها بغرائز وطباع معينة وضعها لها الله. وينبغى على الإنسان الروحي أن يضبط ويوجه غرائزه لمجد الله، فيغضب على نفسه ليتوب، ويكون قويًا مسرعًا لإنقاذ المسجونين، أي يستخدم إمكانياته القوية لمجد الله. هذا هو التسبيح الذي يطلبه الله. وكل البهائم الدبابات : ويقصد بها كل الحيوانات الأليفة التي تدب على الأرض، وهي مفيدة للإنسان بشكل، أو بآخر. هكذا أيضًا يتعلم الإنسان أن يخدم غيره قدر ما يستطيع فيمجد الله. الطيور ذوات الأجنحة : الطيور ترمز للسمو والارتفاع نحو السماء، فترمز لترك الشهوات الأرضية، وكلما حاول الإنسان أن يرتفع بالصلاة إلى السماء ويضبط شهواته، يتمجد الله فيه. |
||||
14 - 08 - 2024, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 170350 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
† تأمل يا أخى الكائنات المحيطة على الأرض؛ لتتعلم من سلوكها شيئًا لمنفعتك، فتفرح قلب الله وتشكره، وتسبحه. |
||||