17 - 05 - 2012, 02:04 PM | رقم المشاركة : ( 161 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«…الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ » (تسالونيكي الأولى14:4). كيف يجب أن يكون ردُّ فعلنا عندما يموت أحد أحبّاءنا في الرَّب؟ ينهار بعض المؤمنين عاطفيّاً، وآخرون، وبينما هم محزونون يتحمّلون ذلك بشجاعة، هذا الأمر يتوقف على مدى عُمق جذورنا في ﷲ وبأي مقدار نتعاطى مع حقائق إيماننا العظيمة. بادئ ذي بدء، يجب أن ننظر إلى الموت من وجهة نظر المُخلّص، وهذا جواب لصلاته في يوحنا24:17، «أيُّهَا الآبُ أرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا لِيَنْظُرُوا مَجْدِي». وعندما يذهب أحد أحبّاءنا ليكون معه، يَرى من تعب نفسه ويشبع (إشعياء11:53)، «عَزِيزٌ في عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ» (مزمور15:116). ينبغي أن نقدر ما يعنيه الموت للشخص الذي مات. لقد إُدخِلَ لمعاينة الملك في جَماله، وقد تحرّر إلى الأبد من الخطيئة والمرض ومن الأوجاع والأحزان، لقد نُقلَ من وجه الشر الآتي (إشعياء1:57)، «لا يمكن مقارنة أي شيء مع إنطلاق قدّيس ﷲ إلى بيته، بتركه هذا الجسد الترابي الحقير لينطلق حراً من عبودية المادة، وليُرحَّب به من عدد لا يحصى في شركة الملائكة». لقد كتب الأسقف رايل: «في اللحظة التي فيها يموت المؤمنون، فهم في الفردوس، قد حُسمت معركتهم، وانتهى صراعهم. لقد عبَروا من خلال ذلك الوادي القاتم الذي يجب أن نجتازه يوماً ما، وشربوا كأس المرّ الأخيرة التي مزجته الخطيئة للإنسان. لقد وصلوا إلى المكان حيث لا حزن ولا تنهُّد، وبالتأكيد لا نتمنّى لهم العودة مرة أخرى. ينبغي ألا نبكي عليهم بل على أنفسنا». إن الإيمان يمتلك هذه الحقيقة ويمكِنُه الصمود مثل شجرة مغروسة عند مجاري المياه. أما بالنسبة لنا، فإن موت من نحبَّ ينطوي دائماً على الحزن، لكننا لا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم (تسالونيكي الأولى13:4). نَعرِف أن من نحبه هو مع المسيح وذلك أفضل جدّاً، ونعرف أن الفراق هو فقط لبعض الوقت وبعد ذلك سيتم جمع شملنا على سفوح جبال أرض عمّانوئيل، وسنتعرَّف على بعضنا البعض في ظروف أفضل ممّا عرفنا في أي وقت مضى هنا. ننتظر مجيء الرَّب بفارغ الصبر عندما يقوم الأموات في المسيح أوّلاً، ونحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرَّب في الهواء (تسالونيكي الأولى16:4). وهذا الرجاء يُظهر كل الفرق، وبالتالي فإن تعزيات ﷲ لنا ليست بقليلة (أيوب11:15)، فحزننا يختلط بالفرح، أما إحساسنا بالخسارة فقد تم تعويضه كثيراً بوعد البركات الأبدية. |
||||
17 - 05 - 2012, 02:07 PM | رقم المشاركة : ( 162 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ» (مرقس14:10). إن موت الأطفال هوَ دائماً تجربة قاسية لإيمان شعب اﷲ بشكل خاص، وأنه من المهم أن يكون لنا هناك مرساة ثابتة نتمسك بها في وقت كهذا. إن الإعتقاد السائد بين المسيحيين هو أن الأطفال الذين يموتون قبل بلوغهم سن المُساءلة هم آمنون من خلال دم المسيح. والمنطق يذهب بشيء من هذا القبيل: إن الطفل نفسه لم يكن عنده المقدرة أبداً على قبول أو رفض المخلّص، لذلك يَحسِب له ﷲ كل قيمة عمل المسيح على الصليب، فهو مخلَّصٌ بموت وقيامة الرَّب يسوع حتى ولو كان هو نفسه لم يفهم تماماً قيمة الخلاص المُتمثل في ذلك العمل. وبقدر ما يتعلَّق الأمر بسن المُساءلة، فلا أحد يعلم ما هو إلا ﷲ، ومن الواضح أنه مختلف في كل حالة، لأن طفلاً واحداً قد ينضج في وقتٍ سابقٍ للآخر. ففي حين أنه لا يوجد في الكتاب ما يقوله على وجه التحديد حول الأطفال الذين يموتون قبل سن المساءلة بأنهم يذهبون إلى السماء، هناك عدَدَان من الكتاب يدعمان هذا الرأي، الأول هو عددنا لليوم: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ» (مرقس14:10). بينما تكلّم يسوع عن الأولاد فقال: «لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ»، إنه لم يقُل أن عليهم أن يصبحوا بالغين لدخول ملكوت ﷲ، ولكن هم أنفسهم تميزوا بهؤلاء الذين هم في ملكوت ﷲ، وهذه حجة قوية جداً لخلاص الأطفال الصغار. وثمة دليلٌ آخر في العدد التالي، عندما كان يسوع يتكلّم عن البالغين قال: «لأَنَّ إبْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ» (لوقا10:19)، إلا أنه عندما تكلّم عن الأطفال فقد أغفل كل ذِكر لكلمة يَطلُب، بل وبكل بساطة قال: «لأَنَّ إبْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ َيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ» (متى11:18). إن المعنى الضمني هنا هو أن الأطفال لم يضلّوا بعيداً كما ضلَّ الكبار وأن سيادة المُخلص تجمعهم إلى قطيعه ساعة موتهم على الرغم من أنهم لم يعرفوا شيئاً أبداً عن عمل المسيح، لكن ﷲ يعرف عنه ويحسب كل قيمة عمله المُخلِّصة لحسابهم. ينبغي لنا أن لا نشك في تدبير ﷲ عندما يأخذ الأطفال من وسطنا. وكما كتب جيم إليوت: «يجب ألاّ أُفكّر أنه أمر غريب، إذا أخذ ﷲ شاباً من بين الذين أريدهم وكنت أود أن أحتفظ بهم على الأرض إلى أن يتقدّموا في السن. إن ﷲ يُؤهِّل الأبدية، وعلي أن لاّ أقيِّده بكبار السن رجالاً ونساء». |
||||
17 - 05 - 2012, 02:09 PM | رقم المشاركة : ( 163 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ، يَا ابْنِي يَا ابْنِي! أَبْشَالُومُ، يَا لَيْتَنِي مُتُّ عِوَضاً عَنْكَ! يَا أَبْشَالُومُ إبْنِي يَا إبْنِي» (صموئيل الثاني33:18). سواء كان أبشالوم مُخلَّصاً أم لا، فإن نُواحَ والده يعكس حزن العديد من المؤمنين الذين يندبون موت قريبٍ غير مُخلَّص والذي كانوا يصلّون من أجله لسنوات عديدة. هل هناك أي بلْسَم في جلعاد لمناسبة كهذه، وما هو موقف الكتاب لنأخذ به؟ حسناً، أوّلاً وقبل كل شيء، لا نستطيع دائماً أن نكون على يقين فيما إذا كان الشخص في الواقع قد مات بدون المسيح. لقد سمعنا من شهادة أحد الأشخاص الذي كان قد ألقاه الحصان عن ظهره، وقد آمن بالمسيح «ما بين الرّكاب (السِّرْج) والأرض، «طلب الرحمة فوجد رحمة». رجل آخر إنزلق من على جسر متحرِّك وقد خَلُصَ قبل أن يرتطم بالماء، فلو أن أياً منهما مات في هذين الحادثين، فما كان بمقدور أحدٌ أن يعرف أنهما ماتا مؤمنين. نؤمن أنه من الممكن للإنسان أن يَخلُص وهو في غيبوبة. تُخبرنا الجهات الطبيّة أن الشخص في حالة غيبوبة غالباً ما يمكنه أن يسمع ويَفهَم ما يُقال في الغرفة، حتى لو أنه هو نفسه لا يستطيع الكلام. فإذا كان يسمع ويَفهَم، فكيف لا يمكنه قبول يسوع المسيح بفعل إيمان حاسم؟ لكن دعونا نفترض الأسوأ، لنفترض أنّ الشخص الذي مات لم يكن في الواقع مُخلَّصاً، فماذا يجب أن يكون موقفنا عند ذلك؟ ينبغي لنا أن نقف وِقفة بيّنة إلى جانب ﷲ ضد لحمنا ودمنا، فإنه ليس خطأ الرَّب إذا مات أي شخص في خطاياه، لقد أعدَّ ﷲ وبتكلفة باهظة، طريقاً يستطيع الناس بها أن يخلصوا من خطاياهم. إن خلاصه هبة مجانية بصرف النظر عن أي استحقاق أو جدارة. فإذا رفض الناس عطية الحياة الأبدية، فماذا يمكن ﷲ أن يفعله أكثر؟ إنه بالتأكيد لا يمكن ملء السماء بأُناس لا يريدون أن يكونوا هناك، لأنه عندها لن تكون سماء. وحتى إذا كان بعض أحبائنا يذهبون إلى الأبدية بدون رجاء، فكل ما يمكننا فعله هو المشاركة في حزن وأسى إبن اﷲ الذي حين بكى على أورشليم قال: «أردت، لكن أنتِ لم تُريدي». نحن نعلم أن دَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ يَصْنَعُ عَدْلاً (تكوين25:18)، لذلك نبرّره عند عقاب الضّالين بقدر خلاص الخطاة التائبين. |
||||
17 - 05 - 2012, 02:10 PM | رقم المشاركة : ( 164 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَقَالَ لَهُمْ: تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَاسْتَرِيحُوا…فَمَضَوْاِ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ…فَرَآهُمُ الْجُمُوعُ مُنْطَلِقِينَ وَعَرَفَهُ كَثِيرُونَ. فَتَرَاكَضُوا إِلَى هُنَاكَ مِنْ جَمِيعِ الْمُدُنِ مُشَاةً وَسَبَقُوهُمْ وَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ. فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ رَأَى جَمْعاً كَثِيراً فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ» (مرقس31:6-34). من السهل علينا أن ننزعج من مقاطعات الناس لنا. أنا أستحي من التفكير بعدد المرات التي ثار بها غضبي بسبب مطالب غير متوقعة منعتني من إنجاز بعض المهام التي رتبتها لنفسي، ربما كنت أكتب والكلمات تتدفق بسهولة ثم رَنَّ جرس الهاتف أو أن شخصاً كان على الباب بحاجة إلى مشورة، فقد كان هذا تدخلاً غير مرغوب فيه. لم ينزعج الرَّب يسوع بتاتاً من مقاطعات الناس، فقد قَبِلها كلها كجزء من خطة اﷲ الآب لذلك اليوم، مما أسبغ عليه إتزاناً وهدوءاً شديداً في حياته. في الواقع، إن مدى مقاطعات الناس لنا غالباً ما تكون مؤشراً على مدى فائدتنا. قال كاتبٌ في المجلّة الأسقفية: «عندما تغضب من مقاطعات الناس حاولِ أن تتذكر أن وتيرتها بالذات تدل على قيمة حياتك، وفقط الناس المملوئين مساعدة وقوة هم الذين يتحملون أعباء حاجات الناس الآخرين، ومقاطعات الناس التي تُغضبنا هي أوراق إعتمادنا بأنه لا غنى عنا. إن أعظم دينونة يمكن لأي شخص أن يتحملها -وهذا خطر يجب أن نحذر منه- هو أن نكون مستقلين وغير نافعين لدرجة أن لا أحد يزعجنا ونبقى لوحدنا غير مستريحين». إننا جميعاً نبتسم بعصبية عندما نقرأ إختبار إحدى ربّات البيوت. ففي أحد الأيام عندما خطَّطت لبرنامج زمني بشكل غير عادي، رفعت عينيها فجأة عن عملها لترى زوجها يدخل البيت مبكراً على غير عادة، «ماذا تفعل هنا؟» سألته بنغمة تنم عن غضب دفين، «أنا أسكن هنا»، أجابها بابتسامة ألم. فكتبت في وقت لاحق، «منذ ذلك اليوم جَعلتُها نقطة، أن أضع عملي جانباً عندما يأتي زوجي إلى المنزل، أعطيه ترحيب المحبة وأجعله يعرف أنه حقاًّ قمة إهتمامي». علينا في كل صباح أن نسلّم اليوم بين يدي الرَّب، سائلينه أن يرتِّب كل التفاصيل، ثم إذا كان هناك من يقاطعنا لأنه هو من أرسل هذا الشخص، فيجب علينا إيجاد السبب ثم نخدمه حتى ولو دخل متنكراً بعملية مُقاَطَعَة. |
||||
17 - 05 - 2012, 02:12 PM | رقم المشاركة : ( 165 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ» (تيموثاوس الأولى15:2). من بعض القيود التي يضعها بولس على خدمة المرأة في الكنيسة قد يبدو أنه يُخفضها إلى مكانة متدنية، فعلى سبيل المثال، لا يُسمح لها بالتعليم أو بالتسلّط على الرجال، ولكن يجب أن تكون في صمت (عدد12). يَستنتِج البعض أنها قد هبطت إلى مكانة مُتدنّيِة في الإيمان المسيحي. لكن العدد 15 يُزيل أي سوء فهم من هذا القبيل «تَخلُص بولادة الأولاد…»، ومن الواضح أن هذه ليست إشارة إلى خلاص نفسها، ولكن بدلاً من ذلك إلى الخلاص من موقعها في الكنيسة. فقد أُعطي لها إمتياز مهم جداً في تربية أبناء وبنات لِلّه. لقد قال وليم روس والاس: اليد التي تهزّ السرير هي اليد التي تحكم العالم»، ووراء كل قائد عظيم تقريباً أمٌ عظيمة. من المشكوك فيه أن سوزانا ويسلي لم يكن لها أي دور من على المنبر، لكن خدمتها في البيت كان لها إمتداد عالمي بواسطة إبنيها، جون وتشارلز. من المألوف في مجتمعنا بالنسبة إلى كثير من النساء، هَجْر المنزل من أجل إنتقاء مِهَنٍ أكثر تألقاً في عالم الأعمال أو المِهَن. وبالنسبة لهنّ فإن العمل المنزلي رتيب وتربية الأولاد عمل روتيني يمكن الإستغناء عنه. دار حديث حول مأدبة غذاء لنساء مسيحيات حول موضوع المِهَن، وكانت كل واحدة منهن متحّمسة بخصوص مركزها وراتبها، ولم يكن هناك أي شك في وجود روح التنافس بينهن، وأخيراً إلتفتت إحداهن إلى ربة منزل أمّ لثلاثة أبناء راسخي الإيمان وسألتها، «ما هي مهنتك يا شارلوت؟» فأجابت شارلوت بتواضع «أنا أُربي رجالاً لِلّه». لقد قالت إبنة فرعون لأم موسى: «إذْهَبِي بِهَذَا الْوَلَدِ وَارْضِعِيهِ لِي وَأنَا أعْطِي أجْرَتَكِ» (خروج9:2). ربما تكون المفاجأة الكبرى يوم دينونة كرسي قضاء المسيح، من الأجر المرتفع الذي سيدفعه لهؤلاء النسوة اللواتي كرَّسن أنفسهن لتربية بنين وبنات لأجله ولأجل الأبدية. نعم، «تَخلُص بولادة الأولاد…»، إن مكانة المرأة في الكنيسة ليس في الخدمة العلنية، لكن قد تكون في خدمة التقوى بإنجاب الأولاد، مما له أهمية كبرى في نظر اﷲ. |
||||
17 - 05 - 2012, 02:16 PM | رقم المشاركة : ( 166 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ» (مرقس16:16). لو كانت هذه الآية هي الوحيدة في الكتاب المقدس عن هذا الموضوع، لكان هناك ما يبرِّر إستنتاجنا في أن الخلاص بالإيمان وبإضافة المعمودية. لكن عندما يكون هناك 150 آية في العهد الجديد تشترط بأن الخلاص يجب أن يؤسس على الإيمان وحده، فيجب أن نستنتج بأن هذه الآيات لا يمكن نقضها بآية واحدة أو إثنتين. لكن، على الرغم من أن المعمودية غير ضرورية للخلاص لكنها ضرورية للطاعة، فإن مشيئة اﷲ هي أن كل الذين آمنوا بإبنه رباًّ ومخلِّصاً عليهم الإتحاد معه علناً في مياه معمودية المؤمنين. إن العهد الجديد لا يتوقع أي شذوذ يتمثل بمؤمنٍ غير معتمد، فإنه يُفترض أنه عندما يتم خلاص شخصٍ ما فإنه سيَعتمِد. لقد مارس التلاميذ في سفر أعمال الرسل ما نسمّيه «بالمعمودية السريعة»، فهم لم ينتظروا موعد خدمة رسمية في وضعٍ كنسي، لكنهم قاموا بالمعمودية على الفور على أساس إعتراف الشخص بالإيمان. إن تسلسل الإيمان والمعمودية كان قريباً جداً بحيث أن الكتاب المقدس يتحدث عنهما بنفس الوقت، «كل من آمن واعتمد…». في رغبتنا تجنّب التعاليم غير الكتابية عن التجديد بالمعمودية، غالباً ما نسمح بالتوجُّه بعيداً جداً في إتجاه معاكس، فيميل الناس لإتباع فكرة خاطئة في أنه لا يهم حقاً سواء اعتمدوا أم لا، لكن ذلك يَهُمّ في الواقع. نسمع البعض يقول من غير تكلُّف، «يمكنني الذهاب إلى السماء دون عُمّاد»، وأجيبهم دائماً بِ«نعم، هذا صحيح، يمكنك الذهاب إلى السماء دون عمّاد، لكن إذا فعلت ذلك فسوف تكون غير معتمد إلى الأبد». لن تكون هناك فرصة للمعمودية في السماء. إنها واحدة من الأعمال التي نطيع بها الرب الآن أو لا نطيعه أبداً. إن كل من آمن بيسوع المسيح رباًّ ومخلّصاً يجب ألا يُضيّع وقتاً في كونه قد اعتَمد، ففي هذه الطريقة يتّحد علانية مع المسيح في موته وقيامته ويلتزم علانية بالسير في جِدّة الحياة. |
||||
17 - 05 - 2012, 02:17 PM | رقم المشاركة : ( 167 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ» (يوحنا24:5). إليك هذه الفكرة التي أحدثت ثورة وتغييراً في حياة الكثيرين. إن تكرار كلمة «الحقّ» في البداية، تنبّهنا لنتوقّع أمراً بالغ الأهمية ولن يخيب أملنا. «أقول لكم»، المتكلِّم هو الرَّب يسوع، ونعرف هذا من العدد 19، وما علينا أن نَعلَمه أيضاً هو أنه عندما يقول شيئاً يكون مطلقاً وصحيحاً دائماً، لأنه لا يمكنه أن يكذب، ولا يمكنه أن يخدع، ولا يمكن خداعه، وأن لا شيء يمكن أن يكون أكثر تأكيداً مما يقوله. لمن كان يتحدّث؟ «أقول لكم»، إبن اﷲ الأزلي يتحدّث إليك وإليَّ، لم يكن أي شخص قد تحدث إلينا بوضوح من قبل وسوف لا يكون من بعد. يتعيّن علينا أن نصغي. «إن من يسمع كلامي». ألْ «إن من» هنا، تعني «أي شخص»، ولديها نفس قوة «كل مَن». إن سماع كلمته ليس سماعها بالأذن فقط، بل أن نسمعها ونؤمن، نسمع ونقبل، نسمع ونطيع. «…ويؤمن بالذي أرسلني»، نَعلَم أنه كان اﷲ الآب الذي أرسله، لكن السؤال المهم هو، لماذا أرسله؟ لا بد لي أن أومن بأن الآب أرسل إبنه ليموت بديلاً عني، ليدفع العقاب الذي أستحقّه، وليسفك دمه لمغفرة خطاياي. والآن يأتي وعدٌ ذو ثلاثة أضعاف. أوّلاً، «له حياة أبدية». في حال آمن الشخص، يمتلك الحياة الأبدية، إنها سهلة إلى هذا الحدّ. ثانياً، «لا يأتي إلى دينونة»، وهذا يعني أنه لن يودَع في الجحيم بسبب خطاياه لأن المسيح قد دفع الدّيْن وأن اﷲ لن يطالب بالديْن مرّتَين. ثالثاً، «قد انتقل من الموت إلى الحياة»، لقد انتقل من حالة كان فيها ميتاً روحياً بالنسبة لعلاقته مع اﷲ، ووُلد ثانية إلى حياة جديدة لا تنتهي أبداً. إن كنت قد سمعت حقاً كلمته وآمنت بالآب الذي أرسله، يؤكّد لك يسوع المسيح أنك مُخلَّص. فلا عجب أن هذا يُدعى «الأخبار السّارّة». |
||||
17 - 05 - 2012, 02:18 PM | رقم المشاركة : ( 168 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَكَانَ اذَا رَفَعَ مُوسَى يَدهُ أنَّ إسْرَائِيلَ يَغْلِبُ وَإذَا خَفَضَ يَدهُ أنَّ عَمَالِيقَ يَغْلِبُ (خروج11:17). لقد كان إسرائيل في صراع مع قوى عماليق، وكان موسى على قمة التلة المطلة على ميدان المعركة. إن وَضْع يدي موسى يقرّر الفرق بين النصر والهزيمة، فاليدان المرفوعتان جعلتا عماليق يتراجع، واليدان المنخفضتان جعلتا إسرائيل يتراجع. وطالما كانت يدي موسى مرفوعتين، فقد كانتا صورة عن الرَّب يسوع كشفيع لنا، «يداه مرتفعة من أجلنا بالتعاطف والمحبة»، فبشفاعته نَخلُص أعظم خلاص. لكن بعد ذلك ينتهي المثال، لأن يدي الشفيع لا تنخفضان أبداً، لا تعبٌ يسبّب حاجة لمساعدة خارجية، أنه حي دائماً ليشفَع فينا. هناك طريقة ثانية يمكننا بواسطتها تطبيق هذا الحَدث بالأساس على أنفسنا كمجاهدي صلاة. فالأيدي المرتفعة تصوِّر تضرُّعاتنا المُثابِرة لهؤلاء المؤمنين المنشغلين في الصراع الروحي في حقول التبشير حول العالم. وعندما نُهمل خدمة الصلاة، ينتصر العدو. كان أحد المبشّرين ورفاقه قد اضطروا لقضاء الليل في الأدغال في منطقة ينتشر فيها قطاع الطرق، فسلّموا أنفسهم لعناية الرّب وخلدوا للنوم. وبعد عدّة أشهر جيءَ بزعيم قطّاع الطرق إلى مستشفى الإرسالية، تعرّف على المُرسل، «كنا نَنوي سرقتكم في تلك الليلة في الحقل المفتوح»، ثم قال، «لكن كنّا خائفين من جنودكم السبعة والعشرين». في وقت لاحق، عندما ذكر المُرسل تلك القصة في رسالة صلاة مُرسلة إلى كنيسته، قال أحد أعضاء الكنيسة: «كنّا في إجتماع صلاة تلك الليلة عينها وكان هناك سبعة وعشرون مِنّا حاضرين». عندما يشاهدنا اﷲ هناك نترافع في موضع الصلاة، يرتدُّ مد المعركة إلى الخلف ويتأجج لهيب النصر، عندها يسود عَلَم الحق يتقهقر العدو ويجبُن إبليس! يتحّول عويل الخوف إلى رنين النصر والفرح، قُدنا أيها الرَّب، قُدنا إلى هناك حيث نتعلّم الصلاة المنتصرة. ثم يمكننا أن نرى رؤية أخرى في هذا الحادث. لقد أقسم الرَّب بأن تكون حرب مع عماليق من جيل إلى جيل. عماليق صورة عن الجسد، وعلى المؤمن أن يشن حرباً بلا هوادة ضد الجسد، فالصلاة أحد الأسلحة الرئيسية وأمانة حياتِه في الصلاة غالباً ما تقرّر الفرق بين النصرة والهزيمة. |
||||
19 - 05 - 2012, 08:21 PM | رقم المشاركة : ( 169 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ» (كورنثوس الأولى12:13). إنه لمن الطبيعي والمفهوم تماماً أن نتساءَل، نحن المسيحيين، ما إذا كنا سنتَعرَّف على أحبائنا في السماء بينما لا توجد آيات تتناول هذا الموضوع بالتحديد، إلاّ أنه توجد عدة سطور للتعليل والتي من شأنها أن توصلنا إلى نتيجة إيجابية. أوّلاً، وقبل كل شيء، لقد تعرَّف التلاميذ على يسوع في جسده المُقام والممجّد. فمظهره الجسدي لم يتغيّر ولم يكن هناك أي شك في أنّ هذا كان يسوع نفسه مما يشير إلى أنه سيكون لنا أيضاً ملامحنا الخاصة التي تميزنا في السماء لكن بهيئة مُمجَّدة. لا يوجد ما يقترح على أنّنا جميعنا سنظهر في نفس الملامح. عندما يقول يوحنا في رسالته الأولى2:3 أنّنا سنكون مثل الرَّب يسوع، فهذا يعني مثله أدبياً، أي نكون متحرّرين من الخطيئة ومن نتائجها إلى الأبد، ولكن بالتأكيد سوف لن نكون مثل هيئته كي لا يقع الخطأ بأننا هو. ثانياً، لا داعي للإعتقاد أنّنا سوف نَعرِف في السماء أقل مِمّا نَعرفه هنا على الأرض. نحن نُميِّز بعضنا البعض هنا، فلماذا ينبغي أن يكون غريباً أن يتعرَّف بعضنا على الآخر هناك في السماء؟ إذا كنا سنَعرِف عندئذ كما نَعرِف الآن، فهذا يجب أن يحسم الموضوع. يتوقّع بولس أنه سيتعرَّف على التسالونيكيين في السماء، فقد قال أنهم سيكونون رجاءه وفرحه وإكليل فخره (تسالونيكي الثانية19:2). إذن هناك مؤشرات في الكتاب المقدس على أن الناس قد أُعطوا وسيُعطَون المقدرة على تحديد أشخاص لم يروهم أبداً من قبل، فقد تعرَّف بطرس ويعقوب ويوحنا على موسى وإيليا على جبل التجلّي (متّى4:17). لقد تعرَّف الرجل الغني وهو في الجحيم على إبراهيم (لوقا24:16)، ثم قال يسوع لليهود أنهم سيرون إبراهيم وإسحق ويعقوب وكل الأنبياء في ملكوت ﷲ (لوقا28:13)، وقيل لنا أن نصنع أصدقاء بوكالتنا الحكيمة على المال لكي يُرحِّب بنا هؤلاء الأصدقاء في المظال الأبدية (مما يفترض أنهم سيتعرفون علينا كمحسنين إليهم) (لوقا9:16). لكن يجب إضافة كلمة من باب الحيطة. فبينما يبدو واضحاً أنّنا سنَعرف أحبّاءنا في السماء، إلا أننا لا نعرفهم على أساس نفس العلاقة التي كانت موجودة على الأرض، فعلى سبيل المثال، لن تعود علاقة الزوج والزوجة سارية المفعول، وهذا المعنى بَدا واضحاً من كلمات المخلِّص في متّى30:22 «…في القيامة لا يتزوّجون ولا يزوّجِون». |
||||
19 - 05 - 2012, 08:22 PM | رقم المشاركة : ( 170 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«مَرْثَا مَرْثَا أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا» (لوقا41:10-42). جلست مريم بهدوء عند قَدَمي يسوع وسمعت كلامه، بينما كانت مرثا مرتبكة ومنزعجة في خدمتها ومستاءة من واقع أن مريم لم تقُم بمساعدتها. إن الرَّب يسوع لم يوبِّخ مرثا لأجل خِدمتها لكن بسبب الروح التي كانت تعمل بها، وكان في كلامه تلميحٌ بأن أولويّات مرثا لم تكن في محلها، وكان يجب ألا تضع الخدمة فوق العبادة. كثيرون منا مثل مرثا مُنجِزون، نفضِّل العمل عن الجلوس، ونفخر بأنفسنا أنّنا مرتَّبون وكفؤ وقادرون على إتمام الكثير. نحن منشغلو البال بأعمالنا حتى أن تأملاّتنا الصباحّية تتعطَّل بسبب تذكُّرنا ستة أشياء يجب أن تُنفَّذ، وصلاتنا تبدو في هرج ومرج لأن أفكارنا تهيم بين دان وبئر السبع في تخطيط برنامج اليوم، فيسهل علينا أن نستاء عندما لا يقوم الغَير بمد يد المساعدة، ونشعر بأن على الجميع أن يعملوا ما نعمله. ثم هناك أولئك الذين هم مثل مريم، إنهم مُحِبّون، وتجلب حياتهم المودة للآخرين، وبالنسبة لهم فإن الناس أهم من الأواني والصحون، وشخص واحد على وجه العموم هو موضوع محبّتهم، إنهم ليسوا كسالى على الرغم من أنه يظهر كذلك لمن هم على شاكلة مرثا، إنما لأن عندهم أولويات مختلفة فقط. نحن أنفسنا نقدِّر الشخص الدافئ والوَدود أكثر من الشخص البارد ذي القدرات والكفؤ. إن قلوبنا تُسبى بطفل يغمرنا بالعناق والقبلات أكثر من طفل ينشغل جداً بألعابه ويتلهّى عنّا. قالها أحدهم بطريقة حسنة، إن ﷲ يهتم بعبادتنا أكثر من إهتمامه بخدمتنا، فالعريس السماوي يتودّد إلى عروسه وليس إلى خادمه. لا يطلب المسيح أبداً عملاً كثيراً، لا يُبقي وقتاً لأجل الجلوس عند قدميه، سلوك الصبر بتوقُّع غالباً ما يعتبره خدمة كاملةً منتهية. لقد اختارت مريم النصيب الصالح الذي لن يُنزَع منها. ليتنا جميعاً نختار نفس الشيء. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|