18 - 09 - 2021, 01:54 PM | رقم المشاركة : ( 161 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
القديسة أوليمبياس كانت جَمِيلة الشكل جِدّاً وجهها ملائِكِى ملامِحها هادِئة ملابِسها بسِيطة تفوح مِنْها روائِح الكرامة وَالمجد وَكانت تلمِيذة لِلقِدِيس يُوحَنَّا ذهبِى الفم وَأعطاها رُتبة شمَّاسة وَكَانَ دائِماً يمدحها بِسبب رُوحانِياتها العالية وَسلُوكهاوَقَدْ قَالَ لها أنَّكِ تُظهِرِينَ بساطة بِغير تأنُق فَهَذِهِ الفضِيلة تبدو كأنَّها أقل مِنْ غيرِها لَكِنْ مَنْ يُدَّقِق فِى الأمر يَجِدها فضِيلة عظِيمة تكشِف عَنْ نَفْسَ مملؤة حِكمة وَقَدْ وَطأت تحت قدميها الأمور الزمنِيَّة وَتنطَلِق نحو السَّماء طائِرة وَيُعوِزَنِى ألف لِسان لأُنادِى بِإِسمِك مِنْ أجل بساطِة مظهرِك إِذْ بِوَاسِطَتِك تظهر كُلَّ ألوان الفضائِل المَسِيحِيَّة الَّتِى عَبَرت إِلَى الخارِج تُعلِن عَنْ الحِكمة الكامِنة فِى داخِلِك مِنْ أجل هذا أدعُوكِ وَندعُوكِ مُطَوَّبة وَهَا نرى كم مِنْ نِفُوس جَذَبتها أُولِمبِياس إِلَى المسِيح المَلك بِجَمالِها كم مِنْ شباب مجَّدُوا الله وَكم مِنْ شابَّات عرفوا الطرِيق الصَّحِيح إِذاء الجمال فَعَرَفُوا كيفَ يُمَجِّدُوا الخالِق وَيُقَدِّموا لَهُ أغلىَ مَا يملُكُون |
||||
18 - 09 - 2021, 01:55 PM | رقم المشاركة : ( 162 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
القديسة الشهيدة أجنس وقصتها العجيبة
إِنَّها فتاة صَغِيرة جَمِيلة جِدّاً أكملت جِهَادها وَنَالت إِكلِيل الإِستشهاد وَهِىَ فِى الثَّانِية عشر مِنْ عُمرِها وُلِدت فِى روما مِنْ أبوين مَسِيحِيين تَقِيين مِنْ أشراف المدِينة وَمُنذُ طفولَتِها وَأحَّبت أنْ تَكُون هيكلاً مُقَدَّساً لِمُخَلِّصها فَنَذَرت بتولِيتها وَكرَّست حياتها لِعَرِيسها السَّماوِى وَهِى لاَ تزال فِى سِن العاشِرة فَثَارَ عليها عدو الخِير مُكَثِّفاً جهده ضِدَّها لِعرقلِة سِيرتها الطَّاهِرة وَاستغلَّ جمالها الجَسَدِى لِيفقِدها جمالها الرُّوحِى وَلِتنفِيذ خطِتهُ أثَارَ فِى قلب إِبن حاكِم روما حُبَّاً شَدِيداً تجاهها وَعَقَدَ العزم عَلَى الزواج بِها وَلَكِنْ كانت المُفاجأة إِذْ سَمَعَ إِجابة أجنِس { لَنْ أتخلَّى عَنْ عرِيسِى الَّذِى سبق وَاختارنِى وَارتبطت بِهِ وَلاَ تحيا رُوحِى إِلاَّ بِمَحَبَتِّهِ فَلاَ مَثِيلَ لَهُ وَهُوَ وحدهُ يستحِق كُلَّ الحُب فَهُوَ أبرع جَمالاً مِنْ بنِى البشر حَكِيم سيِّد ممالِك الأرض غَنِى شَرِيف حنُون رَؤوف عَظِيم فَإِنَّ محبَّتِى لَهُ تُزِيدَنِى عِفة وَطهارة وَاقترابِى مِنْهُ يُزِيدَنِى نقاوة إِنِّى لَنْ أُغَيِّر أبداً عرِيسِى السَّماوِى الَّذِى سبق أنْ إِخترتهُ حَتَّى وَلَوْ وضعت أمامِى كُلَّ مُمتلكات العالم } وَهُنا بَدَأَ طرِيق الإِستشهاد إِقتادها الحاكِم بِأغلال حدِيدِيَّة إِلَى هيكل الأصنام لِتسجُدَ لها فوضعُوا أصغر قِيد حدِيدِى فِى يَدَيها وَلَكِنَّهُ إِنزلقَ مِنْ يَدَيها الصغِيرتينِ وَسَقَطَ عَلَى الأرض وَكانت تقِف ثابِتة وَلَعَنت الآلِهة فَوَضَعُوها فِى بيت لِلشَّر وَشَرَعَ الجُند يُعَرونها مِنْ ثِيابها وَلَكِنْ فِى الحال طَالَ شعرها وَصَارَ كَثِيفاً جِدّاً بِصورة مُعجِزِيَّة وَغَطَّى كُلَّ جَسَدها وَتَعَجَّب الكُلَّ مِنْ ذلِك حقاً إِنَّ الرَّبَّ هُوَ حافِظ نُفُوسَ أتقيائِهِ مِنْ يَدِ الأشرارِ يُنقِذُهُمْ ( مز 97 : 10 ) وَعِندما زُجَّ بِالفتاة فِى بيت الأشرار أضَاءَ المكان بِنُور ساطِع جِدّاً وَرأت أجنِس ملاكاً واقِفاً بِجوارِها كما وجدت ثوباً جَمِيلاً جِدّاً أكثر بياضاً مِنْ الثلج فَإِرتدته وَتَعَزَّت أجنِس إِذْ غُمِرت بِمَحَبَّة عرِيسها وَفادِيها وَاستغرقت فِى صَلاَة عميقة تشكُر إِلَهَهَا صانِع العجائِب الَّذِى يحمِيها فَلَم يجسُر أحد مِنْ الأشرار أنْ يدنو مِنْها فما مِنْ شاب دَنِس إِقتربَ مِنْ الحُجرة إِلاَّ وَتراجع مذهُولاً مِمَّا رآه وَخَرَجَ مُؤمِناً بِإِلَه أجنِس بَلْ وَأحبَّ العِفة وَالطهارة حقاً لقد تشرَّف هذا المكان الَّذِى لِلفساد بِذِهاب عروس المسِيح إِليهِ فَحَوّلَتهُ إِلَى فردوس وَمِيناء لِلطهارة وَالعِفة وَهيكل لله وَصَارَ هذا المكان كنِيسة عَلَى إِسم الشَّهِيدة أجنِس بعد مُضِى زمن الإِضطهاد أمَّا إِبن الحاكِم تجاسر وَدخل ذلِك البيت مُقتحِماً الحُجرة لِيفتِك بِأجنِس غير مُكترِث بِالنُّور العجِيب الَّذِى يملأ المكان وَأسرع لِيقترِب مِنْها وَلَكِنْ ملاك الرَّبَّ ضَرَبَهُ وَلَمْ يُمهِله فَسَقَطَ ميتاً طرِيحاً عِند أقدام الفتاة النقِيَّة الطَّاهِرة أجنِس الَّتِى سترها الله بِيَمِينه وَبَدَأَ الحاكِم يتذلَّل لها طالِباً مِنْها أنْ ترُد الحياة إِلَى إِبنه حَتَّى يعرِف الجمِيع أنَّها لَمْ تُمِيته بِفنُونِها السِحرِيَّة فَأجابت أجنِس إِنَّ ظُلمة عينيكَ وَقلبِكَ لاَ يستحِقان مِثلَ هذا الصنِيع وَلَكِنْ مِنْ أجل أنْ يَتَمَجَّد إِسم إِلهِى وَيعلم الجمِيع قوَّتَهُ وَعَظَمَتَهُ فَإِنِّى سأطلُب مِنْهُ أنْ يُقِيم لَكَ إِبنك وَجثت أجنِس وَصَلَّت إِلَى الله بِدِموع عَزِيزه راجِية مِنْهُ أنْ يَتَمَجَّد وَيُقِيم الشَّاب لِيعلم الجمِيع أنَّهُ هُوَ الإِله الواحِد الحقِيقِى وحدهُ وَمَا كادت تنتهِى مِنْ صَلاَتِها حَتَّى مَثَلَ أمامها ملاك وَأقَامَ الشَّاب فَقَامَ وَخَرَجَ فِى الحال وَهُوَ يصِيح بِعَظَمِة الإِله العظِيم القادِر عَلَى كُلَّ شىء الَّذِى يعبُدَهُ المَسِيحِيُّون وَعِند قطع رأسِها وَضَعُوها فِى السِجن أوقدوا نار تحتها وَلَكِنْ العِناية الإِلَهِيَّة لَمْ تسمح أنْ تُصِيب النَّار جَسَدها فَحَكموا عليها بِالموت بِحد السيف وَأحنت الفتاة رأسِها مُنتظِره أنْ يهوى عليها السيَّاف بحد السيف وَلَكِنْ السيَّاف لَمْ يستطِع وَارتعشت يَدَهُ وَشَحِبَ لونه أمَّا أجنِس فَكانت تلومه عَلَى تباطُئِهِ فَقَالت لَهُ ماذا تنتظِرلِماذا تتوانىَ أمِت هذا الجسد الَّذِى أعثر آخرِين أمِت هذا الجسد لِتحيا الرُّوح الَّتِى هِىَ ثمِينة فِى عينىَ الله حِينئِذٍ زمجر القاضِى مُنتهِراً السيَّاف لِيُنَفِّذ الحُكم سَرِيعاً وَهُنا غطَّى السيَّاف عينيهِ بِيَدِهِ اليُسرى وَبِاليد اليُمنىَ أطَاحَ بِرأس الحمامة الودِيعة الرَّاكِعة أمامه أُنظُروا يَا أحِبَّائِى أنَّهُ نموذج رائِع يلزم أنْ تقتدِى بِهِ كُلَّ شابَّة وَفتاة مدحها آباء الكنِيسة عَلَى عَظَمِة شجاعتِها فَيَقُول عنها القِدِيس أمبرُوسيُوس إِنَّ الفتيات فِى هذا السِن الصغِير لاَ يحتمِلنَ نظرِة غضب مِنْ والِدِيهِمْ وَيبكِينَ مِنْ وخز الإِبرة كَأنَّها جرح حاد أمَّا الفتاة أجنِس فَكانت ثابِتة لاَ تتزعزع بينَ أيدِى الجلاَّدِين المُلطَخة بِالدِماء لَمْ تكُنْ أجنِس تُدرِك بعد معنى الموت وَلكِنَّها كانت مُستعِدة أنْ تواجِهَهُ وَتذوقه فَفِى خطوات ثابِتة وَسَرِيعة تقدَّمت نحو موضِع العذاب وَرأسها مُزَين ليسَ بِضَفائِر الشَّعر وَإِنَّما بِالمسِيح رأسها وَعرِيسها وَمُتوَّجه بِإِكلِيل مُزَين ليسَ بِالورُود وَإِنَّما بِالفضائِل وَثِمار جِهادها فَكانَ لها مَا هُوَ فائِق الطبِيعة مِنْ خالِق الطبِيعة نَفْسَه كَانَ الكُلَّ يبكِى أمَّا هِىَ فَلَمْ تذرِف دمعة إِنَّها إِنطلقت إِلَى أحضان حبِيبها وَعرِيسها لِتحيا مَعْهُ إِلَى الأبد |
||||
18 - 09 - 2021, 02:16 PM | رقم المشاركة : ( 163 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
القديسة برï*¼ـيت السويدية ، مؤسسة رهبنة البرï*¼ـتين
St. Bridget of Sweden أميرة نورسيا، مؤسسة رهبنة البرï*¼ـتين (عيدها 23 يوليو) إسمها “برï*¼ـيت” ومعناه “المُمَجَّدة أو السامية أو الرفيعة المقام”. وُلِدَت في 14 يونيو 1303م بمدينة “أوپـلاند” جنوب شرق السويد لأبٍ هو “بيرجير برسون” وهو فارس من عائلة أرستقراطية تُدعى “فنيستا” وهو حاكم مدينة “أوپـلاند” ويحمل صفة المرجع القانوني لعائلته. وأمٍ هي “إنجبورد” المرجعية القانونية لعائلتها النبيلة، عائلة “فلكونيا”. من خلال عائلتها، كانت “برï*¼ـيت” وثيقة العلاقة بحكام وملوك المقاطعات السويدية (لم تكن السويد قد توحدت بعد ليصبح ملكها واحد). في العاشرة من عمرها رأت ” برï*¼ـيت ” رؤية ليسوع على الصليب، وفشعرت بألم شديد وقالت له من فعل هذا فأجابها: “إنهم من يحتقرونني ويزدرون حُبّي لهم”. منذ ذلك الوقت أصبحت آلام الرب الخلاصية هي محل تأملاتها ومحور حياتها الروحية. تزوجت من “أولف جادمرسون” لورد إقليم “نوركي” السويدية، وأنجبت منه 8 أطفال، 4 بنات و4 بنين. عاش منهم 6 أبناء وكانت هذه حالة نادرة في تلك الفترة، إذ كان عدد الأطفال الموتى أكبر من الأحياء لأي أسرة. إحدى بناتها هي “القديسة كاترين السويدية، الراهبة البرï*¼ـيتية”. إمتازت “برï*¼ـيت” بأعمالها الخيرية الكثيرة وزُهدها في المُتع الأرضية، واهتمت كثيراً بشئون الأرامل وكل من إمرأة تعول أطفال وهي بلا زوج. في عام 1341م، قامت وزوجها بالحج الروحي ” pilgrimage” إلى “سان تياجو دي كومباستيلا بإسبانيا” متخذين التقشف والمشقّة كسبيل للصلاة والتأمل والتوبة. في عام 1344م توفي زوجها، ومن بعده توجهت إلى التكريس الثالثي التابع لرهبنة الفرنسيسكان. وكرَّست حياتها تماماً للصلاة وخدمة الفقراء والمرضى، بعدها بوقت قصير بدأت تعدّ لتأسيس رهبنة تحمل اسم “رهبنة المُخَلِّص الأقدس”، والتي اشتهرت فيما بعد بإشتقت من اسمها “البرï*¼ـيتين”، والتي يقع مقرها الرئيس بمدينة “فادستينا” الذي تبرع بأرضه الملك “ماجنوس الرابع”. وتمتاز بيوت الإبتداء في هذه الرهبنة بوجود مباني مستقلة لسكن الرهبان والراهبات، لكنها تقع في نفس محيط أسوار المقر الواحد. يعيشون حياة الفقر والطاعة والعفّة وينفقون على الفقراء من دخل الحِرف التي يشتغلون بها. ويكون وجه الإنفاق الأول على الرهبان والراهبات هو لشراء الكتب لهم. ومنذ تأسيس “برï*¼ـيت” لرهبنتها حرصت على ممارسة سر المصالحة يومياً (الإعتراف)، كما امتازت دائماً بوجه بشوش لا تفارقه الإبتسامة. عام 1350م كان عاماً يوبيلياً، وقتها شجّعت “برï*¼ـيت” الأوروبيين على عمل حج روحي جماعي إلى روما، طلباً لشفاء مرضى الطاعون الذي سرعان ما تحوَّل إلى وباء يضرب أوروبا كلها، وقد اصطحبت فيه إبنتها “كاترين” (القديسة كاترين السويدية فيما بعد) وبعض الكهنة والرهبان المبتدئين، كما كانت فرصة لإطلاع قداسة البابا على قانون الرهبنة والحصول على موافقة الكنيسة وإعتماد الرهبنة رسمياً. إلا أنه كان عليها الإنتظار حتى تزول محنة إختطاف الكرسي الرسولي من روما إلى “أï*¬ـينيون” بفرنسا، وعودة الحبر الروماني إلى مقره بروما وهو ما حدث عام 1370م على عهد البابا “أوربان الخامس” الذي أجاز الرهبنة بقانونها وأهدافها. تعددت الرؤى الروحية في مراحل كثيرة من حياة ” برï*¼ـيت”، وسجلتها هي ومجموعة من الصلوات علمها إياها مخلِّصنا الصالح في كتاب أسمته “الإلهام السماوي”. كما رأت قبيل رحيلها رؤية شاهدت فيها يسوع الطفل مُضجعاً على الأرض يُشعّ نوراً، وتركع إلى جواره أمه مريم في هيئة سيدة شقراء، وتضم يديها مُصلّيةً له، وإلى جانبهما القديس يوسف راكعاً أيضاً يصلّي، وقد ألهمت هذه الرؤية الكثير من الفنانين الذين رسموا لوحات تعبر عن ميلاد السيد المسيح. حرصت “برï*¼ـيت” رغم تخطيها الستين من عمرها على أداء الحج الروحي وإذكاء روح الخشوع والتصوُّف بين الناس، وتبشِّر بالإصلاح الكنسي من خلال دعوات مليئة بالشوق لله تقطع كل رباطات الأرض من شهوات جسدية وحُبّ للمال والسُلطة، والتحزُّب والكبرياء والإنشقاقات. وقد اشتهرت في كل بلد أقامت حج روحياً لها، حتى في القدس التي أدت لها حجّاً روحياً قبيل وفاتها، وفي طريق عودتها للسويد رقدت في الرب أثناء مرورها بروما في 23 يوليو 1373م بعمر السبعين. لم تكن سنواتها الأخيرة سعيدة في روما نها تألمت كثيراً للإنشقاقات التي يحاول المتكبرون زرعها في الكنيسة، والتزرُّع بالإصلاح عن طريق المُخاصمات والإنفصالات، تألمت كثيراً لحال كنيستها لكنها لم تفقد الإيمان في ان رب الكنيسة الجريحة سيعالج كل جروحها، وأن صوت الروح القدس يعمل في كثيرين. دُفِنَت القديسة “برï*¼ـيت ” بكاتدرائية “سان لوينزو” في پانيسبيرنا بروما، ثم نُقِلت رفاتها بإكرام فيما بعد إلى السويد. تم إعلان قداستها عن يد البابا “بونيفاس التاسع” عام 1391م. تُرسم القديسة ” برï*¼ـيت” وعلى رأسها صليب يحيط برأسها هو رمز رهبنتها حتى الآن، وأمامها عصى وقبعة وحقيبة كرمز لرحلات الحج الروحي العديدة التي أدتها، وبيدها كتاب وريشة تخطّ بها قانون رهبنتها. وخلفها ملاك يحرسها. شهادة حياتها وبركة شفاعتها فلتكن معنا. آمين. |
||||
20 - 09 - 2021, 04:46 PM | رقم المشاركة : ( 164 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
القديسة ثاؤغنسطا
يبدو أنها هي القديسة نينو العذراء (رسولة جورجيا). قصة فتاة أسيرة استطاعت بالحياة المقدسة التقوية أن تكسب الكثيرين للإيمان بالسيد المسيح، في محبة واتساع واتضاع. إذ مات الإمبراطور ثيؤدوسيوس سنة 395 م. استلم أركاديوس الشرق وهونوريوس الغرب فأرسل إليهما الملوك من كل بقعة هدايا، من بينهم حاكم الرها بسوريا أرسل إلى الملكين يهنئهما. وإذ عاد الرسل من روما يحملون شكر هونوريوس ومعهم هداياه أيضًا إلى حاكم الرها اجتازوا قرية بجوار روما بها دير للعذارى يُسمى أغاثونيكا، حيث وجدوا عذراء منفردة خارج الدير تسمى ثاؤغنسطا، أُعجبوا بها فخطفوها ليقدموها جارية لسيدتهم الملكة. صارت الراهبة المسبية تمارس عملها ببهجة قلب ورضى، فأنجح الرب طريقها، ووهبها نعمة في عيني الملكة فأقامتها رئيسة على العاملين والعاملات بالقصر، أما هي فكان قلبها متعلقًا بالحياة السماوية، تمارس نسكها وصلواتها بجهاد عظيم. شفاء ابن الحاكم وزوجته: تعرض ابن الحاكم لمرض شديد أزعج كل من بالقصر، وقد فشلت كل إمكانيات الأطباء والسحرة، أخيرًا طلبت الملكة أن تستدعي ثاؤغنسطا الرومية لتصلي عليه، إذ كانت تشعر أنها إنسانة تقية متعبدة لله، وبالفعل جاءت القديسة وبسطت يديها على شكل صليب وطلبت من الله أن يتمجد في هذا الابن الوحيد لأجل خلاص الكثيرين. وإذ انتهت القديسة من صلاتها فتح الصبي عينيه وقفز من سريره، فدهش الحاضرون. أراد الوالي مكافأتها فحررها من العبودية، وأعطى لها مسكنًا منفردًا كطلبها، أقامت فيه تتعبد لله بلا انقطاع، وتطلب من أجل خلاص المحيطين بها. لم تمضِ إلا أيام قليلة حتى مرضت زوجة الحاكم فطلبت ثاؤغنسطا لتصلي من أجلها، ووهبها الله نعمة الشفاء. عندئذ فاتحت الزوجة رجلها انه يلزم قبول الإيمان بالسيد المسيح الذي تتعبد له ثاؤغنسطا لكنه خشيّ ثورة الجماهير ضده. إيمان الحاكم: انطلق الحاكم مع رجاله إلى البرية ليصطاد لكن سحابة سوداء باغتتهم وهبت ريح عاصف بعدها فقدوا الطريق، وأحس الكل أن الهلاك يحلّ بهم لا محالة. عندئذ تذكر الحاكم ثاؤغنسطا وكيف تلتجئ إلى المسيح المصلوب وترشم ذاتها بعلامة الصليب فتنال قوة إلهية. صرخ الوالي طالبًا من السيد المسيح أن ينقذه، وإذا به يرى علامة صليب من نور تتقدمهم وتهديهم حتى دخلت بهم إلى المدينة. استقبله شعبه بشغف شديد إذ خشوا عليه أن يكون قد ضل الطريق، أما هو فروى لهم ما حدث معه ومع رجاله، ففرح الكل ومجدوا الله. استدعوا القديسة ثاؤغنسطا كي تبشرهم بالإيمان، فتهللت جدًا وطلبت من الوالي أن يرسل إلى هونوريوس ليرسل كاهنًا تقيًا. لعلها اختارت هونوريوس ملك روما لكونها من روما، أو لأن الشرق قد ملك عليه ثيؤدوسيوس الصغير بعد موت أركاديوس سنة 408 م. وكانت له ميول أريوسية، أو لمعرفتها هونوريوس واهتمامه بالعمل الكرازي. اختيار ثاؤفانيوس الحبيس للخدمة: أرسل الحاكم إلى هونوريوس الذي فرح للغاية، وانطلق إلى راهب حبيس كان يحبه ويطلب مشورته، وإذ عرف ما للراهب من اتضاع حدثه أولًا عن الالتزام بالكرازة وعندئذ أراه رسالة الحاكم وطلب منه ألا يستعفي من خدمة كورة ابنوارس بالرها حيث يقيم هناك الحاكم وثاؤغنسطا. سيم الحبيس الناسك قسًا، وأخذ معه رسائل وهدايا من الملك، وهناك التقى بالقديسة ثاؤغنسطا الذي طوبها على جهادها، وصار يكرز مجاهدًا. سيم ثاؤفانيوس أسقفًا على إيبارشية ابنوارس بالرها كطلب الوالي والشعب، وكان الله يعمل به بقوة، إذ تزايد عدد المؤمنين من يومٍ إلى يومٍ. الراهبة ثاؤغنسطا الأم: كانت القديسة ثاؤغنسطا اليد اليمنى للأسقف في الكرازة للنساء وخدمتهن. وإذ كانت المؤمنات يتعلقن بها جدًا التف حولها كثير من العذارى، حيث أقيم لهن دير لتعيش الأم ثاؤغنسطا معهن في حياة ملائكية. لم تعش طويلًا في الدير إذ سمح لها الرب بمرض لتتنيح في السابع عشر من شهر توت حيث يُحتفل بعيد الصليب المجيد. القديسة الراهبة ثاؤغنسطا \ قديسات غير معروفات القديسة ثاؤغنسطا اسكتش القديسة ثاؤغنسطا القديسة ثاؤغنسطا |
||||
20 - 09 - 2021, 05:05 PM | رقم المشاركة : ( 165 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
القديسة آنـï*¼يلا ميريتشي
اسمها ” آنـï*¼يلا” وهو مشتقّ من الأصل الفرنسي “آنـï*¼يل” ويعني “ملاك”. ولِدَت في ديسينزانو ديل جاردا وهي مدينة صغيرة بإقليم لمبارديا يوم 21 مارس 1474م. عاشت سنوات حياتها الأولى بملجأ للأيتام مع شقيقتها الأكبر “ï*¼انا ماريا” بعد وفاة الوالدين، وغادرتاه عند سِنّ الخامسة عشر للعيش في بيت عمهما بمدينة سالو. ويقال أنه ربما التحقتا بالملجأ وحدهما دون أشقائهما الذكور لصغر سنهما ولاحتياجهما للرعاية. شعرت آنـï*¼يلا الصغيرة بالأسى وفقدت سلامها عندما توفيت شقيقتها ï*¼انا ماريا فجأة دون أن تنال الأسرار المقدسة (الاعتراف والتناول ومسحة المرضى). وصَلَّت كثيراً من أجل راحة نفس شقيقتها. ويُقال أنها اطمأنت برؤيا حيث طمأنتها العذراء مريم على حال شقيقتها وأنها في الفرح الأبدي مع القديسين. تكرَّست آنـï*¼يلا تكريساً من الدرجة الثالثة بالرهبنة الفرنسيسكانية (تكريس الدرجة الثالثة هو تكريس في العالم بحيث لا ترتدي زي الرهبنة ولا تقيم في الدير لكنها تحفظ قوانين الرهبنة وتعيشها في بيتها) وكانت تلك الرؤيا المُطمئنة حافزاً كبيراً لها على قرار التكريس. امتازت آنـï*¼يلا بجمالها وبنوعٍ خاص بجمال شعرها، لدرجة كانت تلفت أنظار المعجبين إليها. وإذ كانت لا ترغب في أن تنال إعجاب العالم، لأنها وهبت حياتها للربّ، فقد صبغت شعرها بالرماد والسُخام الناتج عن المدافئ، حتى ينصرف الناس عن الإعجاب بها. تُوُفيَ عَمّها وهي في العشرين من عمرها، فعادت لبيت أبيها القديم ومسقط رأسها بـ “ديسينزانو ديل جاردا” لتعيش مع أشقاءها الذكور في ممتلكات أبيها حيث تسلَّمت ميراثها الذي كان من المفترض أن تتسلمه حال زواجها. كان لآنـï*¼يلا رسالة ورؤية أرادت أن تتممها بميراثها وهي أن تُقيم بيت للمُكَرَّسات تكون مهمته هي رعاية الفتيات وخدمتهن خدمات روحـــيـــة وتـــكــويــنــيــة، أي أن يكون بيت لمُكرسات خدمة التكوين الديني. وبالفعل أقامت هذا البيت، ونجحت الفكرة في “ديسينزانو ديل جاردا” جيل من الفتيات الصغيرات المكونات روحياً تخدمهن عذارى كرسن حياتهن لهذا الهدف. وطلبت القيادات الكنسية من آنجيلا أن تبني بيت ومدرسة أخرى على غرار مدرستها في مدينة “بريشا”. يُقال أنه في عام 1524م وبينما آنجيلا في طريقها لزيارة الأراضي المقدسة (أورشليم) أصيبت بعَمىَ مُفاجئ وهي على جزيرة كريت – جزيرة تابعة لليونان حالياً – إلا أنها قرَّرت أن تُكمِل رحلتها للأراضي المقدسة مهما كانت ظروفها، وبالفعل أتمتها، وشُفِيَت في طريق العودة عند نفس الجزيرة عندما صَلَّت أمام صليب موجود بنفس المكان الذي فقدت بصرها فيه. في العام التالي سافرت إلى روما لحضور افتتاح سنة اليوبيل التي أطلقها البابا كليمنت السابع آنذاك. وقد سمع البابا عن تقواها ونجاح مشروعها الخدمي فدعاها للاحتفاء بها وبأن تبقى في روما، إلا أن آنجيلا كانت تكره الظهور والمديح، فاعتذرت للبابا وعادت إلى بريشا بمجرد انتهاء مراسم افتتاح سنة اليوبيل. عند عودتها إلى بيت مكرسات بريشا، حيث تشاركها الخدمة 12 مُكَرَّسة، فقد اتفقت معهم على إعلان جماعة كنسية على اسم “القديسة أورسولا” شفيعة الأيتام التي كانت شفيعتها الشخصية لتكون الرهبنة تحت حماية صلواتها ويطلق عليهم اسم “أورسولين Ursulines ” وهي تهدف لأن تكون معهد اجتماعي كاثوليكي لتعليم الفتيات للارتقاء بمستواهم الروحي والتكويني وإعدادهم لدعوات الزواج والأمومة أو التكريس الرهباني، والشِق الثاني من الخدمة هو لرعاية المرضى والمتألمين ومن ليس لهم من يخدمهم. القائمات على الخدمة مُكَرَّسات يعيشن في منازلهن (في العالم)، وينتظمن في اجتماعات الصلاة والتأمل والرياضات الروحية والاسترشاد الروحي بنفسٍ واحدة من أجل تنمية قدراتهن على الخدمة. بعد أربع سنوات من تأسيس جماعة القديسة أورسولا صار عدد المكرسات 28. وبرغم عدم اتخاذهم نذور رهبانية رسمية إلا أنهن اتفقن على ارتداء زي موحد يميزهن. وضعت الأخت آنجيلا ميرتشي قواعداً لجماعة الأورسولين، حيث نذر الفقر والطاعة والعفّة, كما توسّع نشاط الجماعة مع زيادة عدد المكرسات وافتتاح مدارس ودر أيتام جديدة تقوم بالتكوين الروحي للفتيات. في عام 1537م انتخبت بالإجماع أمّاً لجماعة الأورسولين مدى الحياة، وأضافت قواعد أخرى لحياة عضوات الجماعة. وقد أقرّ البابا بولس الثالث قواعد جماعتها الرسولية عام 1544م (بعد وفاتها بأربع سنوات)، وأصبحت جماعة مُعتَرَف بها كنسياً عام 1546م. انتشرت حالياً أفرع جماعتها الخدمية لتشمل الأميركتين الشمالية والجنوبية. توُفيت الأم آنجيلا ميرتشي في 27 يناير 1540م وقد صار لجماعتها الرسولية أربعة وعشرين فرعاً يخدمون الإقليم. دُفِنت بثوب التكريس الثالثي للفرنسيسكان في كنيسة “القديسة أفرا” المجاورة لأول بيت أقامته بميراثها للتكوين الديني، حيث اعتادت ان تُصلِّي عند قبور شهداء المسيح ببريشا، وأوصت بدفنها في نفس الكنيسة. أعلن البابا كليمنت الثامن آنجيلا ميرتشي طوباوية عام 1768م. وتم إعلان قداستها عن يد البابا بيوس السابع عام 1807م. ظلّ جسدها محفوظاً بكنيسة القديسة أفرا إلى أن تم تدمير الكنيسة بالكامل بقصف من قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية. وهو ما تسبّب في استشهاد راعي الكنيسة وعدد كبير من المُصَلّين أثناء الصلاة بالكنيسة في يوم 2 مارس عام 1945م. تم اكتشاف بقاء جثمان القديسة بحالة جيدة دون تحلُّل، فأُعيد بناء الكنيسة وتكريسها في 27 يناير 1954م (تذكار انتقالها) لتحمل اسم “القديسة آنجيلا ميرتشي”، يُكَرَّم فيها جثمانها حتى يومنا هذا، بينما تم تسمية الكنيسة المجاورة لها باسم الكنيسة القديمة “القديسة أفرا”. تعتبرها الكنيسة شفيعة الأيتام والمرضى والمُعاقين وخُدّام التكوين الديني. شهادة حياتها وبركة شفاعتها فلتكن معنا. آمين. |
||||
20 - 09 - 2021, 05:10 PM | رقم المشاركة : ( 166 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
حياة القديسة” فيرونيكا جولياني “
القديسة فيرونيكا جوليانى 1660- 1727 ليست قدّيسة وحسب، إنّها عميقة في القداسة ولدت فيرونيكا في 27 ديسمبر 1660 في ميركاتيلّو، من فرانشيسكو جولياني وبينيديتّا مانشيني؛ وهي الصغرى بين شقيقات سبعة، عُمّدت أورسولا الصغيرة، في اليوم التالي لولادتها، اعتنقت ثلاثة أُخريات منهنَّ الحياة الرهبانيّة؛ وأُطلق عليها اسم أورسولا. وفي سنّ السابعة، فقدت والدتها، شعرت أورسولا بالرغبة في تكريس حياتها للمسيح. وأصبحت الدعوة أكثر إلحاحًا، حتّى أنّها في السابعة عشرة من عمرها دخلت دير الراهبات الحبيسات للكلاريس الكبّوشيّات في مدينة كاستيلّو، حيث بقيت طوال حياتها. وهناك تسمّت باسم فيرونيكا، ومعناه “الصورة الحقيقيّة”، وهي بالفعل سوف تصبح صورة حقيقيّة للمسيح المصلوب. وبعد سنة أبرزت النذور الرهبانيّة: لقد بدأ بالنسبة إليها درب الاقتداء بالمسيح من خلال تكفيرات كثيرة، ومعاناة كبيرة . نالت سرّ التثبيت سنة 1667، ثما نالت المناولة الاولى فى 2 فبراير 1670– فى 28 اكتوبر 1677 ارتدت الثوب الرهبانيّ وحملت اسم فيرونيكا – سنة 1688 تم انتخابها معلّمة في السابعة والعشرين من عمرها. – 5 ابريل 1697: اقتبلت من الله السِمات( الجروح السبعة ) وكانت بعمر السابعة والثلاثين، والمصادف يوم الجمعة العظيمة. في عام 1716، في السادسة والخمسين من عمرها، أصبحت رئيسة الدير وبقيَت في هذا المنصب حتّى وفاتها عام 1727، – فى 14 اغسطس 1720 : بدأت تكتب يومياتها بإملاء من مريم الكليّة القداسة. بعد نزاع أليم جدًّا دام 33 يومًا، بلغ ذروته في فرح عميق، لدرجة أنّ كلماتها الأخيرة كانت: “ لقد وجدت المحبّة، والمحبّة جعلت نفسها مرئيّة!! هذا هو سبب مُعاناتي. أخبروا الجميع بهذا، وفي يوم 9 يوليو، تركت الحياة الأرضيّة للقاء الله. كان لها من العمر 67 سنة، قضت منها خمسين سنة في دير مدينة كاستيلّو 22 مايو 1773 تحوّل البيت الذي ولدت فيه إلى دير للكبّوشيّات. 17 يونيو 1804 اعلنها “البابا بيوس السابع” طوباويّة. 26 مايو1839 اعلنها “البابا غريغوريوس السادس عشر” قدّيسة. كما تعتبر القديسة فيرونيكا رابع إمرأة معلمة فى الكنيسة و قدمت مؤخرا لتصبح رابع إمرأة معلمة في الكنيسة. و قدمت مؤخرا لتصبح رابع إمرأة معلمة في الكنيسة. و قدمت مؤخرا لتصبح رابع إمرأة معلمة في الكنيسة. – لقد تجلّى في باكورة حياتها ما هو فوق الطبيعة البشريّة منها : أ – رفضها للحليب الأموميّ أيّام الأربعاء والجمعة والسبت، وهي، في الحقيقة الأيّام المكرّسة تقليديًّا للتوبة ب– انزلاقها من ذراعيّ أمّها وهي في الشهر الخامس من عمرها، نحو صورة الثالوث الأقدس المعلّقة على الحائط، في يوم عيده، وركوعها أمامها منتشية. جـ – ظهور الطفل يسوع لها وهي تلعب وسط حديقة قائلاً لها: “أنا هو زهرة الحقول”. د – رؤيتها الطفل يسوع مرّات عديدة في القربانة المكرّسة، وهي في سنواتها الأولى، وشعورها بعطر يخرج من أفواه أخواتها بعد المناولة: آه يا لرائحتكنّ العَطِرة هـ – رأت ذات يوم، بينما كانت في حالة انخطاف، نفوسًا ترتاح في قلب يسوع الأقدس، فسألته مندهشة عن معنى ذلك، ففهمت بأنّها أنفس الذين سيجتهدون في المستقبل لتعريف العالم على سيرتها… وقد قال يسوع: “يجب أن تُعرَف حياتك في العالم لانتصار المحبّة وتثبيت الإيمان” كتاباتها : كتبت فيرونيكا جولياني كثيرًا: رسائل وسَرد علاقات خاصّة وقصائد. بيد أنّ المصدر الرئيسي لصياغة تفكيرها، هي يوميّاتها، التي بدأت بها في عام 1693: اثنان وعشرون ألف صفحة مكتوبة بخطّ يدها، تُغطّي فترة أربعة وثلاثين عامًا من الحياة الحبيسة. تنساب الكتابة بِعفويّة متواصلة، فلا محوَ أو تصحيحات، ولا قواطِع وفواصِل أو توزيع للمادّة إلى فصول أو أجزاء وفقًا لِتصميم مُحدَّد سلفًا. لم تكن فيرونيكا ترغب بتأليف عمل أدبيّ، بل على العكس، لقد أجبرها على كتابة خبراتها الأب جيرولامو باستيانيلّي، راهب بالاتّفاق مع أسقف الأبرشية أنطونيو إوستاكي للقدّيسة فيرونيكا روحانيّةٌ كريستولوجيّة عُرسيّة بارزة: خبرتُها في أن تكون محبوبة من المسيح، الزوج المُخلِص الصادق، وأن تريد التطابق مع محبّة تُشركها وتُفتِنها أكثر فأكثر. فكلُّ شيء يُفسَّر بالنسبة إليها من خلال المحبّة، ما ينشر فيها صفاءً عميقًا. كلّ شيء يُعاش بِالاتّحاد مع المسيح، وبدافع محبّته، وبفرح إمكاننا إظهار كلّ المحبّة التي يقدر عليها مخلوق تجاهه إنّ المسيح الذي تتَّحِد به فيرونيكا بعمق هو المسيح المتألِّم في آلامه وموته وقيامته؛ إنّه يسوع في تقديم نفسه ذبيحة إلى الآب كي يُخلّصنا. ينجم عن هذه الخبرة أيضًا المحبّة الشديدة والمتألّمة للكنيسة، في الشكل المزدوج للصلاة والتقدمة. فالقدّيسة تعيش في هذا المنظور: تُصلّي وتتألّم وتبحث عن ”الفقر المقدّس“ كَـ ”تخلية الذات وفقدنها“، وفقدان الذات ، كي تكون فعلاً كالمسيح، الذي بذل كلّ ذاته في كلّ صفحة من صفحات كتاباتها توكل فيرونيكا أحدًا ما إلى الربّ، مُقيّمةً صلواتها التشفعيّة بِتقديم ذاتها في كلّ ألم. فقلبها يتّسع لجميع “احتياجات الكنيسة المقدّسة”، وهي تعيش بِقلق في رغبة خلاص ”كلّ الكون العالم“. وتصرخ فيرونيكا “أيّها الخطأة، أيّتها الخاطئات… تعالوا جميعكم جميعكنّ إلى قلب يسوع؛ تعالوا إلى غَسل دمه الثمين… إنّه ينتظركم بذراعَين مفتوحتين لِيُعانقكم”. وإذ تُحيي الأخوات في الدير محبّة متّقدة، تمنحها الاهتمام والتفهُّم والغفران؛ وتقدِّم صلواتها وتضحياتها للبابا وأسقفها والكهنة وجميع الناس المُحتاجين، بمن فيهم نفوس المَطهَر. وهي تُلخِّص مهمّتها التأمّليّة بهذه الكلمات: “لا يمكننا التنقّل في العالم واعظاتٍ من أجل هداية النفوس، لكنّنا مُجبَرات على الصلاة باستمرار من أجل كافّة أرواح الذين أساءوا إلى الله… خصوصًا بِمُعاناتنا، أي بِمبدأ حياة مصلوبة” وتُدرك قدّيستنا هذه المهمّة كـ ”وقوفٍ بين“ البشر والله، بين الخطأة والمسيح المصلوب لقد عاشت فيرونيكا المشاركة بالمحبّة المتألّمة لِيسوع بطريقة عميقة، وهي على يقين من أنّ “التألّم الفَرح” هو “مفتاح المحبّة” وهي توضِح أنّ يسوع تألّم من أجل خطايا البشر، ولكن أيضًا للمعاناة التي سيضطرّ المؤمنون إلى تحمّلها على مرّ القرون، في زمن الكنيسة، بسبب إيمانهم القويّ والمُلتزم تحديدًا. وتكتب: “لقد أراه أبوه السرمديّ وأسمعه في تلك اللحظة كلَّ معاناةٍ كان عليهم أن يعانوها مُختاروه، أعزّ النفوس عليه، أي تلك التي من شأنها الاستفادة من دمه وكلّ آلامه” كما يقول الرسول بولس عن نفسه: “إنّي أفرح الآن بالآلام التي أُعانيها من أجلكم، وأُتِمُّ في جسدي ما نقص من الم المسيح، من أجل جسده الذي هو الكنيسة” (الرسالة إلى أهل كولوسّي 1، 24). وتوصّلت فيرونيكا لأن تطلب من يسوع أن تُصلَب معه: فتكتب “وفي لحظة، رأيت أنّ شُعاعات ساطعة خرجت من جراحه الخمس؛ وأتت كلُّها صوبي. ورأيت هذه الشعاعات تصير كشعلات صغيرة. كانت هناك في أربع منها المسامير؛ وفي واحدة الحربة، كالذهب مشتعلة بكاملها: واخترقت قلبي، من جهة لأخرى… ومرّت المسامير يديَّ ورجليّ. شعرت بألمٍ كبير؛ ولكن في الألم نفسه، كنت أرى وأشعر بنفسي متحوّلةً كليًّا إلى الله اقتنعت القدّيسة بالمشاركة منذ الآن في ملكوت الله، ولكنّها تبتهل في الوقت نفسه إلى جميع قدّيسي الوطن المُبارك كي يساعدوها في بذل ذاتها على الدرب الأرضيّ، بانتظار السعادة الأبديّة؛ هذا هو الطموح الثابت في حياتها وبالمقارنة مع وعظ تلك الأزمنة، الذي غالبًا ما كان يركِّز على “خلاص النفس” بِعبارات فرديّة، تُظهِر فيرونيكا حِسًّا “تضامنيًّا” قويًّا، في الشركة مع جميع الإخوة والأخوات في طريقهم نحو السماء، وتعيش وتصلّي وتتألّم من أجل الجميع. أمّا الأشياء الأخرى، الأرضيّة، وإن كانت محطّ تقدير بالمعنى الفرنسيسكانيّ كَهبة من الخالق، فهي دائمًا نسبيّة، وخاضعة بالكامل لـ “ذوق” الله وتحت سِمة الفقر الجذريّ. توضِّح في الشركة المقدّسة بذلَها الكنسيّ، والعلاقة بين الكنيسة الحاجّة والكنيسة السماويّة. فتكتب: “جميع القدّيسين هم هنالك في السماء بفضل استحقاقات يسوع وآلامه؛ لكنّهم تعاونوا مع ربّنا في كلّ ما قام به، بحيث أنّ حياتهم كانت كلّها مُرتّبة، تنظِّمها أعماله نفسها” – نجد في كتابات فيرونيكا العديد من الاستشهادات المأخوذة من الكتاب المقدّس، بشكلٍ غير مباشر أحيانًا، ولكن دائمًا في الوقت الملائم: فهي تكشف عن ألفتها بالكتابات المقدّسة، التي تقتات منها خبرتها الروحيّة. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ الأوقات القويّة لتجربة فيرونيكا الصوفيّة لا تنفصل أبدًا عن الأحداث الخلاصيّة التي تحتفل بها الليتورجيا، حيث لإعلان كلمة الله والاستماع مكانٌ خاصّ. فالكتاب المقدّس يُنير خبرة فيرونيكا وينقّيها ويُثبِّتها، فيجعلها خبرة كنسيّة. لكنّ خبرتها الخاصّة تحديدًا، المرتكزة إلى الكتاب المقدّس بِقوّة غير اعتياديّة، تقود من ناحية أُخرى إلى قراءة أعمق و“روحانيّة” أكثر للنصّ نفسه، فتدخل عمقه الخفيّ. إنّها لا تعبِّر بكلمات الكتاب المقدّس فحسب، بل تعيش أيضًا من هذه الكلمات، فتصبح حياة فيها تستشهد قديستنا كثيرًا، على سبيل المثال، بِقول بولس الرسول: “إذا كان الله معنا، فمَن علينا؟” (الرسالة إلى أهل روما 8، 31 ؛ وفيها يصبح استيعاب هذا النصّ البولسيّ، وثقتها الكبيرة هذه وفرحها العميق، أمرًا واقعًا في شخصها: تكتب “ارتبطت نفسي مع الإرادة الإلهيّة وأنا ترسَّختُ وثبتُّ حقًّا في إرادة الله، كان يبدو لي أنّني لن أبتعد عن إرادة الله هذه وَعدتُّ إلى نفسي بهذه الكلمات بالضبط: لا شيء يمكنه أن يفصلني عن إرادة الله، لا ضيق، ولا ألم، ولا شقاء، ولا ازدراء، ولا تجارب، ولا مخلوقات، ولا شياطين، ولا ظُلُمات، ولا حتّى الموت نفسه لأنّني، في الحياة وفي الموت، أريد كلّ شيء، وفي كلّ شيء، إرادة الله” وهكذا نحن في اليقين أيضًا بأنّ الموت ليس صاحب الكلمة الأخيرة، فنثبت في مشيئة الله و في الواقع، في الحياة إلى الأبد تبدو فيرونيكا، على وجه الخصوص، شاهدة شجاعة على جمال وقدرة المحبّة الإلهيّة، التي تجذبها وتنفذ إليها، وتُضرم نارها فيها. إنّها المحبّة المصلوبة التي انطبعت في جسدها، كما في جسد القدّيس فرنسيس الأسّيزي، مع جراح يسوع. “يهمس إليّ المسيح المصلوب: يا عروستي، عزيزةٌ عليَّ التكفيرات التي تقومين بها من أجل الذين هم خارج نعمتي… ثمّ سحب ذراعه من عن الصليب وأومأ إليَّ أن أدنو إلى جنبه… ووجدت نفسي بين ذراعَي المصلوب. لا استطيع أن أُخبركم بِما شعرت به في تلك اللحظة: كان بودّي لو أبقى دومًا في جنبه الأقدس” إنّها أيضًا صورة عن دربها الروحيّ، وعن حياتها الداخليّة: البقاء في حضن المصلوب، والبقاء بالتالي في محبّة المسيح للآخرين. وعاشت فيرونيكا مع العذراء مريم أيضًا علاقة حميميّة عميقة، تشهد لها الكلمات التي سمعتها يومًا ما من السيدّة العذراء والتي دوّنتها في يوميّاتها: “أنا أرحْتُكِ في صدري، فحصلت على الاتّحاد بنفسي التي حملَتك وطارت بكِ إلى لدن الله” تدعونا القدّيسة فيرونيكا جولياني إلى تنمية الاتّحاد بالربّ، في حياتنا المسيحيّة، في تكريس أنفسنا للآخرين، وإلى تسليم أنفسنا لإرادته بثقة تامّة كاملة، والاتّحاد بالكنيسة، عروس المسيح؛ إنّها تدعونا إلى المشاركة في المحبّة المتألّمة لِيسوع المصلوب من أجل خلاص كلّ الخطأة؛ وتدعونا لنحدِّق بالجنّة، هدف دربنا الأرضيّ، حيث سنعيش، جنبًا إلى جنب مع العديد من الإخوة والأخوات، فرحة الشركة الكاملة مع الله؛ وتدعونا لِنقتات يوميًّا من كلمة الله لتدفئة قلبنا وتوجيه حياتنا. يُمكن اعتبار الكلمات الأخيرة للقدّيسة خلاصةَ خبرتها : “لقد وجدتُ المحبّة، المحبّة جعلت نفسها مرئيّة ” قالوا عنها: “إنّها ليست قدّيسة وحسب، إنّها عميقة في القداسة” الطوباوي البابا بيوس التاسع “هذه اليوميّات ستعود بالفائدة الكبرى، لا لمجد القدّيسة فيرونيكا وحسب، بل لخير الأنفس الرهبانيّة، بل كلّ الذين يهتمّون بصدق بالبحث عن الكمال، رغم كونهم في العالم” (البابا لاوون الثالث عشر). “إنّ المواضيع التي عالجتها البتول في فيرونيكا، وبمساعدة أكيدة من الله، ستكون ذات منفعة كبيرة للذين يجتهدون لتحصيل الكمال المسيحيّ” (القدّيس البابا بيوس العاشر). “هي منارة تشعّ قداسة، وقداستها كفيلة وحدها بأن تحصّن الكنيسة ” (البابا بيوس السابع). – تعيد الكنيسة الكاثوليكية عيد القديسة ع¤يرونيكا جولياني أعظم قديسة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية فى 9 يوليو ” نسألك يارب يا من منحت عطر قداستك لهذه القديسة العملاقة بأن تمن علينا بشفاعتها النعم التي نحن بأمس الحاجه إليها وليكن إكراماً لقلب مريم الطاهر ومجداً لأسمك القدوس ولك الشكر كل حين يا ربنا وإلهنا الى أبد الآبدين آمين |
||||
20 - 09 - 2021, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 167 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
حياة القديسة” فيرونيكا جولياني “
سيرة حياة القديسة فيرونيكا جولياني وبعض كتابتها “فيرونيكا” معناها “الأيقونة الحقيقية” ولدت فيرونيكا في ظ¢ظ§ كانون الأوّل سنة ظ،ظ¦ظ¦ظ* في ميركاتيلّو، في وادي نهر ميتاورو، من فرانشيسكو جولياني وبينيديتّا مانشيني؛ وهي الصغرى بين شقيقات سبعة، اعتنقت ثلاثة أُخريات منهنَّ الحياة الرهبانيّة؛ وأُطلق عليها اسم أورسولا. وفي سنّ السابعة، فقدت والدتها وانتقل والدها إلى بياتشينسا كمُراقب للجمارك في دوقيّة بارما. وفي هذه المدينة، شعرت أورسولا بشكلٍ متزايد بالرغبة في تكريس حياتها للمسيح. وأصبحت الدعوة أكثر إلحاحًا، حتّى أنّها في السابعة عشرة من عمرها دخلت دير الراهبات الحبيسات للكلاريس الكبّوشيّات في مدينة كاستيلّو، حيث بقيت طوال حياتها. وهناك تسمّت باسم فيرونيكا، ومعناه “الإيقونة الحقيقيّة”، وهي بالفعل سوف تصبح إيقونة حقيقيّة للمسيح المصلوب. وبعد سنة أبرزت النذور الرهبانيّة: لقد بدأ بالنسبة إليها درب الاقتداء بالمسيح من خلال تكفيرات كثيرة، ومعاناة كبيرة وبعض الخبرات الصوفيّة المتّصلة بآلام يسوع: إكليل الشوك، والعرس الصوفيّ، والجرح في القلب والندبات وفي عام ظ،ظ§ظ،ظ¦في السادسة والخمسين من عمرها، أصبحت رئيسة الدير وبقيَت في هذا المنصب حتّى وفاتها عام ظ،ظ§ظ¢ظ§، بعد نزاع أليم جدًّا دام ظ£ظ£ يومًا، بلغ ذروته في فرح عميق، لدرجة أنّ كلماتها الأخيرة كانت: “لقد وجدت المحبّة، والمحبّة جعلت نفسها مرئيّة!! هذا هو سبب مُعاناتي. أخبروا الجميع بهذا، أخبروا الجميع بهذا” وفي يوم ظ© تموز، تركت الحياة الأرضيّة للقاء الله. كان لها من العمر ظ¦ظ§ سنة، قضت منها خمسين سنة في دير مدينة كاستيلّو. وأعلنها البابا غريغوريوس السادس عشر قدّيسة في ظ¢ظ¦أيارسنة ظ،ظ¨ظ£ظ© كتبت فيرونيكا جولياني كثيرًا: رسائل وسَرد علاقات خاصّة وقصائد. بيد أنّ المصدر الرئيسي لصياغة تفكيرها، هي يوميّاتها، التي بدأت بها في عام ظ،ظ¦ظ©ظ£ اثنان وعشرون ألف صفحة مكتوبة بخطّ يدها، تُغطّي فترة أربعة وثلاثين عامًا من الحياة الحبيسة. تنساب الكتابة بِعفويّة متواصلة، فلا محوَ أو تصحيحات، ولا قواطِع وفواصِل أو توزيع للمادّة إلى فصول أو أجزاء وفقًا لِتصميم مُحدَّد سلفًا. لم تكن فيرونيكا ترغب بتأليف عمل أدبيّ، بل على العكس، لقد أجبرها على كتابة خبراتها الأب جيرولامو باستيانيلّي، راهب الفيلبّينيّين، بالاتّفاق مع أسقف الأبرشية أنطونيو إوستاكي للقدّيسة فيرونيكا روحانيّةٌ كريستولوجيّة عُرسيّة بارزة: خبرتُها في أن تكون محبوبة من المسيح، الزوج المُخلِص الصادق، وأن تريد التطابق مع محبّة تُشركها وتُفتِنها أكثر فأكثر. فكلُّ شيء يُفسَّر بالنسبة إليها من خلال المحبّة، ما ينشر فيها صفاءً عميقًا. كلّ شيء يُعاش بِالاتّحاد مع المسيح، وبدافع محبّته، وبفرح إمكاننا إظهار كلّ المحبّة التي يقدر عليها مخلوق تجاهه إنّ المسيح الذي تتَّحِد به فيرونيكا بعمق هو المسيح المتألِّم في آلامه وموته وقيامته؛ إنّه يسوع في تقديم نفسه ذبيحة إلى الآب كي يُخلّصنا. ينجم عن هذه الخبرة أيضًا المحبّة الشديدة والمتألّمة للكنيسة، في الشكل المزدوج للصلاة والتقدمة فالقدّيسة تعيش في هذا المنظور: تُصلّي وتتألّم وتبحث عن ”الفقر المقدّس“ كَـ ”تخلية الذات وفقدنها“، وفقدان الذات كي تكون فعلاً كالمسيح، الذي بذل كلّ ذاته في كلّ صفحة من صفحات كتاباتها توكل فيرونيكا أحدًا ما إلى الربّ، مُقيّمةً صلواتها التشفعيّة بِتقديم ذاتها في كلّ ألم. فقلبها يتّسع لجميع “احتياجات الكنيسة المقدّسة”، وهي تعيش بِقلق في رغبة خلاص ”كلّ الكون العالم“ وتصرخ فيرونيكا “أيّها الخطأة، أيّتها الخاطئات… تعالوا جميعكم جميعكنّ إلى قلب يسوع؛ تعالوا إلى غَسل دمه الثمين… إنّه ينتظركم بذراعَين مفتوحتين لِيُعانقكم” وإذ تُحيي الأخوات في الدير محبّة متّقدة، تمنحها الاهتمام والتفهُّم والغفران؛ وتقدِّم صلواتها وتضحياتها للبابا وأسقفها والكهنة وجميع الناس المُحتاجين، بمن فيهم نفوس المَطهَر وهي تُلخِّص مهمّتها التأمّليّة بهذه الكلمات: “لا يمكننا التنقّل في العالم واعظاتٍ من أجل هداية النفوس، لكنّنا مُجبَرات على الصلاة باستمرار من أجل كافّة أرواح الذين أساءوا إلى الله… خصوصًا بِمُعاناتنا، أي بِمبدأ حياة مصلوبة” وتُدرك قدّيستنا هذه المهمّة كـ ”وقوفٍ بين“ البشر والله، بين الخطأة والمسيح المصلوب لقد عاشت فيرونيكا المشاركة بالمحبّة المتألّمة لِيسوع بطريقة عميقة، وهي على يقين من أنّ “التألّم الفَرح” هو “مفتاح المحبّة” وهي توضِح أنّ يسوع تألّم من أجل خطايا البشر، ولكن أيضًا للمعاناة التي سيضطرّ المؤمنون إلى تحمّلها على مرّ القرون، في زمن الكنيسة، بسبب إيمانهم القويّ والمُلتزم تحديدًا وتكتب: “لقد أراه أبوه السرمديّ وأسمعه في تلك اللحظة كلَّ معاناةٍ كان عليهم أن يعانوها مُختاروه، أعزّ النفوس عليه، أي تلك التي من شأنها الاستفادة من دمه وكلّ آلامه” كما يقول الرسول بولس عن نفسه: “إنّي أفرح الآن بالآلام التي أُعانيها من أجلكم، وأُتِمُّ في جسدي ما نقص من مضايق المسيح، من أجل جسده الذي هو الكنيسة” (الرسالة إلى أهل كولوسّي ظ¢ظ¤،ظ،) وتوصّلت فيرونيكا لأن تطلب من يسوع أن تُصلَب معه: فتكتب “وفي لحظة، رأيت أنّ شُعاعات ساطعة خرجت من جراحه الخمس؛ وأتت كلُّها صوبي ورأيت هذه الشعاعات تصير كشعلات صغيرة. كانت هناك في أربع منها المسامير؛ وفي واحدة الحربة، كالذهب مشتعلة بكاملها: واخترقت قلبي، من جهة لأخرى… ومرّت المسامير يديَّ ورجليّ. شعرت بألمٍ كبير؛ ولكن في الألم نفسه، كنت أرى وأشعر بنفسي متحوّلةً كليًّا إلى الله” اقتنعت القدّيسة بالمشاركة منذ الآن في ملكوت الله، ولكنّها تبتهل في الوقت نفسه إلى جميع قدّيسي الوطن المُبارك كي يساعدوها في بذل ذاتها على الدرب الأرضيّ، بانتظار السعادة الأبديّة؛ هذا هو الطموح الثابت في حياتها وبالمقارنة مع وعظ تلك الأزمنة، الذي غالبًا ما كان يركِّز على “خلاص النفس” بِعبارات فرديّة، تُظهِر فيرونيكا حِسًّا “تضامنيًّا” قويًّا، في الشركة مع جميع الإخوة والأخوات في طريقهم نحو السماء، وتعيش وتصلّي وتتألّم من أجل الجميع أمّا الأشياء الأخرى، الأرضيّة، وإن كانت محطّ تقدير بالمعنى الفرنسيسكانيّ كَهبة من الخالق، فهي دائمًا نسبيّة، وخاضعة بالكامل لـ “ذوق” الله وتحت سِمة الفقر الجذريّ. توضِّح في الشركة المقدّسة بذلَها الكنسيّ، والعلاقة بين الكنيسة الحاجّة والكنيسة السماويّة. فتكتب: “جميع القدّيسين هم هنالك في السماء بفضل استحقاقات يسوع وآلامه؛ لكنّهم تعاونوا مع ربّنا في كلّ ما قام به، بحيث أنّ حياتهم كانت كلّها مُرتّبة، تنظِّمها أعماله نفسها” نجد في كتابات فيرونيكا العديد من الاستشهادات المأخوذة من الكتاب المقدّس، بشكلٍ غير مباشر أحيانًا، ولكن دائمًا في الوقت الملائم: فهي تكشف عن ألفتها بالكتابات المقدّسة، التي تقتات منها خبرتها الروحيّة. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ الأوقات القويّة لتجربة فيرونيكا الصوفيّة لا تنفصل أبدًا عن الأحداث الخلاصيّة التي تحتفل بها الليتورجيا، حيث لإعلان كلمة الله والاستماع مكانٌ خاصّ. فالكتاب المقدّس يُنير خبرة فيرونيكا وينقّيها ويُثبِّتها، فيجعلها خبرة كنسيّة. لكنّ خبرتها الخاصّة تحديدًا، المرتكزة إلى الكتاب المقدّس بِقوّة غير اعتياديّة، تقود من ناحية أُخرى إلى قراءة أعمق و“روحانيّة” أكثر للنصّ نفسه، فتدخل عمقه الخفيّ. إنّها لا تعبِّر بكلمات الكتاب المقدّس فحسب، بل تعيش أيضًا من هذه الكلمات، فتصبح حياة فيها تستشهد قديستنا كثيرًا، على سبيل المثال، بِقول بولس الرسول: “إذا كان الله معنا، فمَن علينا؟” (الرسالة إلى أهل روما ظ£ظ،،ظ¨) . وفيها يصبح استيعاب هذا النصّ البولسيّ، وثقتها الكبيرة هذه وفرحها العميق، أمرًا واقعًا في شخصها: تكتب “ارتبطت نفسي مع الإرادة الإلهيّة وأنا ترسَّختُ وثبتُّ حقًّا في إرادة الله، كان يبدو لي أنّني لن أبتعد عن إرادة الله هذه وَعدتُّ إلى نفسي بهذه الكلمات بالضبط: لا شيء يمكنه أن يفصلني عن إرادة الله، لا ضيق، ولا ألم، ولا شقاء، ولا ازدراء، ولا تجارب، ولا مخلوقات، ولا شياطين، ولا ظُلُمات، ولا حتّى الموت نفسه لأنّني، في الحياة وفي الموت، أريد كلّ شيء، وفي كلّ شيء، إرادة الله” وهكذا نحن في اليقين أيضًا بأنّ الموت ليس صاحب الكلمة الأخيرة، فنثبت في مشيئة الله و في الواقع، في الحياة إلى الأبد تبدو فيرونيكا، على وجه الخصوص، شاهدة شجاعة على جمال وقدرة المحبّة الإلهيّة، التي تجذبها وتنفذ إليها، وتُضرم نارها فيها. إنّها المحبّة المصلوبة التي انطبعت في جسدها، كما في جسد القدّيس فرنسيس الأسّيزي، مع ندبات يسوع. “يهمس إليّ المسيح المصلوب: يا عروستي، عزيزةٌ عليَّ التكفيرات التي تقومين بها من أجل الذين هم خارج نعمتي… ثمّ سحب ذراعه من عن الصليب وأومأ إليَّ أن أدنو إلى جنبه… ووجدت نفسي بين ذراعَي المصلوب. لا استطيع أن أُخبركم بِما شعرت به في تلك اللحظة: كان بودّي لو أبقى دومًا في جنبه الأقدس” إنّها أيضًا صورة عن دربها الروحيّ، وعن حياتها الداخليّة: البقاء في حضن المصلوب، والبقاء بالتالي في محبّة المسيح للآخرين. وعاشت فيرونيكا مع العذراء مريم أيضًا علاقة حميميّة عميقة، تشهد لها الكلمات التي سمعتها يومًا ما من السيدّة العذراء والتي دوّنتها في يوميّاتها: “أنا أرحْتُكِ في صدري، فحصلت على الاتّحاد بنفسي التي حملَتك وطارت بكِ إلى لدن الله” |
||||
21 - 09 - 2021, 11:30 AM | رقم المشاركة : ( 168 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
القديسة فيرونيكا جولياني
وُلِدت في منطقة وسط إيطاليا، وهي راهبة فرنسيسكانية. نالت سِمات الرب يسوع في جسدها، وقد انتقاها الاب بيو الكبوشي كشفيعته الخاصة وكان يدعوها “معلّمتي في القداسة”. ولِدَت سنة 1660، ودخلت الدير بعمر 17 سنة، ودعاها الأسقف يوم ترهُّبها بإسم فيرونيكا لأنه شعر بأنها ستتشبّه بالمسيح المتألم وتكون صورة أصيلة عنه. عاشت 50 سنة في حصن ديرها في مدينة كاستيلو، وحملت جراح المسيح لمدّة ثلاثين سنة وتوفّيَت في 9 يوليو عام1727. بعدما بقيَت الأم الرئيسة على الدير في السنوات العشرة الأخيرة من حياتها . كان يسوع رفيقها منذ طفولتها، السيدة العذراء كانت مرشدتها. حملت سمات المسيح، جرح يسوع قلبها ورسم فيه أدوات الصلب، كان ينزع قلبها من صدرها ويضع مكانه قلبه. وشاهد كاهنها المعرّف والأسقف جراحات يسوع وكانت تحتمل جميع آلام يسوع الخلاصية من نزاعه في بستان الزيتون وحتى موته على الصليب .. حملت في قلبها أحزان مريم السبعة. كانت تقرأ القلوب وتتنبأ بالأحداث المستقبلية. كان الرب يجري المعجزات على يدها.. من أقوال الرب يسوع لها: لقد انتظرت ولادتك منذ الأزل… أنتِ أحبّ عرائسي الى قلبي وقالت لها العذراء الكلّية الطهارة: أنتِ قلب قلبي وأعز بناتي .. هي القديسة الوحيدة التي بقيت سمات المسيح على جسدها بعد موتها. بأمر الطاعة لرؤسائها كتبت يومياتها (22.000 صفحة) تعتبر من أعظم المتصوّفين وأكثرهم قداسة. قيل عنها: إنها ليست قديسة وحسب إنها عملاقة في القداسة. ” إن القديسة فيرونيكا هي اسمى موضوع دراسة والأكثر ضرورة بعد الإنجيل . ” عُرِفَت بإختباراتها الصوفيّة الكثيرة العدد والنادرة الوجود في سيرة حياة المتصوِّفين حتى أن البابا لاوون الثالث عشر اعتبرها “اكثر نفس مزيّنة بالنعم الفائقة الطبيعة بعد والدة الله مريم العذراء .” جعلها الربّ يسوع ترى، ذات يوم، في لحظة انخطاف، نفوسًا ترتاح في قلبه الأقدس؛ وفهمت أنّها أنفس الذين سوف يجتهدون في المستقبل لتعريف العالم إلى سيرتها وكتاباتها. طوبى لكلّ الذين سيقومون في نشر الإكرام لهذه القديسة العظيمة لأنّهم لن يذيعوا مجدها فحسب، بل مجد ذاك الذي طابَ له أن يُظهر بواسطتها عظمته، وكم هو قديرٌ وسخيّ في عطاياه . تم اعلان قداستها يوم 26 مايو عام 1839 من قبل البابا غريغوريوس السادس عشر .. في عيدها (9 يوليو) دُشّنت أول كنيسة للقديسة فيرونيكا خارج ايطاليا – في لبنان التي اختارتها السماء لتكون الأرض التي منها تشعّ قداسة فيرونيكا . فلتكن صلاتها معنا .. Saint Veronica Giuliani - القديسة فيرونيكا جولياني سيرة حياة القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني نبذة مختصرة عن القديسة فيرونيكا جولياني |
||||
21 - 09 - 2021, 11:46 AM | رقم المشاركة : ( 169 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
تساعيّة القديسة فيرونيكا جولياني
تبدأ هذه التساعيّة في اليوم الأخير من شهر حزيران /يونيو، وتنتهي في الثامن من تمّوز/ يوليو، على ان نعيّد للقدّيسة فيرونيكا جولياني في التاسع من تموز. صلوات التساعية: أيّتها القدّيسة فيرونيكا المجيدة، يا من تمّ تثبيتك مرارًا وتكرارًا كـ "ابنة الآب، عروسة الابن، تلميذة الروح القدس"، أنت التي ضحّيت بذاتك للغاية لكيما يستطيع العالم أن يقدّم المجد والمديح وعرفان الجميل الذي يليق بالثالوث الأقدس، استحصلي، نرجوكِ، لبشريّة اليوم الناكرة الجميل والمتناسية لله، توبة صادقة، وانتزعي باستحقاقاتك أكبر عدد ممكن من الأنفس من درب الهلاك، لكيما، مؤمنين برحمة الله اللامتناهية، يستطيعون أن يتذوّقوا، ويرتّلوا ويمدحوا صلاحه الآن ومدى الأبديّة آمين. (لحظة صمت... أبانا، سلام، مجد) يا محاميتنا، يا من أراد المسيح أن تُعرَف حياتك وكتاباتك في العالم لتثبيت الإيمان، أنظري بحنوّ إلى الكنيسة المقدّسة وأبعدي عنها سرطان الإيديولوجيّات والأفكار اللاهوتيّة الخاطئة، معيدة إيّاها إلى طاعة واحترام الأب الأقدس وتعليم الكنيسة الكاثوليكيّة الرسميّ، متوسّلةً إلى عريسك وربّك بأن يرحمها، مانحًا النور للعديد من الرعاة والمؤمنين المصابين بعدوى التساهل والنسبيّة، لكيما يعودوا عن غيّهم ويعزّوا قلب يسوع الأقدس بخضوعهم المتواضع واتحادهم المسالم. (لحظة صمت... أبانا، سلام، مجد) يا ابنة الطاعة المقدّسة، يا من كنت تصلّين دومًا لحاجات الأب الأقدس الذي كنت تدعينه "المسيح على الأرض" دافعي وحامي، نوّري وشدّدي، نرجوكِ، الأب الأقدس وكافّة الأساقفة والكهنة الأمناء المتّحدين به، لكيما يستطيع، وقد تعزّى وتقوّى بصلاتهم واتحادهم، أن يقود سفينة بطرس الموكلة إليه، ويحملها سليمة إلى شاطئ قلب يسوع الأقدس الآمن، بواسطة قلب مريم الطاهر، يا ملجأ الخطأة ومعونة المسيحيّين. (لحظة صمت... أبانا، سلام، مجد) يا كليّة الشجاعة والسخاء، يا مُحبّة الكمال، نرجوك، بكنـز استحقاقاتك الكبيرة، أن تستنبطي دعوات رهبانيّة مقدّسة، كما علمانيّين حارّين يتحلّون بحياة صلاة عميقة، إماتة، تجرّد، رفض للملذّات العالميّة، أمناء لمواعيد المعموديّة، يعرفون أن يغتذوا بتقوى وعبادة على مائدة جسد المسيح وكلمته، عاشقي الطهارة، التواضع، العفّة، التوافق، أبناء حقيقيّين وتلاميذ ورسل لمريم، مكرّسين كليًّا لها كما قد كنتِ أنتِ بشكل رائع. (لحظة صمت... أبانا، سلام، مجد) يا ابنة مريم وتلميذتها، يا من أدركت بعمق دورها الجوهريّ كأمّ ومعلّمة في مسيرة النفس نحو العودة إلى إلهها والاتحاد به، تشفّعي لدى عريسك الإلهيّ، لكي يفتح عيون العالم على الحقيقة كلّها حول مريم، لكيما يتمّ تطبيق تكريس العالم، وكلّ جماعة وفرد لقلب مريم المتألّم والطاهر، سفينة العهد الجديد، ولكي يتمّ إعلان العقيدة الحاسمة لدورها الحقّ كوسيطة كلّ النِّعَم وكشريكة الفداء. (لحظة صمت... أبانا، سلام، مجد) Saint Veronica Giuliani - القديسة فيرونيكا جولياني سيرة حياة القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني نبذة مختصرة عن القديسة فيرونيكا جولياني |
||||
21 - 09 - 2021, 12:03 PM | رقم المشاركة : ( 170 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
الحقيقة المرعبة لجهنّم و الملائكة المتمردين-القديسة فيرونيكا جولياني
إنّ المجتمع العقلانيّ في عالم اليوم يميل إلى عدم الاعتقاد، حتّى الساعة، بالعديد من الحقائق الإيمانيّة غير المنظورة، لكي لا نقول بها كلّها؛ خصوصًا حقيقة وجود جهنّم والشياطين ككائنات مخلوقة. ودعاة العقلانيّة هؤلاء يؤمنون مرغمين بوجود الشرّ. حتّى بعض "المؤمنين" نجد لديهم ميلاً للتهرّب من التبصّر بهذه الحقائق، فهم يجزّئونها محاولين نفيها، وصولاً على عدم الاعتراف بوجود جهنّم أبديّة، معتبرين أنّها مكان خاوٍ، لا نار فيه، لا عذابات ولا آلام حقيقيّة. ومردّ اعتقادهم هذا مبنيّ على مفهوم خاطئ لإله رحوم لا يستطيع السماح بذلك، وهو مفهوم حاولنا دحضه سابقًا. إنّ نظرة واقعيّة إلى حياة القدّيسة فيرونيكا الغنيّة بالاختبارات في هذا المضمار، ترينا أنّ كتاباتها ما هي إلاّ صرخة دفاع عن التعليم الصحيح، تثبيتًا متينًا للإيمان ولتعليم الكنيسة. فكتاب اليوميّات مليء بصراعاتها مع الشياطين وبزياراتها لجهنّم ووصفها لها. الشياطين لقد عاينّا كيف أنّ الشيطان، منذ الأشهر الأولى، كان قد اتّخذ شكل فيرونيكا لكي يخلق بلبلة في صفوف الجماعة. ولم يطل الانتظار حتّى بدأ يهاجمها شخصيًّا. وما سنورده لاحقًا، ليس كلام القدّيسة فيرونيكا وحسب، بل أيضًا تصريحات لشهود موثوق بصدقهم، سوف يُدلون بها تحت طائلة القسم في دعوى التطويب. نقرأ في يوميّات بأنّ الشياطين كانت تنتزع من يديها الأباريق وأوائل أخرى، وتسكب المياه المغليّة عليها في المطبخ؛ وكانت تقتلع من يدها القلم، وتسكب الحبر، بينما تكتب اليوميّات. لم يكن لديها ليلة هادئة تقريبًا. كانت الشياطين تظهر لها بأعداد كبيرة، بأشكال مرعبة، مهدّدة، بلا حياء... كانت تعوي، تخور، تكفر... كأنّها تخرج روائح نتنة لدرجة تحملها على الغثيان والغيبوبة... كانت ترمي في صحنها قبضات من الشعر، العناكب، الفئران الميتة... كانت ترميها في النار... ترطمها بالحيطان، ترميها بحجارة ضخمة، ترفسها وتضربها بشكل غير معقول. أهي أشباح؟ تصوّرات؟ قد يعتقد أحدهم بذلك. لكن، في الحقيقة، لا شيء من هذا القبيل أبدًا. كانت الراهبات تارة يسمعن، وطورًا يرين. وعندما كان يحدث ذلك، كانت القدّيسة تشجّعهنّ وتطمئنهنّ. كم اضطررن أن يسرعن ليلاً إلى غرفتها، إلى أن سمحت السلطة بأن تنام إحدى الراهبات معها لكي لا تبقى وحدها. لكنّ القدّيسة لم تكن خائفة. كانت تتحدّى وتؤنّب أعداءها: "تعالوا، أُضربوني، أقتلوني؛ سعادتي هي بأن أتألّم لأجل إلهي... أيها الجبناء، تأتون بهذه الأعداد لمحاربة امرأة مسكينة مثلي!" في إحدى المرّات، ظهرت العذراء مريم الكليّة القداسة أثناء إحدى المعارك وقالت للشياطين الذين كانوا يبحثون عن الفرار: "ها هي ابنتي، ابنتي هي المسيطرة على جهنّم". كانوا يهاجمونها، عادة، عندما كانت تقوم بدورها كضحيّة وسيطة ومكفّرة، عندما كانت تصلّي وتمارس الإماتات لارتداد الخطأة. كانوا يصرخون: "أقلعي! أقلعي وإلاّ أذقناك عذابات جهنّم". آه! يا لقوّة الصلاة والإماتة. كانت الشياطين تسيء معاملتها أحيانًا لدرجة يتركونها معها كجرح واحد... كسروا رجلها في أحد الأيام، فبقيت معلّقة كخرقة. حملتها الراهبات إلى كرسي الاعتراف وهي على هذه الحالة، فشفيت للحال، لأنّ المعرّف فرض عليها طاعةً أن تطلب من الله الشفاء. عند نزاع الأخت لويزا الأخير، والتي كانت عدوّتها، كانت القدّيسة فيرونيكا ترى الشياطين آتية لتأخذ روحها وهي تصرخ: "إنّها لنا! إنّها لنا! الويل لك!" وكانت الأخت لويزا تمسك بيد فيرونيكا بجزع: "دافعي عنّي! خلّصيني!" فكانت هذه الأخيرة تصرخ: "إنّها لله"، تتوسّل: "يا إلهي، أُغرس في رأسي إكليل الشوك، لكن فضلاً أُعفُ عن هذه النفس...". والأخت أنجليكا التي أساءت معاملتها طيلة حياتها؛ بقيت القدّيسة ليلاً نهارًا إلى جانب سريرها، راكعة، مصليّة، دون أن تستند، مقدّمة ذاتها كمحرقة: "أيّها الربّ يسوع، كانت تتوسّل بينما الشياطين توسعها ضربًا، إعمل على أن تتكلّم دماؤك واستحاقاتك لصالح هذه النفس، إحصل على هذه النعمة من أبيك السماويّ! إنّي جاهزة لكلّ العذابات". بعد أيّام على هذا النحو، ارتمت أمام بيت القربان، بينما كان صوت حقود يزأر: "لقد انتصرتِ، لكنّك ستدفعين الثمن أيّتها البائسة"، ووثب عليها هرّ عملاق... أمّا المائتة، فلفظت أنفاسها الأخيرة بسلام بين يديها. جهنّم تراها فيرونيكا كلّ يوم تقريبًا، بهولها وعذاباتها. تزورها مرارًا، بحسب إرادة الله، يرافقها عادة ملاكاها الحارسان بشكل منظرو، ومريم الكليّة القداسة بشكل غير منظور. تصفها بأمر الطاعة في يوميّاتها. سننقل هنا قسمًا فقط من الرؤيا التي تمّت في السابع عشر من كانون الثاني 1716 فقط. ظهرت لها العذراء مريم ونقلتها عند أقدام الثالوث القدّوس؛ ثمّ أمرت الملائكة الحرّاس بأن يقتادوها بالروح إلى الهاوية: "لا تخافي يا ابنتي؛ إنّني معك". قالت: "وجدت نفسي بلمحة بصر في منطقة سفليّة سوداء منتنة. سمعت خوار جواميس وزئير أسود وفحيح أفاع وقصف رعود ترعب الأجواء. وكنت في الوقت عينه ألمح بروقًا صفراويّة تتلاعب وسط الدخان. وهذا ليس شيئًا بالنسبة لما سأراه فيما بعد. انتصب أمامي جبل عظيم مليء بالأصلال والأفاعي بأعداد هائلة معقودة بعضها ببعض، تتقلّب وتتلوّى عبثًا دون أن تستطيع الانفصال وسألتهم عن تلك الأصوات الكئيبة، فأعطوني جوابًا واحدًا: إنّها جهنّم العليا، أي جهنّم الخفيفة. فعلاً، فقد انشقّ الجبل بعد ذلك وانفتح جانباه، فرأيت فيه جمعًا كبيرًا من النفوس والشياطين المشبوكة بعضها ببعض بسلسلة من نار. وكانت الشياطين، الشبيهة بجواميس مرعبة وأحصنة مكدونة، تلقي من عيونها وأنوفها وأفواهها النيران، بينما أسنانها، وهي أشبه بخناجر من فولاذ، تعضّ النفوس وتقطّعها. فَعَلا صراخ حادّ، صراخ يائس... وانتصبت جبال أخرى أشدّ هولاً من هذا الجبل، أجوافها مسرح لعذابات شرسة يستحيل عليّ وصفها. ورأيت في قعر الهاوية عرشًا هائلاً مؤلّفًا من الشياطين الأكثر بشاعة رعبًا وهولاً، وفي الوسط رأيت كرسيًا مؤلّفًا من رؤساء الظلمات. هناك ينتصب الشيطان ببشاعته التي لا توصف. وكأنّ رأسه مؤلّف من مئة رأس، تعلوه حراب هائلة حيّة، على رأس كلّ منها عين مفتوحة محرقة تلقي أسهمًا من لهيب، تضرم حرارتها الجمر الجهنّمي وتهيّجه. يرى الشيطان جميع الهالكين، وهم بدورهم يرونه. وأعلمتني الملائكة بأنّ هذه الرؤية وجهًا لوجه مع الشيطان المرعب هي التي تسبّب عذابات جهنّم، كما أنّ رؤية الله وجهًا لوجه تتضمّن مباهج الفردوس. فالشيطان يلقي على عناصره الآلام والعذابات التي تلتهمهم. وعندما يقذف اللعنات والشتائم، يجعل الجميع يشتمون ويلعنون ويطلقون معه عواء اليأس. قلتُ لملائكتي: "كم من الوقت تدوم هذه العذابات؟" فأجابوني: "إلى الأبد، مدى الأبديّة!" وعندما أخرسني الرعب، رأيت أنّ الوسادة الحيّة لعرش لوسيفورس هي يهوذا بشخصه، يهوذا وبرفقته نفوس أخرى يائسة مثله. فسألت أدلائي: "من هي هذه النفوس؟" يا لهول الجواب! يا إلهي! قالوا: "هي نفوس رؤساء الكنيسة والمسؤولين الدينيّين"! ... أدركت أنّ حضوري يضاعف غضب الهالكين؛ أمّا أنا، فلولا مساعدة الملائكة، لا بل لولا مساعدة مريم نفسها الحاضرة معي بشكل غير منظور، لكنت قضيت من الرعب. والآن قد خيّم السكوت! لم أقل شيئًا. لا أستطيع أن أقول شيئًا. فإنّ كلّ ما يقوله الوعّاظ تجاه هذه الحقيقة التي لا يمكن التعبير عنها ليس شيئًا أبدًا أبدًا! سكوت، سكوت!...". ورأت نفوسًا كثيرة تتساقط كالمطر الهاطل في الهاوية المظلمة، مسرح الرعب. في رؤى أخرى، الربّ نفسه هو من أجابها بأنّ العذابات هي "على الدوام، مدى الأبديّة"، وأيضًا: "أنظري وتبيّني جيّدًا هذا الموضع الذي لن يكون له نهاية قط..." في وصوف أخرى أطول شرحًا، تصف المستويات السبع لجهنم، مع فئات الهالكين فيها... وبالأكثر، فقد رأت موضعًا أكثر هولاً، فيه الرهبان الذين خرقوا واحتقروا قوانينهم المقدّسة؛ كما رأت موضعًا آخر للكهنة الذين لم يكونوا أمناء لتعاليم الكنيسة، والذين بالتالي كانوا سببًا لهلاك العديد من النفوس. كانت عذابات تلك المواضيع مريرة للغاية... يا للعجب! لقد رأت أيضًا، في موضع على حدة، هالكين بالنفس والجسد! لقد أرعبها ذلك. فشرحت لها العذراء بأنّهم الذين كانوا قد باعوا نفسهم للشيطان بعهدٍ اختياريّ حرّ... يمكن كتابة صفحات طويلة، لكن يكفي هذا لنرى كم أنّ هذه الحقيقة الإيمانيّة كانت "أليفة" وواقعيّة في الحياة اليوميّة، وفي اختبار القدّيسة فيرونيكا، "تثبيتًا للإيمان"، وذلك لمن يبحث حقًّا، وبتواضع عن الحقيقة، راضخًا للأمر الواقع. Saint Veronica Giuliani - القديسة فيرونيكا جولياني سيرة حياة القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني نبذة مختصرة عن القديسة فيرونيكا جولياني |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|