21 - 03 - 2017, 03:49 PM | رقم المشاركة : ( 16931 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل من الضروري أن نفهم الإنجيل بالكامل لكي نذهب إلى السماء؟ هل يكفي أن نؤمن بالإنجيل حتى إن كنا لا نفهمه تماماً؟ الجواب: إن رسالة الإنجيل بسيطة وسهلة الفهم من جهة: المسيح مات وقام من الموت حتى يمكن أن نخلص نحن. إن الحقائق الأساسية لرسالة الإنجيل يسهل إدراكها. ولكن من جهة أخرى فإن رسالة الإنجيل هي واحدة من أعمق الحقائق الإلهية التي أعلنت للبشر: المسيح مات وقام حتى يمكن أن نخلص نحن. إن هذه الحقائق وما تحمله من مفاهيم لاهوتية عن الله من العمق بحيث يمكن أن تبقي أعظم اللاهوتيين يتأملون فيها ويدرسونها مدى الحياة. وفي ما يخص موضوع الخلاص، ما مدى عمق الفهم المطلوب لكي يسمى الإيمان "إيماناً" بالفعل؟ لا ننكر أن الإيمان للخلاص يتضمن قدر معين من الفهم. وهذا الفهم يكون متاحاً من خلال الكرازة بالإنجيل (متى 28: 18-20) بالإضافة إلى عمل الروح القدس في القلب (أعمال الرسل 16: 14). يصف الرسول بولس العملية التي تقود إلى الفهم الصحيح للإنجيل: الوعظ الذي يقود إلى السمع والذي بدوره يقود إلى الإيمان الذي يؤدي إلى طلب الرب للخلاص (رومية 10: 14). إن "السمع" يعني الفهم؛ فإذا لم يتم فهم الوعظ لا يكون قد تم "سماعه" حقاً. إن محتوى الوعظ الذي يجب فهمه هو الإنجيل. فمنذ البداية ركزت رسالة الرسل على موت وقيامة المسيح (أعمال الرسل 2: 23-24). هذه الرسالة لها الأولوية "أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلِاثْنَيْ عَشَرَ" (كورنثوس الأولى 15: 3-4). إن هذه الآيات تحتوي العناصر الأساسية للإنجيل والذي يركز على شخص المسيح وعمله: مات المسيح عن خطايانا، وقام ثانية من الأموات. ولا يخلص أحد دون إدراك هذه الحقيقة – والإتكال عليها. إن كل جوانب رسالة الإنجيل لها أهميتها. فإذا تم طمس أي من عناصر الإنجيل، يتلاشى الإيمان: فإذا لم ندرك أن يسوع هو إبن الله الذي بلا عيب، يصبح موته بلا فائدة من جهة خلاصنا. وإذا لم ندرك أن المسيح مات، فإننا منطقياً لن نفهم القيامة. وإذا لم ندرك سبب موته (من أجل خطايانا) فقد نرى أنفسنا بلا ذنب وبالتالي لا حاجة لنا إلى مخلص. وإذا لم ندرك أن المسيح قام من الموت، تفوتنا حقيقة المخلص الحي، ويكون إيماننا ميتاً (كورنثوس الأولى 15: 17). يقدم الكتاب المقدس أمثلة لمن وصلوا إلى قدر معين من المعرفة الروحية دون أن يحصلوا على الخلاص. وبعد أن فهم هؤلاء الأشخاص أساسيات الإنجيل وضعوا ثقتهم في المسيح وولدوا ثانية. الخصي الحبشي (أعمال الرسل 8: 26-39)، كرنيليوس (أعمال الرسل 10)، أبللوس (أعمال الرسل 18: 24-28)، والإثني عشر رجلاً في أفسس (أعمال الرسل 19: 1-7)، هؤلاء جميعاً كانت لهم خلفيات دينية، ولكن لحظة الخلاص كانت عندما وضعوا ثقتهم في المسيح – وكان لزاماً أن يسمعوا ويفهموا محتوى رسالة الإنجيل أولاً. ولكن، ليس من الضروري أن نفهم كل محتوى الإنجيل لكي نحصل على الخلاص. في الواقع يستحيل إدراك وفهم محتوى ملء الإنجيل هنا على الأرض. ومن المفارقة أننا نجتهد لكي نعرف "مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ" (أفسس 3: 19). ولكننا لن ندرك أبداً غنى نعمة الله بصورة كاملة: "يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الِاسْتِقْصَاءِ!" (رومية 11: 33). فمثلاً، لا نحتاج أن نفهم وحدة الثالوث لكي نخلص. ولا نحتاج إلى ترديد تعريف الكفارة لكي نخلص. ولا نحتاج إلى معرفة معنى التبرير أو الفداء أو التقديس لكي ندخل السماء. إن معرفة هذه الأمور تأتي مع الوقت ومع دراسة كلمة الله، ولكنه ليس من الضروري أن نفهمها في لحظة الخلاص. فإننا نشك أن اللص على الصليب كان يدرك معنى عقيدة الخلاص عندما إلتفت إلى الرب قائلاً: "اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ" (لوقا 23: 42). إن رسالة الإنجيل بسيطة حتى أن طفل يستطيع أن يفهمها. وقد أكد المسيح أن الخلاص متاح حتى للصغار بقوله: "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ" (مرقس 10: 14). فمجداً للرب، إن الأطفال يستطيعون أن يفهموا رسالة إنجيل المسيح. وأيضاً، نؤمن أن الله يقدم نعمته إلى الذين لا يمتلكون القدرة الذهنية لإستيعاب رسالة الإنجيل. لهذا، فإنه لكي نذهب إلى السماء يجب أن "نؤمن بالرب يسوع المسيح" (أعمال الرسل 16: 31). أي أننا يجب أن نثق في تضحية قدوس الله الذي مات بدلاً عنا وقام ثانية في اليوم الثالث. أما الذين يؤمنون في إسم المسيح يعطيهم الله "سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ" (يوحنا 1: 12). إن الإنجيل بهذه البساطة – وهذا العمق أيضاً. |
||||
21 - 03 - 2017, 03:50 PM | رقم المشاركة : ( 16932 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو التمجيد؟ الجواب: الإجابة المختصرة هي أن "التمجيد" هو الإنتزاع النهائي للخطية من حياة القديسين (أي: كل الذين خلصوا) في الأبدية (رومية 8: 18؛ كورنثوس الثانية 4: 17). فعند مجيء المسيح مرة أخرى، يستعلن فينا مجد الله (رومية 5: 2) – أي كرامته وتسبيحه وعظمته وقداسته؛ وبدلاً من كوننا بشراً فانيين مثقلين بطبيعة الخطية سوف نتغير لنصبح خالدين ومقدسين ولنا حرية الدخول إلى محضر الله ونتمتع بالشركة معه طوال الأبدية. وعندما نتأمل في التمجيد يجب أن نركز على المسيح، لأنه هو "الرجاء المبارك" لكل مؤمن؛ وأيضاً، يمكن أن نعتبر التمجيد النهائي هو اتمام التقديس. يجب أن ينتظر التمجيد النهائي إعلان مجد إلهنا العظيم ومخلصنا يسوع المسيح (تيطس 2: 13؛ تيموثاوس الأولى 6: 14). فنحن مثقلين بالخطية ورؤيتنا الروحية مشوهة بسبب اللعنة، حتى مجيئه ثانية. "فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ" (كورنثوس الأولى 13: 12). يجب أن نثابر كل يوم في الروح على إماتة ما هو "بالجسد" (خطية) فينا (رومية 8: 13). فكيف إذاً سنتمجد في النهاية؟ عند البوق الأخير، ومجيء المسيح، سوف يختبر القديسين تغييراً فورياً وجوهرياً ("كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ" – كورنثوس الأولى 15: 51، 52)؛ ثم هذا "الفاسد" يلبس "عدم فساد" (كورنثوس الأولى 15: 53). ولكن رسالة كورنثوس الثانية 3: 18 تشير بوضوح أننا "جَمِيعاً"، في الوقت الحاضر، "نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ"، وأننا نتغير إلى صورته "مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ" (كورنثوس الثانية 3: 18). ولئلا يعتقد أحد أن هذا النظر وهذا التغيير (كجزء من عملية التقديس) هو شيء يقوم به القديسين بصورة خاصة، فإن الكتاب المقدس يضيف هذه المعلومة "كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ". أي أنها بركة ممنوحة لكل المؤمنين. وهذا لا يشير إلى التمجيد النهائي، بل إلى أحد جوانب التقديس حيث يغيرنا الروح القدس هنا والآن. له المجد من أجل عمله في تقديسنا بالروح والحق (يهوذا 24-25؛ يوحنا 17: 17؛ 4: 23). يجب أن نفهم ما يعلمنا إياه الكتاب المقدس عن طبيعة المجد – سواء مجد الله الفائق أو نصيبنا من المجد عند مجيئه. لا يشير مجد الله فقط إلى النور الذي لا يمكن الإقتراب إليه والذي يسكن فيه الرب (تيموثاوس الأولى 6: 15-16)، ولكن أيضاً كرامته (لوقا 2: 13) وقداسته. إن الشخص الذي يشير إليه مزمور 104: 2 هو نفس الإله المذكور في تيموثاوس الأولى 6: 15-16؛ وهو لابس "مَجْداً وَجَلاَلاً"، ويغطي نفسه بـ "النُّورَ كَثَوْبٍ" (مزمور 104: 1، 2؛ 93: 1؛ أيوب 37: 22؛ 40: 10). عندما يأتي المسيح ثانية في مجده العظيم لكي يدين العالم (متى 24: 29-31؛ 25: 31-35)، سوف يفعل هذا كالإله الوحيد الذي له وحده السلطان الأبدي (تيموثاوس الأولى 6: 14-16). إن المخلوقات لا تجروء على النظر إلى بهاء مجد الله؛ مثل حزقيال (حزقيال 1: 4-29) وسمعان بطرس (لوقا 5: 8)، وقد إنهار إشعياء بإزدرائه لنفسه في محضر الله القدوس. فإنه بعد أن أعلن السرافيم "قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ!" قال إشعياء: "وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ." (إشعياء 6: 3، 5). وحتى السرافيم أظهرت أنها لا تستحق النظر إلى المجد الإلهي وغطت وجهها بأجنحتها. قد يقال أن مجد الله "ثقيل" أو "ذو ثقل"؛ المعنى الحرفي للكلمة العبرية kabod هو "ثقيل أو يمثل عبئاً"؛ وفي أغلب الأحيان تستخدم هذه الكلمة في الكتاب المقدس كتعبير مجازي (مثال: "مثقل بالخطية")، ومن هنا تأتي فكرة "ثقل" الشخص ذو الشأن، أو التأثير، أو الجدير بالإحترام. عندما تجسد الرب يسوع، فإنه أظهر "ثقل" قداسة الله وملء نعمته وحقه ("وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً". يوحنا 1: 14؛ 17: 1-5). إن المجد الذي أعلنه المسيح المتجسد يلازم خدمة الروح القدس (كورنثوس الثانية 3: 7)؛ إنه ثابت ولا يتغير (إشعياء 4: 6-7؛ أيوب 14: 2؛ مزمور 102: 11؛ 103: 15؛ يعقوب 1: 10). كانت إظهارات مجد الله السابقة مؤقتة، مثل مجد الله الزائل عن وجه موسى. لقد غطى موسى وجهه حتى لا يرى شعب إسرائيل الذين تقست قلوبهم أن المجد زائل (كورنثوس الثانية 3: 12)، ولكن في حالتنا فقد أزيل الحجاب من خلال المسيح، ونحن نعكس مجد الله ونسعى بالروح لكي نتمثل به. طلب الرب يسوع، في صلاته كرئيس كهنتنا الأعظم، أن يقدسنا الله بحقه (أي يجعلنا مقدسين؛ يوحنا 17: 17)؛ والتقديس أمر ضروري لكي نرى مجد المسيح ونكون في شركة أبدية معه (يوحنا 17: 21-24). "أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ" (يوحنا 17: 24). إذا كان تمجيد القديسين يتم حسب النموذج المعلن في الكتاب المقدس، فلا بد أنه يتضمن مشاركتنا في مجد (أي: قداسة) الله. وفقاً لرسالة فيلبي 3: 20-21 فإن مواطنتنا هي في السماء، وعندما يأتي مخلصنا ثانية سوف يغير جسد تواضعنا "لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ". رغم أنه لم يعلن بعد ما سنكون عليه، إلا أننا نعلم أنه عندما يأتي ثانية في مجد عظيم، سنكون مثله، لأننا سنراه كما هو (يوحنا الأولى 3: 2). سوف نتغير كلية إلى صورة ربنا يسوع المسيح ونصير مثله في أننا كبشر سوف نتحرر من الخطية وعواقبها. سوف يدفعنا الرجاء المبارك إلى القداسة، بقوة الروح القدس. "وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هَذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ" (يوحنا الأولى 3: 3). |
||||
21 - 03 - 2017, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 16933 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا لا يكفي كونك إنساناً صالحاً لكي تدخل السماء؟ الجواب: لو سألت غالبية الناس "ماذا تفعل لكي تدخل السماء؟" (في حالة إيمانهم بالسماء أو الحياة الأبدية)، ستكون الإجابة الغالبة ما معناه: "كن إنساناً صالحاً". إن غالبية الديانات والفلسفات العالمية، إن لم يكن كلها، قائمة على النظم الأخلاقية. فإن العقيدة الشائعة سواء في الإسلام أو اليهودية أو العلمانية هي أن دخول السماء يعتمد على كونك إنساناً صالحاً – أن تتمم الوصايا العشر أو تعاليم القرآن أو القاعدة الذهبية. ولكن هل هذا ما تعلمنا إياه المسيحية؟ هل المسيحية مجرد واحدة من ديانات العالم التي تعلمنا أن صلاح الإنسان يوصله إلى السماء؟ دعونا ندرس ما جاء في متى 19: 16-26 لنجد بعض الإجابات؛ إنها قصة الشاب الغني. أن أول ما نلاحظه في هذه القصة هو أن الشاب الغني طرح السؤال الصحيح: "ماذا أفعل لكي أرث الحياة الأبدية؟" وهو بهذا السؤال يعترف بحقيقة أنه بالرغم من كل مجهوداته حتى تلك اللحظة، لا زال ينقصه شيء، وهو يريد أن يعرف ماذا ايضاً يستطيع أن يفعل لكي يحصل على الحياة الأبدية. ولكن، رغم أنه طرح السؤال الصحيح، إلا أنه يأتي بمفهوم خاطيء – أي مفهوم الإستحقاق ("ماذا يجب أن أفعل...")؛ لقد فشل في إدراك المعنى الحقيقي للناموس، الذي وضحه له المسيح، وهو أن الناموس كان بمثابة مرشد للناس حتى يأتي المسيح (غلاطية 3: 24). الأمر الثاني الذي نلاحظه هو إجابة المسيح على السؤال. لقد أجابه المسيح بسؤال: لماذا تدعوني صالحاً؟ أي أن المسيح يحاول أن يصل إلى لب الموضوع، فلا يوجد من هو صالح أو من يعمل صلاحاً سوى الله. وكما ذكرنا سابقاً، كان الرجل يفكر بناء على فرضية خاطئة: الإنسان يستطيع أن يفعل ما هو صالح لكي يمكنه الدخول إلى السماء. ولتوضيح هذه النقطة قال المسيح أنه إذا أراد الحياة الأبدية عليه أن يحفظ الوصايا. إن المسيح بهذا القول لا ينادي بالبر القائم على الأعمال. بل يقدم تحدياً للمسلمات التي يؤمن بها الشاب عن طريق إظهار فهمه السطحي للناموس والقدرة البشرية. وكانت إجابة ذلك الشاب كاشفة. عندما قيل له أن يحفظ الناموس، سأل المسيح: " أَيَّةَ الْوَصَايَا؟"، فإستمر المسيح بلطف في إظهار خطأ طريق الشاب وقدم له القائمة الثانية من الوصايا، أي الوصايا المتعلقة بالعلاقات مع الآخرين. وهنا نكاد نلمس الإحباط في رد فعل الشاب إذ يقول للمسيح أنه حفظ جميع هذه الوصايا منذ حداثته. وفي هذا يوجد أمرين: أولاً، المفارقة في إجابة الشاب. لأنه كسر الوصية الخاصة بشهادة الزور بقوله أنه حفظ جميع هذه الوصايا منذ حداثته. فلو كان صادقاً بالفعل، لكان قد قال أنه بالرغم من إجتهاده في حفظ الوصايا إلا أنه يفشل في ذلك كل يوم. كان لديه مفهوم سطحي للغاية عن الناموس، ورؤية متضخمة لقدراته الخاصة. ثانياً، أنه كان لا زال يعلم أنه ليس صالحاً بالقدر الكافي، فسأل المسيح: " مَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ؟" وهنا يواجه المسيح البر الذاتي لدى هذا الشاب. ويقول له أنه إذا أراد أن يكون كاملاً، عليه أن يبيع كل أملاكه ويأتي ليتبعه. لقد قام المسيح بتشخيص ما "أعوز" الشاب بكل دقة – تمسكه بأملاكه. كانت أملاك الشاب قد صارت وثناً في حياته. ومع أنه زعم أنه حفظ كل الوصايا، إلا أنه في الحقيقة لم يستطع أن يحفظ الوصية الأولى: أن لا يكون له آلهة أخرى أمام الرب! فأدار الشاب الغني ظهره للمسيح وسار مبتعداً. كانت ثروته هي إلهه الذي إختاره من دون المسيح. وهنا يلتفت المسيح إلى تلاميذه لكي يعلمهم هذا المبدأ: " وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ". كان هذا صادماً للتلاميذ الذين كانوا يعتقدون أن الغنى علامة على بركة الله. ولكن المسيح أوضح لهم أن الغنى يمكن أن يكون عقبة لأنه يمكن أن يغذي الإكتفاء الذاتي لدى الإنسان. فسأله التلاميذ: "إِذاً مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟" فأجابهم المسيح بأن ذكرهم بأن الخلاص هو من الله: "هَذَا عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ". من يستطيع أن يخلص؟ لو أن الأمر متروك للإنسان وحده، لن يخلص أحد! لماذا لا يكفي أن تكون إنساناً صالحاً لكي تدخل السماء؟ لأنه لا يوجد إنسان "صالح"؛ يوجد واحد فقط هو الصالح وهو الله نفسه. يقول الكتاب المقدس أن الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله (رومية 3: 23). كذلك يقول الكتاب أن أجرة الخطية هي موت (رومية 6: 23). ولكن شكراً لله أنه لم ينتظر حتى نتعلم كيف نكون "صالحين"؛ بل ونحن في خطايانا مات المسيح لأجل الخطاة (رومية 5: 8). إن الخلاص لا يعتمد على صلاحنا نحن بل على صلاح المسيح. إذا إعترفنا بفمنا أن المسيح رب وآمنا بقلوبنا أن الله أقامه من الأموات، نخلص (رومية 10: 9). هذا الخلاص بالمسيح هو عطية غالية، ومثل أية عطية لا يمكن كسبها (رومية 6: 23؛ أفسس 2: 8-9). إن رسالة الإنجيل هي أننا لا يمكن أن نكون صالحين بما يكفي لدخول السماء. يجب أن ندرك أننا خطاة ويعوزنا مجد الله ويجب أن نطيع الوصية بالتوبة عن خطايانا والثقة في يسوع المسيح. المسيح وحده هو الصالح الذي يستحق السماء، وهو يمنح بره لمن يؤمنون بإسمه (رومية 1: 17). |
||||
21 - 03 - 2017, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 16934 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا يقول الكتاب المقدس عن خلاص أهل البيت؟ الجواب: إن خلاص أهل البيت هو الفكرة القائلة بخلاص عائلات بأكملها مرة واحدة. ويتم خلاص العائلة بأكملها من خلال إيمان رب الأسرة. فإذا أعلن الأب أو رب الأسرة إيمانه كمسيحي، فإنه يكون رأساً لبيت مسيحي – ويصبح أفراد عائلته مسيحيين تلقائياً بناء على قرار الأب/الزوج. ووفقاً لمفهوم خلاص أهل البيت، فإن الله يخلص العائلة بأكملها وليس فقط الفرد الذي يعلن إيمانه. يجب أن يبدأ فهمنا لتعاليم الكتاب المقدس حول خلاص أهل البيت من معرفة ما يقوله الكتاب المقدس عن الخلاص بصورة عامة. نحن نعلم أنه يوجد طريق واحد للخلاص، وهو من خلال الإيمان بيسوع المسيح (متى 7: 13-14؛ يوحنا 6: 67-68؛ 14: 6؛ أعمال الرسل 4: 12؛ فيلبي 2: 8). كما نعلم أن الأمر بالإيمان موجه إلى الأفراد وأن الإيمان نفسه عمل شخصي. لهذا، فإن الخلاص يكون فقط للأفراد الذين يؤمنون بالمسيح شخصياً. الإيمان بالمسيح ليس أمراً يمكن أن يفعله الأب من أجل أولاده أو بناته. فحقيقة إيمان أحد أفراد العائلة لا تضمن أن الآخرين يؤمنون أيضاً. إن المسيح نفسه يقول أن الإنجيل أحياناً يقسم العائلات. ففي متى 10: 34 – 36 يقول المسيح: "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ." إن هذه الكلمات تدحض تماماً فكرة خلاص أهل البيت. إذا كان الناس يخلصون كأفراد، فكيف نفسر المقاطع الكتابية التي يبدو أنها تحمل وعداً بخلاص أهل البيت؟ كيف يمكن أن يتم التوفيق بين حاجة الأفراد إلى الإيمان لكي يخلصوا وآيات مثل أعمال الرسل 11: 14؟ في ذلك المقطع، يوجد وعد لكرنيليوس بخلاص أهل بيته. أولاً، مثلما هو الحال في أي مقطع كتابي، يجب أن نضع في الإعتبار نوع السفر الذي وردت فيه الآية. وفي هذه الحالة وردت في سفر أعمال الرسل الذي هو سرد تاريخي لأحداث حقيقية. ومن المباديء المتعلقة بتاريخ الكتاب المقدس أننا لا نستطيع تطبيق حدث معين تلقائياً في كل مناسبة. فمثلاً، قام شمشون بخلع أبواب المدينة وحملها وصعد بها على التل (قضاة 16: 3)، ولكن هذا لا يعني أننا إذا لم نقص شعرنا سوف نتمكن من القيام بأعمال قوة كهذه. وبالنسبة لأعمال الرسل 11، إن حقيقة وعد الله لكرنيليوس بخلاص أهل بيته لا تعني أن نفس الوعد ينطبق على جميع البيوت عبر الزمن. بكلمات أخرى، إن أعمال الرسل 11: 14 كان وعداً محدداً لشخص معين في وقت معين. فيجب أن نتوخى الحذر في تفسيرنا لمثل هذه الوعود بأنها وعود عامة؛ ولا يجب أن نفصلها عن سياقها التاريخي. ثانياً، من المهم ملاحظة كيفية تحقيق الله لهذا الوعد بالنسبة لكرنيليوس. في أعمال الرسل 10 رحب كرنيليوس ببطرس في بيته قائلاً: "الآنَ نَحْنُ جَمِيعاً حَاضِرُونَ" (أعمال الرسل 10: 33). بكلمات أخرى، كان كل أهل بيت كرنيليوس مجتمعين لكي يسمعوا كل ما يعظ به بطرس. وسمعوا جميعهم رسالة الإنجيل وتجاوبوا معها. لقد آمن كل أهل بيت كرنيليوس وإعتمدوا (أعمال الرسل 11: 15-18). وهذا هو بالضبط ما وعد به الله. فلم يخلص أهل بيت كرنيليوس لأنه هو آمن، بل لأنهم هم آمنوا. مقطع آخر يحمل موعد خلاص أهل البيت موجود في أعمال الرسل 16: 31. هنا يسأل سجان فيلبي بولس وسيلا قائلاً: "يَا سَيِّدَيَّ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟" فيجيبه الرسولين: "آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ - أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ". مرة أخرى نقول أن هذا الوعد أعطي لشخص معين في سياق خاص؛ ولكن هذا السياق يحمل وعداً إضافياً واضح أنه عام ويتخطى الزمان والظروف. ذلك الوعد ليس هو خلاص أهل البيت، بل هو وعد يتفق مع كل الآيات الكتابية التي تتحدث عن الخلاص. إنه الوعد بأنك إذا آمنت بالرب يسوع "ستخلص". وهنا أيضاً، حصل خلاص أهل بيت السجان نتيجة سماعهم كلمة الله وتجاوب كل فرد معها بالإيمان: فإن بولس وسيلا "كَلَّمَاهُ وَجَمِيعَ مَنْ فِي بَيْتِهِ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ" (أعمال الرسل 16: 32). لقد سمعت العائلة بأكملها رسالة الإنجيل. وقد خلصوا جميعهم، حسب وعد الرب، ولكن خلاصهم لم يكن لكونهم ضمن أهل بيت السجان؛ لقد خلصوا لأنهم هم آمنوا بالإنجيل. الآية الثالثة التي يستند عليها البعض في تعليم خلاص أهل البيت هي كورنثوس الأولى 7: 14 "لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ - وَإِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ. وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ". للوهلة الأولى يبدو أن هذه الآية تقول أن الزوج/الزوجة غير المؤمن يمكن أن يخلص على أساس إيمان شريك حياته في المسيح. وكذلك يبدو أنها تقول أن أولادهم مقدسين أمام الله لأن أحد والديهم نال الخلاص. ولكن تلك النتيجة غير متفقة مع تعاليم الكتاب المقدس. ففي هذا السياق لا تشير كلمة "مقدس" إلى الخلاص أو التقديس أمام الله. بل تشير إلى قداسة علاقة الزواج نفسها. قال بولس أن المؤمنين لا يجب أن "يكونوا تحت نير" مع غير المؤمنين (كورنثوس الثانية 6: 14). وكان البعض في الكنيسة يخشون أنهم يعيشون في الخطية بما أن أزواجهم كانوا غير مؤمنين – وأن زواجهم "غير مقدس" وأن أولادهم من تلك الوحدة غير شرعيين. وهنا يخاطب بولس مخاوفهم: فالمؤمنين الذين هم بالفعل متزوجين من غير مؤمنين يجب أن يظلوا متزوجين طالما رضى غير المؤمن بذلك. ولا يجب أن يسعوا للطلاق؛ فعلاقة الزواج مقدسة (أمام الله) بناء على إيمان الطرف المؤمن. وبالمثل فإن الأطفال في ذلك الزواج هم أبناء شرعيين في نظر الله. إن حقيقة كون رسالة كورنثوس الأولى 7: 14 لا تتكلم عن خلاص أهل البيت واضحة في سؤال بولس الوارد في كورنثوس الأولى 7: 16 "لأَنَّهُ كَيْفَ تَعْلَمِينَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ هَلْ تُخَلِّصِينَ الرَّجُلَ؟ أَوْ كَيْفَ تَعْلَمُ أَيُّهَا الرَّجُلُ هَلْ تُخَلِّصُ الْمَرْأَةَ؟" فإذا كان مبدأ خلاص أهل البيت صحيحاً تكون الزوجة مخلصة بالفعل (على أساس خلاص الزوج)؛ ولم يكن بولس بحاجة إلى الإشارة إلى خلاصها في المستقبل. لا يعدنا الكتاب المقدس بخلاص أهل البيت. ولكن هذا لا يعني أن الوالد أو الوالدة الأتقياء ليس لهم تأثير روحي عميق على أبناءهم. إن رب الأسرة هو الذي يحدد طريق أهل بيته من جوانب عديدة، ومنها الجانب الروحي. يجب أن نرجو بشدة ونصلي ونعمل من أجل خلاص عائلاتنا. توجد أوقات كثيرة يصبح فيها إله إبراهيم هو إله سارة أيضاً ثم إله إسحق وبعد ذلك إله يعقوب. قال تشارلز سبرجون "رغم أن النعمة لا يتم توارثها بالدم، والتجديد لا يتوارث بالولادة، ولكن يحدث كثيراً أن الله يستخدم أحد أفراد العائلة لكي يجتذب البقية إليه. فهو يدعو الفرد، ثم يستخدمه كنوع من الطعم الروحي لكي يشد باقي العائلة إلى شبكة الإنجيل." |
||||
21 - 03 - 2017, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 16935 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا كان جزاء خطايانا هو الأبدية في الجحيم، فكيف دفع موت المسيح جزاء خطايانا دون أن يقضي الأبدية في الجحيم؟ الجواب: لو أننا نظرنا إلى المسيح بإعتباره مجرد إنسان، يكون من الطبيعي أن نطرح هذا السؤال. ولكن سبب عدم قضاء المسيح الأبدية في الجحيم هو أنه ليس إنساناً، ولكنه الله المتجسد. فقد أخذ الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس جسداً وعاش بين الناس في صورة إنسان. ولكنه لم يكن مثل سائر البشر لأن له طبيعة الله – القدوس الكامل الأزلي. وتشهد عدة مقاطع كتابية لهذه الحقيقة، مثل المقطع الأول في إنجيل يوحنا. حيث نقرأ ما يلي: " فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ... وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً" (يوحنا 1: 1-3، 14). إن هذا المقطع يقدم شهادة واضحة أن الكلمة الأزلي، الذي هو من البدء عند الله وهو نفس جوهر الله، أخذ جسداً بشرياً وجعل مسكنه (خيمته) بيننا. كما يقول الرسول بولس عن المسيح: " فَإِنَّهُ فِيهِ (المسيح) يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً". (كولوسي 2: 9). مع وضع هذه النقطة في الإعتبار، دعونا ندرس السؤال بأكثر عمق. بالطبع صحيح أن جزاء/عقوبة خطايانا هي الأبدية في الجحيم. يقول الكتاب المقدس أن الجميع أخطأوا (رومية 3: 23) وأن أجرة الخطية هي الموت (رومية 6: 23). يقول سفر الرؤيا أن جميع من لا توجد أسماؤهم في سفر الحياة سوف يطرحون في بحيرة النار حيث يتعذبون "إلى أبد الآبدين" (رؤيا 20: 10، 15). ولكن كيف يمكن أن يكفر موت المسيح عن خطايا جميع الناس؟ وهنا يلزم أن نشرح كيف أن المسيح هو الله المتجسد. لو كان المسيح مجرد إنسان (وله خطاياه)، فإن موته لن يكفر حتى عن خطاياه هو، بغض النظر عن خطايا الآخرين. ولكن المسيح ليس مجرد إنسان؛ إنه الله في جسد إنسان. وكإنسان يستطيع أن يضع نفسه مكان من ضحى بنفسه من أجلهم. ولكونه إنسان بلا خطية، فيمكن أن يكفر عن خطايا البشر دون أن تكون هناك حاجة للتكفير عن خطاياه هو. وأخيراً، لأنه هو الله فهو يستطيع أن يستوفي متطلبات غضب الله بسبب خطايانا. إن الخطية ضد الإله غير المحدود يجب أن يدفع ثمنها بلا حدود. لهذا يجب أن يكون ثمن خطايانا بلا حدود. ويوجد خيارين فقط لكي يستوفى هذا الثمن الذي بلا حدود. فإما أن يدفع كائن محدود (الإنسان) ثمن خطاياه لفترة غير محدودة من الزمن، أو أن يقوم كائن غير محدود (المسيح) بدفع الثمن مرة وإلى الأبد من أجل كل الناس عبر الزمان. لا توجد خيارات أخرى. إن الخطية ضد الإله غير المحدود في القداسة تتطلب ثمناً غير محدود بالمثل، وحتى الأبدية في الجحيم لن تصرف غضب الله البار القدوس وغير المحدود ضد الخطية. فيستطيع كائن إلهي فقط أن يتحمل غضب الله القدوس على خطايانا. وكذلك يلزم أن يأخذ كائن إلهي غير محدود مكان البشر حتى يرضى غضب الله. لهذا فإن المسيح المتجسد هو المخلص الوحيد المتاح. |
||||
21 - 03 - 2017, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 16936 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما سبب أهمية عقيدة التبرير بالإيمان؟ الجواب: إن عقيدة التبرير بالإيمان هي ما يميز المسيحية الكتابية عن الأنظمة العقائدية الأخرى. ففي كل الديانات، بل وبعض طوائف ما يسمى "المسيحية"، يعتمد الإنسان على أعماله في الوصول إلى الله. ولكن في المسيحية الكتابية الحقيقية فقط يخلص الإنسان نتيجة النعمة من خلال الإيمان. وعندما نرجع إلى الكتاب المقدس نرى أن التبرير هو بالإيمان وليس بالأعمال. إن كلمة تبرير تعني "إعلان أن شخص بار أو المعاملة على أنه بار". وبالنسبة للمؤمن فإن التبرير هو عمل يقوم به الله ليس فقط لغفران خطايا المؤمن بل أيضاً لإكسابه بر المسيح. يقول الكتاب المقدس في عدة مواضع أن التبرير يأتي فقط بالإيمان (مثال: رومية 5: 1؛ غلاطية 3: 24). إن التبرير لا يكتسب من خلال الأعمال؛ بل إن بر المسيح هو الذي يغطينا (أفسس 2: 8؛ تيطس 3: 5). وإذ يتم إعلان أن الشخص المؤمن هو بار، فهو بهذا يتحرر من ذنب الخطية. إن التبرير هو عمل الله التام، وهو عمل فوري، أما التقديس فهو عملية نمو مستمر تجعلنا نصير على صورة المسيح (أي عملية "الخلاص" ، كورنثوس الأولى 1: 18؛ تسالونيكي الأولى 5: 23). ويأتي التقديس بعد التبرير. من المهم أن يفهم الشخص المسيحي عقيدة التبرير. أولا، إن إدراكنا لمعنى التبرير والنعمة هو ما يدفعنا للأعمال الصالحة والنمو الروحي؛ وهكذا يقود التبرير إلى التقديس. أيضاً، كون التبرير هو عمل الله التام يعني أن المؤمنين لديهم تأكيد بخلاصهم. فالمؤمنين لديهم البر الضروري للحصول على الحياة الأبدية في نظر الله. عندما يتبرر الإنسان، لا يوجد شيء آخر يحتاجه لكي يدخل السماء. وبما أن التبرير يأتي بالإيمان في المسيح، وبناء على عمله هو نيابة عنا، فإن أعمالنا لا تصلح كوسيلة للحصول على الخلاص (رومية 3: 28). توجد أنظمة دينية عديدة لها عقائد لاهوتية معقدة تنادي بالعقيدة الخاطئة عن التبرير بالأعمال. ولكنهم بهذا يقدمون "...إِنْجِيلٍ آخَرَ... يُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ" (غلاطية 1: 6-7). لا نستطيع أن نفهم عطية نعمة الله المجيدة حقاً دون أن نفهم التبرير بالإيمان وحده – إذ تكون عطية الله التي لا نستحقها "مستحقة" في أذهاننا، ونعتقد أننا نستحق الخلاص. إن عقيدة التبرير بالإيمان تساعدنا في الحفاظ على "الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ" (كورنثوس الثانية 11: 3). كما أن التمسك بالتبرير بالإيمان يحفظنا من تصديق كذبة أننا يمكن أن نكسب دخولنا إلى السماء. لا يوجد طقس أو فريضة أو عمل يجعلنا مستحقين بر المسيح. فقد منحنا الله قداسة إبنه بنعمته إستجابة لإيماننا به فقط. يقول كل من العهدين القديم والجديد "الْبَارُّ بِإِيمَانِهِ يَحْيَا" (حبقوق 2: 4؛ رومية 1: 17؛ غلاطية 3: 11؛ عبرانيين 10: 38). |
||||
21 - 03 - 2017, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 16937 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو خلاص الربوبية؟ الجواب: إن عقيدة خلاص الربوبية تقول بأن الخضوع لربوبية المسيح تسير بالتوازي مع الإيمان بالمسيح كمخلص. إن عقيدة خلاص الربوبية هي نقيض ما يسمى أحياناً عقيدة الإيمان السهل أو التعليم بأن الخلاص يكون من خلال الإعتراف بمجموعة معينة من الحقائق. يلخص جون ماك آرثر، الذي يشرح كتابه The Gospel According to Jesus موضوع خلاص الربوبية، هذه العقيدة كالتالي: "إن الدعوة التي يقدمها الإنجيل للإيمان تستلزم أن يتوب الخطاة عن خطاياهم وأن يخضعوا لسلطان المسيح." بكلمات أخرى، إن الخاطيء الذي يرفض التوبة لا يخلص، لأنه لا يستطيع أن يلتصق بخطيته وبالمسيح في نفس الوقت. والخاطيء الذي يرفض سلطان المسيح في حياته ليس لديه الإيمان المخلص، لأن الإيمان الحقيقي يتضمن التسليم لله. لهذا، يتطلب الإنجيل أكثر من مجرد قرار عقلي أو تلاوة صلاة؛ إن رسالة الإنجيل هي دعوة للتلمذة. فالخراف تتبع راعيها في طاعة وخضوع. إن مؤيدي عقيدة خلاص الربوبية يشيرون إلى تحذيرات المسيح المتكررة للمتدينين المنافقين في يومه كدليل على أن مجرد قبول الحقائق الروحية لا يخلص الإنسان. فيجب أن يحدث تغيير في القلب. وقد ركز المسيح على تكلفة التلمذة: "وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً" (لوقا 14: 27)، وأيضاً "كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لاَ يَتْرُكُ جَمِيعَ أَمْوَالِهِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً" (الآية 33). وفي نفس المقطع يتحدث المسيح عن حساب التكلفة؛ وفي مقطع آخر يؤكد أهمية التكريس الكامل: "لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ" (لوقا 9: 62). يقول المسيح في الموعظة على الجبل أن الحياة الأبدية لها طريق ضيق يجده "قليلون فقط" (متى 7: 14)؛ وبالمقابل فإن عقيدة الإيمان السهل تسعى إلى توسيع الطريق حتى يدخل إليه كل من يعترف بالإيمان. يقول الرب يسوع أن " كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً" (الآية 17)؛ وبالمقابل فإن عقيدة الإيمان السهل تقول أن الشجرة يمكن أن تكون جيدة ولكنها لا تعطي سوى ثماراً رديئة. يقول الرب يسوع أن كثيرين ممن يقولون "يا رب، يا رب" لن يدخلوا ملكوت السموات (الآيات 21-23)؛ وبالمقابل تقول عقيدة الإيمان السهل أن القول "يا رب، يا رب" كاف. تعلم عقيدة خلاص الربوبية أن الإعتراف الحقيقي بالإيمان يدعمه ما يدل على الإيمان. فإذا كان الشخص يتبع الرب بالفعل، فإنه يطيع وصايا الرب. أما الشخص الذي يعيش في خطية إرادية دون توبة من الواضح أنه إختار عدم إتباع المسيح، لأن المسيح يدعونا للترك الخطية والدخول إلى بره. وفي الواقع، يعلمنا الكتاب المقدس أن الإيمان بالمسيح ينتج عنه تغيير الحياة (كورنثوس الثانية 5: 17؛ غلاطية 5: 22-23؛ يعقوب 2: 14-26). إن خلاص الربوبية ليس هو عقيدة الخلاص بالأعمال. فإن من يتبنون خلاص الربوبية يحرصون على القول بأن الخلاص بالنعمة وحدها، وأن المؤمنين يخلصون من قبل أن ينتج إيمانهم أية أعمال صالحة، وأن المؤمنين يمكن أن يقعوا في الخطية. ولكن، الخلاص الحقيقي لا بد وأن يقود إلى تغيير الحياة. ويكون المخلصين مكرسين لمخلصهم. إن المؤمن الحقيقي لا يشعر بالراحة عندما يكون في حياته خطية لم يعترف بها ويتركها. في ما يلي تسع نقاط تميز عقيدة خلاص الربوبية عن عقيدة الإيمان السهل: 1) التوبة ليست مرادفاً بسيطاً للإيمان. يعلمنا الكتاب المقدس أن الخطاة يجب أن يؤمنوا بالإضافة إلى توبتهم (أعمال الرسل 2: 38؛ 17: 30؛ 20: 21؛ بطرس الثانية 3: 9). التوبة هي الإبتعاد عن الخطية (أعمال الرسل 3: 19؛ لوقا 24: 47)، وحتى هذا هو عطية من الله (تيموثاوس الثانية 2: 25). إن التوبة الحقيقية، التي تأتي عندما يخضع الإنسان لربوبية المسيح، لا بد وأن ينتج عنها تغيير في السلوك (لوقا 3: 8؛ أعمال الرسل 26: 18-20). 2) الشخص المؤمن هو خليقة جديدة ولا يستطيع أن يتوقف عن الإيمان" ببساطة ويفقد خلاصه. الإيمان نفسه عطية من الله (أفسس 2: 1-5، 8)، والإيمان الحقيقي يثبت إلى الأبد (فيلبي 1: 6). الخلاص كله عمل الله وليس الإنسان. ومن يؤمنون بالمسيح رباً لهم يخلصون دون أي جهد من جانبهم (تيطس 3: 5). 3) إن موضوع الإيمان هو المسيح نفسه، وليس وعد أو صلاة أو عقيدة (يوحنا 3: 16). يجب أن يتضمن الإيمان تكريس شخصي للمسيح (كورنثوس الثانية 5: 15). إنه أكثر من مجرد الإقتناع بحق الإنجيل؛ إنه التخلي عن العالم وإتباع السيد. فقد قال الرب يسوع: "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي" (يوحنا 10: 27). 4) إن الإيمان الحقيقي ينتج دائماً تغييراً في الحياة (كورنثوس الثانية 5: 17). فيغير الروح القدس الإنسان الداخلي (غلاطية 2: 20)، ويصبح للمؤمن طبيعة جديدة (رومية 6: 6). إن من لديهم إيمان حقيقي – الذين يخضعون لربوبية المسيح – يتبعون المسيح (يوحنا 10: 27)، ويحبون إخوتهم (يوحنا الأولى 3: 14)، ويطيعون وصايا الله (يوحنا الأولى 2: 3؛ يوحنا 15: 14)، ويعملون مشيئة الله (متى 12: 50)، ويثبتون في كلمة الله (يوحنا 8: 31)، ويحفظون كلمة الله (يوحنا 3: 14). الخلاص ليس إضافة المسيح إلى مجموعة الآلهة والأوثان؛ إنه تدمير كامل للأوثان وسيادة المسيح وملكه الكامل. 5) إن "قُدْرَتَهُ الإِلَهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى" (بطرس الثانية 1: 3؛ رومية 8: 32). الخلاص إذاً ليس تذكرة لدخول السماء. إنه الوسيلة التي نتقدس بها وننمو في النعمة (عملياً) في هذه الحياة. 6) يعلمنا الكتاب المقدس أن المسيح هو رب الكل. ويطلب المسيح التسليم الكامل غير المشروط لمشيئته (رومية 6: 17-18؛ 10: 9-10). إن من يعيشون في تمرد على إرادة الله ليس لهم الحياة الأبدية حيث "يُقَاوِمُ اللَّهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً" (يعقوب 4: 6). 7) إن من يؤمنون بالمسيح حقاً يحبونه (بطرس الأولى 1: 8-9؛ رومية 8: 28-30؛ كورنثوس الأولى 16: 22). ونحن نشتاق أن نرضي من نحبه (يوحنا 14: 15، 23). 8) يعلمنا الكتاب المقدس أن السلوك دليل على الإيمان. فالطاعة تدل على حقيقة الإيمان (يوحنا الأولى 2: 3). إذا إستمر الشخص غير راغب في طاعة المسيح، فإنه يقدم دليل على أن "إيمانه" مجرد كلام (يوحنا الأولى 2: 4). قد يقول الشخص أن يسوع مخلصه ويتظاهر بطاعته لفترة، ولكن إذا لم يحدث تغيير في القلب، فإن طبيعته الحقيقية سوف تظهر. وهذه كانت حالة يهوذا الإسخريوطي. 9) قد يتعثر المؤمنين الحقيقيين أو يسقطوا، ولكنهم يثبتون في الإيمان (كورنثوس الأولى 1: 8). وهذه هي حالة سمعان بطرس. "المؤمن" الذي يبتعد عن الرب تماماً يظهر أنه لم يولد ثانية من الأصل (يوحنا الأولى 2: 19). إن الشخص الذي تم خلاصه من الخطية بالإيمان في يسوع المسيح يجب ألا يرغب في الإستمرار في حياة الخطية (رومية 6: 2). بالطبع، يمكن أن يكون النمو الروحي سريع أو بطيء بحسب الشخص والظروف الخاصة به. وقد لا تكون التغييرات واضحة للجميع في البداية. ولكن في النهاية الله يعرف من هم خرافه، وسوف يساعد كل منهم على النضوج في الوقت المناسب. هل يمكن أن يكون الشخص مؤمناً ويعيش طوال حياته في الجسد، متمتعاً بملذات الخطية، دون أن يسعى إلى تمجيد الله الذي إشتراه بثمن؟ هل يمكن أن يرفض الخاطيء ربوبية المسيح ومع ذلك يزعم أنه مخلصه؟ هل يمكن أن يصلي شخص "صلاة الخاطيء" ثم يستمر في حياته وكأن لم يحدث شيء ويقول أنه "مسيحي"؟ إن عقيدة خلاص الربوبية تقول "كلا". دعونا لا نعطي رجاء كاذب للخطاة غير التائبين؛ بل دعونا نعلن كل مشورة الله: "يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ" (يوحنا 3: 7). |
||||
21 - 03 - 2017, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 16938 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل يذهب المرضى العقليين إلى السماء؟ هل يبدى الله الرحمة تجاه المتخلفين أو المعوقين عقلياً؟ الجواب: لا يذكر الكتاب المقدس بالتحديد ما إذا كان المرضى العقليين سيذهبون إلى السماء. ولكن، توجد بعض الأدلة الكتابية على أن موت المسيح يغطي أي شخص غير قادر على إتخاذ قرار الخلاص. هذا يتشابه مع الإيمان الشائع بأن الأطفال يذهبون تلقائياً إلى السماء عندما يموتون قبل أن يصلوا إلى مرحلة يستطيعون فيها إتخاذ قرار بقبول المسيح. لقد مات إبن الملك داود، وعزَّى نفسه بالقول: "هَلْ أَقْدِرُ أَنْ أَرُدَّهُ بَعْدُ؟ أَنَا ذَاهِبٌ إِلَيْهِ وَأَمَّا هُوَ فَلاَ يَرْجِعُ إِلَيَّ" (صموئيل الثاني 12: 23). لقد عرف داود أنه سيرى إبنه في السماء في يوم ما. ومن تلك العبارة يمكن أن نقول بأن موت المسيح للخلاص يغطي الأطفال الصغار. ويمكننا أن نقول أيضاً أن هذا المبدأ يغطي المعوقين ذهنياً أيضاً. إن كلمة الله لا تذكر هذا بوضوح. ولكن مع معرفتنا لمحبة ونعمة ورحمة الله فإن هذا يبدو متسقاً مع شخصيته. إن أي شخص يعاني من مرض عقلي إلى الحد الذي لا يدرك معه حالته الخاطئة ولا يستطيع الإيمان بالمسيح كمخلص هو في نفس الفئة مثل الأطفال، ومن المنطقي أن نعتقد أن هذا الشخص يخلص بنعمة ورحمة نفس الإله الذي يخلص الأطفال الصغار. ولكن، كما هو الحال بالنسبة لكل الأمور، يجب أن نحرص على عدم التشدد في أي موضوع لا يعالجه الكتاب المقدس بصورة واضحة. نحن نعلم أن المسيح يقبل خاصته الذين أعطاهم له الآب ولن يفقد أي منهم (يوحنا 6: 39). قال الرب يسوع عن هؤلاء: "وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي" (يوحنا 10: 28). فيمكننا أن نتعزَّى بمعرفتنا أن خطة إلهنا كاملة دائماً، وهو يصنع ما هو صواب وعدل، ومحبته ورحمته بلا حدود إلى الأبد. |
||||
21 - 03 - 2017, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 16939 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: يشير المسيح إلى الباب الضيق في متى 7: 13، 14 و لوقا 13: 23-24. ويقارن الباب الضيق مع "الطريق الرحب" الذي يقود إلى الدمار (الجحيم) ويقول أن "كثيرين" سوف يسلكون ذلك الطريق. وبالمقابل يقول المسيح: "مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ!" ما هو المقصود بهذا بالتحديد؟ ما هو مقدار "الكثيرين" أو "القليلين"؟ أولاً، يجب أن ندرك أن المسيح هو الباب الذي يجب أن يدخل الجميع من خلاله إلى الحياة الأبدية. لا يوجد طريق آخر لأنه هو وحده "الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" (يوحنا 14: 6). إن طريق الحياة الأبدية محدد بمسار واحد فقط – هو المسيح. وبهذا المعنى فإن الطريق "ضيق" لأنه هو الطريق الوحيد، وقليلين نسبياً هم من يدخلون من الباب الضيق. سوف يحاول عدد أكبر أن يجدوا طريقاً بديلاً للوصول إلى الله. وسوف يجربون القواعد والقوانين التي صنعها البشر، والديانات الكاذبة، والمجهودات الشخصية. هؤلاء "الكثيرين" سوف يسلكون الطريق الواسع الذي يقود إلى الدمار الأبدي، في حين أن الخراف تسمع صوت الراعي الصالح وتتبعه في الطريق الضيق إلى الحياة الأبدية (يوحنا 10: 17-11). رغم أنه سيكون هناك قليلين نسبياً يدخلون الباب الضيق بالمقارنة مع الكثيرين الذين يختارون الطريق الواسع، إلا أن هناك جماهير غفيرة تتبع الراعي الصالح. لقد رأى الرسول يوحنا هذا الجمهور في رؤيته في سفر الرؤيا: "بَعْدَ هَذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْحَمَلِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ وَهُمْ يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: الْخَلاَصُ لِإِلَهِنَا الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ!" (رؤيا 7: 9-10). إن دخول الباب الضيق ليس سهلاً. وقد وضّح المسيح هذا عندما قال لتلاميذه أن "يجتهدوا" ليفعلوا ذلك. إن الكلمة اليونانية المترجمة "إجتهدوا" هي agonizomai المشتقة منها الكلمة الإنجليزية agonize أي "يصارع الألم". والمعنى هنا هو أن من يسعون للدخول من الباب الضيق يجب أن يجتهدوا ويتألموا ويبذلوا الجهد مثلما يسعى الرياضي في الركض نحو خط النهاية، فتكون عضلاته كلها مشدودة ويبذل كل قواه في هذا المجهود. ولكن يجب أن نوضح هنا أنه لا يوجد مقدار من الجهد يستطيع أن يخلصنا؛ فالخلاص بنعمة الله من خلال عطية الإيمان (أفسس 2: 8-9). لن يكسب أحد السماء من خلال إجتهاده. ولكن مع هذا فإن دخول الباب الضيق أمر صعب بسبب مقاومة الكبرياء البشري ومحبتنا الفطرية للخطية ومقاومة إبليس والعالم الذي يتحكم فيه، فهذه كلها تحاربنا في سعينا إلى الحياة الأبدية. إن الحث على الإجتهاد للدخول هو أمر بالتوبة ودخول الباب الضيق وليس فقط الوقوف والتأمل فيه والشكوى من أنه صغير أو ضيق أو صعب. لا يجب أن نسأل لماذا لا يدخل الآخرين؛ ولا أن نختلق الأعذار أو نؤجل دخولنا. لا يجب أن نهتم بعدد الذين يدخلون أو لا يدخلون منه. علينا أن نسعى للأمام وندخل منه! وبعد ذلك علينا أن نحث الآخرين لكي يسعوا للدخول قبل أن يفوت الأوان. |
||||
21 - 03 - 2017, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 16940 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف يمكن أن نؤمن أن الخلاص بالإيمان وحده في حين أن المرة الوحيدة التي وردت فيها عبارة "الإيمان وحده" في الكتاب المقدس (يعقوب 2: 24) تقول أن الخلاص ليس بالإيمان وحده؟ الجواب: صحيح تماماً أن الآية الوحيدة في الكتاب المقدس التي تحتوي عبارة "الإيمان وحده" بالتحديد تبدو أنها تجادل في كون الخلاص بالإيمان وحده. نقرأ في يعقوب 2: 24 "تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ". ولكن توجد إشكاليتين في رفض عقيدة الخلاص بالإيمان بناء على هذه الآية. أولاً، إن سياق يعقوب 2: 24 لا يجادل ضد عقيدة الخلاص بالإيمان وحده. ثانياً، لا يلزم أن يستخدم الكتاب المقدس عبارة "الإيمان وحده" بالتحديد لتوضيح حقيقة أن الخلاص بالإيمان وحده. لطالما كان المقطع الوارد في يعقوب 2: 14-26، وخاصة الآية 24، موضع تفسيرات مشوشة. ويبدو فعلاً أن هذا المقطع يسبب مشاكل حقيقية في مواجهة مفهوم "الخلاص بالإيمان وحده". أولاً، يجب أن نوضح أساس سوء الفهم هذا، وهو الإعتقاد أن يعقوب يستخدم نفس المعنى لكلمة "تبرير" في يعقوب 2: 24 الذي يستخدمه بولس في رومية 3: 28. إذ يستخدم بولس كلمة "تبرير" بمعنى "إعلان الله أنه بار". هنا يتحدث بولس عن إعلان الله أننا مبررين على حساب بر المسيح. ويستخدم يعقوب كلمة "تبرير" بمعنى "إظهار وإثبات." يمكن فهم يعقوب 2: 24 هكذا: "ترون إذاً أن الإنسان "يعتبر باراً" بما يفعله وليس بالإيمان وحده." أو "ترون إذاً أن مصالحتنا مع الله تتبرهن بما نفعله وليس بالإيمان وحده." إن المقطع الوارد في يعقوب 2: 14-26 كله يتحدث عن إثبات مصداقية الإيمان عن طريق الأعمال. فإن إختبار الخلاص الحقيقي بالإيمان في الرب يسوع المسيح سوف ينتج لا محالة أعمالاً صالحة (أفسس 2: 10). إن الأعمال هي إظهار ودليل على الإيمان (يعقوب 2: 18). فالإيمان بدون أعمال هو بلا فائدة (يعقوب 2: 20) وميت (يعقوب 2: 17)؛ بكلمات أخرى إنه ليس إيمان حقيقي بالمرة. فالخلاص بالإيمان وحده، ولكن الإيمان لا يظل وحده أبداً. وفي حين أن يعقوب 2: 24 هي الآية الوحيدة التي تحتوي عبارة "الإيمان وحده" بالتحديد، إلا أنه توجد آيات كثيرة أخرى تعلمنا أن الخلاص بالفعل بالإيمان وحده. إن كل آية تقول أن الخلاص أساسه الإيمان دون أن تذكر أية شروط أخرى هي إعلان أن الخلاص بالإيمان وحده. يعلن إنجيل يوحنا 3: 16 أن الخلاص ممنوح "لكُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ". وأعمال الرسل 16: 31 "آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ". وتقول رسالة أفسس 2: 8 "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ". أنظر أيضاً رومية 3: 28؛ 4: 5؛ 5: 1؛ غلاطية 2: 16؛ 3: 24؛ أفسس 1: 13؛ فيلبي 3: 9. ويمكن إضافة شواهد كثيرة أخرى إلى هذه الآيات. بإختصار، إن ما جاء في يعقوب 2: 24 لا يناقض كون الخلاص بالإيمان وحده. بل يجادل ضد وجود الخلاص وحده، دون الأعمال الصالحة وطاعة كلمة الله. ما يقوله يعقوب هنا هو أننا نظهر إيماننا من خلال ما نفعله (يعقوب 2: 18). وبغض النظر عن وجود عبارة "الإيمان وحده" بالتحديد فإن العهد الجديد يعلمنا أن الخلاص هو عمل نعمة الله إستجابة لإيماننا. " فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ ... بِنَامُوسِ الإِيمَانِ" (رومية 3: 27). لا توجد أية متطلبات أو شروط أخرى. |
||||