منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 03 - 2017, 05:49 PM   رقم المشاركة : ( 16911 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل يمكن أن ينال الإنسان الخلاص من خلال إعلان عام؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: يمكن تعريف الإعلان العام بأنه "إعلان عن الله لكل الناس، في كل الأزمنة، وفي كل مكان، يبين أن الله موجود وأنه كائن عاقل وقادر ومتعال". إن مقاطع كتابية مثل مزمور 19: 1-4 ورومية 1: 20 تقول بوضوح أنه يمكن أن ندرك أمور عن الله من خلال الطبيعة من حولنا. وفيما يخص السؤال: "هل يمكن أن ينال الإنسان الخلاص من خلال المعرفة العامة؟" نقول إن هذا السؤال غالباً ما يتم طرحه مرتبطاً بسؤال آخر: "ما مصير من لم يسمعوا رسالة الإنجيل أبداً؟"

للأسف مازالت توجد مناطق من العالم لم يصل إليها الكتاب المقدس أو إنجيل يسوع المسيح أو أية وسيلة لتعلم الإيمان المسيحي. فيأتي السؤال، ماذا يحدث لهؤلاء عندما يموتون؟ هل من العدل أن يدين الله شخصاً لم يسمع رسالة الإنجيل أو لم يسمع عن المسيح أو حتى بوجود إله؟ إن البعض يقدمون حلاً لهذه المعضلة بفكرة أن الله يدين أولئك الذين لم يسمعوا بناء على كيفية تجاوبهم مع الإعلان العام. تقول الفرضية أنه إذا كان الشخص يؤمن حقاً بما يمكن معرفته عن الله من خلال الإعلان العام، فإن الله سوف يدينه بجسب إيمانه ويسمح للشخص بدخول السماء. هل يمكن أن يكون مفهوم كهذا مفهوماً صحيحاً؟

قبل أن نجيب على هذا السؤال، يجب أن نناقش فرضية أساسية وهي: إن الذين لم يسمعوا الإنجيل يبحثون عن الله، ويسعون طلباً للحق، بل ويترجون أن يأتي إليهم من يوصل لهم رسالة الخلاص. إن المشكلة في هذه الفرضية هي أن الكتاب المقدس يعلن العكس تماماً. تقول رسالة رومية 3: 10-12 "أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ". وفقاً للكلمة المقدسة فإن الناس يأخذون معرفة الله المتاحة من خلال الإعلان العام ويحولونها بحسب هواهم. تقول رسالة رومية 1: 21-23 " لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى وَالطُّيُورِ وَالدَّوَابِّ وَالزَّحَّافَاتِ". وفقاً لما يقوله الكتاب المقدس فإن "حالة" أولئك الذين هم بدون الله ليست كمن يبحث عن الخلاص، بل هي حالة تمرد وظلمة وعبادة أوثان.

عودة الى السؤال الذي نناقشه: هل يمكن أن يخلص الإنسان من خلال الإعلان العام؟ لا يقدم الكتاب المقدس في أي موضع أمل في إمكانية إيمان أولئك الذين لم يسمعوا الإنجيل من خلال الحق المتاح في الإعلان العام عن الله. مرة أخرى، إن الكتاب المقدس يصف الهالكين بأنهم في حالة تمرد على ما يعرفونه عن الله، ولا يبحثون عن مزيد من الحق عن الله. ولكن يبقى دائماً السؤال: "ماذا لو؟" لو أن الشخص الذي لم يسمع أبداً عن الإنجيل يؤمن بحق ما أمكنه معرفته عن الله من خلال الإعلان العام، فهل يخلص ذلك الشخص؟ لو وجد مثل هذا الشخص فعلاً، فيبدو الأمر متسقاً مع محبة ورحمة ونعمة الله أن يخلص مثل ذلك الشخص. مرة أخرى نقول، إن هذا مجرد وجهة نظر لا سند كتابي لها.

يسجل سفر أعمال الرسل الأصحاح العاشر قصة كرنيليوس. يوصف كرنيليوس بأنه "تَقِيٌّ وَخَائِفُ اللهِ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ يَصْنَعُ حَسَنَاتٍ كَثِيرَةً لِلشَّعْبِ وَيُصَلِّي إِلَى اللهِ فِي كُلِّ حِينٍ" (أعمال الرسل 10: 2). هل خلّص الله كرنيليوس على أساس تقواه ومخافته لله بناء على المعرفة المحدودة التي إمتلكها عن الله؟ كلا. أرسل الله ملاكاً إلى كرنيليوس حاملاً إليه تعليمات للوصول إلى الرسول بطرس ودعوته إلى بيت كرنيليوس. أطاع كرنيليوس وجاء بطرس وقدم إليه مع عائلته رسالة الإنجيل. آمن كرنيليوس وعائلته ولهذا خلصوا (أعمال الرسل 10: 44-48). إن أعمال الرسل الإصحاح العاشر هو مثال واضح لعدم نوالنا الخلاص بناء على ايماننا بحقائق معينة عن الله أو طاعتنا لله بطرق معينة. إن الطريق الوحيد للخلاص هو إنجيل يسوع المسيح (يوحنا 14: 6؛ أعمال الرسل 4: 12).

إن حقيقة رفض الهالكين للإعلان العام هي السبب وراء أهمية إعلاننا للإنجيل للعالم كله (متى 28: 19-20؛ أعمال الرسل 1: 8). تقول رسالة رومية 10: 14 "فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ. وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟" يوصينا الله أن نكرز بالإنجيل لأنه: "لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ" (رومية 3: 10-11). فبدلاً من أن نأمل في خلاص البعض بالإيمان بما يمكن معرفته عن الله من خلال الإعلان العام، فإن الله يدعونا أن نذهب إلى كل العالم ونكرز بالإنجيل. إن الإيمان بإنجيل الخلاص بيسوع المسيح هو الطريق الوحيد للخلاص الذي يحدده الكتاب المقدس (يوحنا 3: 16).
 
قديم 18 - 03 - 2017, 05:50 PM   رقم المشاركة : ( 16912 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل توجد فرصة ثانية للخلاص بعد الموت؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: في حين نجد أن فكرة وجود فرصة ثانية للخلاص هي فكرة جذابة إلا أن الكتاب المقدس واضح بشأن أن الموت هو نهاية كل الفرص. تقول رسالة العبرانيين 9: 27 أننا نموت ثم بعد ذلك الدينونة. لهذا فإنه طالما الإنسان على قيد الحياة لديه فرصة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة...الخ. لقبول المسيح مخلصاً (يوحنا 3: 16؛ رومية 10: 9-10؛ أعمال الرسل 16: 31). ما إن يفارق الإنسان الحياة لا تعود لديه فرص أخرى. إن فكرة وجود المطهر، أي المكان الذي يذهب إليه الناس بعد الموت ليدفعوا ثمن خطاياهم ليس لها أي أساس كتابي ولكنها مجرد أحد معتقدات كنيسة الروم الكاثوليك.

لكي نفهم ما يحدث عندما يموت غير المؤمنين فيجب أن نقرأ ما جاء في سفر الرؤيا 20: 11-15 الذي يصف عرش الدينونة الأبيض العظيم. حيث فتحت الأسفار و "دِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِم". تحتوي الأسفار على كل أفكار وأعمال الذين تتم محاسبتهم، ونعرف من رسالة رومية 3: 20 " لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ". لذلك كل من يدانون بحسب أعمالهم وأفكارهم يحكم عليهم بجهنم. أما المؤمنين بالمسيح، من جهة أخرى، لا يدانون بسجل الأعمال، ولكن أسماؤهم موجودة في سفر آخر، هو "سِفْرِ حَيَاةِ الْحَمَلِ"(رؤيا 21: 27). هؤلاء هم الذين آمنوا بالرب يسوع المسيح، وهم وحدهم الذين سيدخلون السماء.

كل من كتب إسمه في سفر حياة الحمل قد "اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ"، بنعمة الله المخلصة ليكونوا عروس ابنه، أي كنيسة يسوع المسيح. هؤلاء لا يحتاجون إلى "فرصة ثانية" للخلاص، لأن خلاصهم مضمون في المسيح. لقد إختارهم، وخلصهم، وخلاصهم مضمون فيه. ى يمكن أن يفصلهم شيء عن المسيح (رومية 8: 39). فالذين مات المسيح من أجلهم هو سيضمن خلاصهم. لقد قال: " كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ" (يوحنا 6: 37) وأيضا: "وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي" (يوحنا 10: 28). فبالنسبة للمؤمنين ليست هناك حاجة لفرصة ثانية لأن الفرصة الأولى كافية.

ولكن ماذا عن غير المؤمنين؟ ألن يتوبوا ويؤمنوا لو أعطيت لهم فرصة ثانية؟ الإجابة هي كلا، لن يحدث هذا لأن قلوبهم لن تتغير ببساطة بسبب موتهم. إن قلوبهم وأذهانهم في "عداوة" مع الله ولن يقبلوه حتى لو رأوه وجهاً لوجه. هذا واضح من قصة الرجل الغني ولعازر في لوقا 16: 19-31. لو كان هناك شخص وجب عليه أن يتوب عندما أعطيت له فرصة ثانية لرؤية الحق بوضوح لكان هو ذاك الرجل الغني. ولكن رغم أنه كان في وسط عذاب الجحيم، طلب فقط أن يرسل ابراهيم ولعازر إلى الأرض لتحذير إخوته حتى لا يقاسوا نفس مصيره. لم تكن هناك توبة في قلبه، فقط ندم لأوصوله إلى حيث وجد نفسه. إن إجابة إبراهيم عليه كافية: "إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ" (لوقا 16: 31). هنا نرى أن شهادة الكلمة كافية للخلاص لمن يؤمنون بها، وليس إعلان آخر يمكن أن يخلص الذين لا يؤمنون. لن تكفي فرصة ثانية أو ثالثة أو رابعة لتحويل قلب حجري إلى قلب لحمي.

تقول رسالة فيلبي 2: 10-11 "تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ". في أحد الأيام سيجثو الجميع أمام المسيح ويعترفون أنه رب ومخلص. ولكن في ذلك الوقت سيكون الوقت قد فات لقبول الخلاص. بعد الموت، كل ما يبقى لغير المؤمن هو الدينونة (رؤيا 20: 14-15). لهذا يجب أن نؤمن به ونضع ثقتنا فيه في هذه الحياة.
 
قديم 18 - 03 - 2017, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 16913 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي بعض علامات الإيمان الحقيقي المخلِّص؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الجواب: هذا واحد من أهم الأسئلة في الحياة المسيحية. يشك كثير من المؤمنين في خلاصهم لأنهم لا يرون علامات الإيمان الحقيقي في حياتهم. يوجد من يقولون أننا لا يجب أن نشك أبداً في قرارنا بإتباع المسيح، ولكن الكتاب المقدس يشجعنا أن نمتحن أنفسنا لنرى إن كنا حقاً "في الإيمان" (كورنثوس الثانية 13: 5). وشكراً لله، فقد أعطانا تعليمات واضحة لكيفية التأكد من نوالنا الحياة الأبدية. إن رسالة يوحنا الأولى قد كتبت لهذا الهدف، كما يقول في يوحنا الأولى 5: 13 "كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً".

توجد سلسلة من الإختبارات في رسالة يوحنا الأولى يجب أن نستخدمها لنفحص أنفسنا ونمتحن إيماننا. وإذ ندرسها علينا أن نتذكر أنه ما من شخص يستوفيها كاملة طوال الوقت، ولكنها يجب أن تبين الإتجاه الذي يميز حياتنا إذ ننمو في النعمة.

1. هل تتمتع بالشركة مع المسيح وشعبه من المفديين؟(يوحنا الأولى 1: 3)
2. هل يقول الناس عنك أنك تسلك في النور أم في الظلام؟ (يوحنا الأولى 1: 6-7)
3. هل تقر بخطاياك وتعترف بها؟ (يوحنا الأولى 1: 8)
4. هل تطيع كلمة الله (يوحنا الأولى 2: 3-5)
5. هل تدل حياتك أنك تحب الله وليس العالم؟ (يوحنا الأولى 2: 15)
6. هل تتميز حياتك "بفعل الصواب"؟ (يوحنا الأولى 2: 29)
7. هل تسعى لكي تظل حياتك طاهرة؟ (يوحنا الأولى 3: 3)
8. هل تلمس تضاؤل الخطية في حياتك؟ (يوحنا الأولى 3: 5-6)
9. هل تقدم محبة للآخرين؟ (يوحنا الأولى 3: 14)
10. هل "تعيش ما تقوله"؟ (يوحنا الأولى 3: 18-19)
11. هل تحافظ على نقاء ضميرك؟ (يوحنا الأولى 3: 21)
12. هل تختبر النصرة في حياتك المسيحية؟ (يوحنا الأولى 5: 4)

إذا إستطعت بصدق أن تجيب بـ"نعم" على هذه الأسئلة (أو على أغلبها في حين تسعى لإتمامها كلها)، فإن حياتك تحمل ثمار الخلاص الحقيقي. قال يسوع أن ثمارنا تمكننا من أن نعرف اننا تلاميذه (متى 7: 20). إن الأغصان غير المثمرة – المؤمنين الذين لا يحملون ثمر الروح (غلاطية 5: 22-23) تقطع وتلقى في النار (يوحنا 15: 2). إن الإيمان الحقيقي ليس هو مجرد الإيمان بالله (الشياطين أيضاً تؤمن به – يعقوب 2: 19) ولكنه الإيمان الذي يقود إلى الإعتراف بالخطية وطاعة وصايا المسيح. تذكر أننا ننال الخلاص بالنعمة من خلال الإيمان وليس بالأعمال (أفسس 2: 8-9) ولكن أعمالنا يجب أن تبين حقيقة خلاصنا (يعقوب 2: 17- 18). إن الإيمان الحقيقي المخلص ينتج دائماً أعمالاً؛ الإيمان الذي بلا أعمال ليس إيمان بالمرة ولا يخلص أحداً.

بالإضافة إلى هذه التأكيدات، علينا أن نتذكر وعود الله وحقيقة الحرب التي نحاربها. إن الشيطان حقيقة كما أن المسيح حقيقة، وهو عدو نفوسنا اللدود. عندما نأتي إلى المسيح فإن الشيطان سيبحث عن كل فرصة ممكنة ليخدعنا ويتغلب علينا. سوف يحاول أن يقنعنا أننا غير مستحقين وفاشلين أو أن الله قد يئس منا. عندما نكون في المسيح لدينا اليقين أنه هو الذي يحفظنا. إن يسوع نفسه قد صلى من أجلنا في يوحنا 17: 11 طالباً من الآب "احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ". وأيضاً في الآية 15 صلى طالباً: "أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّير". وفي يوحنا 10: 27-29 قال يسوع: "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي". إذا سمعت صوت يسوع وأطعته فأنت واحد من خرافه ولن يتركك من يده أبداً. قدم يسوع صورة رائعة هنا للمؤمن المضمون في يديه المحبتين بينما يدي الآب القديرتين تحيطان يديه مقدمة لنا ضماناً مضاعفاً وأماناً أبدياً.
 
قديم 18 - 03 - 2017, 05:53 PM   رقم المشاركة : ( 16914 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل توجد خطية لا يغفرها الله؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: بالنسبة لأولاد الله المولودين ثانية لا يوجد ما يسمى خطية لا تغتفر. كل الخطايا قد غفرت في الصليب لمن هم ملك المسيح. عندما قال يسوع "قد أكمل" (يوحنا 19: 30)، كان يقصد أن ثمن كل الخطايا قد دفع بالتمام. إن الكلمة المترجمة "قد أكمل" هي باليونانية tetelestai . وهذه الكلمة لها عدة إستخدامات. كانت تستخدم لختم الفواتير "تم الدفع"، واستخدمت لختم سجل المجرمين ما إن يستوفوا مدة العقاب. وكانت أيضاً تعلق على باب بيت المجرم كدليل على أنه بالفعل دفع ثمن جرائمه.

يمكن أن نرى تطبيق ما تم على الصليب بين الرب يسوع و الله الآب. يسوع المسيح أتم المبادلة القانونية وأوفى متطلبات الله البار ثمناً للخطايا. أصبح الرب يسوع المسيح ذبيحة خطيتنا "حمل الله الذي يرفع خطايا العالم" (يوحنا 1: 29). عندما إنفصل المسيح عن الله الآب لمدة هذه الساعات الثلاث من الظلمة الفائقة للطبيعة (متى 27: 45) تمت المبادلة. وكما نقرأ في إنجيل لوقا، إتحد المسيح بالله مرة أخرى. "وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ (لوقا 23: 46) لهذا، قد دفع ثمن كل الخطايا مرة وإلى الأبد.

ولكن يوجد شرط لغفران الخطايا. يجب أن يأتي الإنسان إلى الله من خلال الرب يسوع وحده. "قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" (يوحنا 14: 6). إن غفران الله متاح لكل من يأتي إليه (يوحنا 3: 16) ولكن الذين لا يؤمنون بالرب يسوع المسيح لا يوجد لهم غفران (أعمال الرسل 10: 43). لهذا، فإن الخطايا الوحيدة التي لا يغفرها الله في عصر النعمة هذا هي خطايا أولئك الذين يموتوت دون أن يؤمنوا بالمسيح يسوع. إذا عاش الإنسان حياته هنا على الأرض ولم يستفد من تدبير الله الذي صنعه من خلال يسوع المسيح فإنه يمضي إلى الأبدية منفصلاً عن الله وبالتالي دون مغفرة لخطاياه.

إن المؤمنين يخطئون أيضاً، وعندما نفعل هذا، فإننا نضع أنفسنا خارج الشركة مع الرب. ولكن الله صنع تدبيراً لهذا. الروح القدس الذي يسكن في قلب كل مؤمن يبكتنا على خطايانا، وعندما يحدث هذا لدينا إختيار أن نتجاوب معه بطريقة صحيحة ونجدد شركتنا. ما إن يولد شخص الولادة الثانية ويقبل المسيح مخلصاً شخصياً لا يمكن أن يفقد حياته الأبدية بناء على تصرفاته. يمكن أن نخسر شركتنا مع الله وبهجة خلاصنا ولكن هذا يمكن تصحيحه من خلال إعترافنا بخطايانا.

إن رسالة يوحنا الأولى هي رسالة كتبت للمؤمنين المولودين ولادة ثانية، وتحتوي معلومات عملية جداً لكيفية السير في هذه الشركة. "إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ" (يوحنا الأولى 1: 9). هذه الآية، عندما تفهم بطريقة صحيحة، هي الطريق لإسترداد شركتنا مع الله عندما نقع في الخطية. "إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا" (يوحنا الأولى 1: 8). تذكر أن هذه رسالة موجهة إلى المؤمنين الذين ولدوا ثانية. الله يعرف حقيقتنا وإستعدادنا للوقوع في الخطية، ونحن أيضاً يجب أن نعرف نفوسنا.

إن كلمة "إن" الواردة في بداية كل من يوحنا الأولى 1: 8 و 9 تعني "ربما" أو "إذا". فيوجد شرط هنا، إذا "إعترفنا". وهذه الكلمة في اليونانية تعني أن "نقول نفس الشيء". والمقصود بها أننا نتفق مع الله في أننا أخطأنا. ولكن كل الخطايا قد غفرت على الصليب، وكمؤمنين مولودين ثانية، قد نلنا غفراناً لجميع خطايانا. ولهذا نحتاج أن نسلك في النور وفي شركة لأن هذه هي مكانتنا في يسوع المسيح. "وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ" (يوحنا الأولى 1: 7). ولكن هذا لا يفتح الباب أمامنا لنخطيء كما نشاء؛ بل إن المؤمنين الذين ولدوا ثانية والذين يسلكون في النور وفي شركة مع الله سوف يسارعون إلى الإعتراف بخطاياهم حتى يظلوا في شركة مستمرة ونقية مع الرب.
 
قديم 18 - 03 - 2017, 05:56 PM   رقم المشاركة : ( 16915 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو الإنجيل الحقيقي؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: إن الإنجيل الحقيقي هو الأخبار السارة بأن الله يخلص الخطاة. الإنسان بطبيعته خاطيء ومنفصل عن الله بلا رجاء لتصحيح ذلك الموقف. ولكن الله دبر الوسيلة لفداء الإنسان من خلال موت ودفن وقيامة المخلص يسوع المسيح.

إن كلمة "إنجيل" تعني حرفياً "الأخبار السارة". ولكن لكي نفهم فعلاً كم هي سارة هذه الأخبار يجب أن نفهم أولاً ما هي الأخبار السيئة. لقد أفسدت الخطية الإنسان كله، ذهنه وإرادته ومشاعره وجسده، نتيجة سقوط الإنسان في جنة عدن (تكوين 3: 6). ويسبب طبيعة الإنسان الخاطئة فإنه لا يبحث عن الله ولا يستطيع أن يبحث عنه. ليست لديه رغبة أن يأتي إلى الله بل في الواقع فإن ذهنه معادٍ لله (رومية 8: 7). لقد أعلن الله أن خطية الإنسان حكمت عليه بقضاء الأبدية في جهنم، منفصلاً عن الله. وفي الجحيم يدفع الإنسان أجرة الخطية ضد الإله القدوس البار. هذه الأخبار سيئة لو لم يوجد علاج.

ولكن في الإنجيل، دبر الله في رحمته الفداء، بديل عوضاً عنا، يسوع المسيح، الذي جاء ليدفع ثمن خطايانا بتضحيته على الصليب. هذا هو جوهر الإنجيل الذي كرز به بولس لأهل كورنثوس. يشرح بولس في كورنثوس 15: 2-4 الثلاث عناصر المكونة للإنجيل: موت ودفن وقيامة المسيح عوضاً عنا. لقد ماتت طبيعتنا القديمة مع المسيح على الصليب وقد دفنت معه. ثم أقامنا معه إلى حياة جديدة (رومية 6: 4-8). يقول لنا بولس أن "نتمسك" بهذا الإنجيل الحق، لأنه الوحيد الذي يخلصنا. إن الإيمان بأي إنجيل آخر هو إيمان باطل. في رومية 1: 16-17 يعلن بولس أيضاً أن الإنجيل الحق هو "قوة الله للخلاص لكل من يؤمن" وبهذا يعني أن الخلاص لا يتحقق بمجهودات البشر، ولكن بنعمة الله بواسطة عطية الإيمان (أفسس 2: 8-9).

بفضل الإنجيل، ومن خلال قوة الله، فإن المؤمنين بالمسيح (رومية 10: 9) لا يخلصون فقط من الجحيم. فإننا في الواقع نعطى طبيعة جديدة تماماً (كورنثوس الثانية 5: 17) بقلب جديد ورغبات وإرادة وإتجاهات جديدة تظهر من خلال الأعمال الحسنة. وهذا هو ثمر الروح القدس الذي ينتجه فينا بقوته. إن الأعمال ليست أبداً وسيلة الخلاص، ولكنها الدليل عليه (أفسس 2: 10). فالذين يخلصون بقوة الله سوف يظهرون دائماً دليل الخلاص بحياتهم التي تغيرت.
 
قديم 18 - 03 - 2017, 05:57 PM   رقم المشاركة : ( 16916 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في أي عمر يمكنك أن تقبل المسيح مخلصاً؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: بالتأكيد لا يشترط سن معين لطلب الخلاص. قال يسوع نفسه: "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (متى 19: 14). ما أن يبلغ الأطفال سناً يمكنهم فيها فهم معنى أنهم أخطأوا (رومية 3: 23)، وأن يسوع قد مات ليدفع جزاء خطاياهم (رومية 5: 8؛ 6: 23) وأنهم يجب أن يضعوا ثقتهم في يسوع لنوال الخلاص (يوحنا 3: 16)، فإنهم بهذا يكونون قد وصلوا لسن تسمح لهم أن يخلصوا.

ليس مطلوباً من الطفل أن يفهم كل الموضوعات المعقدة التي تشكل عقيدة الخلاص. من المهم ان يتأكد الوالدين أن أبناءهم يفهمون الموضوعات الأساسية (كما شرحناها أعلاه)، ولكن ينطبق الوعد الموجود في أعمال الرسل 16: 31 على الطفل والبالغ على حد سواء: "آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ".

إن الأطفال سواء المولودين لآباء مؤمنين أو غير مؤمنين قد يكونون مختارين من الله، مفديين بدم المسيح، ويعمل الروح القدس في قلوبهم وبهذا يدخلون السماء. ويختلف الوقت الذي يدرك فيه الطفل هذه الأمور من طفل لآخر. بعض الأطفال الصغار يتمتعون بقلوب حساسة وبمجرد سماعهم أن يسوع مات من أجلهم، فإنهم يدركون طبيعتهم الخاطئة ويندفعون للتجاوب مع هذا. وآخرين ذوي طبيعة أكثر إنطلاقاً قد لا يصلون إلى هذا الإدراك حتى يبلغوا سناً أكبر بكثير. الله وحده يعرف أفكار القلب وعلينا أن نثق فيه أنه "يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (لوقا 19: 10) بحسب مشيئته الكاملة وتوقيته.
 
قديم 18 - 03 - 2017, 05:58 PM   رقم المشاركة : ( 16917 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو سفر الحياة؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: يقول سفر الرؤيا 20: 15 "وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوباً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ". إن سفر الحياة، في هذا السياق، هو لائحة أسماء الذين سوف يحيون مع الله في السماء إلى الأبد. إنه قائمة بأسماء الذين خلصوا. ويذكر سفر الحياة هذا أيضاً في رؤيا 3: 5؛ 20: 12 و فيلبي 4: 3. كما يسمى هذا السفر أيضاً "سفر حياة الحمل" لأنه يحتوى أسماء الذين تم فداؤهم بدم المسيح (رؤيا 13: 8؛ 21: 27).

كيف يمكن أن تتأكد أن إسمك مكتوب في سفر الحياة؟ تأكد من قبولك الخلاص. وتوبتك عن الخطية وإيمانك بالرب يسوع المسيح كمخلص لحياتك (فيلبي 4: 3؛ رؤيا 3: 5). وعندما يكتب إسمك في سفر الحياة لن يمحى أبداً (رؤيا 3: 5؛ رومية 8: 37-39). لا يجب أن يشك أي مؤمن حقيقي في ضمانه الأبدي في المسيح (يوحنا 10: 28-30).

إن عرش الدينونة الأبيض العظيم الموصوف في رؤيا 20: 11-15 هو دينونة لغير المؤمنين. وهذا المقطع الكتابي يوضح أن من يواجه تلك الدينونة هو من لا يوجد إسمه في سفر الحياة (رؤيا 20: 12-14). إن مصير الأشرار محتوم؛ فأسماؤهم ليست في سفر الحياة؛ وعقابهم أكيد.

يشير البعض إلى رؤيا 3: 5 كـ "دليل" على أن الإنسان يمكن أن يفقد خلاصه. ولكن الوعد الموجود في رؤيا 3: 5 هو بوضوح أن الرب لن يمحو أسماء: "مَنْ يَغْلِبُ ... لَنْ أَمْحُوَ اسْمَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ". الغالب هو من ينتصر على التجارب والضيقات وشرور العالم – بكلمات أخرى هو الشخص المفدي. إن الذين خلصوا كتبت أسماؤهم في سجلات الله ولهم وعد الضمان الأبدي.

مقطع أخر يوجد بشأنه تشويش أحياناً هو ما جاء في مزمور 69: 28 "لِيُمْحَوْا (أي أعداء داود) مِنْ سِفْرِ الأَحْيَاءِ وَمَعَ الصِّدِّيقِينَ لاَ يُكْتَبُوا". فلا يجب الخلط بين سفر الأحياء المشار إليه هنا مع سفر حياة الحمل. فإن داود يتحدث هنا عن الحياة الأرضية في الجسد وليس الحياة الأبدية في السماء. ونفس الشيء بالنسبة لـ "السفر" المذكور في خروج 32: 32-33.

إن الله لديه سجل دقيق. وهو يعرف خاصته، ويسجل أسماء أولاده في سفره إلى الأبد.
 
قديم 20 - 03 - 2017, 09:52 AM   رقم المشاركة : ( 16918 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفتــــور الروحـــى
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

" في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته .. إني اقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشوارع أطلب من تحبه نفسي طلبته فما وجدته .. وجدني الحرس الطائف في المدينة فقلت أرأيتم من تحبه نفسي فما جاوزتهم إلا قليلاً حتى وجدت من تحبه نفسي .. فأمسكته ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمي وحجرة من حـبلت بي .. أحلـفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبايائل الحقل ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء .. " (نش 3 : 1 - 5 )

بعد أن انتهى الإصحاح الثانى الذى تركزت الأحاديث فيه ، كما قلنا قبلاً عن بحث الله عن الإنسان وعن عمل النعمة فى القلب .. تعود العروس من جديد هنا فى الإصحاح الثالث لتتحدث ، لكننا نرى أحاديثها وقد تركزت على وجه العملة الآخر .. ألا وهو بحث النفس البشرية عن الله ، وذلك بالجهاد الروحى .. فالحياة الروحية هى جهاد تؤازره نعمة ، أو نعمة تعين جهاد المؤمن لتخلصه ..
ولقد مرت العروس بمرحلة جفاف روحى إذ طلبت من الحبيب أن يُخرج لها الثعالب الصغار المفسدة للكروم .. وإنتهت هذه المرحـلة عندما قالت : " حبيبى لىَّ وأنا له .. الراعى بين السوسن .."

وما لبثت أن عادت من جديد فى إنحدار آخر ، لا فى حالة جفاف بل فى حالة فتور روحى .. وهى مرحلة أصعب من مرحلة الجفاف الروحى .. فالفتور الروحى هو عملية إنحلال قلبى وضياع لا تجد فيه النفس عريسها الرب يسوع المسيح .. فتقول : " بالليل على فراشى طلبت من تحبه نفسى .. طلبته فما وجدته .. " فهى مرحلة فتور ونوم وكسل وتراخى يمر بها جميع الذين لم يبدأوا بعد فى طريق التوبة ، كما قد يعانى منها بعض الذين بدأوا .. إذ يمرون بليل الخطية ويشتاقون إلى فجر جديد تشرق فيه شمس البر والشفاء فى أجنحتها فيقومون من فتورهم وتكاسلهم ..

ولنا فى حالة الفتور الروحى هذه ثلاث كلمات ، فنجد :

1) قـــلبٌ غـافـل .
2) سعىٌ باطــــل .
3) حــبٌ عــامـل .


أولاً : قلــب غـــافل
وهى أولى خطوات الفتور ، إذ يبدأ فى القلب بالغفلة والنعاس الروحى ، فهى تقول: " فى الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته .. " فلم تعد فى بيت خمر محبة الفادى ، بل تركت الأحضان السماوية التى كانت تعانقها وفى ليل التهاون والتكاسل وجدت نفسها بلا حبيب ، فلقد ضاع من أمام عينيها وجود عريسها .. لذا قال الكتاب : " وفيما الناس نيام جاء عدوه وزرع زواناً في وسط الحنطة ومضى " (مت 13 : 25) فالمشكلة تكمن فى نوم صاحب الحقل ، وليس فى وجود عدو ..
وقد تدخل الغفلة إلى قلب الإنسان من عدة مداخل أهمها :

1) الشعور بالذات والاعتماد على النفس والإكتفاء بماضى مجيد فى خدمة أو حياة مقدسة .. لذا قال معلمنا بولس الرسول : " ليس إني قد نلت أو صرت كاملاً ولكني أسعى لعلي أُدرك الذي لأجـله أدركني أيضاً المسيح يسوع " (في 3 : 12)
2) وقت الفراغ الذى فيه يشفق الإنسان على نفسه فيتكاسل ويهمل قداسته كما فعل داود النبى ، فبرغم أنه وقت الحرب إلا أنه تكاسل ، كما قال الكتاب : " وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح إمرأة تستحم وكانت المرأة جميلة المنظر جداً " (2صم 11 : 2) فأخذها وزنى معها ثم قتل .. وتوالى السقوط ..
3) البيئة الروحية غير المقدسة التى يتواجد فيها المؤمن فيتأثر بمن هم حوله ، ولا يؤثر هو فيهم .. فتكون النتيجة أنه يتكاسل ويترك جهاده فيضيع فى تيارهم .. لذا قال الكتاب : " لا تضلوا فإن المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة " (1كو 15 : 33) ، كما يحذرنا قائلاً : "ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها .. " (أف 5 : 11)
4) إهمال وزنة الوقت متناسياً أننى سأعطى حساباً عنها يوم الدين .. فكل يوم يقدم الرب شيكاً قيمته 24 ساعة فهل أستثمر هذا الوقت أم أضيعه فأقع فى الدينونة .. لذا قال الرب يسوع : " أليست ساعات النهار اثنتي عشرة إن كان أحد يمشي في النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم " (يو 11 : 9)
5) إهمال التواجد مع جماعة المؤمنين فى الكنيسة ، بما فى ذلـك مـن فقـد لبركات كثيرة .. لذا قال الكتاب : " وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب " (أع 2 : 46)
6) الإستسلام للكسل وعدم أخذ قرار صارم مع النفس لتقوم وتثابر مجاهدة ضد الخطية .. لذا قال الكتاب : " غير متكاسلين في الاجتهاد حارين في الروح عابدين الرب " (رو 12 : 11)
لذا فالكنيسة تعلمنا فى تحليل الآباء الكهنة بعد صلاة نصف الليل فنقول : [ نجنا وأحفظنا وأسترنا وانهضنا من الملل والضجر والتوانى والكسل .. ولا تدع العدو الشيطان يطغينا بواسع الأمل ، بل نبه عقولنا وايقظ قلوبنا من نوم الغفلة وتسويف العمر باطلاً .. ]

أيها القارئ الحبيب ، هل تعيش فى نهار كامل أم فى ليل مظلم ؟ هل فى نشاط كامل أم فى تكاسل وخمول .. ؟

هل تمارس أمورك العالمية بنشاط ، وتتكاسل فى حياتك مع الله ولا تسمع لصوته الخفيف ، ولا يشغلك إلا صوت العالم بضجيجه وإلحاحاته ؟
إن كان فى حياتك منفذ من هذه المنافذ تسرب منه الكسل والغفلة إلى حياتك .. إنها فرصة اليوم لتقوم وتبنى أسوار حياتك المنهدمة ولا تكون بعد عاراً .. فرصة لنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور .. نعم ، قم من الأموات فيضئ لك المسيح ..
ثانياً : ســـعىٌ باطـــلٌ

أخيراً استيقظت العروس لتبحث عن حبيبها ، لكن للأسف بحثت عنه فى أماكن لا يمكن لها أن تجده فيها إذ بحثت عنه فى المدينة فى الأسواق فى الشوارع ، فكان سعيها سعياً باطلاً .. ووصلت إلى الحقيقة المُرة : فما وجدته .. فالبعض يبحثون عن السعادة فى المراكز ، ويتوهمون الفرح فى الحفلات والملذات والموديلات ، ويفتشون عن الراحة فى المال أو فى الجنس أو فى تمجيد الذات أو فى سيجارة أو فى كاس أو فى مسلسل .. فى الشوارع وفى النواصى أو فى الأماكن غير المقدسة .. والرب يعاتب هؤلاء قائلاً : " لأن شعبي عمل شرين تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لانفسهم آباراً آباراً مشققة لا تضبط ماء " (إر 2 : 13)
والواقع أن الأمر فى منتهى الوضوح ، إذ قال الكتاب : " لا يجتنون من الشوك تيناً ولا يقطفون من العليق عنباً " (لو 6 : 44) فكيف لبضاعة إبليس القتال أن تهب حياة ؟ وكيف لمسلسلات العالم أن تهب حرية ؟ وكيف لسراب الخطية أن يهب ارتواءاً ؟
قال أحد اساتذة الجامعة المشهورين ذات يوم : [ لم اكتف بصنع الشر فى بلادى ، بل هاجرت إلى بلاد أوروبية لأمارس الفسق على أوسع نطاق .. عشت فى الخطية بالطول والعرض وكنت أبحث فيها عن السعادة واللذة ، فما وجدتها .. إنها لذة وقتية .. فكنت أضحك ضحكات وقتية من فمى وليس من قلبى .. وأخيراً تعرّف على مصدر السلام والسعادة .. إذ وهو جالس فى حديقة سمع صوتاً يقول له : افتح واقرأ فى الكتاب المقدس .. ففتح ووجد الكلمات : " هذا وإنكم عارفون الوقت إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور .. لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام و الحسد .. " (رو 13 : 11 ـ 13) فعلى الفور قام من غفلته وعاد إلى أحضان من كان يحبه وهو يبحث عنه بعيداً بعيداً فترك النجاسة إذ كان له إبن فى الحرام من الزنى .. ويسجل سعادته بلقاء المسيح وفتح قلبه له فيقول : [ كنت أبحث عنك فى أشياء خارج عنى فلم أجدك .. وأخيراً هنا وجدتك وفى قلبى أمسكتك .. ] ما أروع هذه البداية التى بدأها هذا الاستاذ الجامعى .. أتعرف من هو ؟ إنه القديس أغسطينوس .. الذى سجل هذا الكلام فى كتاب اعترافات اغسطينوس .. لقد كان استاذاً فى الفلسفة والبيان فى جامعات فينا ..

أخى المحبوب .. كفاك سعياً باطلاً عن السعادة .. كفاك نقراً فى الصخر لتبحث عن المياه .. بل افتح القلب لنبع الشبع والارتواء فتجد فيه السلام والراحة الحقيقية فتبتهج بفرحٍ ولا ينزع أحد فرحك منك ..

ثالثاً : حبٌ عامل

تقول عروس النشيد : " وجدني الحرس الطائف في المدينة فقلت أرأيتم من تحبه نفسي فما جاوزتهم إلا قليلاً حتى وجدت من تحبه نفسي فأمسكته ولم أُرخه حتى أدخلته بيت أمي وحجرة من حَبُلَت بي.."
وما الحرس الطائف إلا المرشدين الروحيين الذين يرشدون الإنسان إلى المسيح .. لكن ما أخطر أن يقف الإنسان عند مرحلة التعلق بالمرشد الروحى ولا يصل إلى المسيح .. فالعروس تقول : ما جاوزتهم إلا قليلاً .. فلقد تجاوزت مرحلة العيان لتتعامل مع الحبيب الغالى على مستوى الإيمان .. فالمرشد الروحى هو صوت صارخ فى البرية .. أعدوا طريق الرب .. وهو بذلك يوصلك إلى المسيح ..
وما أجمل هذه العبارة التى تكررت 5 مرات فى سفر النشيد .. وهى عبارة " من تحبه نفسى .. " وإذ ترى النفس البشرية حبيبها الغالى الذى أسلم نفسه لأجلها ، فعلى الفور تمسكه بيدها ولا ترخه ..
لقد ذهبت مريم المجدلية تبحث عن جسد المسيح لتضع الحنوط عليه لتطيبه .. فلاقاها هو بنفسه .. وظنت أنه البستانى لكنه نادها بإسمها قائلاً : يا مريم .. فعلى الفور عرفته مريم وقالت له يا معلم .. لذا فالنفس التى تبحث عن المحبوب لا بد أن يأتى ويُظهر لها ذاته بل يدخل إليها ويتعشى معها وهى معه ..
إنها المحبة التى تغيِّر القلب بل وتضئ الحياة .. فبعد الظلام يأتى النور ، وبعد الفتور تأتى الجدية والنشاط فى الحياة الروحية .. إنه الحب العامل المغيِّر الذى يحرر المقيدين ويفك الماسورين ويطلق ويخلص الذين فى الشدائد ..
لذا فالقديس الأنبا أنطونيوس حين وجد العريس السماوى ، وجده لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن ، فعلى الفور قرر أن يمسك به ولا يرخيه ، بل وقرر أن لا يشغله شئ أو شخص عن التمتع بالمحبوب .. فترك الكل وانحل من الكل ليتحد بالواحد الكثير الثمن .. وهكذا سار على نفس الدرب كل آبائنا القديسين .. سواء كانوا رهباناً أو علمانيين .. بتوليين أو متزوجين ..

أخيراً .. أدركت العروس أنه لا مكان يمكن أن تتمتع بالحبيب ولا يفصلها أحد عنه .. فقررت إلا أن تدخل به إلى بيت أمها , وحجرة من حبلت بها .. ومن هى هذه الأم إلا الكنيسة المقدسة التى حبلت بنا ونحن اطفال فى المعمودية .. فصار الله أباً لنا وصارت الكنيسة أما حنوناً نفرح بالقائلين لنا إلى بيت الرب نذهب .. فالكنيسة هى عمود الحق وقاعدته (1تي 3 : 15)

ففى الكنيسة تتجدد النفس بفعل أسرارها التى هى قنوات مقدسة تجرى من خلالها عمل نعمة المسيح إلى القلب .. فيخلص المؤمن ويدخل ويخرج ويجد مرعى .. فتتمتع بالمسيح فى الكنيسة وتخرج إلى العالم لتخبرهم بجمال المحبوب فيأتون إليه ليتمتعوا معها به ..

أخى الحبيب .. هل لك الأشواق المقدسة للعريس السماوى التى تذيب ثلوج الخطية من القلب ، وتضئ ظلمات الضعف والكسل والتراخى فتأخذ حبيبك السماوى وتدخل به إلى الكنيسة لتأكل جسده وتشرب دمه .. وتبقى فى حضنه حتى يشأ فى خلوة حب مقدسة وترفض الفتور وتقوم من غفلة النوم وتقول له فى قطع صلاة النوم :
هوذا أنا عتيد أن أقف امام الديان العادل مرعوباً ومرتعداً من كثرة ذنوبى ، لأن العمر المنقضى فى الملاهى يستوجب الدينونة .. لكن توبى يا نفسى ما دمت فى الأرض ساكنة ، لأن التراب فى القبر لا يُسبح ، وليس فى الموت من يذكر ، ولا فى الجحيم من يشكر ..
بل إنهضى من رقاد الكسل وتضرعى إلى المخلص بالتوبة قائلة : اللهم ارحمنى وخلصنى ..
** ترنيمة :
1) يا سـيدى الحبـــيب يا نــــور عمـــرى
آتـى إليـك يـا ربـى فانهـــضــــــنى
آتى إليك بكل ضعــفى اسمع صراخى واشف نفسى
محـــتاجٌ إليك يا ربى انهضـــــنى يا يسوع
قرار : مشــتاق لعملك فىَّ محــــتاج للمسة قوية
انهضــنى يا يســوع انهــضنى يا يســـوع
2) بحبك العجيب إلهب قلبى فأُشبع قلبك بصدق حــبى
تعال برعش فىكل عظامى روحك يملأ كل كـــيانى
تعـال وبدد كل احــزانى انهضــــــنى يايسوع
 
قديم 20 - 03 - 2017, 09:53 AM   رقم المشاركة : ( 16919 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفتــــور الروحـــى
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

" في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته .. إني اقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشوارع أطلب من تحبه نفسي طلبته فما وجدته .. وجدني الحرس الطائف في المدينة فقلت أرأيتم من تحبه نفسي فما جاوزتهم إلا قليلاً حتى وجدت من تحبه نفسي .. فأمسكته ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمي وحجرة من حـبلت بي .. أحلـفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبايائل الحقل ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء .. " (نش 3 : 1 - 5 )

بعد أن انتهى الإصحاح الثانى الذى تركزت الأحاديث فيه ، كما قلنا قبلاً عن بحث الله عن الإنسان وعن عمل النعمة فى القلب .. تعود العروس من جديد هنا فى الإصحاح الثالث لتتحدث ، لكننا نرى أحاديثها وقد تركزت على وجه العملة الآخر .. ألا وهو بحث النفس البشرية عن الله ، وذلك بالجهاد الروحى .. فالحياة الروحية هى جهاد تؤازره نعمة ، أو نعمة تعين جهاد المؤمن لتخلصه ..
ولقد مرت العروس بمرحلة جفاف روحى إذ طلبت من الحبيب أن يُخرج لها الثعالب الصغار المفسدة للكروم .. وإنتهت هذه المرحـلة عندما قالت : " حبيبى لىَّ وأنا له .. الراعى بين السوسن .."

وما لبثت أن عادت من جديد فى إنحدار آخر ، لا فى حالة جفاف بل فى حالة فتور روحى .. وهى مرحلة أصعب من مرحلة الجفاف الروحى .. فالفتور الروحى هو عملية إنحلال قلبى وضياع لا تجد فيه النفس عريسها الرب يسوع المسيح .. فتقول : " بالليل على فراشى طلبت من تحبه نفسى .. طلبته فما وجدته .. " فهى مرحلة فتور ونوم وكسل وتراخى يمر بها جميع الذين لم يبدأوا بعد فى طريق التوبة ، كما قد يعانى منها بعض الذين بدأوا .. إذ يمرون بليل الخطية ويشتاقون إلى فجر جديد تشرق فيه شمس البر والشفاء فى أجنحتها فيقومون من فتورهم وتكاسلهم ..

ولنا فى حالة الفتور الروحى هذه ثلاث كلمات ، فنجد :

1) قـــلبٌ غـافـل .
2) سعىٌ باطــــل .
3) حــبٌ عــامـل .


أولاً : قلــب غـــافل
وهى أولى خطوات الفتور ، إذ يبدأ فى القلب بالغفلة والنعاس الروحى ، فهى تقول: " فى الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته .. " فلم تعد فى بيت خمر محبة الفادى ، بل تركت الأحضان السماوية التى كانت تعانقها وفى ليل التهاون والتكاسل وجدت نفسها بلا حبيب ، فلقد ضاع من أمام عينيها وجود عريسها .. لذا قال الكتاب : " وفيما الناس نيام جاء عدوه وزرع زواناً في وسط الحنطة ومضى " (مت 13 : 25) فالمشكلة تكمن فى نوم صاحب الحقل ، وليس فى وجود عدو ..
وقد تدخل الغفلة إلى قلب الإنسان من عدة مداخل أهمها :

1) الشعور بالذات والاعتماد على النفس والإكتفاء بماضى مجيد فى خدمة أو حياة مقدسة .. لذا قال معلمنا بولس الرسول : " ليس إني قد نلت أو صرت كاملاً ولكني أسعى لعلي أُدرك الذي لأجـله أدركني أيضاً المسيح يسوع " (في 3 : 12)
2) وقت الفراغ الذى فيه يشفق الإنسان على نفسه فيتكاسل ويهمل قداسته كما فعل داود النبى ، فبرغم أنه وقت الحرب إلا أنه تكاسل ، كما قال الكتاب : " وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح إمرأة تستحم وكانت المرأة جميلة المنظر جداً " (2صم 11 : 2) فأخذها وزنى معها ثم قتل .. وتوالى السقوط ..
3) البيئة الروحية غير المقدسة التى يتواجد فيها المؤمن فيتأثر بمن هم حوله ، ولا يؤثر هو فيهم .. فتكون النتيجة أنه يتكاسل ويترك جهاده فيضيع فى تيارهم .. لذا قال الكتاب : " لا تضلوا فإن المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة " (1كو 15 : 33) ، كما يحذرنا قائلاً : "ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها .. " (أف 5 : 11)
4) إهمال وزنة الوقت متناسياً أننى سأعطى حساباً عنها يوم الدين .. فكل يوم يقدم الرب شيكاً قيمته 24 ساعة فهل أستثمر هذا الوقت أم أضيعه فأقع فى الدينونة .. لذا قال الرب يسوع : " أليست ساعات النهار اثنتي عشرة إن كان أحد يمشي في النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم " (يو 11 : 9)
5) إهمال التواجد مع جماعة المؤمنين فى الكنيسة ، بما فى ذلـك مـن فقـد لبركات كثيرة .. لذا قال الكتاب : " وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب " (أع 2 : 46)
6) الإستسلام للكسل وعدم أخذ قرار صارم مع النفس لتقوم وتثابر مجاهدة ضد الخطية .. لذا قال الكتاب : " غير متكاسلين في الاجتهاد حارين في الروح عابدين الرب " (رو 12 : 11)
لذا فالكنيسة تعلمنا فى تحليل الآباء الكهنة بعد صلاة نصف الليل فنقول : [ نجنا وأحفظنا وأسترنا وانهضنا من الملل والضجر والتوانى والكسل .. ولا تدع العدو الشيطان يطغينا بواسع الأمل ، بل نبه عقولنا وايقظ قلوبنا من نوم الغفلة وتسويف العمر باطلاً .. ]

أيها القارئ الحبيب ، هل تعيش فى نهار كامل أم فى ليل مظلم ؟ هل فى نشاط كامل أم فى تكاسل وخمول .. ؟

هل تمارس أمورك العالمية بنشاط ، وتتكاسل فى حياتك مع الله ولا تسمع لصوته الخفيف ، ولا يشغلك إلا صوت العالم بضجيجه وإلحاحاته ؟
إن كان فى حياتك منفذ من هذه المنافذ تسرب منه الكسل والغفلة إلى حياتك .. إنها فرصة اليوم لتقوم وتبنى أسوار حياتك المنهدمة ولا تكون بعد عاراً .. فرصة لنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور .. نعم ، قم من الأموات فيضئ لك المسيح ..
ثانياً : ســـعىٌ باطـــلٌ

أخيراً استيقظت العروس لتبحث عن حبيبها ، لكن للأسف بحثت عنه فى أماكن لا يمكن لها أن تجده فيها إذ بحثت عنه فى المدينة فى الأسواق فى الشوارع ، فكان سعيها سعياً باطلاً .. ووصلت إلى الحقيقة المُرة : فما وجدته .. فالبعض يبحثون عن السعادة فى المراكز ، ويتوهمون الفرح فى الحفلات والملذات والموديلات ، ويفتشون عن الراحة فى المال أو فى الجنس أو فى تمجيد الذات أو فى سيجارة أو فى كاس أو فى مسلسل .. فى الشوارع وفى النواصى أو فى الأماكن غير المقدسة .. والرب يعاتب هؤلاء قائلاً : " لأن شعبي عمل شرين تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لانفسهم آباراً آباراً مشققة لا تضبط ماء " (إر 2 : 13)
والواقع أن الأمر فى منتهى الوضوح ، إذ قال الكتاب : " لا يجتنون من الشوك تيناً ولا يقطفون من العليق عنباً " (لو 6 : 44) فكيف لبضاعة إبليس القتال أن تهب حياة ؟ وكيف لمسلسلات العالم أن تهب حرية ؟ وكيف لسراب الخطية أن يهب ارتواءاً ؟
قال أحد اساتذة الجامعة المشهورين ذات يوم : [ لم اكتف بصنع الشر فى بلادى ، بل هاجرت إلى بلاد أوروبية لأمارس الفسق على أوسع نطاق .. عشت فى الخطية بالطول والعرض وكنت أبحث فيها عن السعادة واللذة ، فما وجدتها .. إنها لذة وقتية .. فكنت أضحك ضحكات وقتية من فمى وليس من قلبى .. وأخيراً تعرّف على مصدر السلام والسعادة .. إذ وهو جالس فى حديقة سمع صوتاً يقول له : افتح واقرأ فى الكتاب المقدس .. ففتح ووجد الكلمات : " هذا وإنكم عارفون الوقت إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور .. لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام و الحسد .. " (رو 13 : 11 ـ 13) فعلى الفور قام من غفلته وعاد إلى أحضان من كان يحبه وهو يبحث عنه بعيداً بعيداً فترك النجاسة إذ كان له إبن فى الحرام من الزنى .. ويسجل سعادته بلقاء المسيح وفتح قلبه له فيقول : [ كنت أبحث عنك فى أشياء خارج عنى فلم أجدك .. وأخيراً هنا وجدتك وفى قلبى أمسكتك .. ] ما أروع هذه البداية التى بدأها هذا الاستاذ الجامعى .. أتعرف من هو ؟ إنه القديس أغسطينوس .. الذى سجل هذا الكلام فى كتاب اعترافات اغسطينوس .. لقد كان استاذاً فى الفلسفة والبيان فى جامعات فينا ..

أخى المحبوب .. كفاك سعياً باطلاً عن السعادة .. كفاك نقراً فى الصخر لتبحث عن المياه .. بل افتح القلب لنبع الشبع والارتواء فتجد فيه السلام والراحة الحقيقية فتبتهج بفرحٍ ولا ينزع أحد فرحك منك ..

ثالثاً : حبٌ عامل

تقول عروس النشيد : " وجدني الحرس الطائف في المدينة فقلت أرأيتم من تحبه نفسي فما جاوزتهم إلا قليلاً حتى وجدت من تحبه نفسي فأمسكته ولم أُرخه حتى أدخلته بيت أمي وحجرة من حَبُلَت بي.."
وما الحرس الطائف إلا المرشدين الروحيين الذين يرشدون الإنسان إلى المسيح .. لكن ما أخطر أن يقف الإنسان عند مرحلة التعلق بالمرشد الروحى ولا يصل إلى المسيح .. فالعروس تقول : ما جاوزتهم إلا قليلاً .. فلقد تجاوزت مرحلة العيان لتتعامل مع الحبيب الغالى على مستوى الإيمان .. فالمرشد الروحى هو صوت صارخ فى البرية .. أعدوا طريق الرب .. وهو بذلك يوصلك إلى المسيح ..
وما أجمل هذه العبارة التى تكررت 5 مرات فى سفر النشيد .. وهى عبارة " من تحبه نفسى .. " وإذ ترى النفس البشرية حبيبها الغالى الذى أسلم نفسه لأجلها ، فعلى الفور تمسكه بيدها ولا ترخه ..
لقد ذهبت مريم المجدلية تبحث عن جسد المسيح لتضع الحنوط عليه لتطيبه .. فلاقاها هو بنفسه .. وظنت أنه البستانى لكنه نادها بإسمها قائلاً : يا مريم .. فعلى الفور عرفته مريم وقالت له يا معلم .. لذا فالنفس التى تبحث عن المحبوب لا بد أن يأتى ويُظهر لها ذاته بل يدخل إليها ويتعشى معها وهى معه ..
إنها المحبة التى تغيِّر القلب بل وتضئ الحياة .. فبعد الظلام يأتى النور ، وبعد الفتور تأتى الجدية والنشاط فى الحياة الروحية .. إنه الحب العامل المغيِّر الذى يحرر المقيدين ويفك الماسورين ويطلق ويخلص الذين فى الشدائد ..
لذا فالقديس الأنبا أنطونيوس حين وجد العريس السماوى ، وجده لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن ، فعلى الفور قرر أن يمسك به ولا يرخيه ، بل وقرر أن لا يشغله شئ أو شخص عن التمتع بالمحبوب .. فترك الكل وانحل من الكل ليتحد بالواحد الكثير الثمن .. وهكذا سار على نفس الدرب كل آبائنا القديسين .. سواء كانوا رهباناً أو علمانيين .. بتوليين أو متزوجين ..

أخيراً .. أدركت العروس أنه لا مكان يمكن أن تتمتع بالحبيب ولا يفصلها أحد عنه .. فقررت إلا أن تدخل به إلى بيت أمها , وحجرة من حبلت بها .. ومن هى هذه الأم إلا الكنيسة المقدسة التى حبلت بنا ونحن اطفال فى المعمودية .. فصار الله أباً لنا وصارت الكنيسة أما حنوناً نفرح بالقائلين لنا إلى بيت الرب نذهب .. فالكنيسة هى عمود الحق وقاعدته (1تي 3 : 15)

ففى الكنيسة تتجدد النفس بفعل أسرارها التى هى قنوات مقدسة تجرى من خلالها عمل نعمة المسيح إلى القلب .. فيخلص المؤمن ويدخل ويخرج ويجد مرعى .. فتتمتع بالمسيح فى الكنيسة وتخرج إلى العالم لتخبرهم بجمال المحبوب فيأتون إليه ليتمتعوا معها به ..

أخى الحبيب .. هل لك الأشواق المقدسة للعريس السماوى التى تذيب ثلوج الخطية من القلب ، وتضئ ظلمات الضعف والكسل والتراخى فتأخذ حبيبك السماوى وتدخل به إلى الكنيسة لتأكل جسده وتشرب دمه .. وتبقى فى حضنه حتى يشأ فى خلوة حب مقدسة وترفض الفتور وتقوم من غفلة النوم وتقول له فى قطع صلاة النوم :
هوذا أنا عتيد أن أقف امام الديان العادل مرعوباً ومرتعداً من كثرة ذنوبى ، لأن العمر المنقضى فى الملاهى يستوجب الدينونة .. لكن توبى يا نفسى ما دمت فى الأرض ساكنة ، لأن التراب فى القبر لا يُسبح ، وليس فى الموت من يذكر ، ولا فى الجحيم من يشكر ..
بل إنهضى من رقاد الكسل وتضرعى إلى المخلص بالتوبة قائلة : اللهم ارحمنى وخلصنى ..
** ترنيمة :
1) يا سـيدى الحبـــيب يا نــــور عمـــرى
آتـى إليـك يـا ربـى فانهـــضــــــنى
آتى إليك بكل ضعــفى اسمع صراخى واشف نفسى
محـــتاجٌ إليك يا ربى انهضـــــنى يا يسوع
قرار : مشــتاق لعملك فىَّ محــــتاج للمسة قوية
انهضــنى يا يســوع انهــضنى يا يســـوع
2) بحبك العجيب إلهب قلبى فأُشبع قلبك بصدق حــبى
تعال برعش فىكل عظامى روحك يملأ كل كـــيانى
تعـال وبدد كل احــزانى انهضــــــنى يايسوع
 
قديم 20 - 03 - 2017, 03:15 PM   رقم المشاركة : ( 16920 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رسالة المنبر في عالم متغيّر

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رسالة المنبر في عالم متغيّر
أولاً:
عالم متغير
نعيش في عالم متغير تتزايد فيه حدة هجمات الشيطان، وفي ذات الوقت يتزايد عمل الله، وتتحقق كثير من النبوات الكتابية.
أذكّركم وأذكر نفسي بأننا نعيش في عالم يتغير، لكن الرسالة لا تتغير. لكن المنبر يجب أن يتطور، ليواكب عالماً يتغير بمنتهى السرعة والحدة...
أصبح العالم قرية صغيرة، ويستطيع أي شخص أن يعرف ما يحدث في أماكن أخرى في العالم. العالم يرتبط بشبكة إلكترونية تقدم ثورة من المعارف والمعلومات، ويدخل العالم مرحلة العولمة التي تريد أن تدمج العالم كله معاً.
يُواجه العالم اليوم مشاكل بيولوجية من الاستنساخ والهندسة الوراثية، كما يُواجه مشاكل أخلاقية. فمفاهيمه وقيمه تتغير وتحكمه ثلاثة اتجاهات متشابهة
:
-1-

رفض الحق المطلق واستبداله بالحق النسبي
ينادون بأن كل جماعة أو مجتمع يُحدد لنفسه ما هو حق. مثلاً، إن الوصية "لا تقتل" ليست حقاً مطلقاً. وبذلك تنتفي فكرة الخطية، وفكرة الحاجة إلى مخلص. وكذلك الدافع للكرازة فكل المعتقدات متساوية.
-2-
القبول المطلق للآخرين
ينادون بالقبول بدعوة المحبة ورحابة الصدر. نعم، إن المسيحية تعلمنا أن نقبل الإنسان ونحبه، لكن نرفض مبادئه التي تتعارض مع حق الإنجيل...
ينادون بعدم التعصب والتزمت، ولكلٍّ حقه في الحياة؛ وبذلك تم قبول الشواذ جنسياً وتم قبول الطلاق، وقبول علاقات متعددة قبل الزواج ومعه...
قال أحد أساتذة التعليم في جامعة هارفارد:
كل الأطفال مرضى عقلياً لأنهم انتقوا من آبائهم مبادئ قديمة، فلم يتركوا لهم حرية الاختيار.
-3-
مبدأ العصر الجديد
هرطقة تنادي بأن الإنسان سيد نفسه. تضع البشرية مركزاً للحياة. يقولون:
إن الله في كل شيء وكل شيء في الله. ينادون بأن يصل الإنسان إلى الاستنارة عن طريق التأمل والتخيل واليوجا والسحر. وقديماً قال ديستوكسكي وهو فيلسوف روسي:
كل شيء حلال إن كان لا يوجد إله.
*
ثانياً:
رسالة لا تتغير
إن حالة الإنسان لم تتغير منذ آدم إلى الآن، كما أن الكتاب لم يتغير :
"الجميع زاغوا وفسدوا .. ونسل المرأة يسحق رأس الحية"،
المسيح لا يتغير وكلمة الله لا تتغير.
قال المسيح:
"أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ."
"يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ."

(رؤيا 8:1؛ عبرانيين 8:13).
"لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ."
(يعقوب 17:1).
الله لا يتغير في محبته، ومحبته لا تتوقّف على تغيرات الظروف بل تنبع من طبيعة الله.
الله لا يتغير في حنانه. فكّر في ما عمله المسيح مع المرأة السامرية وبطرس.
لم يتغير في صنع المعجزات...
لم يتغير في استجابة الصلوات.
وكلمة الله لا تتغير:
نادى البعض بوجود أخطاء في الكتاب المقدس وأثبتت الحفريات صدق الكتاب. لقد تحققت في المسيح كل نبوات العهد القديم في ميلاده وصلبه وقيامته، وبذلك تتحقق كلماته
"لأَنَّ: «كُلَّ جَسَدٍ كَعُشْبٍ، وَكُلَّ مَجْدِ إِنْسَانٍ كَزَهْرِ عُشْبٍ. الْعُشْبُ يَبِسَ وَزَهْرُهُ سَقَطَ،وَأَمَّا كَلِمَةُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ».
(1بطرس 24:1-25).
كلمة الله تنتصر على الأعداء من الداخل ومن الخارج.
أمر ديوكليشان عام 303 بإبادة كل الكتب المقدسة، ما عدا الكتاب أقام له نصباً تذكارياً نقش عليه:
سُحق اسم المسيحيين.
لكن جاء بعده الإمبراطور قسطنطين الذي صار مسيحياً وأمر بنسخ خمسين نسخة من الكتاب على نفقته.
في عام 1536 تم حرق عالم تقي هو تندايل لأنه ترجم الكتاب إلى الإنجليزية. وقد صلى قبل موته:
افتح يا رب عيني ملك إنجلترا. وبعد ثلاث سنوات وزعت طبعة جديدة ثم ظهرت ترجمة King James الشهيرة عام 1611.
وقال ديفيد هيوم :
إن الكتاب سيصبح أثراً. وقد أصبح بيت هذا الفيلسوف الاسكتلندي مقراً رئيسياً لجمعية الكتاب المقدس.
وقال فولتير:
سأحرر فرنسا من الكتاب المقدس وبعد موته عام 1778 اشترت جمعية الكتاب المقدس بيته ومطبعته.
لقد قال سبرجن:
إن أردت أن تبدو أمام الناس حكيماً وعالماً اليوم، ثم تصير جاهلاً بعد خمسين عاماً، هاجم الكتاب المقدس.
هكذا سيصير كل من يدّعي العلم بكبرياء اليوم.
هناك مدرسة عصرية تهاجم الميلاد العذراوي للمسيح وتقول:
لا يوجد شيطان أو أرواح نجسة شفاها المسيح. ليرحمهم الله!
العالم يكره المسيح، لأنهم لا يريدون الحق، فالحق يكشف زيف حياتهم. ولأن الشيطان يعمي عيونهم حتى لا تضيء لهم معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح.
إن طريق الخلاص لا يتغير. فقداسة الله لا تقبل إلا الكاملين. وحيث أننا كلنا خطاة، لذلك لابد أن نحتمي في المسيح الذي حمل عارنا وأعطانا كماله.
*
ثالثاً:
منبر متطور
لو أننا دخلنا غرفة مظلمة لا نلوم الغرفة بل نضيء النور.
علينا أن نضيء برسالة المسيح بكل وسيلة ممكنة، وأن نجعل من وسائل الإعلام منبراً إلى الناس، ولا ننتظر حتى يجيئون إلينا.
علينا أن نستخدم الإذاعة والأقمار الصناعية والإنترنت، متمسكين دائماً بقول المسيح:
"كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا"
(يوحنا 20:21).
قال الرب يسوع:
"اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا."
(مرقس 16:15).
«دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ،
فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.
وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ».

آمِينَ.
(متى 28: 18-20)
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024