منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 27 - 07 - 2024, 03:05 PM   رقم المشاركة : ( 168091 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,021

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المزمور المئة والثالث والعشرون
الالتجاء لله في الضيقة

ترنيمة المصاعد


"اليك رفعت عينى يا ساكنًا في السموات ..." (ع1)


مقدمة:

1- كاتبه: هو من المزامير اليتيمة التي لا يذكر فيها اسم كاتب المزمور.

تظهر كلمات المزمور إيمان الكاتب بالله والتجاءه إليه، خاصة أنه معرض لضيقات من المحيطين به. ويناسب كل مؤمن يعانى من الضيقات، فالمزمور صلاة توسلية لله الرحيم.

يصلى هذا المزمور على الدرجة الرابعة من درجات الصعود إلى هيكل الرب.

قد يكون هذا المزمور نبوة عن مشاعر نحميا عندما زار أورشليم، ورأى الأسوار مهدمة والأبواب محروقة، فبدأ يبنيها وقام عليه أعداؤه المحيطون به، وسخروا منه، وحاولوا مقاومته بكل الطرق.

يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الغروب؛ لأنه يناسب المصلى في نهاية اليوم وهو يتضرع إلى الله؛ ليخلصه من حروب الشياطين التي واجهته طوال النهار؛ حتى تهدأ عنه في نهاية النهار وأثناء الليل.


(1) عيوننا نحو الله (ع1-2):



ع1: إِلَيْكَ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ يَا سَاكِنًا فِي السَّمَاوَاتِ.


يرفع كاتب المزمور عينيه وهو على الأرض إلى الله ساكن السموات، وبهذا يعلن اتضاعه، وحاجته لله العالى المرتفع، فهو يترجى الله ويستدر مراحمه.

رفع العيون لله يؤكد إيمان كاتب المزمور بالله، وثقته أنه قادر أن يعينه وينقذه من كل أتعابه.



ع2: هُوَذَا كَمَا أَنَّ عُيُونَ الْعَبِيدِ نَحْوَ أَيْدِي سَادَتِهِمْ،
كَمَا أَنَّ عَيْنَيِ الْجَارِيَةِ نَحْوَ يَدِ سَيِّدَتِهَا، هكَذَا عُيُونُنَا نَحْوَ الرَّبِّ
إِلهِنَا حَتَّى يَتَرَأََفَ عَلَيْنَا.

يعلن المزمور أننا نرتفع بعيوننا نحو الله مثل العبيد، والجوارى الذين هم ملك لسيدهم، ويرفعون عيونهم إليه ليترجوا منه أي طلب، لعله يشفق عليهم ويعطيهم، أو قد يرى ألا يعطيهم ويقبلون؛ لأن سيدهم يرى ما هو مناسب. وإن كان البشر يمكن أن يخطئوا ولكن الرب صالح، ويعرف صالحنا، ويعطينا كل ما يناسبنا.

رفع العينين نحو الله ليتراءف علينا يبين ثقتنا به ومحبتنا له، وإيماننا برحمته وحنانه، ونظل رافعين أعيننا حتى يتراءف علينا، بل نظل بعد هذا طوال حياتنا ننظر إليه؛ لأنه إله حنون دائم الرأفة.

† ثق في حنان الله، واطلب ما تحتاجه منه، وليتك تظل مثابرًا، حتى يعطيك ويملأك سلامًا. لا تتركه أبدًا فليس لنا سواه.


(2) الذل والهوان (ع3، 4):



ع3، 4: ارْحَمْنَا يَا رَبُّ ارْحَمْنَا، لأَنَّنَا كَثِيرًا مَا امْتَلأْنَا هَوَانًا.

كَثِيرًا مَا شَبِعَتْ أَنْفُسُنَا مِنْ هُزْءِ الْمُسْتَرِيحِينَ وَإِهَانَةِ الْمُسْتَكْبِرِينَ.

يطلب الرحمة ويكررها تأكيدًا لاحتياجه الشديد، وأيضًا لكثرة الاستهزاء والهوان من الأعداء، ويعبر عن ذلك بقوله "امتلأنا وشبعت". فكاتب المزمور يعانى من مرارة شديدة في نفسه، وضيقة صعبة، فيترجى الله الرحيم ليرفعها عنه.

هذه الآيات نبوة عن المسيح، الذي احتمل كل خطايانا على الصليب، ويطلب من الآب أن يرفع عنه كأس الآلام، ويعلن أنه قد امتلأ من الهوان والهزء لأجل فدائنا.

هذه الآيات تعبر عن مشاعر التائب الذي أتعبه إبليس بالاستهزاء به.

† حول معاناتك وآلامك في الضيقة، أو السقوط في الخطية إلى صلوات وتضرعات لله أبيك الذي يحبك، ويشتاق أن يرحمك، ويرفع عنك آلامك، بل هو قد رفعها على الصليب، ويود أن يسندك في كل متاعبك.







المزمور المئة والرابع والعشرون
الله المخلص

ترانيم المصاعد . لداود


"لولا أن الرب الذي كان لنا ليقل إسرائيل" (ع1)


مقدمة:

كاتبه: داود النبي كما يذكر عنوان المزمور.

متى كتب ؟ في أواخر حياة داود بعدما أنقذه الله من أيدي أعدائه، وانتصر عليهم جميعًا.

لعل هذا المزمور نبوة عن الراجعين من السبي بعدما أنقذهم الله من أيدي الكلدانيين القساة، وعادوا مع بداية مملكة مادى وفارس إلى أورشليم.

لعل هذا المزمور أيضًا نبوة عن نحميا واليهود في عصره الذين أنقذهم الله من يد جيرانهم المقاومين لهم؛ طوبيا ومن معه.

يظهر هذا المزمور مشاعر المؤمن التائب، والمنتصر على الشيطان الذي يشكر الله ويمجده لأنه أنقذه من يد أعدائه الشياطين.

هذا المزمور من المزامير المسيانية لأنه يتنبأ عن المسيح خاصة في (ع7).

يصلى هذا المزمور على الدرجة الخامسة من درجات الصعود لهيكل الرب.

يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الغروب، حيث نشكر الله على محبته، ورعايته التي أنقذنا بها من حروب إبليس طوال النهار، وأتى بنا إلى نهايته.




(1) الله المنقذ (ع1-5):



ع1، 2: "لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا". لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ:

«لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا عِنْدَ مَا قَامَ النَّاسُ عَلَيْنَا،

يظهر داود إيمانه بالله ودالته عنده عندما يقول "الرب الذي لنا" فهو الحماية الوحيدة من الأعداء المحيطين، ويتكلم بصيغة الجماعة؛ لأن حروب الشياطين على كل من يؤمنون بالله، بل ينادى شعبه إسرائيل ليعلن هذا الإيمان أن الله الذي لنا هو حمايتنا من الأعداء.

هذه هي مشاعر التائبين الراجعين لله، الذين نجاهم من فخاخ إبليس، وقاموا من سقطاتهم، وهو شعور المسبيين أيضًا الذين عادوا إلى أورشليم، وبنوا الهيكل رغم مقاومة الأعداء المحيطين بهم؛ لأن الرب كان معهم.

هاتان الآيتان هما مشاعر يعقوب أب الآباء التي أعلنها لخاله لابان عندما فارقه، وحاول لابان إرجاعه بالقوة، ولكن الله ظهر للابان وبخه، فلم يمد يده إلى يعقوب (تك31: 42).



ع3-5: إِذًا لاَبْتَلَعُونَا أَحْيَاءً عِنْدَ احْتِمَاءِ غَضَبِهِمْ عَلَيْنَا.
إِذًا لَجَرَفَتْنَا الْمِيَاهُ، لَعَبَرَ السَّيْلُ عَلَى أَنْفُسِنَا.
إِذًا لَعَبَرَتْ عَلَى أَنْفُسِنَا الْمِيَاهُ الطَّامِيَةُ.

جرفتنا :
حملتنا المياه وطوحتنا بعيدًا.

الطامية :
الغامرة، أي التي تغطينا تمامًا.

يشبه داود الأعداء بمياه مندفعة بشدة كالسيل، فتحملنا وتلقينا بعيدًا، ونموت من عنف المياه. ويشبه الأعداء أيضًا بمياه كثيرة، قادرة أن تغمرنا ونموت، كما كان جيش فرعون الكبير قادر أن يقتل كل بني إسرائيل، أو يعيدهم للعبودية، وكما كانت مياه البحر الأحمر قادرة أن تغرق شعب الله. ولكن الله أنقذ شعبه، وأغرق الأعداء.

ترمز هاتان الآيتان إلى ما حدث مع المسيح الذي قام عليه اليهود وصلبوه، ومات على الصليب، ولكن بموته انتصر على الموت، ونزل إلى الجحيم، وأصعد آدم وبنيه إلى الفردوس، فالمياه غمرته والسيل غطاه، ولكنه غرق: أى، مات على الصليب، ثم قام منتصرًا وأنقذ أيضًا البشرية المؤمنة به.

† إن سمعت تهديدات، أو مخاوف من الأشرار لا تنزعج، فهم لا قوة لهم أمام الله الذي يحميك. تمسك بالله بترديد مزاميرك، وصلواتك فتتمتع بعشرته داخل حصنه الحصين.


(2) شكر الله (ع6-8):



ع6: مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي لَمْ يُسْلِمْنَا فَرِيسَةً لأَسْنَانِهِمْ.

يشبه الأعداء بوحوش مفترسة ذات أسنان وأنياب حادة، ولكن لم تقدر أن تقترب إلينا وتفترسنا بسبب حماية الله لنا؛ لذا يدعو داود كل المؤمنين أن يباركوا الله، ويسبحوه، ويمجدوه لأجل حمايته ورعايته لهم.



ع7: انْفَلَتَتْ أَنْفُسُنَا مِثْلَ الْعُصْفُورِ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِينَ.
الْفَخُّ انْكَسَرَ، وَنَحْنُ انْفَلَتْنَا.

يشبه الشيطان هنا بالصياد، ويقصد بالصياد الخبث والخداع، فالشيطان أحيانًا يحارب بالعنف والمخاوف، كما شبههم بالمياه الجارفة، أو الوحوش المفترسة. ولكن هنا يظهر الشيطان الذي ينصب فخًا للإنسان المؤمن بالله، الذي يشبهه بالعصفور الصغير الضعيف، ويلقى له في المصيدة الحبوب التي تغريه. فإن رفض الإنسان شهوات العالم لن يسقط في الفخ، وإن سقط بجهل يطلب الله بإيمان، فيكسر له الفخ، ويفلت العصفور ويطير ويبتعد عن الصياد. فنعمة الله تكسر الفخ، أما الجهاد فهو في طلب الله، ثم الإنفلات والطيران بعيدًا عن الفخ.

العصفور يرمز للمسيح الذي سقط في يد إبليس على الصليب ومات، ولكن بموته داس الموت وقبض على الشيطان، أي كسر الفخ؛ ليعطى قوة لأولاده المؤمنين؛ حتى ينجوا من فخاخ الشيطان.



ع8: عَوْنُنَا بِاسْمِ الرَّبِّ، الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.

يلخص داود المزمور في هذه الآية الأخيرة أن الله هو المخلص والمنقذ والعون في كل خطوات حياتنا، وبالتالي ينبغى أن نتكل عليه في كل شيء لأنه هو عوننا، وقادر أن يعيننا؛ لأنه خالق كل شئ؛ السماء وما فيها، والأرض وما فيها.

† ليك تشكر الله كل يوم على أعماله ومعونته ورعايته لك ؛ حتى يفرح قلبك ويثبت إيمانك، فتفرح قلب الله، فيهبك عطايا روحية ومادية بلا حصر.





المزمور المئة والخامس والعشرون
بركات الصالحين

ترانيم المصاعد


"المتوكلون على الرب مثل جبل صهيون..." ع1


مقدمة:

كاتبه: غير معروف ويعتبر هذا المزمور من المزامير اليتيمة لأنه لا يذكر اسم كاتب المزمور في العنوان.

يتكلم هذا المزمور عن رعاية الله لأولاده في الكنيسة؛ أي رعايته للمؤمنين به ومستقبلهم الأبدي العظيم، ومن ناحية أخرى عقاب الأشرار، فهو مزمور يساعد المصلى على الثبات في الإيمان، ويحمل معنى الشكر لله.

يصلى هذا المزمور على الدرجة السادسة عند الصعود لهيكل الرب.

يوجد هذا المزمور في صلاة الأجبية بصلاة الغروب؛ ليساعد المصلي على الثبات في الإيمان حتى نهاية اليوم، بل طوال الحياة، ويحذره من التهاون، حتى لا يأتي عليه عقاب الأشرار.




(1) الاتكال على الرب (ع1-3):



ع1: اَلْمُتَوَكِّلُونَ عَلَى الرَّبِّ مِثْلُ جَبَلِ صِهْيَوْنَ،
الَّذِي لاَ يَتَزَعْزَعُ، بَلْ يَسْكُنُ إِلَى الدَّهْرِ.

يشبه كاتب المزمور المتكلين على الرب بجبل صهيون، المرتفع للسماء أعلى مما حوله، فيرمز للميل إلى الروحيات والسماويات.

وهو أيضًا كبير وثابت يرمز للقوة والاستمرار.

وأيضًا دائم أي يظل إلى الدهر؛ لأن المتكلين على الله لهم نصيب في الملكوت الأبدي.



ع2: أُورُشَلِيمُ الْجِبَالُ حَوْلَهَا، وَالرَّبُّ حَوْلَ شَعْبِهِ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ.

مدينة أورشليم محاطة بالجبال من الأربعة جهات، هكذا أيضًا الله يحوطها برعايته، وهذه الجبال ترمز للملائكة القديسين المحبين لله ولأولاده، الذين يرسلهم الله لخدمة أولاده، ويتشفعون فيهم دائمًا. فأورشليم، أي كل المؤمنين الذين فيها، هم في رعاية الله وعنايته وفى صحبة القديسين، الآن في حياتهم على الأرض، ثم يكمل التمتع برؤية الله ورعايته، وشركة القديسين في الدهر الآتي.



ع3: لأَنَّهُ لاَ تَسْتَقِرُّ عَصَا الأَشْرَارِ عَلَى نَصِيبِ الصِّدِّيقِينَ،
لِكَيْلاَ يَمُدَّ الصِّدِّيقُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى الإِثْمِ.

إن كان المؤمنون في رعاية الله لكنه يسمح لهم بالتجارب، التي يشير إليها هنا بعصا الأشرار، فيسمح لأعداء شعبه أن يضايقوه لفترة، ولكن ليس إلى الأبد؛ لأنه إذا زادت التجارب قد تدعو الصديقين إلى اليأس، وإذا قلت التجارب قد تؤدى إلى التهاون والسقوط في الإثم، لنا يقول الكتاب أن "الله أمين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا" (1 كو10: 13). والله يؤدب أولاده بروح الأبوة حتى يقودهم للطريق المستقيم، كما أدب مريم أخت موسى وهارون بالبرص كأب لتتوب ولا تدين موسى، أو تتذمر عليه، معلنًا أبوته لها بقوله "ولو بصق أبوها بصقًا في وجهها أما كانت تخجل سبعة أيام" (عد12: 14).

† الإتكال على الله يعطيك راحة وسلام، ويثبتك في الإيمان، بل ويعطيك فرصة للنمو الروحي، فاطرد بحزم كل أفكار القلق التي يثيرها الشيطان عليك، فهي غريبة عنك؛ حتى تتمتع بأحضان الله.


(2) جزاء الصالحين والأشرار (ع4، 5):



ع4، 5: أَحْسِنْ يَا رَبُّ إِلَى الصَّالِحِينَ وَإِلَى الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.
أَمَّا الْعَادِلُونَ إِلَى طُرُق مُعْوَجَّةٍ فَيُذْهِبُهُمُ الرَّبُّ مَعَ فَعَلَةِ الإِثْمِ.
سَلاَمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ.

العادلون إلى طرق معوجة :
المتحولون والمنحرفون إلى طرق معوجة.

يختم المزمور بإعلان جزاء الأبرار وهو الإحسان الإلهي في الأرض، وفى السماء، وعمومًا يتمتعون بسلام الله على الدوام؛ لأنهم آمنوا واتكلوا عليه وعاشوا معه.

من الجانب الآخر فالأشرار الذين ينحرفون عن طريق الله، ويسيرون في طرق الشر المعوجة، فإنهم ينالون عقاب انحرافهم والتوائهم وابتعادهم عن الله، أي ينالون النتيجة الطبيعية للشر الذي عاشوا فيه، وهو بالطبع العذاب الأبدي، ولا يتمتعون بسلام داخلهم، بل على العكس في اضطراب وانزعاج دائم.

† أنظر إلى نعمة السلام الذي في داخلك، وأيضًا إلى عظمة الخيرات الأبدية؛ حتى تحتمل أتعاب الجهاد الروحي، وترفض لذة الخطية المؤقتة، فتسير بهذا في الطريق المستقيم المؤدى إلى الملكوت.





المزمور المئة والسادس والعشرون
فرح المجاهدين

ترانيم المصاعد


"عندما رد الرب سبى صهيون ..." ع1


مقدمة:

كاتبه: غير معروف، فهو من المزامير اليتيمة الغير معروف كاتبها.

زمن كتابته : عند الرجوع من السبي، سواء بعد السبي بقليل أيام زربابل، أو بكثير أيام عزرا ونحميا.

يعتبر هذا المزمور ترنيمة للمسبيين الراجعين من السبي بفرح ليبنوا هيكل الله في أورشليم، ويعودوا لعبادتهم، وتقديم ذبائح لله.

يناسب هذا المزمور كل تائب ومجاهد في طريق الحياة الروحية، فيتذكر تعزيات الله ويشكره، فيتشدد ليكمل جهاده.

يشبه هذا المزمور مزمور 85، والأصحاح الحادي والثلاثين من سفر إرميا.

يصلى هذا المزمور على الدرجة السابعة في طريق الصعود إلى هيكل الرب.

يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الغروب؛ ليتذكر المجاهد الروحي عمل الله معه طوال النهار ليتعزى ويستكمل جهاده، ويقظته الروحية بقية النهار وأثناء الليل.


(1) الله العظيم المنتصر (ع1-3):



ع1: عِنْدَمَا رَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ صِهْيَوْنَ، صِرْنَا مِثْلَ الْحَالِمِينَ.


عند رجوع بني إسرائيل من السبي إلى أورشليم كانوا في فرح وتعجب لا يصدق؛ حتى ظنوا كأنهم في حلم أثناء الليل، وهذا تعبير عن شدة فرحهم؛ لأن عمل الله كان فوق تخيل، ليس فقط اليهود، بل الأمم أيضًا التي سمعت برجوعهم.

أيضًا التائب الراجع إلى الله بعدما يرفع عنه خطيته، ويعود لنقاوته، ويحيا في عشرة الله يكون في فرح لا يعبر عنه.



ع2، 3: حِينَئِذٍ امْتَلأَتْ أَفْوَاهُنَا ضِحْكًا، وَأَلْسِنَتُنَا تَرَنُّمًا.

حِينَئِذٍ قَالُوا بَيْنَ الأُمَمِ: :"إِنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ الْعَمَلَ مَعَ هؤُلاَءِ".
عَظَّمَ الرَّبُّ الْعَمَلَ مَعَنَا، وَصِرْنَا فَرِحِينَ.

فرح بنو إسرائيل بأمر كورش الملك الفارسى أن يعودوا إلى أورشليم ليبنوا الهيكل. وبدأوا يستعيدون أشواقهم للعبادة في بيت الرب، بل بدأوا يرنمون الترانيم الروحية التي تعود آباؤهم أن يقولوها أمام بيت الرب. وصاروا في فرح عظيم شاهدته الأمم المحيطة بهم، فتعجبوا لعمل الله العجيب ، وصار فرح بني إسرائيل كرازة بدون كلام للأمم؛ حتى يؤمنوا بالله القوى، الذي فوق جميع الآلهة.

† أطلب من الرب أن يساعدك في جهادك لتتخلص من خطاياك، فتسبحه وتمجده، وتحيا في فرح وسط آلام هذه الحياة، فتكون نورًا للعالم الذي يعانى من ضيقات كثيرة.


(2) إكليل المجاهدين (ع4-6):



ع4: ارْدُدْ يَا رَبُّ سَبْيَنَا، مِثْلَ السَّوَاقِي فِي الْجَنُوبِ.

رجع المسبيون مع زربابل في الرجوع الأول حوالي 50,000 شخصًا، ثم في الرجوع الثاني مع عزرا حوالي 4000، أما الرجوع الثالث مع نحميا فكان عددًا محدودًا جدًا. والباقون من اليهود في السبي انشغلوا بالتجارة وأعمالهم ومشاريعهم، فلم تتحرك قلوبهم لعبادة الله في هيكله، ولذا يصلى كاتب المزمور لله ليرد باقي المسبيين، الذين جفت قلوبهم من محبة الله، مثل السواقى الموجودة جنوب أورشليم في نهاية مجارى مائية جافة طوال الصيف، أما في فصل الشتاء فتحرك الرياح الدافئة الآتية من الجنوب السحاب، فتسقط الأمطار، وتملأ القنوات المائية فتحرك السواقى.

المسبيون المشغولون بالتجارة والأعمال في بابل يرمزون للمؤمنين في كل جيل المشغولين بشهوات العالم، وقد جفت قلوبهم مثل مجارى المياه الجافة، فنطلب أن يحرك الله قلوبهم ليعودوا إليه، مثل سواقى الجنوب.



ع5، 6: الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالابْتِهَاجِ.
الذَّاهِبُ ذَهَابًا بِالْبُكَاءِ حَامِلًا مِبْذَرَ الزَّرْعِ، مَجِيئًا يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلًا حُزَمَهُ.

إن كان الفلاح يتعب في إعداد الأرض، وبذر البذور والعناية بزرعه حتى يكبر، محتملًا أتعابًا كثيرة؛ حتى تسيل دموعه من كثرة الجهد الذي يقوم به، ولكنه يفرح في النهاية عندما يحصد هذا الزرع ويجمعه كحزم.

هذا الزارع يرمز للمجاهد الروحي الذي يتعب في جهاده ضد الخطية، وسعيه لاقتناء الفضائل، ويثابر أيامًا كثيرة، ولكن في النهاية يفرح بالتأكيد عندما ينال بركات الله الروحية في حياته، فيتمتع بالطهارة والسلام والفضائل الروحية، وفوق الكل عشرة الله التي هي عربون الفرح الدائم السماوى. فمن يتعب في جهاده الروحي على الأرض ينال بالتأكيد نعمة الله في أفراح الملكوت.

† الله أعد لك إكليلًا عظيمًا في السموات، فليتك تنظر إليه مع بداية كل يوم لتجاهد الجهاد الحسن، وإن سقطت قم سريعًا وواصل جهادك، وثق أن نعمة الله ستساعدك لتنال إكليلك.







المزمور المئة والسابع والعشرون
بركات الله

ترانيم المصاعد لسليمان


إن لم يبن الرب البيت فباطلًا يتعب البناؤون ..." (ع1)




مقدمة:

1. كاتبه: هو سليمان كما يذكر في عنوان المزمور، وهناك رأيان بشأن سليمان كاتبه:

أ- سليمان الملك المعروف الذي بنى الهيكل.

ب- سليمان هو لقب لزربابل الذي عاد بالفوج الأول من المسببين وسمى سليمان لأنه من نسل سليمان، إذ أن زربابل من النسل الملوكي. وهذا هو الرأي الأرجح؛ لأن أيام زربابل كانت هناك مقاومات لبناء الهيكل، ولكن الله أنجح اليهود، وبنوا الهيكل وأورشليم وأسوارها.

2. متى كتب؟ بعد العودة من السبي.

3. يناسب هذا المزمور كل مؤمن يصلي ويعاني من ضيقات، فيثق في قوة الله، ويتكل عليه.

4. هذا المزمور يتكلم عن النبيين، والمزمور التالي يتكلم عن الزوجة والنبية؛ لذا يعتبر هذان المزموران مزموران للأسرة وعمل الله فيها.

5. كان هذا المزمور يرنم للمرأة بعد ولادتها كشكر لله ومباركة للأم الوالدة.

6. يُصَلَّى هذا المزمور على الدرجة الثامنة في طريق الصعود لهيكل الرب.

7. يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الغروب، ليؤكد حقيقة هامة، وهي أن الرب أساس الحياة، والمساند للمؤمن في كل خطواته؛ فيرفع القلب بالشكر لله، ويثبته في الاتكال على الله.




(1) بركة الله لمحبيه (ع1، 2):



ع1: إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلًا يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ.
إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ، فَبَاطِلًا يَسْهَرُ الْحَارِسُ.

يبين سليمان في هذه الآية أن الله هو أساس النجاح في كل ما هو للبنيان، وأيضًا في حراسة حياتنا والمحافظة عليها حتى لا ينزعج العائدون من السبي عندما يقاومهم الأعداء، فما دام الله معهم سينجحون في بناء الهيكل وأورشليم وتجديد أسوارها وأبوابها.

هذه الآية تبين عمل النعمة المساندة للجهاد الروحي، فقدرات الإنسان محدودة وقليلة أمام قوة الشيطان. ولكن نعمة الله المساندة تجعل الإنسان أقوى من الشيطان، وهذا يدعو الإنسان المجاهد للإيمان بالله والاتكال عليه، مع الحذر من التهاون؛ لأنه يغضب الله، وأيضًا الاعتماد على القوة البشرية فقط لابد أن تؤدي إلى الفشل.

إن كان الشيطان قد قاوم المسيح، وجعل اليهود يصلبونه، وما زال يقاوم كنيسة الله في العهد الجديد حتى اليوم، ولكنه عاجز أمام نعمة الله التي ثبتت الكنيسة حتى اليوم، وستظل ثابتة إلى الأبد بقوة إيمان أولاد الله، واتكالهم عليه، وبذلهم المستمر لأجل محبته.



ع2: بَاطِلٌ هُوَ لَكُمْ أَنْ تُبَكِّرُوا إِلَى الْقِيَامِ، مُؤَخِّرِينَ الْجُلُوسَ،
آكِلِينَ خُبْزَ الأَتْعَابِ. لكِنَّهُ يُعْطِي حَبِيبَهُ نَوْمًا.

عندما ينشغل الإنسان بالخيرات المادية، فيبكر إليها ليعمل وقتًا طويلًا، ولا يجلس ليستريح، ولا يجد فرصة للصلاة، أو القراءة في كلام الله، فإن قلبه يمتلئ بالهم، ويأكل طعامه مع متاعب، وضيقات نفسية. وعلى العكس من يتكل على الله، ويعمل واجبه في الحياة يكون سعيدًا، ويعطيه الله سلامًا في خطواته وأثناء نومه، فيحيا في فرح دائم.

الله أعطى حبيبه نومًا عندما نام المسيح على الصليب، أي مات لأجل فدائنا، ثم قام في اليوم الثالث.

† الاتكال على الله يعطي سلامًا، بل يجعل الإنسان نشيطًا، قادرًا على إنجاز أعمال أكبر، لذا لا تتعب نفسك بالقلق والتفكير الكثير، بل اعمل واجبك، واترك الله يكمل كل ضعف، ونقص فيك.


(2) البنون بركة من الرب (ع3 - 5):



ع3: هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، ثَمَرَةُ الْبَطْنِ أُجْرَةٌ.


منذ القدم، بل وحتى الآن في أنحاء كثيرة من العالم يعتبر كثرة البنين بركة من الله، وشريعة موسى تعلن هذا (تث 28: 4، 11).

إن كانت كثرة البنين بركة من الرب، فبالأولى البنين الروحيين المولودين من جرن المعمودية في كنيسة العهد الجديد هم بركة من الرب، وأعضاء جدد في جسده الذي هو الكنيسة، ليتمجد فيهم عندما يحيون معه، ويحفظون وصاياه. فالمسيح قد دفع دمه ثمنًا لاقتناء أولاده الذين يولودون من جرن المعمودية، فهم أجرة له؛ لأنه اشتراهم بدمه.



ع4: كَسِهَامٍ بِيَدِ جَبَّارٍ، هكَذَا أَبْنَاءُ الشَّبِيبَةِ.

الشبيبة:
الشباب.

المرأة الشابة عندما تلد يكون أبناؤها أقوياء جسمانيًا، فأبناء الشبيبة أقوياء، ولكن قوتهم الحقيقية أنهم في يد جبار، الذي هو الله. فالسهم مهما كان قويًا، وحادًا، ولكن إذا وضع في يد جبار يصل إلى هدفه. وهكذا الأبناء الروحيين لله، الذين أعلنوا اسمه في العهد القديم والجديد، أي الأنبياء والرسل وكل الكهنة والخدام.

الشبيبة ترمز للقوة، فالمسيح تمم فداءه على الصليب بقوة، وحرر آدم وبنيه، وأصعدهم إلى الفردوس، وأعطى قوة لكل من يؤمن به، فيتغلب على الشيطان.



ع5: طُوبَى لِلَّذِي مَلأَ جَعْبَتَهُ مِنْهُمْ.
لاَ يَخْزَوْنَ بَلْ يُكَلِّمُونَ الأَعْدَاءَ فِي الْبَابِ.

طوبى:
يا لسعادته وفرحه.

جعبته: الجعبة هي الجراب، أي كيس جلدي توضع فيه السهام.

الذي له بنون أقوياء إذا أتى الأعداء لا يدخلونهم إلى المدينة، بل يقفون على بابها، ويواجه الأبناء المرسلين من الأعداء بقوة، ويرفضون تهديداتهم، أو خداعهم.

الأبناء الأقوياء الذين هم السهام يرمزون روحيًا إلى كلمات الله التي يواجه بها الإنسان حروب الشيطان، كما فعل المسيح في التجربة على الجبل، والسهام أيضًا، أي البنون الأقوياء هم الأسلحة الروحية عمومًا مثل الإيمان والحق والبر ... (أف 6: 13 - 17)، وكذلك أيضًا الفضائل الروحية؛ كل هذه تستطيع أن تصد هجمات إبليس وتغلبه.

† ليتك تملأ عقلك بالأفكار الروحية، وقلبك بالمشاعر نحو الله، حتى تستطيع أن تحارب وتغلب الشيطان؛ لأن قوة الله تنصرك دائمًا، مهما كانت حيل إبليس، أو قوته.





المزمور المئة والثامن والعشرون
بركات الأتقياء

ترانيم المصاعد


"طوبى لكل من يتقي الرب ويسلك في طرقه ..." (ع1)


مقدمة:

كاتبه: غير معروف فهو من المزامير اليتيمة الغير معروف كاتبها.

يتميز هذا المزمور بحديثه عن الأسرة الروحية في البيت، عن الزوجة والأبناء والأحفاد.

يشجع هذا المزمور من يصليه على مخافة الرب ليتمتع ببركات في حياته، وفي بيته.

يصلي هذا المزمور على الدرجة التاسعة في طريق الصعود لهيكل الرب.

يشجع هذا المزمور الراجعين من السبي بعدد قليل؛ بأنهم ما داموا يخافون الله، وعادوا لبناء بيته وعبادته، بأنه سيباركهم ويكثر نسلهم، ويعيشون في خيرات الله.

يرمز هذا المزمور للمسيح فهو الرجل الذي يتقي الرب، وإمرأته هي الكنيسة، وأبناؤه هم المؤمنون به على مدى الأجيال؛ فهو يعتبر من هذه الناحية من المزامير المسيانية.

تقرأ الكنيسة جزء من هذا المزمور في طقس صلاة الإكليل.

يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الغروب؛ لأنه يعد الإنسان المتقي الرب، الذي عاش في مخافة الله طوال النهار ببركات كثيرة تشجعه على مواصلة حياته في مخافة الرب باقي أيامه.


(1) بركات في الأسرة (ع 1- 3):



ع1: طُوبَى لِكُلِّ مَنْ يَتَّقِي الرَّبَّ، وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ.


يظهر المزمور سعادة من يتقي الرب؛ إذ ينال خيرات روحية ومادية، بالإضافة للخيرات الأبدية؛ لأنه يخاف الله، فيحفظ وصاياه، ويسلك في طرق الرب وهي الوصايا، ووسائط النعمة.

هذه الآية نبوة عن خلاص الأمم، وكل من يتقي الرب فيؤمن به، ويحيا معه، وينضم إلى شعب الله، ويسلك في طرقه؛ لأن الوصول إلى الله له أشكال كثيرة في الحياة. مثل الزواج، أو الرهبنة، أو البتولية الخادمة.

هذه الآية أيضًا نبوة عن المسيح الذي عاش بالتقوى كل أيامه على الأرض، وسلك في طرق الرب ولم يخطئ خطيئة واحدة، وأكمل كل بر.



ع2: لأَنَّكَ تَأْكُلُ تَعَبَ يَدَيْكَ، طُوبَاكَ وَخَيْرٌ لَكَ.

هذه الآية تبين أهمية العمل والجهاد الروحي، فمن يتعب يعطيه الله بركات وخيرات. فالعمل ضروري إذ أن آدم كان يعمل في الجنة ليفلح الأرض، ويسمى الحيوانات بأسمائها. وبولس يحدثنا عن أهمية العمل فيقول "إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضًا" (2 تس 3: 10)

الخيرات التي ينالها من يعمل أو يجاهد روحيًا ينال جزاءها جزئيًا على الأرض، ثم مكافأة عظيمة لا يعبر عنها في السماء. كل هذا لمن يتعب فينال، ولكن حذاري أن يظلم أحد غيره، ويأخذ تعبه، أي يأخذ مكافأة تعب غيره.


ع3: امْرَأَتُكَ مِثْلُ كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ.
بَنُوكَ مِثْلُ غُرُوسِ الزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ.



(2) بركات ممتدة (ع 4 - 6):

ع4: هكَذَا يُبَارَكُ الرَّجُلُ الْمُتَّقِي الرَّبَّ.


كل الخيرات والبركات السابقة التي ذكرها المزمور تأتي على الإنسان المتقي الرب، والله يحب من يخافونه؛ لأنهم مؤمنون باسمه، ويسلكون بوصاياه، فيباركهم ببركات روحية ومادية لا تعد. ولا يستطيع العالم أن ينزع هذه البركات؛ لأنها من الله، بعكس خيرات العالم الوقتية الزائلة. ويصحب كل هذه البركات سلام في قلب من يخاف الله، وفرح عظيم؛ كل هذا مقدمة للبركات التي تفوق العقل التي ينالها في السماء.



ع5: يُبَارِكُكَ الرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ، وَتُبْصِرُ خَيْرَ أُورُشَلِيمَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ.

البركات الآتية على متقي الرب تأتيه من أورشليم، أي من هيكل الرب، فهي بركات من الله، وليس من العالم الزائل.

يرى المتقي الرب خير أورشليم، ليس فقط الخيرات المادية، مثل إعادة بناء الهيكل بعد الرجوع من السبي، أو تجديده أيام هيرودوس الملك، أو خيرات مادية لمدينة الله المقدسة، ولكن بالأحرى الخيرات الروحية، التي تظهر في ملء الزمان بالمسيح الفادي، والذي يقدم في أورشليم خلاصًا للعالم كله. وتفيض بركات من كنيسة العهد الجديد في العالم كله، أما كمال البركات والخير، فهو في أورشليم السماوية.

† تذكر أعمال الله السابقة معك؛ ليثبت إيمانك، وتتكل عليه، ولا تستطيع شهوات العالم أن تغريك، فتكون بكل قلبك معه.



ع6: وَتَرَى بَنِي بَنِيكَ. سَلاَمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ.

يعطي بركة جديدة لمتقي الرب وهي طول أيام العمر على الأرض؛ حتى يرى أحفاده ؛ لأن متقي الرب يتمتع بالسلام والفرح فيعيش في هدوء عمرًا مديدًا. كما أن قديمًا كانت كثرة البنين بركة من الله.

بنو البنون هم الأولاد الروحيون الذين يتمتع برؤيتهم الكهنة والخدام في العهد الجديد وكل من تكلم باسم الرب في العهد القديم، مثل الأنبياء، أي من يتعلمون على أيدي هؤلاء وأيدي أولادهم، كما يظهر في حياة الآباء الرهبان والأساقفة والمتبتلين المكرسين لخدمة الله في العالم.

يختم المزمور بأن يدعو بالسلام لكل شعب الله المملوء بالأتقياء الذين يحيون في بركات الله، وأهمها السلام الداخلي.

† الخيرات تنتظرك قدر مًا تخاف الله، فتذكر عدل الله، واسلك في التوبة كل حين، واحفظ وصايا الرب، وتمتع بالإعتراف والتناول، فتعيش في سلام كل أيامك.





المزمور المئة والتاسع والعشرون
الرب ينجي المتضايقين

ترانيم المصاعد


"كثيرًا ما ضايقوني منذ شبابي ليقل إسرائيل .." (ع1)


مقدمة:

كاتبه: غير معروف، فهو من المزامير اليتيمة الغير معروف كاتبها.

يوجد تشابه كبير بين هذا المزمور وبين (مز 124) وهو أيضًا من مزامير المصاعد "لولا أن الرب ...." حتى أن البعض يعتقدون أن كاتبهما واحد وهو داود النبي. فنرى في كلا المزمورين أن العدد الأول والثاني يتكرران، ويعرض كل منهما معاناة أولاد الله، ثم يظهر محبة الله التي تحفظهم وتنجيهم.

إن كان متقو الرب ينالون بركات كثيرة كما يظهر في المزمور السابق، لكن أيضًا يحاربهم الشيطان كثيرًا، والله ينجيهم وينتقم من الأشرار، كما يظهر في هذا المزمور.

يناسب هذا المزمور كل من يعاني من ضيقات، فيشدده ويعطيه رجاء في حماية الله وإنقاذه له.

يصلي هذا المزمور على الدرجة العاشرة في طريق الصعود للهيكل.

يوجد هذا المزمور بصلاة الأجبية في صلاة الغروب؛ ليشجع المجاهد الروحي الذي احتمل أتعابًا كثيرة طوال النهار بأن الله معه، وينقذه من أيدي أعدائه، بل وينتقم منهم.


(1) مضايقات الأشرار ( ع1-3):



ع1، 2: "كَثِيرًا مَا ضَايَقُونِي مُنْذُ شَبَابِي".
لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ: "كَثِيرًا مَا ضَايَقُونِي مُنْذُ شَبَابِي، لكِنْ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيَّ.

يتعرض أولاد الله للمضايقات من الأشرار منذ شبابهم، أي من صغرهم حتى نهاية حياتهم، ولكن ما يشجعهم على الاحتمال أن أعداءهم لا يقدرون عليهم؛ لأن الله معهم.

جميع الأبرار تحملوا ضيقات حتى عندما كان عدد البشر في العالم قليل جدًا، فقابيل ضايق هابيل، ونوح سخر منه كل العالم عندما بنى الفلك، وقد يكون احتمل كثيرًا حتى من الأجراء الذين صنعوا الفلك، وشعب إسرائيل احتمل في بداية حياته ضيقات شديدة في مصر، ثم في برية سيناء وحرب عماليق وبعد ذلك في حروب مع سكان كنعان، وتعرض لذل السبي الأشوري والبابلي، ولكنهم تمتعوا بسكن الله وسطهم وبركاته. وإن كان داود هو الكاتب، وقد احتمل ضيقات كثيرة من شاول، ثم أبشالوم، ولكن كان الله معه ونجاه من أيديهم وملكه على شعبه، ومتعه بعشرته.



ع3: عَلَى ظَهْرِي حَرَثَ الْحُرَّاثُ. طَوَّلُوا أَتْلاَمَهُمْ".

أتلامهم:
جمع تلم وهو الخط المحفور في الأرض الذي يصنعه المحراث عند مروره على الأرض.

يوضح كاتب المزمور مدى المعاناة التي احتملها من الأشرار الذين ضربوه، وجلدوه وتركوا أثارًا قاسية على ظهره، وسال دمه. وكما يمر المحراث في الأرض ويشقها صانعًا خطوطًا عميقة فيها، هكذا أيضًا حرث الأشرار على ظهره أي جلدوه، وشققوا ظهره بخطوط عميقة (أتلام)، أي أنه احتمل وتعذب كثيرًا من أجل الله. فطهارة الأبرار توبخ الأشرار، فيسيئون إليهم بقوة.

إن كان المحراث يشق الأرض، ولكن بعد هذا توضع البذور في هذه الخطوط العميقة وتنمو النباتات، وتعطي ثمرًا، هكذا أيضًا احتمال الآلام يعطي النفس قوة، وبركة من الله، فينمو في البر والفضيلة، ويثمر ثمار الروح القدس.

المسيح احتمل الجلد على ظهره والصلب وأعطانا الخلاص. وهكذا أيضًا الكهنة والخدام يتحملون متاعب كثيرة من الرعية، ويحملون أثقالهم ؛ حتى يعرفوا الله معرفة حقيقة، فتتغير طباعهم القاسية.

† احتمل المحيطين بك من أجل المسيح الذي احتملك، واعلم أن هذا الاحتمال يزكي حياتك، فتتأهل لبركات كثيرة في الأرض وفي السماء.


(2) انتقام الرب ( ع4-8):



ع4: الرَّبُّ صِدِّيقٌ. قَطَعَ رُبُطَ الأَشْرَارِ.

ربط الأشرار:
الربط هو الحبال التي يثبت بها النير، وهو خشبة تثبت على عنقي البهيمتين، وتربط في الرقبة؛ ليستند النير عليها .

يتدخل الله عندما يرى قسوة الأشرار على أولاده، ويشبه الأثقال التي يضعونها على أولاده بالنير الذي يربط في رقاب البهائم، فإذا قطعت هذه الربط يتحررون من قسوة الأشرار، وينطلقون بعيدًا عنهم، فالله يرفع التجربة، ويريح أولاده، بل ويباركهم بتعزيات كثيرة. وهذا يعطي رجاء للمتألمين أن التجربة مؤقتة، والله حتمًا سينهيها.



ع(5-7): فَلْيَخْزَ وَلْيَرْتَدَّ إِلَى الْوَرَاءِ كُلُّ مُبْغِضِي صِهْيَوْنَ.
لِيَكُونُوا كَعُشْبِ السُّطُوحِ الَّذِي يَيْبَسُ قَبْلَ أَنْ يُقْلَعَ،
الَّذِي لاَ يَمْلأُ الْحَاصِدُ كَفَّهُ مِنْهُ وَلاَ الْمُحَزِّمُ حِضْنَهُ.

صهيون: أهم التلال الخمسة التي بنيت عليها مدينة أورشليم، ويعني بصهيون أورشليم التي يحيا فيها المؤمنون بالرب.

المحزم: جامع النباتات في حزم.

يعلن الله أن الأشرار الذين يبغضون أولاده سيلحقهم الخزي، بل يتراجعون إلى الوراء، ويتركون الإساءة إلى أولاده. بل أيضًا يشبه شروره ضد أولاده كأنها عشب السطوح، أي النباتات الصغيرة التي تنمو على أسطح المنازل الريفية في طبقة ترابية قليلة، فلا يكون لجذور هذه الأعشاب عمق، فتجف من حرارة الشمس، وتموت سريعًا. فقبل أن تنمو هذه الأعشاب، ويجمعها الفلاح، ويضعها في حزم ليطعم بها ماشيته تجف وتلقى بعيدًا لتحرق ؛ لأنه لا فائدة منها. هكذا أيضًا شرور الأشرار سطحية لها مظهر قوي لكن تنتهي سريعًا.

كل الإضطهادات التي توجه للكنيسة على مر الأزمان تبطل، ويخزي الشياطين، ويرتدون إلى ورائهم؛ لأن كل شرورهم سطحية إذ أن الله ساكن في أولاده فلا ينزعجون من الاضطهادات، وتنتهي سريعًا، بل تنمى أولاده في محبتهم لله.



ع8: وَلاَ يَقُولُ الْعَابِرُونَ: "بَرَكَةُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ. بَارَكْنَاكُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ".

يتضح أمام البشر كلهم الذين يعبرون على الأشرار، والذين سبق وشبههم بعشب السطوح، أن الأشرار لا قوة لهم، ولا ينالون بركة من الله، إذ هم يجفون ويحترقون، إشارة إلى مصيرهم وهو العذاب الأبدي بالنار المتقدة.

على الجانب الآخر أولاد الله ينالون بركة باسم الرب؛ لأجل سلوكهم في البر، واحتمالهم الاضطهاد من الأشرار من أجل الرب.

† نجاح الأشرار يبدو عظيمًا لكنه مؤقت وزائل، فلا تلتفت إليه، واثبت في إيمانك بالله، ووصاياه، فتحيا في سلام في الأرض، ثم سعادة لا يعبر عنها في السماء.





المزمور المئة والثلاثون
الغفران والفداء

ترانيم المصاعد

"من الأعماق صرخت إليك يا رب ..." (ع1)



مقدمة:

كاتبه: غير معروف فهو من المزامير اليتيمة التي لم يذكر اسم كاتبها في العنوان؛ ولكن هناك ميل أن يكون هو داود النبي.

متى كتب ؟ في أيام داود لأن سليمان اقتبس منها في صلاته [(ع 2) ؛ (2 أي 6: 40 - 42)].

لعل نحميا اقتبس من هذا المزمور في سفره، وفي صلاته [(ع2) ؛ (نح 1: 6، 11)].

يتشابه هذا المزمور أيضًا مع رسائل بولس الرسول، وخاصة (رو 7، 8). وهذا يؤكد وحدة الكتاب المقدس، فالروح القدس هو الموحي بجميع أسفار العهد القديم والجديد.

يناسب هذا المزمور الإنسان التائب طالب الغفران من الله، فينمي رجاءه، واتكاله عليه.

يناسب هذا المزمور الراجعين من السبي؛ إذ يعطيهم رجاء في الحياة الجديدة مع الله.

هذا المزمور من مزامير التوبة المعروفة التي سبق ذكرها، وهي سبعة مزامير وهي (مز 6، 32، 38، 51، 102، 130، 143)

يبين هذا المزمور اهتمام الله بأعماق الإنسان، أي قلبه، ومشاعره أكثر من مظهره الخارجي.

هذا المزمور من المزامير المسيانية؛ لأنه يحدثنا عن المسيح الفادي (ع 6 - 8).

كان هذا المزمور يصلي على الدرجة الحادية عشر في طريق الصعود لهيكل الرب.

يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة النوم؛ إذ نقدم توبة أمام الله، ونطلب غفرانه عن كل خطايانا. تمهيدًا ليوم جديد، ليس فقط على الأرض، بل لليوم الذي لا نهاية له، أي الأبدية.



(1) طلب الغفران (ع 1 - 4):



ع(1) : مِنَ الأَعْمَاقِ صَرَخْتُ إِلَيْكَ يَا رَبُّ.

بعد أن اجتاز الصاعد إلى الهيكل معاناة آلام كثيرة أثناء الصعود، كما يظهر من المزامير السابقة، يصل إلى درجة الصراخ من أعماق قلبه لله. والصراخ القلبي قد لا يحتاج إلى صراخ الشفاه مثل صراخ دم هابيل من الأرض (تك 4: 10) وصراخ موسى القلبي أمام البحر الأحمر (خر 14: 15) وصراخ الصامتة أم صموئيل (1 صم 1: 13). وهذا يبين أمرين:

أ- مدى معاناته من الشهوات، أو المشاكل، أو الضيقات.

ب- مدى إيمانه بالله القادر أن ينقذه.

الأعماق يمكن أن تكون أعماق الله، أي أن الإنسان الروحي وصل إلى أعماق الله ومن هناك يصرخ إليه؛ إذ أن من يدخل إلى الأعماق تزداد أشواقه نحو الله، وإيمانه به، ورجاؤه فيه.

قد تكون هذه الكلمات نبوة عن المسيح الذي نزل إلى أعماق الجحيم من قبل الصليب، وصرخ إلى الآب معلنًا إتمام الفداء الذي به يُصعد آدم وبنيه من الجحيم إلى الفردوس.



ع2: يَا رَبُّ، اسْمَعْ صَوْتِي. لِتَكُنْ أُذُنَاكَ مُصْغِيَتَيْنِ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي.

يطلب داود من الله أن يسمع صوته، ويفتح أذنيه إلى تضرعاته. وهذا يبين أمرين:

أ- اتضاعه واحتياجه الشديد لله.

ب- إيمانه بقوة الله القادر أن ينقذه من كل أتعابه.



ع(3، 4): إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ الآثَامَ يَا رَبُّ، يَا سَيِّدُ، فَمَنْ يَقِفُ؟
لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ.

يظهر داود عدل الله وخطية الإنسان، فلا يوجد إنسان بلا خطية، وبالتالي لا يستطيع أحد أن يقف أمام الله ليحاكم أو يدافع عن نفسه؛ لأن الجميع زاغوا وفسدوا، ليس من يعمل صلاحًا " (مز 14: 3).

الله العادل هو أيضًا الرحوم الغافر. والغفران يأتي من الابن الذي عند الآب، فهو الذي سيفدي البشرية، وبهذا الرجاء يستطيع الإنسان التائب المؤمن أن يقف أمام الله العادل الرحيم في نفس الوقت.

إن كان الإنسان ينال الغفران، فيشكر الله، ولا يتهاون، بل يظل متمسكًا بمخافة الله العادل، وإلا يفقد الغفران، أي يتمم خلاصه بخوف ورعدة (عب 2: 3).

† مهما قابلتك الضيقات التجئ إلى الله، وأصرخ إليه، فهو ينتظرك بمحبته. ومهما كانت خطاياك سيغفرها لك. لكن تمسك بوصاياه ومخافته، فتحيا في توبة وفي سلام كل أيامك.


(2) الرجاء في الرب (ع5- 8):



ع(5): انْتَظَرْتُكَ يَا رَبُّ. انْتَظَرَتْ نَفْسِي، وَبِكَلاَمِهِ رَجَوْتُ.

في ضيقته نظر داود إلى الله، ولم ينشغل بخطاياه أو ضعفه، أو صعوبة الضيقة، لكنه بإيمان انتظر الله، أي لم ينزعج بتأخر استجابة الله.

ركز داود على انتظار الرب، وأكد ذلك بتكرار كلمة انتظرت مرتين في هذه الآية، ثم مرة ثالثة في الآية التالية. كل هذا على رجاء وعد الله الذي ينقذه من كل ضيقاته. فكلام الله يؤكد له رعاية الله ومعونته؛ لذا كان مطمئنًا، بل نمت محبته وإيمانه بالله، فالضيقة دفعته خطوة للأمام في تعلقه بالله.



ع(6): نَفْسِي تَنْتَظِرُ الرَّبَّ أَكْثَرَ مِنَ الْمُرَاقِبِينَ الصُّبْحَ.
أَكْثَرَ مِنَ الْمُرَاقِبِينَ الصُّبْحَ.

داود ينتظر الرب باشتياق واهتمام أكثر من حارس الليل الذي ينتظر طلوع الفجر. ويؤكد اشتياقه بتكرار الجملة مرتين في نفس هذه الآية، وهذا يرمز إلى صعوبة الصبر طوال الليل، وزيادة الاشتياق لرؤية نور الفجر. هكذا كل من يعبر الضيقة، أو يريد التخلص من الخطية ينتظر هذا الرجاء باشتياق شديد.

كان اليهود يضعون حراسًا للهيكل يراقبون في الليل طلوع الفجر، وينتظرونه باهتمام كبير؛ حتى إذا ما رأوا الفجر يسرعون إلى تقديم ذبيحة الصباح وهي ذبيحة المحرقة. فانتظار داود للرب هو باشتياق شديد ليقدم له العبادة المقدسة والشكروالتسبيح.

انتظار الفجر الذي انتظره داود يرمز بروح النبوة إلى انتظار قيامة المسيح التي تمت مع فجر يوم الأحد؛ لتعلن خلاص البشرية كلها التي تؤمن بالمسيح.



ع(7، 8): لِيَرْجُ إِسْرَائِيلُ الرَّبَّ، لأَنَّ عِنْدَ الرَّبِّ الرَّحْمَةَ
وَعِنْدَهُ فِدًى كَثِيرٌ، وَهُوَ يَفْدِي إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ آثَامِهِ.

ليرجُ:
أي ليترجوا.

في ختام المزمور يدعو شعب الله المؤمنين به اسرائيل أن يضعوا رجاءهم في الرب؛ لأن مراحمه كثيرة أو عنده رحمة لا نهائية، وبالتالي هو مستعد أن يسامحهم، ويسندهم مهما كانت خطاياهم، ومهما صعبت ضيقاتهم.

الله عنده فداء لشعبه من كل خطاياهم ومشاكلهم، فقدرته عظيمة وله وسائل كثيرة ليخلصهم. وفداؤه كامل ليرفع عنهم كل متاعبهم، لذا فليطمئن أولاد الله، ويترجوه دائمًا.

والفداء الذي ترجاه داود وكل المؤمنين في العهد القديم هو فداء المسيح، الذي تم في ملء الزمان، وهو عربون الفداء الكامل عندما يرفعهم المسيح إلى الملكوت، ويعوضهم عن كل أتعابهم على الأرض.

† انظر إلى رحمة الله ووعوده حتى يتشدد قلبك، ولا يصيبك الاكتئاب بسبب الضيقات، أو الخطايا التي تسقط فيها، فتسرع إلى التوبة والصلاة، بل إلى كل عمل صالح، مستندًا في هذا على رحمة الله وفدائه.
 
قديم 27 - 07 - 2024, 03:05 PM   رقم المشاركة : ( 168092 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,021

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المزمور المئة والثالث والعشرون
الالتجاء لله في الضيقة

ترنيمة المصاعد


"اليك رفعت عينى يا ساكنًا في السموات ..." (ع1)


مقدمة:

1- كاتبه: هو من المزامير اليتيمة التي لا يذكر فيها اسم كاتب المزمور.

تظهر كلمات المزمور إيمان الكاتب بالله والتجاءه إليه، خاصة أنه معرض لضيقات من المحيطين به. ويناسب كل مؤمن يعانى من الضيقات، فالمزمور صلاة توسلية لله الرحيم.

يصلى هذا المزمور على الدرجة الرابعة من درجات الصعود إلى هيكل الرب.

قد يكون هذا المزمور نبوة عن مشاعر نحميا عندما زار أورشليم، ورأى الأسوار مهدمة والأبواب محروقة، فبدأ يبنيها وقام عليه أعداؤه المحيطون به، وسخروا منه، وحاولوا مقاومته بكل الطرق.

يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الغروب؛ لأنه يناسب المصلى في نهاية اليوم وهو يتضرع إلى الله؛ ليخلصه من حروب الشياطين التي واجهته طوال النهار؛ حتى تهدأ عنه في نهاية النهار وأثناء الليل.



 
قديم 27 - 07 - 2024, 03:05 PM   رقم المشاركة : ( 168093 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,021

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إِلَيْكَ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ يَا سَاكِنًا فِي السَّمَاوَاتِ.


يرفع كاتب المزمور عينيه وهو على الأرض إلى الله ساكن
السموات، وبهذا يعلن اتضاعه، وحاجته لله العالى المرتفع،
فهو يترجى الله ويستدر مراحمه.


رفع العيون لله يؤكد إيمان كاتب المزمور بالله،
وثقته أنه قادر أن يعينه وينقذه من كل أتعابه.
 
قديم 27 - 07 - 2024, 03:06 PM   رقم المشاركة : ( 168094 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,021

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




نرتفع بعيوننا نحو الله مثل العبيد، والجوارى الذين هم ملك لسيدهم، ويرفعون عيونهم إليه ليترجوا منه أي طلب، لعله يشفق عليهم ويعطيهم، أو قد يرى ألا يعطيهم ويقبلون؛ لأن سيدهم يرى ما هو مناسب. وإن كان البشر يمكن أن يخطئوا ولكن الرب صالح، ويعرف صالحنا، ويعطينا كل ما يناسبنا.

رفع العينين نحو الله ليتراءف علينا يبين ثقتنا به ومحبتنا له، وإيماننا برحمته وحنانه، ونظل رافعين أعيننا حتى يتراءف علينا، بل نظل بعد هذا طوال حياتنا ننظر إليه؛ لأنه إله حنون دائم الرأفة.
 
قديم 27 - 07 - 2024, 03:07 PM   رقم المشاركة : ( 168095 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,021

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




† ثق في حنان الله، واطلب ما تحتاجه منه،
وليتك تظل مثابرًا، حتى يعطيك ويملأك سلامًا.
لا تتركه أبدًا فليس لنا سواه.

 
قديم 27 - 07 - 2024, 03:08 PM   رقم المشاركة : ( 168096 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,021

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ارْحَمْنَا يَا رَبُّ ارْحَمْنَا، لأَنَّنَا كَثِيرًا مَا امْتَلأْنَا هَوَانًا.
كَثِيرًا مَا شَبِعَتْ أَنْفُسُنَا مِنْ هُزْءِ الْمُسْتَرِيحِينَ وَإِهَانَةِ الْمُسْتَكْبِرِينَ.

يطلب الرحمة ويكررها تأكيدًا لاحتياجه الشديد، وأيضًا لكثرة الاستهزاء والهوان من الأعداء، ويعبر عن ذلك بقوله "امتلأنا وشبعت". فكاتب المزمور يعانى من مرارة شديدة في نفسه، وضيقة صعبة، فيترجى الله الرحيم ليرفعها عنه.

هذه الآيات نبوة عن المسيح، الذي احتمل كل خطايانا على الصليب، ويطلب من الآب أن يرفع عنه كأس الآلام، ويعلن أنه قد امتلأ من الهوان والهزء لأجل فدائنا.

هذه الآيات تعبر عن مشاعر التائب الذي أتعبه إبليس بالاستهزاء به.
 
قديم 27 - 07 - 2024, 03:10 PM   رقم المشاركة : ( 168097 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,021

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





† حول معاناتك وآلامك في الضيقة،

أو السقوط في الخطية إلى صلوات وتضرعات
لله أبيك الذي يحبك، ويشتاق أن يرحمك،
ويرفع عنك آلامك، بل هو قد رفعها
على الصليب، ويود أن يسندك في كل متاعبك.
 
قديم 27 - 07 - 2024, 03:10 PM   رقم المشاركة : ( 168098 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,021

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المزمور المئة والرابع والعشرون
الله المخلص

ترانيم المصاعد . لداود

"لولا أن الرب الذي كان لنا ليقل إسرائيل" (ع1)


مقدمة:

كاتبه: داود النبي كما يذكر عنوان المزمور.

متى كتب ؟ في أواخر حياة داود بعدما أنقذه الله من أيدي أعدائه، وانتصر عليهم جميعًا.

لعل هذا المزمور نبوة عن الراجعين من السبي بعدما أنقذهم الله من أيدي الكلدانيين القساة، وعادوا مع بداية مملكة مادى وفارس إلى أورشليم.

لعل هذا المزمور أيضًا نبوة عن نحميا واليهود في عصره الذين أنقذهم الله من يد جيرانهم المقاومين لهم؛ طوبيا ومن معه.

يظهر هذا المزمور مشاعر المؤمن التائب، والمنتصر على الشيطان الذي يشكر الله ويمجده لأنه أنقذه من يد أعدائه الشياطين.

هذا المزمور من المزامير المسيانية لأنه يتنبأ عن المسيح خاصة في (ع7).

يصلى هذا المزمور على الدرجة الخامسة من درجات الصعود لهيكل الرب.

يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الغروب، حيث نشكر الله على محبته، ورعايته التي أنقذنا بها من حروب إبليس طوال النهار، وأتى بنا إلى نهايته.

 
قديم 27 - 07 - 2024, 03:11 PM   رقم المشاركة : ( 168099 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,021

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





ع1، 2: "لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا". لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ:

«لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا عِنْدَ مَا قَامَ النَّاسُ عَلَيْنَا،

يظهر داود إيمانه بالله ودالته عنده عندما يقول "الرب الذي لنا" فهو الحماية الوحيدة من الأعداء المحيطين، ويتكلم بصيغة الجماعة؛ لأن حروب الشياطين على كل من يؤمنون بالله، بل ينادى شعبه إسرائيل ليعلن هذا الإيمان أن الله الذي لنا هو حمايتنا من الأعداء.

هذه هي مشاعر التائبين الراجعين لله، الذين نجاهم من فخاخ إبليس، وقاموا من سقطاتهم، وهو شعور المسبيين أيضًا الذين عادوا إلى أورشليم، وبنوا الهيكل رغم مقاومة الأعداء المحيطين بهم؛ لأن الرب كان معهم.

هاتان الآيتان هما مشاعر يعقوب أب الآباء التي أعلنها لخاله لابان عندما فارقه، وحاول لابان إرجاعه بالقوة، ولكن الله ظهر للابان وبخه، فلم يمد يده إلى يعقوب (تك31: 42).

 
قديم 27 - 07 - 2024, 03:13 PM   رقم المشاركة : ( 168100 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,021

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إِذًا لاَبْتَلَعُونَا أَحْيَاءً عِنْدَ احْتِمَاءِ غَضَبِهِمْ عَلَيْنَا.
إِذًا لَجَرَفَتْنَا الْمِيَاهُ، لَعَبَرَ السَّيْلُ عَلَى أَنْفُسِنَا.
إِذًا لَعَبَرَتْ عَلَى أَنْفُسِنَا الْمِيَاهُ الطَّامِيَةُ.

جرفتنا :
حملتنا المياه وطوحتنا بعيدًا.

الطامية :
الغامرة، أي التي تغطينا تمامًا.

يشبه داود الأعداء بمياه مندفعة بشدة كالسيل، فتحملنا وتلقينا بعيدًا، ونموت من عنف المياه. ويشبه الأعداء أيضًا بمياه كثيرة، قادرة أن تغمرنا ونموت، كما كان جيش فرعون الكبير قادر أن يقتل كل بني إسرائيل، أو يعيدهم للعبودية، وكما كانت مياه البحر الأحمر قادرة أن تغرق شعب الله. ولكن الله أنقذ شعبه، وأغرق الأعداء.

ترمز هاتان الآيتان إلى ما حدث مع المسيح الذي قام عليه اليهود وصلبوه، ومات على الصليب، ولكن بموته انتصر على الموت، ونزل إلى الجحيم، وأصعد آدم وبنيه إلى الفردوس، فالمياه غمرته والسيل غطاه، ولكنه غرق: أى، مات على الصليب، ثم قام منتصرًا وأنقذ أيضًا البشرية المؤمنة به.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024