21 - 07 - 2024, 03:49 PM | رقم المشاركة : ( 167141 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا أحبائي لأجل اتفاق الجسد والنفس في التوبة فإذا نال العقل هذه النعمة؛ حينئذ يصلي بالروح القدس، ويبتدئ أن يطرد عن النفس كل المصاعب التي تأتي عليها من شهوات القلب. والروح القدس إن كان له شركة مع العقل ليساعد علي حفظ الوصايا التي تعلَّمها؛ فهو يُرشده كيف ينزع من النفس تلك الأوجاع التي امتزجت بالجسد واحدة بعد الأخرى. وكذلك أوجاع النفس الخاصة بها والكائنة فيها، ينزعها الروح تماماً من قمة الرأس إلي أسفل القدمين: فيضع قانوناً للعينين لتنظرا باستقامة وبطهارة، ولا يكون فيهما أي غش، وللأذنين لتسمعا بسلامة ولا تشتاقان لسماع النميمة أو سقطات وضعفات الناس، بل تُسرّان أن تسمعا الأمور الحسنة والرحمة علي الخليقة كلها. وأيضاً اللسان يُعلَّمه الروح أن يتكلم بالطهارة وينطق دائماً بالخير، لأن المرض الذي أصاب النفس تعبَّر عنه بواسطة اللسان، لذلك أصابه مرضٌ عظيم بواسطته ضُربت النفس أيضاً كما قال يعقوب الرسول: "إن من يقول إنني أخدم الله وهو لا يلجَّم لسانه، فهو يُضل قلبه وتكون خدمته بطلة" (يع26:1). وهو يقول في موضع آخر: "اللسان عضوٌ صغيرٌ، لكنه ينطق بالعظائم وينجَّس الجس" (يع3: 5و6). ومثل هذا كثير في الكتب المقدسة. فإذا تقوَّي العقل بقوة الروح فإنه يتطهّر ويتعلّم أن يميَّز الكلام الذي ينطق به اللسان حتي لا تكون فيه إرادة جسدانية، وبهذا يكمل عليه قول سليمان (الحكيم): "الكلمات التي أُعطيها من الله ليس فيها ميل ولا اعوجاج" (أم8:8). ويقول ايضاً: "لسان البار يشفي الأمراض" (أم18:12). وللأيدي أيضاً حركاتٌ أخري تعمل أحياناً بهوي النفس، وهذا ليس من الواجب، لأنّ الروح أعدَّها لتتحرك بطهارة وترتفع للصلاة وتمتد لفعل الرحمة والعطاء، لأجل ما تقدَّمه من الصلوات الطاهرة يتم فيها المكتوب: "ليكن رَفْع يديّ كقربان المساء" (مز2:141). وبخصوص امتدادها للرحمة والعطاء يقول : "إنّ يدي الأقوياء تُعطي بسعة" (أم4:10). والبطن أيضاً يطهَّرها الروح فتحترس من أكلها وشربها كما يقول الروح علي لسان داود النبي: "إنَّي لم أُكل الرغيب العين والشره القلب" (مز5:100). فإن تسلَّطتْ علي البطن كثرة المأكولات والمشروبات وعدم الشبع، واجتذبتها النفس الشهوانية إلي ذلك، فإن قوة العدو تختلط بهذه النفس الشهوانية. فالذين يطلبون الطهارة في ذلك يُهديهم روح الله إلي طرقه المستقيمة وتعضدهم الطهارة واستقامة الجسد، ويَكْمل عليهم قول بولس الرسول: "إن أكلتم أو شربتم فكل ما تفعلونه يكون لمجد الله" (1كو31:10). |
||||
21 - 07 - 2024, 03:50 PM | رقم المشاركة : ( 167142 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا قوي العدو علي الجسد لتجعله يحيد عن الاستقامة فإن الذي يكون طالباً للخلاص بالحقيقة ينزعها عنه براحة (أي بسهولة حسب الآية عب1:12) ويتمسك بالطهارة، لأنّ الروح صار له ملجأً فيزيده قوةً ويُطفئ عنه كل الشرور والنجاسات المتحركة عليه كما يعلمنا الرسول قائلاً: "أميتوا أعضائكم التي علي الأرض، أي الزني والنجاسة والأوجاع والشهوات الرديئة" (كو5:3)، وما يبتع ذلك. والرجْلان أيضاً إن كانتا غير مستقيمتين ولم تسعيا باحتراس كإرادة الله، فإن القلب الذي امتلأ بالنعمة يضبطهما ويسيَّرهما بإرادة الروح القدس لكي تخدما في الأمور الحسنة، لكي يتكمَّل الجسد بجميع الحسنات ويصير تحت سلطان الروح القدس. اقول إنه إذا تطهَّر الجسد كله فإنه يكون قد اتخذ شيئاً من الجسد الروحاني المزمع أن يقوم في قيامة الصديقين. هذا كله قلناه عن أوجاع النفس التي امتزجت بالجسد وهي تحرَّكه إلي الميل نحو الأوجاع الشريرة لأنها صارت فاعلة في جميع أعضاء الجسد. وكما قُلت، فإنّ للنفس أيضاً حركات أخري نريد أن نعرَّفكم بها وهي: الكبرياء، وأوجاع مختلفة غير أوجاع الجسد، وتعيير الناس، والغضب، وضعف القلب، وعدم ضبط النفس، وبقية الأوجاع. فإن سلَّمتْ النفس ذاتها للرب بكل قوتها فإن الله الصالح يعطيها التوبة الحقيقية، ويُظهر لها هذه الأوجاع واحدةَّ فواحدة لكي تحيد عنها، ولا تقوي عليه حركات العدو بالتجارب التي يُقصَد منها ألا تتخلّص النفس من هذه الحركات. فإن داومت النفس علي الاحتمال بصبر والإصغاء الحسن للروح القدس الذي يجتذبها إلي التوبة؛ فإن الخالق الرؤوف يتحنّن علي تعبها وعلي أتعاب الجسد التي هي: كثرة الصوم، والسهر الكثير، والهذيذ في كتاب الله، والصلاة بغير فتور، والخدمة لجميع الناس بطهارة القلب ومسكنة الروح. فإذا داومت علي هذه كلها؛ فإن الرب الصالح ينظر إليها وينجَّيها من جميع التجارب، ويخلصنا برحمته ويرحمنا لأنه محب البشر الذي يحقُّ له التسبيح والتمجيد مع أبيه الصالح والروح القدس إلي أبد الآبدين، آمين. |
||||
21 - 07 - 2024, 03:52 PM | رقم المشاركة : ( 167143 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عن القديس أنطونيوس يقول بلاديوس: " كانت طلعته مضيئة بنور الروح القدس تنم عن نعمة عظيمة وعجيبة، كان متميزًا في رصانة أخلاقه وطهارة نفسه وكان يستطيع أن يرى ما يحدث على مسافة بعيدة" |
||||
21 - 07 - 2024, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 167144 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لمحات من حياة القديس أنطونيوس قروي بسيط يقال أنه أمي، وعندما سأله الفلاسفة عن ذلك قال (من له عقل صحيح لا حاجة به إلى المعرفة). وعندما سألوه عن الكتب التي تتلمذ عليها واستقى منها حكمته، أجابهم قائلًا: "أيها الحكماء إن كتبي هي شكل الذين سبقوني". ومع ذلك فإن رسائله العشرين لاسيما السبعة الأولى منها، تعكس بوضوح كيف كان هذا الأب مستنيرا. يقول هو نفسه عن تلك الرسائل والمكاتبات فيما بينه وبين تلاميذه (ومنهم رهبان أرسينوى): "نحن نحتاج إلى المعرفة المتبادلة بكلماته البسيطة"(2). والحقيقة وإن كان الكلام الذي كتبه في رسائله سهلاً بسيطًا كما قال هو، إلا أنه ُمملّح بالروح القدس، فاستمد كلامه قوة من الروح الساكن فيه، فأثر بشكل سرّى في الذين سمعوه أو قرأوا له. يقول أيضًا لتلاميذه "ليت اله السلام يعطيكم النعمة وروح الإفراز لتعرفوا أن ما أكتبه إليكم هو وصية الرب". ويطلب بإلحاح أن نطلب ذلك الروح الناري الذي أخذه هو. ولقد اعتمد القديس على كلمة الله كغذاء وتعزية ومرشد في الطريق، واستخدم فقرات كاملة منها في رسائله. (المذخر فيه كل الحكمة). |
||||
21 - 07 - 2024, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 167145 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الروح القدس وكلمة الله في حياة القديس أنطونيوس فلم يطفأ الروح الذي ناله في المعمودية، وإنما أطاع الوصية الكتابية: "لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 5: 19) لقد تركه ليتوهج ويبلغ مدى بعيدًا، ونال به صفاته وثماره:- صفاته: الاستنارة - الحكمة - الشجاعة - المجاهرة. وثماره: محبة - فرح - سلام - طول أناة - لطف - صلاح - إيمان - وداعة - تعفف (غلاطية 5: 22). ولقد أعانه الروح في كشف ما في كلمة الله من قوة وتعزية ورجاء، ودخل به إلى الأبدية، فعاش منتميًا إلى هناك وهو ما يزال في مغارته وبين تلاميذه في الجبل الشرقي! "طوبى لعيونكم لأنها تبصر ولآذانكم لأنها تسمع" (متى 13: 16) الاستنارة في حياة القديس أنطونيوس ان الإعلان لا يأتينا من ذاته ولا نحصل عليه بالجهد البشرى، ولكن بالروح القدس، روح الإعلان الذي يكشف لنا أعماق الكتاب وُيدخلنا في هذه الأعماق، ويضطلع بتفسيره والتعريف بالحكمة التي فيه،هكذا كانت كلمة المسيح التي كشفت للقديس الطريق "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مز119:105). "وصية جديدة اكتب إليكم ما هو حق فيه وفيكم أن الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يضيء" (1يو 2: 8). |
||||
21 - 07 - 2024, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 167146 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس أنطونيوس كتب عنه بلاديوس: جاءه بعض الإخوة يسألونه أمرًا عسر عليهم فهمه في سفر اللاويين فاتجه الشيخ على الفور إلى الصحراء، أما أنبا آمون والذي كان يعرف عادته فقد تبعه سرًا، وعندما وصل الشيخ إلى مسافة بعيدة رفع صوته قائلاً: "اللهم أرسل إلى موسى النبي ليفسر لي معنى هذه الآية". وفي الحال سمع صوتًا يتحدث إليه قال أنبا آمون أنه سمع الصوت لكنه لم يفهم قوة الكلام! هكذا تمتع أنطونيوس بإشراقات الله على نفسه في وسط الآم الزمان الحاضر. |
||||
21 - 07 - 2024, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 167147 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس أنطونيوس شدد القديس أنطونيوس كثيرًا على تطهير النفس وتقديسها لكي تستنير، في ذلك يقول: "تتقدس النفس النقية وتستنير بالله من اجل صفائها، عندئذ يفكر ذهنها فيما هو صالح وتنبع عنها ميول وأفعال صالحه" |
||||
21 - 07 - 2024, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 167148 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنني لمتيقن يا رب أن محصلة ضيقي هي ضمن قصدك الإلهي وهي ضمن العربون الذي به أضمن النصيب الصالح والحظوة لديك في الحياة الأبدية ورصيد الأكاليل آمين |
||||
21 - 07 - 2024, 04:08 PM | رقم المشاركة : ( 167149 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أشكرك لإنك معيني وناصري وملجأي والمحارب معي فلن أجزع ولن أعاند ولن أرتد إلى الوراء آمين |
||||
21 - 07 - 2024, 04:09 PM | رقم المشاركة : ( 167150 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أشكرك لإنك بعد قليل جدًا ستأتي أيها الآتي ولا تبطئ وعما قليل ستفنى نفسي وتلتقيك يا رئيس الإيمان ومكمله آمين |
||||