منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12 - 07 - 2024, 12:06 PM   رقم المشاركة : ( 166201 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس ايريناؤس


[غرس الله كرم الجنس البشري عندما خلق آدم أولًا واختار الآباء،
ثم أودعه في أيدي الكرامين عندما أقام التدبير الموسوي،
وسيَّج حوله بتقديم تعاليم خاصة بعبادتهم له، وبنى برجًا باختياره أورشليم،
وحفر معصرة إذ أعدَ وعاء للروح النبوي. وهكذا أرسل أنبياء
قبل سبي بابل ثم أنبياء أكثر (أثناء السبي وبعده) يطلب الثمار...].
 
قديم 12 - 07 - 2024, 12:07 PM   رقم المشاركة : ( 166202 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"فانتظر أن يصنع عنبًا فصنع عنبًا رديًا (بريًا)" [2]. أنتظر الرب أن يجتني حُبًا مقابل الحب، وتربة وندامة مقابل غفران خطاياه، لكنه وجد قلوبًا متحجرة لا تصنع ثمارًا تليق بالتوبة. الكل زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله، لذا كان يليق بكلمة الله أن ينزل إلينا ككرم جديد، هو وحده يغرسنا فيه فنأتي بثمر كثير (يو 15: 5).

* عندما يقول: "أنا هو الكرمة الحقيقية" (يو 15: 1) يميز نفسه دون شك عن تلك التي وجه إليها الكلمات: "كيف تحولت لي سروغ جفنة غريبة؟" (إر 2: 21)، إذ كيف يمكن لكرمة حقيقية يُنتظر أن تصنع عنبًا فصنعت شوكًا؟!.

* انتظرت أن تصنع ثمرًا فوجدت خطية.

القديس أغسطينوس
 
قديم 12 - 07 - 2024, 12:10 PM   رقم المشاركة : ( 166203 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




محاكمة بين الله وشعبه:

3 «وَالآنَ يَا سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ وَرِجَالَ يَهُوذَا، احْكُمُوا بَيْنِي وَبَيْنَ كَرْمِي. 4 مَاذَا يُصْنَعُ أَيْضًا لِكَرْمِي وَأَنَا لَمْ أَصْنَعْهُ لَهُ؟ لِمَاذَا إِذِ انْتَظَرْتُ أَنْ يَصْنَعَ عِنَبًا، صَنَعَ عِنَبًا رَدِيئًا؟ 5 فَالآنَ أُعَرِّفُكُمْ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَرْمِي: أَنْزِعُ سِيَاجَهُ فَيَصِيرُ لِلرَّعْيِ. أَهْدِمُ جُدْرَانَهُ فَيَصِيرُ لِلدَّوْسِ. 6 وَأَجْعَلُهُ خَرَابًا لاَ يُقْضَبُ وَلاَ يُنْقَبُ، فَيَطْلَعُ شَوْكٌ وَحَسَكٌ. وَأُوصِي الْغَيْمَ أَنْ لاَ يُمْطِرَ عَلَيْهِ مَطَرًا». 7 إِنَّ كَرْمَ رَبِّ الْجُنُودِ هُوَ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ، وَغَرْسَ لَذَّتِهِ رِجَالُ يَهُوذَا. فَانْتَظَرَ حَقًّا فَإِذَا سَفْكُ دَمٍ، وَعَدْلًا فَإِذَا صُرَاخٌ.



ليس أصعب من أن يدخل كائن ما في محاكمة مع ابن محبوب لديه، لكن أمام قساوة قلب الإنسان وجحوده طلب أن يقف أمام شعبه للحوار، متسائلًا: "ماذا يُصنع أيضًا لكرمي وأنا لم أصنعه؟!" [4]. والعجيب أنه ترك الحكم للطرف الآخر، لمقاوميه، حتى يحكموا بأنفسهم على أنفسهم. هذا هو أسلوب الله في تعامله معنا، يفضح أمامنا نفوسنا، ويكشف أمام أعيننا ضعفاتنا، ويترك لنا أن نحكم على أنفسنا بأنفسنا، ليس لأنه يُريد أن يغلب أو يعاقب وإنما لأنه يطلب رجوعنا إليه ودخولنا في علاقات حب وود معه.

ماذا كان يمكن أن يصنع الله معنا أكثر مما فعل؟! لقد خلقنا من العدم، وأقامنا على صورته ومثاله، وسلمنا الأرض بما عليها وما تحتها وما فوقها، وقدم الكواكب لحسابنا، وعندما فسدت طبيعتنا أرسل لنا ناموسه وأنبياءه وأخيرًا جاء بنفسه يكتب نشيد حبه بالدم في جسده على الصليب!


إذ لم يجد الكرم ما يُجيب به على الكرام العجيب في حبه، بدأ الكرام يعلن تأديباته حتى يتحرك الكرم، ألا وهي:

أ. "أنزع سياجه فيصير للرعي" [5]. أن كان ملاك الرب حال حول خائفيه (مز 34: 7)، بل والرب نفسه يكون سور نار حول شعبه (زك 2: 5)، فإن الله في محبته يتخلى عن المقاومين وينزع عنهم الحراسة السماوية ليدركوا ضعفهم، ويشعروا أنهم بلا سياج ولا سور، تدخل إليهم الحيوانات المفترسة لترعى كما في قفر أو في برية جرداء، لعلهم يرجعوا إلى الله ويطلبونه ملجأ لهم.

إن نُزعت نعمة الله عن الإنسان يصير بلا سياج، وتنفتح نفسه على محبة العالم، لتدخل قطعان خنازيره الدنسة وتخرج بلا عائق، ويصير قلبه مدوسًا بالشهوات النجسة وأفكاره هائمة في الرجاسات، وتنحدر حواسه إلى الشهوة الرديئة.

وكما يقول القديس إكليمنضس السكندري: [إن هذه الأمور (نزع السياج والسماح للأعداء بالدخول) يتحقق بسماح إلهي ليحولها للخير والبنيان. فإن [العناية الإلهية هي فن تأديبي].

ب. "اجعله خرابًا لا يُقضب ولا ينقب" [6]. إذ يفارق الرب كرمه أي النفس البشرية تصير في فراغ وتُحسب خرابًا. يبكيها الرب كما بكى على أورشليم، قائلًا: "هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا" ( مت 23: 38).

حين يثمر الكرم يقوم الكرام بالقَضْب والنقب لكي يأتي بثمر أعظم، أما إذا أثمر عنبًا رديًا فلا يمد يده إليه. فان كان القضب والنقب يشيران إلى تأديبات الرب الحانية نحو أولاده، فإننا إذ نسلك معه في الطريق يمد يده إلينا كأولاد له يهتم بنا ويرعانا وأيضًا يؤدبنا حتى نزداد في ثمر الروح. فعدم القضب والنقب يشيران إلى عدم التأديب، وهذا هو أقسى أنواع العقوبة... التجاهل التام وعدم الاستحقاق حتى للتأديب.

وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [إنه حينما يتوقف الطبيب عن تقديم الدواء المُرّ أو استخدام المشرط هذا يعني أن حالة المريض ميئوس منها تمامًا.

ج. "فيطلع شوك وحسك" [6]. هذا ثمر اعتزال الإنسان الله وانفصاله عنه، إذ ينبت من عندياته شوكًا وحسكًا. يقول الرسول: "وكما لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق" ( رو 2: 28).

ما هو هذا الشوك إلاَّ فقدان الإنسان سلامه ليحمل في داخله متاعب وهموم لا يقدر أن يُجابهها بنفسه وحده؟!

د. "وأوصى الغيم أن لا يمطر عليه مطرًا" [6]. يُشير المطر في العهد القديم إلى عطية الروح القدس(117)، فإن الإنسان الجاحد للرب الذي يطلب الانفصال عنه يخسر سكنى الروح فيه، فيتحول قلبه إلى قفر، لا يحمل ثمر الروح. لهذا عوض أن يثمر "الحق" إذا به يثمر "سفك دم"، وعوض "العدل" يثمر "صراخًا" [7].

يطلب الرب أن يجد فينا جنته المثمرة بالروح، حيث تُناجيه النفس قائلة: "ليأت حبيبي إلى جنته ويأكل ثمره النفيس" [16]. لكن حرمان النفس من المطر الروحي يحول الجنة المبهجة إلى موضع مرعب ليس فيه سوى سفك دم وصراخ مستمر‍!

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن المطر في الكتاب المقدس يُشير إلى التعليم(118). هكذا إذ يجحد الإنسان الله يحرم نفسه من التمتع بتعليم الرب في أعماقه؛ يقرأ كلمة الله وربما يدرسها لكنه لا ينعم بفاعليتها وعذوبتها في أعماقه.
هذا ما أعلنه القديس أغسطينوس في أول وعظة له على الإنجيل بحسب معلمنا متى البشير قائلًا: [إنه كان كعصفور صغير في عش، في كبرياء قلبه أراد الطيران بنفسه، دارسًا الكتاب المقدس بروح النقد، فسقط على الأرض وكاد المارة أن يسحقوه تحت أقدامهم لولا نعمة الله التي انتشلته وردته إلى عش الإيمان حتى صار له جناحان يقدر بهما على الطيران.

يرى القديس أغسطينوس أن المطر هنا يُشير إلى الكرازة التي انتقلت من الكرم (الشعب اليهودي) إلى الأمم.

يقول: "إن كرم رب الجنود هو بيت إسرائيل وغرس لذته رجال يهوذا. فانتظر حقًا فإذا سفك دم وعدلًا فإذا صرخ" [7].

لقد قدم الله كل الإمكانيات لكل الجماعة: للكهنة واللاويين كما للشعب، للغني كما الفقير، للمتعلم كما للأمي لكي يثمر هذا الكرم "حقًا" و"عدلًا"، وقد جاء "الحق" متجسدًا من سبط يهوذا لكنهم سفكوا دمه وعوض العدل كان الصراخ: "أصلبه، أصلبه".
 
قديم 12 - 07 - 2024, 12:12 PM   رقم المشاركة : ( 166204 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إن نُزعت نعمة الله عن الإنسان يصير بلا سياج، وتنفتح نفسه
على محبة العالم، لتدخل قطعان خنازيره الدنسة وتخرج بلا عائق،
ويصير قلبه مدوسًا بالشهوات النجسة وأفكاره هائمة
في الرجاسات، وتنحدر حواسه إلى الشهوة الرديئة.


وكما يقول : [إن هذه الأمور (نزع السياج والسماح للأعداء
بالدخول) يتحقق بسماح إلهي ليحولها للخير والبنيان.
فإن [العناية الإلهية هي فن تأديبي].


القديس إكليمنضس السكندري
 
قديم 12 - 07 - 2024, 12:13 PM   رقم المشاركة : ( 166205 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس يوحنا الذهبي الفم:



عدم القضب والنقب يشيران إلى عدم التأديب،
وهذا هو أقسى أنواع العقوبة... التجاهل التام وعدم الاستحقاق حتى للتأديب.
إنه حينما يتوقف الطبيب عن تقديم الدواء المُرّ
أو استخدام المشرط هذا يعني أن حالة المريض ميئوس منها تمامًا.
 
قديم 12 - 07 - 2024, 12:14 PM   رقم المشاركة : ( 166206 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس يوحنا الذهبي الفم





أن المطر في الكتاب المقدس يُشير إلى التعليم.
هكذا إذ يجحد الإنسان الله يحرم نفسه من التمتع بتعليم الرب
في أعماقه؛ يقرأ كلمة الله وربما يدرسها لكنه
لا ينعم بفاعليتها وعذوبتها في أعماقه.
 
قديم 12 - 07 - 2024, 12:16 PM   رقم المشاركة : ( 166207 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أغسطينوس




في أول وعظة له على الإنجيل بحسب معلمنا متى البشير قائلًا:
إنه كان كعصفور صغير في عش، في كبرياء قلبه أراد الطيران
بنفسه، دارسًا الكتاب المقدس بروح النقد، فسقط على الأرض
وكاد المارة أن يسحقوه تحت أقدامهم لولا نعمة الله التي انتشلته
وردته إلى عش الإيمان حتى صار له جناحان يقدر بهما على الطيران.
 
قديم 12 - 07 - 2024, 12:18 PM   رقم المشاركة : ( 166208 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




عرض تفصيلي لخطايا إسرائيل:

8 وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَصِلُونَ بَيْتًا بِبَيْتٍ، وَيَقْرِنُونَ حَقْلًا بِحَقْل، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ. فَصِرْتُمْ تَسْكُنُونَ وَحْدَكُمْ فِي وَسَطِ الأَرْضِ. 9 فِي أُذُنَيَّ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: «أَلاَ إِنَّ بُيُوتًا كَثِيرَةً تَصِيرُ خَرَابًا. بُيُوتًا كَبِيرَةً وَحَسَنَةً بِلاَ سَاكِنٍ. 10 لأَنَّ عَشْرَةَ فَدَادِينِ كَرْمٍ تَصْنَعُ بَثًّا وَاحِدًا، وَحُومَرَ بِذَارٍ يَصْنَعُ إِيفَةً». 11 وَيْلٌ لِلْمُبَكِّرِينَ صَبَاحًا يَتْبَعُونَ الْمُسْكِرَ، لِلْمُتَأَخِّرِينَ فِي الْعَتَمَةِ تُلْهِبُهُمُ الْخَمْرُ. 12 وَصَارَ الْعُودُ وَالرَّبَابُ وَالدُّفُّ وَالنَّايُ وَالْخَمْرُ وَلاَئِمَهُمْ، وَإِلَى فَعْلِ الرَّبِّ لاَ يَنْظُرُونَ، وَعَمَلَ يَدَيْهِ لاَ يَرَوْنَ. 13 لِذلِكَ سُبِيَ شَعْبِي لِعَدَمِ الْمَعْرِفَةِ، وَتَصِيرُ شُرَفَاؤُهُ رِجَالَ جُوعٍ، وَعَامَّتُهُ يَابِسِينَ مِنَ الْعَطَشِ. 14 لِذلِكَ وَسَّعَتِ الْهَاوِيَةُ نَفْسَهَا، وَفَغَرَتْ فَاهَا بِلاَ حَدٍّ، فَيَنْزِلُ بَهَاؤُهَا وَجُمْهُورُهَا وَضَجِيجُهَا وَالْمُبْتَهِجُ فِيهَا! 15 وَيُذَلُّ الإِنْسَانُ وَيُحَطُّ الرَّجُلُ، وَعُيُونُ الْمُسْتَعْلِينَ تُوضَعُ. 16 وَيَتَعَالَى رَبُّ الْجُنُودِ بِالْعَدْلِ، وَيَتَقَدَّسُ الإِلهُ الْقُدُّوسُ بِالْبِرِّ. 17 وَتَرْعَى الْخِرْفَانُ حَيْثُمَا تُسَاقُ، وَخِرَبُ السِّمَانِ تَأْكُلُهَا الْغُرَبَاءُ. 18 وَيْلٌ لِلْجَاذِبِينَ الإِثْمَ بِحِبَالِ الْبُطْلِ، وَالْخَطِيَّةَ كَأَنَّهُ بِرُبُطِ الْعَجَلَةِ، 19 الْقَائِلِينَ: «لِيُسْرِعْ، لِيُعَجِّلْ عَمَلَهُ لِكَيْ نَرَى، وَلْيَقْرُبْ وَيَأْتِ مَقْصَدُ قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ لِنَعْلَمَ». 20 وَيْلٌ لِلْقَائِلِينَ لِلشَّرِّ خَيْرًا وَلِلْخَيْرِ شَرًّا، الْجَاعِلِينَ الظَّلاَمَ نُورًا وَالنُّورَ ظَلاَمًا، الْجَاعِلِينَ الْمُرَّ حُلْوًا وَالْحُلْوَ مُرًّا. 21 وَيْلٌ لِلْحُكَمَاءِ فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِهِمْ، وَالْفُهَمَاءِ عِنْدَ ذَوَاتِهِمْ. 22 وَيْلٌ لِلأَبْطَالِ عَلَى شُرْبِ الْخَمْرِ، وَلِذَوِي الْقُدْرَةِ عَلَى مَزْجِ الْمُسْكِرِ. 23 الَّذِينَ يُبَرِّرُونَ الشِّرِّيرَ مِنْ أَجْلِ الرُّشْوَةِ، وَأَمَّا حَقُّ الصِّدِّيقِينَ فَيَنْزِعُونَهُ مِنْهُمْ.



بعدما كشف الرب عن حبه لكرمه ورعايته الفائقة له، وكيف حرم الكرم نفسه من الثمر الحلو الروحي أو من الخمر المفرح فصنع أشواكًا ضفرت إكليلًا على رأس السيد المسيح، بدأ يستعرض أهم خطايا الشعب وثمرهم الرديء الذي جلب ويلات مُرّة عوض التمتع ببركات الرب وشركة أمجاده.




أ. "ويل للذين يَصِلون بيتًا ببيت، ويقرنون حقلًا بحقل، حتى لم يبق موضع، فصرتم تسكنون وحدكم في وسط الأرض" [8]. يعني بهذا أنهم انهمكوا في شراء البيوت والحقول بكل الطرق، في أنانية حتى لم يترك الواحد موضعًا لأخيه، خاصة الفقير والمحتاج. لقد ملكت قلة قليلة الأرض الزراعية والبيوت لتستغل عامة الشعب، وذلك على خلاف الناموس الذي طالب أن تبقى الأراضي موزعة بالتساوي (عد 33: 54) وأنه في سنة اليوبيل يعود للكل ملكيته (لا 25).

الأرض في كنعان هي عطية مجانية قُدمت للشعب كله ليعيش الجميع في رخاء يتمتع بما تفيضه من لبن وعسل، كأنها ملك للرب الذي يقدمها لهم. لكنهم بتصرفاتهم هذه ارتكبوا خطية الجشع وأيضًا الكبرياء مع العصيان وكسر الناموس. لذا انتزعت البركة وحلت اللعنة، فتصير البيوت خرابًا بسبب الموت أو السبي، ففي لحظة مات 185 ألفًا في الحرب. هذا ولا تثمر الحقول كالعادة، فعشرة فدادين كرم تنتج بثاَ (حوالي 27,5 كيلو جرام) عوض حوالي 500 بثًا؛ وحومر (283,5 كيلو جرام) البذار يصنع إيفه [عشر حومر (حز 45: 11)]، أي يبلغ المحصول عُشر البذار التي أُلقيت في الأرض.

ب. "وَيْلٌ لِلْمُبَكِّرِينَ صَبَاحًا يَتْبَعُونَ الْمُسْكِرَ، لِلْمُتَأَخِّرِينَ فِي الْعَتَمَةِ تُلْهِبُهُمُ الْخَمْرُ" [11]. إن كان الويل الأول منصبًا عليهم بسبب الطمع والظلم فالثاني بسبب اللهو الزائد. صاروا يسكرون في الصباح المبكر عوض قيامهم للعمل وأيضًا يبقون حتى ساعة متأخرة بالليل، أي يسكرون نهارًا وليلًا. هكذا يكسرون الوصايا الإلهية: "الإنسان يخرج إلى عمله وإلى شغله إلى المساء" (مز 104: 23). تحولت حياتهم عن الفرح الروحي الممتزج بجدية الحياة والعبادة إلى اللهو الممتزج برخاوة يستخدمون كل آلات الطرب [12] مع الانشغال بإقامة ولائم لإثارة مشاعرهم وأحاسيسهم للشر، متجاهلين الحياة التقوية في الرب. وكما يقول عاموس النبي: "الهاذِرون مع صوت الرباب المخترعون لأنفسهم آلات الغناء كداود، الشاربون من كؤوس الخمر والذين يدَّهنون بأفضل الأدهان ولا يغتمون على انسحاق يوسف؛ لذلك الآن يسبون في أول المسبيين ويزول صياح المتمددين" (عا 6: 6-7).

* أنظر كيف يلوم الله الترف أيضًا؛ فإنه لا يدينهم هنا على طمع اقترفوه وإنما لمجرد التبذير. ها أنت تأكل بتخمة والمسيح ليس له ما هو ضروري. أنت تأكل كعكًا متنوعًا والمسيح ليس له الخبز الجاف. أنت تشرب خمرًا من Thasian ولا تمنح المسيح كأس ماء بارد خلال من هو ظمآن. أنت ترقد على فراش ناعم مطرز وهو يهلك بردًا.

القديس يوحنا الذهبي الفم

أما عمل اللهو فهو سبي الإنسان الداخلي عن معرفة الحق، ليعيش أسيرًا للجهالة، يجوع ويعطش داخليًا، ولا يوجد ما يشبعه أو يرويه. يقول النبي: "لِذلِكَ سُبِيَ شَعْبِي لِعَدَمِ الْمَعْرِفَةِ، وَتَصِيرُ شُرَفَاؤُهُ رِجَالَ جُوعٍ، وَعَامَّتُهُ يَابِسِينَ مِنَ الْعَطَشِ" [13]. يقول الحكيم: "لأن السكير والمسرف يفتقران والنوم يكسو الخرق" (أم 13: 21).



خلال اللهو يفقد الإنسان وعيه الداخلي لينحدر الهاوية، التي تفتح أبوابها على مصراعيها لتبتلع بغير حدود. بهذا يفقد الإنسان بهاءه وبهجته [14]، ويسقط في مذلة [15].

هذا هو الثمر المُرّ الذي يجتنيه السالكون في الباب الواسع، باب اللهو الدائم لإشباع الشهوات الزمنية. أما ما هو أخطر فهو هلاكهم الأبدي إذ يقول: "لذلك وسعت الهاوية نفسها وفغرت فاهها بلا حد فينزل بهاؤها وجمهورها وضجيجها والمبتهج فيها" [14]. يصور الهاوية Sheol أشبه بانفتاح الأرض لابتلاع الأشرار كما حدث مع قورح جماعته... تنفتح لتطلب المزيد، تبتلعهم إلى الأعماق ليبقوا في الظلمة إلى الأبد.

هذا ما يحدث بالنسبة للمنشغلين بحياة الترف واللهو، أما بالنسبة لله رب الجنود فإنه يتمجد ويتقدس بإدانته للخطية بالعدل والبر [16].

ربما يتساءل البعض: ما هو حال البقية القليلة الأمينة للرب؟ يُجيب النبي: "ويرعى الخراف حيثما تُساق وخرب السمان تأكلها الغرباء" [17].

. ترعى الخراف -القطيع الصغير- حيثما يقودها الراعي الصالح، يسوع المسيح، إذ يحفظها من الظلم والاضطهاد. هؤلاء يأكلون في هدوء وأمان دون أن يزعجهم أحد (خر 34: 14). عندما تخرب كنيسة العهد القديم برفض اليهود الإيمان بالسيد المسيح ترث الأمم (الغرباء) المواعيد والعهود والشريعة والنبوات إلخ...

ج. "ويل للجاذبين الإثم بحبال البطل، والخطية كأنه بربط العجلة" [18]. هذا الويل الثالث يحل بطالبي الخطية برغبة شديدة واجتهاد، يسعون إليها بمحض اختيارهم ويدفعون أنفسهم إليها دفعًا أو يسحبونها بقوة نحوهم. هؤلاء يحل بهم الخطر إذ يسقطون في حبال الباطل ويرتبطون بعجلة الخطية ليصيروا ملاصقين لها.

إنهم يجتذبون الخطية كما بحبل، وإذ هي ثقيلة للغاية تنهار على رؤوسهم فتُحطمهم.

يرى بعض الآباء أن الأشرار ينحدرون من خطية إلى خطية وكأنهم يصنعون حبلًا طويلًا يسحبهم نحو الشر في عبودية... كل سقوط يؤدي إلى سقوط آخر وكل انحدار يُسبب انحدارًا أكثر، فعوض أن يفكر الشرير في الصعود ينهار أكثر فأكثر.

* حقًا، كل إنسان يضفر لنفسه حبلًا بخطاياه: "ويل للجاذبين الإثم بحبل طويل" [18 LXX].

من الذي يصنع حبلًا طويلًا؟ ذاك الذي يُضيف خطية إلى خطية.

كيف تُضاف خطية على أخرى؟ حينما نُغطي على خطية ارتكبت بخطية أخرى.

* عندما يُهدد (الأشرار) بقتل الأبرار، إنما يربطون أنفسهم بقيود، بحبل قوي خشن هو من عندياتهم.

* طوبى للذين بالعمل والأخلاق يرنمون تسابيح المصاعد (الدرجات)، وويل للذين يسحبون الخطية كحبل طويل (فينحدرون معها).

القديس أغسطينوس

بجانب ما للخطية من خطورة أنها تسحب الإنسان إلى سلسلة من الخطايا، فتجعله أشبه بكُرَة تلهو بها الخطايا فإن الخطر الثاني هو أنها تبعث روح الاستخفاف والسخرية عوض رغبة الإنسان في التحرر منها، فيردد الأشرار: "ليسرع ليعجل عمله لكي نرى، وليقرب ويأتي مقصد قدوس إسرائيل لنعلم" [19]. إنهم يشكون في إمكانية قضاء الله، فيحسبون أنهم قادرون على مواجهته ببراهين وحجج. في استخفاف يرددون "قدوس إسرائيل" اللقب الذي استخدمه الأنبياء بالنسبة لرجائهم في مجيء المسيا المخلص... وكأنهم يضربون بهذا الرجاء عرض الحائط.

في كل عصر يوجد أشرار يستهينون بطول أناة الله ويسخرون بمواعيده ومحبته كما بتأديباته ظانين أنها مجرد كلمات أو أوهام لن تتحقق:

"ها هم يقولون لي: أين هي كلمة الرب؛ لتأتِ" (إر 17: 15).

" قد طالت الأيام وخابت كل رؤيا" (حز 12: 22).

"سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات أنفسهم وقائلين: أين هو موعد مجيئه لأنه من حين رقد الآباء كل شيء باقٍ هكذا من بدء الخليقة" (2 بط 3: 4).

د. "ويل للقائلين للشر خيرًا وللخير شرًا، الجاعلين الظلام نورًا والنور ظلامًا، الجاعلين المُرّ حلوًا والحلو مرًا" [20]. يسقط الويل الرابع على الذين يخلطون بين الحق والباطل، الخير والشر، النور والظلمة، الحلاوة والمرارة، المعرفة والجهل. هؤلاء يعطون الخطية مسحة الفضيلة كأن يبرروا الغضب بالدفاع عن الحق أو إدانة الآخرين تحت ستار الرغبة في الإصلاح إلخ..

يرى القديس إكليمنضس السكندري أن هذا الويل هو تهديد ضد الكذابين والمتكبرين(125). الله هو الحق وإبليس هو الكذاب وأبو الكذابين، من يعرف إرادة الله يعرف الحق ويسلك في الخير، أما من يتجاهل الإرادة الإلهية فأنه يخرج من دائرة الحق ليعيش في الكذب، وبهذا يفقد قدرته على التمييز وإدراك الخير أو النور أو المعرفة الصادقة للسماويات والإلهيات.

ه. ادعاء الحكمة والفهم مع الاستخفاف بآراء ومشورة الغير: "ويل للحكماء في أعين أنفسهم والفهماء عند ذواتهم" [21].

* من ينشغل بذاتيته ولا يطلب مشورة الغير، إنما يحمل علامة الغباوة. قيل: "أرأيت رجلًا حكيمًا في عيني نفسه؟ الرجاء بالجاهل أكثر من الرجاء به" (أم 26: 12).

القديس يوحنا الذهبي الفم

و. الأبطال المفسدون لطاقاتهم: "ويل للأبطال على شرب الخمر ولذوي القدرة على مزج المسكر" [22]. حينما تنشغل القيادات بالولائم والترف والسكر تفقد دورها الحقيقي؛ هكذا كثيرًا ما نفسد طاقاتنا بأنفسنا بانحرافنا عن هدفنا الجاد وانغماسنا في ملذات هذا العالم.

ز. أخذ الرشوة: "الذين يبررون الشرير من أجل الرشوة، وأما حق الصديقين فينزعونه منهم" [23].

 
قديم 12 - 07 - 2024, 12:19 PM   رقم المشاركة : ( 166209 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* أنظر كيف يلوم الله الترف أيضًا؛ فإنه لا يدينهم هنا على طمع
اقترفوه وإنما لمجرد التبذير. ها أنت تأكل بتخمة والمسيح ليس
له ما هو ضروري. أنت تأكل كعكًا متنوعًا والمسيح ليس له الخبز الجاف.
أنت تشرب خمرًا من Thasian ولا تمنح المسيح كأس ماء بارد
خلال من هو ظمآن. أنت ترقد على فراش ناعم مطرز وهو يهلك بردًا.

القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم 12 - 07 - 2024, 12:20 PM   رقم المشاركة : ( 166210 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يرى بعض الآباء أن الأشرار ينحدرون من خطية إلى خطية
وكأنهم يصنعون حبلًا طويلًا يسحبهم نحو الشر في عبودية...
كل سقوط يؤدي إلى سقوط آخر وكل انحدار يُسبب انحدارًا أكثر،
فعوض أن يفكر الشرير في الصعود ينهار أكثر فأكثر.

أحد الأباء
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024