منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05 - 07 - 2024, 11:35 AM   رقم المشاركة : ( 165451 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* ليته لا ييأس أحد من نفسه حتى وإن بلغ أقصى الشر، حتى وإن عبر إلى العادة في صنع الشر، نعم حتى وإن حمل طبيعة الشر نفسها لا يخف... عظيمة هي قوة التوبة، فإنها على الأقل تجعلنا كالثلج، نبيض كالصوف، حتى وإن كانت قد ملكت الخطية علينا وصبغت نفوسنا.
* ها أنتم ترون أنه يجب علينا أولًا أن نطهر أنفسنا (أي نحمل إرادة مقدسة) وعندئذ يُطهرنا الله.
* نحن سادة، في إمكاننا أن نجعل كل عضو فينا آلة للشر أو آلة للبر.

* يمكن للإنسان أن يتغير فجأة ويتحول من خزف إلى ذهب. ما يخص الفضيلة والرذيلة ليس (إلزاميًا) بالطبيعة، إنما يمكن تغييره بسهولة... إنني أعلم أن الكل يرغبون أن يطيروا إلى السماء من الآن، لكن الحاجة إلى إظهار الرغبة بالعمل.



القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم 05 - 07 - 2024, 11:36 AM   رقم المشاركة : ( 165452 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




عتاب من واقع الماضي:

21 كَيْفَ صَارَتِ الْقَرْيَةُ الأَمِينَةُ زَانِيَةً! مَلآنَةً حَقًّا. كَانَ الْعَدْلُ يَبِيتُ فِيهَا، وَأَمَّا الآنَ فَالْقَاتِلُونَ. 22 صَارَتْ فِضَّتُكِ زَغَلًا وَخَمْرُكِ مَغْشُوشَةً بِمَاءٍ. 23 رُؤَسَاؤُكِ مُتَمَرِّدُونَ وَلُغَفَاءُ اللُّصُوصِ. كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُحِبُّ الرَّشْوَةَ وَيَتْبَعُ الْعَطَايَا. لاَ يَقْضُونَ لِلْيَتِيمِ، وَدَعْوَى الأَرْمَلَةِ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِمْ.

يقارن هنا بين ما كانت عليه أورشليم قبلًا وما صارت عليه خلال انحرافها وفسادها، بأسلوب مملوء رثاء وحزنًا عميقًا. إشعياء النبي صريح كل الصراحة، لكنه مملوء حبًا وعاطفة!
أ. كانت أورشليم "القرية الأمينة" [21]، وقد صارت "زانية". يشبهها بالعروس التي كانت مخلصة لعريسها السماوي، تحفظ وصاياه وتعلن بهاءه ومجده خلال حياتها، وقد جرت وراء آخر (العبادة الوثنية) فتنجّست بزناها الروحي مع محبيها (حز 16: 25، 32، 36). كانت عذراء (إش 37) تتحد مع عريسها واهب القداسة لكنها تركته واتحدت بالرجاسات.
* يمكنك القول بأن الله الكلمة ترك مجمع اليهود كزانٍ، فارقه وأخذ لنفسه زوجة زنا من الأمم، لأن هؤلاء الذين كانوا "صهيون المدينة الأمينة" صاروا زناة، بينما أولئك صاروا مثل راحاب الزانية التي قبلت جاسوسي يشوع وخلُصَت هي وكل بيتها (يش 6: 5).
العلامة أوريجانوس
ب. كانت "ملآنة حقًا، كان العدل يبيت فيها، وأما الآن فالقاتلون" [21]. كانت مسكنًا للقدوس الذي هو "الحق" و"العدل"، يبيت الرب فيها إذ يجد فيها راحته، لكنها صارت مسكنًا للقتلة، لذا يقول الرب "ليس لابن الإنسان أين يسند رأسه" (مت 8: 10، لو 9: 58). حين تكون مقدسة تقول: "حبيبي لي، بين ثديي يبيت" (نش 1: 13)؛ لكنها متى تنجست يصير قلبها "بين ثدييها" مسكنًا للشر.
ج. تسرب الزيف إليها فصارت فضتها زغلًا يحمل لمعان الفضة ومنظرها لكنه لا يحمل مادة الفضة ولا قيمتها. صار خمرها مغشوشًا بالماء [22] يحمل لون الخمر لكنه مغشوش ماءً... هذه صورة عن الاهتمام بشكليات العبادة وحرفية تنفيذ الوصايا بالمظاهر الخارجية دون الاهتمام بالأعماق. مسيحنا يحول الماء خمرًا، أما الشرير فيحول الخمر ماءً.
الفضة تُشير إلى كلمة الله (مز 12: 6)، والخمر يُشير إلى فرح الروح. الإنسان الشكلي يتمسك بكلمة الله، وربما يحفظها عن ظهر قلب لكنه لا يحمل المسيح "كلمة الله" في قلبه ولا في سلوكه. له منظر الفرح الروحي وهو بعيد كل البعد عن الحياة السماوية المفرحة وشركة الملائكة والقديسين في الرب.
تشير الفضة إلى كنوز الغني، ويشير الخمر إلى الحب والعاطفة؛ فالشكلي في إيمانه يلجأ إلى حكمة العالم ككنز غاش له مظهر الفضة الثمينة وهو زغل؛ ويبدو مملوء حبًا وعاطفة بينما يحمل قلبه ماء (بلا حرارة).
يرى القديس إيريناؤس أن الشيوخ اعتادوا على خلط خمر وصايا الله البسيطة بماء التقليد البشري المضاد لكلمة الحق.
ويقول القديس غريغوريوس النزينزى: [لسنا مثل الكثيرين القادرين على على إفساد كلمة الحق ومزج الخمر الذي يفرح قلب الإنسان (مز 104: 15) بالماء، أي خلط تعليمنا بما هو مبتذل ورخيص ودنيَّ وبال وبلا طعم].
د. "رؤساؤك متمردون ولغفاء اللصوص" [23]، أي يؤاكِلون اللصوص ويحفظون ثيابهم أثناء السرقة. كان يليق بالرؤساء أن يدبروا أمور الشعب ويرعونهم، فإذا بهم يحولون الرعاية إلى سلطة وعناء، قد لا يسرقون لكنهم يتركون عدو الخير بجنوده يسرقون الشعب ويغتصبون قلوبهم وهم غير مبالين بسبب حبهم للسلطة. يحبون الرشوة والعطايا المادية أو الأدبية، ولا يبالون بالأيتام والأرامل، لأن المجد الزمني شغلهم عن التفكير فيهم. حوّلوا أورشليم "كنيسة المسيح" إلى بيت للظلم والقسوة والعنف.
عوض أن تكون القيادات مثالًا حيًا للشعب في الخضوع لكلمة الله وممارسة الحياة التقوية صاروا عثرة لهم.
يقول القديس إيريناؤس: [بدأ الكتبة والفريسيون منذ عصور الناموس يحتقرون الله ولا يقبلوا كلمته، أي لم يؤمنوا بالمسيح].
 
قديم 05 - 07 - 2024, 11:37 AM   رقم المشاركة : ( 165453 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* يمكنك القول بأن الله الكلمة ترك مجمع اليهود كزانٍ،
فارقه وأخذ لنفسه زوجة زنا من الأمم، لأن هؤلاء الذين
كانوا "صهيون المدينة الأمينة" صاروا زناة، بينما أولئك صاروا
مثل راحاب الزانية التي قبلت جاسوسي يشوع
وخلُصَت هي وكل بيتها (يش 6: 5).



العلامة أوريجانوس
 
قديم 05 - 07 - 2024, 11:38 AM   رقم المشاركة : ( 165454 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس غريغوريوس النزينزى


[لسنا مثل الكثيرين القادرين على على إفساد كلمة الحق
ومزج الخمر الذي يفرح قلب الإنسان (مز 104: 15)
بالماء، أي خلط تعليمنا بما هو مبتذل ورخيص ودنيَّ وبال وبلا طعم].
 
قديم 05 - 07 - 2024, 11:40 AM   رقم المشاركة : ( 165455 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس إيريناؤس:


[بدأ الكتبة والفريسيون منذ عصور الناموس يحتقرون الله
ولا يقبلوا كلمته، أي لم يؤمنوا بالمسيح].
 
قديم 05 - 07 - 2024, 11:41 AM   رقم المشاركة : ( 165456 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الديان يتقدم كمخلص:

24 لِذلِكَ يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ عَزِيزُ إِسْرَائِيلَ: «آهِ! إِنِّي أَسْتَرِيحُ مِنْ خُصَمَائِي وَأَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِي، 25 وَأَرُدُّ يَدِي عَلَيْكِ، وَأُنَقِّي زَغَلَكِ كَأَنَّهُ بِالْبَوْرَقِ، وَأَنْزِعُ كُلَّ قَصْدِيرِكِ، 26 وَأُعِيدُ قُضَاتَكِ كَمَا فِي الأَوَّلِ، وَمُشِيرِيكِ كَمَا فِي الْبَدَاءَةِ. بَعْدَ ذلِكَ تُدْعَيْنَ مَدِينَةَ الْعَدْلِ، الْقَرْيَةَ الأَمِينَةَ». 27 صِهْيَوْنُ تُفْدَى بِالْحَقِّ، وَتَائِبُوهَا بِالْبِرِّ. 28 وَهَلاَكُ الْمُذْنِبِينَ وَالْخُطَاةِ يَكُونُ سَوَاءً، وَتَارِكُو الرَّبِّ يَفْنَوْنَ. 29 لأَنَّهُمْ يَخْجَلُونَ مِنْ أَشْجَارِ الْبُطْمِ الَّتِي اشْتَهَيْتُمُوهَا، وَتُخْزَوْنَ مِنَ الْجَنَّاتِ الَّتِي اخْتَرْتُمُوهَا. 30 لأَنَّكُمْ تَصِيرُونَ كَبُطْمَةٍ قَدْ ذَبُلَ وَرَقُهَا، وَكَجَنَّةٍ لَيْسَ لَهَا مَاءٌ. 31 وَيَصِيرُ الْقَوِيُّ مَشَاقَةً وَعَمَلُهُ شَرَارًا، فَيَحْتَرِقَانِ كِلاَهُمَا مَعًا وَلَيْسَ مَنْ يُطْفِئُ.

أمام هذه الصورة البشعة لا يقف الله مكتوف الأيدي، وإنما يقوم "رب الجنود، عزيز (قدير) إسرائيل" [24] كقائد للجنود السماوية اعتزت يده بالقوة من أجل خلاص شعبه مما حلّ بهم.
يلاحظ هنا الآتي:
أ. دَعَى الله بثلاثة ألقاب [السيد (يهوه)، رب الجنود، عزيز (قدير) إسرائيل]. يرى بعض الدارسين أنها إشارة خفية عن الثالوث القدوس. فالآب غير المدرك ولا منظور (يهوه = أنا هو)، والكلمة الذي تجسد ليقود المعركة ضد عدو الخير واهبا لجنوده كل نصرة روحية، والروح القدس القدير الذي يعمل في المؤمنين ليشكلهم على صورة المسيح فيجدوا لهم نصيبًا في حضن الآب.
وحملت أورشليم 3 ألقاب: مدينة العدل، القرية الأمينة، صهيون تُفدى بالعدل [26-27].
ودُعِيَ الأشرار بألقاب ثلاثة أيضًا: المذنبون، الخطاة، تاركو الرب [28].
ب. يحسب الله من يُتلف شعبه حملًا ثقيلًا (إش 23: 24)، فلا يكف عن مقاومة الشر حتى يستريح ويستريح معه شعبه: "أستريح من خصمائي، وأنتقم من أعدائي" [24].
تبقى أحشاء الرب تحنّ على شعبه حتى يُحطم الشر!
ج. "يُنقِّي أورشليم من الزغل كما بالبورق(ربما يقصد بوتاسا المعادن)"؛ إذ يعيد خلقة الطبيعة البشرية ليرد للكنيسة جمالها الأصيل كما بنار الروح القدس المطهر.
إنه ينقينا أيضًا بالتأديب ولو ظهر قاسيًا كالنار:
* مغبوط هو الإنسان الذي يُؤدب في هذه الحياة، فإن الرب لا يُعاقب عن أمرٍ ما مرتين (نا 1: 9)(81)LXX.
* لا يهذب الأب ابنه لو لم يكن يحبه، والمعلم لا يصلح من شأن تلميذه ما لم يرَ فيه علامات نوال الوعد. عندما ينزع الطبيب عنايته عن مريض يُحسب هذا علامة يأسه من شفائه.
القديس جيروم
* الله يوبخ لكي يُصلح، ويُصلح لكي يحفظنا له.
القديس كبريانوس
د. "وأعيد قضاتك كما في الأول" [26]. إذ يعيد الإنسان إلى كرامته وتعقله كما كان في بدء خلقته فيكون كقاضٍ حكيم.
ه. يرد لأورشليم أو للنفس البشرية لقبها: "مدينة العدل القرية الأمينة" [26]. إذ تصير الكنيسة - أورشليم الجديدة - مدينة الله - عامود الحق وقاعدته، العروس الأمينة لعريسها. تمتلئ بالمفديين التائبين الحاملين برّ المسيح فيهم، أما تاركوا الرب أو رافضوه فليس لهم موضع في الكنيسة الحقيقية ولا نصيب لهم في الكنيسة السماوية. هؤلاء يمتلئون خزيًا لأنهم اشتهوا العالم -أشجار البطم- وحسبوه جنتهم فضاع العالم وضاعت آمالهم.
يشبّه العالم هنا بالبطمة، لأن اليهود اعتادوا أن يقيموا عبادة البعل والعشتاروت تحت شجرة البطمة.
يُشبه تاركو الرب بالبطمة التي ذبل ورقها، وبالجنة التي بلا ماء [29]، لماذا؟ خلق الله الإنسان كجنة يجد الرب فيها ثمرته حلوة في الداخل. كل ما يحمله الإنسان من طاقات وإمكانيات وعواطف وغرائز هي عطايا إلهية أشبه بأشجار مغروسة في جنة يرويها ماء الروح القدس فتثمر بركات لا حصر لها. أما إن حُرِمت منه الروح فتجف وتحرق بالنار، وتتحول كما إلى مشاقة (نسالة كتان) [31]، أي ما تبقى من كتان بعد مشطة ليستخدم وقيدًا للنار.
 
قديم 05 - 07 - 2024, 11:42 AM   رقم المشاركة : ( 165457 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* مغبوط هو الإنسان الذي يُؤدب في هذه الحياة،
فإن الرب لا يُعاقب عن أمرٍ ما مرتين (نا 1: 9)(81)lxx.
* لا يهذب الأب ابنه لو لم يكن يحبه، والمعلم لا يصلح من شأن
تلميذه ما لم يرَ فيه علامات نوال الوعد. عندما ينزع الطبيب
عنايته عن مريض يُحسب هذا علامة يأسه من شفائه.



القديس جيروم
 
قديم 05 - 07 - 2024, 11:43 AM   رقم المشاركة : ( 165458 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* الله يوبخ لكي يُصلح ويُصلح لكي يحفظنا له.



القديس كبريانوس
 
قديم 05 - 07 - 2024, 11:47 AM   رقم المشاركة : ( 165459 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المزمور المئة والثامن
تسبيح الله المنتصر

تسبيحه. مزمور لداود

"ثابت قلبى يا الله. أغنى وارنم. كذلك مجدى" (ع1)


مقدمة:

1. كاتبه: داود النبي كما يذكر المزمور.

2. متى كتب؟

عندما كان داود يحارب آرام، فانتهز هذه الفرصة أدوم متحدًا مع موآب، وهاجموا جنوب بلاد بني إسرائيل، فأرسل داود يوآب رئيس جيشه، فحارب أدوم، وانتصر عليه.

3. يتكون هذا المزمور من جزئين مستعارين من المزامير السابقة. وهذان الجزءان هما:

أ - الآيات من (ع1-5) هي الموجودة في (مز57: 7-11).

ب - الآيات من (ع6-13) هي الموجودة في (مز60: 5-12).

4. هذا المزمور مملوء رجاء ويناسب كل إنسان يحتاج للرجاء، سواء كان يمر بضيقة، أو خرج منها فيثبت رجاءه.

5. كان هذا المزمور يردد في العبادة الجماعية لليهود، خاصة بعد الانتصار في الحروب، فهو مزمور ليتورجي أي تصليه الجماعة معًا في العبادة.

6. الذين جمعوا المزامير أخذوا هذا المزمور من المزمورين المذكورين (مز57، 60) اللذين كتبهما داود؛ حتى يكونا مزمور تسبيح وشكر لله ويعطى إحساس بالنصرة على الأعداء.

7. لا توجد اختلافات بين هذا المزمور والمزامير المأخوذة منه إلا في كلمات قليلة جدًا لا تؤثر على المعنى، وهي:

أ - ع(1) "كذلك مجدى" وفى (مز57: 8) "استيقظ يا مجدى".

ب - ع(2) "استيقظى أيتها الرباب والعود" وفى (مز57: 18) "استيقظى يا رباب ويا عود".

جـ- ع(4) "عظمت فوق السموات" وفى (مز57: 10) "عظمت إلى السموات".

8. عنوان هذا المزمور يبين أهمية تسبيح الإنسان لله بكل كيانه، فيقول العنوان تسبيحه. مزمور لداود. والتسبيح يختص بالذهن، ويعبر عنه اللسان. والمزمور معناه ما يصاحبه آلة موسيقية وهي المزمار، ويشترك فيها الفم واليدان.

9. يوجد الجزء الأول من هذا المزمور (ع1-5) في مزمور رقم 56 بالأجبية في صلاة الساعة السادسة، إذ نسبح الله المصلوب عنا؛ ليخلصنا من خطايانا.

 
قديم 05 - 07 - 2024, 11:53 AM   رقم المشاركة : ( 165460 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



المزمور المئة والتاسع
الله ينقذ الأبرار ويعاقب الأشرار


لإمام المغنين. لداود. مزمور

"يا إله تسبيحى لا تسكت" (ع1)


مقدمة:

كاتبه: داود النبي كما يذكر عنوان المزمور.

متى كتب؟ بعد تملك داود على كل أسباط بنى إسرائيل، واتخاذه أخيتوفل مشيرًا، وصديقًا له.

يعبر هذا المزمور عن آلام داود من خيانة المقربين له، ويطلب النجاة من الله ليخلصه من أيديهم. فهو صرخة متألم وفى نفس الوقت بعين النبوة رأى عقاب الله لهم. فهذا طمأنه، وثبت إيمانه بالله العادل، الذي يحفظه ويحميه.

يناسب هذا المزمور كل من يتعرض لإساءات، أو خيانة من المقربين له، فيعطيه رجاء في الله القادر أن يحميه، ويعوضه عما خسره.

هذا المزمور مسيانى لأنه يتنبأ عن المسيح الذي تعرض لآلام كثيرة لأجل خلاصنا، ويتحدث بوضوح عن خيانة يهوذا الإسخريوطى له، والعقاب الذي سيحل به.

في عنوان هذا المزمور في الترجمة السبعينية يقول إلى التمام، ويقصد إتمام الأشرار لشرهم، وإتمام المسيح للخلاص بموته على الصليب، كما أتم داود الذي هو رمز للمسيح احتمال الأشرار، وخيانتهم، وإنقاذ الله له.

اقتبس سفر أعمال الرسل من هذا المزمور، ويؤكد أن كاتبه هو داود وتحقق هذا المزمور في خيانة يهوذا الاسخريوطى (أع1: 15-20).

لا يوجد هذا المزمور في صلوات الأجبية.


(1) بغضة الشرير للبار (ع1-5):



1- يَا إِلهَ تَسْبِيحِي لاَ تَسْكُتْ
2- لأَنَّهُ قَدِ انْفَتَحَ عَلَيَّ فَمُ الشِّرِّيرِ وَفَمُ الْغِشِّ.
تَكَلَّمُوا مَعِي بِلِسَانِ كِذْبٍ
3- بِكَلاَمِ بُغْضٍ أَحَاطُوا بِي، وَقَاتَلُونِي بِلاَ سَبَبٍ.

تعود داود الصلاة كل يوم وتسبيح الله، حتى إذا حلت به ضيقات، لأن حياته هي الصلاة. ولكن يطلب هنا من الله أن يتدخل لينقذه من الضيقة التي يمر بها. إذ أن أخيتوفل أشار على أبشالوم، وساعده ليقتل أباه داود.

يصف داود أعداءه بثلاث صفات هي الشر والغش والكذب؛ كل هذا تعبير عن كراهيتهم له، رغم أنه لم يسئ إليهم.

هذه الآيات نبوة عن المسيح الابن الوحيد الذي حياته هي الصلاة، وحديث دائم مع الآب، وفى نفس الوقت واجه خيانة من تلميذه يهوذا وهياج أمته اليهودية عليه، وكراهية الكهنة، والكتبة، والفريسيين له، وشرهم وخداعهم، وكذبهم الذي حاولوا به اصطياده بكلمة مرات كثيرة، ولكنهم عجزوا، فلفقوا تهمًا كثيرة له، وفى النهاية صلبوه ظلمًا.



4- بَدَلَ مَحَبَّتِي يُخَاصِمُونَنِي. أَمَّا أَنَا فَصَلاَةٌ
5- وَضَعُوا عَلَيَّ شَرًّا بَدَلَ خَيْرٍ، وَبُغْضًا بَدَلَ حُبِّي.

أحب داود كل من حوله حتى من عادوه مثل شاول، ولكن الأشرار قاموا عليه، ليس فقط شاول ومن معه، بل أيضًا ابنه أبشالوم ومشير داود الذي هو أخيتوفل. وجازوا محبة داود بخيانة وشر، وذلك يظهر مدى انغماسهم في الشر، إذ يكرهونه مع علمهم أنه برئ ويحبهم. ومن ناحية أخرى ظل داود يحبهم ويصلى لأجلهم دائمًا، لذا قال أما أنا فصلاة.

هاتان الآيتان نبوة عن المسيح الذي أحب تلاميذه وكل الجموع، وعمل معهم معجزات كثيرة، واعتنى بهم بتعاليم متنوعة. أما هم فقاموا عليه بمساعدة وخيانة تلميذه يهوذا الاسخريوطى، وظل المسيح يصلى لأجلهم، وينبه يهوذا ليرجع عن شره.

† ليتك تنظر إلى محبة المسيح لتتعلم الحب وتتعوده في كل علاقاتك. وإن أخطأ إليك أحد تظل تصلى لأجله وتحبه لعله يتوب، فتستمر طوال حياتك في الصلاة والتسبيح والحب.


(2) أجرة الشرير (ع6-20):



ع6: فَأَقِمْ أَنْتَ عَلَيْهِ شِرِّيرًا، وَلْيَقِفْ شَيْطَانٌ عَنْ يَمِينِهِ.

الشرير الذي يقيمه الله هو الشيطان، ويقف عن يمينه؛ أي يأخذ الإنسان الشرير قوته؛ لأن اليمين يمثل القوة. وهذا الكلام نبوة عما سيحدث لأخيتوفل مشير داود، أو الأمة اليهودية، أو يهوذا الإسخريوطى. ويمين الإنسان الروحي في يد الله، كما كان مع داود (مز16: 8). ولكن إن رفض الله وأصر على الرفض يحل الشيطان مكانه؛ لأن الله يتخلى عنه، ويسلمه للشيطان الذي يأخذ قوته ومواهبه. فقد كان يهوذا تلميذًا مقربًا للمسيح، وخرج مع التلاميذ وشفى مرضى، وأخرج شياطين، وعاين عن قرب أعمال المسيح، وكلامه؛ ثم صار الشيطان عن يمينه؛ لأنه رفض الله، وتحول الشيطان خصمًا له، وعذبه، وقاده للإنتحار.



ع7: إِذَا حُوكِمَ فَلْيَخْرُجْ مُذْنِبًا، وَصَلاَتُهُ فَلْتَكُنْ خَطِيَّةً.

يواصل داود نبوته عن أخيتوفل، أو الأمة اليهودية، أو يهوذا الأسخريوطى، فيعلن أنه إذا تقدم للمحاكمة في يوم الدينونة فيصير مذنبًا، ويعاقب بالهلاك الأبدي. وإذا تضرع إلى الله وقتهذا لا تقبل صلاته، لأنه قد فات الأوان.

هذا الشرير في حياته إذا حاكم نفسه أمام ضميره سيكتشف أنه مذنب. وإذا صلى وهو مصر على الخطية، فلا يستفيد منها شيء. ويهوذا عندما ندم بعد تسليم المسيح تبدو ندامته أنها صلاة ولكنها كانت يأسًا، وأدت به أن شنق نفسه.



ع8: لِتَكُنْ أَيَّامُهُ قَلِيلَةً، وَوَظِيفَتُهُ لِيَأْخُذْهَا آخَرُ.

يتنبأ داود عن هذا الخائن بأن أيام عمره تصير قصيرة؛ فأخيتوفل ويهوذا كل منهما شنق نفسه (2 صم17: 23؛ مت27: 5) والأمة اليهودية دمرها تيطس الروماني عام 70 م، إذ خرب أورشليم وقتل من اليهود مليون ونصف.

وظيفة هذا الشرير كانت وظيفة عظيمة يأخذها آخر. فأخيتوفل حل محله حوشاى الأركى (2 صم17: 14) ويهوذا الأسخريوطى حل محله متياس الرسول (أع1: 26)، والأمة اليهودية حلت محلها كنيسة العهد الجديد التي انتشرت في كل مكان.



9- لِيَكُنْ بَنُوهُ أَيْتَامًا وَامْرَأَتُهُ أَرْمَلَةً

10- لِيَتِهْ بَنُوهُ تَيَهَانًا وَيَسْتَعْطُوا، وَيَلْتَمِسُوا خُبْزًا مِنْ خِرَبِهِمْ.
11- لِيَصْطَدِ الْمُرَابِي كُلَّ مَا لَهُ، وَلْيَنْهَبِ الْغُرَبَاءُ تَعَبَهُ
12- لاَ يَكُنْ لَهُ بَاسِطٌ رَحْمَةً، وَلاَ يَكُنْ مُتَرَأِفٌ عَلَى يَتَامَاهُ
13- لِتَنْقَرِضْ ذُرِّيَّتُهُ. فِي الْجِيلِ الْقَادِمِ لِيُمْحَ اسْمُهُمْ
14- لِيُذْكَرْ إِثْمُ آبَائِهِ لَدَى الرَّبِّ، وَلاَ تُمْحَ خَطِيَّةُ أُمِّهِ
- لِتَكُنْ أَمَامَ الرَّبِّ دَائِمًا، وَلْيَقْرِضْ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ.

يحل الشر والخراب على التابعين لهذا الشرير، رغم أنه لم يذكر في أي مرجع وجود زوجة، أو أبناء ليهوذا الاسخريوطى. ولكن إن كان له زوجة وأبناء قد ساروا في الشر متعلمين منه، تحل عليهم كل هذه اللعنات، فتصير إمرأته أرملة؛ لأن يهوذا شنق نفسه، وأولاده أيتامًا لموت أبيهم. ويصير أبناؤه فقراء فيستعطوا، ويحل بهم الخراب. والمرابى الذي يصطاد تعبهم هو الشيطان، والغرباء هم الشياطين. ولا يرحم أحد نسله، أو يعطف عليهم؛ لأنهم أشرار. ويموت نسله ولا يبقى من يخلد ذكراه. ويعاقب والديه الأشرار اللذين علماه الشر.

إن لم يكن ليهوذا زوجة وأبناء، فنسله هم أفعاله وأفكاره، أو كل من يسلك في الشر مثله، فتأتى عليه كل اللعنات السابق ذكرها. وهذا ينطبق أيضًا على أخيتوفل.

وإذا طبقنا هذا على الأمة اليهودية فيكون المرابى والغرباء هم تيطس وجنود الرومان، الذين دمروا أورشليم، وقتلوا اليهود، وكل من اضطهد اليهود على مر الأجيال مثل هتلر الألمانى.



16- مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ أَنْ يَصْنَعَ رَحْمَةً،

بَلْ طَرَدَ إِنْسَانًا مِسْكِينًا وَفَقِيرًا وَالْمُنْسَحِقَ الْقَلْبِ لِيُمِيتَهُ
17- وَأَحَبَّ اللَّعْنَةَ فَأَتَتْهُ، وَلَمْ يُسَرَّ بِالْبَرَكَةِ فَتَبَاعَدَتْ عَنْهُ
18- وَلَبِسَ اللَّعْنَةَ مِثْلَ ثَوْبِهِ، فَدَخَلَتْ كَمِيَاهٍ فِي حَشَاهُ وَكَزَيْتٍ فِي عِظَامِهِ
19- لِتَكُنْ لَهُ كَثَوْبٍ يَتَعَطَّفُ بِهِ، وَكَمِنْطَقَةٍ يَتَنَطَّقُ بِهَا دَائِمًا
20- هذِهِ أُجْرَةُ مُبْغِضِيَّ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، وَأُجْرَةُ الْمُتَكَلِّمِينَ شَرًّا عَلَى نَفْسِي.

سبب كل المصائب واللعنات التي قد تأتى على الشرير هو ظلمه للمسكين والفقير وحرمانه من كل قوة أو معونة، ويقصد المسيح، أو داود. هكذا صنع يهوذا، أو أخيتوفل، أو الأمة اليهودية. فأتت عليهم اللعنات التي اشتهوها؛ لأنهم اشتهوا الشر. والشر ملتصق باللعنة، فلبسوا الشر كثوب، بل لبسوه أيضًا كرداء خارجي كمعطف، وتمنطقوا به، أي تشددوا للعمل بالشر. فدخل إلى أحشائهم، وعظامهم، أي تمسكوا بالشر من داخلهم، وهو أفكارهم ومشاعرهم، ومن الخارج الذي هو أفعالهم. وأتت اللعنة عليهم، أي تعذبوا من الداخل والخارج، ولا ينتظرهم في النهاية إلا العذاب الأبدي. هذه هي أجرة من يتشبث بالشر، فيصبح من طبعه ويصعب جدًا أن يتركه؛ حتى لو توجع داخله من الاضطراب والقلق، فيرفض صوت الله، ويتمادى في الشر حتى الموت، كما شنق كلا من يهوذا وأخيتوفل نفسيهما؛ لأنهما أحبا الشر، فأتت عليهما اللعنة التي هي النتيجة الحتمية للشر، وبالتالي تباعدت عنهم بركة الله الذي رفضاه بإرادتهما ولم يحباه. فأخيتوفل رفض مكانه العظيم كمشير لداود، ويهوذا رفض أعظم شيء وهو تلمذته للمسيح ورسوليته.

† لا تتهاون وتقبل الشر ولو كان صغيرًا لئلا يتسلل إلى داخلك، ويخدعك الشيطان فتحبه ويسيطر عليك تدريجيًا؛ حتى لا تستطيع أن تسمع صوت الله، ويستمر تباعدك عنه فتخسر حياتك.



(3) الله ينجي المسكين (ع21-31):



21- أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ السَّيِّدُ فَاصْنَعْ مَعِي

مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ. لأَنَّ رَحْمَتَكَ طَيِّبَةٌ نَجِّنِي
22- فَإِنِّي فَقِيرٌ وَمِسْكِينٌ أَنَا، وَقَلْبِي مَجْرُوحٌ فِي دَاخِلِي.

إن كان داود تكلم بروح النبوة عما سيحدث لأخيتوفل، أو ليهوذا الإسخريوطى، لكنه لا ينشغل بالشر وجزائه، بل يتقدم باتضاع أمام الله ويصلى طالبًا الرحمة والنجاة من يد الأشرار. ويظهر في صلاة داود أمران:

أ - اتضاعه، إذ يقول "من أجل اسمك"، ويصف نفسه بأنه فقير ومسكين، ومجروح في داخله.

ب - إيمانه بالله الرحيم والقادر أن ينجيه.

هاتان الآيتان نبوة عن آلام المسيح وصليبه؛ لأن داود هو رمز للمسيح. فيقول المسيح كإبن الإنسان، أي نائبًا عن البشرية، وهو يحدث الآب، طالبًا الرحمة والنجاة؛ لأنه في صورته الإنسانية فقير ومسكين وقلبه مجروح، لأنه سيحمل كل خطايا العالم عليه، والكل قد تركه، وتلميذه قد خانه، وسيتحمل كل العذابات من أجل خلاصنا. فيطلب معونة الآب ورحمته في آلامه، إذ عبر عن قسوة الآلام بقوله في بستان جثسيماني "شئت أن تجيز عنى هذه الكأس" (لو22: 42).



23- كَظِلّ عِنْدَ مَيْلِهِ ذَهَبْتُ. انْتَفَضْتُ كَجَرَادَةٍ
24- رُكْبَتَايَ ارْتَعَشَتَا مِنَ الصَّوْمِ، وَلَحْمِي هُزِلَ عَنْ سِمَنٍ
25- وَأَنَا صِرْتُ عَارًا عِنْدَهُمْ. يَنْظُرُونَ إِلَيَّ وَيُنْغِضُونَ رُؤُوسَهُمْ.

ينغضون:
يهزون رؤوسهم استهزاءً وسخرية.

يشبه داود حياته بكل ما احتمل من أتعاب أنها قصيرة ومرت كظل، فقد مات داود عن سبعين عامًا. ويشبه نفسه ايضًا بجرادة، وهي حشرة خفيفة ترتعش أمام الريح التي تحملها. هكذا أيضًا كان داود يتألم نفسيًا، فكأنه يرتعش من داخله.

ويعلن أيضًا داود أنه التجأ إلى الله بأصوام كثيرة، وكان يأكل طعامًا نباتيًا مطبوخًا بالزيت. ومن كثرة الأصوام ضعف جسمه، وارتعشت ركبتاه وقد كان جسمه ممتلئًا وسمينًا، فأصبح هزيلًا ونحيفًا. حتى أن أعداءه استهزأوا به، وأصبح مثالًا للعار والسخرية. كل هذا يذكره داود ليبين ضعفه باتضاع أمام الله، طالبًا معونته.

هذه الآيات نبوة عن المسيح الذي ظهر في الجسد ضعيفًا كالجرادة وارتعش نفسيًا من كثرة الآلام، ومرت حياته سريعة، فمات شابًا له من العمر حوالي ثلاثة وثلاثين عامًا. وضعف جسمه فأصبح هزيلًا من الأصوام، وكذا من الآلام والجلد، وصار مثالًا للعار عندما علق على الصليب، وكان اليهود يهزأون به، وينغضون رؤوسهم (مت27: 39؛ مر15: 29). كل هذا احتمله لأجلنا، ويطلب معونة الآب ليكمل الفداء.



26- أَعِنِّي يَا رَبُّ إِلهِي. خَلِّصْنِي حَسَبَ رَحْمَتِكَ

27- وَلْيَعْلَمُوا أَنَّ هذِهِ هِيَ يَدُكَ. أَنْتَ يَا رَبُّ فَعَلْتَ هذَا.

يطلب داود معونة الله بحسب رحمته الكثيرة، فهو يثق في رحمة الله غير المحدودة. وإذ يرى أعداؤه قوة الله التي تحميه يعلمون أهمية السلوك بالبر وعناية الله بالأبرار، لعلهم يتوبون عن شرهم، ويرجعون لله.

هاتان الآيتان أيضًا نبوة عن المسيح الذي يتكلم بلسان البشرية، وهو مقبل على آلام الصليب، فيطلب معونة الآب ورحمته؛ ليعلم الذين يضطهدونه أنه ابن الله المسيا المنتظر؛ حتى يؤمنوا به، ويفهموا أن الآلام والصلب هي إرادة الله لخلاص البشرية.



28- أَمَّا هُمْ فَيَلْعَنُونَ، وَأَمَّا أَنْتَ فَتُبَارِكُ. قَامُوا وَخَزُوا، أَمَّا عَبْدُكَ فَيَفْرَحُ.

29- لِيَلْبِسْ خُصَمَائِي خَجَلًا، وَلْيَتَعَطَّفُوا بِخِزْيِهِمْ كَالرِّدَاءِ.

يعلن داود أن أعداءه يلعنونه، وهو يباركهم، كما فعل شاول وأبشالوم به، أما هو فكان يسامح شاول، ويشفق على ابنه أبشالوم. فكان في سلام وفرح مع الله من أجل محبته. ولعل عمل الله مع داود وحمايته له يخزى أعداءه، فيخجلون ويصيرون في خزى، لعلهم بهذا يتوبون. فداود لم يطلب هلاكًا لهم، بل خزى فقط، ليرجعوا عن شرهم.

اليهود اضطهدوا المسيح، وحاولوا قتله مرات كثيرة، ثم قبضوا عليه، وعذبوه، وصلبوه، أما هو فكان يهتم بهم، ويشفى مرضاهم، ويطعمهم. وعندما أتموا كل شرهم بصلبه صاروا في خزى عندما رأوه قد قام من الأموات. ولعل هذا كان يجعلهم يتوبون، ويؤمنون به، أما هم فقد أصبحوا في خزى من أجل شرهم، وهو في فرح من أجل إتمام الفداء على الصليب، هم يكرهونه وهو يحبهم ويموت لأجلهم.



أَحْمَدُ الرَّبَّ جِدًّا بِفَمِي،
وَفِي وَسَطِ كَثِيرِينَ أُسَبِّحُهُ.
لأَنَّهُ يَقُومُ عَنْ يَمِينِ الْمَسْكِينِ،
لِيُخَلِّصَهُ مِنَ الْقَاضِينَ عَلَى نَفْسِهِ.

في ختام المزمور يشكر داود الله، ويسبحه ليس في مخدعه فقط، بل وسط جماعة اليهود أثناء عبادة الله، وذلك لأن الله وقف بجانبه، ونجاه من يد شاول وأبشالوم، وكل أعدائه.

المسيح بموته وفدائه للبشرية يقدم بذبيحة نفسه أعظم تسبيح أمام الآب وكإبن الإنسان يشكره لأنه وقف بجانبه، وانتصر على كل الشياطين التي كانت تحاول إيقاف الفداء. ولذا فالكنيسة التي هي فم الله على الأرض تسبح الله دائمًا على عنايته ومحبته.

وإن كان الشرير مثل يهوذا يقف الشيطان عن يمينه، فنجد هنا الآب يقف بجوار الإبن، والمسيح يقف بجوار كل مؤمن يعانى من أتعاب في الأرض.

† ثق أن الله بجوارك عندما تحيط بك الآلام حتى لو قام عليك كل من حولك. فاعلم أن الله أقوى من الكل، وقادر أن يخلصك من أيديهم فيمتلئ قلبك فرحًا وتسبيحًا، أما هم فيخزون لعلهم يتوبون.

 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024